|
جثة....لأنثى...................طفلة
|
انهيت خياطة الجرح الغائر لاحد الجنود فى طريقى لمساعدة تريزا التى لمحت من على البعد معاناتها مع جراح عسكرى آخر ,لكن محجوب ابشنب لفت نظرى الى جندى بجانبه يبدو انه قد فقد وعيه .جذب اهتمامى على الفور ففحصته بشئ من التروى اذ بدا لى صغيرا كالطفل وسرعان ما ادركت صدق تصورى فلم يكن يتجاوز الخامسة عشر او السادسة عشر على ابعد تقدير .لم يكن يرتدى زيا عسكريا كالاخرين بل خرقا متماسكة حول جسده يعلوها غبار وشئ من الطين اخفى عنى الوانها الحقيقية ولكنها كانت تخلوا من آثار الدماء اذ لم يكن بجسده اى جروح او كدمات سوى خيط دم جاف اسفل اذنه اليسرى .كان جنديا اوغنديا من الغويلا ...جيش الرب ...جيش التمرد الاوغندى فى افريقيا حيث تتداخل الجيوش المتشاكسة لتخوض الحروب العبثية بحثا عن السلطة الوهم وكان ممدا على ظهره بلا حراك.سألت ابشنب ان كان قد اعطوه شيئا من عقاقير التخدير فاجابنى متوجسا قليلا بانهم حقنوه (بالكتلار) ,عندها دققت النظر جيدا لدمه المسال اسفل اذنه فرأيت جرحا غائرا مخترقا جمجمته من الاسفل .خفق قلبى للحظتين سريعتين كانتا كافيتين لجريح من بين مائة وستون جريح آخر ومن ثم جددت تنبيهى لفنيى التخدير بالا يحقنوا (الكتلار) لجريح فى راسه ومن ثم استدعيت عسكريين لحمل الجثة خارجا ولم يكن ليفوتنى فى اللحظة الاخيرة ان الحظ انها كانت جثة لانثى...طفلة.
|
|
|
|
|
|