الحرب في الجنوب أشعرتني بأننا (الشماليين) قوة ظالمة وباطشة مثلنا ومثل الجيش الامريكي في العراق حالياً مشاركة أطفال جيش الرب معنا في العمليات العسكرية في جنوب السودان في ديسمبر 1995م بالميل 69 بالمنطقة الاستوائية اشعرتني بالخزي والعار
(الانقاذ) لم تخفق فحسب بل دمرت مقدرات الشعب السوداني
صحيفة أجراس الحرية الجمعة 23مايو 2008
* من هو خالد ابواحمد..؟؟ أنا مواطن سوداني عادي جداً كنت واحداً من مئات الشباب الذين يمثلون (تروس) صغيرة داخل ماكينة الحركة (الإسلامية) التي يحكم جزء منها السودان الآن، وأسأل الله أن يتقبل من الجميع فقد كانت جهوداً خالصة لوجه الكريم.
* بعد ابتعادك عن السودان أصبحت سيرتك منسية، كما أن الذين يعرفون خالد ابواحمد وسط الزملاء الصحفيين قليلين جدا والذين يعرفون خالد ابواحمد هم تحديداً الذين عملت معهم أو عاصرتهم وهؤلاء أقلية الآن..؟
نعم أعترف بذلك لأسباب كثيرة أولاً لم أكن منضم لأي شلة من شلليات الصحفيين سواء (الإسلاميين) أو غيرهم وكنت في الغالب في مهام تنظيمية أحيانا في العاصمة ومرات عديدة خارج الخرطوم، مثلاً المهام التي أوكلت لي في إحدى الولايات أبعدتني عن أجواء الصحافة فترة من الفترات. ولذا أقول أنني كنت أقاوم العمل التنظيمي بحيث لا أتركه يبعدني عن الصحافة، المهنة التي ارتبطت بها منذ صغري، وبسببها تعرفت على الكثير من الدول العربية وغير العربية.
أما أن سيرتي منسية نعم منسية وسط كيان الصحافيين الكبير الذين تجاوزو حالياً الألف صحفي وكنا في فترة التسعينات قلة، والكثير من الصحفيين الجدد لا أعرفهم ولا هم يعرفونني. أما زملائي الذين عملت معهم علاقتي بهم لم تنقطع أبدا وبيننا تواصل عبر الاتصالات الهاتفية والبعض بالاتصالات الالكترونية، وأنا خارج السودان نعم لكن ألم بما يحدث في الداخل أكثر من أناس كُثر في الداخل، وإذا تابعتم أرشيفي على شبكة الانترنيت انني نشرت أخباراً قبل أن تنشر في الصحافة المحلية، لكن أحسب أن أرشيفي الصحفي في دار الوثائق المركزية كبير جدا وأتشرف به مهنياً وهو حافل بالتغطيات الصحفية المتعوب عليها، مثلاً في دارفور وثقت تسليم وتسلم حكومة الولاية الى الثلاثة حكومات بعد زيادة عدد الولايات الى 26 ولاية، وكان هذا حدث كبير جدا، وكذلك وثقت حملة تعليم الرحل بمنطقة بحر العرب في الحدود الفاصلة ما بين دارفور والجنوب وكان برفقتي الزميل الصحفي أحمد مدثر احمد (صحيفة السوداني) فضلا عن ترسيم الحدود ما بين السودان وتشاد وافتتاح أول مكتب للاسواق الحرة بين السودان ودولة أفريقيا الوسطى في النقطة الحدودية بين البلدين في منطقة أم دافوق السودانية، ومن ضمن التغطيات التي افتخر بها تغطيتي لمراسم دفن الزعيم العربي السوري حافظ الأسد التي نشرتها صحيفة (ألوان) فقد صادفت الوفاة وجودي في العاصمة دمشق لطباعة كتاب (الترابي بين آراء منتقديه ومؤديه).
