قراءة أولية لأحداث 10 مايو في الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2008, 07:44 AM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة أولية لأحداث 10 مايو في الخرطوم


    قراءة أولية لأحداث 10 مايو في الخرطوم
    صديق محمد عثمان/لندن
    [email protected]

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في العام 2003 اقتحمت حركة العدل والمساواة مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وقامت بمخاطبة جماهير الشعب وطلاب جامعة الفاشر داخل حرم الجامعة، ثم قامت قواتها بحرق ثلاثة طائرات عسكرية كانت جاثمة في مطار الفاشر، قبل أن تنسحب من المدينة وسط دهشة المواطنين.

    وبذلك قطعت الحركة التي لم يكن مضى على إعلانها أكثر من بضعة عشر شهرا، أشواطا من العمل السياسي كانت ستكلفها عدة سنوات، حتى أن احد قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان علق بأن حركة العدل والمساواة أنجزت خلال أشهر ما لم تستطعه الحركة الشعبية خلال سنوات من القتال ضد الحكومة.

    في ذلك الحين انطلقت التحليلات حول أسباب النجاح الذي أصابته حركة العدل والمساوة في تلك الفترة الوجيزة نسبيا، حيث رجح البعض ذلك إلى معرفة قادة الحركة بالنظام حيث أن عددا كبيرا منهم انسلخ عنه، بينما إختار آخرون أن ينسبوا نجاح الحركة إلى إعتمادها على نظام القبيلة المنضبط في دارفور، ولم يغب عن التحليلات بالضرورة فداحة الظلم الذي وقع على أهل دارفور والذي شكل حافزا لهم للقتال بضراوة.

    مرة أخرى أعادت حركة العدل والمساواة السيناريو السابق ولكن على مستوى أكبر هذه المرة، فالهجوم الذي قادته الحركة صباح السبت على العاصمة السودانية الخرطوم بدا مباغتا واشرع موجة التحليلات مرة أخرى، غير أن المؤكد أن الحركة بإعادتها لسيناريو الهجوم على المدن الكبرى، قد نقلت الصراع مرحلة متقدمة جدا، ومهما إختلف الناس حول تقديرات ماجرى ومهما كانت نتيجته الميدانية النهائية، إلا أن الثابت أن الحدث سيشكل مرحلة حاسمة في تاريخ السياسة السودانية، وسيكون له ما بعده.

    الهجوم العسكري على العاصمة الذي نفذته حركة العدل والمساواة أعاد للإذهان الهجوم الذي جربته الجبهة الوطنية التي تألفت من عدة أحزاب وتنظيمات سياسية ضد نظام جعفر النميري في العام 1976 عندما دخلت قواتها من الحدود الليبية حتى العاصمة القومية، غير أن الجديد أن الهجوم هذه المرة نفذته قوى منفردة، ورغم ذلك حققت نجاحا نسبيا.

    فالتقييم الأولي لهجوم العدل والمساواة يكشف بأن الحركة استطاعت في ظروف استنفار أمني كبير للنظام الذي يقود حربا طاحنة ضد مواطني دارفور، أن تقود حملتها بدرجة عالية من التخطيط والتكتيك أوصلها حتى الضفة الغربية لنهر النيل بحيث أصبح القصر الجمهوري في الخرطوم على مرمى حجر منها، خاصة إذا علمنا بتواتر المعلومات عن أن الإدارة الأمريكية كانت قد وفرت لحكومة الخرطوم معلومات مدعومة بصور الأقمار الصناعية عن تحرك العدل والمساواة، وهي معلومات يدعمها بيان السفارة الأمريكية في الخرطوم بتحذير رعاياها صباح يوم الجمعة 9 مايو أي قبل يوم واحد فقط من الهجوم ومباشرة بعد بيان القوات المسلحة في ذات اليوم، ونجاح التحرك في هذا المجال يكشف درجة عالية من التنظيم والإنضباط تحسب لصالح الحركة قطعا.

    الحركة واصلت إنضباطها الإداري والتنظيمي أثناء الهجوم من خلال تفاديها إحداث أي إعتداءات متوقعة في مثل هذه الحالات على أرواح وممتلكات المواطنين، بل عجز النظام الحاكم عن إيراد حالات إعتداء على الممتلكات العامة وهي مسألة ما كان النظام سيتردد في تضخيمها وإستغلالها لأقصى درجة.

