أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 11:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2008, 08:48 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟

    أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟

    محمد موسى جبارة


    [email protected]

    استوقفتني عبارة ترويع الآمنين التي كُثر استعماله غداة الغزو المسلح الذي قادته حركة العدل والمساواة على مدينة أمدرمان...فقد اثبت أهل المركز بترديدهم لتلك العبارة عدم حساسية مفرط حيال الذي يحدث في دارفور والذي حدث في جنوب السودان على مدى نصف قرن من الزمان.

    ترويع الآمنين ينبغي أن يكون مرفوضا في كل زمان ومكان وليس في امدرمان وحدها. فعندما تقوم طائرات الأنتنوف برمي حممها على حسكنيته والطينة لتقتل أمراة تعد طعام بائس لإبنائها ليصبحوا بدورهم وليمة لتلك الطائرات، اوليس ذلك بترويع للآمنين؟

    إذا أمعنا النظر في هذه العبارة في سياق ما حدث في العاشر من مايو، نجدها تنضح بالجهوية والعنصرية وكل ما هو مرذول من صفات التعالي والترفع على ألآخر..كما أنها تؤلب جزء من السكان على الجزء الأخر بوصفهم مخلوقات دون مستوى البشر، ولإدركنا لماذا يحمل أهل الهامش كل ذلك القدر من الضغينة على المركز. فالمسألة ليست مسألة تقسيم ثروة وسلطة فقط، بل هي فوق ذلك ومعه الإعتراف بإنسانية أهل الهامش وبأنهم اناس يستحقون ما نستحق من معاملة، سواء كانوا فور او زغاوة او مساليت، او كانوا من قبائل جنوب السودان او شرقه.

    كلتومه إمرأة من الهامش عاشت على هامش الحياة في محطة سبعة بإمتداد الدرجة الثالثة. لم تكن تدري أن القدر يتربص بها وسيقصف حياتها بقذيفة آر.بي.جي. وافدة مع القوات الغازية التي قادها السيد الصادق المهدي انطلاقا من ليبيا في الثاني من يوليو 1976 . لقد كنا شهودا على ذلك الغزو الذي اطُلق عليه غزو المرتزقة وقد كان حقيقةً كذلك، لأن تمويله لم يأت إلا من دولة كانت تريد ايضا السيطرة على مقاليد الأمور في السودان عن طريق سيطرتها على قادة ذلك الغزو... فالارتزاق لا يكون بالجنود وحدهم بل استطراداً بالتمويل والعتاد والتشوين والتوجيه والإستلاب. وقد اشترك في ذلك الغزو كثيرون ممن هم في السلطة الآن، لكنهم لا يعترفون بأن ذلك كان ارتزاقا وخدمةً لأجندة أجنبية كتلك التي يوصف بها خليل إبراهيم اليوم.

    تعرفنا على تفاصيله عن كثب بحكم عملنا بديوان النائب العام، وإذا لم يتم التخلص من وثائق ذلك الغزو كما حدث لوثائق أخرى كثيرة، لوجد الناس بين اضابيرها ما يدعو إلى الدهشة...

    لم يستهدف ذلك الغزو السكنات العسكرية، فقد كان عملا عشوائيا طائشاً قتل إلى جانب كلتومه وآخرين من الآمنين، استاذا جامعيا حضر لتوه من بعثة لدراسة الإقتصاد. لم يكن الرجل محاربا ولا علاقة له بنظام مايو سوى أن اخاه كان رئيس هيئة اركان الجيش السوداني الذي كان اسما على مسمى قبل أن يصبح جيشاً عقائديا...

    هذا الدكتور الذي قُتل في سريره، لم نسمع كلمة اعتذار واحدة له او لأهله من قِبَل الذين اهدروا روحه دون ذنب جناه. أما كلتومه فلم تكن تتوقع أن يعيرها أحدهم نظرة أو يترحم على روحها التي ذهبت سُدى، فهي إمرأة ومن الهامش.

    فعندما تدور الحرب بعيدا عن ديارك ولم يكن أحد ابنائك او اخوتك مشاركا فيها تصبح مجرد خبر تتناقله وسائل الإعلام.

    كان هذا حال الحرب في فيتنام بالنسبة للأمريكيين الذين لم يشعروا في بادئ الأمر بأن هناك اناس آمنون يتم ترويعهم بآلة الحرب الإمريكية الجبارة وبقنابل النابالم المحرمة دوليا. لم يشعروا بوطئة الحرب إلا بعد أن بدأت النعوش تأتيهم طائرة كل يوم وبعد أن استنفرت الإدارة الإمريكية كل الشباب للقتال في فيتنام. فبدأ الهمس في كل منزل وبلدة وعرف الشباب أن الدور سيأتيهم لخوض حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. عندها رفضوا الخدمة العسكرية الإلزامية وخرجوا من فصولهم الجامعية للشوارع واجبروا إدارة نيكسون على توقيع اتفاق الهدنة مع الفيت كونج في باريس.

