كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 الداير الدواس يداوس براهو
|
أن تكون هناك دولة سودانية تتوفر فيها العدالة الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية .. أن يتحقق ذلك يتطلب دولة ديموقراطية .. و قبل ذلك يتطلب دولة !
لا توجد أي قضية تستحق تلك الكلفة الإنسانية الباهظة .. فما معنى أن أتسبب في قتل إنسان لينعم آخر بعدالة غالباً ما لا تأتي لأن المناضل الثوري جالس في القصر يناقش حصته من المناصب الهامشية ..
كل الذي يجري ... ( لتيق )
فقد أثبتت الأيام أن قليلاً فقط من حاملي السلاح مهمومين بالتنمية و الديموقراطية ..
معظم الحركات المسلحة سقطت في نفس الهاوية التي سببت التهميش
عقلية ( ده زولنا ) و ده ( ود قبيلتنا ) ...
الصراع الدامي بين المنتمين إلى نفس ( الحركة المسلحة ) بدوافع قبلية رخيصة ..
الجميع يحرض الجميع ...
المؤتمر الوطني يخوض حرباً الغالبية في الشمال غير مهتمة بها .. و آخرون لا يجدون سوى مصادر إعلام و دعاية الحكومة مصدراً للمعلومات .. و آخرون عنصريتهم لا أمل في الشفاء منها ... لكن كل معظم من عرف الحقيقة إستنكر ما يحدث ..
ليأتي بعد ذلك محبي خلط الأوراق .. و يقول ليك ( ناس الخرطوم ) .. و ( ناس هيثم ) .. و ( كلكم جلابة )
و حنأدبكم ..
هذه هي صناعة الكراهية الإحترافية : و النتيجة إعطاء مصداقية لدعاية المؤتمر الوطني و جماعة الطيب مصطفى تحديداً ... دعاية قوامها الكذب .. فأنا واثق أن الغالبية العظمى من المهمشين لا يريدون تدمير
( الخرطوم أو الشمال عموماً ) .. و لكن صوت المتنطعين الكذبة عالي ..
إن كان البعض يرى أن النهاية المثلى لنضال الهامش هو دويلات سودانية تتنازعها الحروب الحدودية الأبدية فخطاب الكراهية الذي يبثه خالطي الأوراق هو أقصر الطرق لهذه الغاية
أما إن كنا نتحدث عن دولة مواطنة تسودها العدالة بين القوميات و التنمية المتوازنة و الديموقراطية .. فلن تقام هذه الدولة على ( أطلال ) الشمال ! فهذا غير ممكن .. لنفس السبب الذي يجعها من غير الممكن أن تقوم على أطلال الجنوب أو دارفور أو الشرق !
ما يحدث في دارفور و حدث من قبل في الجنوب و جبال النوبة و النيل الأزرق تجربة فظيعة .. تجربة لا يمكن أن ينسجم النسيج الوطني أو تبرأ الجروح النفسية لضحاياها دون أن يلقى المجرمون جزاءهم ... و لكن هؤلاء المجرمون ليسوا ناس ( هيثم ) الذي يرقص في إحدى الحفالات و لا ( سيدأحمد ) الذي يعافر في الدفارات ..
من أصدر الأوامر لطياري الأنتينوف لضرب دارفور هم نفسهم من أصدروا الأوامر بضرب النار في أمري و كجبار .. و نفسهم من أصدروا الأوامر بضرب المتظاهرين في الجامعات بالذخيرة الحية ! و بإعدام مجدي المحجوب !
لا أعتقد أن البحث عن الإدانة يمكن أن يكون فيها الوضوح أكثر من هذا : الحركة الإسلامية بشقيها الوطني و الشعبي .. إن كنا نبحث عن المحاسبة الجنائية المباشرة ..
و ما عدا ذلك فهو إدانة بالهوية ليست سوى عنصرية تافهة و إن تجملت الكلمات و التحليلات ..
أواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الداير الدواس يداوس براهو (Re: amin siddig)
|
لقد كان جوهر إتفاق نيفاشا إيقاف الحرب و حق تقرير المصير و إتاحة فرصة للتحول الديموقراطي .. و هي تؤول إلى الفشل في كل هذه الأهداف الثلاثة :
فإن إستمرت الأمور بالصورة التي تجري بها الآن فإن إيقاف الحرب الذي تم في الجنوب سيكون مجرد هدنة تعقبها حرب أكبر و بأسلحة أكثر تطوراً في حوزة جميع الأطراف .. و لا تغيب عن الذهن الإحتقانات المحيطة بمنطقة أبيي .. و هنا ليست المشكلة مرتبطة فقط بحرب حدودية في حال الإنفصال .. فحتى الآن و السودان متحد ما زالت المنطقة تغلي .. و هذا الإحتقان بحد ذاته من أهم العوامل المشجعة على الإنفصال .. و يستمر الدوران في هذه الحلقة المفرغة الدموية ..
و من الواضح كذلك أن إتفاق نيفاشا و إن أوقف الحرب في الجنوب إلا أنه لم يمنع إندلاع حروب أخرى مثل حرب دارفور .. لأن شركاء الحكومة ليست لديهم الرغبة أو الشجاعة السياسية لتقديم التنازلات الكافية لحل مشاكل بقية السودان .. فالمؤتمر الوطني يتعامل مع الإتفاقية و كأنها حصانة له ليفعل ما يريد في كل مالم يرد فيه نص بالإتفاقية .. و حتى نصوص الإتفاقية ينتهكها .. و الحركة الشعبية تتعامل أن وجود المؤتمر الوطني هو الضمان لتنفيذ الإتفاقية .. و بمتابعة خطاب ياسر عرمان مثلاً : فهو أقوى الأصوات التي تصرح بأن المؤتمر الوطني هو الشريك المأمون لتنفيذ الإتفاقية .. و يشدد على هذه النقطة حتى عند إندلاع تظاهرة صغيرة في الخرطوم .. و في نفس الوقت يتحدث باقان أموم الذي يتبنى نفس الرؤى السياسية عن تكتل لقوى السودان الجديد قابل للإنتخاب ..
لا يتطلب الأمر قدراً كبيراً من الذكاء لإدراك أن تعزيز سلطة المؤتمر الوطني ، بالصمت أو التواطؤ أو حتى الضغوط الدولية ، أن تعزيز سلطة المؤتمر الوطني يتناسب عكسياً مع إحتمال وصول ما يسمى بقوى السودان الجديد ، حتى بتعريفها الهلامي ، للسلطة ..
لا يمكن أن يتفق هذان الخطان ، تعزيز سلطة المؤتمر الوطني و السعي للإطاحة به .. و النعامة ما بتلم جري و طيران !
و الحركة الشعبية مطلوب منها موقف واضح تجاه ما إلتزمت به في إتفاق نيفاشا .. فحتى كتباة هذه السطور تكون قد تبقت ساعات لنهاية التعداد .. و أجزم أن معظم مناطق الخرطوم مثلاً لم يتم عدها .. هذا ليس تزويراً فحسب .. بل تزوير بقوة عين كمان !
و المسؤولية ليست مسؤولية المؤتمر الوطني لوحده ، هي مسؤولية الحركة الشعبية كذلك .. التي إكتفت فقط بتقدير عدد سكان للجنوب و قالت أنها سترفض نتائج التعداد إن جاء أقل من هذا العدد .. و الطريقة التي تم بها تمرير تزوير التعداد واضح جداً أنها تمت بإتفاق بين شريكي نيفاشا ، و ليس مقبولاً أن تأتي الحركة الشعبية بعد الآن لتشتكي للرأي العام الذي لا يملك من الأمر شيئاً بأن المؤتمر الوطني قد زور ..المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية يسعون معاً للتزوير ..كل منهم بتصوره المختلف .
بفهلوة يحسدون عليها ، يصور بعض قادة الحركة الشعبية التحول الديموقراطي كنقيض لحقوق الأقاليم المهمشة ، فمثلاً في ندوة بجامعة الخرطوم ذكر ياسر عرمان أن الناس يتحدثون عن حقوق سياسية و هم يتحدثون عن الحقوق الطبيعية و ضرب مثالاً بمنطقة في الخرطوم لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة .
يا سلام .. دايرننا نقتنع إنو المهمشين و هم الغالبية العظمى من السودانيين لن تكون الديموقراطية في صالحهم ! بحسابات إجرائية بحتة بس ده ما ممكن . أما إن كان يقصد أن وجود المؤتمر الوطني الموقع معه على الإتفاقية هو الضمان لحقوق المهمشين فهذا أشد درجة في التضليل .. ما الذي يجعل المؤتمر الوطني يقدم وهو في حالة شرعية إنتخابية ( مزورة لغياب الحريات ) يقدم على مالم يقدم عليه و هو في حالة شرعية إنتقالية من المفترض أن يسعى فيها لتحسين صورته و كسب الحركة الشعبية كشريك إستراتيجي ؟ إنها ثلاث سنوات من التجربة و ليست تكهنات !
و بغياب الشفافية في إجراءات الإحصاء و التحول الديموقراطي ، على المستويين القومي و مستوى الجنوب .. فتقرير المصير لن يكون إلا مسرحية أخرى مثل مسرحية التعداد السكاني .. قرار يتخذه قيادات الحركة الشعبية من مكاتبهم و ليس إستفتاء حقيقياً .. فهل علينا أن ننتظر حتى نرى أوامر التصويت تنتطلق ببرقية من مكتبي لام أكول و باقان إلى مناطق الشلك .. و من رياك مشار و فاولينو و تعبان دينق إلى مناطق النوير .. و من سلفاكير إلى مناطق الدينكا .. و ماذا إن تضاربت هذه ( التعلميات ) ؟ هل علينا توقع صراع داخلي مسلح ؟ .
إذن لا تحول ديموقراطي ، لا إيقاف حقيقي لأسباب الحرب ، ولا إستفتاء موضوعي .. فما الذي تبقى ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الداير الدواس يداوس براهو (Re: AnwarKing)
|
الأخ أنور كنج
سلامات و تشكر على المرور
بالطبع ينتقد البعض إتفاقية السلام منطلقين من دوافع عنصرية .. أو خوفاً من رياح التغيير التي ستعصف بثوابت الفشل السياسي لنصف قرن ..
لقد كانت ردة الفعل الشعبية في كل أنحاء السودان هي التفاؤل بتوقيع إتفاق السلام .. كان هذا شعور أبناء هذا الشعب الصامد .. و لكن نخبهم الوضيعة أبت إلا أن تعمل على الضد من الرغبة الشعبية ، بتزييف الحقائق و بصناعة الخوف العنصرية ، و هنا لا أعني تفاصيل النصوص القانونية لإتفاق السلام و التي من حق الجميع بل يجب عليهم نقدها و مراجعة سلبياتها .. و لكن حتى تلك الإتجاهات العامة بصورتها البسيطة : السلام ، الديموقراطية ، إيقاف الحرب .. حتى هذه وقفت ضدها نخب التشبث و الفساد و المصالح الخاصة ، كعادتهم يغتالون حتى الأمنيات و هي في رحم العقل !
و ما يميز رجل الدولة عن غيره هي الحكمة السياسية ، الحكمة السياسية التي تجعله يدرك متى عليه أن يقدم التنازلات التأريخية ، و متى عليه أن يقول كفى ، و متى عليه أن ينسحب . فهل هذا ما حدث ؟
الجميع يتحدث بإسم الأغلبية .. واحد أمير المسلمين .. واحد أمير المهمشين .. واحد صاحب التأييد الشعبي الأكبر .. ومن كل هولاء لا أحد يمثل أحلام أغلبية السودانيين .. الأغلبية في الأقاليم المهمشة التي طحنتها القنابل و المجاعات .. و الأغلبية في الشمال التي يضطر افقر شرائحها للإلتحاق بالجيش لكسب قوت اليوم ..
نخب و قيادات سياسية غير مسؤولة
في الوقت الذي كان إتفاق السلام يحتاج للتأييد وقفوت ضده معظم الأحزاب الشمالية .. مرسخة فكرة ألا ضمانات غير المؤتمر الوطني .. فقد صم الصادق المهدي آذاننا بتكرار عيوب الإتفاقية .. بإسم الحرص على الديموقراطية لتكون نهاية المسرحية أن ينتهي جليساً للمؤتمر الوطني و مباركاً له ضد قوى يريد أن يبيعنا الوهم ليصورها أسوأ من المؤتمر الوطني .. معتمداً على حيل بلاغية فقط !
حركات مسلحة أثبتت أنها غير مسؤولة .. تنقسم على أسس قبلية .. و تفشل في تحقيق أهدافها السياسية .. الفشل في تحقيق الأهداف السياسية ليس عيباً بحد ذاته .. لكن الإستمرار في نفس الطريق بعد إتضاح الفشل هو الأمر السالب .. و هنا ليس الأمر لعباً .. فكل يوم يمضي يزداد القتل و يزداد الجوع في معسكرات النازحين ..
قيادات قبلية لا تراعي بديهيات مصالح أفرادها .. مثل الذي يحدث في جنوب كردفان و التحريض متزايد الوتيرة يومياً الذي تمارسه بعض القيادات القبيلة في المنطقة .. لا أصدق أن الأمر هناك معقد للدرجة التي لا يمكن الوصول فيها لحل يحقق المصالح الإقتصادية لأبناء المنطقة بالتراضي .. و لكنه حرب الوكالة التي تتصدر لها القيادات المحلية ... مستغلة سكان أبيي من الدينكا و المسيرية كوقود رخيص لحسم مسألة الحدود
ليست مشكلة المسيرية أن يحلوا مشكلة النفط لجمهورية شمال السودان المفترضة المحكومة كيزانياً .. و ليس على سكان أبيي أن يموتوا بالآلآف ريثما يحسم أحد الطرفين مسألة الحدود إن حدث إنفصال ! الذي عليهم هو السعي لتفاهم من أجل التعايش .. و لكنها القيادات العميلة التي تسترخص الدماء السودانية .. و تصور الأمر للبسطاء من منسوبيهم بأنها مصالحهم .. و أن الحرب لا بد منها لدرء الخطر ! أهناك خطر عليهم أكثر من الموت تحت جنازير دبابات الجيش الشعبي و الجيش السوداني ؟
و الحزب الطائفي يؤجج نيران الحرب من وراء المؤتمر الوطني .. مستغلاً نفوذه في تلك المنطقة أبشع إستغلال .. فالغرض هنا أن يظهر ( الإمام ) بمظهر الحريص على أبناء المنطقة حتى يضمن حصة من أصواتهم في إنتخابات حتى الآن تمضي حثيثاً للتزوير .. و قد جادت قريحته بأن أفضل تعبئة تضعهم خلف رايته هي التعبئة الحربية !
الجميع يهدد بالحرب أو الفوضى .. وليس ذلك مستغرباً .. فمنهم من يلوذ بحرس مدجج و منهم من سيهرب بطائرة فرنسية .. و تسفك دماء العامة رخيصة .. شعارهم لنا الصدر دون العالمين أو القبر للشعب السوداني.
لنا أموال البترول أو فلتحترق أبيي ، لنا السلطة أو فلنزور أو نتجاهل تزوير الإنتخابات ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الداير الدواس يداوس براهو (Re: Amjed)
|
عادل سلامات
و في إنتظار مشاركتك
أمجد مشتاقين
بعد توقيع إتفاقية السلام كان الشعار أن الأولوية للسلام و إيقاف نزيف الدم ، و هي فعلاً أولوية صحيحة و قد أجمع عليها معظم السودانيين شعبياً ... و لكن ما تم بعد ذلك هو التعامل مع التحول الديموقراطي من قبل الحركة الشعبية بتوجس ، و كأن الجميع ينتظر الإنتخابات لإلغاء الإتفاقية .. فصمتت عن كل التجاوزات التي يرتكبها المؤتمر الوطني بتعطيل الحريات العامة و الإبقاء على قانون الأمن الوطني كما هو .. و السبب ليس ضعف الحركة الشعبية كما يحاول البعض تصوير الأمر ، فعندما تم تفتيش دورها شنت الحركة الشعبية حملة إعلامية قوية و أطلقت التحذيرات لشريكها حتى رضخ ، كان بإستطاعتها فعل ذلك أيضاً حينما رفض المؤتمر الوطني السماح بالنشاط السياسي ، و رفض التصديق بالتظاهرات السلمية ، و إستمر في الإعتقال غير القانوني ..
لا يوجد لا منطق و لا مبرر واقعي في تعطيل الديموقراطية ، و إن عادت الحرب فلن تعود بسبب أن الناس أصبح من حقهم التعبير ، و لا بسبب أن الناس يذهبون لصناديق الإقتراع ، إن عادت الحرب فستعود بسبب سياسات المؤتمر الوطني و مفتعلي التوتر في منطقة أبيي من قيادات الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني و حزب الأمة و القيادات القبلية المحلية .. لا يجب على الشركاء تحميل الديموقراطية وزر سياساتهم الرعناء المسؤولين وحدهم عنها ..
لقد منحوا الفرصة للخروج من الأزمة ، الفرصة المتمثلة في إتفاق السلام لو تم تطبيقه تطبيقاً تاماً ، و هاهم يضيعون هذه الفرصة ، كانت سلبية جميع إتفاقيات السلام السابقة مثل أديس أبابا هي تنكر النظام الشمولي المركزي لها ، و الفرق بينها و بين نيفاشا أن الأخيرة وضعت ترتيبات لإزالة الشمولية بصورة ديموقراطية ، و لكن الحركة الشعبية لم تهتم بهذا الجانب ، وركزت على المسائل الحدودية فقط ، و أهملت الثغرة التي تنفذ منها جميع الخروقات و نقض المواثيق .. صمتت عن إطلاق يد المؤتمر الوطني و عن عدم تنفيذ بنود التحول الديموقراطي توهماً من البعض أن هذا سيحقق إنفصالاً آمناً ، و من الواضح أنه إن حدث الإنفصال لن يكون آمناً ، ليس بسبب رفضه من قوى شمالية أخرى لا تعترف بالإتفاقية ، بل بسبب الحرب الحدودية التي سيفتعلها المؤتمر الوطني ووكلاؤه و عملاؤه !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الداير الدواس يداوس براهو (Re: amin siddig)
|
شكرا أمين صديق
وأنت تغوص إلى مواطن الجرح، وتضعه على طاولة التشريح، وبعيدا عن تقييم النتائج فالسير في طريق مزروع بالألغام، وربما الأحزمة الناسفة في حد ذاته يحتاج إلى كثير من الشجاعة والصبر، فكيف وأنت تسير وعينيك نصب الحقيقة، دون أن تماري أحد...وتلك لعيني ال (Trap) الذي نصب لكثير من مثقفينا، وربما نصبوه لبعضهم البعض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الداير الدواس يداوس براهو (Re: nadus2000)
|
العزيز نادوس
معظم مثقفينا قلمهم ما بزل بلم
يفلحون فقط في ترديد نفس المعاني الفاشلة بعبارات أكثر رنيناً
و تشكر على المرور
فلنتصور مثلاً أنه قامت حرب حول أبيي ، و أتمنى ألا يحدث ذلك ، هل سيكون هناك من يستمع لصوت العقل ؟
الجميع سيكون على إستعداد لتخوين و ضرب من يقول كفى إن ذهب إلى هناك .. و لكم أن تتخيلوا حالة إفتراضية كهذه ...
سيرفع البعض شعارات الوطنية في الجانبين .. و أن الحرب واجبة ضد دولة شمال أو جنوب السودان .. الحركة الشعبية تنصب مضادات الطائرات .. و المؤتمر الوطني يوزع الكلاشنكوف لمن رغب و من يرغب .. و الصادق المهدي يؤذن في الناس بالجهاد .. و دخان الآبار المحترقة يزكم الأنوف .. و المسيرية يقتلون .. و دينكا أبيي يقتلون .. و حتى المرعى الذي يدور حوله الصراع سيمحى من الوجود ..
فمن أراد الحرب فليحارب .. فقط لا تتوقعوا أن تنطلي الحيل بإسم الوطنية مرة أخرى .. هذه حرب ليس للشعب السوداني مصلحة في خوضها .. و ليتحمل من سيخوضوها وحدهم كل التبعات الداخلية و الخارجية .. و إن إستمر القادة القبليين و المحليين و منسوبي الأحزاب الثلاثة ( مؤتمر ، أمة ، وطني ) في تأجيج النيران ..
فيجب على الجميع أن يقول لهم : تاكلوا نيمكم براكم
لماذا يجب علينا في كل مرة أن نتبع الحمقى و الرعناء و الأغبياء و القتلة المأجورين ؟ يخربوا ثم يبتزون الآخرين بدعاوي زائفة للوقوف إلى جانبهم .. تارة بإسم الوطن و تارة بإسم الدين و تارة بإسم العرق .. لقد إستنفذ السودان آخر شعارات التجييش و أقواها .. الدين .. و لن يكون من السهل بعد الآن التعبئة .. فإن توهم الحمقى جحافل من خلفهم فستخذلهم الأحداث .. و ستكون العبارة الشائعة ( و أنا مالي ) و هي ليست عبارة تخاذل بل هو موقف عقلاني و أخلاقي أيضاً ..
و من يرى أن ثمن الملكية المنفردة المطلقة الإحتكارية للأرض هو حق له و يرى أن يكون الثمن نفسه و أسرته و إستقراره و مجتمعه فليكن له ذلك .. و ليس عليه أن يتوقع التأييد الجارف سوى بعض العبارات التي تطلق ممن ليست أرجلهم في النار .. و من ليس قادراً على عقد الصفقات العاقلة العادلة سيذهب عقله نهائياً برصاصة .
لو كانت حرباً ، فستكون حرباً أرادها الرعناء و المتطرفون و الأغبياء و تجار الموت .. ليست وطنية و لا يحزنون .. حينها لن تنفع الناس وثيقة و لا موقف دولي ..
يعني تبقى ميتة و خراب ديار كمان ؟ تتآمر جميع الأطراف ضد التحول الديموقراطي و الحريات ، و تتآمر جميع الأطراف ضد التنمية ، و تتآمر جميع الأطراف ضد المواطنة .. ثم يطلبون بعد ذلك من المقهورين و الجياع و المشلهتين و المغبونين في كل مناطق السودان أن يقفوا معهم ؟ أشان شنو و فوق شنو ؟
لا نخدع أنفسنا .. الشعب السوداني الآن ليس شعباً محارباً .. و بإمكانكم التحقق ب ( جس ) أول عسكري تلاقوه في الطريق .. ليس الأمر جبناً و لكن فعلياً ليس هناك دافع معنوي للقتال .. قتال لتحقيق أهداف الرعناء و اللصوص في سدة الحكم !
سيكتفي أي شخص بالدفاع عن بيته فقط .. و القلة التي ستذهب متحيزة إلى فئة ستدير حرباً بطريقتنا الحديثة في إدارة الحروب .. حيث القتل من طرف و لطم الأطفال من طرف .. حيث الجميع يرتكب جرائم الحرب ! حيث الجميع يرتكب جرائم الحرب ... حيث الغبينة تولد عشرات الغبائن و التي بدورها تولد المئات ..
هذه ليس خيالاً و لا سناريو تنتجه نسائم الصيف الليلية الناعسة .. هذه هي تصريحات المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية .. و هذا ما إجتمع عليه قلب البشير و الصادق .. عندما يعامل البشر كقطع في رقعة شطرنج .. واحد داير يكتل نصهم أشان يكسب تأييد النص الباقي
هؤلاء لا يملكون قذائف موجهة بدقة .. لذلك ليس من حقهم جميعاً شن حرب بأي مبرر .. و الواجب الوطني الصحيح هو إيوأ الفارين من جحيم الحرب من جميع الأطرف .. لحين يتيسر خلع الرعناء عن سدة الحكم
هذه هي الوطنية التي نعرفها ولا شيئ غير ذلك ..
ربما رأى أبناء منطقة أبيي من المسيرية و الدينكا الموت .. و ربما لدى البعض هو أمر هين .. و لكن ربما لم يروا كيف يعامل النازحين في أطراف المدن .. ونفس الشخص الذي سيهتف لك محمساً للحرب سيعامل أسرتك النازحة كوسخ على وجه المدينة ينبغي إزالته !!!
قبل خمسين سنة يقولوا ليك ( بنية تقليدية و غير ممكن ) ، ( ما حيفهموا ليك الكلام ده ) و بعد خمسين سنة مازلنا نسمع نفس الدعاوي .. يجب على العقلاء من أبناء المنطقة أن يبعدوا أهلهم عن هذه الكارثة و يساهموا في تحجيم صوت التنطع و الرعونة ..
فحينها سيتجنبون الكارثة .. التي ليس فيها منتصر و إن تدخل من تدخل .. و حينها لن تصبح الحرب الحدودية كرت ضغط في أيدي الإنتهازيين
| |
|
|
|
|
|
|
| |
amin siddig
AnwarKing
Abdel Aati
Amjed
nadus2000
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست