كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
عقب ثورة اكتوبر مباشرة بدات شخصية ابراهيم حمد السياسية فى الظهور ..وحتى ذلك الوقت لم يعرف الكثير من ابناء العفاض ان لابراهيم حمد علاقة بالسياسة وانه مقرب لهذا المدى لاكبر زعماء الحزب الوطنى الاتحادى سمعة وحركة ازهرى والهندى وهى علاقة كما قلت بدات بسمعته الحسنة وتوطدت فى المستقبل بين القادة الثلاثة وكان حصيلتها ترشيحه لاول انتخابات ديموقراطية بعد ثورة اكتوبر عام 1966 .. وكان الاتحاديون يعولون على دوائر الشمالية فى مواجهة مرشحى حزب الشعب الديموقراطى وقاعدته من الختمية تحت رعاية السيد على .. وكان الاختيار الاتحادى على ابراهيم حمد ليكون المرشح فى الدائرة 38 مروى الشمالية وكانت تمتد من جلاس الى الغابة . والتى رشح لها ابراهيم حمد .. ودائرة مروى الجنوبية وهى تضم مناطق الشايقية ورشح لها ابراهيم دقق شقيق سليمان دقق الرجل الشهم المعروف .. ولكى لا يحدث التباس لبعض القراء اشرح العلاقة بين حزبى الوطنى الاتحادى وحزب الشعب الديموقراطى قبل الاندماج .. الحزب الوطنى الاتحادى هو الحزب الذى فاز فى اول انتخابات ديموقراطية وشكل اول حكومة بعد الاستقلال وكان يراسه اسماعيل الازهرى وسكرتيره كان مبارك زروق وهو اول وزير لخارجية السودان .. حزب الشعب الديموقراطى هو حزب تتكون قاعدته من ابناء الختمية وهو تحت رعاية السيد على وكان يراسه الشيخ على عبد الرحمن صاحب الكلمة الشهيرة الحل فى الحل وتقلد عدة مناصب سياسية منها وزارة الخارجية ..وابرز قادة هذا الحزب فى الشمال محمد زيادة حمور الذى فاز فى الانتخابات الاولى وتقلد منصب وزير الصناعة .. بعد ثورة اكتوبر اندمج الاتحاديون والختمية فى حزب واحد لمواجهة حزب الامة فى انتخابات عام 1966 وسمى الحزب باسم جديد وهو الاتحادى الديموقراطى ..وداخل هذا الحزب الجديد كان يوجد تنافس خفى كل يحن ومدعوم من قبل جماعته السابقين .. وفى انتخابات عام 1966 ظهر تباين واضح فى من يكون مرشح الدائرة 38 مروى الشمالية .. ففى حين رشح ازهرى والهندى ابراهيم حمد كرجل محبوب وصاحب جماهير فى المنطقة رشح السيد محمد عثمان الميرغنى محمد زيادة حمور ورغم ان زيادة فاز فى الانتخابات الاولى الا ان اهل المنطقة كانوا يعتبرونه متغطرسا وبعيد كل البعد عن هموم ومشاكل منطقتهم الاكثر تخلفا وقتها فى الاقليم الشمالى بل انه اتهم بالتسبب فى مشاكل المنطقة على ما عليها .. واصر كل طرف بموقفه ولم يحسم الامر وكادت ان تؤدى الى فراق الطرفين ..ولكن وبما ان الدائرة مضمونة للحزب او قل مقفولة تركا الاثنين ليتنافسا فيها والاكثر شعبية سوف تجيىء به الجماهير .. اعتقد زيادة ان مجرد انه مرشح السيد ومدعوم منه فان ذلك كفيل بضمان فوزه ..وكانت دعايته ترتكز على هذا الارث من الاعتقاد وهو اعتقاد كان مخطئا فيه بلا شك .. ونسى شخصه وان هذه المنطقة هى رائدة الوعى فى السودان ومنها انطلق نور العلم للسودان كله .. وكان ابراهيم يرتكز على اخطاء خصمه السياسية واستغل نقطة ضعف منافسه فى استغفال الجماهير وما سببه لها رغم انها اعطته اصواتها من قبل واوصلته للبرلمان والوزارة وتجاهلها ولم يات اليها باى خدمات وانما عاد ليترشح فيها مرة اخرى لمجرد انه مدعوم من السيد دون ان يحترم عقول الجماهير التى تدرك كل شىء وتعرف الفارق بين الشخصيتين ...
وكمثال على خطاب زيادة السياسى الذى رفضته معظم جماهير المنطقة قال فى ليلة سياسية فى منطقة بادرنجر وكانت الندوة امام متجر الشيخ على عجيب .. وكنت ممن حضر (يا ناس العفاض والله انا مرسلنى السيد على وقال لى تمشى ناس العفاض كلهم سوف يساندوك ويعطوك صوتهم وانا هنا فى العفاض امامكم والسيد على الان فى الخرطوم بيسمع فى كلامى دا ..) هذا مثال لتغييب العقول الذى مارسه زيادة فى خطابه السياسى .. المؤسف ان هذه الليلة لم تكتمل اذ قذف احد الشباب المتحمس والذى استفزه كلام محمد زيادة قذف المنصة بحجر وفضت الليلة السياسية .. وزادت قناعة اكثر المترددين بان زيادة انما يستفز عقولهم فانحازوا اكثر الى ابراهيم حمد الذى كان يتحدث دوما عن الخدمات والظلم الذى تجده المنطقة فى كافة العهود .. كما قلت ان ابراهيم استغل ابتعاد محمد زيادة عن الالتصاق بالجماهير وقضاياها وان الشباب المتعلم هو من يقود الاتجاه السياسى العام وان الجيل الذى يخاطبه زيادة اصبح لا حول له ولا قوة ..
وعندما جاء زيادة الى الحصاية استقبله ابراهيم حمد فى منزله هو واعضاء حملته الانتخابية .. وحاول بعض الشباب التحرش بهم ولكن ابراهيم غضب ومنعهم واكرمهم وكنت شاهدا على ذلك .. وبعد ذلك وقف محمد زيادة وكان رجلا خطيبا مفوها شكر ابراهيم حمد واهل العفاض وقال اتمنى ان يزورنى ابراهيم حمد فى تنقسى ووالله لو لى ابن لذبحته له .. ولم يكن له ابناء حتى ذلك العهد... اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
ذهب ابراهيم حمد للجمعية التاسيسية الاولى بعد ثورة اكتوبر وكان البرنامج مليىء بالقضايا الحيوية التى من المفترض ان تناقشها الجمعية وفى مقدمتها الدستور الدائم للسودان والجمعية سميت بالتاسيسية لتاسيس دستور ثابت لجمهورية السودان ومن ثم تتحول الى مجلس وطنى بعد اجازته ولكن قبل ان تجيز الجمعية هذا الدستور قام انقلاب مايو يوم 25 مايو عام 1969 على الجمعية الثانية التى قامت عام 1968 الا اننى سوف اتابع نشاط ابراهيم حمد ابان الجمعية الاولى والتى نحن بصددها ومن ثم نعود مرة اخرى لانتخابات الجمعية الثانية عام 1968 والتى فاز فيها ابراهيم ايضا فى نفس الدائرة وكان منافسه هذه المرة السيد الانور الادريسى .. ونعود لنشاط ابراهيم فى الجمعية الاولى ..اذ كان عليه فى المقام الاول التعرف على اكبر عدد من الزعماء السياسينن الممثلين لاحزابهم فى الجمعية وعلى راسهم ممثلو الحزب الاتحادى الديموقراطى .. وابراهيم كعادته يوظف علاقاته الاجتماعية خير توظيف لمساعدة الاخرين وبهذا استطاع ان يخدم هذه المنطقة واهل دائرته بسرعة لم يتوقعها احد بل لايوجد نائب برلمانى واحد استطاع الى ان يخدم دائرته مثلما فعل ابراهيم حمد .... كانت قضايا التعليم والصحة من اهم تلك القضايا اضافة للمياه ومكافحة النمتى وتاهيل وقيام المشاريع الزراعية وربط ضفتى النيل بالبنطونات وهذا هو برنامج ابراهيم الانتخابى واستطاع ان يحققه بنسبة تصل الى 90% استطاع ابراهيم وبنظرة ثاقبة لفائدة اهل الدائرة جميعا تصديق مستشفى فى الدبة ومدرسة ثانوية عليا وكانت المستشفى الوحيدة توجد فى مروى والمدرسة الثانوية ايضا وهى بعيدة والوصول اليها من منطقتنا شاق وصعب وكان معظم المرضى والنساء الحوامل ما يلقين حتفهن انتظارا لوصول الاسعاف الذى قد يصل او لا والذى كان عليه قطع عقبة من الرمال بين منطقتنا والشايقية حيث يوجد مستشفى مروى ومدرستها الثانوية وكانت ضربة معلم لا يزال اهل المنطقة يثنون عليها ويترحمون على فاعلها الذى انقذ حياة الكثيرين ووفر سبل التعليم لطلاب هذه المنطقة التى تقع فى ظل الخدمات الحكومية وكانت نسيا منسيا .. وساعد وجود المدرسة الثانوية والمستشفى فى انعاش سوق مدينة الدبة وتحولت الى مدينة بحق وحقيقة وفى المستقبل تفوقت على مروى وكريمة وتحولت الى مركز تجارى وحكومى بعد ان احتكرت مروى هذا الموقع فترة من الزمان .. وهكذا ولدت مدينة الدبة تضارع من سبقها من المدن فى الشمال ..وفاءا من ابراهيم حمد لاهلها ولاهل المنطقة لوقوفها معه ومساندته للوصول للبرلمان .. وهذا التاريخ الناصع من الاعمال الجليلة سوف يظل ملتصقا بمدينة الدبة يسجله التاريخ لابراهيم بمداد من ذهب بقيادته لهذا التحول الكبير الذى شهدته
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
عندما كان الكثير من النواب مشغولين بامر الخلافات الحزبية داخل الجمعية وهى الخلافات التى كان الترابى لا يفتا من اثارتها باسم الدين كان ابراهيم حمد يوظف علاقاته التى اكتسبها لصالح منطقته كسبا للزمن وابراءا لذمته التى قطعها الى جماهيره وحالة دائرته التى كانت تعانى من مشاكل عديدة .. 2. واستطاع بعلاقته الحميمة بالشريف حسين الهندى الذى كان يتولى منصب وزير المالية الحصول على تصاديق لكثير من المدارس ومعديات الركاب بنطونات لكل من الدبة والعفاض وتنقسى ولعدد من المدارس الابتدائية لكل من ابودوم قشابى ومدرسة اهلية وسطى للعفاض ومدرسة اخرى لمنطقة قنتى وارقى ومناطق مورة وكورى ومنصوركتى وجرا وفتح العديد من المدارس الابتدائية . اضافة لمراكز صحية فى كل من قنتى وجرا والجابرية والكرد ومدارس ابتدائية فى هذه المناطق ايضا .. وانظروا لهذا الجهد الذى تم فى خلال ثلاث سنوات لاغير ا قام به شخص واحد هو ابراهيم حمد ولن يستطيع احد غيره القيام به بالطبع .. واذكر ان الحكومة المنتخبة افردت بندا فى ميزانية الدولة بمساعدة العاطلين عن العمل .. استغله ابراهيم فى توظيف عدد كبير من ابناء الدائرة وشمل التوظيف حتى ممن لا يتفق مع ابراهيم فى الراى السياسى او من كان يقف ضده فى الانتخابات ولم يكن يتعامل مع ابناء دائرته من منظور حزبى بل من منظوره الوطنى والاجتماعى والانسانى فى المقام الاول وهكذا هم الكبار دائما هذه الاعمال الكبيرة والعظيمة التى قام بها ابراهيم حمد للمنطقة ما اهلته للتقدم مرة اخرى فى انتخابات عام 1968 عقب حل الجمعية التاسيسية ابان الديموقراطية الثانية نتيجة اختلاف بين الاحزاب حول حكومة الصادق المهدى وقضية حل الحزب الشيوعى ومقتل السياسى وليم دينق فى الجنوب .. وكان الاجماع حول ابراهيم قد شمل كافة انحاء الدائرة والثقة فيه تعاظمت نتيجة ما قدمه من جهد ملموس للعامة .. الا ان البعض اوحى للسيد الانور الادريسى بالترشح امام ابراهيم حمد ..والانور من اعيان المنطقة وله اتباع كثيرون وهو ابن عم للسيد على اختلفت اسرته مع اسرة الميرغنى منذ فترة طويلة وكان اتباعه الاساسيون فى منطقة دنقلا القديمة اى منطقتنا الممتدة من جلاس الى مدينة دنقلا العرضى الحالية واغلب مريديه فى منطقتى تنقسى والغابة اضافة للعفاض والدبة وجرا وقنتى ومنصور كتى .. وترشح الانور هذه المرة كمنافس قوى للسيد ابراهيم حمد ..ورغم ان الولاء الطائفى عادة ما يتغلب على الولاء السياسى الا ان هذه الدائرة للمرة الثانية اثبتت ان المواطن السودانى ابن هذه المنطقة بالذات ذكى يدرك مصالحه جيدا ويفكر بعقله قبل عاطفته .. وكان محمد زيادة هو المنافس الثالث ومعهم مرشح من حزب الامة من منطقة الغابة .. وكانت انتخابات شرسة المنافسة للهالة الطائفية الكبيرة التى يتمتع بها السيد الانور فى المنطقة ولعب تجار الدبة وهم محى الدين مكى ودوشى واولاد بشاى وعلى شادول وعيسى طه واولاد مكى دورهم الرائد فى توجيه الاصوات نحو ابراهيم حمد وبادلت مدينة الدبة ابراهيم حمد وفاءا بوفاء واستطاع اكتساح الانور بكل سهولة الذى توزعت اصواته مع محمد زيادة حمور ابن منطقته والذى لعب دورا سلبيا بالنسبة للانور استطاع به ابراهيم حمد اكتساح الدائرة بكل سهولة ... وذهب ابراهيم للجمعية الثانية وتم اختياره مراقبا لها ..ومهمة المراقب هى تنظيم علاقات اعضاء المجلس مع الرئاسة والحكومة وربط علاقة قوية بين اعضاء الجمعية والحكومة ومجلس السيادة وقام بهذا الدور خير قيام وهو دور يتفق وشخصيته الهادئة وصبره الطويل الذى عرف به .. وواصل تقديم خدماته لابناء الدائرة ولم ينقطع عن الالتقاء بابناء المنطقة الى ان قام انقلاب مايو المشئوم يوم 25 مايو 1969 .. وهنا دخات البلاد فى نفق عسكرى جديد مظلم لم ينجلى الا بانتفاضة شعبية عارمة احرقت النظام المايوى للابد واقتلعته من الجذور فى سته ابريل 1985 وكان لابراهيم دوره الوطنى الواضح فيها ببصمته التى خلدها له التاريخ عندما وقع انابة عن الحزب الاتحادى فى ميثاق اسقاط النظام الذى تم توقيعه بين الاحزاب والنقابات التى قادت الانتفاضة بهدف اسقاط النظام المايوى غير ماسوف عليهاواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
وكان اول ما بدات به وكنت اتوق اليه بعد وصولى السودان .. ان التقى ابراهيم حمد لتقديم التهنئة له بعد ان سجل له التاريخ السودانى موقفا جليلا فى هذه الانتفاضة ..وكم كنت فخورا به لانه ابن منطقتى ومثال لرجالها العظماء و علينا الاقتداء والفخر بهم دوما .. وبعد جهد جهيد التقيت به وهو خارج من اجتماع بجنينة السيد على حيث كانت تعقد اجتماعات الحزب الاتحادى ومكتبه السياسى .. وبعد السلام والتحيات سالنى عن مصر والاحوال وقال لى الحمد لله الجيت انا محتاج لك فى هذه الظروف وجيت فى الوقت المناسب ..ووودعته على ان نلتقى لنتفاكر فى كثير من امور وطننا الصغير العفاض .. كانت فترة الديموقراطية الثالثة مليئة بالنشاط السياسى والحراك اليومى وكان ابراهيم هو ممثل الحزب فى كافة الاجتماعات مع القوى السياسية الاخرى .. كان يواصل ليله بنهاره متنقلا من اجتماع لاخر وكان كثيرا ما تاتينى هواجس وخوف من نتيجة هذا الارهاق عليه وهو فى هذا العمر .. وكنت دائما ما احدثه عن هذا واطالبه بالهروب للبلد لاخذ قليل من الراحة وكان يرد على مبتسما هو تانى فى راحة ؟ كانت اجتماعات التجمع والحزب والبنك والمكتب السياسى واجتماعه مع القوى السياسية الاخرى والتى تمتد الى ما بعد منتصف الليل وبشكل يومى هو برنامجه اليومى الذى قدره له الله بعد تحمل مسؤولية الحزب كاملة خاصة بعد ابتعاد مجموعة كبيرة من قيادات الحزب المؤثرة نتيجة خلاف بينها والسيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب وهذه المجموعة المهمة كانت تضم على محمود حسنين والحاج مضوى محمد احمد واخرين لا استطيع ذكرهم ذهبوا واعادوا للحزب الوطنى الاتحادى اسمه وعملوا تحت رايته لعب ابراهيم دوره السياسى الكبير فى تاريخه السياسى بعد الانتفاضة و قبل وبعد الانتخابات التى جرت فى عهد الديموقراطية الثالثة وتحمل المسؤولية كاملة وكان المفاوض الاول باسم الحزب .. وفى اثتاء الفترة الانتقالية عمل ابراهيم على ترتيب الاوضاع حسب المرحلة الجديدة .. وقبل ان احكى قصة لقاءنا الشهير انا والمرحوم جعفر عثمان على به ..احكى بقليل من التفصيل حال رابطة ابناء العفاض فى اواخر عهد نظام مايو ..حيث دب الخلاف بين الاهل من اعضاء لجنة الرابطة وبين بعض الاعضاء وتعطل العمل لتباين رؤيتين حول مسار الرابطة مجموعة تقليدية واخرى اكثر حماسة عطل عمل الرابطة لاكثر من اربعة سنوات دون ان يحل الخلاف ..وحينها كنت فى مصر اسمع عن الاحداث واخبار الرابطة من القادمين والزوار وكنا نحن فى مصر اكثر تماسكا وعملا منظما فى رابطتنا الصغيرة لابناء العفاض نقدم خدماتنا لمن يزور مصر مستشفيا او كان فى عرسه وشهر العسل او التجار من ابناء المنطقة عموما .. وبعد عودتى للسودان ولقائى ابراهيم حمد للسلام والتحية قال لى اريدك فى امر هام والحمدلله انك جئت فى الوقت المناسب ولم يكن يدور بخلدى ان ابراهيم حمد يريد ان يكلفنى بامر هذه الرابطة وقيامها من جديد باسس ورؤى واضحة تسير عليها حتى اليوم. وبعد ايام من عودتى جاءنى المرحوم جعفر عثمان على فى السوق العربى فى متجرنا حاملا رسالة من السيد ابراهيم حمد لنلتقى واياه يوم الجمعة فى امبدة بمنزل شقيقه احمد زرقان لامر هام .. وفعلا لبيت والاخ جعفر الدعوة فى الزمان والمكان المناسبين وكان رابعنا هو السيد احمد زرقان الذى كان يستمع ويعلق بروحه المرحة فى بعض الاحيان على ما دار ويدور فى هذا الاجتماع .. بدا الاجتماع حوالى الساعة الحادية عشر وانتهى الساعة الرابعة ونصف مساء .. رحب ابراهيم بنا وبدا حدييثه معنا عن سبب دعوته لنا ولماذا اختارنا نحن الاثنين بالذات ..فقال تعلمون ان العهد ديموقراطى وان الحقوق اصبحت تؤخذ لمن يطالب بها وتعلمان باننى مكلف فى الحزب بعمل كبير واريد منكما مساعدتى .. وقلنا نحن الاثنين بصوت واحد مرحب وسوف نساعدك ونقف معك فى اى عمل تطلبه منا .. فقال حسنا اريد منكما تولى امر رابطة العفاض بالعاصمة وفجاة كان ردنا بس من دى اعفينا وكنا حينها الاثنين نسمع ونرى عن تلك الخلافات التى تختلف وطبائعنا نحن الاثنين ورفضنا رفضا تاما هذه الفكرة منه .. الا انه وبروحه السمحة وصبره الطويل قال لنا انا اخترتكما لانكا بعيدين عن هذا الخلاف الذى حصل .. ولان سمعتكما سيقتكما والكل اشاد ويشيد بكما وانتم المتعلمين فاذا لم الجا اليكما فالى من الجا وانتما لا تريدان مساعدتى... اثر هذا الكلام العاطفى فينا الاثنين .. رد عليه المرحوم جعفر رحمه الله يمكننا مساعدتك فى هذا الامر بشرط اذا توليت انت بنفسك الاشراف المباشر وان تدعو انت لجمعية عمومية وان تبتعد كل عناصر الخلاف عن الترشح للجنة جديدة .. فقال ابراهيم انا معكم ومن الان حددوااى اسماء من ابناء العفاض ممن ترون الانسجام معكم وانا سوف اساعدكم فى اقناعهم ليكونوا ضمن لجنتكم المرتقبة .. وانتقل بنا الحديث الى من يكونون ضمن لجنتنا الجديدة وكيفية اختيارهم وكيفية وابعاد الذين تسببوا فى الخلاف الذى طال لكى لا تنتقل عدوى هذا الخلاف للجنة الجديدة واتفقنا بعد حديث طويل على مجموعة من الاشخاص ليكونوا ضمن لجنتنا التى من المتوقع عليها استلام الرابطة الجديدة .. وكان لى اقتراح فى هذا الاجتماع بان تكون مدتنا فى الرابطة سنة واحدة فقط وببرنامج واضح ننفذه ومن ثم نجرى انتخابات لتسليم لجنة جديدة .. فقال ابراهيم وماهو هذا البرنامج فقمت بتلخيصة فى نقاط اساسية هى .. اعادة تقويم الرابطة وفتح دار ثابت لها بالايجار وحصر العضوية وتنظيم الشؤون المالية فبها بوضوح وشفافية .. والنقطة الثانية متابعة امر المشروع الزراعى والثالثة كانت التقدم للجهات المختصة بالتصديق باعطاء رابطة ابناء العفاض ميدان الحارة 11 امبدة لقيام الدار هناك . والنقطة الاخيرة قيام جمعية عمومية بعد عام لانتخاب لجنة جديدة وباسس نضعها تحافظ على كيان الرابطة لتتواصل وتقدم خدماتها .. ووافق ابراهيم حمد على البرنامج واضاف ان موضوع ارض الحارة 11 سوف يبحثه مع وزير الاسكان الجديد وتم تكليف الاخ جعفر بمتابعة امر المشروع الزراعى وهو اصلا مهتم مع الاخ عبدون خضر به منذ ان كان فكرة بغيرتهما على البلد واهمية هذا المشروع لمستقبل المنطقة وكانا متواصلين مع ادارة مؤسسة الشمالية الزراعية .. وانفض اجتماعنا بعد ان التزم ابراهيم حمد بالزام اللجنة السابقة بعقد الجمعية العمومية ودعوة كل اهل العفاض بالعاصمة لحضورها من منطلق انه الرئيس الفخرى لهذه الرابطة .. كما عهدناه كان عند كلمته وبعد اسبوع واحد من هذا اللقاء اتصل بى تلفونيا واخبرنى بانه عقد اجتماعا مع طرفى اللجنة المتناحرين وقتها واقنعهما بضرورة دعوة الجمعية العمومية للانعقاد لنبدا عهدا جديدا فى حياة رابطة ابناء العفاض التى تجمدت طويلا نتيجة لهذا الخلاف الذى ذكرته .. واخذ من الطرفين عهدا بعدم الترشح مرة اخرى لافساح المجال لوجوه جديدة بعيدة عن ما حصل ويحصل .. وذهب بنفسه وحدد يوم انعقاد الجمعية مع ادارة نادى الخريجين بامدرمان وكان على ان انشر هذا الموعد اعلاميا وعملت على نشر هذا الخبر فى كافة الصحف السياسية والحزبية مع الاذاعة والتلفزيون قبل فترة كافية .. وفى اليوم المحدد كان الحضور هائلا وشىء لا يوصف ..حضر معظم ابناء العفاض بالعاصمة هذا الاجتماع الكبير وحضر وفد من العفاض واخر من الجزيرة .. واخذ ابراهيم حمد مكانه فى الصف الامامى ليدير بنفسه وبتوجيهاته عملية التسليم والتسلم ومن ثم الترشيح وفرز النتيجة على حسب ما اتفقنا عليه فى اجتماعنا المغلق الذى اشرت اليه سابقا ... واسفرت تلك النتيجة بان فازت قائمتنا والتى كنت اتراسها ومعى الاخ جعفر عثمان على .. وكانت لتوجيهات ابراهيم حمد نحونا ما ساعدنا على الفوز بسهولة على قائمة اخرى كانت تضم رجالا خدموا المنطقة وعلى دراية علمية وخبرات لا يستهان بها ولهم ماضيهم الذى لابد لنا من احترامه والاشادة به ..
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
ولفائدة القارىء انقل لكم ما كتبته عن رابطة ابناء العفاض وتاريخها من بوست عن الراحل ابراهيم زكريا احد المؤسسين فى موقع سودانييز ااون لاين .. عن رابطة ابناء العفاض هناك محطات مهمة فى تاريخ حياة المناضل ابراهيم زكريا خاصة فى فترة ما قبل الاستقلال .. حيث قام وبهض الاهل من ابناء العفاض بالخرطوم وامدرمان وبحرى بتكوين اول رابطة اقليمية تقوم بالعاصمة لابتاء منطقة العفاض لخدمة المنطثقة .. وهى رابطة خدمية لابناء المنطقة فى العاصمة فى المقام الاول ومن ثم خدمة المنطقة المظلومة من الخدمات فى اقصى شمال السودان .. ونبعت الفكرة من ابراهيم زكريا الذى جاء للعاصمة من عطبرة عام 1946 متحمسا للقيام بهذا الدور وسرعان ما صار للدار روادها من ابناء المناطق الاخرى المجاورة للعفاض بالعاصمة وكانوا يتجمعون فيها لمناقشة قضايا مناطقهم حيث كانت دار ابناء العفاض بالعاصمة هى دارهم التى يلتقون فيها .. وعلى راس هؤلاء معاوية سورج الذى كان لا يفارق ابراهيم زكريا وجمع ابناء منطقة الاراك بدار ابناء العفاض .. ايضا تجمع ابناء منطقة امبكول وقنتى وجلاس فى دار ابناء العفاض بالخرطوم اتنين التى كانت تجمعهم جميعا .. وكانت السلطات الامنية تعتقد ان مقر ابناء العفاض تحول الى مركز للحزب الشيوعى لوجود ابراهيم زكريا وصديقه معاوية دوما بالدار التى تحولت مجمع واسع لابناء مناطق متجاورة بالاقليم الشمالى يجمعهم هم واحد هو منطقتهم المتخلفة عن خدمات الدولة .. وبعد الاستقلال وفى العهد الوطنى والى حكم الرئيس عبود ظلت رابطة ابناء العفاض تقوم بدورها كاملا وبعد انقلاب مايو زاد نشاط الرابطة وكانت مثارا للاهتمام وادى الانقسام فى الحزب الشيوعى الى النظر برؤية سياسية لهذه الرابطة فتم حلها من قبل الرئيس السابق نميرى وصودرت ممتلكاتها وقفلت الدار وتم تاميم كل ما بها واتهم نميرى الشيوعيين صراحة بانهم من عمل هذه الروابط وكان يعنى ابراهيم زكريا شخصيا .. لذا عندما استلم هاشم العطا السلطة كان امر الروابط الاقليمة واعادتها ضمن بيانه الاول فاعاد الروابط لتعمل من جديد ولكن بعد ان رجع نميرى رفض ارجاع الروابط من جديد الا بعد المصالحة بعد انقلاب 1976 الذى قادته الجبهة الوطنية وفشل واعاد كل الروابط واعطاها دورا ومقرات بالعاصمة ما عدا رابطة ابناء العفاض حتى اليوم وهى محرومة من هذا الحق رغم انها اول رابطة تاسست بالعاصمة القومية وكان الموحية لكل الروابط التى قامت بعدها اهم الاعمال التى قامت بها رابطة ابناء العفاض بالعاصمة فى ذلك الوقت هو فتح شفخانة بالمنطقة اضافة لاعادة بناء المدرسة الابتدائية الوحيدة حينها .. وكان لابراهيم زكريا ريادته وتحركه النشط فى هذا المجال وظل ارتباطه بالمنطقة متواصلا رغم ابتعاده خارج الوطن .. واذكر ان ابنه الوحيد خليل الذى رحل عن دنيانا هو الاخر قال لى عند عودته مع جثمان والده للسودان ان والده اوصاه بالذهاب الى البلد وتفقد الاهل والمشاركة فى اى عمل يهم منطقة العفاض .. ووعدنى بتنفيذ وصيته ولم تمهله الاقدار لينفذ وصية والده فكان الاسرع للحاق به .. لقد قدم ابراهيم زكريا السمعة السودانية التى نفتخر بها والشخصية السودانية القادرة على ادارة اكبر مجتمعات المجتمع المدنى العالمية ..وكانت داره عامرة بالسودانيين والعرب وابناء افريقيا وشعوب العالم الثالث التى كانت تتوافد على براغ ابان الحرب الباردة .. وكانت دار ابراهيم زكريا هى دارهم وابراهيم هو والدهم وفاطمة نعيم هى امهم وخليل هو ابنهم ولميس هى اختهم هكذا قال لى لى احد الاخوان فى ابوظبى يعمل طبيبا وكان يدرس فى براغ .. اننى اناشد اصدقاء ومعارف ابراهيم زكريا بالاحتفال بذكراه كل عام فى منطقته والالتفاء باهله واسرته لانه رمز سودانى قليل المثال .. واتمنى ان يحمل الاخ من الله هذه الفكرة ويقدمها لمؤتمر الحزب الشيوعى السودانى المقبل واشكره على ذلك .. ان الامم العظيمة هى من لاتنسى عظماءها على مدى التاريخ وابراهيم كان عظيما فى اخلاقه ومعاملاته وقدراته ومثل دولته خير تمثيل .. من بوست سابق كتبته فى سودانييز اوون لاين عن الراحل ابراهيم زكريا اقرا الرابط وانقر هنا
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
وهكذا انتقلنا بسلام من حال الى حال جديد وعقدنا اول اجتماع لنا لتشكيل مجلس جديد وتحديد رؤيتنا وبرنامجنا بوضوح لمدة عام واحد فقط .. وكان امامنا عمل شاق وكبير خاصة فى الجانب التنظيمى والذى الينا ان نؤسسه بروح اهلية وعلمية فى نفس الوقت على ان نشرك فيه اكبر عدد من الشباب ليكونوا قادة للعمل فى المستقبل .. شكلنا مجلسنا فى اجتماعنا الاول وتسلمت رئاسة اللجنة بعد اعتذار الاخ جعفر الذى تولى منصب نائب الرئيس ومن منصبه اوكلت اليه مهمة متابعة امر المشروع الزراعى مع مؤسسة الشمالية الزراعية مع فريق عمل من المتخصصين فى المجال الزراعى .. وتوليت مهمة امر تنظيم الرابطة وتاسيسها من جديد بروح مختلفة اضافة لامر الدار ومتابعة شان قطعة الارض التى من المفترض ان تصدق لنا بالطرق الرسمية من الحكومة .. كان طموحنا كبير والزمن قصير واليد مغلولة لم نتسلم اى مالية من اللجنة التى سبقتنا وكنا نعمل بمواردنا الذاتية فقط تسيير العمل فى كافة مناشطه المتعددة .. كانت بداية خطواتنا هى حصر العضوية وزيارة معظم اعضاء الرابطة فى منازلهم وشرح وضع الرابطة الجديد ومحاولة ازالة كل ما علق فى النفوس بين البعض وركزنا على مدينة امبدة لانها معقل الخلاف الذى كان .. ونجحنا فى هذه المهمة واستطعنا تنفيذ هذا الهدف بسهولة ويسر .. ثم انتقلنا للمرحلة الثانية وهو تاجير دار لهم فى مدينة امبدة لتكون مقرا لابناء العفاض الى ان يفتح الله علينا بقطعة ارض حكومية لنشيد دارنا التى حوربت من الحكومات المتعاقبة .. وفى اجتماع مصغر بينى وابراهيم حمد والاخ جعفر قررنا فتح الدار باسرع ما يمكن لتكون لنا شرعيتنا ومكاننا المعروف لننطلق فى العمل بجد وتنفيذ برنامجنا الذى نتوق لتنفيذه لانه المخرج الوحيد لابناء العفاض فى وحدتهم المهددة بفعل تصرفات البعض دون احساس به .. وذهبنا ثلاثتنا الى الاخ عابدين ميرغنى فى منزله وشرحنا له رغبتنا تلك واننا بصدد تاجير دار فى موقع قريب من ميدان الحارة 11 ..ان كان يعرف منزلا خاليا لتاجيره ..فدلنا الى منزل يملكه الاخ بابكر محمد على به متجر وغرفة واحدة ومسور بسور عالى يصلح ليكون دارا مؤقتة .. وخرجنا من عنده فاذا بنا نجد بابكر فى اتجاهنا امام المنزل فقال له ابراهيم حمد الله يرحمهما معا انت ود حلال نحن الان كنا ذاهبين الى منزلك والحمد لله انت الان امامنا نريد ان تعطينا منزلك هذا الخالى ليكون مقرا لنا لابناء العفاض ..وبروحه ونفسه السمحة وافق على الفور وقال لابراهيم حمد الان سوف اسلمكم المفتاح .. ورد عليه ابراهيم اشكرك وهذه هى وطنيتك التى نعهدها ولكن لابد لنا من تحديد قيمة ايجارية لنعرف من الان لندفعها لك فقال عشرون الف جنيه وكان فى جيبى مبلغ عشرة الف فدفعتها له على الفور كعربون لدارنا وانا لا اصدق سرعة و وجود لمكان يؤوينا بعد تشتت وخلاف طال امده كان قاسيا علينا جميعا ..وكانت فرحتنا غامرة وتيقنا باننا نسير بخطوات قوية ومنظمة
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
.. اصبحت الحياة السياسية فى السودان فى عهده الديموقراطى متسارعة جدا.... العمل كبير .... والمتابعة شاقة ....لكل من يعمل فى العمل العام ووجد ابراهيم نفسه كاحد المسؤولين الرئيسيين فى الحزب نفسه فى هذه الدوامة الطويلة والتى لا نهاية لها يجتمع مع الاحزاب ومع لجنة الائتلاف ومع اهل حزبه الموالين والمنشقين الى طرق عددا ومع لجنة البنك واهل المناقل ووفود فرع الحزب المختلفة التى كانت تجيىء للخرطوم وتريد ان تلتقيه هو فقط ..وهكذا وجد نفسه فى ساحة عمل كبير اكبر من جسمه المنهك بفضل الاعمال الجليلة التى قدمها وهو فى هذه السن من العمر .. ورغم ذلك اتاح لنا وقتا مناسبا لنلتقيه يوميا للتفاكر فى شان تسيير العمل بالرابطة ومتابعة شان الاهل فى العفاض والمنطقة عموما .. وحدد لنا انا والاخ جعفر مدة نصف ساعة يوميا فى مكتبه بالبنك الاسلامى السودانى بالخرطوم للتفاكر فيما ذكرت ..وكان الزمن المحدد هو الساعة العاشرة ونصف صباحا كل يوم .. وكنت ات للبنك كل يوم وانا قريب منه من السوق العربى والاخ جعفر كان يعمل فى نفس المكان الذى نجتمع فيه .. وفى هذه الاجمتاعات كنا نقدم له تنويرا بتحركنا وما نقوم به يوميا من اجل الرابطة وكل الخطوات وكان على علم بكل صغيرة وكبيرة نقوم وبعد ان راى الطريقة والاسلوب الذى نتبعه وشيئا فشيئا اصبح يكلفنا بمهام اخرى فى مجال عمله الواسع والكبير
.. كان ابراهيم كعادته يخفف علينا عبء العمل وتفاعلاته عندما يصل بنا الامر الى طرق مسدودة .. وكان اندفاعنا نحو العمل انما يتم لاننا كنا نجد فيه الظهر القوى الذى نستند عليه فى مواجهة كافة المصاعب ..واذكر اننى وصلت الى طريق مسدود مع الاخوة الذين سبقونا فى ادارة عمل الرابطة الذين اخذتهم ربما الغيرة وحاولوا وضع عقبات فى طريقنا ورفضوا تسليمنا ختم الرابطة الذى كان بحوزة السكرتير السابق .. وباءت جهودى معه فى ان يعطينا الختم لنمرر اعمالنا الرسمية خاصة فى الخطابات التى كنا نكتبها للجهات الرسمية فى مواضبع تخص المنطقة واهمها قضية المشروع الزراعى .. هذا اضافة للمبلغ المالى المتبقى وكان بحوتهم ولم يسلموه وكان مبلغا بسيطا حوالى احدى عشر الف جنيه فقط .. دفعتها لتفادى الخلافات الا انهم اصروا الا يعطونا الختم .. وذهبت اليه فى البنك فى يوم من الايام فى نفس المواعيد التى كنا نلتقى فيها وقدمت له استقالتى واوضحت له اننى لا يمكن ان اعمل وسط هذا الفهم من الاخرين وبدون ختم كيف لى ان اسير العمل .. وكنا وقتها بصدد كتابة خطاب لرئيس الوزراء الصادق المهدى الذى كان ينوى زيارة روما للالتقاء بادارة منظمة ايفاد التى تنوى تمويل تنفيذ مشروع العفاض الزراعى.. فاجلسنى ولم يتحدث لمدة خمسة دقائق لعله كان يريد ان يخفف من ثورتى وغضبى فى تلك اللحظة .. وبعد ان احضر لى كوبا من الليمون البارد من خدمة البنك الراقية ..قال لى ديل ما اهلك فيهم القارىء وفيهم المتعلم وغير ومنهم الذى سافر الى الخارج وغير ولازم تعرف ان الناس مستويات وتتعامل مع كل واحد فيهم على حسب فهمه ومستواه التعليمى والمعرفى .. كان هذا هو الدرس الاول الذى تعلمته منه فى هذا الموقف والتزم به حتى الان ولا زلت اعمل بهذه الحكمة .. وقال لى الشخص الذى رفض ان يعطيكم الختم انا اعرف ظروفه وسوف اذهب اليه اليوم المساء وبكرة تعال سوف تجده عندى ..وهذا ما حصل واستطاع الاخ جعفر كتابة خطاب رصين موجه لرئيس الوزراء ولكننا لم نستطع ان نلحق به لضيق الزمن بسبب تعنت صاحبنا واحتفاظه بالختم وهو ما دعانى للالتقاء بعد ذلك بالدكتور عمر نورالدائم وزير الزراعة فى ذلك الوقت بعد عودة رئيس الوراء من ايطاليا وهى القصة التى حكيتها يوم وفاة الدكتور عمر نور الدائم رحمه الله فى موقع سودانيز اوون لاين .. وسوف اعبدها لمن لم يقرا ما كتبته فى هذا الشان ..
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
التقيت فى صجيفة الوطن التى كنت اتعاون معها بالصدفة باحد الاخوان وزملاء العمل ممن له علاقة خاصة بالدكتور عمر نور الدائم الذى كان يشغل وقتها منصب وزير الزراعة .. وكان موضوع مشروع العفاض الزراعى هو شاغلنا نبحث عن كل ما يوصلنا للاطمئنان لعملية تنفيذه وهو احد اهم بنود برنامجنا كما ذكرت .. تحدثت مع هذا الزميل فى اننى اريد ان التقى بالدكتور عمر نور الدائم فى شان زراعى يخص منطقتنا فى شمال السودان .. وفعلا لم يقصر فى تحديد موعد كان غريبا على اذ كان الوقت هو الساعة السادسة ونصف صباحا يوم السبت بمنزله فى الهاشماب بامدرمان حيث كان يستاجر منزله هناك واخبرنى بانه على ان اكون فى نفس الوقت والزمان المحددين .. وفعلا ركبت تاكسى من منزلنا بالصحافة حوالى الساعة الخامسة ونصف صباحا ووصلت قبل المواعيد باكثر من نصف ساعة .. ووجدت فناء منزل عمر نور الدائم مليىء بالناس واغلبهم من منطقة النيل الابيض وكلهم يحملون عرائض واوراق وفايلات .. والشاى واللقيمات مدور عليهم ..شىء لا يوصف عدد هائل من الناس ووجدت نفسى وسط هذه الجموع وانا الوحيد الذى يلبس بانطلون وسطهم فتقدم الى شاب رانى بوضوح لاننى مميز وسطهم وقال لى انت مندوب مشروع العفاض الزراعى ؟ فقلت له نعم فقال لى اعطنى عريضتك .. قلت له ما هى بعريضة ولكن سرد لتطورات صاحبت تاخير قيام هذا المشروع واعطيته الاوراق وغاب عنى حوالى ربع ساعة فاذا باحد المنادين ينادى على بان احضر الى داخل الصالون لمقابلة الوزير .. هب واقفا وسلم بحرارة كانه يعرفنى وقال لى هل انت قريب ابراهيم حمد فقلت له نعم وانا رئيس الرابطة وهو الرئيس الفخرى لها فرد قائلا ابراهيم نعم الرجل .. ولم يكمل وبعد ان اطلع على الاوراق قال لى معاك عربية فاستحيت ان اقول له لا فقلت نعم ..فقال لى انا الان ماشى الوزارة وبعريتك وراى لمن نصل للخرطوم وهناك فى مكتبى داير ك تشوف الحقائق بوضوح .. وفعلا ودعته وانتظرت حارج المنزل بعد ان ذهبت بسرعة واستاجرت تاكسى واعطيته فلوسه مقدما لكى ينتظر عربية السيد الوزير ليتبعها .. وخرج الوزير وانا وراءه بالتاكسى الى ان وصلنا الى وزارة الزراعة بالخرطوم وكانت الساعة حينها حوالى السابعة ونصف واغلب العاملين لم يحضر .. فنادى الوزير على احد الموظفين طلب منه فائل مشروع العفاض الزراعى وفى هذه الاثناء كان يتحدث معى عن برنامجه اليومى الذى يبدا الساعة الخامسة صباحا وينتهى بعد منتصف الليل حيث يبدا يومه بمقابله اهل دائرته فى المنزل بالصباح الباكر وعند السابعة يذهب للوزارة وفى الساعة العاشرة يذهب للجمعية ومن الجمعية لدار حزب الامة وكان يشغل منصب الامين العام ومن دار الحزب الى الاجتماعات الحزبية الاخرى وكان يحكى لى بانه تعود على هذا البرنامج المرهق بشكل يومى .. وبعد ان احضر الموظف الفايل استخرج منه صورة اتفاق باللغة الانجليزية بين حكومة السودان ومنظمة ايفاد لتنفيذ عدة مشاريع بالسودان ومنها مشاريع مؤسسة الشمالية الزراعية وبالتحديد مشروع العفاض الزراعى ووقع عن حكومة السودان الصادق المهدى رئيس الحكومة فى ذلك الوقت .. وقال لى معلقا شفت بعينك تانى ما عندكم اى خوف ان شاءالله الجوانب المالية تستكمل وبعدها يتم التنفيذ فخرجت من عنده بعد ان شكرته وانا اكثر اطمئنانا على قيام مشروعنا الزراعى طالما كان هناك نظاما ديموقراطيا من خلاله نستطيع مقابلة كافة المسؤولين اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
لن انسى ذلك اليوم الذى كان يوم الحزن فى حياتى ..كان يوما حافلا بالعمل وكنا نستعد فيه الى لقاء مهم مع السيد وزير الاسكان محمد طاهر جيلانى وهو موعد تغيرلاكثر من مرة .. كنت اعتقد انه يوم احتفالنا الاكبر بتصديق الوزير لنا بقطعة الارض التى حددناها فى الحارة الحادية عشر بامبدة .. وفى اجتماعنا الصباحى بالبنك تجدد الموعد مساء عند الساعة السابعة بمقر الوزارة بالخرطوم ..وكنت احمل معى كافة الاوراق التى تدل على تاريخ الرابطة وما تعرضت له من مصادرات فى العهد المايوى والظلم الذى وقع عليها وتصنيفها سياسيا ومن ثم معاقيتها بعدم اعطائها قطعة ارض رغم انها اول رابطة تاسست بالعاصمة من ابناء شمال السودان وتقرر فى هذا الاجتماع ان نلتقى بدار الحزب الاتحادى الديموقراطى بالخرطوم اثنين فندق الزهرة سابقا لكى ننطلق من هناك لمكتب الوزير .. بعد ان انتهى عملى بالسوق العربى عرجت على الجريدة وقضيت وقتى المتبقى قبل الساعة السابعة موعد اللقاء .. وفى الساعة السادسة ونصف كنت على باب مقر الحزب الاتحادى ووجدت السيد ابراهيم حمد فى اجتماع مع وفد حزبى من الاقاليم ..ووجدت وفدا اخر منتظرا انتهاء الذى بالداخل .. وتيقنت ان لقاءنا اليوم مع الوزير هو الاخر سوف يتاجل.. ولمحنى اثناء اجتماعه باننى بالخارج وفعلا خرج وطلب منى الانتظار قليلا وجلست حوالى الساعة وبعد انتهاء الاجتماع خرج وباستحياء معتذرا وقال لى الساعة الان ثمانية وتاخرنا على الوزير وانا اتصلت به واوضحت له اعتذارنا لان الوفود التى بالدار لا يمكننى ان ارفض مقابلتها وهى وفود اقليمية جاءت وتكبدت عناء السفر وان شاء الله نحدد مواعيد اخرى .. وخرجت من دار الحزب متجها الى المنزل وكانت هذه الكلمات التى قالها لى هى اخر ما اسمعه منه .. ويبدو ان هذا الاجتماع تاخر كثيرا الى ما بعد التاسعة فخرج من اجتماعه مباشرة الى امبدة وحين وصل كانت الساعة العاشرة ونصف ..وهو مرهق دخل الحمام وخرج وجلس على كرسى بالقرب من اخيه احمد وهنا انتقلت روحه الطاهرة الى بارئها .. يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى .. صدق الله العظيم
فى الصباح الباكر فى اليوم التالى ذهبت للسوق العربى وكنت عادة ما اذهب فى السادسة صباحا .. عندما جاءنى شقيقى معتصم حوالى الساعة السابعة واخبرنى بانه سمع فى نشرة الساعة السادسة ونصف خبر وفاة ابراهيم حمد وسالنى الم تكن معه بالامس ؟ فوقع الخبر على كالصاعقة ولمدة من الزمن لم استوعب تلك الحال التى جعلتنى فى ذهول وانا متسمر فى مكانى جاء الاخ جعفر عثمان على للعزاء وذهبنا سويا وفى الحال الى المناقل ..وكان الجثمان سبقنا وحاولنا المستحيل الوصول فى وقت مبكر الا ان وعورة الطريق ونوعية البص الذى وجدناه لم يمكننا من حضور موكب التشييع الى المثوى الاخير والدائم .. فى الطريق الى المناقل كان جغفر ينظر لى وانا انظر اليه ولا نتحدث مع بعضنا البعض وكانت حالتنا كانما طفلان تيتما بوفاة والدهما الذى لا يعرفان غيره .. وعند وصولنا الى المناقل قال لى جعفر نحن الان كدنا ان نكمل السنة فى الرابطة وتبقت لنا ثلاثة اشهر ولن نستطيع اكمال برنامجنا وما يتبقى من زمن علينا بالاعداد لتابين للمرحوم فى ذكرى الاربعين ومن ثم نسلم الرابطة للجنة جديدة كما اشترطنا وتم الاتفاق فيه مع المرحوم .. فى مدينة المناقل التى شهدت يوم حزنها الاليم تقاطرت الجموع من البشر من كل حدب وصوب ...كافة الاحزاب السياسية والتنظيمات ارسلت مناديبها الذين كانوا يتحدثون عن مناقب الفقيد واخلاقه ومعاملاته واعماله الجليلة والتى ما فتىء فيها مدة من الزمان واستشهد فى ساحتها مخلصا ودودا نقيا طاهرا مشفوعا بدعوات الاهل والصالحين من اهل الطرق الصوفية الذين تقاطروا من انحاء الجزيرة والشمالية وولاية الخرطوم انه ابراهيم الرجل النادر المثال يفتقدونه فى احرج الاوقات وهم جميعا فى حوجة الى اخلاقه وسعة صدره وصبره الطويل الذى عرف به حكمته الدائمة التى نشا عليها . رحمه الله
اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
منذ اليوم الاول بعد الوفاة شرعنا وان والاخ جعفر فى الاعداد لتابين الفقيد فى ذكرى الاربعين الاولى لوفاته ..وجمدنا كل نشاطات الرابطة التى بذلناها فى فترة العام التى تسلمنا فيها العمل لنتركه للجنة القادمة والتى من المفترض ان تتسلم المهام بعدنا حسب الاتفاق مع الفقيد .. وكرسنا كل الجهد فى فترتنا المتبقية وهى فترة ثلاثة اشهر فقط لعمل التابين الذى اردنا ان يكون تقديرا ووفاءا من ابناء العفاض بالعاصمة لاحد اهم ابناء المنطقة التى انجبتهم وفقدها الكبير.. المفغفور له ابراهيم حمد رحمه الله .. ووجهنا الدعوات لابناء المنطقة بالعاصمة لحضور اجتماع مهم بدار محمود عثمان محمود بالثورة بعد التشاور مع صاحب الدار . وفى هذا الاجتماع تم تكوين لجنة عليا للاشراف على قيام التابين بالتعاون مع لجنة الرابطة ..تراسها السيد مالك عثمان على وينوب هنه الاستاذ عبد المتعال ابراهيم الشيخ وعضوية اخرين عملوا بكل جهد واخلاص لقيام التابين بصورة كانت ناجحة اظهرت مدى ترابط وتلاحم ابناء العفاض واجماعهم التام ورضاهم تجاه شخصية الفقيد .. واخترنا نادى الخريجين بامدرمان ليكون المكان المناسب له .. ووجهنا الدعوات لكافة القوى السياسية والحزبية وابناء الروابط الاخرى بالعاصمة واعيان المناقل ومدينة الدبة والقرى المجاورة ..واستطعنا فى لجنة الاعلام عمل تغطية اعلامية متكاملة من خلال الملصقات وصور الفقيد التى كانت مكان مراى النظر فى كافة انحاء العاصمة اضافةلتواصل مستمر عبر الصحف والاذاعة والتلفزيون .. كما وجهنا دعوة خاصة للسيد محمد عثمان الميرغنى ومجلس راس الدولة والحكومة واعضاء المكتب السياسى للحزب الاتحادى الديموقراطى وبقية الاحزاب الاخرى ... اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابراهيم حمد ...رجل نادر المثال ......من مذكرتى الخاصة (Re: الكيك)
|
[B وفى يوم التابين امتلات دار الخريجين باعداد هائلة من البشر وهذا يعكس مدى حب الناس لابراهيم ونجاح حملتنا الاعلامية التى وظفناها قبل يوم التابين .. ورغم اننا جهزنا البرنامج قبل ثلاثة ايام من التابين وكنا صارمين فيه الا ان عادة السودانيين فى محاولة اقتحام البرنامج والمشاركة فيه فى اخر لحظة كانت اكثر ما احرجتنا مع اناس نحبهم ويحبوننا ويحبون الفقيد الراحل .. وفى يوم البرنامج جاءنى اكثر من عشرة اشخاص يريدون التحدث وكنت محرجا معهم وحاولت بطرق مختلفة الاعتذار لان البرنامج ملىء بالمتحدثين ..وكان جلهم يشيرون الى سماحى لمحمد زيادة حمور بالتحدث وهو لم يضمن فى البرنامج ..وقصة زيادة وحديثه الذى انتزعه بقوة ضراعه لم ثنينا عن الالتزام بالبرنامج خاصة وان شخصيات دستورية ووزراء ومسؤولين كانوا ضمن الحضور وكان لزاما علينا الالتزام بالبرنامج الذى وضعناه والا لتهنا وسط طالبى التحدث والذين يريدون رد فضل ابراهيم حمد اليهم فى مثل هذا اليوم المشهود .. كان البرنامج يحتوى بعد القران على كلمة رابطة ابناء العفاض المنظمة للاحتفال وبحكم اننى كنت وقتها رئيسا للرابطة القيتها بالانابة عن الرابطة واهل العفاض فى كل مكان .. ثم كانت كلمة اسرة الفقيد والتى القاها الاستاذ عبد المتعال ابراهيم الشيخ رئيس الرابطة الذى سبقنى ولعدة دورات اخرى وحتى الان .. وكلمة راس الدولة والقاها الاستاذ ادريس البنا نائب الرئيس وكلمة من اهل مدينة المناقل ..واخرى من اهل منطقة الدبة ثم اعتلى محمد زيادة حمور هرولة نحو المنصة قبل خطاب ممثل الحزب الاتحادى احمد السيد حمد وقال خطابا حماسيا قويا ذاكرا افضال الفقيد ودوره السياسى والاجتماعى ونضاله الوطنى واهم ما قاله ان ابراهيم حمد كان وطنيا غيورا وخصما شريفا وسياسيا من طراز نادر وسالت دموع الكثيرين وابكاهم لان حديثه الصادق كان من احد خصومه السياسيين فى فترات مختلفة والى حين وفاته .. ثم تحدث الدكتور احمد السيد حمد حديث العالم عن الفقيد وعن علاقته بالحزب ونضاله الطويل... اضافة لقصائد شعرية لشعراء تحكى عن نضال وافضال ابراهيم عليهم وعلى المنطقة اذكر منهم محى الدين على بلال ابن خالة الفقيد وعبد الرحمن الزومة الذى الح على المشاركة رغم انه خارج البرنامج وقال قصيدة بالشعر البلدى عبارة عن مناحة بالكية على الفقيد .. اواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|