الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2008, 07:28 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت

    الفن، الخيال العبقري جدير بأن يعيد صياغة الحياة على نحو
    مغاير.

    كنت طفلاً كأطفال قرانا في ذلك الوقت يحاصرنا أهلنا الذين
    كانوا يروا في الأطفال مشاريع طاقة تحتاجها زراعتهم
    التي يعتمدون عليها – بعد الله – في كل شيء.

    كان أحد أهل القرية ورغم أنه مزارع ولكنه صاحب رؤية
    مختلفة عن الآخرين .. كان يصرف غالب دخله من الزراعة
    في شراء الكتب، ويعيرها للشباب والأطفال، ويسألهم رأيهـم
    فيما قرأوا ويحاول توجيههم، كان يقول أن الكبار (الفيهم
    خلاص أتعرفت) نحن نؤمل على الأطفال والشباب، ليتنا
    لو قدرنا كلامه ذاك حق قدره وتلقينا منه جرعة معرفية
    كافية، ولكن اللعب في ضوء القمر، وحصار الأهل لنا
    لقلع البصل أو لقيط الطماطم والعجور كان يأخذ جـل
    وقتنا، وكان .. وكان .. المهم أن الرجل أعطاني قصة
    اسمها الأفريقي وطلب مني قراءتها وفعلت ولا زالت
    تفاصيل تلك القصة ترقد في ذاكرتي كمعان عميقة دقيقة
    سأوردها وربما يظهر من قرأها فيوردها لنا هنا كاملة
    وإليكموها .. من ذاكرة مثقّبة:
                  

06-02-2008, 07:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تبدأ في كوخ إفريقي في منطقة ريفية فقيرة يعمل فيها
    النساء والرجال والأطفال جنباً إلى جنب لكسب قوتهم،
    ولم يكن في تلك المنطقة لا مدرسة ولا مركز صحـي
    ولا يحزنون .. بطل القصة شاب اسمه (X) وقد حكى
    الكاتب القصة على لسان هذا الـ (X) يقول:

    كان لي عشرة من الإخوة البنات والأولاد .. تسعـة
    أكبر مني وواحد أصغر، لم يكن بينهم من دخل مدرسة.

    في أحد الأيام لبس والدي بدلته الكاكي الوحيدة والتي
    لا يلبسها إلا لأمر جلل أو لمقابلة العمدة، وطلب مني
    أن البس حذائي فعرفت أني صاحب الشأن الجلل، وبعد
    لحظات أبلغني والدي أنه سيأخذني لمكان بعيد للدراسة،
    رقصت أمي وجميع أخواتي وإخواني، كانت أمي وأبي
    أكثر فرحاً من إخوتي، كان عمري عشرة سنوات
    ليس لدي شهادة سن ولكن رأسي كان يصل لأعلى باب الكوخ
    وقد عرفت لاحقاً (أن من يصل رأسه لأعلى باب الكوخ
    فهذا يعني أن عمره عشرة سنوات)، سرنا ليومين كاملين
    لم ننم خلال إلا سويعات قليلة في الطريق حتى وصلنا
    لمكان مختلف، المدينة التي بها المدرسة، دخل والدي
    على المكان الذي فيه المعلمات (كان فيه معلمتين بيضاوين)
    لم أر في حياتي شخصاً أبيض .. بياضهن تخالطه حمرة
    وددت لو لامستهن، وتحدث والدي للمعلمتين واشارتا
    عليه بالمكان (الفصل) الذي يأخذني إليه، وأبلغني
    أنه سيحاول أن يتدبر أمر سكني في هذه المدينة بشكل
    أو آخر .. دخلت الفصل وذهب والدي على أن يحضر
    لي آخر اليوم.

    نواصل
                  

06-02-2008, 08:08 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    دخلت علينا إحدى المعلمتين وتحدثت بلهجة محلية مرحبة
    بي وأني ولد كويس جيت من مكان بعيد من أجل العلم
    وطلبت من الأولاد أن يصفقوا لي وشعرت بالزهو لم
    يحدث أن صفق لي أحد، ثم تحدثت المعلمة عن أنها وزميلتها
    تحتاجان أحد التلاميذ ليكون معهن بالمنزل لزوم غسيل
    الملابس والمراسيل والحاجات البسيطة وانهن سيوفرن له
    الطعام لقاء ذلك وقالت لو أي واحد فيكم ممكن يقعد معانا
    يرفع يده .. فرفعت يدي وفي بالي أبي الذي ذهب ليبحث
    عن مكان أقيم فيه وها هو المكان مع نساء بيض بيضتهن
    تخالطها حمرة وددت لو لامستها.

    قالت لي المعلمة: إنتا يا شاطر ممكن تقعد معانا؟
    أجبتها: أيوه
    لم يكن غيري من تلميذ يرغب في إجابة طلب المعلمة
    فغالبهم يقيمون لدى أهلهم وأهلي مسيرة يومين لسائر
    نشط.

    جاء والدي وأخبرته فامتلأت عيونه فرحاً بعد أن تعب
    في الحصول على سكن لي دون جدوى وقابل المعلمات
    وأبلغنه الموضوع فرحب به، وطلبتا منه أن يأخذني معه
    لأودع إخوان وأمي وأحضر ما يتيسر من أغراضي،
    وعدنا أدراجنا لمسيرة اليومين .
                  

06-02-2008, 08:12 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    رجعت ووالدي بروح جديدة وعند إبلاغ والدتي وإخوتي
    بالنبأ بدأوا برقص جديد شاركهم فيه والدي هذه المـرة
    (يبدو أن والدتي ووالدي كان أكثر فرحاً لانه قد لاح أن
    أحد الأفواه التي يطعمونها قد أنسد) .. كانت أمي ترقص
    وهي تحمل صندوقها الذي كانت تضع فيه القطع النقدية
    المعدنية وتهزه بعد كل فترة وكلما زادت كشكشته
    إزدادت إبتسامتها إتساعاً ، ولكن في ذلك اليوم أفرغته
    لي لأخذه ما بداخله معي للمدينة . جمعنا حاجاتنا وارتحنا ليومين
    وغفلنا راجعين للمدرسة والإقامة مع النساء البيض،
    لم أقل لكم أني لم أكن أعرف أن هنالك بشر بيض وكان
    لقائي بالمعلمات هو أول مرة أرى فيها إنسانا غير
    أسود!! كنت أحسب أن كل البشر سود مثلنا!!!
                  

06-02-2008, 08:23 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كان لوجودي مع المعلمات فرصة أكبر من بقية زملائي
    التلاميذ لتلقي المعرفة وتجويد دروسي ومراجعتها والاستعانة
    بهن متى شئت حيث لم يكن لديهن شاغل طوال أيام الأسبوع
    سوى الأكل والنوم والراحة، وكن يرحبن بمساعدتي بعد أن
    أظهرت مقدرة المضطر في تجويد غسيل ملابسهن وكويها
    ولم أفلح في الطبخ بالطريقة التي يرغبن فيها ولكنهن كنا
    راضيات عني وراض عنهما لا يضايقني إلا ذلك الشاب
    الأبيض الذي يأتيهن في عطلة نهاية الأسبوع فلا يتيح لي
    معهن أي وقت، وكنت مندهشاً لماذا يأتيهن ذلك الشاب
    كل نهاية أسبوع طوال سنوات وجودي معهن لم يتخلف
    ولا مرة ويدهشني أكثر السعادة الكبيرة التي تغمرهـن
    عند حضوره والحزن عندما يغادر .. لقد عرفت متأخراً
    جداً لماذا كن يسعدن بمقدمه .
                  

06-02-2008, 08:42 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    مرت الأعوام وحققت تفوقاً في دراستي، وعشت حياة
    مختلفة مع المعلمات وتغير سلوكي وبدأت عبقريتي
    تظهر لمن حولي .. وكنت لا أسافر لأهلي إلا مرة
    واحدة في السنة ولأيام قليلة، وعند الامتحان للمدرسة
    العليا كنت المتفوق الوحيد الذي يعطى منحة الدراسة
    المجانية وذهبت لأهلي برفقتي المعلمات اللائي طلقن
    في القرية حالة من الفرح والدهشة وابلغتا أهل القرية
    بنجاحي وما يتوقع لي من مستقبل زاهر، وأنهن سترافقاني
    للمدرسة العليا وتلحقاني بها وما لم تقولاه أنهن وبعد إلحاقي
    بالمدرسة العليا ستعودان لمكان عملهما في نهاية الأسبوع
    لملاقاة الشاب الأبيض الذي سيكون بانتظارهن .

    كان السفر للمدينة التي توجد بها المدرسة العليا الوحيدة
    بالبلد بالقطار .. وكانت كل قريتنا في محطة القطار
    وانا ووالدي وأمي وأخوتي والمعلمتين والجميع في حالة
    من الفرح العارم .. وعند وصول القطار توجهت
    المعلمتان للدرجة الأولى وتوجهت وأبي للدرجة المخصصة
    للسود في بلادي. ومن داخل القطار كنت أرقب الجموع
    تموج ونساء القرية اللائي يرقصن فرحات بنجاحي
    ووسطهن أمي ولسان حالها يقول:

    (أنا والدة الولد الذي نجح ولأجل وداعه للالتحاق بالمدرسة
    العليا جاءت هذه الجموع الهادرة) تحرك القطار صوب
    مدينة المدرسة العليا.

    بعد حين وصلتني رسالة من والدي مع أحد أهل القرية
    كتب فيها الآتي:

    أبني الحبيب – تحياتي،

    أمك وإخوتك بخير وكل الناس يسألون عنك ويؤملون
    فيك وقد تسلقت شجرة عالية (شجرة العلم)، فلو وصلت
    وأكلت لوحدك ستصيبك التخمة وتموت، وإن حققت
    أماني المؤملين فيك ووضعت قضاياهم نصب عينيك
    فهذا هو المؤمل، وإن لم تصل فستصيبك لعنة من
    ينتظرونك والسلام.
    والدك
    ولم أنس وصية والدي أبداً
    انتهى ما أتذكرة من القصة وربما أعود لو استيقظت
    الذاكرة وإلا فهذا ما جادت به.
                  

06-02-2008, 09:12 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كملت وختمت ؟؟
    ولا هناك بقية كلما تذكرت حكاية
    ايها الأفريقي العربي
    لك المحبة ومنك الحكايات
    ومنا السمع
    والطاعة
    والمودة
                  

06-02-2008, 12:26 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: محمد سنى دفع الله)

    أستاذنا السني - لك التحيات الطيبات أيها
    الواقف على أقدامه ممسكاً بمظلة للشماسـة
    يحلم بشق الطريق لعالم إنساني.. واصل سيرك
    عسى أن يلهمنا طول الحفر الإستنارة لنستقيم
    على جادة وطن يوفر ظلا لكل أبنائه.

    الإفريقي، قصة بسيطة موحية في زمان كان الأمل
    أخضرا وكذا القلب، فنحتت نفسها في وجداني
    مثل ذلك العم - يرحمه الله - المزارع البسيط
    الذي كان كـ (نبي) يبث الوعي وسط أبناء الفقراء
    في قرانا لم يفل من إرادته ضيق ذات يده ولا
    رأي الناس بأنو زول (مجنون وما عنده شغله)

    كان يحاول غرس بذرة وعي ، وظل كذلك حتى ذهب
    في طريقه وهو راض عن نفسـه التي حققها بما
    قدم (فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان).. مودتي
    يا السني.
                  

06-02-2008, 02:16 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    حاول ذلك الرجل أن يخرجنا من ضيق
    أفق حياتنا الريفية البسيطة، لنرى
    العالم عبر تلك الكتيبات التي كان
    يختارها بعناية ويقتطع لها من عرق
    كده لأسرته مالاً حلالا عزيزا، فالأفريقي
    لم يكن إلا قطرة في بحر مكتبة ذلك
    الرجل (غير العادي) فقد ذخرت مكتبته
    بما لا يتيسرفي غيرها من مكتبات ذلك
    الزمان، رغم أنك تجده مستلقياً على الأرض
    تحت شجــرة الحراز وكلتا يديه على
    رأسه كالنائم، لقد كان يحمل هم عالمه
    وهموم الآلاف الأطفال .. كيف يفتــح
    لهم عالم الوعي في واقعهم البسيط!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de