|
|
 أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث"
|
العدد 214 - الأحد 19 مايو 2008
أيـام هــزت الخرطوم
إعداد: أسامة النور
لم تكن المواجهات الدامية التي جرت وقائعها على أرض وشوارع مدينة أم درمان الأولى التى تهز العاصمة الخرطوم خلال تاريخها منذ ان سميت عاصمة للبلاد, إذ سبق
تها عدة حوادث حولت مسار الحياة في المدينة الكبيرة لعدة أيام, قبل أن تعود لسيرتها الأولى, لكن دون أن تنسى ما أصابها.
وفى تتابع للاحداث فى خلال المائتى سنة الماضية أي منذ الربع الاخير للقرن التاسع عشر وعلى مقرن النيلين تتكون مدينة الخرطوم على شكل شبه جزيرة في مثلث يمثل
النيلين الابيض والأزرق ضلعاه وقاعدته تفتح على اراضي الجزيرة عند مدينة سوبا التي ارتبط اسمها بمقوله حفظها السودانيون في ثقافتهم المحلية (عجوبة الخربت سوبا)
وهذا يدل على ذاكرة خراب المدن في قاعدة المثلث الذي تتكون منه الخرطوم. ويقول الشيخ بابكر بدري فى مذكراته, إن من الشواهد ان ضفتي النيل وخصوصاً الضفة الغربية
منه كانت ملاذاً لكثيرين من تلك السحن ان لم يكن لرى الظمأ فقرباناً وجواراً من حيف البشر.
(1) ..
1885
حاصر الإمام محمد احمد المهدي الخرطوم من جميع الجهات حيث تحرك إليها بعد معركة فتح الابيض في كردفان اذ عبر فى الطريق الى الخرطوم طريقاً ادى به الى ان أقام معسكره الرئيسى عند ديم أبوسعد في الضفة الغربية للنيل الابيض على بعد أمتار قليلة من مقرن النيلين ومن هنا قام مقاتلوه بعبور النهر الى الخرطوم ومهاجمتها من عدة جهات ومنهم اولئك الذين قتلوا غردون باشا مخالفين أوامر المهدي. وحين دخول قوات المهدي الخرطوم كانت المدينة كلها منهكة خائرة القوى اثر الحصار وما تبعه من جوع ومعاناة من آثار الخوف من القوات الغازية وقد حدثت حينها اشياء يمكن أن تسمى الآن اختراقات لميثاق حقوق الانسان. ويذكر بابكر بدري في مذكراته ان الحكايات تتكلم عن استباحة للمدينة إذ ان سكان المدينة تلك الايام لم ينضموا لجيش المهدي إما موظفين لدى الادارة التركية أو أعيان وتجار فى المدينة. وكما جاء في إفادات بابكر بدري عند اضطلاعي على مدونة في موقع مكتوب تتكلم عن تلك الوقائع الموثقة في دار الوثائق المركزية وفي مذكرات الشيخ بابكر بدري انه حدثت حالة من الخوف والهلع ولعله يستشهد بان امرأة جاءت الى المهدي تولول وتبكي وتشكو اليه ان أباها وابنائها الصغار في الزريبة وهي المكان الذى كان يحبس فيه الاسرى والسبايا آنذاك فتعجب من وجود تلك الزريبة واعطى اوامره لتسليم اولئك الموجودين فيها الى ذويهم وخصوصاً النساء والاطفال والذين لم يتعرف على ذويهم من النساء يزوجوهن على سنة الله ورسوله واظنها تلك التي خرجت منها الاهزوجة الفلكلورية (المهدى جا قال الفتاة بفد ريال والعزبه بالفاتحة) تلكم القصص نرى من خلالها آثار الغزو لتلك المدينة التى استبق الترويع فيها الجوع والخوف من المصير المجهول اذ انه في الحرب فان المعارك لها ما بعدها, فتلك كانت اول الزلازل التي اهتزت لها الخرطوم في العصر الحديث فى بداية حكم المهدية. وهناك كثير من الحكايات التى حدثت من جيوش المهدية الفاتحة لمدينة الخرطوم من سبي ونهب للنساء والشواهد كثيرة لكنها الحرب واوزارها التي لا ترحم وضحاياها دائماً واكثر المتأثرين الضعفاء والمواطن العادي في كل التجارب الانسانية.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(2)..
1898
لم تمر على الخرطوم أكثر من عشرين سنة من دخول المهدي إليها حتى استقبلت بوارج جيوش الفتح الثنائي بقيادة الجنرال كتشنر ومعركة كرري التى كانت قاصمة الظهر لحقبة حكم المهدية ومن تلك الفظائع التي شهدتها معركة كررى استعمال المدفع المكسيم الآلي والطلقات الانشطارية لاول مرة من قبل الجيش الغازي في معركة كرري وسمي بجيش الفتح بقيادة كتشنر في مطاردة ما تبقى من جهادية المهدية ونال المدينة مانالها من حملات تفتيش تفوق فظاعتها تلك التي يرتكبها غلاة المحاربين آنذاك وقد قدر عدد القتلى بعشرين ألف في معركة كررى وفتح الخرطوم وكما قال لي أحد سكان منطقة كرري انه لوقت قريب كانوا يجدون بقايا ملابس أو كعوب النعال التى كانت تخص المدافعين عن المدينة وهذا يدل على كثرة التقتيل في معركة كررى اذ لم يكن هناك مجال حتى لدفن الموتى دعك من تفقد الجرحى.
وكان من نتائج ذلك القصف ايضاً قصف قبة المهدى وقد جاء في بعض الروايات ان الجيش الفاتح قد استباح المدينة ثلاثة أيام بعد خروج قادة المهدية والخليفة عبدالله متجهين غرباً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(3)..
1924
مرت حوالي النيف والعشرون عام على استباب الاحوال للحكم الثنائي فى السودان مرت خلاله بعض الاحداث المتفرقه للمقاومة هنا وهناك وكان هذا ما يدل ان هناك الكثير من المياه تحت التبن وفى فترة اوائل العشرينات قامت حركات سرية بدأت بالمثاقفة ومن خلالها أطلت أجندة مقاومة الغازي الانجليزي.
من بين تلك المجموعات السرية التي كان أشهرها حركة اللواء الابيض التى ضمت فى صفوفها ضباط من الاورطة السودانية بالجيش المصري ومن بينهم اليوزباشي (النقيب) على عبداللطيف والملازم عبد الفضيل الماظ ومعم آخرون من ضباط تلك القوة التى سميت قوة دفاع السودان وكانت الاجواء السياسية حينها متأثره بثورة 1919 في مصر بقيادة سعد زغلول وما نتج خلالها من مواجهات مع الجيش المصري وقد ادى كل ذلك الى استشراء روح التمرد على الوضع السياسى القائم حينذاك وما أدت اليه اخبار مقتل السير لي ستاك سردار الجيش في مصر بايدى المصريين وما نشأ من وضع انعكس على اوضاع الجيش المصرى في السودان وسحبه شمالاً وقد كانت تلك الفاصلة في قيام تظاهرة طلاب المدرسة الحربية في شوارع الخرطوم وما حدث بعدها من تظاهرات عمت المدينة وتزامنت تلك بحركة تمرد للقوة السودانية واحتلالها لثكنات الجيش البريطاني في تحرك لوقف سحب الجيش المصرى شمالاً وما دار بعدها من معركة استمرت لاكثر من يوم سميت معركة النهر ايضاً اذ كانت قبالة شاطئ النيل في مدينة الخرطوم فيما يسمى بمستشفى النهر بالقرب من ثكنات الجيش البريطانى "البراكس" واستشهاد الملازم عبدالفضيل الماظ بعد معركة حامية الوطيس بينه وبين القوات البريطانية التى حاصرته للقبض عليه فاستشهد ممسكاً بمدفعه فى احدى غرف المبنى الذى قصف من الخارج بالمدفعية وتلك من الايام التي تزلزلت ايضاً فيها المدينة عدة أيام وبعده كانت المحاكمات للضباط واعدامهم رمياً بالرصاص وايضاً محاكمة بعض المدنيين بالسجن, فكانت تلك أول مظاهر عسكرية مدنية سودانية تطالها يد الانجليز منذ فتح الخرطوم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(4)..
1954
مرت بالسودان منذ حركة 24 سنوات من العمل السياسي الوطني لمقاومة الاستعمار الانجليزى سلمياً اذ انه لم تحدث احتكاكات مسلحة منذ ذلك التاريخ طيلة فترة الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين ولكن كان الاحتقان فى اوجه في اوائل الخمسينات عندما تبلورت رؤى الحركة الوطنية حول مشروعين، المشروع الاستقلالي وعلى رأسه الانصار وحزب الأمة والمشروع الاتحادي ومضى الزمن حتى جاءت انتخابات 1953 التي اكتسحها الحزب الوطني الاتحادي بمعاونة النظام المصري آنذاك ووصل الإحتقان اوجه عند إعلان زيارة اللواء محمد نجيب للخرطوم فى خطوة اعتبرتها قيادات الانصار بمثابة التوقيع بالأحرف الأولى على إعلان وحدة السودان مع مصر أي ضد المشروع الاستقلالي تماماً ففي 4 مارس 1954 توافدت جماهير الأنصار الى العاصمة الخرطوم من مختلف بقاع السودان لمواجهة الأمر بكل السبل التي أقلها العصيان المدني واسقط الحكومة فعاشت الخرطوم ايام كان لها ما بعدها, خصوصاً عن وصول الجنرال محمد نجيب واقتضت الظروف والتقديرات الامنية ان يغيرو الطريق الذي يؤدى به الى القصر بدلاً من شق صفوف الانصار بطريق المطار فكان ماكان من هيجان وصلت حدته عند ساحة القصر الجمهوري الآن وسراى الحاكم العام آنذاك وحدث المحظور إذ اشتبكت الجماهير الغاضبة في محاولتها للتعبير عن رأيها المسبق بالبوليس الذي استعمل القوة الشديدة باطلاق الغاز والنار على الجماهير في إلتحام مباشر مع الجماهير الانصارية وسقط العشرات من القتلى من الطرفين ولاذ حسب الرواة أفراد البوليس بالنهر حتى تدخلت القيادات وانتهى الامر لجراحات دامت سنينا حتى اعلان الاستقلال فتلك من وقائع اولى الزلازل السياسية بين السودانيين حول الرؤى المستقبلية لاستقلال البلاد, وعاشت الخرطوم تلملم جراحاتها طيلة تلك الأيام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(5)..
1965
اثر اشاعة في المدينة مع توتر الأحوال فى جنوب السودان بين الجيش السوداني والتصعيد العسكري في محاربة قوات أنانيا فى الجنوب إذ اتسعت رقعة التمرد آنذاك قالت الاشاعة بمقتل احد الزعماء السياسيين فى الجنوب وهو السيد كلمنت امبورو, اثر تلك قامت حركة عشوائية من الجنوبيين فى الخرطوم بالتظاهر ضد الحكومة باعتبار ان الجيش السوداني هم من قام باغتياله وكان الجميع فى انتظاره وهو الذي كان يتولى حقيبة الداخلية آنذاك فى العهد الديمقراطي الثاني وكانت سبقته حادثة مقتل سانتينو دينق التي تبودلت فيها الاتهامات بين الانانيا والجيش حول التورط فى مقتله وقد شهدت العاصمة أحداثاً دموية اذ اعتدى المواطنون الجنوبيون على الشماليين وحدثت مظاهرات للجنوبيين قاموا بنهب وقتل وهنا قامت حركة مضادة من المواطنين فى العاصمة أي الشماليين وحدثت أعمال من التقتيل ومطاردة المهاجمين حتى ان أحد شهود العيان آنذاك قال ان الجنوبيين كانوا يلوذون بالنيل احتماء من المهاجمين من المواطنين الشماليين وقد قدر عدد القتلى آنذاك بالعشرات والجرحى بالمئات وقد سمى التاريخ باحداث الاحد الأسود.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(6)..
1970 مارس 29-30
كانت أحداث ودنوباوي بين نظام نميرى وجماهير الانصار نتاج حصار الجيش للامام عبدالرحمن فى الجزيرة أبا, اذ تقاطر العشرات من الانصار صوب جامع الامام عبدالرحمن انتظاراً للحاقهم بالامام في الجزيرة أبا في تحرك عاطفي وقد تواترت الانباء والاشاعات حينها بان الجيش يقصف الانصار بقيادة الامام فى الجزيرة أبا بالطائرات فما كان من الحكومة والجيش فى الخرطوم إلا ان يوقف زحف تلك الجموع ومنعها من الوصول الى ودنوباوى وفي تلك الاثناء حدث الاشتباك المسلح بين الجيش والانصار إذ قام الجيش بقصف الانصار داخل حي ودنوباوى اثر معلومات بان الانصار يستعدون لمهاجمة الجيش من الجامع وحي ودنوباوى وقد سقط اثناء ذلك القتلى من الانصار الذين كانوا يحتمون بالجامع والحي ومن الجيش فى حوادث لاطلاق النار من الانصار من داخل الجامع ومن البيوت القريبة والمطلة على الجامع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(7)..
19-22 يوليو1971
في ظهيرة يوم 19 يوليو 1971 قام العسكريون في الحزب الشيوعي السوداني بقيادة الرائد معاش آنذاك هاشم العطا بحركة انقلابية ضد نظام النميري وقد تسلمت مقاليد الحكم لمدة ثلاثة أيام وقامت باعتقال النميري فى القصر الجمهوري وكان قد اشترك فى تلك الحركة الضباط الموالين للحزب الشيوعي السوداني وفي أقل من اثنين وسبعين ساعة من الحركة وقبل ان يثبت النظام الجديد اقدامه على دست الحكم تحركت بعض الجيوب الموالية للنميري مع بعض العسكريين المناوئين للشيوعيين في التحرك المضاد للانقلاب فقد دارت بعض المعارك في ساحة القصر الجمهوري بقيادة كتيبة المدرعات من اللواء الثاني في الشجرة وتم قطع خطوط الامداد وعزل المشاركين فى الانقلاب في ام درمان والخرطوم بقيادة الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم وتم استرجاع الاذاعة في يوم 22 يوليو وكانت الاحداث آنذاك تجري في كل العاصمة من مطاردة لعناصر الحزب الشيوعي المدنية والعسكرية وتم القبض على كل قيادات الحزب وقدموا لمحاكمات فى معسكر المدرعات بالشجرة ومن اسوأ الحوادث لتلك الحركة مذبحة بيت الضيافة الشهيرة التى قتل فيها كثير من ضباط الجيش الموالين للنميري في مذبحة بشعة حملت الصحف آنذاك تفاصيلها بالصور وكانت تلك اول مرة في تاريخ السودان الحديث ان تتم تصفية الخصوم السياسيين من العسكريين بتلك الصورة الشنيعة واتبع ذلك فصلا اخر من اعدام قادة الحركة الانقلابية ومن تلك الاحداث القبض على المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمدالله وانزالهم فى ليبيا وتسليمهم للنظام ومن ثم محاكمتهم وإعدامهم وايضاً كانت اخبار الطائرة القادمة من العراق لدعم الانقلاب وسقوطها الغامض في السعودية ومقتل جميع من فيها وتلك كانت من افظع الاسابيع على الخرطوم إذ لاول مرة تتم مطاردة الانقلابيين في شوارع الخرطوم وحملات التفتيش والتبليغ عن الشيوعيين فى المدينة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(8)..
2يوليو1976
ابتدأت الحركة في فجر 2 يوليو بتحرك من كل المحاور للاستيلاء على المراكز الاستراتيجية فى العاصمة وأول تلك المواقع كانت دار الهاتف فى الخرطوم، دار الاذاعة والمطار ومنطقة الخرطوم شرق للاستيلاء على القيادة العامة واعتقال القيادات فى حي المطار وايضاً سلاح المهندسين بامدرمان، استمرت تلك المعارك وكانت معارك شوارع حقيقية بين مليشيا الجبهة الوطنية والقوات المسلحة وعاشت البلاد وخصوصاً العاصمة الخرطوم على آثار تلك الحركة اياماً عصيبة وقامت حملات التفتيش عقب انجلاء الموقف وفشل الحركة في مهمتها ومطاردة واعتقال المشاركين من السياسيين والكوادر الحزبية من الانصار والاتحاديين والاخوان المسلمين وتمت محاكمات المعتقلين فى المحاكم العسكرية الايجازية وعمليات الاعدام, كما جاء فى اقوال شهود العيان فى الحزام الاخضر آنذاك ووادى سيدنا من المشاركين فى الحركة من الانصار وكوادر الاخوان المسلمين والاتحاديين.
وكما روى أحد الذين تم احتجازهم فى الخرطوم شرق فى الجراج المشهور- وكان مصاباً فى رجله - أن النيران فتحت عليهم من المهاجمين لاشتباههم بانهم من الجنود المختبئين وايضاً قتل في تلك الأحداث لاعب كرة السلة ومغنى الجاز وليم اندريه للاشتباه. بجانب حادثة مقتل أحد أبناء المسؤولين آنذاك الباقر سيف الدين حمد الملك بالاشتباه ايضاً في اثناء حملات التفتيش عن المهاجمين بحي المطار. وكانت الحملات تشمل جميع انحاء العاصمة القومية بمدنها الثلاث واستمرت لفترة طويلة لاشهر بعد العملية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أيام هزت الخرطوم .. نقلا عن "الأحـداث" (Re: Elmuez)
|
(9)..
اغسطس2005
حينما كانت الخرطوم تتنفس سلاماً وبدا العد التنازلى لفترة دامت قرابة الربع قرن من الحرب اللئيمة التى طوقت البلاد من كل اطرافها وبدا عهد جديد تفاجأ الجميع بخبر سقوط الطائرة التى أودت بحياة النائب الأول الجديد للرئيس وزعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق ديمبيور وفجع الكثيرون للوهلة الاولى ولم يفيقوا من هول الصدمة, إلا على صوت الرصاص بعد توالي الدمار فى العاصمة, إذ اضحت الخرطوم ذلك اليوم وكأنها ميدان من ميادين الحرب التى انتهت باتفاقية السلام وتوقيعها وفي ذاكرة أنصار النائب الأول الصريع احلام كان الرمز لها جون قرنق فتحولت الصدمة اثر الاشاعة الى حالة فوضى ودمار ونهب وقتل, لم يسلم منه حتى الاطفال.
عمت كل العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث وضواحيها فدمرت سيارات المواطنين والشرطة على السواء وفقدت الشرطة حينها السيطرة على الاوضاع لفترة ساعات غير قصيرة وتم في اثناء تلك السويعات ماتم من هجمات مضادة خصوصاً في بعض المناطق الطرفية للعاصمة من تقتيل ومطاردات من قبل المواطنين للافراد المهاجمين فى شرق النيل والفتيحاب وكان الضحايا بالعشرات من قتيل ومصاب ومن ثم تدخلت السلطات لاحتواء الموقف وانهاء حالة فوضى الصدمة واللاوعى التي اندلعت به تلك الاحداث والترويع الذى شهدته المدينة وآثاره على الشارع وحركة الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست