لتنـشيط الـذاكرة و38.... عامآ للوراء ( 1969 ): اليوم 25 مـايـو ... هـل تـذكره?.

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2008, 09:09 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لتنـشيط الـذاكرة و38.... عامآ للوراء ( 1969 ): اليوم 25 مـايـو ... هـل تـذكره?.

    1- الاسـم: انقلاب 25 مايـو 1969،
    -----
    2 - الـضبـاط الذين قـاموا به : مـجـموعـة الـضـباط الأحـرار،
    -------------------------
    3 - مـكان الانـقلاب: خـور عـمـر بامـدرمان،
    ---------------
    4 - أسـماء قادة الانـقلاب:
    -------------------
    أ) جـعـفـر الـنـميـري،
    ب) ابوالقاسـم مـحـمد ابراهـيـم،
    ج) زين العابدين محـمد احـمد عـبـالقادر،
    د) بابـكرالنـور،
    هـ) خـالـد حـسـن عباس،
    ح) هـاشـم الـعطا،
    ط) مـامون عـوض ابـوزيـد،
    ك) فاروق عـثـمان حـمـد اللـه،
    ل) ابوالقاسـم هـاشـم.

    مـن هـو جـعـفر مـحـمـد نـمـيـري:
    -------------------------------

    1 - ولد نميري في مدينة ام درمان في السادس والعشرين من ابريل (نيسان) عام 1930 من والدين هما: محمد نميري، وآمنة نميري اللذان قدما قبل زواجهما الى ام درمان من بلدة ود نميري في الشمال بالقرب من مدينة دنقلا من اجل لقمة العيش، وقبل ان يتزوج والده عمل جندياً في «قوة دفاع السودان» لكنه بعد الزواج ترك العمل في الجيش واختار العمل ساعياً في شركة سيارات. وعندما افتتحت الشركة فرعاً لها في واد مدني انتقل والده الى الفرع واستقر به المقام هناك مع اسرته التي باتت تتكون من الاب والأم وثلاثة ابناء هم: مصطفى، ونميري، وعبد المجيد الذي توفيَّ وهو في الرابعة والعشرين من عمره.

    2 - قالت والدته يوما عندما سألها نميري عن سر اختيارها هي ووالده اسم جعفر لمولودهما الثاني، فقالت انها رأت في حلم اثناء حملها به بأنه اذا جاء المولود ذكر تسميه جعفر تيمناً بـ«جعفر الطيار» الذي هو جعفر بن ابي طالب شقيق الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

    3 - ويضيف نميري «تذكرت ما قالته الوالدة هنا بعدما اصبحت رئيساً للسودان حيث انني في الاشهر الثلاثة الاولى من بداية الترؤس كنت احلم يومياً بأنني اطير واسمع الناس من حولي يقولون: «شوفوا الزول ده (اي انظروا الى هذا الانسان) الذي يطير.

    4 - ويتذكر نميري كيف انه عندما انتقل والده ووالدته من ام درمان الى ودمدني انه في بعض الاحيان كان يقود بعض حمير اهل الحي وينظفها في مياه النيل، وان هذا العمل جعله محبوباً بين الناس وعمق في نفسه اهمية التعاون. كما يقول «كنت البارز في الالعاب، وغالباً ما كنت أرأس فريق كرة القدم عندما نمارس اللعبة في حي ودنوباوي». وفي هذا الخصوص، يقول نميري في حواراته الصحافية: «اتذكر قساوة الحياة التي عشناها. وأتذكر في الوقت نفسه كيف ان مرتب والدي عندما احيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات. وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على ان يعلمنا. عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فانه طلب من اخي الاكبر ان تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل».

    5 - تدافع الاخوان لتحسين حال الاسرة الفقيرة، فعمل مصطفى، الاخ الاكبر براتب قدره اربعة جنيهات شهرياً، وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا مدرسة «حنتوب الثانوية»، ولكن نسبة للظروف المادية الصعبة التي تواجه الاسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة.

    6 - ويقول في حديث مع فؤاد مطر في هذا الخصوص: «الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل عبارة عن اربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أرسل نصفه الى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله اخي الى الوالدين».

    7 - التحق ابن الاسرة الفقيرة بالكلية الحربية عام 1949، وانتابه شعور مزدوج بالفرح في موقعه الجديد لسببين؛ الاول: عندما «قبض» اول راتب وقدره جنيهان ونصف الجنيه لطالب الكلية الحربية، وخروجه من دائرة الاتكال والاعتماد على الاخرين، فضلاً عن انه اصبح في امكانه تقديم المساعدة لاسرته الفقيرة، وذلك بالاضافة الى إشباع حبه للعمل الشاق والحيوية والرجولة الموجودة في الحياة العسكرية.

    8 - ويروي نميري بأنه عندما تسلم المرتب للمرة الاولى اقتطع منه سبعين قرشاً ثم اشترى بجزء من المبلغ المتبقي حلوى ولُعُباً ومشى مسافة عشرة كيلومترات ليوفر ما كان يجب ان يدفعه مقابل الانتقال بالسيارة. ويضيف: «قدمت من هذا المرتب الحلوى واللعب الى اطفال العائلة الذين شعروا بأنهم ذاقوا حلاوة النقود التي حصل عليها ابن عمهم من الكلية الحربية». تخرج نميري في الكلية الحربية عام برتبة ملازم ثان، والتحق بالعمل في القيادة الغربية مركزها مدينة الفاشر. ويروي هنا: «عندما التحقت بالغربية شعرت بشيء من الهيبة بسبب ان العسكريين الذين يعملون في هذه المنطقة هم الاشد بأساً في السودان»، ثم تنقل نميري في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالا وجنوبا. واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير انه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه ان الامر ليس اكثر من وشاية وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق».

    9 - ولكن ظلت الجهات الامنية آنذاك ترصد لنميري تحركات ضد السلطة الحاكمة خاصة حكومة ما بعد ثورة اكتوبر التي اطاحت نظام الرئيس ابراهيم عبود، مما اضطرت السلطات اثر تواتر التقارير ضده الى نقله من الخرطوم الى كسلا بصورة اقرب الى النفي، ولكن رغم ذلك امرت حكومة الصادق المهدي المنتخبة بعد ثورة اكتوبر اقتياده من كسلا ووضعه في المحبس في احد معسكرات الجيش في الخرطوم. وجرى التحقيق معه حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد، وهو الراحل الدكتور خالد الكد، غير ان التحقيق لم يتوصل الى ما يجرِّم نميري في المحاولة الفاشلة.

    10 - ولكن كل ذلك لا يعني ان نميري لم يكن يفكر بصورة سرية وجادة في الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري لوضع حد لكل المخاطر وللتردي المتواصل للاوضاع في البلاد، وعليه عقد هو ومجموعته اجتماعات في الخرطوم وفي مدن اخرى. وبين معارض ومؤيد من الضباط للانقلاب انقض نميري على الحكومة المنتخبة وكان وقتها يعمل في المنطقة العسكرية بـ«جبيت» شرق السودان. ويَحكي نميري في ذكرياته ان محمد ابراهيم نقد، زميل دراسته في حنتوب والسكرتير العام للحزب الشيوعي جاء اليه في موقع ما في الخرطوم وأخذه الى منزل ليلتقي هناك بالقيادي الشيوعي والنقابي آنذاك الشفيع احمد الشيخ، وقال له الاخير: «انه يرى ان الظروف ليست مواتية على الاطلاق للقيام بحركة عسكرية».

    وبعد خروجه من المنزل، ساور نميري شعور بان خطة الانقلاب قد انكشفت، وعليه بدأ يسابق الريح والظروف لتنفيذ الانقلاب قبل إحباطه من جهة ما، وكان اللقاء قبل 48 ساعة على ساعة الصفر المحددة في الخطة. ويقول نميري في حوار صحافي سابق «كان لابد ان نمنع الحزب الشيوعي السوداني من الوشاية بالحركة فقدمنا ساعة الصفر «24» ساعة، وقمت بحركة تكتيكية حيث انني سألت عن منزل عبد الخالق محجوب وتوجهت اليه مساء اليوم الذي تم في فجره التحرك.. طرقت الباب ففتح احد الاشخاص سألته عن عبد الخالق، فنادي عليه، جاء عبد الخالق وصافحني وكان يرتدي ملابس منزلية، وقادني الى احدى الغرف في الداخل لم أتركه يتكلم، وبدأت الحديث على الفور فقلت له: «انني جئت لأبلغه بان تنظيم الضباط الاحرار نفذ الخطة واستولى على السلطة في الخرطوم.. ان منزلك محاصر وسيتم اذاعة البيان الاول خلال ساعات، كما انه تم الاستيلاء من جانب عناصرنا التي ترتدي الثياب المدنية على جميع المرافق الاساسية في العاصمة، وان اي تحرك او اتصال من جانبك او حتى الخروج من المنزل قبل السابعة صباح غد، سيُعرِّض حياتك الشخصية للخطر.. وحاول عبد الخالق ان يعلق، ولكني لم اعطه فرصة، وغادرت المنزل مرتاحاً الى النتائج حيث انني لاحظت على وجه عبد الخالق وأنا احدثه ملامح الخوف والفزع الشديد. وما دام رد فعله على هذا النحو، فمعنى ذلك انه لن يتحرك».

    توالت الأحداث سِراعا من بعد الى ان استولى نميري على السلطة بسهولة في صباح 25 مايو عام 1969. قبل نميري التعامل مع الحزب الشيوعي رغم انه يرى خلافات تسري في ساحة الحزب حول عملية الانقلاب نفسه، فيما تحمس فريق من الشيوعيين لنميري واطلقوا على انقلابه ونظامه «ثورية ماي». وغنى مغنيهم لنميري «يا حارسنا، ويا فارسنا، ويا نحنا.. ومدارسنا، كنا نفتيش ليك، جيت الليلة كايسنا». ثم غنى: «ابوعاج يا اخوي دراج المحن». و«بأدبيات الحزب الشيوعي والناصرية، نقض نميري كل برامج السنتين الاوليين من نظامه»، كما قال لـ«الشرق الاوسط» الصادق المهدي، زعيم حزب الامة المعارض، وأحد ألدِّ اعداء نميري المعروف بكراهيته للاحزاب التقليدية المعروفة بالطائفية، وان ثورة كهذه تعني اجهاضاً مبكراً للحركة الشعبية التي يقودها الحزب الشيوعي السوداني. ولكن شقة الخلافات بين نميري والشيوعيين توسعت بعد اقل من عام، حيث يري فريق منهم؛ وعلى رأسهم سكرتير الحزب آنذاك عبد الخالق محجوب، وفاروق حمد الله، وهشم العطا، وبابكر النور، وبينهم من هو ضد الانقلاب مثل الشفيع احمد الشيخ؛ ان نميري قد ضل الطريق وتحول بين ليلة وضحاها الى حاكم متسلط، فخطط فريق من هؤلاء بقيادة الضابطين هشم العطا وفاروق حمد الله لتنفيذ انقلاب على الانقلاب باسم «الثورة التصحيحة».

    11- ويروي نميري في هذا الشأن: «في هذه الاثناء طلب السماح له بالسفر الى لندن للعلاج فسمحنا له، وطلب السفر الى نيروبي فسمحنا له، لكنه سافر من نيروبي الى لندن، وأقام فيها. وفي الوقت نفسه بدأ هاشم العطا يقوم بتحركات مشبوهة، وهو في الخرطوم ويتصل بالضباط، فقررنا وضعه تحت مراقبة اجهزة الامن». وبعد ايام من الاحداث المتوالية ولعبة القط والفأر، وقع الانقلاب ضد نميري في حوالي الثالثة بعد ظهر يوم الاثنين 19 يوليو(تموز) 1971، وهو الانقلاب المعروف بـ«انقلاب هاشم العطا»، ولكن نميري وأعوانه احبطوا الانقلاب بعد اربعة ايام، «بسبب الخلافات التي سادت اضابير الحزب الشيوعي»، كما قال لـ«الشرق الاوسط» أحد الشيوعيين المشاركين في نظام نميري، طلب عدم ذكر اسمه. وفي رواية لنميري حول تفاصيل الانقلاب، قال «أمضيت في الغرفة بالقصر الجمهوري ايام «19 ـ 20 ـ 21 ـ 22» يوليو أتأمل وأفكر في كل ما اقدمت عليه في حياتي ولم اجد نفسي نادماً على شيء فعلته حتى انني لم اندم على رفعي المراقبة عن هاشم العطا». ونصب نميري لمدبري الانقلاب المجازر في منطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم، طالت بالاعدام كلا من: سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، هشم العطا، وفاروق حمد الله، والشفيع احمد الشيخ، وقائمة من المدنيين والعسكريين، وزُجَّ بالباقي في السجون، لتبدأ مرحلة العداء السافر الممتد بين الشيوعيين ونظام نميري.

    12 - ثم دخل نميري في مواجهة مع زعيم الانصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معتقله في «الجزيرة ابا» جنوب الخرطوم، وانتهت هي الاخرى بمجزرة ضد الانصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع اثيوبيا شرقا. وبذلك وضعت احداث الجزيرة حجر أساس متينا لخصومة طويلة بين الانصار ونميري. وقضى نميري بسهولة على الانقلاب الثاني بقيادة الضابط حسن حسين في سبتمبر (أيلول) عام 1975، ويقول حوله «انها محاولة محدودة ومعزولة والدليل على ذلك ان الذين اشتركوا فيها كانوا عبارة عن اعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود يجمعهم انتماؤهم العنصري الى منطقة واحدة». وفي عام 1976 خططت المعارضة السودانية من الخارج وتضم: الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة، ولكنه احبط، وقتل نميري المشاركين في الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على المحاولة «انقلاب المرتزقة». وفي خضم معاركه المباشرة مع خصومه في الاحزاب السودانية، لم ينس نميري اللعب بكل القوى التي تتيح له الفرصة للامساك بها.

    ويلخص الصادق المهدي في حديثه لـ«الشرق الاوسط» مسيرة نميري في انه «حاول ان يلعب كل الاوراق لأنه أصلا فارغ من اي مضمون آيديلوجي فأصابته موجة الانقلابات العسكرية التي اتسمت بها الدول العربية وقادها من يسمون انفسهم بالضباط الاحرار، فجاء على راس الشيوعيين واختلف معهم وعاملهم بوحشية واستهدى بمصر الناصرية ثم مصر الساداتية ولجأ الى الغرب وحاول ان يصالح الاحزاب وفشل، وهذا ما دفعه الى ولوج خط الاسلام بصورة لا تراعي ظروف السودان، فوقع الاستغلال المتبادل؛ هو يحتاج الى فكرة وهم يحتاجون الى واجهة، ولكن في خاتمة المطاف فشل التحالف مع الاسلاميين فدخل في صدام مع النقابات والأحزاب، فأسقطه الشعب عبر الانتفاضة في السادس من ابريل». ويضاف الى هذا ان نميري طوال الاعوام ما بعد انتهاء العلاقة بينه وبين الشيوعيين، رمى نفسه خارجيا في حضن الولايات المتحدة الى ان ذهب بغير رجعة.

    13 - ويقول نميري في هذا الصدد «منذ 15 عاماً كنا قد وضعنا خطة لأن يصبح السودان أميركا افريقيا لأننا نملك الأرض والناس والإمكانات ولنا علاقات دولية واسعة». ويرصد الموالون لنميري ايجابيات الرجل في انه جلب السلام للسودان لمدة عشرة اعوام عندما وقع مع المتمردين في جنوب السودان اتفاقا في اديس ابابا عام 1972، ولكن نسفه بنفسه عام 1983 لتندلع الحرب من جديد بين الشمال والجنوب.

    14 -- ورى مؤيدوه انه هو الذي أنهى موجة لعطش التي كانت تسود الريف السوداني لعهود بعيدة عندما نفذ برامج محاربة العطش في السبعينات من القرن الماضي، وانه اخرج شباب السودان من بيت الطاعة العمياء للطائفية. ويحكي الياس الأمين في هذا الخصوص، ان نميري قال لهم انه سعيد بمظاهرات اندلعت ضده اواخر عهده عرفت بأحداث شعبان، ومنبع سعادته ان من بين المتظاهرين تلاميذ مدرسة في «الجزيرة ابا» المعقل الرئيسي لطائفة الانصار التي يرفضها نميري بقسوة، وان تلك الخطوة من التلاميذ تعني ان مايو حررت سكان الريف من الطاعة العمياء للطائفية.

    15 - ويحسب له أنصاره انه أقام جملة مصانع للسكر ساهمت في دعم الاقتصاد السوداني. ويرد نميري على اسئلة الصحافيين في هذا الجانب بأنه «قد بنى وطناً عزيزاً سيداً». ويقول كنا «أكثر حكومة ديمقراطية أتت للسودان.. كان يمكن أن تزيد الديمقراطية فيها». أما خصومه، فيرون ان نميري هو الذي دمر السودان سياسيا واقتصاديا. وفي عهده بدأت رحلة تدهور النظام الاداري في السودان، وهو النظام الذي ساهم في بناء انظمة الكثير من الدول المجاورة قبل ان تطاله أيدي المخربين من نظام مايو. ويقولون انه ساق البلاد بدون فكرة محددة فوصل بها الى حدود الانهيار في كل شيء، ويتهمونه بممارسة العنف والارهاب ليس ضد المعارضين وانما ضد الذين يعملون معه من السياسيين. وتحكي مجالس الخرطوم ان نميري يعزل وزراءه فجأة عبر نشرة اخبار الثالثة ظهرا في الاذاعة السودانية بصورة درامية. ويُشاع بأنه يحتد في الحديث مع المسؤولين في حكومته يصل الى حد الضرب، ولكن نميري ينفي ما يشاع تماما، ويقول «انها فِرية.. انا اتخذ كل القرارات حسب الدستور والقانون». ويرى المعارضون ان من اهم الممارسات التي ساهمت في إسقاط حكم نميري محاولة ضرب النقابات، ثم ترحيل اليهود الفلاشا من اثيوبيا الى اسرائيل، واعدام زعيم الجمهوريين محمود محمد طه بصورة بشعة، والتطبيق التعسفي للقوانين الاسلامية، عندما تحالف مع الاسلاميين بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وأطلق على نفسه «إمام المسلمين».

    16 - على كل، سافر نميري في رحلة علاج الى واشنطن في الاسبوع الاخير من مارس (آذار) عام1985 ، فبلغت مسببات الغضب على نظامه درجاتها العليا. وخرج الناس الى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والاحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري في سنوات حكمه، فأعلن وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، انحياز القوات المسلحة للشعب، حين كان نميري في الجو عائدا الى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه نصحوه بتغيير وجهته الى القاهرة، لان «اللعبة قد انتهت». ومن آخر أقوال نميري في أمل إحباط النظام؛ تصريحات شهيرة أطلقها في القاهرة، جاءت فيها: «ما في زول يقدر يشيلني»، ولكن المنفى امتد اربعة عشر عاما، رقدت خلالها على طاولته اسئلة بلا اجابات، والدليل رده على سؤال ملح بعد عودته الى الخرطوم حول مَنْ الذي أسقط مايو هو: «لا.. أعرف!».
    -------------------------
    الـمـصـدر:
    --------------
    الحوش السوداني > الحوش الكبير > حوش " شخصيات ورموز ":
    http://www.al7oshalsudany.com/vb/archive/index.php/t-3356.html[/B]
                  

05-23-2008, 09:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لتنـشيط الـذاكرة و38.... عامآ للوراء ( 1969 ): اليوم 25 مـايـو ... هـل تـذكره?. (Re: بكري الصايغ)

    بابكر عوض الله : نعم كانت هنالك مجموعة ثانية
    تعد لانقلاب مماثل وأنا وعبد الخالق!!
    ------------------------------------------
    التاريخ: 22-1-1427 هـ
    الموضوع: الواجهة التلفزيونى


    برنامج في الواجهة مع مولانا بابكر عوض الله رئيس مجلس النواب الاسبق
    ونائب رئيس مجلس الثورة الاسبق ورئيس القضاء:
    ---------------------------------------------------------------

    بابكر : أنا كتبت بيان مايو ورشحت فاروق أبو عيسى للخارجية مع علمي بأنه شيوعي.

    كشف مولانا بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس مايو ورئيس الوزراء الاسبق تفاصيل بان الاسرار الدقيقة لانقلاب مايو منذ مراحله الاولى المتمثلة في الاعداد والتحضير وساعة الصفر وتناول بابكر في حديثه لبرنامج في الواجهة التلفزيوني الذي يعده ويقدمه الاستاذ /احمد البلال الطيب رئيس مجلس ادارة شركة اليوم ورئيس تحرير صحيفة اخبار اليوم اجتماعات المجموعات العسكرية التي كانت تخطط لقيام انقلاب دون علم تنظيم الضباط الاحرار بجانب اسباب غضب نميري منه ولقائه بجمال عبد الناصر وعدوله عن تقديم الاستقالة بعد ان ادلى نميري بتصريحات مناقضة لحديث بابكر في المانيا. والي مضابط الحلقة..

    رصد - ومتابعة أحمد سر الختم:
    ------------------------
    ولربط هذه الحلقة بالحلقة السابقة نبدأ بكيفية عقد اول لقاء بينك وفاروق عثمان حمد الله واسبابه؟.
    - بابكر عوض الله: المقابلة الاولى مع فاروق حمد الله جاء بعد مقابلتي للمرحوم الخواض لكي يتخذ قرارا اقل رأفة بشأن الضباط الا ان الخواض كان عسكريا ملتزما واوضح لي انه لا يقبل باي اخلال بالضبط والربط وانه عسكري ملتزم وقد عمل فاروق عثمان في المجلس البلدي عبر بند العطالة.. وقد زارتي فاروق حمد الله في مكتبي بالشركة عرفني بنفسه وشكرني بمحاولتي لحل مشكلة الضباط واخبرني بانه يريدني في موضوع اخر..

    لم يخطر ببالك انه يريد للاعداد لانقلاب؟.
    - بابكر عوض الله: حسبته يود سلفية من بنك ولم يخطر ببالي انه يرتب لانقلاب وقد وعدته باللقاء في المنزل وقد طلب مني فاروق بان نكون على انفراد وهذا يعني ان يتم اللقاء في السطوح.

    مقدم البرنامج: في ذلك السطوح ثم الاعداد لمايو.
    - بابكر عوض الله: نعم فقد طلب فاروق بان يكون اللقاء في مكان مستور بعد المغرب وقد ابتدر فاروق الحديث قائلا لي طبعاً بالك مشغول حول الذي اريد ان اخبرك به فقلت له نعم مشغول خالص.. فقال لي فاروق ان الموضوع الذي اريد ان اطرحه لك مهم ونتمنى ان تكون علي استعداد للتعاون معنا بشأنه فقلت له اطرحه وقال لي فاروق اذا كشفنا لك السر يجب ان تكتمه اذا اردت ان تتعاون معنا اولاً فقلت له جداً..

    مقدم البرنامج : ماهو شعورك عند سماعك لكلمة انقلاب؟
    - بابكر عوض الله: طبعاً استغربت جداً فقال لي يجب ان لا تستغرب نعم انا اعمل في المجلس البلدي في بند العطالة ولكن لا زال لي نفوذ في الجيش..

    مقدم البرنامج : بعد ان كشف لك السر شعرت بان الامر جد؟
    -مولانا بابكر: فقلت له انالن اكشف سركم وكذلك لن ارفض..
    مقدم البرنامج : وافقت

    - بابكر عوض الله: قلت له لن ارفض لان ما يحدث في هذه البلاد يستوجب حدوث انقلاب ولكنني اسأل عن اهداف الانقلاب لان لي ثوابت لن نتخلى عنها فقال لي فاروق نحن نعرفك انت رجل وحدوي وقلت له انا رجل وحدوي اؤمن بالقومية العربية ولن استطيع ان اتخلى عنها فقال لي فاروق حمد الله انت معروف بانتمائك للشيوعية.

    مقدم البرنامج: فاروق حمد الله وصفك بالشيوعي فهل فاروق شيوعي؟
    - بابكر عوض الله : نعم وصفني بالشيوعية وقال لي انا كنت انتمي للحزب الشيوعي وتركته.

    مقدم البرنامج: المشاهدون الكرام هذه معلومة يجب ان نقف عندها وقد استقبلت من قبل مكالمة هاتفية من اماني فاروق عثمان حمدالله كريمه فاروق من لندن واخبرتني بان والدها لم يكن شيوعيا وهذه معلومة نوثقها الان في اطار هذا البرنامج واصل مولانا بابكر

    - بابكر عوض الله : فقال لي فاروق حمد الله انهم يعلمون كل ما قلته بشأني وجميعنا اتجاه واحد قومي عربي فقلت له اذن سنتعارف الي ابعد الحدود
    مقدم البرنامج: مولانا بابكر سبق وان نشر لك مقالا اشرت فيه الي وجود محاولة انقلابيه ثانيه وقتها رتب لها المرحوم شنان والختمية فمتي كانت وماهي تفاصيلها؟
    بابكر عوض الله: بدأت الاجتماعات لتطوير او تكوين حزب بالمبادئ الواضحة وحدة وادي النيل والاتحاد وفي هذا الاطار تعرفت بشنان وقد رتب لذلك قيادة الختمية وعقد الاجتماع في حلة خوجلي وكان يشارك في الاجتماعات عبدالخالق محجوب.

    مقدم البرنامج: انتم ختمية تؤمنون بوحدة وادي النيل فهل عبدالخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي كان وحدوياً يقف مع وحدة وادي النيل؟
    - بابكر عوض الله : حتي هذا اليوم لاتزال تلك النقطة تمثل علامه استفهام بالنسبة لى.

    مقدم البرنامج: هنالك حقيقة تاريخيه لابد ان نجليها ونوضحها للناس لازالة الخلط واللبس وهي تتعلق بالمعلومات التي ترددت بان بابكر عوض الله وعبدالخالق محجوب عقدا اجتماعات للاعداد لانقلاب مايو فما هي حقيقه تلك المعلومات مقرونه بمشاركة عبدالخالق في اجتماعات حلة خوجلي ؟
    - بابكر عوض الله : اجتماعات حله خوجلي كانت بهدف اعداد انقلاب للختمية ولاعلاقة لها بالاجتماعات الاخري.

    مقدم البرنامج: ماهي علاقتك انت بالختمية ؟
    - بابكر عوض الله : تربطني علاقات مع السيد علي الميرغني وانا لست ختميا ولاصوفيا لان علاقة الانسان بربه لا تحتاج الي واسطه

    مقدم البرنامج: فلماذا اختارك الختمية للمشاركة في اجتماعاتهم للاعداد للانقلاب ؟
    - بابكر عوض الله : حقيقة بعد ان اتجه الازهرى للاستقلال وقال لى مبارك زروق الحشاش يملأ شبكته قابلت السيد علي وقلت له انت وعدت الناس بمبادئ معينة ووجهتهم بالتصويت للمرشحين الذين يمثلونها وتحقق الفوز . والان اراد المرشحون ان يتراجعوا عن المنهج (180 درجة) دون الرجوع للمواطنين الذين انتخبوهم . فقال لي السيد علي يابابكر شخص يقال له هاك استقلالك يقول لا فقلت للسيد علي ان الاتحاد استقلال وقوة وزيادة

    ( عرضت علي الشاشة لقطة مصورة للسيد علي الميرغني)
    مقدم البرنامج : هذه صور للسيد علي ترجع لتلك الفترة التي تحدثنا عنها . الان نعود لانقلاب الختمية؛ ماهي نتائج اجتماعات انقلاب الختمية وهل كانت جادة؟
    - بابكر عوض الله : لاتوجد جدية فيه

    مقدم البرنامج: هل شرعتم في اتصالات في اتصالات وخطوات متقدمة مع شنان بشأن الانقلاب؟
    - بابكر عوض الله : ابداً لم نخطو خطوات متقدمة في ذلك الامر

    مقدم البرنامج: يبدو ان الانقلاب المعني كان مجرد فكرة ؟
    - بابكر عوض الله : نعم كان مجرد فكرة

    مقدم البرنامج: طيب عندما تم اللقاء بينك وفاروق حمدالله هل كنت جزءا من ترتيبات انقلاب الختمية وابلغت به فاروق ام لا؟
    بابكر عوض الله : عندما قابلت فاروق كنت جزءا من المجموعة التي تعد لانقلاب الختمية ولم اخبر فاروق بتلك المعلومات؟

    مقـدم البرنامج: انت لعبت بالحبلين يامولانا واحتفظت بالسرين ؟
    - بابكر عوض الله : نعم لعبت بالحبلين واحتفظت بالسرين لحظتها انفجر مولانا بابكر بالضحك ومعه مقدم البرنامج

    مقدم البرنامج : انت حفظت السرين
    - بابكر عوض الله: حفظت الرسيين وجاءت مايو واذكر وقتها ان الشيخ علي عبدالرحمن جلب خمسين كلاشنكوف للختمية وبدأت عمليات التدريب في منطقة بين الخرطوم وشندي وعندما حدث انقلاب مايو اتصلنا بقيادة الختمية ووقتها السيد محمد عثمان الميرغني وطلبنا منهم تسليم تلك الاسلحة واذكر زارني السيد احمد الميرغني بالمنزل وقال لي ان الاسلحة بحوزتي الان وقد كانت موجودة في البسابير فقلت له يجب ان تذهب الان بسيارتك حتي لا يتم القبض عليك وبحوزتك الاسلحة واذا حدث ذلك انكر معرفتك بها . وبالفعل ذهب السيد احمد ووجهت انا وكنت اشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وجهت احد افراد حراسي بمرافقتي اللوري الي القيادة لتسليم الاسلحة . ولقد كانوا جادين في الانقلاب ويبدو ان هنالك معلومات كثيرة لاعلم لي انا بها .

    مقدم البرنامج : يبدو انهم في فترة زمنية محددة اخفت عنك بعض المعلومات ؟
    - بابكر عوض الله : جائز والله اعلم

    مقدم البرنامج : استعرض لنا جزءا من دور فاروق حمد الله في مايو ؟
    - بابكر عوض الله : افتكر لولا فاروق حمد الله لما قامت مايو وهذا الحديث قد يرفضه اعضاء مجلس الثورة . وهذا الحديث ناجم عن الوقائع .

    مقدم البرنامج : فاروق حمد الله زارك في المكتب في عام 1968 وطلب عقد لقاء معك وتم ذلك في منزلك واخبرك بفكرة الانقلاب هل كشف لك عن وجود تنظيم باسم الضباط الاحرار داخل القوات المسلحة ؟
    - بابكر عوض الله: نعم اخبرني بان هنالك تنظيما يسمي الضباط الاحرار وسألته عن عدد اعضاء التنظيم فاخبرني بانهم ليسوا كثر.

    مقدم البرنامج : المشاهدون الاعزاء
    هنالك معلومه نود توضيحها بشأن مشاركة نميري في الانقلاب فلقد اجريت اتصالاً هاتفيا بالصديق اللواء خالد حسن عباس عضو مجلس مايو ووزير الدفاع وقائد المدرعات وقد سألته عن دور نميرى في الانقلاب فاوضح لي ان نميرى يعد من قدامي الضباط في تنظيم الضباط الاحرار وهذه حقيقة وفي هذا الاطار وعدنا اللواء خالد باجراء حلقات لبرنامج في الواجهة لكشف خفايا تلك الحقبة التاريخية ويواصل مقدم البرنامج في حديثه قائلاً: ان اماني فاروق حمد الله اخبرتني بانها كانت طفلة في بداية مايو واوضحت لي ان خالد حسن عباس سيكشف لك كثيرا من المعلومات . ويبدو يامولانا بابكر ان فاروق لم يمدك بتفاصيل المعلومات
    - بابكر عوض الله: نعم هم فقط عرفوني باعضاء مجلس قيادة الثورة
    مقدم البرنامج: متي تم تشكيل مجلس قيادة مايو ؟

    - بابكر عوض الله : تكون من الضباط الاحرار منهم خالد حسن عباس ، مامون عوض ابوزيد ، ابوالقاسم محمد ابراهيم وبابكر النور وكان هاشم العطا وقتها في المانيا.
    ( بثت وقتها عبر شاشة البرنامج صورة لمجلس مايو) ضمت وقوفا من اليمين للشمال الرائد هاشم العطا ابوالقاسم هاشم ، زين العابدين محمد احمد عبدالقادر ، فاروق عثمان ومامون عوض ابوزيد الجالسين من اليمين للشمال الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم ، خالد حسن عباس ، اللواء وقتها جعفر نميري مولانا بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس مايو وعلي يمينه بابكر النور سوار الذهب ويواصل مقدم البرنامج هل كل هذه الاسماء كانت معلومة لديك يامولانا بابكر
    - بابكر عوض الله: كلها كانت معلومة لدي ماعدا هاشم العطا
    مقدم البرنامج هل هاشم العطا شيوعيا ؟

    - بابكر عوض الله : هاشم العطا كانت اتجاهات يسارية ولكنني لا استطيع ان احكم بانه شيوعي.
    مقدم البرنامج : ماهي اتجاهات بابكر النور ؟

    - بابكر عوض الله : بابكر النور قال انه شيوعي
    مقدم البرنامج: سبق وان ذكرت لنا بانك اخبرت عبود بضرورة تكوين تنظيم شعبي لتثبيت دعائم حكمة وقتها الا ان الفكره لم تنجح في التنفيذ فالاسئلة التي نود ان تطرح هي كيف دخل الشيوعيون لمايو وماهي تفاصيل ترتيبات الايام الاخيرة للانقلاب حتي يوم الرابع والعشرين من مايو

    - بابكر عوض الله: استمرت الاجتماعات وارجو ان يتسع صدر الضباط الذين شاركوا مع فاروق حمد الله في ان يقدروا موقفي لان فاروق هو الشخص الذي كان على اتصال مستمر معي اسبوعياً.. واذكر انه اخبرني بان الانقلاب سيتم علي النحو التالي سيكون خالد حسن عباس المسؤول عن المدرعات في خور عمر وزين العابدين وابو القاسم في المظلات وكانت هناك تدريبات مشتركة.

    مقدم البرنامج : دارت شكوك حول جدية التنفيذ ام لا؟
    - بابكر عوض الله: حقيقة كانت في مخيلتي شكوك حول جدية التنفيذ ولقد ذهبت الي المقرن لكي يطمئن قلبي وكان ذلك في اليوم الذي تحرك فيه خالد حسن عباس.. وبعدها زرت خلف الله بابكر وقلت له رداً على سؤال زيارتي له بان لدينا حيوية محتضرة.

    مقدم البرنامج: الحيوية المحتضرة المقصودة هي الحكومة؟
    - بابكر عوض الله: نعم هي الحكومة (ضحك)
    مقدم البرنامج : هل شعرت بالخوف واحساس بفشل الانقلاب؟

    - بابكر عوض الله: كنت مطمئنا جداً بان الانقلاب سينجح.
    مقدم البرنامج : الاطمئنان ناجم عن التحضيرات المكثفة ومعرفتك بتفاصيل الترتيبات العسكرية؟
    بابكر عوض الله : لا علم بالتفاصيل العسكرية فقط موضوع المدرعات والمظلات وقدوم جعفر نميري من جبيت.

    مقدم البرنامج : سنكشف خفايا تلك الترتيبات في الحلقات القادمة مع خالد حسن عباس ونطرح السؤال التالي لماذا وافق مولانا بابكر عوض الله على المشاركة في انقلاب مايو وهو الذي شارك في اسقاط الانقلاب الاول بدوره في اكتوبر؟
    - مولانا بابكر : وافقت على المشاركة في انقلاب مايو لسبب مهم جداً وسبق ان ذكرت ان مصيبة السودان والنشاط السياسي فيه الحزبين الطائفيين.

    مقدم البرنامج: اذكر في عام 1992 زرت الامام الصادق في منزله في اطار مجهوداتي لاصدار كتاب ليلة اسرار 30 يونيو 1989 وحقيقة الكتاب لم ير النور بعد فقد روي لي الفريق البشير قصة يونيو وكذلك مبارك الفاضل.. فالصادق المهدي قال لي ان الطائفية التي يتهمونا بها دائما تزداد قوة كلما جاء نظام عسكري وتضعف في الحكومة الديمقراطية ويواصل مقدم البرنامج في طرح اسئلته علي بابكر عوض الله قائلاًَ: هل انت ضد الحزبين الامة والاتحادي الديمقراطي وماهي الطائفية التي تقصدها؟
    - بابكر عوض الله: الطائفية التي جاءت بالسيد الصادق المهدي للبرلمان وعمره 29 سنة.

    مقدم البرنامج : السيد الصادق قال ان الطائفية التي يشتمها البعض تزداد قوة في فترة الانظمة الانقلابية ويعود لها الناس..

    بابكر عوض الله: الطائفية هي ملك عضود في مجال السياسة الاب والابن؟
    مقدم البرنامج: واذا كان الناس يريدون ذلك عبر الممارسة الديمقراطية؟
    -بابكر عوض الله:كيف يتم ذلك ديمقراطياً .

    مقدم البرنامج: في عام 1989 كتب د. كمال عبد القادر في بابه كلامات بصحيفة الاسبوع قصة جاء فيها ان شخصاً نام فترة زمنية طويلة وبعد ان استيقظ قال للحضور من يحكم السودان الآن فقالوا انه المهدي والميرغني.
    ويواصل مقدم البرنامج في حديثه قائلا: حقيقة يا مولانا بابكر عوض الله لهذين الحزبين الامة والاتحادي مكانة وقواعد جماهيرية ونهج وبرامج ومن قناعاتنا اذا ارادت جهة محاربتهما فعليها ان تلج حلبة المنافسة الديمقراطية وتحاربهما عبر الوسائل الديمقراطية وليس عبر الانقلابات.
    مقدم البرنامج: في ايام الانتخابات كان الناس ينتظرون الاشارة لمعرفة الشخص المرشح والناخبون انفسهم غير متطورين وليس لهم مطلق الحرية في اختيار المرشح؟
    مقدم البرنامج : هل تلك هي القناعات التي دفعتك للموافقة على المشاركة في انقلاب مايو؟
    - بابكر عوض الله: نعم تلك الممارسات واذكر عندما وصلت رسالة لعبد الله خليل محتواها ان علي عبد الرحمن اجتمع بمحمد على المرضي تفيد بان عبد الناصر طلب منهم التوحد لاسقاط حكومة عبد الله خليل وقد ادت تلك الرسالة الى قيام حكم عبود.

    مقدم البرنامج: زيارتك لعبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي يوم 23 مايو قبل الانقلاب بيومين تمت بتكليف من مجلس مايو ام بمبادرة شخصية منك؟
    - بابكر عوض الله:جاءت زيارتي لعبد الخالق في منزله بمبادرة مني.
    مقدم البرنامج: ماهي اهداف زيارتك لمنزل عبد الخالق محجوب؟

    - بابكر عوض الله: اخبرت عبد الخالق محجوب بوجود انقلاب الا انني لم اطلعه على يوم التنفيذ ووفق علمي ان عبد الخالق علم بالانقلاب في ذلك اليوم وادركت ذلك من خلال رده علي حديثي حيث قال لي هل هذا الحديث صحيح.. وسيأتي الينا مرة ثانية عساكر والله هكذا كانت كلمات عبد الخالق محجوب وهي اول رد فعل وقد قلت له ان العساكر افضل لنا من هذه الحالة التي نحن فيها. فقال لي ان الوضع الحالي احسن لان هنالك تعبئة وردد لي حديث الشيوعيين المعلوم.. فقلت له اذا انت غير موافق على الانقلاب فانا اودعتك السر وظني فيك خيراً بعدها خرجت منه.

    مقدم البرنامج: المشاهدون الكرام تذكروا في نهاية الحلقة الماضية انني وعدتكم باكمال القصة.. حيث قلت لمولانا بابكر عوض الله انك زرت عبد الخالق محجوب يوم 23 مايو قبل قيام الانقلاب بيومين.
    وتفيد المعلومات ان عبد الخالق وفور خروج بابكر عوض الله من منزله اجري اتصالاً بالاستاد محمد ابراهيم نقد اخبره فيه بان جعفر نميري يرتب للقيام بانقلاب فبما انه من ابناء دفعتك في حنتوب الثانوية عليك اثنائه عن هذه الخطوة.. وبالفعل ذهب نقد الي منزل نميري بودنوباوي وتوجها معاً الي منزل عبد الخالق في نمرة 2 بالخرطوم وكان نميري وقتها قد وصل ام درمان قادماً من جبيت.. وعقد اجتماع حضره عبد الخالق والشفيع احمد الشيخ ونميري ومحمد ابراهيم نقد. وابلغني نقد الذي انتهز هذه السانحة لتحيته حيث لا زلت في انتظار موافقته لاستضافته في برنامج في الواجهة ابلغني بان المرحوم عبد الخالق ابتدر الحديث وسأل نميري هل انتم ترتبون لانقلاب فأجاب نميري بالايجاب نعم فقال له عبد الخالق ولكن من اين تجدوا التأييد فرد عليه نميري سنجد التأييد منكم فقال له عبد الخالق محجوب نحن لن نؤيدكم فاستخدم نميري كلمة late towاي ان الوقت تأخر وحدث الانقلاب هذا وفق رواية نقد.
    ويواصل مقدم البرنامج اردنا عبر هاتين الروايتين ان نوضح حقيقة ما الا ان ذلك لا ينفي ان الرايات الحمراء تم رفعها وانقسم الشيوعيون.
    - بابكر عوض الله: نعم هنالك معاوية ابراهيم سورج وحاج الطاهر.
    مقدم البرنامج: متي عقد اخر اجتماع تحضيري للانقلاب وماذا عن اسرار ليلة 24 مايو؟
    - بابكر عوض الله: عقدت كل الاجتماعات في منزلي بما فيها الاجتماع الاخير الذي حضره كل اعضاء مجلس مايو وغاب عنه زين العابدين وابو القاسم هاشم حيث كانا وقتها في خور عمر.

    مقدم البرنامج: هل ظهر في ذلك الوقت محجوب حسين مؤسس تنظيم الضباط الاحرار؟
    - بابكـر عوض الله: نعم شارك في ذلك الاجتماع محجوب حسين .

    مقدم البرنامج: ماذا دار في ذلك الاجتماع؟
    - بابكر عوض الله: حقيقة في ذلك الاجتماع كنا في انتظار خروج القوات من خور عمر لاستلام السلطة.

    مقدم البرنامج: من كتب البيان الاول الذي تلاه جعفر نميري يوم الانقلاب عبر الاذاعة؟
    -بابكرعوض الله: كتبته انا لوحدي دون ان يقترحوا على نقاط.

    مقدم البرنامج: لاول مرة نستمع لبيانين من عسكري ومدني كان ذلك في انقلاب مايو واذكر وقتها انني كنت طالباً في الثانوية بمدينة بورتسودان ونتمتع بوعي سياسي فماهو مغذي البيانين؟
    - بابكر عوض الله: الخطاب الثاني يتضمن تفاصيل عن اقتصاد البلاد والمؤسسات الهامة يها وقد عرضته بعد الصياغة علي فاروق ابو عيسى قبل تلاوته عبر الاذاعة.

    مقدم البرنامج: ماهي علاقتك بفاروق ابوعيسى ونحييه عبر هذا البرنامج وهو الآن عضواً في المجلس الوطني؟
    -بابكر عوض الله : تربطني علاقة اسرية بفاروق ابوعيسى لان ابن خاله عديلي؟
    مقدم البرنامج: هل اطلعت انت فاروق ابو عيسى علي ترتيبات الاعداد لانقلاب مايو؟
    -بابكر عوض الله: فاروق ابو عيسى كان على علم بانقلاب مايو واخطرته انا بتلك المعلومة وقلت له انا رشحتك لوزارة الخارجية.

    مقدم البرنامج: انت رشحت فاروق ابوعيسى وتعلم انه شيوعي وكذلك محجوب عثمان وزيراً للاعلام؟
    - بابكر عوض الله: نعم كنت اعلم ان فاروق ابو عيسى شيوعي اما الآخرون لا اعرف انتماءاتهم الحزبية ماعدا جوزيف قرنق وفاروق ابوعيسى اعضاء بالحزب الشيوعي.

    مقدم البرنامج: كيف علمت بنجاح انقلاب 25 مايو صحبية يوم الانقلاب وهل تمت في ذلك اليوم؟
    - بابكر عوض الله: زارني في الساعة الواحدة صباحاً فاروق حمد الله وقد تمت في تلك الليلة.

    مقدم البرنامج: متى واين سجلت البيانات؟
    -بابكر عوض الله: سجلت البيانات في صباح يوم 24 مايو في منزل عديلي دكتور نصر الدين في حي المطار.

    مقدم البرنامج: من اين جلبتم اجهزة التسجيل والكاميرات؟
    -بابكر عوض الله :بعد ان قررنا التسجيل قمت بشراء رول بحوالي ثلاثة جنيهات ونميري لم يكن يملك ذلك المبلغ وقتها - وقد قمنا بالتسجيل مره واحده عبر جهاز مسجل جلبه نميرى . وعندما استولي فاروق حمد الله علي الاذاعة اطق طلقة من مسدسه عندما رفضوا التعاون معه . وعندما وافقوا علي اذاعة البيان وجدوا ان الشريط المسجل لايمكن استخدامه في الاجهزة العاملة في الاذاعة فتم نقله الي شريط اخر وتكرر ترديد هنالك بيان هام فترقبوه كثيرا في فترة تفريغ الشريط .
    مقدم البرنامج : اذكر عندما اجريت حواراً مطولا مع المشير عمر البشير قال ان شريط بيان انقلاب يونيو سلم لصلاح كرار الذي كان يعمل في البحوث العسكرية ووضعه في اسفل احدي الدواليب ولم يتذكره فما هي قصة هذه البيانات ونتمني ان لا تعود البيانات مره اخري كيف تمت الاعتقالات لانه يؤخذ عليكم انكم زجيتم بالراحل الزعيم الازهرى في سجن كوبر ولماذا لم يتم معه اجراء الاعتقال التحفظي بتحديد اقامته بالمنزل ؟
    - بابكر عوض الله : بالنسبة لاجراءات الاعتقالات لم اخطر بها لانها عمل عسكري .
    مقدم البرنامج : ولكن انت كنت عضوا في مجلس مايو وبامكانك ان تفعل شئ لاحقاً ؟
    - بابكر عوض الله : انا كانت لي جلسات محدودة مع فاروق حمد الله وليس بوسعي فعل شئ .

    مقدم البرنامج :بعد نجاح الانقلاب هل شعرت بانك اصبحت شخصا غير مرغوب فيه ؟
    - بابكر عوض الله:لم اشعر بذلك في البداية ولكن بعد مرور الوقت شعرت بانني اصبحت شخصا غير مرغوب فيه .

    مقدم البرنامج :بعد تشكيل مجلس الوزراء هل زرت المانيا الشرقية؟
    - بابكر عوض الله: انا سافرت نيويورك لحضور جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة واثناء وجودي في نيويورك وصلتني دعوة لحضور عيد جمهورية المانيا الديمقراطية.
    مقدم البرنامج : انت متهم بالشيوعية وكذلك مايو وسبق ان قال لك فاروق حمد الله انه يعلم ان الناس يصفونك بالشيوعي ونفيت انت ذلك في الحلقات السابقة ولكنك خلال زيارتك لالمانيا اصدرت تصريحات دافعت فيها عن الشيوعية فماهو تعليقك علي ذلك ؟
    - بابكر عوض الله: نوضح لك هذا الموقف ان المانيا كانت تقف مع العرب وقضية فلسطين واثناء زيارتي لالمانيا وضعت هذه النقطة في ذهني واذكر ومنذ حدوث انقلاب مايو طلبت مقابلة المحلق التجاري الالماني وقلت له اخبر حكومتك باننا اعلنا اعترافنا بالمانيا الشرقية وبالفعل في اليوم الثاني زارني عدد من المسؤولين بالخارجية الالمانية ودفعوا لنا مبلغ من المال لا اتذكره 5 ملايين دولار ام 50 الف دولار .

    مقدم البرنامج : ماهي ملابسات تصريحاتك التي دافعت فيها عن الشيوعية اثناء زيارتك لالمانيا وقد يكون التصريح تعرض لتشويه لانه تردد وقتها ان بابكر عوض الله قال ان الحكومة في السودان شيوعية؟
    - بابكر عوض الله: انا لم اقل ان الحكومة شيوعية ولكنني دافعت عن الشيوعية وقلت في رد علي سؤال اننا ثورة اشتراكية والشيوعية اشتراكية وهذا يعني اننا سنلتقي يوما ما وبالتالي لايمكن ان نضرب الشيوعيين

    مقدم البرنامج : هذه صورة لقيادات مايو في ايامها الاولي من اليمين للشمال بابكر عوض الله، وابوالقاسم هاشم ، هاشم العطا وفاروق عثمان واللواء خالد حسن عباس ) وهذه الصورة تؤكد ان الامور آلت لكم . وهذه الصورة في ايام مواكبكم الاولي ) نعود لتصريحاتك في المانيا الشرقية وصدور تصريحات شديدة اللهجة من نميري وخروج مظاهرات ضد بابكر عوض الله وتصريحاته فهلا استعرضت لنا ماحدث ؟
    - بابكر عوض الله:كان برفقتي لنيويورك في تلك الزيارة فاروق ابوعيسي واخبرني بانه استمع للاخبار عبر الاذاعات وان التصريحات التي اطلقتها مرفوضه فقلت له يافاروق هل حديثي الذي ادليت به فيه شئ خطأ

    مقدم البرنامج : مولانا بابكر هل حدثت احتكاكات بينك ونميري خلال تلك الفترة؟
    - بابكر عوض الله:لم تحدث احتكاكات بيني ونميري
    مقدم البرنامج :بوصفك رئيس مجلس الوزراء كيف تلقيت تصريحات الرئيس نميرى المناقضة لحديثك وهل فكرت في تقديم استقالتك ؟

    - بابكر عوض الله: نعم قررت تقديم استقالتي واخبرت فاروق ابوعيسي بذلك في طريق عودتنا الي البلاد عبر الخطوط الالمانية وقلت له انا رئيس الوزراء ولايمكن ان اقبل بهذه المرمطة في موضوع لا يستحق واثناء وجودنا داخل الطائرة وصلت اشارة من عبدالناصر في هذا الاطار ونحن في طريقنا للقاهرة

    مقدم البرنامج : ماهو دور عبدالناصر والمصريين في مايو؟
    - بابكر عوض الله: مبلغ علمي ولاشئ ولا حاجة

    مقدم البرنامج : كيف بدأت علاقتك مع عبدالناصر ؟
    - بابكر عوض الله:تعرفت علي عبدالناصر في اغسطس 1952 وتعود تفاصيل معرفتي به الي زيارتي الي مصر بعد الثورة مباشرة في يوم 15 اغسطس وقد طلبت من خالي الدرديروى محمد اسماعيل في مصر انني اريد احيي (اسلم) علي عبدالناصر وبالفعل ذهبنا له في القيادة وكنت انا وقتها قاضٍ .

    مقدم البرنامج : طلب عبدالناصر مقابلتك عبر الاشاره التي وصلتك داخل الطائرة وبالفعل توقفتم في مطار القاهرة فماذا حدث
    - بابكر عوض الله:في المطار كان في استبقالنا انور السادات واذكر انني وخلال زيارتي لنيويورك قرأت الصحف ان عبدالناصر مريض الا ان الصحف المصرية اوضحت انه تعرض لوعكه صحية خفيفه من البرد . قال لى انور السادات ان الرئيس متوعك ولم يقابل احد وهذا وفق قرار الاطباء الا انه طلب ان يقابلك انت لوحدك فقلت لانور السادات جدا وبالفعل دخلت الي داخل غرفة عبدالناصر.
    مقدم البرنامج : هل لاحظت اثناء دخولك انه مريض؟

    - بابكر عوض الله: مالاحظت ذلك الا انني رأيت انبوبه اكسجين كبيرة . وشخص مثل عبدالناصر وبسبب مشغولياته بلا شك سيتعرض لمرض القلب او الذبحة . وجدته في غرفة نومه ببجامة النوم واشهد انها بجامة عادية وغرفته مثل غرفنا بها دولاب ثلاث ضلف وسرير عادي وكرسيين جلست انا في احداهم وجلس عبدالناصر في السرير .

    مقدم البرنامج : ليست هنالك بهرجة كالتي درج عليها الرؤساء
    - بابكر عوض الله: فقال لي عبدالناصر نحن نأسف علي الازعاج فقلت له لايوجد ازعاج وان لي عظيم الشرف بان التقيك للمرة الثانية فقال لي عبدالناصر لولا اهمية الموضوع لما اوقفت الطائرة وهي في طريق رحلتها للخرطوم فقلت له ستجدني يا السيد الرئيس عند حسن ظنك فقال لي عبدالناصر ماذا تريد ان تفعل فقلت له سأتقدم باستقالتي فور وصولي الخرطوم

    مقدم البرنامج : عبدالناصر بحسه السياسي ادرك انك تود ان تتقدم باستقالتك؟
    - بابكر عوض الله: قلت له انا لا اقبل هذه المرمطة ولست طالب وظائف ومشاركتي من اجل العمل العام ولكن ليست علي حساب كرامتي . فقال لي عبدالناصر تريث يارئيس ما معقول فانا مقبل علي معركة وظهري مكشوف ولامعرفة لي بالموجودين الان في الخرطوم فقط اعرفك انت ولذلك لابد ان تستمر معهم باي وضع و ذلك لكي ندافع عن وجهة نظر مشتركة . فقلت لعبدالناصر خير .
    مقدم البرنامج : ماذا دار بينك ونميري بعد عودتك للخرطوم وهل كان غاضباً في اول لقاء بينكما
    - بابكر عوض الله:وصلنا الخرطوم في ساعة متأخرة من الليل وذهبت الي المنزل وفي الصباح زرت نميري في منزله وكان زعلان فقلت له يا رئيس كسف تبشعوا بي وانا رئيس الوزراء فكان ينبغي منكم ان تنتظروني (24 ساعة) الي حيث وصولي للخرطوم وقد استفاد من الدرس عندما انتظر الرشيد الطاهر لاستفساره حول تصريح ادلي به

    مقدم البرنامج : هل علم نميري باللقاء الذي تم بينك وعبدالناصر ؟
    - بابكر عوض الله: علم بلقائى بعبدالناصر الا انه لم يعرف مادار بيننا
    مقدم البرنامج : هل طلب منك تقديم استقالة

    - بابكر عوض الله:لا لم يطلب مني الاستقالة فقلت له يا رئيس ماذا تريد انت فقال لي نميرى كيف ترأسني في مجلس الوزراء ثم اكون رئيسك انا في مجلس الثورة

    مقدم البرنامج : المشاهدون الكرام معلوم ان نميرى وقتها كان رئيس مجلس مايو ووزير الدفاع والقائد العام ومولانا بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة ورئيس الوزراء وبالتالي بابكر عوض الله يترأس نميري في مجلس الوزراء

    - فقلت له يانميري هذه بسيطه فانت رئيسي في مجلس مايو ومجلس الوزراء اذا كنت تريد ان تصبح رئيسا للوزراء ولاتعتقد انني مسرور بهذا المقعد وياريت اذا وجدتم شخص اخي يتقلد هذا المنصب . وقد شعر نميري بانني غير متكالب قال لي اذن ستكون انت نائبي في مجلس مايو ومجلس الوزراء فقلت له موافق .

    مقدم البرنامج : هل بعد هذه الخطوة بدأت المتاعب؟
    - بابكر عوض الله: عندما زارنا عبدالناصر كنت انا رئيس بعثة الشرق تتعلق مهامي بزيارة عبدالناصر في القصر الجمهوري يومياً واصطحابه وفق برنامجه واذكر في يوم برنامج دار الرياضة الشهير ذهبت لعبدالناصر في القصر بهدف اصطحابه الي دار الرياضة فقال لي انا سأتناول الشاي عند جعفر بعد الاحتفال وبعد ذلك سازورك وكان لدينا في ذلك اليوم مناسبة زواج في المنزل وبالفعل اتصلت بزوجتي لاعداد الضيافة وعندما دخلت القصر كالمعتاد لمقابلة عبدالناصر وجدت ابوالقاسم هاشم في انتظاري وقال لي يامولانا هل عبدالناصر سيزورك في المنزل اليوم فقلت له نعم وبدلا من ان يقول لي هل اكملت استعداداتك في المنزل لاستضافته قال لي عبدالناصر لن يزورك لانه متوعك جدا فقلت له ان عبدالناصر وعدني فهل اعتذر لي عبركم فقال لي ابوالقاسم نعم قال لنا ذلك . بعد هذا الحديث مع ابوالقاسم دخلت علي عبدالناصر ولم نتحدث عن موضوع زيارتي في منزلي وتحرك الجميع الي دار الرياضة وجعفر وعدت انا الي المنزل واخبرتهم بان عبدالناصر لن يحضر واتصلت بفاروق حمد الله لكي يسحب العساكر الذين جاءوا للمنزل وفق برنامج الزيارة وفي الصباح زرت عبدالناصر كالعادة وجلسنا سويا في البلكونة وسألني عن ما جري بالامس فقلت له هل انت لم ترفض بحجة انك مريض فقال لي عبدالناصر ابداً لم ارفض وانما هم الذين طلبوا مني عدم زيارتك واذكر ان الكلمة التي قالها لي هي هذه منتهي قلة الانسة
    وقال لي عبدالناصر انه استاء من هذا الاجراء وطلب منهم السماح له بمقابلة اسرتي بالقصر اذا كانوا يرفضون له زيارتي بمنزله بالخرطوم وبالفعل زوجتي لم تقابله بسبب الزعل الا ان ابنائى قابلوه في القصر
    ( عرضت في شاشة البرنامج صوره للرئيس جمال عبدالناصر وهو يسلم علي ابناء بابكر عوض الله)

    الـمصـدر: http://www.akhbaralyoumsd.net

    http://www.akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=article&sid=907 أتى هذا المقال من صحيفة ( أخبار اليوم السودانية ):
    التاريخ: 22-1-1427 هـ
                  

05-23-2008, 10:23 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لتنـشيط الـذاكرة و38.... عامآ للوراء ( 1969 ): اليوم 25 مـايـو ... هـل تـذكره?. (Re: بكري الصايغ)

    خطاب الرئيس أنور السادات، إلى
    الشعب السوداني الشقيق، 28 مارس 1971.
    ----------------------------------------

    المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص92 - 93".

    http://www.anwarelsadat.com/speeches/15.htm

    أيها الإخوة والأصدقاء والأحباب شعب السودان الشقيق الحبيب..

    أريد أن أتحدث إليكم في ثلاث نقاط أما النقطة الأولى فهى إنني أريد أن أتوجه إليكم بالشكر لكل فرد منكم على هذا الاستقبال الذى حييت به بالأمس وأخلص شكرى لأخى الرئيس جعفر ولمجلس قيادة الثورة الذين أتاحوا لى هذا اللقاء.. إنه لقاء الأهل ولقاء الأحبة ولقد نصرتمونا ولن ننسى لكم أبداً ما استقبلتم به جمال فى أغسطس 1967 بعد الهزيمة، ولن ننسى لكم وقوفكم معنا يوم فقدنا جمال. يومها وقف بجانبى بالقاهرة أخى جعفر.. بل إنه أكثر من ذلك تلقفنى وأنا أسقط على الأرض من فرط الاعياء..

    أذكر لكم في الشدائد أيها الأخوة والأحباب كل هذا ولكن بين الأهل هذا شيء طبيعي..

    أما النقطة الثانية فلابد أنكم تريدون مني حديثا عن المعركة وهو أمر طبيعى إنها شغلنا الشاغل فحديثى عن المعركة سيكون موجزا..

    إننى أفد إليكم وألتقى بكم فى ساعات حاسمة من تاريخ مصر.. فالأيام المقبلة هي الساعات الحاسمة بالنسبة للمعركة المصيرية وبالنسبة لنا جميعا كلنا.. فقد بذلنا فى الشهر الماضي كل ما نستطيع أن نفعل من أجل السلام وذهبنا إلى أقصى ما يمكن أن نصل إليه، فى سبيل سلام قائم على العدل.. وكنا فى هذا التحرك نسترشد بمبدأين أساسيين.

    المبدأ الأول: هو أنه لن نفرط مهما كانت الظروف فى شبر من الأرض ولا حبة رمل من ترابنا مهما كانت المعارك ومهما كانت الضغوط.

    أما المبدأ الثانى فهو أنه لاتفريط ولامساومة فى حقوق شعب فلسطين.

    من خلال هذين المبدأين تحركنا فى الفترة الماضية من أجل حل سلمى يقوم على العدل ولكن كما ترون وكما تسمعون الآن تعثرت كل هذه الجهود للغرور والصلف الاسرائيلى.. والشيء المؤلم حقا والذى يدعو إلى الدهشة حقاً أن الولايات المتحدة التى ترسل الفانتوم هى التى تتعرض للضغط الهائل من اسرائيل وليست اسرائيل هى التى تتعرض للضغط منها.

    على أية حال المعول فى هذه المعركة علينا نحن وعلى إرادتنا نحن وعلى تقديرنا نحن.

    يبقى لى بالنسبة للمعركة شيء واحد وأنا فى طريقى إليكم تلقيت أخبارا مؤلمة ومؤسفة عما يحدث في الأردن.. ومن حقنا جميعا أن نتساءل لمصلحة من هذا الذى يقع فى الأردن اليوم..

    إن الشعب الفلسطينى لن يموت والمقاومة الفلسطينية لن يقضى عليها ولكن سيكون حساب الشعب العربى عسيرا لكل هذه الجرائم التى ترتكب الآن تحت شعارات وتحت أسماء لانستطيع أن نفهمها ولا نستطيع إطلاقا أن نوافق عليها.

    أما النقطة الثالثة: وهى ختام حديثى إليكم أيها الإخوة والأحباب فهي فى يوليو المقبل بعد شهرين أو ثلاثة شهور سنكون قد أتممنا 19 عاما فى عمر ثورتنا.. ثورة 23 يوليو 52..

    أريدكم أن تعرفوا أن ثورة 25 مايو 69 فى الظروف الذى قامت فيه المبادئ التى تنادى بها وفى الخط الذى تسير فيه جاءت ضربة حاسمة لمخططات الاستعمار التي كانت تريد أن تحتوينا في هذه المعركة التي نعيشها اليوم وظنوا أنهم يستطيعون أن ينفردوا بنا بعد أن يقيموا أنظمة من حولنا تأتمر بأوامرهم وظنوا أنه بعد هزيمة 67 لا قيام للتحرر ولا للحرية ولا للعرب.

    كانت ثورة 25 مايو 69 نقطة تحول خطيرة لأنها كما قلت أنا سابقا أعادت لنا المبادأة الاستراتيجية من أعدائنا وتلتها بعد ذلك ثورة أول سبتمبر فى ليبيا فقلبت مخططات العدو رأسا على عقب. استعدنا المبادأة الاستراتيجية منذ ذلك التاريخ وكان هذا طبيعيا أن يجلب علينا حقد وغضب أعدائنا المستعمرين والصهاينة.

    إلا أن ما أريد أن أقوله لكم اليوم إننا في يوليو المقبل كما بدأت حديثي فى النقطة الثالثة سنصل إلى العام التاسع عشر من عمر هذه الثورة.. ثورة 23 يوليو 1952.

    ومن اليوم الأول الذى بدأت فيه هذه الثورة أستطيع أن أحكى لكم أيها الإخوة والأحباب أننا خضنا معارك متصلة طوال الأربع والعشرين ساعة كاملة.. منذ يوليو 52 إلى يومنا هذا ولا زلنا في هذه المعارك ويعلمون أننا انتصرنا وأقمنا بناء ضخما لشمالكم فى مصر.. صناعة ولا يزال هذا البناء رغم المعارك التي خضناها ونخوضها إلى اليوم لا يزال هذا البناء مستمرا إلى هذه اللحظة.
    أريد أن أقول لكم أيها الإخوة إن سلاحنا طوال 19 عاما الماضية سلاحنا الأساسي لم يكن انتخابات ولم يكن أدوات صحافة ولم يكن أى شيء آخر إلا الوحدة الوطنية.. ومن خلال الوحدة الوطنية استطعنا أن نهزم حلف بغداد. واستطعنا أن نكسر احتكار السلاح واستطعنا أن ننتصر في معركة العدوان سنة 56 واستطعنا أن ننتصر في معركة البناء.

    واليوم سوداننا الحبيب يدخل هذه المعركة.. معركة البناء.. بناء السودان الجديد يدخلها من أوسع الأبواب.

    واستطعنا أن نواجه عدوان 67 ولن نواجه كل ما ترتب على الهزيمة من الام ومرارة.. ولكن بوحدتنا الوطنية تغلبنا عليها استطعنا أخيراً أن نواجه محنة فقد جمال أيضا بوحدتنا الوطنية.

    واليوم وأنا أتحدث إليكم الآن أقول لكم إن إخوتكم في الشمال من خلال هذه الوحدة الوطنية قد أقاموا بناء سواء من الناحية العسكرية أو في الناحية الاقتصادية بناء شامخا أساسه كله وسلاحنا كله كان هو الوحدة الوطنية.

    من أجل ذلك أيها الإخوة والأحباب أردت أن أقول لكم إنه فى معركتنا اليوم وفي معركتكم من أجل بناء السودان الجديد الذى تريدونه سودانا قويا عزيزا منيعا يتمتع كل فرد فيه بخيرات بلده وبالأمن وبالطمأنينة كما تريد ثورة 25 مايو. أريدكم أن تعلموا أننا لكم إخوة وأشقاء في كل الظروف ومهما كانت الصعاب ومهما كانت التضحيات.

    إنه ليسعدني أن أقرر أمامكم أن أخي جعفر ومجلس قيادة الثورة يشتركون معنا في المعركة وأصروا على أن يشتركوا في هذه

    المعركة بقدرات كنت أتناقش بالأمس مع أخى جعفر فيها وأريده أن يقلل منها لأننا نقدر ظروف السودان ولكنه أصر على أن يشترك معنا في معركتنا.

    أريدكم أن تعلموا أننا معكم فى السراء وفى الضراء ومن أجل بناء السودان الجديد. السودان القوى، السودان العزيز.

    نحن لا نريد لكم إلا أن تبنوا سودانكم على أسس قوية راسخة لا تتزعزع وسنكون بجانبكم دائما.

    وفى الختام ليس لى إلا أن أرسل تحية خاصة لكل فرد منكم.. لكل رجل.. لكل سيدة.. لكل طفل على ما لقيته بالأمس، إنه زاد معنوى سأنقله إلى إخوتكم فى الشمال لكى يعرفوا أنكم فى كل الظروف.. فى ساعات المحنة وأيام الآلام فى أغسطس وقفتم معنا.. اليوم ونحن نجتاز اللحظات الحاسمة فى هذه المعركة أيضا تقفون أيضا معنا.

    بارك الله لكم فى ثورتكم وفى قادتكم.. بارك الله لكم في سودانكم عزيزا منيعا قويا شامخا.

    والسلام عليكم ورحمة الله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de