ومن خلال صحيفة (ألوان) أيضاً وثقت مجريات الخلاف الشهير 4 رمضان وعشت أكثر الساعات المفصلية في تاريخ السودان الحديث برفقتي أخي وزميلي العزيز عبود الخليفة ممثلاً لـ (أخبار اليوم) مع الدكتور حسن الترابي في رحلة بورسودان الشهيرة، وقد صادف وجودنا هناك قرار الرئيس عمر البشير إحالة الترابي من المؤتمر الوطني وتجميد صلاحياته، وهذه وحدها تحتاج لمقال كبير، وبعدها رافقت د. حسن الترابي في أكثر من رحلة خارج العاصمة، ثم رافقت د.علي الحاج وبدرالدين طه لأكثر من 5 ولايات بعد المفاصلة مباشرة، ومنها رحلة كسلا الشهيرة التي قال فيها (خلوها مستورة) والحمدلله أرشيفي الصحفي كبير وأنا راضي عنه، هذا بغض النظر عن عملي الصحفي بصحيفة (الراية) وصحيفة (الأنباء) المتوقفة عن الصدور.
لكنني أكاد أشم من رائحة السؤال أنني شخص غير معروف نعم غير معروف بالنسبة للنجوم اللامعة التي تحب الأضواء وبريق الإعلام، من السياسيين والرسميين والإعلاميين، وبالمناسبة هؤلاء لا يساوا 1% من الذين يقودون حركة الدولة المنتشرين في كل بقاع السودان.
مثلاً عندما لاقى الأخ الشيخ عبيد ختم البدوي ربه في جنوب السودان، أنا كنت في زيارة لبعض الإخوة المرابطين على الحدود ما بين مصر والسودان من جهة الشرق ما بين حلايب وشلاتين في جو حار وطبيعة قاسية للغاية جاءنا الخبر هناك وكانت لحظات مفعمة بالجهاد الحقيقي لأنه بعيداً عن أعين الناس والكاميرات وصفحات الجرائد، شخصي معروف وسط هذا النوع من البشر الذين ابتعدوا الآن عن الأضواء وانتشروا في الأرض. وبمناسبة المعرفة هذه أقول أن الذين قاموا بالتخطيط لانقلاب 30 يونيو 1989م لا أحد يعرفهم وغاليتهم مدنيين ويعيشون بين الناس ولا أحد يعرفهم، وقد لا يصدق المرء إذا عرفهم بالإسم أحدهم الآن استاذ جامعي والبقية منتشرين في الساحة لكن من المفارقات أن أهم شخص في تنفيذ الانقلاب وهو الذي اختار عمر البشير لرئاسة الجمهورية والزبير محمد صالح نائباً له يعمل الآن موظف في إدارة حكومية وكان وزيراً في إحدى الولايات الجنوبية وفسد فيها فساداً عظيماً، لا أحد يصدق أبدا إذا قيل له هذا أحد الرؤوس الكبيرة المخططة للانقلاب..!!.
* منذ متى خرجت من السودان وأين تقيم الآن..؟ خرجت من السودان يوم الأربعاء 14 فبراير 2001م في طريقي إلى إيران للمشاركة في دورة إعلامية بوزارة الخارجية الإيرانية مع مجموعة كبيرة من الصحفيين العرب من المغرب العربي والخليج العربي تعرفنا فيها على السياسة الخارجية الإيرانية والتقينا بالعديد من القادة الإيرانيين، وبعد انتهاء الدورة وصلت إلى البحرين في منتصف مارس 2001م وإلى هذه اللحظة أنا بين أهلي وعشرتي في البحرين لا أشعر بغربة عن أرض الوطن، والحمد لله أنجزت عدداً من المشروعات الإعلامية ووطدت علاقاتي المهنية بكل المؤسسات الإعلامية وأعددت بعض البرامج لتلفزيون البحرين وقبل يومين فقط أكلمنا مونتاج فلم كبير يتناول مرض (السكلر) أحد أمراض الدم الوراثية المنتشر في دول الخليج العربي بالتعاون مع وزارة الصحة البحرينية وبرنامج الأمم المتحدة الإنماء، وأحمد الله أن غربتي عن الوطن أفادتني في مجالات عديدة، واتصالاتي وعلاقاتي مع الكثير من الشخصيات السودانية المهمة متواصلة سواء في الداخل أو الخارج في بريطانيا وأمريكا وألمانيا وكندا، وغيرها.
