|
|
 ناتسيوس يدعو للحفاظ على وحدة السودان ويصف احتيطاته النفطي بأنّه" الأكـبر في العـالم"
|
مسؤول أميركي سابق يحذر من انهيار السودان
ناتسيوس رسم سيناريو قاتما لتفكك السودان (الفرنسية-أرشيف)
حذر المبعوث الأميركي الخاص السابق للسودان من أن انهيار هذا البلد الأفريقي الكبير وتفتته ستكون له تداعياته الأمنية والاقتصادية الخطيرة على المنطقة برمتها إلى جانب ما ستنجم عنه من مشكلات إنسانية.
وقال أندرو ناتسيوس في مقال بعنوان "ما بعد دارفور.. انزلاق السودان نحو حرب أهلية" نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية في عدد مايو/يونيو "إن انفراط عقد السودان قد يقوض استقرار جاراته التسع, بما فيها تشاد وليبيا الغنيتان بالنفط ومصر وإثيوبيا حليفتا الولايات المتحدة, لما سيسفر عنه من تدفق جموع اللاجئين إلى ما وراء حدوده واجتذاب جماعات خطرة إلى المنطقة".
ووصف ناتسيوس -الذي عمل مبعوثا خاصا لإدارة الرئيس بوش إلى السودان بين عامي 2006 و2007- النتائج المترتبة على ذلك الانهيار المحتمل بأنها ستكون خطيرة. ذلك أن السودان -رغم تواضع إنتاجه النفطي حاليا- يملك احتياطيا نفطيا لم يستغل هو الأكبر في العالم برأي مهندسي البترول.
فإذا انقطعت تلك الشحنات فجأة عن الصين والهند وماليزيا وزبائن السودان الرئيسيين الآخرين, فإن تلك الدول ستسعى للحصول على إمداداتها النفطية من أماكن أخرى مما سيدفع أسعار الخام إلى الصعود وكذا تكلفة البنزين المباع للأميركيين.
وفي ضوء تلك المخاطر, يرى المبعوث السابق أن هدف الحكومة الأميركية الإستراتيجي الرئيسي في السودان ينبغي أن يتمثل في إبطاء عوامل التفتت قبل فوات الأوان "إلا أن التأرجح بين المغامرة الأيديولوجية المحمومة لتخليص السودان من حزب المؤتمر الوطني المذموم والتعامل العملي الذي يحض على التدرج في الإصلاح هو الذي يقيد سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان".
وقال إن الحكومة الأميركية لا تجيد تغيير أنظمة الحكم في أي مكان ومن ثم يصبح تبديل النظام في السودان -وهو أكبر حجما وأكثر تعقيدا من أفغانستان والعراق- أمرا في غاية الصعوبة.
وخص ناتسيوس في مقاله حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالنقد اللاذع واصفا بنيته الأساسية "بالضخامة والتعقيد والوحشية." لكنه استدرك قائلا إن اختفاء هذا الحزب عن الوجود لن يكون بهذه البساطة لأنه عندها سوف لن يجد مكانا يلجأ إليه.
وزعم أن النظام القديم السائد في السودان والذي يتحكم فيه من سماهم "عرب نهر النيل" لن يختفي هكذا بهدوء إذا لم يجد له مخرجا.
"فإذا أطيح بحزب المؤتمر الوطني بالقوة فإنه سيعيد تشكيل نفسه على الأرجح سرا في صورة مليشيات قبلية وعصابات إجرامية. وما لم يتم تمثيل مصالح عرب نهر النيل في أي حكومة ائتلافية أو محمية ببعض الترتيبات الدستورية, فإن ما سيتبقى من الحزب سيحاول التسلل لزعزعة استقرار النظام الجديد".
ودعا ناتسيوس حكومة الولايات المتحدة إلى تبني سياسة تجنح نحو إشراك حزب المؤتمر الوطني في النظام الجديد, مشيرا إلى أن تلك السياسة هي الوحيدة التي تتوفر لها فرصة للنجاح.
ومضي إلى القول إن عرض حوافز لنظام الخرطوم على تجاوبه وتعاونه هو الأسلوب الأكثر فعالية على الأرجح من ذلك النهج القائم على معاقبة العاصي.
وتأسيسا على ذلك, يقترح كاتب المقال أن تعرض واشنطن على الخرطوم إمكانية تطبيع العلاقات معها كحافز لها إذا اتخذت خطوات لتسوية أزمة دارفور والتزمت فعليا بتنفيذ بنود اتفاقية السلام الشاملة مع جنوب السودان.
المصدر: الصحافة الأميركي
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست