|
|
 عـقـارب مـابـعـد 9 يـنـايـر 2005
|
أنــا غــازي ملك الشمــال.. قاعـد في نَفَــسْ أي زول..!
ليس مهماً أين أكون.. المهم مدى التزامي بالتوجه الديمقراطي
اتمنى مناظرة عامة مع «العقارب» التي تصفني بالانتهازية
لا اسعى للوزارة وسلوا الرئيس!!
عبد الخالق ومحمود محمد طه ود. قرنق هم مرجعياتي السياسية السودانية
الانتخابات القادمة مزورة.. وهاكم الدليل..!
«جمل» نيفاشا سيواصل مشواره حتى محطته الأخيرة
حوار ـ هوايد الشوية
الحوار مع غازي سليمان له طعم خاص.. فالرجل على مدى عمله السياسي والقانوني كان دائماً مثيراً للجدل في حركته وسكونه.. اختلف الناس أو اتفقوا معه، فهو رقم قابل لـ«الحركة».. عارض وصالح، ثم عارض وصالح، ولكن رغم صوته العالي و«قسيمه» الذي لا يهدأ كان ومازال على سعة لسماع الآخر والتواصل معه..
غازي سليمان المحامي المعروف والسياسي «المألوف» وضعته «الوطن» وبسابق إنذار داخل القفص ووجهت إليه مجموعة من الاتهامات وبعض الأسئلة كانت حصيلتها المحضر التالي:
* أبيي بؤرة الصراع الملتهب دائماً بين الشريكين.. هل تكون القشة التي ستقصم ظهر نيفاشا؟
ـ «هذا حلم الجيعان».. اتفاقية نيفاشا هي مجموعة بروتكولات، أبيي واحد منها.
هل تعتقدين أن الحركة مستعدة للدخول في حرب جديدة بسبب أبيي؟ من كان ينتظر ذلك فهو واهم.. الحركة ليست جهة غربية، وأبيي مشكلة مثل بقية المشاكل التي تواجه الاتفاقية.. والبعير سيواصل مشواره حتى يصل إلى محطته النهائية في 7/9/2011م رغم أحلام القوى المعادية للسلام.
* بعد أن فشلت في انشاء كيان سياسي خاص بك انتهى بك الحال «طوعاً» إلى الحركة الشعبية.. كيف ولماذا؟
ـ قبل كل شئ ليس مهماً أن أكون في هذا الحزب أو ذاك، لكن المهم ما هي مواقف غازي سليمان.. ووجودي بالحركة الشعبية يعكس التزامي بالبرنامج الديمقراطي الذي تعارفنا على تسميته ببرنامج السودان الجديد.
* وما الجديد في هذا البرنامج الذي تتحدث عنه؟
ـ هو برنامج يستند على أن السودان بلد متعدد الثقافات والأديان والأعراق وتقتضي الضرورة أن يكون الحكم فيه لا مركزي، هذا يعني منح السودانيين في الأطراف الحق في حكم أنفسهم واقتسام ثروة بلادهم.
* كل هذه المفاهيم التي ذكرتها ليست من ابتكار الحركة الشعبية بل هي مطالب موجودة منذ نشأة الدولة السودانية بعد الاستقلال؟
ـ الجديد أننا عملنا ونعمل فعلياً على وضع حد للتسلط العرقي والديني والثقافي الذي ساد السودان منذ استقلاله حتى 9 يناير 2005م.
* وهل ترى أن هذا التسلط زال الآن؟
ـ 9 يناير 2005م، تاريخ مهم لكل السودانيين، حيث يمثل نهاية جمهورية السودان الأولى التي تميزت بالتسلط العرقي والنفاق وبداية عهد جديد بمشاركة كل أهل السودان في حكم دولتهم، حيث فشلت كل النخب السودانية في تحويل هذه الدولة إلى وطن يجد فيه كل سوداني نفسه، لهذا أرى أن نيفاشا فعل تاريخي.
* حتى الآن لم نحصل على إجابة السؤال.. غازي سليمان حركة شعبية.. لماذا وكيف؟
ـ التحول التاريخي الذي ذكرته سابقاً والذي كان للحركة الشعبية دور أساسي في حدوثه هو سبب رئيسي في موقفي الحالي.. لذلك وجودي بالحركة الشعبية هو تحول موضوعي ولا علاقة له بالعاطفة أو أية عوامل أخرى.
* ألا تتفق معي أنه كان تحولاً مفاجئاً استناداً إلى خلفياتك السياسية المتعددة «اللافتات»؟
ـ دعيني ارجع بك في إيجاز إلى تكوين خلفيتي السياسية والفكرية، حيث كانت بدايتي مع خطب الأستاذ عبدالرحمن الوسيلة سكرتير عام الجبهة المعادية للاستعمار، ثم كان ارتباطي بأفكار المناضل عبدالخالق محجوب وتواصلي مع الفيلسوف والمفكر الإسلامي محمود محمد طه والرفيق جوزيف قرنق انتهاءً بالدكتور جون قرنق الذي كانت أفكاره وأطروحاته دليلي إلى الحركة الشعبية.
* أنت رجل لكل الأوقات والأحوال.. توجد حيث تكون مصلحتك الشخصية، والبعض يصفك بالانتهازية.. ما دفاعك؟
ـ كلمة انتهازي تعني بالنسبة لي الشخص الذي يأكل من كل الموائد.. وأنا اتحدى أي شخص يقول إن غازي سليمان يقوم بمثل هذا الفعل..
ويتساءل (بغضب)... هل كنت انتهازياً عندما ساهمت مع زملائي في جامعة الخرطوم في ثورة أكتوبر وكنت حينها عضواً بالمجلس الأربعيني؟ وهل كنت انتهازياً عندما خرجت من السودان في 19 يوليو 1970م، واشتركت في جبهة تحرير إريتريا؟ أو كنت انتهازياً حينما انتخبت بالإجماع رئيساً للتحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية وقدت المعارضة من الداخل واودعت السجون والمعتقلات؟.. لكن أقول: بعض المثقفين لديهم مركب نقص وأنا لا التفت لمثل هؤلاء العاجزين.
* ولماذا يحاول «هؤلاء» التقليل من شأنك والصاق هذه التهم بك؟
ـ حتى ينالوا من جهدي المتواضع في استرداد الديمقراطية.. حين هرب هؤلاء من السودان أو انزووا بداخله.. فهؤلاء هم الانتهازيون.. ويواصل.. «بنفس حار»: أنا عاوز أي واحد من «العقارب» الجدد الذين ظهروا بعد 9 يناير 2005م، يناظرني في منبر عام لنرى من هو الانتهازي فعلاً وليس قولاً.
* «لا قدر الله» إذا أدى استفتاء «2011م» إلى انفصال الجنوب، ماذا سيكون وضع غازي سليمان مع البقية من أبناء الشمال بالحركة؟
ـ أنا شخصياً ساستمر بالحركة وسيكون هدفي إعادة توحيد السودان.. وأقولها بأعلى صوت هنا: أنا غازي ملك الشمال.. و«قاعد في نفس أي زول» وأناضل.. والحاضر يكلم الغائب.. وعلى الطيب مصطفى أن يفهم ذلك جيداً، وكذلك كل من يريد فصل الجنوب.. فالحركة الشعبية ملك لجميع السودانيين.. وأنا شخصياً ليست لدي مشكلة إلا مع الذين يقولون إن نيفاشا كانت ثنائية.
* غازي سليمان دخل الحركة و(عينه) على الوزارة.. ماذا تقول؟
ـ أحيل هذا السؤال إلى السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير..!
وأنا لا ولم اشتهِ الوزارة أو اسعَ إليها..
* هل عُرضت عليك؟
ـ امتنع عن الإجابة.. ويكفيني تحمل مسؤولياتي كنائب لرئيس لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني.. ولا أنوي أن أرشح نفسي للانتخابات العام القادم.
* وهل الانتخابات قائمة في اعتقادك؟
ـ المهم أن نسأل: هل هناك أحزاب ديمقراطية في السودان قادرة على تحمل مسؤولياتها التاريخية؟ وهل نضمن نزاهة هذه الانتخابات من التزوير في ظل وجود هذا الواقع المتخلف بالسودان؟ ونحن نعلم أن كل الانتخابات التي تجري في العالم الثالث والوطن العربي مزورة بسبب التخلف الذي يعيشه إنسان هذه الدول، لذلك أقول إن قيام انتخابات نزيهة في السودان مجرد أحلام ليس إلا.
* الحركة مليئة بالصراعات القبلية.. الشماليون الذين بداخلها سيكونون أول ضحايا هذه الصراعات.. ما تعليقك؟
ـ هل أنا ضحية مثلاً؟! يجب أن نفهم أن الحركة مكونة من عدة تيارات وكيانات، تماماً مثل المؤتمر الوطني، لذلك من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر في بعض القضايا، وهذا في اعتقادي أمر صحي ويحسب لمصلحة التوجه الديمقراطي الذي تنادي به الحركة الشعبية.
عن صحيفة الوطن
|
|
 
|
|
|
|
يسرى معتصم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست