|
|
 أهي ملحمة الفداء أم ملحمة الخزئ والعار !!؟
|
أهي ملحمة الفداء أم ملحمة الخزئ والعار !!؟
عبدالغني بريش اللايمى 0000 الولايات المتحدة الأمريكية 00
احتفل نظام الإنقاذ المقبور والمأفون في الخامس عشر من مايو 2008 في مدينة ام درمان وبالقرب من مسجد الخليفة عبدالله التعايشي بملحمة سماها بملحمة الفداء ، مدعياً انه انتصر انتصارا باهرا بقدرة عصاباته ومليشياته ومافياته على القوات الغازية ( قوات حركة العدل والمساواة ) ، واستعرضت مليشيات النظام وعصاباته القمعية عضلاتها أمام الجماهير الشعبية التي حضرت الحفل منخدعة بالشعارات الجوفاء التي يرفعها النظام وأزلامه 0
أستغل النظام احداث العاشر من مايو 2008 00واختار ( الخامس عشر من مايو \ آيار 2008 يوما للاحتفال بالنصر المزعوم ) ، وخصص مبالغ مالية ضخمة من نصيب الشعب السوداني لإستعرض عضلاته ، ويعلق الأوسمة والنياشين لجنرالاته الذين فشلوا في توفير الأمن والاستقرار للمواطنين السودانيين ، وعجزوا عن التصدي لقوة عسكرية صغيرة قطعت الالاف الكيلومترات لتستهدف ام درمان الموقع الحصين " للنظام " 00 كما وزع الإنقاذ في هذه المناسبة بعض " الألقاب الوهمية" على قتلة ، ومختطفو الشعوب السودانية ، وساجنو المناضلين من أبناء السودان الشرفاء ، و المساومين الانتهازيين وسط الأحزاب السياسية ، على حساب شعوبنا السودانية المسكينة التي لا حول ولا قوة لها 0
تحت عنوان " ملحمة الفداء " افتتحت عصابات الإنقاذ الحفل في ميدان مسجد الخليفة عبدالله ، وتلى أحد الشيوخ المضللين على مسامع الجماهير آيات من القرآن الكريم 00 وبدأت الاحتفالات بعرض عسكري مضحك 00 ومن ثم قام عدد من قادة مليشيات النظام بتعريف الناس بالعربات والاسلحة التي يدعي النظام باستيلاءها من قوات حركة العدل والمساواة المهاجمة لمدينة ام درمان 00 ومن ثم جاء عمر البشير ليس ليخطب في الجماهير الغفيرة المغشوشة التي حضرت الحفل بل ليرقص لأكثر من عشرة دقائق أمام الملأ ليغادر مكان الحفل بعد الإنتهاء من رقصـــــــته 00 ويا لرئيس هزلي !! 0
انهم استغلوا الوضع السياسي الملتهب بعد احداث ام درمان ، ليعلنوا برنامجهم للإنتقام من حركة “ العدل والمساواة السودانية” مستندين على الدعم الكبير الذي وجدوه من التنظيمات السياسية الطائفية " كحزب الأمي " بزعامة الصادق المهدي ، وعدد من ديناصورات البلاد الدينية والعشائرية والقبائلية 00 ومن جهة أخرى استغل النظام مشاعر التدين وعوامل الجهل والأمية المنتشرة بنسب عالية بين الشعوب السودانية ، بالإضافة إلى يأس المواطن السوداني ليرسل رسالته الإنتقامية لحركة العدل والمساواة وكل الحركات الدارفورية الأخرى 0
كل هذه الظروف والعوامل كافة، هيأت المناخ المناسب لنظام الإنقاذ المقبور ليحول هزيمته الكبيرة في عقر داره الى نصر إلهي ممجد أطلق عليه ( ملحمة الفداء ) 00 أرايتم أيها السادة والسيدات كيف تضلل وتستغفل الأنظمة شعوبها في وضح النهار !! 0
في ظل راية " الإنتقام " التي ترفعها الحكومة ضد حركة العدل والمساواة التي هاجمت ام درمان 00 ارتكبت في العاصمة القومية أبشع وأفظع الجرائم بحق ابناء دارفور عموما 00 فقدت معها بوصلة الإنسانية في سودان اليأس الحارق لكل نبتة أمل 00 وتبقى العناوين المخادعة البراقة المضللة عالية 00 وتبقى كل الأعمال التي يقوم بها نظام الإنقاذ مفتقرة لأية سمة من سمات الوطنية ،،،،،،،،،،،،،،،
ولا نعتقد ان عاقلا ما يتمتع بحس المسؤولية الوطنية والإنسانية يصفق لحكومة الإنقاذ 00 وهي تستعد ان تقوم بعملية انتقامية كبيرة ضد حركات دارفور المسلحة 00 ولا عاقلا ومسئولا ووطنيا ايضا يتفق مع حكومة تعيش في حالة انفلات من كل القيم والمبادئ الإنسانية 00 ولا مسلماً حقيقيا ولا مؤمنا صادقا يصدق ان ما تسميه الحكومة بالغنائم هي فعلا ( غنائم ) حسب التعريف الإسلامي للغنيمة 00 لأن الغنائم تعرف بأنها ما يؤخذ من العدو عن طريق القتال ؛ وقد نظم الدين الاسلامي تقسيمها وفرق بينها وبين الفيء وجعل اربعة اخماس الغنيمة توزع على المقاتلين والخمس لولي أمر المسلمين ليصرفه في مصارفه الشرعية المحددة 00 فالمعركة التي دارت في ام درمان لم تكن بين مسلمين وكفار 00 بل كانت بين طائفتين مسلمتين اختلفتا على أمور الدنيا وحصل بينهما قتال ولا مجال هنا للحديث عن الغنائم وما ادراك ما الغنائم 00 انه الضحك على الذقون وممارسة النفاق والجهل والظلام 0
ان الملاحم التاريخية التي تثير الإعجاب وتستحق الإلتفات هي تلك التي تدور رحاها بين الأعداء 00 كالمعارك التاريخية التي خاضاها الابطال في الثورة المهدية مثلا 00 والمعارك اللاحقة ضد الاستعمار الأجنبي ،، 00 ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار ما جري في ام درمان في العاشر من آيار \ مايو 2008 ملحمة تاريخية ، لأن المسألة ببساطة لا تعدو كونها شأن داخلي داخلي 00 ومشاجرة بين طائفتين مسلمتين أدت الى تبادل لإطلاق النار والقتل المتبادل 0
ان الإنقاذيين يتلاعبون عمداً بالإســــــــــلام وبمشاعر المسلمين السودانيين وعواطفهم لتسجيل نقاط سياسية رخيصة 00 وذلك من خلال الهتافات والخطابات البلاغية ، واطلاق اتهامات من هنا وهناك ضد كل من يطالب بحقوقه بحمل السلاح ، ومن خلال اطلاق نعوت كالخائن والعميل ضد المعارضين السياسيين 00 انهم يعتقدون ان الشعوب السودانية قد تحولت الى قطيع ، يجري وراء انفعالات وغرائز هذا النظام المقبور ، كما انهم يعتقدون ان هذه الشعوب انعدم فيها التفكير او التحليل للاوضاع السياسية الراهنة ، لذلك فإن ما تقوم به حكومة البشير منذ احداث ام درمان هو تكريس لسياسة الخزئ والعار 00 الضحك على الذقون 00 وسياسة غسل الادمغة وتعطيلها لتنساق كالقطعان وراءها 0
ان ما سمتها حكومة الإنقاذ بملحمة الفداء واقامت الدنيا من أجلها ولم تقعدها 00 ليست ملحمة بكل المعايير 00 انما هي مجرد محاولة منها لتغطي على فشلها وعجزها عن حماية المواطن السوداني البسيط وتوفير الأمن له 00 وانه لماسأة حقا ان تتحول الهزائم هكذا الى انتصارات وملاحم تاريخية يحتفى ويحتفل بها 00 انه من الفضيحة ان تتاجر حكومة الانقاذ بآلآم الشعوب السودانية وتحول ما حدث في العاشر من مايو \ آيار 2008 الى ملحمة تاريخية 0
إن ثقافة الخوف هي التي دفعت بصنّاع السياسة السودانية من صقور الإنقاذ ، إلى تسويغ فكرة "ملحمة الفداء " ، وبتسويق رواية زائفة حول الغنائم ، ولعلّ هذه الأكاذيب ايضا هي التي دفعت بعض القوى السياسية السودانية المعارضة الى التوقيع على اتفاقات ثنائية بينها وبين الحزب الحاكم - " الاتفاق الموقع بين البشير والصادق المهدي " مثلا 00 اذن ليس هناك أي مكان للحديث عن الملاحم التاريخية في حالة أحداث ام درمان في العاشر من آيار \ مايو 2008 فارحمنا يا نظام الإنقاذ.
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
ابراهيم بقال سراج
وإلباس قضية دارفور كلها هذا الحكم الغريب الذي يخرجها من إطارها العادل الذي أحس بأنني الآن أكثر إيمانا به من عبدالغني نفسه! هل هذا جنون أم عقلانية زائدة منه؟؟
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست