|
|
 مستشاري بان كي مون " المعسكرات بدارفور تم تسيسها وتجييشها"
|
و كان الامين العام للامم المتحدة محقا حين تحدي منتقدي الخرطوم وسروره مبررا بالنظرالي خطط محادثات السلام في دارفور والتي تعتمد دوما على مشاركة الدولة
Quote: جوناثان ستيل في طرابلس
الثلاثاء 11 سبتمبر2007
القارديان |
كان ذالك الاسبوع جيدا للامين العام للامم المتحدة، وربما لدارفور ايضا. لقد جعل الامين العام من موضوع حل ازمة دارفور الواقعة في غربي السودان اولويه قصوى في ولايته. ويوم الخميس حقق اختراقا مهما في هذا الصدد ، حين اعلن خلال رحلته المارثونية التي استغرقت ستة ايام زار فيها كل من السودان و ليبيا وتشاد، ان متمردي دارفور قد قبلوا الجلوس لجولة محادثات سلام مع الحكومة السودانية في ليبيا الشهر المقبل.
و قد لحظ الصحفيون الذين كانوا في رفقته- وكنت من بينهم- دلائل السرور بادية علي محيا وزير الخارجية الكوري السابق، رغم انه يجيد السيطرةعلي قسمات وجهه. لقد كان يسعي لاعطاء اهل دارفور "رسالة امل" ، كما قال وكان واضحا انه قد شعر ان هذه الرسالة قد وصلتهم الان.
و كان السيد بان كي مون تسلم مهامه في يناير، دون ضوضاء او هالات خلافا لسلفه الامين العام السابق السيد كوفى عنان. ولكنه سرعان ما جعل من موضوع دارفور اولي اولويات اهتمامه حيث قال انه سيحاول احداث تغيير فيها في مطلع ولايته. وموضوع دارفوراقل تعقيدا مقارنة بمشكلة الشرق الاوسط. اذ ان تكتلات القوى العالمية لم تكن متشابكة بقوة هاهنا – و كان اهتمام الغرب لا يعدو ان يكون حديثا لسد الذرائع فيما يتعلق بالحاجة الى احلال السلام ولكنه سرعان ما ينصرف الي مكان اخرغير دارفور: اذ ان روسيا لا تعير الامر كبير اهتمام، والصين و التي ما انفكت تتطلع الي تطوير والى الحصول علي النفط السوداني، تؤاثرالصمت علي الحديث السياسي حول الصراع.
لذلك فان اشارت بان كيمون المتواترة في خطبه العامة الأسبوع الماضي، الى ان العالم قد وقف دونما حراك على مدى الأعوام الأربعة الماضية "وكأنه مشاهد لا حول له ولا قوة" بينما ينزح مليونا شخص في دارفورعن يارهم خلال الحرب الاهليه الشرسه ووحشية الردعلي المتمردين، كانت تحوي الكثير من الحقائق – وان كان كوفىعنان قد يري غيرذالك، النظر الي الجهود اتي كان قد بذلها.
و كان رد الغرب هو التركيزعلى نشرقوات أجنبية في المنطقة. حيث توج ذالك فى يوليو عندما اصدر مجلس الامن الدولي قرار بارسال 26000 جنديا وشرطيا الي دارفور بتكليف لحمايه المدنيين. ولكن ،على الرغم من تصريحاتها القوية فان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كانت سعيدة بترك المساله في يد الاتحاد الافريقي. والقوات الهجين" التابعة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ستكون بصلاحيات اكبر مقارنة بقوات الاتحاد الافريقي الموجودة بصفة مراقبين في دارفور حاليا، و لكنها ستظل تحت اشراف افريقي – مثلما ظلت تصرحكومة السودان.
ما فعله بان كي مون الاسبوع الماضي كان هو تحول التركيز العالمي الي محادثات السلام. ماذا يمكن ان تفعل قوات حفظ السلام، كما ظل يردد دوما ان لم يكن هناك سلام يحفظ اصلا؟ وو كان موقفه واضحا جدا بعدم انتقاد الرئيس السوداني عمرالبشيرفيما يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان أو بالتلويح بفرض عقوبات، مثلما فعل قوردون براون ونيكولا ساركوزي. لأنه يدرك الحاجة الي تعاون الحكومة السودانية – ان قوة حفظ السلام لا يمكن لها ان تكون قوة غازية. وقال انه يعتقد أيضا ان علي المتمردين مسؤولية مماثلة للكف عن العنف، بينما يصر مستشاروه علي كلا الجانبين باعلان وقف لاطلاق النار.
رغم انه يصف نفسه بانه قد شعر بالصدمة وبالتواضع بسبب الظروف التي شاهدها ابان زيارته العجلي لواحد من اكبر معسكرات النازحين، الا ان بان كي مون لا يحمل الحكومة مسئولية هذه الازمة. و لكن بصورة خاصة، يصف مستشاروه و هم محقون في ذالك، هذه المعسكرات بانها "قداصبحت مسيسة وتم تجيششها" كما ان الفصائل المسلحه قد تسسللت اليها. ويشيرون ايضا الى ان معظم اعمال العنف تقع بين القبائل المتنافسه ولا تسببها قوات الحكومة. و قد تقلصت عمليلت احراق وتدمير القرى من قبل ميليشيات الجنجويد و التي كانت منتشرة علي نطاق واسع فيما بين عامي 2003 و 2004 و صارت الان أقل بكثير.
و ما زالت الاشتباكات بين القوات الحكوميه وقوات المتمردين تقع ولكن التقاتل بين المجموعات المتمردة آخذ في التزايد. "لقد راينا زيادة فى الاشتباكات بين الاطراف .. اذ كما اقترب موعد محادثات السلام ، كلما زادت امكانيات التصعيد. فالكل يريد التفاوض من موقع قوة" حسبما يقول احد كبارضباط قوة الاتحاد الافريقي في شمال دارفور.
و قد اجبرت الاشتباكات الجديدة ربع مليون شخص اخرين علي الفرار من ديارهم هذا العام ، مما ادي الي ارتفاع في معدل سوء التغذيه داخل المعسكرات. ولكن الاشخاص الذين ما زالوا في مناطقهم النائيه هم الاسوا حالا من غيرهم. هم ما يزالون في منازلهم ،الا ان هناك شحا في الاغذية و المساعدات الانسانية. و الهجمات على العاملين في المجال الانساني هي الان في اعلى مستوياتها منذ ان بدأت الحرب، وفقا لوكالات الاغاثة . اذ يقع الهجوم غلي قوافل الاغاثة من قبل العصابات والمجموعات المتمرده يتم خطف السائقين و يتركوا في الصحراء.
و في حين كان تركيزه علي بدء محادثات السلام الا ان السيد بان كيمون قد تطرق لمجال جديد في الاسبوع الماضي بالتركيز على الموضوعات ذات الاجل الطويل مثل احداث التنمية بمجرد تحقيق السلام. في كل مكان ذهب اليه كانت الكلمة المفتاحية هي"الماء". و لكن منتقدى الخرطوم لم يكونوا سعداء في وقت سابق من هذا الصيف عندما قال بان كي مون ان التصحر والتغيرات المناخية هى السبب الكامن وراء ازمة دارفور. و استمر بان كيمون يطلرق علي هذا الموضوع لا يردعه رادع.
لكن ما لم يتحدث عنه الامين العام و لا وكالات الامم المتحدة الاخري هوكيفية مساعدة النازحين داخل المعسكرات في العودة الى قراهم. و تقوم الامم المتحدة بمساعدة السودانيين الذين كانوا قد فروا من اطول حرب أهلية دارت بين الشمال والجنوب للعودة إلى ديارهم ، بعد ان بدا تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة. لقد ان الاوان للنظر في برنامج مماثل في دارفور،على الاقل في المناطة المحدوده التي يسود فيها الامن، وان تستخدم 26000 من جنود حفظ السلام لتوفيرالامن.
و تزعم الحكومة السودانية ان اجزاء كبيرة من دارفور خالية من العنف وان الآلاف من الناس بالفعل عادوا الى ديارهم اماعلي شكل أسر بكاملها، اومن خلال عودة الرجال الى مناطقهم لزراعة ارضيهم بينما تبقي النساء و الاطفال فى المعسكرات. و لكن المشكلة هي ان وكالات الامم المتحدة ليست الجهة التي تقوم بتنسيق هذا العمل مما يلقي بظلال من الشكك بان هذه الأرقام مبالغ فيها ووان القول بان الناس قد بدأو العودة الجماعية الي قراهم هو من قبيل الدعايه على اعتاب هذه "الازمة؟ اي أزمة؟ و لماذا نحتاج الى كل قوات حفظ السلام ؟ ".
و يعبر عاملون مستقلون في مجال المعونة عن قلقهم بازاء تشجيع عمليات العودة قبل الوصول الي قف اطلاق النار علي نطاق واسع وقبل اقرار قدر من المصالحة السياسية ذالك ان اي "ملاذات امنه" ستكون هي اهدافا للهجمات.
ومع ذلك، فإن الحاجة الى خطة للعودة الطوعيه تستحق ان تحظي باهتمام أكبر مما هي عليه الان. و من المتوقع ان تبدا محادثات السلام كذلك ان يتم نشر قوات دولية موسعه في الاقليم في غضون الأشهر القليلة القادمة. على ذالك فان اخراج النازحين من المعسكرات سيكون الركن الثالث من اركان حل هذه المشكلة، وهو برنامج ينبغي العمل علي الاعداد لتنفيذه باعجل ما تيسر.
|
|
 
|
|
|
|
Maawya Hussein
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست