|
عملية الزراع الطويل وما خافته من انطباعات لدى المراقبين.
|
جاءت الانقاذ للحكم بعد انقلاب 30 يونيو فى 89 وكلنا يذكر تبجح هؤلاء الانقاذيين بالقوة والوعيد لكل مخالف وطابور خامس على حد تسميتهم. بداية بحرب الجنوب ومرورا بشرق السودان وجبال النوبة والشمال والان فى دارفور. خلف هذا النظام الملايين من القتلى من الابرياء فى الجنوب , الى ان انتزعت الحركة الشعبية حقوق أهلنا فى الجنوب باتفاق نيفاشا. وكعادتها استمر النظام يوقع الاتفاقيات بدون تنفيذ او التحايل فى تنفيذها , أبوجا, الشرق واتفاق القاهرة كلها اتفاقيات كرتونية وانتهى من وقعها جالس معهم فى القصر يتململ من لحظة الى أخرى. واستمر النظام بالقبضة الحديدية والتنكيل والتهديد لكل معارض من صحفيين وسياسيين وطلاب. عارض البشير والتف حتى على القرارات الدولية بالمقاومة والقسم, ترك هذا النظام انطباع البعبع الذى لا يشق له غبار دوليا واقليميا وداخليا. واستمر النظام على تعنته فى قتل المدنيين العزل فى دارفور الى اليوم الى ان استطاع ثوار العدل والمساواة فى رابعة النهار من الدخول الى امدرمان نهارا جهارا فى عملية نوعية ادهشت كل المراقبين هشاشة النظام وكشفت عورتها المغطاة بالزييف والكذب, وسقطتت ورقة توتها التى تتدسر بها طيلة هذة السنيين ويتداول الناس الاحاديث فى الداخل والخارج عن هذة الفضيحة التى يحاول النظام بتغطيتها بكل السبل , أحرج الانقاذيين فى الشاشات الفضائية العربية المناصرة لها ومناصريها فى الاجابة على الاسئلة البديهية التى تتبادر على الذهن بكل عفوية. بيدو الانقاذيون ينقصهم التنسيق حتى , تضارب فى الاراء والتصريحات, فلم يقدموا للمواطن والمشاهد المبررات المقنعة والادلة لما حدث, فأصيب الكل بذهول بين مصدق ومكذب لما راه من ثوار العدل والمساواة يدخلون عاصمة بلادهم بهذة الشجاعة عجزت كل أجهزة الدولة من التصدى رغم معرفتها المسبقة لهذا الهجوم. ولكن مالا يعرفه او يجهله البعض ان هؤلاء الثوار تحملوا الحرب الشرسة فى دارهم وفقد معظمهم أعز عزيز من أم وولد وزوجة لزهاء الست سنوات, لذلك ليس غريبا للدوافع والمعنويات التى يتحلون بها, دوافعهم دوافع المظلوم المثقل بالغبن وهذا ما لم يتداركه أهل الانقاذ, ولا أظن ان تكون الاولى أو الاخيرة. بعد هذا العملية النوعية , أصبح النظام كالثور المطعون , يعتقل على السحنة واللكنة والقبيلة (أهل الغرب عموما البرىء والمذنب), وقتل العديد منهم ودفن فى مقابر جماعية وينكل بالكثير, وهذا لعمرى نفس الخطأ الذى ادى الى هذة الحالة المزرية التى الت اليه البلاد وانه التشخيص الجسيم لمرض عضال يؤدى لتفكيك السودان برمته. لان القتل والدمار لن يلجم أحد قط , سوف يزيدهم أصرارا لنيل حقوقهم. وتكون البلاد على دوامة لا تحمد عقباه. من جانب أخر , هنالك خطأ أخر وقعت فيها التنظيمات السياسية لادانتها للهجوم دون ان يفتح الله عليها بالتنديد او الاشارة لما تقوم به الانقاذ فى دارفور, الجميع كان ينتظر منها التمحص وقول كلمة الحق ولو لمرة واحدة فى وجه هذا النظام(نظام اللمة) لانه ببساطة هذا النظام لا عهد له , ويقول المثل " اذا قلتها تمت وان لم تقلها تمت , اذن قلها فمت".
|
|
|
|
|
|