* هل خروجك من السودان كانت له أسباب دفعت للهجرة..؟؟
بالتأكيد هناك أسباب دفعتني للهجرة، علماً أنني كنت أخرج من السودان كثيراً في زيارات لدول عربية وللمشاركة في مؤتمرات أو مناسبات ثقافية لكن منذ العام 1998م بدأت أفكر جدياً في الهجرة من السودان، وقد تأكد لي تماماً فشل مشروع الدولة الحلم الذي كنت أمني به نفسي العيش في كنفها دولة الحق الرشيدة دولة واحدة لا دويلات عديدة، دولة تحفظ للناس حقوقها، دولة يقودها أناس نظيفي اليد واللسان. فخروجي من السودان كان له وجوه عدة سيما وإنني لم أكمل تعليمي فقررت الهجرة لمواصلة التعليم وتربية أبنائي على النهج الذي أريده، ففي السودان لم يكن من المتاح تربية الأبناء بالشكل المطلوب وسط المشاكل والمعاناة التي كنت أعيش فيها، والغياب المستمر عن الأسرة، وأيضا من الأسباب الهجرة الروحية والخلوة الفكرية مع النفس لأن ذلك لم يكن متاحاً في السودان، بالفعل حققت الكثير من الأهداف التي حددتها، والآن أجد نفسي أكثر معرفة من ذي قبل وقد رسمت لنفسي خطاً بعيداً عن الحزبية والتقوقع في كيان صغير مهما بلغت قوته ومساحات التعبير فيه، الآن أعيش حرية من نوع آخر طالعت عدداً كبيرا من الكتب في الدين والسياسة والصحافة والتاريخ، وقد لا يصدق المرء أن السبع سنوات التي قضيتها في البحرين هذه الجزيرة الصغيرة لم أخرج منها قيد أنملة، وقد كنت في السودان كثير الأسفار ولا أتذكر أنني أمضيت شهراً كاملاً ولم أخرج فيه من العاصمة.
* ماذا وجدت في الخارج..؟
في الخارج تعرفت على نفسي كثيراً وحاورتها كثيراً وطالعت عدداً من والإصدارات الدينية والفكرية والسياسية لم تكن مُتاحة لي في السودان، فقد وجدت نفسي جاهلاً أيما جهل بحقائق الأشياء والآن أُحصل ما فاتني من معرفة. كذلك أنا في الخارج حاسبت نفسي كثيراً على مواقف كثيرة وشعرت من خلالها بالخزي والعار وكنت أقول لنفسي هناك مواقف كان يمكن أن أجهر فيها بكلمة (لا) هذه أضعف الإيمان لكنك آثرت الصمت، مثل مشاركة أطفال جيش الرب معنا في العمليات العسكرية في جنوب السودان في ديسمبر 1995م بالميل 69 بالمنطقة الاستوائية، وغيرها الكثير من المواقف المخزية أسأل الله أن يغفر ليّ وأن يلهم قادة النظام الصواب كما ألهمني.
* علاقتك بالحرب في جنوب السودان..؟ الحرب في جنوب السودان وفي كل بقاع الوطن كانت هم مشترك لعموم (الإسلاميين) وبصفتي إعلامي كنت معني أكثر من غيري برسالتي تجاه هذه الحرب، في الأساس طبيعة عملي التنظيمي كانت أقرب للعسكر هذا قبل عملي في مؤسسة (ساحات الفداء) بسنوات كثيرة، وبعد مشاركتي في الحرب قمت بتأليف كتاب وثائقي وثقت من خلاله لجهاد أحد الإخوة الأفذاذ وهو الأخ الفقيد حسين سرالختم المعروف بحسين (دبشك) والكتاب كان بداية لسلسلة توثيقية لم تسمح لي ظروفي من مواصلتها، وفي مشاركتي في عمليات الأمطار الغزيرة كنت برفقة مجموعة كبيرة من المجاهدين الشباب وفي ظرف ثلاث أيام فقدنا منهم الكثير، وجلهم من طلبة الجامعات ومن المبرزين في دراستهم. كنت أتعامل مع الحرب كتكليف وكواجب مفروض على الجميع، وهنا لا بد من ذكر أمر مهم هو أن عضوية الحركة (الإسلامية) لم تتقاعس عن الواجب آنذاك حتى كبار رجال الأعمال ومن التجار ومن كبار قادة الحركة، لكن فيه نهاية المطاف كان واضحا وجلياً للجميع أن هذه الحرب اللعينة ليس فيها غالب ولا مغلوب، بل شعرت مؤخراً بأننا كنا غزاة حقيقةً وقد يرفض قولي هذا الكثير من الناس لكنها الحقيقة التي لا مراء فيها. وللتاريخ أقول أن الحرب في الجنوب أشعرتني بأننا (الشماليين) قوة ظالمة وباطشة مثلنا ومثل الجيش الامريكي في العراق حالياً، وينبغي أن نعترف بذلك حتى نُزيل ما علق بنفوس أهلنا في الجنوب، وقبل سنوات تعرفت على أحد الاخوة الجنوبيين يدعي (أندريا) ونشأت بيننا علاقة أخوية شديدة وقال لي بالحرف الواحد "لا يمكن ألبته نسيان مشهد القوات العسكرية الحكومية وهي تهجم علي القطاطي في مناطقنا بالجنوب وتقتل من فيها ثم تقوم بحرقها". فالحرب يا أخي كارثة ومأساة تترك آثارها على مدى السنين وتخلق الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وهذه الكراهية تنتقل من جيل إلى آخر.
*بحكم موقعك الاعلامي كيف كنت تعبئ الناس ووفقاً لأي روح وتصور؟ وكيف تنظر لذلك الأن؟
كنا نستخدم الآليات المتوفرة لنا من صحافة وتجمعات إنشادية وروحية نستخدم فيها السير العطرة للذين مضوا، ونتحدث عن أخلاقهم وجهادهم وعلاقتهم بالخالق من خلال التعامل اليومي مع الناس وقد توفرت فيهم المادة التي يمكن أن تعبي الناس وتفتح لهم الباب الواسع للمشاركة في القتال، لكن أهم عنصر كنا نستخدمه في ذلك هو الإنشاد الجهادي الزاخر بالإشارات التي تتحدث عن الجنة والنعيم ومصاحبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومن خلال برنامج (في ساحات الفداء) كنا نستخدم الصورة مع اللحن وكلمات وعبارات الشهداء، وبالطبع كانت هذه الطريقة الأكثر استخداماً وهي أكثر الطرق جذباً لسوح القتال وكأننا نقول للمشاهدين سيروا في طريقهم وقد ساروا في ركاب الواصلين إلى الله، فالعاطفة السودانية تجاه العقيدة قوية للغاية ومؤثرة لذلك ينقاد الانسان بسرعة في اتجاه الحرب إذا توفرت له الأجواء الإيمانية المناسبة والعمل الاعلامي المخطط، وهذا نفس الطريق الذي اتبعه تنظيم القاعدة في حربه ليس ضد الولايات المتحدة الامريكية فحسب بل ضد المسلمين في أماكن كثيرة، الواحد منهم يفجر نفسه وسط عشرات الأنفس البريئة، وكما قلت سابقاً في حوار مع العربية نت أن تنظيم القاعدة استفاد من تجربة السودان في مجال الاعلام (الجهادي). وأعتقد أن الحرب في الجنوب كانت حرب (جهادية) بينما كان ينظر اليها الآخرون حرب سياسية متعلقة