    الحرب في فيتنام لم تكن إنتصاراً للفيتناميين فحسب، بل كانت في المقابل إنتصارا لوعي الشعب الأمريكي في مواجهة صقور البيت الأبيض والبنتاغون. وليتنا نمتلك جزءا قليلا من ذلك الوعي في تعاطينا مع الذي يحدث في دارفور...

    في حرب الجنوب، كانت مئات الأرامل تثكل يومياً ومئات الأبناء يفقدون اباءهم كل ساعة ويتم تدمير الأرض وحرقها كل يوم، رغم ذلك لم نحرك ساكنا ولم يتحدث أحد منا عن ترويع الآمنين، وكأن هذه الصفة لا تنطبق على أهل الجنوب الذين أمتلأت بهم العاصمة فراراً من المعارك، وكذا كان الأمر في دارفور طيلة الخمس سنوات الماضية حيث تؤكد التقارير الرصينة بأن عدد الموتى تجاوز الثلاثمائة ألف نسمة جلهم من الآمنين، إذ لا يستوى عقلاً ومنطقاً أن يكون هناك ثلاثمائة ألف محارب ولا ينتصرون حتى لو حاربوا بأياديهم العارية. وهو رقم يفوق عشرات المرات عدد القتلى الفلسطينيين منذ دير ياسين وإلى يوم احتفال الدولة العبرية بعيدها الستين.

    لم نحس بوطئة حرب الجنوب إلا بعد أن دخلت كل قرية وحي وحوش، وصار الميت ليس أبن الجيران بل ابننا نحن، وبدأ القوم يزفون قتلى الشمال في سيرة عرس إلى بنات الحور حتى نضبت "كوتة" السودان منهن. استيقظ الناس فجأة وعرفوا أن الموت ليس "لولدٍ في فريق شُلك العرايا"، حسبما كانت جداتنا يتمنين عندما يموت عزيز لديهن. رغم ذلك لم يخرج شخص واحد في طرقات الخرطوم للتنديد بتلك الحرب كما خرجوا في الاربعاء الفائت منديدين بما حدث في أمدرمان، ولم يهرول أي من القادة السياسيين لتقديم النصح لقيادة الإنقاذ بالكف عن الظلم وهو أمرٌ أمر به الرسول الكريم عندما قال انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً... وقادتنا الطائفيون لهم من الإلمام بالدين ما يجعلهم يفهمون ماذا عنى الرسول "ص" بنصرة الأخ الظالم.

    لقد كان لي رأي واضح في الحرب الطرفيه ورد في مقال بجريدة الخرطوم تحت عنوان "يوم خرجت السمكة من الماء"...كان تعليقا على تفجير جيش الأمة لخط انابيب البترول عند قرية الهودي شمال شرقي عطبره. وقتها أدنت ذلك العمل ووصفته بالعبثي في مخالفة صريحة لرأي التجمع الوطني الذي احتفى به كعمل بطولي. وتساءلت حينذاك عن جدوى صرف مبلغ ربع مليون دولار يوميا في حرب طرفيه لن يتأذى منها سوى أهل الهامش بينما أصل المشكلة في الخرطوم... فالُسلطة رغم بهرجها دنيئة وأهلها أجبن من أن يضحوا بحيواتهم من أجلها، لذا تراهم أول من يختبئ عندما يقع الدواس... وهذا ما حصل بالفعل عند غزو المرتزقة حيث أدرك جعفر نميري أن الكلام قد دخل الحوش، فأسرع في انجاز المصالحة الوطنية التي بموجبها اصبح السيد الصادق المهدي عضواً في المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي.

    إذا ما الذي يمنع خليل إبراهيم من القيام بنفس العمل ليهز هيبة السلطة ويفقدها الغطرسة التي ظلت تحكم بها السودان على مدى عقدين من الزمان؟

    خليل اتاكم يا سادتي غازيا قطرة من العنف الذي حقنتم به شرايين التاريخ منذ إن استباحت جحافلكم الأنس الجميل في قاعة الإمتحانات بجامعة الخرطوم في السادس من نوفمبر 1968، ومنذ أن حولتم الحرم الجامعي الوادع إلى حلبة للقتال بالسيخ وزجاجات الملوتوف...إنه نتاج زرعكم الذي غرستموه في معسكرات الدفاع الشعبي وساحات الفداء وقتل الأسرى في حرب الجنوب...ومن يزرع الشوك لا يجني العنب...

    لقد استطاع على الأقل أن يدق ناقوس الخطر ويوقظ الناس من سبات استمرأوه. ومهما كانت مآلات تلك العملية أو مصير الذين نفذوها، فقد تقود ردة الفعل العنيفة إلى المحاولة مرة أخرى مع تعديل في التكتيك الذي أُتبع في تنفيذها... فخليل إبراهيم يعرف كواليس الإنقاذ والإنقاذيين جيدا وإلا لما تجرأ بقيادة الهجوم بنفسه في وضح النهار. وهو أمر يجب أن يأخذه المسؤلون بالجدية اللازمة ويسعوا لإيجاد حل للمشكلة التي لا أرى سببا واحداً لتركها على ما هي عليه.

    مطالب أهل دارفور واضحة وعادلة ومشروعة ويجب تلبيتها دون مزيد من ترويع الآمنين أين كانوا.

    وهرولة البعض نحو الإنقاذ لن تزيد القوم إلا خبالاً على خبالهم، فلقد أزفت ساعة الحقيقة وعرف الناس أن الجميع يجب أن يتمتع بالأمن وليس سكان الخرطوم وحدهم.

    لقد كان ملفت للنظر أن تتصدى للغزو الأجهزة الخاصة وتحسم الموقف دون الإستعانة بالقوات المسلحة إلا لماماً، وهي رسالة موجهة للداخل مفادها عدم امكانية تغيير ميزان القوة الحالي أياً كانت نتيجة الانتخابات المفترضة... وربما استوعب البعض ذلك الأمر جيداً فبدأ موسم الهجرة إلى أحضان الإنقاذ...

    على كلٍ لقد تغيرت خارطة العمل السياسي في مجملها خلال العشرين سنة الماضية، وبرزت قيادات وقواعد تملك القدرة على الفعل وتجازف بحياتها من أجل قناعاتها ولن يتم خداعها بشبرٍ في الجنة...خرجت دارفور بكاملها عن الطاعة، سواءا الزرقة التي حملت السلاح للدفاع عن نفسها أو القبائل العربية التي استمالتها الإنقاذ فأصبح ولاؤها لها. كما خرج الشرق من عباءة الطائفة وحمل السلاح مطالبا بحقه في السلطة والثروة...

    في ذمة التاريخ إذن ذلك الحزب الذي كان عدد نوابه يفوق المئين داخل البرلمان، ووداعاً لذلك التفوق العددي الذي ما زالت احزاب الطوائف تدعيه رغم مضي عقدين من الزمان على بقائها على هامش الفعل السياسي حتى لم يعد يعرفها من هو في العقد الثالث من عمره. فقد صار الأمر بيد الجبهجية الذين يملكون المال والسلاح، لذا لا بد من إتكاءة على أقواهم سلطة وأكثرهم ثروة...
                  

05-24-2008, 09:18 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟ (Re: هشام مدنى)

    up



    مع تحياتى
                  

05-25-2008, 03:06 PM

العوض المسلمي
<aالعوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟ (Re: هشام مدنى)

    الاخ هشام مدني تحياتي وامتناني


    Quote: على كلٍ لقد تغيرت خارطة العمل السياسي في مجملها خلال العشرين سنة الماضية، وبرزت قيادات وقواعد تملك القدرة على الفعل وتجازف بحياتها من أجل قناعاتها ولن يتم خداعها بشبرٍ في الجنة...خرجت دارفور بكاملها عن الطاعة، سواءا الزرقة التي حملت السلاح للدفاع عن نفسها أو القبائل العربية التي استمالتها الإنقاذ فأصبح ولاؤها لها. كما خرج الشرق من عباءة الطائفة وحمل السلاح مطالبا بحقه في السلطة والثروة...


    لقد تغيرت الخارطه نعم ولكن هل تغير الانسان في نظرته للامر الجديد
    وهل من السهوله لاحزاب استيعاب هذا التغير
    لا اظن شيئا من هذا يحدث
    وتظل مشكلتنا في الانسان السوداني وكيفية معالجته للامور
                  

05-25-2008, 03:30 PM

Adam Omer
<aAdam Omer
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 4478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟ (Re: العوض المسلمي)

    يا هشام الموضوع دا نزلو قبل كدة ثلاثة اشخاص


    الاسبوع الفائت انت ما متابع ؟


    و محمد موسى حيكون معانا غريب
                  

05-25-2008, 08:53 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟ (Re: Adam Omer)

    الأخ العزيز ادم عمر...تحياتى

    والله ما تابع فعلا لكن المقال اعجبنى وتناول الاحداث بطريقة مختلفة عن الكثيرين

    لذلك قلت انقله هنا ونتعرف على المزيد من خلال المداخلات


    ومؤكد وجود الأخ الاستاذ محمد موسي فى المنبر العام بكون اضافة قيمة ومهمه

    سعيد جدا بحضوره هنا

    تحياتي وتقديري واحترامي
                  

05-25-2008, 08:38 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أَوَلم تكن كلتومه من الآمنين، سيدي الإمام!!؟ (Re: العوض المسلمي)

    الأخ العزيز العوض المسلمي..تحياتي ..والف حمدلله على السلامة غيابك طال الفترة السابقة والجميع يسأل

    فى تقديري فى السودان فى ازمـــــة ضمير ومنذ زمن بعيد ..

    هى سبب كل مشاكل السودان ...

    الا تتفق معى في ذلك

    تحياتى وتقديري واحترامي لك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de