|
Re: الرقيب الامني يواصل اعتدائه علي الميدان....المواد المحذوفة من عدد اليوم الثلاثاء 6 مايو2008 (Re: محمد المعتز)
|
تعليقات في السياسة الداخلية سليمان حامد الحاج الحبل السري بين النفرة والنهضة الزراعية في دورة المجلس الوطني في العام 2007 قدم نائب رئيس الجمهورية الخطة الخمسية للأعوام 2007-2011. جاء في الفصل الخامس من هذه الخطة ، إعطاء أولوية للنفرة الزراعية ومنح الأولويات للإستثمارات الوطنية والأجنبية للقطاع الزراعي وبخاصة شقه النباتي، تحوطاً لتقلبات أسعار النفط العالمية من جهة ولتطوير مورد مستدام للتنمية والأمن الغذائي من جهة أخري. فأين هذا من الواقع المعاش ؟ جاء في نقد الحزب الشيوعي لموازنة 2007م التي عرضها السيد وزير المالية علي المجلس الوطني، أن النفرة الزراعية الواردة بصورة معممة في الموازنة ، هي برنامج حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحده. وهي دعاية إنتخابية يقوم بها مجاناً علي حساب الايرادات العامة للدولة. هذه النفرة لن تحقق شيئاً طالما غاب تحفيز المنتج الزراعي وظلت علاقات الإنتاج في المشاريع الزراعية كما هي، وغاب الدعم للإنتاج الزراعي في ظل إغراق السوق بالسلع المستوردة . لقد فشلت سياسة توطين القمح في مشروع الجزيرة والمناقل بسبب إرتفاع تكلفة الإنتاج وضعف عائد المزارعين والعمال الزراعيين والتمويل المتعسف وتخلي الحكومة عن دورها الداعم للعمليات الزراعية ومدخلات الإنتاج. بفضل هذه السياسة أصبحت البلاد ماعوناً مستورداً للسلع الزراعية من القمح والثوم الصيني وحتي النبق الفارسي ...الخ. يؤكد صحة ما ذكرناه ما جاء في خطاب وزير المالية السابق حول الموازنة والذي ذكر فيه أن السودان يستورد 2 مليون طن من القمح سنوياً و500 ألف طن من السكر سنوياً. إن النفرة الزراعية الناجحة لا تكون الا يتحفيز المزارع ودعم العمليات الزراعية وتشجيع الإنتاج الزراعي وحماية المنتجات المحلية والنهوض بالصناعة التحويلية المرتبطة بالمنتجات الزراعية. أما أين ذهبت المبالغ التي رصدت للنفرة الزراعية هو سؤال لم يجد الاجابة عليه رغم تكراره داخل المجلس. والله ورسوله أعلم بما آلت إليه ! لكن الشئ المؤكد هو أنها لم تذهب للزراعة والمزارعين في الولايات المختلفة . فعلي سبيل المثال لا الحصر ، فإن مبلغ 12 مليار جنيه رصدت للنفرة الزراعية لولاية النيل الازرق ، لا يعلم عنها المزارعون شيئاً. الآن، قبل أن تفيق البلاد من صدمة فشل النفرة الزراعية ، يخرج علينا السيد نائب رئيس الجمهورية بما يسمي "البرنامج التنفيذي للنهضة الزراعية" الذي طرحه علي المجلس في بداية هذه الدورة. خلصت اللجنة التي وضعت هذا البرنامج الي أنه يمثل استراتيجية وطنية للنهضة الزراعية وبوصلة لتصويب برنامج وخطط الوزارات والمؤسسات وارتكز علي تسع عوامل نجاح من بينها – تهيئة البيئة المواتية للإنتاج الزراعي وتطوره المستدام، ورفع القدرات للمنتجين والمؤسسات ومعالجة قضايا الاراضي الزراعية وتطوير وتحديث النظم الزراعية وحماية وتنمية الموارد الطبيعية .. الخ . الممارسة الحالية للنظام تؤكد أن النهضة الزراعية لن يكون مصيرها أفضل من النفرة الزراعية – رغم تواضع أسم الاخيرة "نفرة" . لأن العوامل التي أدت الي فشلها لا زالت قائمة ، بل استفحلت عقباتها وزادت معوقات تنفيذها . فالبيئة المواتية للإنتاج الزراعي غير متوفرة. فالمزارعون والرعاة يعانون من الافقار المطلق بسبب الرسوم والجبايات والضرائب الباهظة وقد عبر عن ذلك نواب من مناطق الزراعة والرعي بحرقة وأسي بالغين عند مناقشة النهضة الزراعية . وأكدوا أن المزارعين في المشاريع المروية ومشاريع الزراعية التقليدية يعانون من التدني المريع في قدراتهم المالية علي مواصلة الإنتاج. كيف يتم تحديث للنظم الزراعية وحماية وتنمية الموارد الطبيعية في ظل التمدد المتصاعد للمشاريع الزراعية الخاصة لبضع أفراد علي حساب المراعي الغابات ، وإغراق أخصب الأراضي والمشاريع الزراعية والنخيل في الشمالية بفضل التشييد للسدود دون دراسة علمية دقيقة وشاملة لجدواها وفائدتها للمواطنين. السؤال الذي ظل ولا زال يطرح نفسه ولم يجد الاجابة عليه رغم تكراره داخل وخارج المجلس الوطني ، هو من أين سيأتي المال لتنفيذ هذه النهضة ، ونحن نعلم حجم العجز الذي تعاني منه موازنة 2008م وكذلك العجز في الميزان التجاري لأننا نستورد أكثر مما نصدر وقد بلغ 1924 مليار دينار في 2007م وأن ديون السودان إرتفعت الي 29 مليار دولار، ولهذا شهدت موازنة العام 2008م زيادات كبيرة في ضريبة القيمة المضافة وضريبة الإنتاج وغيرها من الضرائب المباشرة وغير المباشرة. ونطرح النهضة الزراعية في وقت تتردي فيه حرية النقد والرأي الآخر وتتصاعد الرقابة بأنواعها علي الصحف . إن أي نهضة ثقافية كانت أم زراعية لن تنزل الي أرض الواقع بدون حدوث تحول ديمقراطي حقيقي يُمَكِّن الجماهير من المشاركة في نقدها وتطويرها وهذا ما لا تريده الإنقاذ التي عتمت علي الصرف علي النفرة الزراعية علي طريقة "خليها مستورة" . وهذا هو الحبل السري الذي يربط بين النفرة والنهضة. ولنا عودات أخر
| |
|
|
|
|