    عسكريا ومن واقع قراءة الصور الرسمية التي بثها التلفزيون الحكومي، يتضح بأن الحركة استطاعت تحييد الجيش الرسمي تماما، من خلال تجنبها مهاجمة مواقعه المنتشرة على إمتداد مدينة أمدرمان في القاعدة الجوية في وادي سيدنا وسلاح المهندسين والمستشفى العسكري، ويتضح ذلك من خلال إعتماد النظام الكامل على أفراد القوات الأمنية الذين تزيوا بزي القوات المسلحة أمام كاميرا التلفزيون في المواقع التي تم نقلها.



    وتتجلى صور الإنضباط العسكري والتنظيمي للهجوم من خلال عجز النظام عن أسر أي من قياداته أو أعداد كبيرة من مقاتليه، فبإعلانه مشاركة قائد حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم في تنفيذ الهجوم وضع النظام ثقلا كبيرا على عاتقه المثقل أصلا بارتال الفشل في إبطال الهجوم قبل حدوثه، ودون قصد منه كشف عن غياب تام للمعلومات الإستخبارية قبل وأثناء الهجوم، وهو إعتراف يضاف إلى الهرجلة التي لازمت التعامل السياسي والإعلامي الأولي للنظام مع الحدث مما أفقده ميزة المبادرة التي كان يمكن أن توفرها له حقيقة إمتلاكه لوسائل الإعلام وحرية التحرك، ولكن الأهم منه أن النظام كشف عن عزلته الجماهيرية التي كان يمكن أن تغطي على عجزه الإستخباري وذلك من خلال تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية وتسهيل مهمتها في تعقب والقبض على المهاجمين، وإذا استطاعت حركة العدل إكمال الإنسحاب بنفس الصورة التي نفذت بها الهجوم فستضاعف خيبة النظام. وستفتح الباب على مصراعية أمام أسئلة مشروعة عن شرعية النظام الذي يهدر موارد البلاد في تكديس الأسلحة وتمتين شبكة حمايته فإذا بكل ذلك ينهار أمام أول إختبار عملي!!!

    ساسيا نقلت حركة العدل والمساواة الصراع السياسي إلى أطوار جديدة سوف تحرج باقي القوى السياسية، فالنظام يجثم على أنفاسها بهيبته الأمنية التي كشف زيفها هجوم السبت على العاصمة، خاصة إذا أخذنا في الإعتبار أن الحركة في هجومها على الخرطوم عملت على تحييد جمهور المواطنين الذين لاحظوا أن الهجوم لم ستهدفهم لا في الأنفس ولا الممتلكات ولا المصالح، وعلى غير واقعة الجبهة الوطنية التي إستطاع نظام نميري تضليل قطاع عريض من الرأي العام بشأنها لفترة زمنية كافية، فإن عامل تطور وسائط الإعلام سلب النظام هذه الميزة فلم تجز على المواطنين محاولاته نسبة التحرك كله إلى دولة تشاد، غير أن عاملا أساسيا مهما ساهم بدرجة عالية جدا في تعميق الهزيمة السياسية البادية للنظام، فقد إنكشف للعيان أن الوضع داخل النظام مأزوم جدا لجهة فقدان القائد السياسي المبادر، وإعتماده الكلي على قوته الأمنية، فالشخصان الوحيدان من بين قادة الحكومة اللذان ظهرا علنا ظهر وليل يوم الهجوم كانا في غاية الضعف بدرجة أن الدكتور مصطفى عثمان الذي إستضافته قناة الجزيرة في مواجهة السيد أحمد تقد الناطق باسم حركة العدل والمساواة أضطر إلى أن يشتكي تحيز مذيعة القناة وتحاملها عليه وغني عن القول أنه ما من سبب وجيه يدعو المذيعة إلى هكذا تحيز!!!! أما الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الذي استضافته كاميرا التلفزيون الحكومي فقد إفتقد تماما إلى المقدرة على الخطابة والتعبئة بدرجة جعلته يبدو زاهدا عن توجيه رسالة تعبئة للشعب السوداني حسب طلب مذيع التلفزيون!!!

    ثم ماذا بعد؟..... رغم إكليشيهات الإدانة التي حاولت الحكومة حشدها من قادة القوى السياسية، ولكن البائن للعيان أن هجوم حركة العدل والمساواة قد دحرج كرة الثلج التي قد تصطدم ببعض العوائق في طريقها ولكنها ما تلبث أن تصل إلى غايتها فتهز جبل الجليد، ويؤسف المرء الإضطرار إلى القول بأن بعض هذه الإكليشيهات لا تشكل حتى جزءا من تلك العوائق، فالسيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وآخر رئيس وزراء منتخب تعود هذه المواقف حتى أصبحت ديدنه، ففي أكتوبر 1964 تردد في قيادة الجماهير حتى حمل حملا على ذلك في مراسم تشييع جثمان الشهيد أحمد القرشي الذي سقط برصاص العسكر في حرم جامعة الخرطوم، وفي شعبان 1973 تأخر عن اللحاق بقطار الثورة الشعبية التي إنطلقت من جامعة الخرطوم بقيادة الراحل أحمد عثمان مكي رئيس إتحاد الطلاب حينها وانتظمت مدنا عديدة في السودان لثلاثة أيام، وكانت رسالته للثوار “keep it hot till tomorrow” وهي الكلمات التي ما فتئ ود المكيي يرددها في حسرة حتى مماته وهو يقول “tomorrow never came”، أما الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي تحدث بيانه الصادر مساء يوم الهجوم عن " الشرعية الدستورية" فلم يعرف عنه المشاركة في الثورات، حتى حينما خرج زعيمه السيد محمد عثمان الميرغني معارضا كان عبئا على التجمع الوطني الديمقراطي.

    كنت قد أشرت في مقال سابق في العام 2006 إلى أن على القوى السياسية السودانية أن تعيد قراءة الخريطة السياسية وتعيد إكتشاف مكوناتها الجغرافية والديمغرافية، وأن تأخذ بالإعتبار أن متغيرات كبيرة جدا قد حدثت في السودان خلال العقدين الماضيين، لتستوعب بأن قوى جديدة أصبحت تشكل عاملا أساسيا في الصراع ، وان القوى السياسية ستقدم خدمة جليلة لتاريخها إذا هي وظفت خبرتها في إضفاء حكمة على حيوية هذه القوى الجديدة، لأن البديل الآخر أن تمضي سنن التغيير نحو غاياتها في غياب القوى السياسية التقليدية حينها ستنتبه هذه القوى على وقع حوافر طلائع التغيير تدق أرضا تحسبها هذه القوى صلبة صلدة فإذا بها رمالا متحركة سرعان ما تنهال على رؤؤس الذين يطيلون أحلام اليقظة في صحراء لافحة السموم.

    ستبلغ الحكومة غايتها في العزة باثم تعريض أمن البلاد والعباد للإستهتار وسترتفع أصوات الإرتزاق من الأزمات في موسم تحسبه رابح ولكن لن ينجلي الليل إلا وقد أفاقت الحكومة على حقائاق سيتلوها على أسماعها أصحاب الحق المر من أبناء القوات المسلحة في اللقاءات الداخلية للضباط وسيسعى نفر آخر من أبناء الوطن الحادبين ليهمسوا في أذن قيادة الحكومة ما يكذب تقارير التمام الرسمية، وأهم من كل ذلك فإن الشعب سيمشي بالحديث في أماكن الأفراح والأتراح، وكعادته سيتداول كل التفاصيل بصدق وبعفوية بعيدا عن التنميق والتدبيج وتعمد الإطالة الذي يجتر الكذب كما تجتر بهائم دارفور العلف الشحيح موسم الصيف، وإذا كان في الحكومة أذنا واعية فبها ونعمة وإلا فسيعقد الشعب محكمته وسيقول كلمته التي ما فيها ترافع وليس بالإمكان أستئنافها لأنها نافذة، والمرة القادمة لن يقف على الرصيف يرقب تطورات الأحداث بل سيكون جزءا أصيلا في صناعتها فلقد علموا أن دابة الأرض قد أكلت منسأة الحكومة !!! .



    حكومة الخرطوم المهزومة: اكبر طابور خامس لحركة العدل و المساواة
    محمد النور كبر
    [email protected]

    احداث السبت الحزين في العاشر من مايو2008.. جعلت اهل السودان يعقدون حواجب الدهشة و الاستغراب لما يحدث..و تتالت أسئلة كثيرة و عديدة من غير اجابات..على الأقل في الوقت الراهن..

    مهما كانت الأحداث قاسية..و مهما كلفت الكثير من الأرواح..و اثارة النعرات العرقية.. التي تشبه فتيل قابل للانفجار ينتظر سبب اشعاله..الإ ان هناك حلقات مفقودة..

    نعم هي خطوة جريئة جدا من حركة العدل و المساواة.. غض النظر عن اتفاقنا معها أو اختلافنا..و لقد احرجت حكومة الخرطوم ..و إصابتها بجرح بالغ..و هزت موقفها تجاه الأشياء في السودان.. خصوصا قضية دارفور..و لكن هل هذه هي الحقيقة فعلا؟..
    نقلا" عن موقع سودانايل الألكتروني ز

    احداث السبت الحزين .. انطلقت شرارتها في توقيت غريب جدا.. حيث بدأت الساعة الواحدة ظهرا.. و هو كما يقول اهلنا.. دواس ضهر سماح الشوف.. و دخلت عبر محورين .. غرب و شمال امدرمان..و تغلغلت حتى قلب امدرمان..

    في الأخبار.. أن قوات العدل و المساواة.. تقدمت نحو العاصمة في رتل (كونفوي) مكون من 130 عربة.. مزودة بمدفعية ثقيلة.. و قوة بشرية في حدود الألف مقاتل وسار الموكب عبر وديان كردفان ووهادها..

    حكومة المؤتمر الوطني و اجهزة امنها تقول أنها رصدت تحرك تلك القوات من نقطة ابعدها داخل دولة تشاد ( مدينة أبشي)..و للذين لا يعرفون تلك المناطق جيدا.. فأن المسافة تقارب الألف كيلو متر..و ليست هناك حواجز طبيعية كسلسلة جبال تمتد من الحدود التشادية و حتى امدرمان..و تلك المسافة هي قلب ما يسمى بدولة السودان..و هي تحت بصر الأمن الداخلي و الإستخبارت العسكرية..و حتى المواطن العادي..و لكن مع كل ذلك وقفت السلطات متفرجة.. الى ان دخلت القوات الى مدينة امدرمان..

    وهنا تبدو محنة عظيمة جدا.. و نكون امام خيارين.. الأول أن تكون فعلا اجهزة الأمن على علم فعلا بسير تلك القوات..و لكن عجزت تماما للتصدى لها . لأن في الحسابات العادية أن مناطق شمال كردفان هي تحت سيطرة الحكومة..و هي المسئولة عن امنها..و ان العجز يتبدى في ان الحكومة و قواتها خسرت معارك شمال كردفان .. و بالتالي تراجعت للدفاع عن العاصمة..

    الخيار الثاني.. أن تكون اجهزت الخرطوم و استخباراتها على جهل تام بحقيقة تلك القوات.. و انها لم ترصد ولا يحزنون.. و انما تفاجأت بما حدث في شمال كردفان و صابها الذعر..و الجمتها الدهشة و المفاجأة..و بذلك تم حصارها في خانة الدفاع عن العاصمة.. لقيمتها الرمزية في صراع السلطة في السودان..و فضلت البقاء في العاصمة..

    مسالة خطاب الحكومة و اجهزتها الأمنية التي تقول أنها سمحت لقوات العدل والمساواة لتدخل العاصمة..و بالتالي كشف خلاياها النائمة.. قول فضيحة ولا يقنع العقل السليم..لأنه بحسابات الربح و الخسارة.. الهزيمة الأكبر ليس في قبض كل العناصر و تصفيتها..و لكن الهزيمة في كون عاصمة البلاد مكشوفة امنيا الى هذا الحد..و أن اسطورة امن الجبهة الإسلامية قد تم ضربها في مقتل..وهزمت في عقر دارها..

    في كل الخيارات.. تكون حكومة المؤتمر الوطني قد وضعت نفسها في خانة تلك الخلايا النائمة التي تقولها..و عملت عمل يصعب للطابور الخامس عمله.. فأصبحت مقدرات الدولة و اجهزتها في خدمة حركة العدل و المساواة بطريقة الطابور الخامس المعروفة في الحروب..

    بالنسبة لحركة العدل و المساواة.. يبدو انها فعلا انخدعت لمسألة أن الحكومة وأجهزتها فعلا طابور خامس يعمل لصالحها..و يساعدها في تحقيق الفرقعة الإعلامية التي تقولها الحكومة..

    فالعقل السليم يتساءل.. كيف يمكن لحركة أن تضع هذا القدر من الإمكانيات و المقدرات في مغامرة غير مضمونة الجوانب و النتائج.. نقول بذلك .لأن حركة العدل و المساواة ليست بدولة..و انما حركة معارضة مسلحة..وفي مثل هذا الوضع.. المنطق يقول . أن الحركة كل نفس بشرية عندها تساوي رأسمأل..و ان اجهزتها و معداتها لم يتم الحصول عليها بسهولة.. فكيف وفق هذه المعطيات.. تغامر بدفع 130 عربة..و عدد ألف مقاتل .. للسفر كل هذه المسافة و خوض معركة في امدرمان..؟

    نعم قد يصدق المقاتل البسيط في صفوف حركة العدل و المساواة.. بأن النصر سيكون حليفه في هذه المعركة..و لكن العقول المدبرة.. قطعا لا ترى ذلك.. فهي تدرك جيدا أن المسالة في حساباتها ليست مسألة نصر مادي.. بقدر ماهي مسألة انزال هزيمة معنوية كبرى في نفس حكومة الخرطوم..و لكن..

    هل قرأت حركة العدل و المساواة الأحداث التأريخية المشابهة..تحديدا احداث الثاني من يوليو 1976؟..و هل تحوطت جيدا للمجازر التي تنال البسطاء بعد انجلاء المعركة؟..

    و هنا ايضا نجد انفسنا امام خيارين..الأول أن تكون حركة العدل و المساواة مستوعبة تماما لتلك الأحداث التأريخية..و انها ستفعل مثلما فعلت قوات الجبهة الوطنية في يوليو 1976..و تنسحب دون خسائر تذكر.. لأن ما حدث في 1976 وقائعه تقول أن 85% من قوات الجبهة الوطنية لم يصبها الأذى..و انها تسللت فيما بعد خارج العاصمة..و بعضها وصل لغاية اثيوبيا ..و عمل معسكراته و استمر في تدريباته..و بهذا الفهم.. تكون حركة العدل و المساواة موقنة تماما بأن معظم افراد قواتها الذين شاركوا في معارك امدرمان.. سيتسللون و يعودون لمعسكراتها بعد اتمام المهمة..و هنا يمكن لنا أن نصدق بأن فعلا حركة العدل تعني ما تقول في خصوص أن هذه المعركة هي مناظر الفليم..و الأحداث الحقيقية في طريقها و سنشهدها في مستقبل الأيام..

    الخيار الثاني.. أن تكون حركة العدل و المساواة.. حقيقة كانت تطلب النصر..و انها واثقة فعلا بتحقيقه ..و بالتالي تغيير الأوضاع في السودان.. لأنها تعتمد كثيرا على طابورها الخامس (الحكومة و اجهزتها)..و انها بعد ذلك ستوفر الحماية لمقاتليها و بقية المواطنين..و نقول بهذا الخيار.. لأن الواقع يقول أن الحركة تحسب جيدا عدد افرادها و عتادها..و انها اذا لم تتلقى ضمانات لا تقوم بمثل تلك المغامرة..

    في كل الأحوال.. تكون الحكومة قد ارتكبت مغامرة مفضوحة.. و ذلك في محاولات ايجاد العذر لممارسة البزينس القذر..و ذلك باستغلال تلك الأحداث و التنكيل بالكثيرين.. بشبهة الإنتماء لحركة العدل و المساواة..و نتوقع أن تتم تصفية الشيخ الدكتور حسن الترابي و الكثيرين من المؤتمر الشعبي..و غيرهم من المواطنين المغضوب عليهم..بسبب هذه الأحداث..

    نعم هناك احتمال اخر في هذا التحليل.. و هو أن يكون دكتور خليل ابراهيم قد باع المسألة برمتها..و قرر تسليم عتاد الحركة و افرادها للحكومة في صفقة لا ندري كنهها بعد..

    الضحايا هم بايظ اللعبة..و هم فائض القيمة في حسابات الربح و الخسارة..ولا نستغرب ذلك.. لأن العقلية التي تدار بها مثل تلك الأمور هي عقلية مأزومة و مهزومة .. تفعل كل ما بدأ لها في سبيل تحقيق مصالحها الضيقة..


    --------------------------------------------------------------------------------
    نقلا" عن موقع سودانايل الإلكتروني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de