أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2008, 03:14 PM

مثيانق شريلو

تاريخ التسجيل: 03-25-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور

    ما تزال أمسياتها تشهد رقصة أقور الشعبية
    أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول.!
    لايوجد حالياً صراع بين الدينكا والمسيرية
    مبادرة لعقد مؤتمر التعايش السلمي لتدارك الأزمة!
    تقرير: قمر دلمان
    (شويي أياك) الشجرة الظليلة، التي يجلس تحتها سلاطين دينكا نقوك منذ مئات السنين لإدارة محاكمهم هي من أبرز معالم مدينة أبيي الممتدة جنوباً حتى ولاية واراب، وشمالاً عند جنوب كردفان،وتلتقي شرقاً بولاية الوحدة، وغرباً شمال دارفور، وتلامسها ولاية شمال بحر الغزال في الاتجاه الجنوبي الغربي.. أبيي عرفتها الاتفاقية بأنها تشكل جسراً للتواصل بين الشمال والجنوب.. وتقطنها بطون دينكا نقوك التسعة (بنقو - إلي - مرينق - أشوانق - ديَّل - أبيور - أشاك - أنيل - مانيور) والمسيرية أولاد كامل الذين أتوا المنطقة بحثاً عن المراعي في عهد السلطان أروب بوينق.. الزراعة والرعي حرفة معظم السكان.. دينكا نقوك يجيدون فن التفاوض حتى في مراسم الزواج، ويستطيع وفد المقدمة للعريس المسمى بلغة الدينكا (أتوج) من تخفيض مهر العروس من أربعمائة بقرة إلى مائة فقط..! وهذا ما جعل فرص الزواج وسط فتيات نقوك أكبر، ولا يكاد يمر الأسبوع حتى تشهد رقصة (أقور) الشهيرة احتفاءً بزواج إحدى فتيات المدينة. منظمات المجتمع المدني (قول - رعاية الطفولة الأمريكية - فاو للأغذية العالمية - أطباء بلا حدود السويدية -برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- المنظمة الوطنية للتنمية- منظمة سودو) التي تعمل في مجال الصحة والتعليم والمياه والتثقيف الصحي، ودعم مشروعات الأسر المنتجة المنتشرة في وحدات أبيي الإدارية الخمس (أميط أقواق ـ ألال ـ مجاك ـ رومامير ـ أبيي).. العربات الحكومية تحمل لوحاتها رقمين مسبوقين بالأحرف (A.A.A) وهي اختصار لـ Abyei Adminstration Area وهي تتجول داخل المدينة وخارجها منذ وصول المشرف السياسي للحركة بالمنطقة ادوارد لينو.. ورغم الهدوء الذي تشهده المدينة ومظاهر التعايش السلمي بين القبائل إلا أن الجزء الشمالي للمنطقة يشكل هاجساً أمنياً للقادمين.. كنا خمسة صحفيين أردنا استقصاء الحقائق من مصادرها عند مدخل قرية (قولي) التي تبعد حوالي (33) كلم شمالي أبيي، احتجزتنا مجموعة رعوية تتخذ من المنطقة معسكراً لها، وهددونا بالقتل.. تفاوضنا معهم عدة ساعات، أطلقوا سراحنا بعد إبلاغنا رسالة لنائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه مفادها أن المؤتمر الوطني باع المسيرية بأرخص الأثمان، وعليه أن يتحمل مسؤولية هذا التجاهل والتهميش" ولازال الجدل قائماً حول تبعية المنطقة منذ التفاوض، ولكن التاريخ والشواهد التي يذكرها دينكا نقوك تعطيهم الأحقية، والمؤتمر الوطني يبحث للمسيرية عن الأفضلية.. الدينكا يقولون إن أربعة من سلاطينهم لم يشاهدوا أي عنصر عربي في حياتهم وأنّ المسيرية دخلوا أراضي الدينكا في عهد السلطان أروب في بداية القرن التاسع عشر، وظل التعايش بينهم منتعشاً حتى ظهور البترول "اللعنة التي أصابت أراضي الدينكا".. الحركة الشعبية تقول إن المؤتمر الوطني لا يريد أن يعطي المسيرية والدينكا نصيبهما من البترول الشيء الذي جعله يماطل في تنفيذ اتفاقية السلام، وتحريض المسيرية على القتال، بينما يرى المؤتمر الوطني أن الحل يكمن في مشاركة المسيرية في حكومة أبيي، وهذا ما ترفضه الحركة الشعبية التي تتمسك بنصوص اتفاق السلام الذي عرف المنطقة بأنها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسع.
    وتشير المصفوفة -آخر التزام من الشريكين لإنفاذ اتفاقية السلام- إلى التزام مؤسسة الرئاسة بالتنفيذ الكامل لبروتوكول أبيي كجزء لا يتجزأ من اتفاقية السلام، وحددت المصفوفة نهاية ديسمبر من العام الماضي كموعد نهائي لتحديد حدود أبيي واستدعاء خبراء لجنة الحدود إذا تطلب الأمر ذلك.
    * التاريخ له كلمة:
    يقول السلطان كوال دينق مجوك عضو وفد التفاوض الحكومي في مفاوضات نيفاشا وابن الزعيم التاريخي (دينق مجوك) إن أبيي هي منطقة دينكا نقوك، والمجلد هي ديار المسيرية، وظل التعايش بينهما مصاناً بإرادة شعبية. ويؤكد كوال أن عشرة من سلاطين دينكا نقوك تمّ دفنهم بمنطقة أبيي وحسب أعراف الدينكا يتم دفن السلاطين بمنطقة نفوذهم. ويواصل كوال قائلاً إن أربعة من هؤلاء السلاطين لم يشاهدوا في حياتهم أي عنصر آخر وهم السلطان (بلوباك) الذي خلفه ابنه (مبيط) والد السلطان (ألور) الذي سلم السلطة لابنه (بيونق) الذي خلفه ابنه (أروب). وفي عهد السلطان أروب بيونق دخل المسيرية أولاد كامل أراضي الدينكا بعد تحالف ناظرهم (الدكيم) مع السلطان أروب الذي أنجب السلطان (كوال) والد الزعيم التاريخي لدينكا نقوك (دينق مجوك)، ويقول السلطان كوال إن الصراع بين المسيرية والدينكا بدأ منذ العام 1964م عندما قتل المسيرية في بابنوسة والمجلد الدينكا ومثلوا بجثثهم؛ إلا أن والده السلطان دينق مجوك وبابو نمر احتكما لدى الناظر منعم منصور زعيم الحمر، وجاء الحكم لصالح الدينكا.
    * الانفصال من أبيي:
    ويرى وزير الصحة السابق بولاية غرب كردفان وعضو وفد التفاوض والقيادي البارز بالمؤتمر الوطني أقوك نوور كوال الذي انضم حديثاً للحركة الشعبية أن الرؤية تعقدت بعد وفاة زعيمهم بابو نمر، وحذّر من أنّ التمادي في عدم تنفيذ بروتوكول أبيي قد يؤدي إلى انفصال الجنوب، وهاجم قيادات المؤتمر الوطني من أبناء المسيرية بشدة قائلاً: "على هؤلاء أن يبحثوا عن مصدر رزق غير التجارة بقضايا أهلهم"، وسخر نوور من حركة تحرير أبيي واعتبرها فرقعة إعلامية يريدون الترويج لأحلام البعض بإنشاء ولاية للمسيرية تشمل بجانب أبيي منطقة غرب كردفان.
    * الوصول إلى البحر:
    لكن أمير خط التماس ورئيس اللجنة المكلفة بالحوار مع الدينكا من قِبل المسيرية الطيب محمد نعمة حمّل مؤسسة الرئاسة مسؤولية تدهور الأوضاع بالمنطقة؛ لعدم تشكيل إدارة مؤقتة للمنطقة، مما جعل بعضهم يستغل هذا الفراغ لزرع الفتنة بين المسيرية والدينكا. ورحّب بتعيين لينو حاكماً على أبيي، ودعا الحكومة الجديدة لضرورة إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، وتقديم خدمات للمواطنين والسماح للعرب بالعبور والوصول إلى البحر.
    * المؤتمر الوطني يرفض:
    وفي المقابل بدأ رئيس المؤتمر الوطني بأبيي زكريا أتيم غاضباً وقلقاً وهو يدلي بتصريحاته للصحفيين، والتي طالب فيها رئيس الحركة الشعبية بالتراجع عن قراره الذي عين بموجبه لينو حاكماً لأبيي مطالباً بإدارة جديدة مناصفة بين الدينكا والمسيرية. وفي الخرطوم هدد الدرديري محمد أحمد القيادي بالمؤتمر الوطني بقطع الحوار مع الحركة الشعبية بما فيه مؤتمر التعايش السلمي الذي ينوي الناظر عبد القادر منعم منصور استضافته كخيار أهلي أخير لتدارك الأزمة.
    * تعزيزات عسكرية وزيارات أممية:
    في وقت وصلت فيه للمنطقة تعزيزات عسكرية من الخرطوم لدعم اللواء (31) المتمركز في أبيي حسب ما أوردته وكالات الأنباء. قام أشرف قاضي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بزيارة خاطفة لأبيي التقى خلالها بزعماء من الدينكا والمسيرية، وحث طرفي نيفاشا بتنفيذ اتفاقية السلام، أما أمريكا أحد الشهود على الاتفاقية فقد زار القائم بأعمالها البرتو فرنانديز أبيي ووقف على الأوضاع هنالك.
    * البترول اللعنة التي أصابت المنطقة:
    ودافع اللواء إدوارد لينو الذي عينته الحركة الشعبية في ديسمبر من العام الماضي رئيساً لها بأبيي عن قرار تعيين حكومته قائلاً: "ظللنا لمدة ثلاث سنوات ننتظر ماذا تفعل الرئاسة وأوضاع المواطنين تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والعائدات المتحصلة من أبيي تذهب إلى المجلد دون أن تقدم الحكومة أي خدمة لمواطني أبيي، ونفى لينو وجود صراع بين الدينكا والمسيرية في الوقت الحالي، ولكن بحسب لينو أن المؤتمر الوطني لا يرغب في إعطاء الدينكا والمسيرية نصيبهما من عائدات النفط. وهذا ما جعله يماطل في تنفيذ بروتوكول أبيي، ويقول لينو إن مديونية حكومة الجنوب للحكومة المركزية بلغت مليار جنيه. وجدد لينو التزامه بالسماح للمسيرية بالعبور عبر أراضي أبيي إلى البحر شريطة أن يأتوا بدون سلاح، واستنكر لينو أسلوب التهديد الذي درجت عليه بعض القيادات، مبيناً أن المسيرية ظلوا طوال أكثر من (52) سنة يزيلون المواطنين من الطرقات بالقوة، وأضاف لينو قائلاً إن المسيرية لم يشاركوا في حكومة أبيي وفقاً لما قررته الاتفاقية مؤكداً أن حكومته سوف تعمل على تقديم خدمات تنموية للمواطنين بما فيهم المسيرية.
    * الأمر الواقع:
    وفي الوقت ذاته شكّل لينو حكومة لأبيي من ست سكرتاريات من الحركة الشعبية تاركاً منصب سكرتير البنية التحتية نائب الحاكم شاغراً لحين تسمية المؤتمر الوطني لمرشحه لشغل المنصب حسب ما جاء في الاتفاقية، وسمى لينو كلاً من موسى ملّي كات سكرتيراً للإدارة والأمن، ومجاك أبيم سكرتيراً للمالية والاقتصاد، والدكتور كوال أروب سكرتيراً للزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، ونيا نقويك كوج سكرتيرة للصحة والرعاية الاجتماعية، وياي فيين سكرتيراً للثقافة والإعلام والشباب والرياضة، ومالونج تونق أميناً عاماً للحكومة، وتعتبر هذه الحكومة هي الأولى منذ التوقيع على اتفاق السلام.
    --
                  

05-04-2008, 03:20 PM

مثيانق شريلو

تاريخ التسجيل: 03-25-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: مثيانق شريلو)


    المناضل دوما ادوارد لينو لحظة دخوله الذي يشبه دخول المسيح الي اورشليم حيث الجماهير تستقبله بحفاوه وسرور
                  

05-04-2008, 03:27 PM

مثيانق شريلو

تاريخ التسجيل: 03-25-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: مثيانق شريلو)



    ها هي الشجرة الرؤوم التي سميت بها ابيي وهي موجودة كذلك في شمال بحرالغزال وجونقلي والنيل الازرق وجبال النوبة .. كما لو انها شجرة المهمشين .. بالمناسبة يا بريمة هل تعلم ان المناضل الكبير يقرا اسمه كاملا كالاتي : (ادوارد لينو وور ابيي )في نجاض اكتر من كده خلي ابراهيم الرشيد يدينا اسم زي دة بالله .
                  

05-04-2008, 04:58 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: مثيانق شريلو)


    Quote: بروتوكولات نيفاشا ... البدايات والمآلات- المقال

    المقال التاسع (1-2)

    د. منصور خالد

    أبيي ... من الذي قطع الخيط؟

    قد يقول قائل بعد توقيع الحركة الشعبية والحكومة في السادس والعشرين من مايو 2004 على البروتوكول المتعلق بمنطقة أبيي فلتطوى الصفحة إذ ''قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان''. ولكن ثمة أسباباً ذاتية وموضوعية تحملني على القول أن لا تطوى الصفحة قبل استعلان الحقائق المقموعة. أقول هذا لأن أُذني لم تتعرض لتلويث سمعي بقدر ذلك الذي تعرضت له مما كان يردد حول هذه القضية خلال مفاوضات نيفاشا. ولئن تجاوز المرء الغلواء التي شابت مواقف عامة الناس من طرفي النزاع فلربما يفعل ذلك لأن القضية بالنسبة لكليهما قضية وجود. الذي لا يغتفر هو اندفاع بعض المعلقين في أجهزة الإعلام، وبعض السياسيين لإصدار أحكام فاصلة حول القضية اعتماداً على المعرفة السماعية، أو البينات الحكائية.anecdotal evidence لا تغتفر أيضاً ولا تجوز الانفعالات الجامحة التي صدرت ممن كان للناس فيهم رَجية، وبخاصة محص الأمور واستداد الأحكام. ولا عذر في الحالتين للخطئ، إذ ليس من بين كل القضايا التي دار حولها النقاش في نيفاشا قضية توفرت حولها الدراسات الأكاديمية، والبحوث العلمية، والوثائق الرسمية مثل قضية أبيي، وكلها في متناول اليد في مراكز التوثيق وعلى رأسها جامعة الخرطوم ودار الوثائق المركزية. لقد صورت الروايات المحكية القضية وكأنها واحدة من تاكتيكات الحركة لإعاقة السلام، أو أحبولة من أحابيلها لمد سلطانها للشمال، أو هي طماعية واشتهاء لبترول المنطقة الذي أخذ يتدفق. ولتأكيد تلك الدعاوى استنجد المعلقون ببروتوكول مشاكوس الذي حسم في ظنهم قضية الجنوب وأقر حدوده فيما كانت عليه حدود المديريات الجنوبية في 1/1/1956، وتلك، في ظنهم أيضاً، لا تشمل أبيي. فما هي حقيقة أبيي؟
    أبيي منطقة يختلف الطرفان في مساحتها، وتحدها شمالاً المناطق التي يسكنها المسيرية والنوبة، وجنوباً بحر العرب الذي يطلق عليه الدينكا اسم كيير. وتقع المنطقة، فيما يقول أهلها على بعد مائة ميل من مناطق استقرار المسيرية، وتفصل بين المنطقتين أرض جرداء. عدد السكان أيضاً فيه خلاف كبير، إذ يرفض الطرفان التقديرات التي بنيت على إحصاء 1955/1956 الذي حدد عدد السكان في ذلك التاريخ على الوجه التالي: 63000 مسيرية حُمر، 59000 مسيرية زرق، 30000 دينكا. ذلك الإحصاء بُني على عينات عشوائية وإن أخذناه معياراً فمن السهل تقدير عدد السكان الحالي على اعتبار أن معدل نمو السكان هو (28%). وعلى أي، لا يعني إحصاء السكان كثيراً اليوم بالنسبة للدينكا إذ أن الغالبية العظمى منهم تعيش بسبب الحرب خارج المنطقة (في الشمال والمناطق المجاورة في بحر الغزال كما في بقية الجنوب والملاجئ). وحسب تقديرات يونيسيف (حملات التطعيم ضد شلل الأطفال) لا يزيد الذين بقوا منهم في المناطق التي تسيطر عليها الحركة عن الخمسين ألفاً. الإحصائيات ليست بذات بال بالنسبة لهذا البحث حيث أن الإحصاء القومي المرتقب الذي سيُجرى بعد عودة أغلب النازحين إلى مناطقهم قد يحسم الأمر.
    بيد أن الأمر الذي أقلقني حقاً إبان التفاوض بشأن أبيي كان هو الجدل الساخن الذي التهب بين الطرفين حول آيالة المنطقة وملكيتها، وما كان أي منهما هَزَالاً في ذلك الجدل. يبعث على الاستهزاء في هذا النوع من المماحكة أن كلا الجماعتين (الدينكا والمسيرية) حديثو عهد نسبياً في المنطقة، فإلى حين حلول هاتين المجموعتين ـ أياً كان التاريخ الذي حلوا فيه ـ كان أهل المنطقة الأصليون هم النوبة والداجو ومجموعة ثالثة تسمى الشات يقال إن لها نسباً بالنوبة في الجبال وبالجور في بحر الغزال. والداجو أنفسهم وافدون إلى المنطقة هربوا إليها من دارفور بعد أن اجلاهم عنها سلاطين الكيرا، من بعد أن كانوا أهل سلطان في دارفور حتى القرن الخامس عشر. وللإداري البريطاني الباحث ك.د.د هندرسون بحث مستفيض حول تاريخ المسيرية وقصة نزوحهم إلى المنطقة التي يقطنون فيها الآن (السودان مذكرات ومدونات، العدد 23، 1939)، كما للانثربولوجي المعروف بول هاول بحث آخر مستفيض عن الدينكا والمسيرية نشره في نفس المصدر (العدد 32، 1951)، ولهاول خبرة مباشرة بالمنطقة إذ عمل فيها كمفتش مركز.
    على أي، يتكون دينكا أبيي من سبع شياخات من قبيلة الدينكا (يطلق على مجموعها دينكا انقوك œ ccNgok نزحوا إلى المنطقة من الجزء الشمالي في بحر الزراف بعد أن أجلاهم عنها النوير في صراعاتهم العديدة مع الدينكا حول الماشية والمراعي في تاريخ يختلف عليه المؤرخون. فحين يرجعه بعض إلى القرن الثامن عشر (1740) يرده آخرون إلى القرن التاسع عشر (1830). والانقوك فرع من قبيلة الدينكا الكبرى التي تمثل في مجموعها قرابة خمسة وثلاثين بالمائة من سكان الجنوب وتنشطر إلى بطون وأفخاذ مثل الاقار في رمبيك، والمالوال في اويل، والعالياب غرب النيل في بور، والتويج والرييق في بور بأعالي النيل وقوقريال ببحر الغزال. في الجانب الآخر، ينتمي المسيرية إلى جماعة أكبر هي البقارة وينقسمون، هم الآخرون، إلى فرعي الحُمر والزُرق، وينقسم هؤلاء، بدورهم إلى عموديات (الحُمر 7 والزُرق 6). وتقول المصادر التاريخية، بل ورواياتهم أنفسهم، أنهم وفدوا إلى المنطقة من وداي عند بحيرة تشاد التي انتقلوا إليها عبر فزان بعد هجرتهم الطويلة من الجزيرة العربية عبر البحر. ولكنهم سرعان ما تركوا المنطقة هرباً من الاتاوات الباهظة التي كان يفرضها سلاطين وداي وانتهوا إلى دارفور في عهد ملوك التُنجر وما زالت منهم مجموعات تعيش في تشاد ودارفور مثل عرب السلامات. مسيرة العرب النازحين غرباً لم توقفها إلا الجبال التي استنجد النوبة بقممها، كما انتهى الداجو إلى سفوح الجبال كرقيق أرض. والداجو ليسوا محاربين كالنوبة، أو رعاة كالعرب ولهذا لازموا الزراعة حتى أصبحوا القوة العاملة الأولى في مزارع القطن.
    هذا هو التاريخ الذي لا يختلف كثيراً عن تاريخ نزوح أغلب القبائل العربية للسودان واستقرارها حيث استقرت. ولكن الذي كان يقلق في الأمر هو تمادي الطرفين في اللجاجة حول أيهما سبق الآخر إلى المنطقة، حتى يصلا عبر الرد على ذلك السؤال إلى استنتاج يؤكد به كل واحد منهما حقه في الأرض أكثر من الآخر. ولو كانت مصائر الشعوب تقرر بمثل هذا التبسيط للأمور لتغيرت خريطة العالم، بل لو طبقنا نفس المعيار على القضية موضع البحث، وأدخلنا القبائل الأخرى في المعادلة، لاجلى النوبة والداجو كلا الجماعتين عن تلك الأرض. فالشعوب ـ في السودان وغيره ـ تهاجر من مكان إلى مكان وحيثما بقعة من بقاع الله ألقت فيها عصا التسيار ثم استقرت وعَمَرت وتناسلت في رحابها أصبحت تلك البقعة وطناً لها. فالذي وفد في القرن السابع عشر إلى سفوح جبال النوبة، كالذي جاء إليها في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر ليستقر فيها ويقيم يصبح بالتقادم وطول الأمد صاحب حق فيها.


    بريمة
                  

05-04-2008, 05:00 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: Biraima M Adam)


    Quote: ثلاثة اعياد تمر بالبلاد والمسيرية يتجرعون الاحزان
    احمد السنوسي:
    الولايات المتحدة الأمريكية
    [email protected]

    قد احتفل العالم الاسلامي بعيد الاضحي المبارك والمسيحيون بعيد الميلاد المجيد وقد احيت البلاد كذلك ذكري الاستقلال في الاول من يناير الجاري بعد عودة المياه الي مجاريها فيما يعرف بنهاية ازمة الشريكين. وقد تبادل الجميع التهاني و الدعوات الصالحة بالامن والعافية و الاستقرار. هذه المناسبات السارة قد افرغت من محتواها وفقدت معناها حيث نري حال عيد اهلنا الباسئين من قبيلة المسيرية اكثر كابة و اقبح صورة و هم يصارعون الاحزان ويغالبون الدموع وبقية الامة تتفرج عليهم و اليات الجيش الشعبي تحصد ارواحهم وتفني شبابهم و لا تمنعهم حرمة شراكتهم الفعلية في حكومة الوحدة الوطنية من انتهاك حقوق المسيرية و النيل منهم نيلا موجعا...و الغريب في الامرليس حادثة الاقتتال و لكن منبع الغرابة ينطوي في طبيعة التخطيط و التوقيت و رد الفعل الرسمي من قبل حكومة الوحدة الوطنية علي هذه الاحداث. لا شك ان القضية اعمق من كونها معركة بين طريفين غير متكافئين من حيث العدة والعتاد . و اغلب الظن انها احدي الكبر التي تسعي الحركة الشعبية لافتعالها لقياس درجة حرارة المؤتمر الوطني في سباق محموم لتحقيق مكاسب سياسية عن طريق الاستحواز علي مناطق تعد حيوية و مهمة لمستقبل حكومة الجنوب وهذا السباق له مدلولاته و اهميته التي ترتبط اصلا بسياسة كسب الوقت.

    قبيلة سودانية واحدة تواجه جبش نظامي لحكومة كاملة يفترض انها تبشر بالسلام و تدعو الي الالتزام بارساء قاعدة الاخوة وتطبيق اسس التعايش السلمي عبر اتفاقية السلام الشامل..والبلاد تأمل في اشاعة الامن و الاستقرار الواعد بالخير لاتفاقية السلام ولكن صفحات التاريخ كانت مخيبة للامال حيث تكشف لنا كل يوم اعمال خاطئة مشحونة بالحقد تكشف الوجه الحقيقي للحركة الشعبية وسياستها الدموية و استراتيجيتها الفعلية التي لا تتماشي مع شعاراتها السلمية المعروفة وهي تتناقض من واقع الممارسة لهذه الشعارات. الحركة الشعبية منذ ان وقعت اتفاقية السلام لم تترجم او تعكس باي حال للشعب السوداني ما يؤكد مصداقيتها السلمية وثباتها علي المباديء الاخلاقية التي ترتكز عليها هذه الاتفاقية فكيف يستقيم الظل و العود اعوج. فحادثة الاعتداء علي المواطنين العزل بعد مصرع الزعيم جون قرنق واعتداء اعضاء الحركة الشعبية علي الشرطة و قتل افرادها بالخرطوم تعد دليل شافي و برهان قاطع علي عدم التزام الحركة الشعبية بسياسة حسن النية وتعاطي الاحداث بصورة سلبية ومدمرة.

    واحسب ان الحركة الشعبية كشريك في حكومة مركزية او حكومة للجنوب راضية مرضية لما يجري علي الارض من سفك للدماء البريئة من ابناء المسيرية. وقد يزيد الامر غرابة سكوت المؤتمر الوطني و تراخيه في حسم الامر وتسكين الجراح برد المظالم عبر وسائله السياسية في مواجهة الحركة الشعبية بالحقيقة وبذلك يكون الساكت عن الحق شيطان اخرس .

    المسيرية كقبيلة سودانية ساندت جميع حركات التحرر الوطني بكل ما تملك من رجال دفعت بهم ثمنا للحرية ومحاربة الاستعمار و ضحت بعدد وافر من المجاهدين من اجل استقلال البلاد بداية بالاستعمار التركي و الانجليزي حيث كانت المكافاءة ان سماهم البعض و لازالوا يعمدون علي تسميتهم بالبقارة تحقيرا لهم و استهزاءا بعطائهم و تقليلا من شأنهم في الحياة العامة. ولكن الي يومنا هذا قبيلة المسيرية تدفع بفلذات اكبادها واكارم ابنائها الي حلبة البطولة والاستبسال من اجل كرامة المواطن السوداني والمحافظة علي وحدة ترابه و حكومة المؤتمر الوطني خير شاهد علي ما نقول. و لكن للاسف قد جبل كتاب التاريخ السوداني علي التسويف ومدح السلطان بما لا يستحق بل زينوا له القبيح وعسلوا له المر فبذلك اصبحوا غير منصفين بحكم طبيعتهم الغربية التي تسلط الاضواء علي الابطال الوهميين و الانتهازيين من سدنة الدكتاتورية وقد ابعدوا الاوفياء من ابناء هذه الامة من دائرة الاضواء حيث تحترق اجسادهم و اطرافهم ليوفروا للاخرين لذة العيش والتقلب في النعيم ناسين اولئك المجاهدين و الفدائيين وغيرعابئين بذهابهم الي الجحيم .

    و لم يكن سرا فان قلنا ان المسيرية يشكلون السواد الاعظم من افراد الجيش السوداني و لكن عودهم من هذه القسمة الا الشماتة بعد الاماتة و ينطبق عليهم المثل البلدي (كلب ام بلينا لو جاب لينا و لو مات ما علينا). و الدليل علي ذلك استغلال الاحزاب السياسية لهم و تسخيرهم لخدمتها من غير مقابل وهي تلقبهم بالابطال عند المحن وسرعان ما قضت منهم وطرا واستنفذت قدراتهم سلبتهم ميدالية التضحية وتنكرت لجميلهم و تناست قضيتهم و شغلتهم اموالهم واهليهم عن بطولة المسيرية و تاريخ مشاركتهم في نضال الشرف و الجهاد لحماية الوطن. و الحقيقة ان البطولة و الشهامة والاباء هي ديدن المسيرية طيلة الحقب التاريخية لم يكونوا طلابا للسلطة وهم شجرة الخلد التي لا تبلي يعطون بلا انقطاع ولا يطالبون بالمقابل و قد وجد صيادوا الماء العكر فرصة للدفع بهم للمهام الصعبة و الخطيرة ليحاربوا اعدائهم بوكالة رخيصة ثمنها اموال المسيرية ووقودها خيرة ابنائهم.

    السودان هو بلد الجميع و الكل سودانيون لا فرق بينهم الا بالتقوي.ولكن تحامل الحركة الشعبية علي قبيلة المسيرية ليس له ما يبرره وسكوت المؤتمر الوطني يعد ابلغ ضررا و اشد اساءة الي المسيرية .فالامر لا يحتاج الي اجتهاد او اجازة للفتوي والحقيقة هي ان فصائل من جيش نظامي تابع للحركة يعتدي علي قبيلة ضعيفة بعد ان ضيق عليها الدنيا ونكد عليها المعيشة بسد الطرق و تدمير الكباري المفضية الي العشب و الماء.هذا الاعتداء امر غير مقبول من وجهة النظر الوطنية فالحركة الشعبية و المؤتمر الوطني عليهم عبء اداء واجب المسئولية السياسية و الاخلاقية بنبذ المسكنات والتخديرودفن الحقيقة وعليهم اعتماد حلول ناجعة وسريعة ودائمة لمنع تكرار حادثة الاعتداء و سد جميع الثغرات و معالجة المسببات و تثبيت الامن بالمنطقة و الشروع في تعويض المسيرية بصورة فورية وفتح الطرق و تسهيل عملية حركة الرعاة و المواد الغذائية و الغاء الضرائب الوهمية و العوائد الكيدية التي تفرضها الحركة الشعبية علي هذه القبيلة. ونأمل ان يعتذر السيد رئيس حكومة الجنوب (سيلفاكير) باعتباره القائد العام والمسئول عن الجيش للمسيرية و لا اعتقد ان ذلك مطلبا غاليا علي المسيرية بل ستزيد السيد سيلفا كير تشريفا و تكريما واثباتا لحسن النية حتي يتم طي سجل هذه القضية بنفس راضية تأكيدا علي سلامة القلب و صدق السريرة واعادة اعتبار المسيرية من جراء الاهانة التي سددها لهم جيش الحركة الشعبية الذي اوسعهم قتلا ونهبا وتنكيلا ونأمل كذلك ان تدين حكومة الوحدة الوطنية بشقيها و المعارضة السياسية بكل الوان طيفها السياسي عملية الاعتداء و الوقوف الي جانب الحق وانصاف للمظلوم حتي لا يتكرر حادث الاعتداء و ينفتق الجراح ومن ثم ينفرط عقد الامن بمعاودة الحرب تارة اخري .

    لكم مني اطيب تحية و مع اكيد الاحترام.
    sudaneseonline.com


    بريمة
                  

05-04-2008, 05:02 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: Biraima M Adam)


    Quote: الكشف لأول مرة عن الاسرار الكاملة للوحة التفرد الوجداني بين المسيرية والدينكا
    { الاستاذ عبد الرسول النور رجل غني عن التعريف من خلال رمزيته في المجتمع الكردفاني .. او من خلال الثقل السياسي الذي ظل يلعبه في الخارطة السياسية لحزب الامة وكيان الانصار .. جابه مصادمة اكثر من نظام حكومي مناهض للبيرالية وله مواقف مشهودة فتارة هو داخل السجون وتارة اخري هو مناضل بقوة السلاح خارج ارض الوطن .. وبين هذا وذاك هو حاكم لكردفان .. او هو وزير دولة بالجهاز المركزي ..
    عبد الرسول النور رجل متعدد الابعاد الفكرية والثقافية فهو قاص واديب وباحث وهو اداري واقتصادي وهو رجل مؤرخ ودقيق في معالم وقسمات التاريخ اجلسناه. هذه المرة في كرسي اخبار اليوم ..
    وشائج وحدة مصير قادت الفرسان من اجداد المسيرية ودينكا نقوك لمناصرة المهدية
    عيد ميلاد مجلس ريفي المسيرية عام 1953م فاز الناظر دينق مجوك علي الناظر بابو نمر كاول زعيم للمجلس
    حاوره /عادل البلالي
    { استاذنا عبد الرسول بدء نرحب بك ايما ترحيب ونحن نستضيفك هذه المرة ليس كاحد كتاب هذه الصحيفة .. بل كباحث ومهتم وصانع قرار في الحراك الاجتماعي والتاريخي بين اهلنا المسيرية والدينكا وصاحب علاقات متحزرة بعدد من بطون قبائل الدينكا نود ان نقف معكم علي خلفية تاريخية عن العلائق بين المسيرية والدينكا ولماذا لم نوثق هذه الروابط كارث انساني خالد؟ والي متي نمر عليها مرور الكرام وبهذه الشفاهية الساذجة هنا .. او هناك .. وهل كل ذلك المورث خالد بين الراحل بابو والراحل دينق مجوك او ابويهما نمر علي وكوال اروب او جديهما علي الجلة اوروب بيونق يمر هكذا ؟
    هذا مالا يعلمه الناس
    - مرحبا بك اخي عادل البلالي ومرحبا باخبار اليوم الحبيبة وكم انا سعيد والله لاي ادلو بدلوي في بحريات الاحداث الهامة التي تمر بها بلادنا الحبيبة .
    اولا اريد ان اقول بعض المسلمات ثم انتقل الي بقية القضية والعلاقة بين قبائل المنطقة عموما كقبائل متعايشة منذ ازمان طويلة جدا ، كانت تمر بقترات اخاء ومودة .. ثم تتوتر وتتدهور .. وحينما تعود الي مجاريها الطبيعية .. وهذا ليس بين القبائل المتجاورة فحسب . بل هو بين القبائل نفسها من الافخاذ والبطون حتي داخل المسيرية فكثيرا ما حدثت مشكلات ايضا بين المسيرية والرزيقات ، وبين المعاليا وجيرانهم الرزيقات وبين الرزيقات والدينكا .. وقبائل الدينكا في بعضهم البعض وقبائل الدينكا مع جيرانهم النوير .. او مع الشلك وعلي طول السودان وعرضه ظلت العلائق الاجتماعية بين القوميات تتراوح مابين الحميمية والعداء ..ولو نظرنا الي ديموغرافيا السودان عامة نجد هذا موجود بين كل القبائل .. وما مسارير الشكرية والبطاحين الا اقرب برهان ودليل وهناك ماكان بين الحلاوين والدباسين ، كما هو شائع في كل من مناطق كردفان .. الا ان الغريب في الامر ان العلاقة بين المسيرية ودينكا نقوك علي وجه التحديد دسائر قبائل الدينكا الاخرين لم تشهد اي توتر قبلي حتي العام 1964م ولكن ظل دوما مايجمع بين المسيرية ودينكا نقوك هو الاكثر خصوصية برغم وجود دينكا اخرين يجاورون الدينكا .. مثل دينكا التوج والدينكا قوقريال ودينكا ملوال .. ودينكا رونيق ولكني اخص العلاقة بين المسيرية واهلنا دينكا نقوك لم تكن علاقة جيدة .. انما هي علاقة قبيلتين تعيشان في منطقة واحدة لم تحدث بينهما اية مشكلة جماعية .. صحيح هناك مشكلات فردية ان كانت حول مرعي او حول قطرة ماء .. ولم يضرب نحاس المسيرية يوما مستنفرا لهم في حرب للاغارة علي الدينكا نقوك ولم تقرع نقارة دينكا نقوك بقصد الاعارة علي المسيرية الي ان جاءت احداث العام 1964م فحدث التوتر لاسباب سياسية نتيجة للتمرد الذي اندلع في الجنوب وشارك فيه كثيرون من ابناء دينكا نقوك ..
    مواقف تاريخية مشتركة
    { ويعتدل استاذنا عبد الرسول النور في جلسته ويستطرد . النقطة الهامة والتي قد لا يدركها كثير من الناس ان دينكا نقوك دون سائر القبائل الاخري قد ذهب فرسانها جنبا الي جنب مع فرسان المسيرية موازرين للثورة المهدية وقاتلوا هناك تحت راية واحدة في كرري وفي ام دبيكرات وفي مناطق كثيرة .. وعندما افل نجم دولة المهدية عادوا معا ايضا تحت راية واحدة علي عكس القبائل الاخري التي ذهب افرادها في جماعات مع بعض ولكنهمم اختلفوا فتحاربوا ولم يعودوا معا كما ذهبوا في حين ظلت الثنائية الحميمة تربط بين دينكا نقول والمسيرية لاكثر من اربعة عشرة عاما من عمر المهدية وعادوا ايضا معا ..لارضهم دون تعارك او تخاصم
    النقطة الثالثة يا اخي لم يحدث ان دار ذات يوم نقاش او جدل حول من هو احق بملكية الارض التي يعيشون عليها وذلك لم يكن الا لانها ارضهم جميعا ولم يكن الانتماء هنا مجزاء والذي حدث من صراع هو اين تقع هذه الارض .. هل هي في كردفان ام دارفور فالنزاع اخذ طابعه السياسي والجغرافي .. كما جد في الامر فلا احد من المسيرية يدفع برحيل دينكا نقوك عن هذه الارض .. وفي ذات السياق فلا احد ايضا من دينكا نقوك يقول بضرورة مغادرة المسيرية لتلك الارض بحجة انها منطقتهم .. والذي ظللنا ننادي ونطالب به دائما .. هو اين تقع الحدود بين كردفان وبحر الغزال ؟ فاذا كانت الحدود بين كردفان وبحر الغزال قد جعلت من هذه المنطقة جزء من كردفان فان الدينكا في هذه الحالة اهل مواطنة واصحاب ارض حقيقيون ولا احد يستطيع ان يدعي بغير ذلك .. اما اذا قضت هذه الحدود بان المنطقة تتبع بحر الغزال فيكون سكانها من دينكا او مسيرية هم مواطنون من بحر الغزال والنزاع الذي تفجر من اين جاء المسيرية ومن اين جاء دينكا نقوك .. ما هو الا تحريف وانحراف بالقضية بل هي اين تقع الحدود الجغرافية التي حددها بروتوكول ابيي بالعام 1905م فحدود عام 1956 معروفة الاخوة في بحر الغزال وفي الحركة الشعبية قالوا بان هناك منطقة تسكنها قبائل دينكا نوك ضمت الي كردفان في العام 1905م نحن نريد ان نحدد اين تقع حدود 1905م فمن يقعون شمال الخط ان كانوا دينكا او مسيرية فهم سكان اصليون ومن كانوا يقعون في جنوب الخط ان كانوا مسيرية او دينكا ايضا فهم اصحاب حق بالمواطنة فالدينكا موجودون في بحر الغزال وموجودون في بور وفي الرنك ومناطق اخري في اعالي النيل واماكن اخري في نهر السوباط مثل ارونق وافوئق .. فما الذي يمنع وجود الدينكا في كردفان ؟
    { اذا ليس هناك نزاع والحديث لايدور عن حدود قبلية بل عن الحدود الجغرافية بين كردفان وبحر الغزال ..
    الارث التاريخي للعلائق
    اما فيما يتعلق بسؤال الصحيفة عن ارث العلاقة التاريخية بين المسيرية والدينكا فنبدأ بالقول انه وفي العام 1929م قررت السلطات البريطانية رسم خريطة او بالاصح ان نعيد رسم خريطة المديريات الشمالية والجنوبية فوافق دينكا التوج جنوب بحر العرب والذين كانوا قد ضموا مع دينكا نقوك الي كردفان في عام 1905م والذين طلبوا العودة الي بحر الغزال فكان لهم ما ارادوا .. وقف قرارات ادارية مسجلة .. وكان ذلك في العام 1929م اما دينكا دوينق الذين كانوا يتواجدون في ابيمنم شرق المنطقة فطلبوا ضمهم الي اعالي النيل فتم ضمهم اليها في العام 1931م ..
    اما دينكا نقوك الذين ضموا الي كردفان في العام 1905م فقد رفضوا العودة الي مناطقهم ، فالان اذا ارادوا العودة لمناطقهم فلا مانع .. واذا ارادوا البقاء داخل كردفان فهي ايضا ارضهم والسودان بلدهم المسيرية يعترضون من حيث المبدأ علي ضم منطقة الي بحر الغزال .. وحين انها لم تكن يوما جزء من بحر الغزال ولكن ليس هناك اعتراض علي وجود الدينكا .. في المناطق التي يتواجدون فيها الان ، فهذا يؤكد قدم العلاقة ..بل وتدليلا علي روح الحميمية فانا اشتهد بالعهد والميثاق الذي يجمع بين فرعين من المسيرية والدينكا نقوك هما فرع (دار انشيبه) من المسيرية و(بيونق) من نقوك اللذان تواثقا علي الدم بخلط دماء جروحهما تدليلا علي وحدة المصير ..
    وايضا هناك تحالفات اخري مع بدنة اهلنا (المزاغنة) وحدث تبادل للهدايا والمقتنيات والملابس والازياء وحتي الاسماء فهناك عضوا في وفد حركة الدينكا اسمه احمد وهناك احد قيادات المسيرية يسمي دينق وهو دينق بلايل بحر ولعل الاخ دينق الور نفسه كان اسمه احمد في سنواته الاولي
    هذا تميز خاص جدا
    ويضيف الاستاذ عبد الرسول وهو يعدد المواقف .. نحن «الغيارين» نجاور في التعايش الجغرافي مع الدينكا فرع قبيلة دينكا ملوال بل وصل الامر في هذه العلاقة للدرجة التي جعلتني اكون شاهدا في زواج ابنة الاخ ايدو اجو دينق في القاهرة . عندما جاء بي الرجل لاكون شاهدا في الزواج من داخل الكنيسة باعتباري عم ( العروسة) فاي نوع من تلك العلاقات تجدون لتأكيد خصوصية هذا التواصل المتميز بل ذهب الامر لابعد من ذلك الان الاخ ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية متزوج من احدي كريمات ( الناظر دينق مجوك) وماحدث ان الاخ عرمان في اي مكان او مناسبة الا وتحدث معي تحت ديباجة انني صهره وعمو بناته في ارشارة رمزية لما يجمع الدينكا والمسيرية من ود وتراحم فالمزاج الوجداني متغارب جدا ولتأكيد ذلك اتوقف معكم امام واقعة جرت في كمبالا عندما ذهبنا مشاركين في مؤتمر عن الاوضاع الانتقالية وكان من بين الحضور صديقنا العزيز الدكتور فرانسيس دينق مزينا القاعة بهندامه الافرنجي الانيق .. وفي مساء نفس اليوم اتصل علي هاتفيا وحضر لي بالفندق الذي اقيم فيه
    وهذا الطلب العزيز الي النفس
    نعم حضر د . فرانسيس لي وعندما التقيته وصافحته مرحبا .. قال لي بانه جاء ليطلب مني طلبا يتمني بان يجده عندي .. فقلت له ارجو ذلك يادكتور فرانسيس فانت تعرف معزتك عندنا . اغتني الرجل بطلبه الطريف والعزيز الي نفسي عندما كشف لي عن ال زوجته وهي امريكية بالمناسبة قد فات ان تزود شنطة ملابسه بالعراقي والسروال وقال بانه لا ولن يستطيع النوم من غير هذا العراقي العجيب لذلك فانه يطلب مني عراقي وسروال بلدي حتي يتمكن من النوم لانه اعتاد علي ذلك كما قال منذ بواكير صباه . ولن يستطيع النوم من غير ذلك فسعدت جدا وما كان مني الا ان لبيت له طلبه وزودته فورا بالعراقي والسروال ووضعت لهما ايضا جلابية وعمامة وملفحة انيقة وقلت له خذ يا دكتور وليتنا نراك غدا بهذا الزي حتي تعيد لنا ذكريات ايامك بريطانيا من قبل ..
    تفرد فرانسيس دينق
    ولما كان الصحفي بطبعه لايترك شارة ولا واردة دون ان يغوص في اغوارها فتوقفت امام ذكريات ايام بريطانيا وطلبت من محدثنا بان يتطرق لها فقال كان ذلك في حقبة السبعينات عندما دفعت الحكومة السودانية بـ د. فرانسيس ليكون سفيرا لنا في المملكة المتحدة ويومها كبر الرجل في نظر كل الناس من خلال مبادرة مزاجية اقدم عليها وكانت بحق رسالة من معلم اراد ان يوجهها من داخل عاصمة الضباب .. فما كان منه الا ان قام وتهندم علي افضل ما يكون وتوجه بكامل الاناقة الوطنية من جلباب وعمامة وملافح ومركوب وتقدم الي ملكة بريطانيا وهناك امامها وامام كل العام قدم ابن السودان د . فرانسيس اوراق اعتماده سفيرا للسودان ببريطانيا العظمي فاصبح الرجل كبيرا بحق في وجدان كل شعب السودان لان هذا التعيير لم يكن مجرد مزاجا فرديا بل نطق عن مرجعية مزاجية وجدانية تلقائية جبلت عليها الفطرة السودانية التي جمعت شتي القوميات داخل هذا الشعب
    مجوك فاز علي الناظر بابو
    ويقدم الاستاذ عبد الرسول نموذجا اخرا للتدليل علي ذلك الترابط الوجداني الحميم بين المسيرية والدينكا والبعد كل البعد عن اي نوع من الامتنان ويقول عندما تم انشاء مجلس ريفي المسيرية عام 1953م واعلن الناظر الراحل دينق مجوك عن موافقته علي هيكل المجلس يومها بعد ان تيقن من العناصر المكونة لخارطة المجلس الجغرافية والاجتماعية من نوبه وداجو ودينكا ومسيرية كقبائل اساسية وفي اول دورة لذلك المجلس الذي كان عليه ان يختار احد الفئتين وهما الناظر الراحل بابو نمر والناظر الراحل دينق مجوك
    وداخل مقره في مدنية رجل الفولة .. اختار المجلس باغلبية كبيرة الناظر دينق مجوك رئيسا له تجاوز بابو نمر بالرغم من ان عضوية الدينكا داخل المجلس لاتشكل اكثر من 10% وهذا يعني ضمنا بان الغالب الاعم في عددية الاصوات التي صوتت لصالح الناظر دينق مجوك ليفوز علي الزعيم بابو نمر هي اصوات المسيرية وهي حقيقة ادركها اهلنا الدينكا بجلاء وكانوا سعيدين وفرحيين بها جدا بل ذهب المجلس لابعد من ذلك بكثير .. عندما اتخذ المجلس قرارا باجماع كل اعضائه بتبني تعليم كل من فرانسيس دينق وشقيقه زكريا دينق مجوك حتي الجامعة .. وهو ما لم يفعله تجاه ابناء زعامات بارزة من المسيرية علي اختلاف مشارعهم ... ومثال اخر
    في اخر جمعية تاسيسية عام 1968م قبل انقلاب مايو فاز في تلك الدائرة احمد دينق مجوك ..وهو حزب امة جناح الصادق المهدي وظل به حتي تم حل البرلمان بانقلاب عام 1969م وقد ظل المسيرية دوما يجدون سعادة كبيرة وهم يقدمون ابناء الدينكا كممثلين للمنطقة في العمل العام وفي العام 1981م اذكر انني كنت قد فزت في دائرة ابيي لمجلس شعب اقليم كردفان ولكنني بحق كنت سعيدا جدا عندما اصدر الفريق الفاتح محمد بشير بشارة حاكم كردفان يومها قرارا عين بموجبه الاخ مكولج (ابيينق بقت) عضوا من الخمسة المعينيين ليضمن تمثيل الدينكا بواحد ايضا من ابنائهم وكانت قمة السعادة في ذهابنا ورواحنا الاثنين معا كممثلين المنطقة ويضيف الاستاذ عبد الرسول النور كشف ملامح التواصل الوجداني الحميم بين المسيرية ودينكا نقوك فيقول
    الاحتفال بحسن دينق مجوك
    في ذات الحكومة الولائية .. ثم تعيين الاخ شارلت دينق مجوك (حسن) وزيرا في الحكومة وقد كان مبهجا لنا ان يحتفل به المسيرية يومذاك قبل ان يحتفل به الدينكا انفسهم وهذا الامر يقودنا ايضا للحديث عن الخصوصية والحميمية التي ظل يحظي بها ابناء دينكا انقوك في ولاية غرب كردفان والتي ظلت حكوماتها المتعاقبة ومنذ عهد اللواء صلاح علي الغالي اول ولاتها وحتي عهد سلمان سليمان الصافي اخر ولاتها ظلت تخصص حقيبة وزارية راتبة لاحد ابناء دينكا ابيي بدءاً بالوزير الشهيد بليل منجلواك ثم الوزير موس مقوك ثم الوزير اقويك بل ظل الامير كوال دينق مجوك نائبا لرئيس المؤتمر الوطني علي امتداد حقبة ثلاثة ولاة تعاقبوا عليها وظل كذلك حتي لحظة تذويب الولاية
    بجانب التداخل السجال في شتي مجالات الحياة بين فرعيات مثل الغيارين مع الدينكا واولاد عمران ايضا مع رصفائهم بالجانب الاخر
    بل في احدي الانتخابات التشريعية التي تنافس فيها الخير الفهيم المكي القيادي في مجتمع المسيرية وبلبل منجواك القيادي في مجتمع الدينكا بابيي فان اغلب القيادين وقفوا انتخابيا الي جانب بلبل منجلواك .. الا ان الخير الفهيم فاز عليه لان الاغلبية الساحقة من دينكا نقوك وفقت الي جانب الخير الفهيم ففاز بالجولة (نواصل)


    بريمة
                  

05-04-2008, 05:06 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: Biraima M Adam)


    Quote: المسيرية بين الدفاع عن وجودهم وخذلان الجميع لها-محمود الدقم
    محمود الدقم
    انها المرة الاولى التي يكشف فيه حزب المؤتمر الوطني، ومنظماته وتنظيماته وبشكل فاضح جدا خذلانه الكبير لاهل الهامش في نطاق الوقوف معهم والدفاع عنهم وهذا حق من حقوق المواطن العادي على الدولة، خاصة المسيرية، قبائل رعوية تٌحرق قراهم من قِبل جيش الحركة الشعبية الجيش، المنظم بدباباته وراجاماته ومدرعاته امام مرأى ومسمع الراي العام السوداني والاعلام السوداني المقروء والسمعي، والاحزاب السودانية كلها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار الا ما ندر، تقف شاهد زور على جريمة مطلع السنة الجديدة و لا تحرك ساكنا، وكأن شعب المسيرية شعب هبط من كوكب المريخ فجاءة وليس شعب ضارب في الجذور منذ اكثر من اربعة قرون، جيش حكومة جنوب السودان يتوغل في اراضي حكومة شمال السودان لخمسين كليومتر مربع وينشيء معسكر حربي ثم يقوم بطرد الرعاة وقتلهم وحكومة شمال السودان باحزابها وسياسيها ومثقفيها يتفرجون ولسان حالهم يقول (طالما ان القتلى ليس من قبائلنا فنحن بخير)، حزب المؤتمر الوطني او حكومة الشراكة ضنت على جرحى المسيرية ولم تقم باللازم لاسعافهم الا في وقت متأخر بعد ان فاضت ارواح طاهرة دافعت عن ارضها وعرضها ومالها في ارض المعركة، مما حدا باخوانهم نقلهم على الدواب والحمير والثيران في ارض طينية بالرغم من اتفاقية نيفاشا خصصت مبالغ تقدر بملايين الدولارات للمسيرية ياللعجب، ولا احد يريد او يرغب ان يتحرك ويساعد في تطبيب ومداوة الجرحى ومواساة اسر وعوائل الشهداء، ولم نسمع عن منظمات البر والاحسان وحقوق الانسان التي عشعشت في السودان مؤخرا وتكاثرت وتناسلت مثل البُهاق اي بيانات جدية تطالب بالوقوف مع شعب المسيرية، هل هذا هو السودان الجديد الذي ينتظره السابلة والمهمشين؟ هل عجزت وسائل الاعلام السودانية ام ارتعبت عن وضع الناس والجمهور امام تطورات الواقع المنهار اصلا هناك، واخذت دور المراقب والمحايد فقط او الصمت المطبق؟ اين المحللين السياسين الذين شرخوا رؤوسنا بالتحليلات والاستنتاجات في كل صغيرة وكبيرة؟ اين كتاب -بتشديد التاء- الراي العام واعمدة الصحف المحلية الذين جلطوا الامة بهواهي الامور؟ اين هم عما دار ويدور في اراضي المسيرية؟ هل ما زالوا صائمين عن كتابة المخطط الجنهمي الذي ينتظر الجميع مسيرية وملوال ونقوك والسودان كله عن بكرة ابيه؟

    صحيح ان وزير دفاع حكومة الشمال والسيد باقان اموم قاما بزيارة للمنطقة، ولكن بعد ان اكل الطير القمح او كاد، وكان يمكن للشريكين ان يتفادا انهيار الوضع الى ما هو عليه اذا كانت تحركاتهما باكرة، الحركة الشعبية لعبت دورا اعلاميا بامتياز عندما عقدت مؤتمرا صحفيا واوضحت فيه موقفها بسحب جنودها الى حدود 1956م ورمت باسباب الانهيار الى بعاعيت (مجهولين) يحاولون دق اسفين الموت الرخيص بينها والمسيرية، بينما حزب المؤتمر الوطني الشريك لم يقم بعقد اي مؤتمر صحفي او يصدر بيانا لا هو لا مؤسسة الجيش، مما اثار امتعاض واسعا اوساط المسيرية، وبعض الشرفاء في الوطن الجريح، ولم يدافع عن نفسه امام الراي العام السوداني من بعض الاتهامات التي تري بانه -اي المؤتمر الوطني- هو الذي طبخ ونفخ هذه المصيبة!!

    المخطط واضح ولايحتاج الى عبقري كي يفك شفراته، تيار استئصالي داخل الحركة الشعبية وجد ان الفرصة مناسبة لتصفية حسابات قديمة مع المسيرية، ووجد ان الفرصة الذهبية قد دنت، فرض سياسة الامر الواقع وتطبيق مقررات تقرير خبراء ابيي على الارض بقوة السلاح، واضعا نصب عينيه ان حكومة شمال السودان لن تقف مع المسيرية هذه المرة، لان -اي حكومة شمال السودان- تعتقد ان المسيرية قد انخرط بعضهم في الحركة الشعبية واخرين انخرطوا في حركات دارفور، وبالتالي تم الاعداد مسبقا لهذا الهجوم الكبير المدبر المدروس والمخطط له مسبقا ، و قامت تلك القوات الجنوبية بالتوغل لخمسين كيلومتر في استفزاز واضح لجيش شمال السودان وشعبه عامة والمسيرية خاصة، معتقدين ان المسيرية لقمة سائغة لكل من هب ودب، ليتفأجا الجميع بمقاومة ليس جديدة على المسيرية، فالمسيرية شعب خُلق باسنانه واظافره، الحقارة والاستهبال والاستحمار عُملات غير قابلة للصرف في ديارهم لا من قريب او بعيد، ولايقبلون الدنيئة في قاموسهم وان انطبقت السموات السبع على الارضين السبع.

    المخطط واضح جدا اذن، تغير قواعد اللعبة وضرب اي صيغة تعايش بين المسيرية والملوال والنقوك، واشاعة الفوضى على الطريقة الكينية في حدود التماس، ثم المرحلة الثانية فقدان الامن وانهيار الوضع تماما مما يسمح بدخول قوات دولية لتجريد المسيرية من السلاح وتركهم بلا غطاء، ليكون الانفصال باكرا قبل 2011م، ومن ثم تبدا المرحلة الثالثة طرد النقوك من ديارهم الى اراضي دنيكا ملوال لصالح التنقيب عن النفط، فارض ابوييي ضيقة لا تتسع للطائرات والجنود والفنيين والمهندسين وقوات بلاك ووتر والطباخين والمغنين، خصوصا وان منظمات البيئة الدولية ذات الاجندة السياسية تشترط على شركات النفط المحافظة علي البيئة في جغرافيات تمتد عشرات الكيلومترات حفاظا على القبائل من السرطانات ومستتبعاتها، اذن فليكن المسيرية هم اول الضحايا كما يريد ارباب هذا المخطط.
    من هنا وجب التحذير من هذه الخطط الجهنمية التي يعدها بعض المغامرين والهواة وتجار السلاح، لانه ربما يفتح الباب واسعا في حال انهيار الوضع كليا امام جماعات الاسلامي السياسي المتشددة للدخول في اللعبة وتحويل الصراع الى صراع ايدلوجي ذات طابع ديني وحشر المسيرية في زاوية حادة، هذه نقطة اساسية ينبغي ان يلتفت اليها قادة المسيرية ومثقفيهم بالداخل والخارج، فما حك جلدك غير ظفرك يا مسيرية واليوم ليس كالامس.

    اذن ما الحل؟ الحل هو ان يسحب جيش حكومة جنوب السودان مقاتليه الى حدود 1956م عمليا وليس اعلاميا، الحل هو بضرورة ان يقوم كل من رئيس الجمهورية ونائبه السيد سلفا كير بزيارة الي المنطقة والاجتماع مع الناس هناك ونزع فتيل التوتر، الحل هو ان يدخل المسيرية في مفاوضات مع الحركة الشعبية لتعزيز سبل العيش المشترك وعدم تكرار مثل هذه الحوداث، التي حتما ستؤدي بستين الف داهية لعموم السودان وليس المسيرية فقط، وتعويض المسيرية على كل الخسائر التي لحقت بممتلكاتهم ومواشيهم، الحل هو ان يلعب الاعلام السوداني والاحزاب السياسية والمثقفين... الخ، دورا حقيقا لتمليك المواطن والقاريء حقيقة الاوضاع في المنطقة وخطورة انعكاساته على شعب وارض السودان كله، الحل هو ان ينتشر جيش حكومة الشمال على حدود التماس للدفاع عن اراضيه وشعوب مناطق التماس بدل الركوض في تأمين العاصمة، وترك الامر لمسيرية حزبه، مع ضرورة التأكيد على نقطة اساسية وهي ان المسيرية لو سمح الله وانكسرت شوكتها، فهذا يعني ان شمال السودان كله ووسطه لا ولم ولن ينعم براحة قط ، وسيظل ضهر الشمال والوسط مكشوفا حتى حلفا، في ظل وجود مليشيات جنوبية مدججة بالسلاح والعتاد في قلب العاصمة القومية، فلقد كان شعب المسيرية كما يعرف الجميع شوكة حوت ومسمار في خاصرة التمرد، وكابوس لن تمحوه الايام والسنوات ابدا في دماغ التمرد منذ اكثر من ثلاثة عقود يدافعون عن ارضهم وعرضهم، فعيب وعيب كبير بل وعار ان يقف الجميع الا القليل منهم موقف المتفرج، في حال قبيلة امنة تقف ضد جيش عرمرم، فهل يعي الجميع خطورة انعكاسات الاوضاع هناك على امن وسلامة الخرطوم؟ قبل ان تدخل البلاد في ثقب ابرة؟ ام يواصل في الشخير والزفير والثبات العميق ليصحو ذات صباح على كينيا جديدة في قلب العاصمة الخرطوم؟؟

    بريمة
                  

05-04-2008, 05:12 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: Biraima M Adam)



    بريمة
                  

05-04-2008, 06:25 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيي المدينة (التي) تطاردها لعنة البترول! قمر دلمان الي بريمة ايضا ... وشوية صور (Re: Biraima M Adam)

    الاخ بريمة

    شكرا علي ...صورة الاهل وهم يمرحون و النقارة الحارة اللهم كفيهم شر الحروب

    و للمعلومية ...ان الدينكا و المسيرية يعرفون ان لهم مصلحة في العيش بامان الا ان هناك من المطبلين و حارقي البخور بدون دراية ام اللهيب سيحرق الاخضر واليابس و القريب والبعيد


    فهلا دعوتم الله ان يكفينا شر الموت بالمجان

    ------------------------------------------------

    اخي مثيانق تحية واحتراما
    من هو المستفيد من موت المسيرية والدينكا والنوبة والنوير .....لماذا لايتركونا نعيش بامان و تنمية ذاتية ...برغم منحهم لنا فتات الاثنين في المآئة

    من المستفيد من موت المسيرية و اهلهم من قبائل حزام التما...رة المناصب و المصائب

    ارجوا ان لايكون هذا البوست تحريضي لاننا نؤمن باننا اهل .... والان نرتب بيوتنا ...و سوف نصل ولو طال القهر والسفر

    اشواقي للدكتور ابكر و رمضان حسن
    شحتو
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de