بخطاب مظالم في السلطة والثروة، لكن بعد ذلك اكتشفنا خطأ ما كنا نعتقد أنه الحقيقة. * اذا دار الزمن وعادت الحرب هل ستشارك في ذلك بالدعوة أو القتال في الجنوب، وهل انت نادم على الارواح التي ازهقت..؟؟. بالطبع أنا أول من يرفض بل سيقف ضد هذه الحرب بقوة لأن ناتج الحرب السابقة كبير ومهول جدا جداً من الطرفين، وعندما كنت اسافر لمدينة جوبا من مطار قاعدة الخرطوم الجوية (المطار العسكري) كانت تشدني مشاهد الآلاف من الجنود والآليات والمؤن وهي في طريقها لمناطق القتال، وهذا المشهد يتكرر يومياً وباعتباري صحفي كنت أقوم بعمليات حسابية أثناء انتظاري لركوب الطائرة لأعداد المُغادرين إلى جوبا والسيارات والأدوات القتالية ما يعني أن الحرب تستنزف قوت المواطنين اليومي بغض النظر عن الأرواح التي تنقص يومياً، وحتى عندما نكون في مطار جوبا نجد أن الفضاء الواسع في المطار مليئة بالمعدات العسكرية وسيارات الاسعاف التي تحمل الجرحي الى الطائرة هذه مشاهد يومية تعلق بذهن الانسان. لكن أكثر ما آلمني أن الآلاف الذين شاركوا في هذه الحرب من قادة وجنود ومتطوعين ومن جرحى صمتوا لم يعبروا عن لحظات الألم الشديدة التي تنتاب أي انسان مر بتجربة السفر من الخرطوم لجوبا وبالعكس مقدرات الوطن كانت تذهب لهلاك الانسان، لكن الذي آلمني أكثر هو أن حكومتنا في السودان كانت مستعدة لمواصلة القتال حتى آخر جندي وجاءت الضغوط الامريكية على الطرفين بقوة حتى أوقفت الحرب، وبعد أن ألقت الحرب أوزارها تنكرت الحكومة للدور الامريكي وأدعت انها جاءت بالسلام، ووصفت وفد المفاوضات مع الحركة بأنهم رسل سلام. بكل تأكيد أنا نادم على الحرب وعلى الارواح التي أزهقت فيها وأسأل الله أن يتقبل الطرفين بقبول حسن، نعم إنه قدر الله أن يموت إخوتنا هناك، لكن كان بالامكان تجنب الحرب إذا حكّمنا الله ورسوله لكننا اتبعنا أهواءنا، فكانت الخسارة كبيرة للحد البعيد.
*من أين جاء لقب أبواحمد..؟
لقبت نفسي بأبواحمد بعد ميلاد ابني البكر احمد المولود في بورسودان في أكتوبر 1992م وسميته تيمناً بالشهيد الدكتور الصيدلي أحمد حسن، والدي متعه الله بالصحة والعافية كان يعمل في صحيفة الصحافة الأم وأنا صغير السن قبل دخولي المدرسة كنت أذهب معه للعمل عصراً ونعود للبيت مع ساعات الصباح الأولى في اليوم التالي، ومن خلال مهنة والدي تعرفت وأنا صغير قبل دخولي المدرسة على عمالقة الصحافة السودانية أمثال عبد الله رجب وعبدالرحمن مختار و طه الريفي وابن البان وعلي حامد والعم العزيز حكيتابي، وشريف طمبل والتقيت مرات عديدة بجعفر محمد علي بخيت عندما كان رئيس مجلس إدارة جريدة الصحافة، ومن بعده موسى المبارك عليهم رحمة الله جميعاً وأحسن إليهم، يعني شخصي الوحيد من أبناء دفعتي في العمل الصحفي عايشت وتعرفت على هذا الجيل النادر من قادة الصحافة في بلادنا. ومن المواقف الجميلة التي لا أنساها أبداً أنني عندما دخلت المدرسة كنت مُبرزاً جداً في الدراسة وكنت عندما أحصل على (الأول) كنت أسرع بالمجي للجريدة وكان زملاء والدي يكرمونني منهم من كان يعطيني (شِلن) وأتذكر في إحدى المرات أهداني العم شريف طمبل مبلغ (ريال) والريال كان مبلغاً كبيراً في ذلك الزمن، وكنت في سنوات مبكرة جدا أكتب وأقراء كتباً كانت كبيرة على مثل من في سني أمثال مغامرات أرسين لوبين والشواطين الـ 13 وانا في سن الثامنة ولأن والدي كان يعمل في قسم الصف تعلمت الكتابة قبل دخولي المدرسة.
* ما هي أكثر العلامات البارزة في نظرك لفشل دولة المشروع من خلال تجربة شخصية..؟؟
هذا سؤال جميل جدا جداً يمكننا أن نأخذ مثلاً في أن (الانقاذ) لم تخفق فحسب بل دمرت مقدرات الشعب السوداني ومن خلال تجربة شخصية عشتها بنفسي وبتفاصيلها الدقيقة وكل الشهود أحياء يرزقون قصص طويلة تصلح حقيقة لفيلم يجسد خراب الدولة وفيها دراما حقيقية والله وتا الله لا تصدق مهما عبرت عنها بالكلمات وهم احياء يتنقلون من مكان الى آخر . كان الله في عون الشعب السوداني .
Quote: ملاحظاتكـ او الإنطبعات التي خرجت بها بصفة عامة عن سلوكـ ضيفكـ آناء الحوار.
ماقبل وبعد وأثناء الحوار من التعابير والملاحظات مرات بتكون افضل من الحوار ذاتو لكن فى الحوار ده مافى ملاحظات عشان منعم يشكل انطباع خالد في البحرين ومنعم فى خرطوم اتنين بيكون اتعمل بالهاتف او بالايميل .. عشان كدة صعب انو يوريك تعابير خالد اثناء الحوار
الا يكون بيجو ده السفلي المشى شاف خالد اثناء الكتابة او الحديث ..........
تسلم ياخدر وتحياتى لابواحمد واسرته
05-23-2008, 10:00 PM
عبد المنعم سليمان عبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158
بيجو سلامات نعم خالد ابو احمد مهم ككوز تائب لكن بالله اجراس الحرية خليها تركز لينا في محمد احمد سيد الوجعة والالم والشعب الحقيقي الناس الغلابة الصليبهم طالع من سيرة قطار الانقاذ منذ ركوب ابواحمد فيه وحتي الان..!!
ابوحمد قد يقول شيئا يمكن الاستفادة منه ولو قليلا ولكن احنا دايرين الناس سياد الوجعة والناس الميتنهم طالع ديلك
05-23-2008, 10:18 PM
عبد المنعم سليمان عبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158
عارف يا الطاهر انا مرقت من الخرطوم سنة 98, بعد 4 سنوات من تخرجي من كلية الاعلام تقسمت بين متابعة لدراستي في معهد الموسيقي و شهر كصحفي في جريدة الخرطوم و إعتقالين. الكلام ده كان قبل اغلاق مكتب الخرطوم بسبب تحقيق عن ضباط الشرطة المفصولين , (التحقيق قامت به الاخوات رشا كشان و لنا) و كان مدير مكتب الخرطوم آنذاكـ استاذنا و صديقنا (راجي محمود). اعتقالاتي لم تكن لها علاقة بمهنة الصحافة لكني اذكر جيداَ اني كنت اري التاكسي السياحي اكبر من حجمة المآلوف و كنت اتوهم مصابيح السيارات العابرة, سيارات تابعة للامن تبحث عن المذيد من الضحايا. اخشي من اجابة صديقنا منعم ان يكون الزمان قد عاد القهقري الي 1994.
___ منعم .. دي اول مره في المنبر ده منذ انضمامي اتكلم عن نفسي ,انعل .. و .. ابواحمد.
05-23-2008, 10:24 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834
Quote: *بحكم موقعك الاعلامي كيف كنت تعبئ الناس ووفقاً لأي روح وتصور؟ وكيف تنظر لذلك الأن؟
كنا نستخدم الآليات المتوفرة لنا من صحافة وتجمعات إنشادية وروحية نستخدم فيها السير العطرة للذين مضوا، ونتحدث عن أخلاقهم وجهادهم وعلاقتهم بالخالق من خلال التعامل اليومي مع الناس وقد توفرت فيهم المادة التي يمكن أن تعبي الناس وتفتح لهم الباب الواسع للمشاركة في القتال، لكن أهم عنصر كنا نستخدمه في ذلك هو الإنشاد الجهادي الزاخر بالإشارات التي تتحدث عن الجنة والنعيم ومصاحبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ومن خلال برنامج (في ساحات الفداء) كنا نستخدم الصورة مع اللحن وكلمات وعبارات الشهداء، وبالطبع كانت هذه الطريقة الأكثر استخداماً وهي أكثر الطرق جذباً لسوح القتال وكأننا نقول للمشاهدين سيروا في طريقهم وقد ساروا في ركاب الواصلين إلى الله، فالعاطفة السودانية تجاه العقيدة قوية للغاية ومؤثرة لذلك ينقاد الانسان بسرعة في اتجاه الحرب إذا توفرت له الأجواء الإيمانية المناسبة والعمل الاعلامي المخطط، وهذا نفس الطريق الذي اتبعه تنظيم القاعدة في حربه ليس ضد الولايات المتحدة الامريكية فحسب بل ضد المسلمين في أماكن كثيرة، الواحد منهم يفجر نفسه وسط عشرات الأنفس البريئة، وكما قلت سابقاً في حوار مع العربية نت أن تنظيم القاعدة استفاد من تجربة السودان في مجال الاعلام (الجهادي). وأعتقد أن الحرب في الجنوب كانت حرب (جهادية) بينما كان ينظر اليها الآخرون حرب سياسية متعلقة بخطاب مظالم في السلطة والثروة، لكن بعد ذلك اكتشفنا خطأ ما كنا نعتقد أنه الحقيقة.
من هذا النوع:
05-23-2008, 10:27 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48834
Quote: شعرت مؤخراً بأننا كنا غزاة حقيقةً وقد يرفض قولي هذا الكثير من الناس لكنها الحقيقة التي لا مراء فيها.
الأستاذ خالد أبو احمد الكوز التائب (عقبال للباقين) . جميل هذا الشعور بس جاءت متأخرة جدا على العموم أهنئك كانت بتكون جملية لو جاءت قبل مفاصلة شيخكم مع حواريه و أجمل لو شعرت بها قبل ذلك .
Quote: وللتاريخ أقول أن الحرب في الجنوب أشعرتني بأننا (الشماليين) قوة ظالمة وباطشة مثلنا ومثل الجيش الامريكي في العراق حالياً
الأستاذ خالد أبو خالد لماذا الجمع ليس كل الشمال كان مع حربكم المقدسة في ارض جهادكم في جنوبنا الحبيب يا أخي على الأقل الأستاذ ياسر عرمان من وهو من الشمال رفض الظلم والبطش مبكرا واختار ان يكون مع الراحل الدكتور قرنق . هي مجموعة بعينها اختطفت السودان وبعض جهات السودان وتسعي بوعي لإدخال غيرهم في جلباب ظلمهم وبطشهم وفسادهم
05-24-2008, 02:20 PM
wadalzain wadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701
أرجو التركيز على ما في هذه الشريحة من صور مؤلمة نتجت عن أفعال حكومة الجبهة في جنوب السودان وهو ما أعطى متطرفين من جانب آخر الفرصة للتعليق بالحق وأحيانا بالكذب كما ستلاحظون..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم سليمان
خدر
الطاهر ساتي
عبدالكريم الامين احمد
Yasir Elsharif
علاء الدين صلاح محمد
wadalzain
زينب بدر الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست