|
اسرار عن دار فور ومروي وكجبار
|
كتب الدكتور خالد المبارك في صحيفة الراي العام الصادرة صباح اليوم اسرار – عن دارفور و مروي و كجبار !
اوشك العمل في سد مروي على الانتهاء. لكننا نواجه اسئلة معادية و تقارير اعلامية مشوهه عنه. و لاتزال الحملة المعارضة لسد كجبار تجد اصواتا مشجعة يرى بعضها (جهلا و جهالة) ان الفكرة لها ابعاد دينية اكتشفها احد اعضاء الكنغريس الامريكي ! فما هو سر هذا التخليط ؟ السدود لم تبدأ في في السودان و هناك المئات منها في بريطانية و الولايات المتحدة و الدول الآسيوية و الافريقية و هي مصدر للطاقة ( النظيفة ) مقارنة بالفحم الحجري , و الطاقة الآمنة نسبيا مقارنة بالمحطات النووية. كان السبب الراجع عندي شخصيا للتهجم على سدودنا هو ان قوى معينة تخشى استقرار السودان و نموه و لا تريد لا تفاقية السلام الشامل ان ترسخ و تواصل الصمود كما لا تريد لكل جهود التنمية ان تثمر. دفعها ذلك الى استغلال ثغرة دارفور و الى استهداف السدود و السعي لشرخ جدار حكومة الوحدة الوطنية. الا ان بعدا اضافية برز و اجاب على عدة تساؤلات ملحة حول دارفور و السدود و معارضتها خارج الحدود. فقد اجتمع في لندن يومي 21 و 22 من هذا الشهر (ابريل) عدد من المصارف الكبرى و ممثلي شركات استثمار و مندوبين عن مجموعة الثماني بدعوة من(مجلس الطاقة العالمي ) لوضع اللمسات العملية لتمويل سد هائل في نهر الكنغو. سوف يتفوق هذا السد على اكبر سدود العالم الحالية ( سد المضايق الثلاثة بالصين ) ليصير اعظم سد في الدنيا. صلة هذا المشروع بسدي مروي و كجبار هو ان الكهرباء سيجري تصديرها عبر دارفور (نعم!) لكي تصل الى دول اوروبا الجنوبية والى العراق و الاردن و اسرائيل. اي ان (سد انجا العظيم) كما سيسمى سيشيد للتصدير في الوقت الذي تعاني فيه افريقيا من انقطاع الكهرباء او انعدامها!! بالمقارنة فان سدود السودان تشيد للتنمية الداخلية اولا و لو ان الفائض عرض للتصدير فأنه سينافس كهرباء انجا الا يقدم لنا ذلك تفسيرا لمحاولات الوقوف في وجه سدود السودان؟ الا نرى ايضا ان مرور خطوط الكهرباء عبر دارفور تفسر الرعاية التي يجدها متمردو دارفور في بعض العواصم الغربية؟ وقد نشرت صحيفة الغارديان تقريرا بقلم جون فيدال (21/4) به خريطة تبين الخطوط المقترحة للتصدير عبر دارفور نجد من زاوية اخرى تفسيرا مقنعا للغز سياسي آخر. فقد نشرت (لجنة الانقاذ الدولية) تقريرا في يناير من هذا العام ذكرت فيه ان عدد الذين قتلوا في نزاع الكنغو بلغ خمسة ملايين و نصف المليون. لكن الاعلام لا يكاد يهتم بذلك. يموت حوالي 45,000 يوميا ولا يتحرك نجوم هوليود و لا تنظم ايام و مسيرات في مدن العالم تضامنا. تنظم حملة ضد سد مروي و مشروع سد كجبار ولا تقود الصحافة حملة ضد سد هائل سيكون اكبر سدود العالم قاطبة! التفسير هو ان سد انجا العظيم تقف خلفه الشركات عابرة القارات و بعض الدول العظمى. ثم ان الاعلام مشغول بالطبع بدارفور (التي تصلح ستارة سمكية تخفي ما يحدث خلفها في الكنغو و العراق و غزة و الضفة الغربية)! لم يتمكن معارضو سد انجا العظيم من الحصول على اذن بالمشاركة في ملتقى لندن الذي اتفق فيه على الاجراءات المالية و الادارية لتشييد السد و كتب احد الناقدين (تيري هاثواي – في موقع منظمة انترناشونال ريفرز) ان شركات المعادن و الاخشاب و الشركات الاجنبية ستكون الرابحة من سد سيشيد لتصدير الكهرباء. و من القضايا الاخرى ذات الصلة ان السكان المتأثرين بسدين سابقين صغيرين هما انجاز رقم 1 و رقم 2 لم ينالوا تعويضاتهم حتى الآن. ترى, هل يعلم المعترضين على السدود بالسودان (الذين لا نشك في وطنيتهم او نياتهم) هذه الخلفية المدهشة؟ و هل سيغيرون مواقفهم, يوما ما؟ و هل يعلم متمردوا دارفور ان الاهتمام بهم لا يحدث حبا في رفاهية و سلامة اهل دارفور؟
|
|
|
|
|
|