|
|
 الحل .. في الهيئة الرياضية المدرسية !!
|
نجيب عبدا لرحيم
[email protected]
لا يختلف اثنان في أن الرياضة بشموليتها ومكوناتها المتعددة تعد ركناً أساسياً في أي منظومة جماهيرية في عصرنا الحالي؛ لكونها أصبحت مرآة تعكس مستوى التقدم الحضاري والثقافي الذي تصنف به المجتمعات التي باتت ترتبط بالرياضة حسب النظرة الشعبية السائدة في العالم؛ فالبرازيل وإستوانيا وجامايكا على سبيل المثال حظيت بشهرة واسعة بين كثير من دول العالم؛ إذ تفرد لها الصحف والقنوات الفضائية مساحات كبيرة تتناول من خلالها تاريخها ومناطقها السياحية ومواردها وموقعها الجغرافي؛ وذلك بفضل رياضييها الذين لفتوا إليها أنظار العالم.
وضمن محاولاتنا للحاق بهذا العالم المتقدم في هذا المجال (الرياضة)، فإنني أتساءل خاصة بعد إلغاء (د. كش) رئيس الاتحاد العام لكرة القدم درجة الناشئين في الأندية وهو قرار غير مدروس.. لماذا لا تكون الرياضة المدرسية من أهم ثلاثة مفاهيم في المنظومة الرياضية؛ (التربية البدنية، النشاط البدني، الرياضة)؛ فالتربية البدنية تهدف إلى التربية من خلال وعاء البدن، والنشاط البدني يهدف إلى الصحة والترويح، أما الرياضة فهي تهدف إلى المنافسة بمختلف أنواعها ومراحلها السنية، فلا نريد أن تكون الرياضة المدرسية تائهة بين هذه المفاهيم.
ما نلاحظه أن هناك عزوفاً كبيراً عن المشاركة الفاعلة في حصص التربية البدنية من طلاب المراحل المتوسطة والثانوية، على الرغم من قلة عددها، فهناك قصور في الإمكانات والمنشآت وفتور في حماس المديرين والمعلمين، والنتيجة: حصص تربية بدنية غير فاعلة، ونشاط رياضي لا هدف له، ورياضة مدرسية تنافسية معتمدة على لاعبي الأندية.
نعتقد جازمين أن الاتحاد العام مشغول بتسيير برامجه المقلوبة للأندية وافتعال الأزمات معها بقراراته التعسفية، ووزارة التربية والتعليم لديها من الأولويات ما يشغلها طوال العام.
عليه لابد من إعداد معلم التربية البدنية مهنياً بما يتناسب مع ما يقوم به من واجبات وما يتحمله من مسؤوليات داخل المدرسة وخارجها، فضلاً عن توفير ملاعب وأدوات وأجهزة ووسائل تعليمية.
وفي هذا السياق نقترح إنشاء هيئة مدرسية للأنشطة الرياضية تتبع لوزارة التربية والتعليم، بجانب تأسيس مكاتب رياضية في الولايات يتكون أعضاؤها من مدارس الولاية، على أن تضم الهيئة الرياضية المدرسية في عضويتها ممثلين عن وزارة التربية والتعليم ، وممثلاً من كل ولاية في الهيئة الرياضية المدرسية وأن تقوم الهيئة بتنظيم بطولة كأس التعليم بأن تقام فعالياتها في العاصمة مقر الهيئة وتشارك فيها منتخبات مدارس الولايات على مستوى القطر، يتم من خلالها إختيار العناصر الجيدة لضمها إلى المنتخب المدرسي الذي تشرف على إعداده الهيئة المدرسية للأنشطة الرياضية للمشاركة في بطولة المدارس الدولية.
كما تقوم الهيئة بتكوين لجان مساعدة منها لجنة للأعلام تقوم بتأسيس صحيفة رياضية خاصة بنشر أخبار ونشاطات المدارس الحكومية والأهلية وإنشاء موقع إلكتروني خاص بالنشاط الرياضي والثقافي ولجنة للتسويق تقوم بمخاطبة الشركات خاصة شركات الأغذية والعصائر والألبان والملابس الرياضية والاتصالات لرعاية الأنشطة والمنافسات الخاصة بهذه الشريحة الكبيرة وتساهم بالاستثمار في تشييد المنشآت الرياضية؛ ملاعب كرة القدم والصالات والمسابح وعدم الاكتفاء برعاية المسابقات والمباريات للأندية والإغفال عن الشريحة الأهم.
ومن هذا المنطلق سوف تظهر المواهب القادمة من المدارس بثقافة وأسلوب فني وتربوي راقٍ، وسيظهر البون شاسعاً بكل تأكيد داخل المستطيل الأخضر بينهم وبين اللاعبين الذين لم يتدرجوا من المراحل السنية.
ونستطيع من خلال المنافسات المدرسية بناء المنتخبات بصورة جديدة ومغايرة ستقطف إن شاء الله ثمارها لسنوات قادمة ولا ترتهن إلى عنصر ولا عنصرين أو ثلاثة مما يساهم ذلك في اجتثاث معركة التسجيلات الخاسرة التي تستنزف الأندية فيها كل مواردها في جلب لاعبين محدودي الفكر والمستوى الفني، وهم السبب في رأينا وراء تخلف الكرة السودانية وبعدها عن البطولات.
ولا بد أن يصاحب ذلك فتح مدارس رياضية جنباً إلى جنب مع المدارس النظامية؛ وذلك لاستيعاب الفاقد التربوي (خريجي المتوسط والثانوي) ويدرس فيها الطالب اللغتين العربية والأنجليزية والتاريخ والثقافة العامة وفنون كرة القدم والألعاب الأخرى مما يشجع ذلك الطلبة المتقدمين للجامعات على الالتحاق بالمعاهد الرياضية التي تؤهل الطالب للحصول على شهادة عليا في التربية الرياضية تكون جواز مرور لتأهيل عال وإبتعاثه خارج الوطن لمزيد من التأهيل في (البرازيل، ألمانيا، رومانيا).
ولإنجاح هذه الخطوة لابد من التركيز على النقاط الآتية:
• إنشاء معهد للتربية الرياضية في كل ولاية ما أمكن والاستعانة بالخبرات الأجنبية التي سبقتنا في هذا المجال.
• خلق علاقة تعاقدية بين الطالب والمدرسة يوظف ريعها للبرامج الرياضية ولمزيد من الدراسات والتأهيل.
• إتاحة الفرصة لقدامى اللاعبين الذين فاتهم قطار التعليم للالتحاق بهذا النوع من المدارس شريطة أن يستوعبوا في مدارس خاصة تناسب أعمارهم.
هذا مجرد مقترح مطروح لكل الرياضيين والتربويين والمختصين لإبداء ملاحظاتهم وآرائهم للإضافة أو الحذف حتى نصل إلى ما نصبو إليه.
|
|
 
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست