رساله الي اخي الشهيد ابراهيم تاج الدين.....

Quote: اخي الشهيد ابراهيم تاج الدين.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... اما بعد... ارجو ان تصلك رسالتي هذه وتجدك .... في سدر مخضود... وطلح منضود... وظل ممدود.. وماء مسكوب.. وفاكهة كثيرة.. لا مقطوعة ولا ممنوعة.. وفرش مرفوعة... اللهم امين.. اخي ابراهيم... سافرت اليوم اختك وزوجتي الي السودان.. بالطائرة التركيه ومعها ابن خالتي د.معاويه احمد حمزه.. او كما يحلو لنا ان نسميه ابن الشهيد... اخو جمال ودالشهيد صديقك وزميلك... وكما قيل ان اردت ان تعرف الشخص... فقل لي من يصادق... واولاد الشهيد خالنا احمد حمزه بهم جل خصالك... اخي ابراهيم.. نعم ستصل رحاب الي ارض الوطن.... صباح غد الاربعاء 21/5/2008وقت صلاة الفجر... ولاول مرة منذ اكثر من عشرة اعوام.. سوف لن تجدك في استقبالهافي مطار الخرطوم.... سافرت واعينها تفيض من الدمع.... بلون الدم الداكن... لا ..ان عيونها تنزف دما .... داكن اللون... وقلبها قد تمزق لانك سوف لن تكون في استقبالها ... اخي وصديقي ونور اعيننا جميعا.. لقد فشلنا في ان نمسك انفسنا عن البكاء... فبكينا كل انواع البكاء... وسكبنا من الدموع مثلما فعل جبل البركل... ونخيل الباسا.... وترهاقا.... اعذرنا اخي.... فلقد تناثرت صخور جبل البركل... وسقط سعف نخيل الباسا.... بعدان ذهبت دون ميعاد... الي جنة عرضها السموات والارض... باذن الله... وتركتنا دون وجيع.... يعصرنا الم الفراق دون وجل... ولا زال يتمتع في ايلامناوتعذيبنا منذ ان سافرت... من دنيا اصبحت لغتها لغة الغاب... تمرح فيها الذئاب.... ويتناحر فيها من اجل الالقاب... والسلطة والجاه... وليس لله.... واصبح الظاهر المقياس وليس الجوهر... فاصبح الصادق فيها كاذب افاق...... والمنافق صادقا وامين.... العالم فيها جاهل... والجاهل عالما وفقيه.... يقولون فيها ما لا يفعلون... ويكثر فيها خلف الوعد والميعاد.. ولا يحفظون العهود والميثاق... غربت فيها شمس الفضيله والحق والحقيقه.... واشرقت فيها شمس الظلم والظلام... اخي ابراهيم... اصبحنا في دنيا ياكل فيها القوى الضعيف... وعفوا... لا عزاء للمساكين ... فهم خارج القائمه غير ماسوف عليهم... دنيا كثر فيها اليتامي والثكالي.... وموت الفجاءه.... زمن اصبح عنوانه الغايه تبرر الوسيله..... يكنزون المال والفضه ... يعفصون ... يقتلون.. يشردون.. يذبحون.. واضف ما شئت وكيفما شئت من الوسائل ... كل الوسائل ... مما تعلم ولا تعلم... واعرف انها ليست في قاموس حياتك... لتبرير جزئة تافهه لغاية اتفه.... زمن اختلط الحابل فيه بالنابل... وتكسرت كثير من النبال... زمن يقتل فيه الاخ اخيه المسلم... لا حياة لفقير بينهم... ولا توقير لكبير بينهم.. ولا احترام لمعلم بينهم... انه زمن التفاهات الحقيره... زمن الزفارات المميته... زمن صعب .... زمن الدقائق الاخيره... وبعدها الطوفان... ولا يدركون.... نسوا الله فانساهم انفسهم .. وانشغلوا بالدنيا... فاشغلهم الله بانفسهم.... ولا يعلمون ان الله يعلم خاينة الانفس وما تخفي الصدور... فيمد لهم مدا... ويفرحون ولا يبكون... ولا يتعظون.. لانهم لا يفكرون ولا يتفكرون.. ومشغولون بحب السلطه والذات.... واكتناز المال والملزات... ولا يعلمون ماذا اعد الله لامثالهم.. وليتهم يعلمون... لا اطيل عليك اخي ... فهنيئا لك ما اختار الله لك.. واقلها الشهاده وحسن الخاتمه... وما شهد لك به القاصي قبل الداني... من يعرفك ومن عرفك من خلال من يعرفك.... من طيب المعشر وحسن الخلق... وصلة الرحم وحب اداء الصلاة في المسجد... وبر الوالدين.... ووفائك لزوجتك واهلك.. وحنانك باولادي واولادك.... وتفرح مع افراح باسعادتهم ورضائهم... وتفانيك واخلاصك في عملك... وتراب بلدك.... ورمز بلدك... الذي فديته بنفسك... وماذا اقول .... لقد عصاني قلمي... وحقبقة لا استطيع ان احصي صفاتك ووصفك... وحده الخالق سيعطيك حقك... اخيرا وليس اخرا... ساظل ارسل لك رسائلي الي عنوانك الدائم.. باذن الله.. ولا اقول وداعا ولكن الي لقاء قريب,.. في دارك.. وسلام الله يغشاك.... يامنارة اهل السودان عامه.. ونور جبل البركل والباسا.. اخوك الذي لا زال عيناه تنزف دما.. ويسال الله حسن الخاتمه.. ليل نهار.... حتي يلقاك في دار يجاور دارك... مجدي الشيخ...ويكسفورد__ايرلندا بتاريخ 20/5/2008