سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2008, 06:51 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية...

    سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية...

    في أفريقيا يقال أن كل "عجوز" يوارى الثرى يطمر معه تاريخ وثقافة ، ولعلها اشارة لنقص التوثيق وهامشية الفنون والثقافة ، وبوفاة سمبين عثمان فقدت افريقيا كاتبا واقعياً للرواية استطاع أن ينتقل بها من أجواء افريقيا الساخنة مطوفاً بها وصولاً لأجواء الغرب الباردة . فضلاً عن كتابته للشعر واخراجه لافلام عديدة ما جعله مستحقاً وبأصالة لقب "أب السينما الافريقية" .
    ولد سمبين عثمان في العام 1923م بقرية (زنيقينشور) التابعة لمقاطعة (كازمانس) وأُدخل المدرسة القرانية وعمره لم يتجاوز بعد السابعة ثم انتقل من بعد للدراسة في المدرسة الفرنسية وكان من نتاج هذه التجربة المتقابلة أن تحدث في عمر صغير اللغتين العربية والفرنسية اضافة للغته المحلية "وولف" .
    جُند سمبين في العام 1942م في قوات الدرك الفرنسي المستعمرة ولما كانت روحه تواقةً للانطلاق والانعتاق تخلى عن عمله في الدرك سريعاً لترسو سفينته هذه المرة علي شواطيء فرنسا مهاجرا غير شرعي وهناك عركته الحياة وعركها وعمل حمالاً للأمتعة في رصيف ميناء مرسيليا ليلهمه عمله الشاق كتابة تحفته واصدارته الروائية الرائعة "الحمال الأسود" وكأنه أراد أن يقول أن للمعانة أوجه أخرى وفيها اختلطت علي نحو غاية في الاتساق حياة الحمال المُجهد بصخب اليساري الثائر وتراجيديا الجشع الانساني والأنا العليا . نشرت له في العام 1957م روايته "يا بلادي وشعبي الطيب" والتي عبر من خلالها عن مكنونات الانتماء والوفاء للأرض التي شهدت ولادته ونشأته . في العام 1960م نشرت له روايته " من علي تخوم الغابة الالهية" والتي استوحت احداثها من احداث اضراب عمالي شهير لعمال السكة حديد والرجل عرف عنه منافحته القوية والشرسة من أجل اقتلاع حقوق المساواة لبني شعبه في مواجهة المستعمرين المستوطنين .
    عاد في العام 1960م وهو العام الذي شهد استقلال "السودان الفرنسي" "مالي + السنغال" الي افريقيا ليتواجد في مالي وغينيا والكنغو وعندها بدأ يفكر في السينما هادفاً منها اعطاء صورة أخرى لافريقيا ونزع القناع عن الواقع وكشف كل ما يعتمل داخل المجتمعات الافريقية من تمثلات ورقصات و.....
    تابع سمبين دراسته للسينما في مدرسة السينما بموسكو في العام 1961م ليُخرج بعد ذلك أول أفلامه القصيرة "رجل الدراجة الطيب" وأتبعه بفلم أخر قصير "نياي".
    أخرج في العام 1966م أول أفلامه المطولة وهو أيضا أُعتبر أول فيلم افريقي زنجي مطول في القارة بعنوان "سوداء السيد فيغو" والتي انتقلت بسمبين الي عالم النقد الاجتماعي والسياسي حيث مثلت "السوداء" شابة سنغالية غادرت بلدتها وعائلتها قاصدة فرنسا لتعمل عند زوجين فرنسيين أهاناها واستعبداها ودفعاها للانتحار......
    أُعتبرت روايته "الحوالة المالية" واحدة من أفضل رواياته وحصلت علي جائزة النقد الدولية بمهرجان فينيس واعتبرت "الحوالة المالية" 1968م كوميديا متوجهة بالنقد تجاه البرجوازية السنغالية والتي بدأت في التشكل في مراحل ما بعد الاستقلال .
    أقدم رئيس الوزراء السنغالي ليوبولد سيزير سنغور علي منع عرض أو تداول فيلمه "سيدو" مبرراً قراره بوجود خطأ في كتابة اسم الفيلم والتبرير كان غير مقنع وغريب ولقد حملت السلطات السنغالية علي عاتقها في ذلك الزمان تجنب استثارة السلطات الدينية خاصة المسلمة منها وكان في فيلمه "سيدو" عصيانا قام به أصحاب العقائد الاحيائية برفضهم تغيير دياناتهم ، وعرف عنه أيضا انتقاده الحاد للاجتياحات الكاثولوكية والاسلامية لغرب افريقيا وادوارهما في اصابة البنيات الاجتماعية التقليدية بالاضطراب من خلال تواطؤ الارستقراطية المحلية .
    وقع سمبين في العام 1988م من جديد ضحية للرقابة الرسمية ولكن في فرنسا هذه المرة بعد اخراجه لفلمه "مخيم نياروي" وفيه يتطرق لمسألة ولاء الجند السنغاليين للفرنسيين وشهر فيه بواقعة للجيش الفرنسي الاستعماري والذي كان متجها نحو "نياروي" في العام 1944م ؛ وكان أن حُظر الفيلم من العرض في فرنسا...
    والمتتبع لخط سير الرجل حلاً وترحالاً وما أبدعه من مشاهدات روائية يوقن بالقدرة الفائقة علي الملاحظة واستخلاص الصورة الجمالية من الاحداث اليومية الراتبة والتي لا تحرك ساكناً عند الكثيرين ، وكأنما كان يُحيل كل ما تقع عينيه عليه حبكة درامية رورائية متناهية الجمال والواقعية......
                  

05-01-2008, 05:44 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: مؤيد شريف)

    السينما هي المدرسة المسائية للمواطن الإفريقي
    الفنان الخالد
    عثمان سامبينا
                  

05-01-2008, 06:32 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)

    شكرا للمرور فنانا الجميل السني ... قد يبدو ان لفظ الاسم فيه تضارب وليس فيه تضارب في حقيقة الامر .. فانا اعتمدت علي اللفظة الفرنسية وحملتها الي العربية حرفا ....التحية ليك
                  

05-01-2008, 06:57 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: مؤيد شريف)

    ليست مشكله إطلاقا
    التقديم في الإسم والتأخير
    فليكن
    سامبين
    المهم المعلومات وتجاربه المميزة والتي حولت افريقيا الى استديوهات كبيرة
    ونشر السينما في العالم والتعريف بأفريقيا الجميلة
    بعد فترة هناك مهرجان السينما ببوركينا فاسو
    فلتواصل تقديم المعلومات الثرية عن هذا الفنان العبقري
    وخاصة الفرنسيين احتفوا به كثيرا وترجمتك سوف تضئي الكثير في حياة
    هذا الفنان العظيم
    شكرا لك على هذا البوست الراقي
    زسوف احاول ان اقدم فيه شئ عن السنما الإفريقية
    فليكن هذا البوست
    للسينما الإفريقية

                  

05-01-2008, 07:04 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)

    سينما ومسرح: رحيل عثمان سامبين الأب الشرعي للسينما الأفريقية .. القامة الأدبية التي خلدتها السينما


    علاء المفرجي
    نعت قبل ايام الاوساط الادبية والسينمائية في افريقيا والعالم عثمان سامبين رجل الثقافة الافريقية البارز الذي قدم تصورا شاملا لحركة الانتاج الثقافي والفني بافريقيا السوداء عبر اكثر من ستة عقود من الابداع الأدبي والفني وبرحيله تكون أفريقيا قد فقدت احد اهم اعمدتها في مجال الابداع الانساني .
    عثمان سامبين المولود عام 1923 من اسرة صائد اسماك في قرية على ضفاف نهر كازماس في السنغال اختزنت ذاكرته الاساطير والطقوس ومنابع الفلكلور الافريقي والتي جعلت منه في طليعة الأدباء والفنانين الافارقة الذين اسثمروا التراث والفلكلور الافريقي في خدمة القضايا الثقافية والاجتماعية وفي تأكيد الهوية في مواجهة الوجود الكولنيالي .
    واذا كانت الذاكرة الثقافية تحتفظ لسامبين باعتباره ( ابو السينما الافريقية السوداء ) فانه لم يلج بوابة الفن السابع الا في فترة متأخرة من حياته ( درس السينما وهو في الاربعين من عمره ) ..

    وكان دخوله هذا الفن من بوابة الادب الذي توجه كاحد اهم رموز الرواية والقصة الافريقية الى جانب وول سوينكا و نسيتوا اتشيبي وان لم يحظ بالشهرة العالمية لهما .
    والسيرة الشخصية لهذا المبدع الاسطوري التي وثقت وعكست المشكل الاجتماعي النوعي الذي كان يعيق تنامي حركة التغيير الديمقراطي لا في السنغال حسب بل في جميع بلدان غرب افريقيا، تشي بسيرة انتاجه الادبي والفني المتميز وحرفيته العالية .
    في بواكير حياته عاش سامبين حياة الصعلكة والفقر والتشرد وزاول الكثير من المهن صياداً، وحمالاً في ميناء، وميكانيكي سيارات وسائق تاكسي.. وخلال فترة الحرب العالمية الثانية جند في الجيش الفرنسي وقاتل في صفوف (القوات الفرنسية الحرة) وكانت هذه التجربة سبباً في خلخلة الكثير من المسلمات في ذهنه على عالم بلا عدالة ليعود الى بلاده بعد الحرب ليكون احد قادة اضراب عمال السكك الحديد والذي استوحى منه فيما بعد احداث روايته المهمة (قطع الخشب السماوية).
    الانعطافة الأهم في حياة هذا المبدع الكبير عندما ابحر مختبئاً في سفينة بضائع الى فرنسا حيث بدأ حياة جديدة تجلت في ممارسته النشاط النقابي مدفوعاً من مشاهد البؤس للعمال الافارقة في المهاجر، ليصبح بعد فترة قائداً لاتحاد نقابات العمال الافارقة في مرسيليا في فترة تبوأت فيها الانتجلنسيا الافريقية في فرنسا مكاناً متميزاً تمثل في اقامة الانشطة الثقافية المختلفة، حيث وجد سامبين نفسه في خضمها في مواجهة دعاة تيار (الزنوجة) الذي مارس تأثيراًُ فكرياً مهماً وكان من ابرز دعاته الشاعر السنغالي ليبولد سنغور والمارتيني ايمي سيزير، انطلاقاً من وجهة نظره المتمثلة بان القضية ليست بالعودة الى الماضي، بل الانحراف منه كزوادة للمعركة من اجل التحرر.
    الخطوة الأولى في المسيرة الابداعية لسامبين كانت في منتصف عقد الخمسينيات عندما صدرت اولى اعماله الروائية (عامل الميناء الاسود) .. والتي اكتنفها الضمور والضعف الفني الواضح، ولكنه سرعان ما ينطلق بادواته الفنية ويقوي عود حرفيته في روايته التالية (وطني.. شعبي الجميل) ثم (آلهة الاخشاب) وغيرها من الاعمال.
    القصة القصيرة في اعمال سامبين تأخذ مكانة متميزة في مجمل ابداعه، بل قد بوأته كاحد اهم كتابها بالادب الافريقي المكتوب بالفرنسية بسبب (بساطة السرد، والمشهد البالغ التركيز والسبك الذي لا يتوفر عند قاص آخر) وليس غريباً ان وجدت عدد غير قليل من قصصه القصيرة طريقها الى السينما.
    السيرة الشخصية لسامبين وسيرته الابداعية كروائي وقاص، فرضت ولوجه بعد سن الاربعين بوابة السينما حيث اختار دراسة مبادئها الأساس في موسكو باستوديو غوركي على يد احد اساطين السينما السوفيتية المخرج مارك دونسكوي والمنظر سيرغي غيراسيموف بداية ستينيات القرن المنصرم.. ويوقع بعد عودته الى افريقيا على اول افلامه عن امبراطورية سوهاري.. لكن ابداعه الحقيقي يتجلى مع الفيلم الوثائقي (الحوذي) عام 1963 الذي تميز بتنوع مضامينه والتي تلتقي بالشكل الانساني والطموح الذي تعيقه المشاكل والهموم، والفقر، والاحلام المستحيلة.. وهو الموضوع الذي عزف عليه في فيلمه الثاني (نياي) وان كان بمعالجة مختلفة حيث التقاليد الصارمة في مجتمع ريفي متزمت.. ذهب فيه بعض النقاد الى مقارنته بموضوعات التراجيدية الاغريقية القديمة.
    هذه التجربة السينمائية كانت كافية لمنح سامبين كسينمائي امتياز الريادة بل الابوة في هذا الفن في افريقيا، فهو مع فيلم (سوداء من ....) عام 1966 يكون صاحب اول فيلم روائي افريقي طويل، ومع فيلم (الحوالة البريدية) 1968 صانع اول فيلم افريقي ملون في تاريخ سينما افريقيا الاستوائية.
    في فيلم (سوداء من ...) يكثف وبحرفية عالية الأساليب الاخراجية التي انتهجها في افلامه السابقة (الواقعية فيه لا تتعدى حيز الواقعة نفسها التي عندما اقدم المخرج على اخراجها صار البناء الفني للفيلم بناءً في غاية الرمزية) بحسب الناقدة والباحثة الروسية الينا كوليغ.
    اما في فيلم (حوالة بريدية) والمقتبس عن احد اهم قصصه القصيرة، فقد اعتبر حينها حدثاً ثقافياً مهماً في السنغال ونقطة انعطاف مهمة في تاريخ تطور سينما افريقياالاستوائية.
    في عام 1973 ينجز سامبين عن قصة أخرى له فيلماً بعنوان (خالا) وهو فيلم روائي طويل ثم (الهروب) و(سيدو) وكان آخر اعمال سامبين الفيلم الروائي الثاني عشر (مولاد) الجزء الثاني بعد فيلم فات كين 2001 من ثلاثية تمجد حياة النساء (بطلات الحياة اليومية) كما يصفهن، فقد عمد في اغلب افلامه الى ابراز دور النساء واهميتهن في الحياة
    وفيلم (مولاد) الذي انتزع عدداً من الجوائز اهمها جائزة (نظرة ما) في مهرجان كان 2004 وجائزة الجمعية الوطنية لنقاد السينما الامريكية، يحكي قصة امرأة سبق وان عرفت الختان في طفولتها الا انها استطاعت ان تقي طفلتها من الطقس الذي ينظم كل سبعة اعوام .. يدين سامبين في فيلمه هذا عادة ختان البنات المتفشية في العديد من المجتمعات الافريقية.
    خلاف الكثير من الأدباء الذين اجتذبتهم السينما، فقد تلازم الادبي والسينمائي في ابداع سامبين بشكل لا انفصام فيه.. فاذا كانت لدى الآخرين ميدان تجريب .. فان الإبداع الأدبي لدى سامبين كان اختباراً أولياً لتجربته في السرد والتعبير واستبطان لدواخل الشخصيات التي تعاطى معها (النصوص الأدبية لسامبين مشحونة بافعال الحركة كما الصور البصرية الكثيفة، الشيء الذي يشعر القارئ في اثناء قراءته لتلك الاعمال بحقيقة رؤيتها سينمائياً قبل لحظة الكتابة، أو كأنما سامبين قد قام بكتابتها اصلاً بغرض تحويلها في المستقبل الى العروض السينمائية) كما يرى الناقد د. وجدي كامل صالح.
    دخل سامبين ميدان الابداع السينمائي في وقت كان نتاجه الابداعي في الرواية والقصة القصيرة قد بوأه اسماً لامعاً في الادب الافريقي والعالمي، ويكفي روايته (آلهة الاخشاب) التي حظيت باهتمام ومباركة من أهم أدباء ومثقفي فرنسا لوي اراغون، وسيمون دي يوفو، وجان بول سارتر..
    ويذهب الكثير من دارسي سامبين الى ان انصرافه من الادب الى السينما كان لقناعته بمحدودية تأثير الادب في بلدان مثل افريقيا ترتفع فيها نسبة الامية خاصة للادب المكتوب بالفرنسية.. فضلاً عن سبب يخص نتاج سمابين الادبي المكتظ بالصور والمعالجة البصرية والذي سهل من افلمته خاصة برؤية ومعالجة سامبين نفسه.
    وبرحيل عثمان سامبين تكون الثقافة الافريقية قد فقدت آخر قاماتها، وتكون السينما الافريقية قد فقدت اباها الشرعي الذي نقلها الى العالمية و(ستحتفظ ذاكرة السينما في افريقيا السوداء لأزمنة طويلة بتلك المأثرة الكبرى التي استطاع تحقيقها عثمان سامبين في تاريخ السينما العالمية) كما وصفه المؤرخ السينمائي جورج سادول.




    صفحة للطباعة

    أرسل هذا الخبر لصديق







    · البحث في اخبار سينما ومسرح
    · البحث في اخبار جميع الصفحات



    --------------------------------------------------------------------------------

    أكثر خبر قراءة في سينما ومسرح:
    يقام منتصف الشهر القادم..مهرجان بغداد السينمائي مشاركة نوعية وحضور متميز للسينما العراقية




                  

05-01-2008, 07:13 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)

    اشكرك استاذنا علي الاضافة الجميلة وتثبيت الصورة ،،، نتابع سوية ما يخرج من المهرجان ونتبادله باذن الله ،،، حقيقة انا اهتمامي بالسينما الافريقية يأتي من اهتمامي بواقع المجتمعات الافريقية ، أؤمن أن السينما هي المرآة (النقل المباشر) لثقافات الشعوب ... احترامي ونتواصل
                  

05-01-2008, 07:13 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)

    اشكرك استاذنا علي الاضافة الجميلة وتثبيت الصورة ،،، نتابع سوية ما يخرج من المهرجان ونتبادله باذن الله ،،، حقيقة انا اهتمامي بالسينما الافريقية يأتي من اهتمامي بواقع المجتمعات الافريقية ، أؤمن أن السينما هي المرآة (النقل المباشر) لثقافات الشعوب ... احترامي ونتواصل
                  

05-01-2008, 07:17 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: مؤيد شريف)

    ]فليكن هدا البوست للسينما الافريقية[U


    بوست السينما الافريقية ،، ولما كانت السينما كما قلنا مرآة للمجتمعات فهذا البوست للحياة الافريقية وكل ما نعرفه عنها ...
                  

05-01-2008, 09:25 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: مؤيد شريف)

    نما الأفريقية . . تجارب وتطورات
    3 / 4
    غيث الشامس يحي

    وبمناسبة الحديث عن هذا الشريط والأشرطة التي أنجزها عثمان سامبين التي تعري الاستعمار الفرنسي في افريقيا فقد منعت عدة أشرطة لهذا المخرج من حضور المهرجانات التي تقام في فرنسا مثل مهرجان (كان) ومهرجان القارات الثلاث نظرا لتجاوز عثمان سامبين حدود النقد المسموح بها . وكان شريطه الجديد الذي عرض خلال سنة 2004 بمهرجان (كان) قد سمح له بالدخول بالمنافسة في اللحظة الأخيرة وبعد حذف بعض اللقطات.
    بعد هذا الشريط (Emitai ) يقوم عثمان سامبين بإنجاز مجموعة من الأشرطة القصيرة إلى جانب حضوره عدة ملتقيات ومهرجانات سينمائية أفريقية وعالمية كما يساعد مع إخوانه في تدريب وبناء العناصر الوطنية في مجال السينما وفي سنة 1974 يقوم بإخراج شريط من قصصه بعنوان ( خالا xala ) أي يعني ( عجز الفحولة المؤقت ) بلغة الوالوف وهذا الشريط الملون يعتبر من الأشرطة الروائية الطويلة حيث بلغت مدة عرضه 128 دقيقة وهو من أهم القصص التي كتبها سامبين منذ أوائل السبعينيات ، ويعالج موضوعها بتعرية شديدة مشاكل المجتمع والوضع السلطوي بأفريقيا عامة وبالسنغال خاصة والموضوع باختصار (( يطرح مشكلة أحد الوزراء السابقين ) الحاج عبدالقادر باي ) الذي تحول إلى تاجر كبير ورجل أعمال لكن مشكلته تكمن في مرضه المفاجئ حيث يصاب بالوهن الجنسي ليلة زواجه من المرأة الثالثة وهو في عمر السبعين من فتاة في نفس عمر ابنته التي تدرس بالجامعة والمتشبثة بدراسة اللغات خاصة منها لغة الوالوف . هذا الوزير السابق ورجل الأعمال والتاجر الحالي يبحث لدى كل الشيوخ والمعالجين الشعبيين عن حل لمعضلته التي هزت كيانه أمام الناس لكن دون جدوى تتدهور أحواله وتنكس تجارته ويدير له الأصدقاء ظهورهم إلى أن يصل مرحلة سيئة جدا فينصحه أحد أقربائه بالذهاب إلى المشعوذين والهائمين على وجوههم لعل ذلك يوصل أحدهم إلى إبطال مفعول السحر الأسود الذي عملته له شلة زوجاته السابقات فيجتمع هؤلاء المشعوذون في بيته و يشعرون (الحاج عبد القادر باي ) بأنه لن يشفى إلا إذا وقف ووجهه للحائط وهو عار تماما وأن يمر هؤلاء المشعوذون الواحد تلو الآخر باصقا على ظهر الحاج عبد القادر العاري )) كان هذا ملخص قصير جدا لموضوع الفيلم .

    لكنه في الحقيقة طرح عدة أشياء ببعض المشاهد كانت أعمق أثرا وأكثر تنوعا وجرأة لدرجة أن الرقابة لم تمنحه إجازة العرض العام إلا بعد حذف إحدى عشر لقطة فمثلا من المشاهد التي لا تنسى مشهد شروط الزواج عند طلبه يد الفتاة الصغيرة جدا بالنسبة لسنه كزوجة ثالثة له فيشترط أهلها شروطا في منتهى الاستغلال فقد اشترطوا عليه بناء فيلا خاصة بها وأن يشتري للعروس سيارة أنيقة جديدة تأتي مع حفلة دخول العروس إلى بيتها ، وأن يكون أثاث البيت من النوع المعبر عن عصر ( لويس الرابع عشر ) مثلا كما يسميه الغربيون .. إلخ من شروط المهر بمبالغ مالية رهيبة تعني التهور في الإسراف والتباهي دون احترام الدين الإسلامي الذي ينهي عن كل ذلك .

    إن المخرج والكاتب سامبين في شريطه هذا (xala) يصل إلى أعلى مستوى للسخرية من الطبقات الحاكمة والبرجوازية ويكشف دون هوادة عن فراغ هذه الطبقات ، وعلى المواطنين البسطاء عدم انتظار أية إصلاحات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها بإعتبار تلك الطبقات عاجزة إلى أبعد الحدود ، حيث قدم الترميز لها من خلال العجز الجنسي لديها . إلى جانب ذلك فقد انتقد العادات والتقاليد السيئة في الاحتفال بالزواج والمهور وكذلك تعدد الزوجات وانتشار المحسوبية والرشوة لهذا لم ينج هذا الشريط من مقص الرقابة كما ذكرنا لتهدئة جرأة المخرج والكاتب سامبين لكن مهما فعلت الرقابة فقد نجح الشريط نجاحا رائعا في السنغال وفي عروضه في أوربا كذلك فقد كان يعرض جنباً إلى جنب مع الأشرطة الأمريكية والفرنسية بدار عرض بالحي اللاتيني بباريس وهذا دليل على مستوى التناول الجيد وبنجاح موضوعه في ذلك الوقت 1974 وقد كتبت عنه العديد من المجلات المتخصصة مثل ( مجلة السينما صورة وصوت ) ، مجلة بوزتيف ، ومجلة الشاشة الكبيرة ومجلة أفريقيا للأدب والفن . إلى آخره من الصحف والدوريات أو المجلات المهتمة بمواضيع السينما العالمية.

    ومن حين إلى آخر كان عثمان سامبين يخصص بعض وقته للعمل مع رفاقه الكاتب والمخرج مثل بولين فييرا من السنغال والكاتب والمؤرخ للسينما الطاهر شريعة والمخرج والناقد د . فريد أوب غدير من تونس وجاستون كابورية من بوركينا فاصو وهيلاي جيريما من أثيوبيا وسليمان سيسيه والشيخ عمر سيسكو من مالي وغيرهم فقد خصصوا كثيرا من وقتهم لأجل إرساء قواعد وهوية للسينما الافريقية وذلك عن طريق الإعداد للإنتاج المشترك بين بلدان إفريقية وكذلك بين أوروبا وبلدان إفريقية ، وإقامة التظاهرات والملتقيات للسينما الأفريقية بأفريقيا وفي أوروبا وكندا وغيرها بشتى الوسائل من أجل التعريف بالسينما الأفريقية وإنتاجاتها في كل مكان . كذلك أكدوا على تثبيت وترسيخ وإقامة مستمرة كل سنتين لمهرجان السينما الأفريقية ( فيسباكو ) والذي قام على تأسيسه منذ 1969 كل من المخرج عثمان سامبين والمخرج أبوبكر سامب والمخرج والكاتب والمؤرخ بولين سيمانوفييرا من السنغال والمؤرخ والكاتب الطاهر شريعة من تونس ، فقد سهروا الليالي وقطعوا المسافات من أجل الإعداد لهذا المهرجان ( مهرجان السينما الإفريقية بواغادوغوا ) الذي عقد أولى دوراته في منتصف الشهر الثاني من عام 1969 وواصل عقد دوراته كل سنتين مرة وذلك بجهود هؤلاء السالف ذكرهم وآخرين غيرهم من الجزائر والمغرب وموريتانيا .. الخ حيث اتصلوا بكل المنظمات العالمية للسينما والمنظمات السياسية والدولية مثل منظمة الوحدة أفريقية ، لدعمها اللامحدود والتي خصصت مندوب عنها يحضر كل اجتماعات وتظاهرات هذا المهرجان ، كما خصصت جوائز به تمنح لأحسن الأفلام والأعمال الدرامية المرئية ، وبعد سنوات قليلة تكون إلى جانب المهرجان اتحاد ومكتب الاتحادية السينمائية بين الأفارقة الذي أصبح يضم عضوا عن كل من الهيئات والمؤسسات والنقابات السينمائية الموجودة على الساحة الإفريقية من البحر الأبيض شمالا وحتى رأس الرجاء الصالح جنوبا عند التقاء المحيطين . ومن أهم مهام هذا الاتحاد ( اتحاد السينمائيين الأفارقة ) :
    1. جمع السينمائيين الأفارقة وذلك دون التفرقة الدينية أو الجنسية.
    2. يتحمل الاتحاد بصفة عامة مهمة تشجيع السينما الإفريقية وتنمية الثقافة السينمائية وإدماجها في التعليم والتنمية والاهتمام بالاستقلال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للشعوب الأفريقية.
    3. تسهيل وخلق المجمعات التقنية والفنية لصناعة الشريط السينمائي ويتحمل الاتحاد تنظيم اللقاءات بين السينمائيين الأفارقة ، وكذلك المساهمة في إقامة الأسابيع للأشرطة السينمائية الإفريقية في كل بلدان العالم ثم المشاركة الفعالة في المهرجانات والمساعدة لتنظيم التظاهرات والمهرجانات بالبلدان الأفريقية.
    4. محاولة إيجاد آلية للإنتاج السينمائي عن طريق التعاون الذي ينطبق مع روح التضامن في إطار الإنتاج السينمائي المشترك بين البلدان الإفريقية.
    5. المساعدة على حرية تنقل الأشرطة وعرضها بين الدول الإفريقية ومحاولة رفع الضرائب عنها.
    6. محاولة تصفية استعمار الشاشة الإفريقية.
    هذا إلى جانب تشجيع المخرجين والسينمائيين الأفارقة على التنافس والإبداع في مجال الإنتاج السينمائي والتحاور الفكري والثقافي مع الآخر بإفريقيا وخارجها . وهكذا أصبح في كل دورة لمهرجان ( فيسباكو ) تعقد اجتماعات شاملة لممثلي المؤسسات السينمائية بإفريقيا ليتدارسوا فيما بينهم سبل التعاون بينهم للإنتاج وتحسين الإنتاج كما وكيفا والبحث عن قنوات التوزيع المضمونة وحمايته من الضياع أو بقائه حبيس العلب.
    وهكذا أصبح مهرجان فيسباكو الوعاء الوحيد قبل غيره لعرض الإنتاج الخاص بالسينما الإفريقية ومناقشته وتشجيعه ومنح الجيد منه جوائز راقية بكل منافسة رسمية .كذلك خلق بالمهرجان سوق خاص تعرض فيه جميع الإنتاجات العالمية للسينما والتلفزيون سواء الإفريقية أو غير الإفريقية . وإلى جانب مهرجان فيسباكو تكونت تظاهرات سينمائية أخرى مثل مهرجان مقديشو عام 1981 ، ومهرجان أسبوع الأشرطة الإفريقية بكينيا كذلك أسبوع السينما الإفريقية بهراري ومهرجان السينما العربية والإفريقية بمدينة خريبكة بالمغرب الذي أصبح هو الآخر يعقد دوراته كل سنتين مرة ، وهو متوائم مع مهرجان قرطاج بتونس لكنه لا يرقى إلى مستوى مهرجان قرطاج الذي ولد منذ عام 1966 وكان المؤسس له هو المؤرخ والكاتب الأستاذ الطاهر شريعة.
    وأخيراً فإن الحديث عن الكاتب والمخرج عثمان سامبين لا ينضب فهو يمثل حجر الأساس للواقعية في السينما السنغالية والأفريقية وكذلك في كتابة الرواية والقصة ، وكما ذكرنا فقد حول أغلب كتاباته إلى أشرطة سينمائية لأجل الوصول إلى مخاطبة بني جنسه بكل سهولة ويسر عن طريق وسيلة الصورة والصوت لتوعية وترشيد وتثقيف بني شعبه وتذكيره بتراثه العريق وثقافته التي تكون كيانه وشخصيته ، وعليه فقد أنجز شريطا سنة 1977 بعنوان ( سيدٌو CEDDO) بلغة الوالوف ويعني القادمين من الخارج ، ومدة عرض هذا الشريط بلغت 120 دقيقة ملون مقاس 35 مم وشارك به في نفس السنة 1977 بمهرجان (كان) العالمي بعد حذف بعض اللقطات وحصل على جائزة أحسن أشرطة أسبوع المخرجين وكذلك بمهرجان برلين ومهرجان لوس أنجلوس بأمريكا 1978 وموضوعه يطرح قضايا الديانات التي دخلت إلى أفريقيا بالقرن السابع عشر كالمسيحية والإسلام ، وكيف كان المناخ مفتوحا أمامها وكيف أثرت في المواطنين وأصبحوا يعتنقون المسيحية والإسلام وكيف تخلوا عن معتقداتهم الأفريقية التليدة .. الخ ، وهذا الشريط يمثل وجهة نظر أيديولوجية معقد ، بها نوع من نقد الديانات مهما كان نهجها خاصة التي لا تتماشى مع كل زمان ومكان ، وهذا لأن المخرج والكاتب عثمان سامبين يعتبر يساريا وأحيانا كثيرة فهو ينسجم مع الماركسية كنظام سياسي واشتراكي ولهذا نلاحظ في أشرطته النقد اللاذع للطبقات البورجوازية أينما كانت مادامت تستغل الطبقات التي دونها.
    وأنجز بعد شريط ( سيدّ ) عدة أشرطة أخرى نذكر منها على سبيل الذكر فقط شريطا بعنوان ساموري وهو على جزأين كل جزء مدته 90 دقيقة وأنجز للعرض السينمائي والتلفزيوني وهو عن نضال الأفارقة ضد الغزو الفرنسي والإنجليزي ومن أجل كل الغرب الأفريقي.
    وفي سنة 1988 أخرج شريطا طويلا مدته 90 دقيقة بعنوان ( معسكر تيارواي ) وهو من الإنتاج المشترك بين بلدان أفريقيا ( السنغال + تونس + الجزائر ) وشارك به في مهرجان فنسيا وحصل على جائزة لجنة التحكيم وبمهرجان فيسباكو ( للسينما الأفريقية ) حصل على جائزة ( معهد الشعب الأفريقي الأسود ) ثم على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان قرطاج 1988 وجائزة منظمة الوحدة الأفريقية بنفس المهرجان ، وهذا الشريط أيضا يتحدث عن مشاكل الحرب العالمية الثانية 1944 وتناحر الجيوش الأجنبية بما فيها النازية على أرض أفريقيا التي لا فائدة تجني لها من ذلك إلا الدمار والخسارة يوميا.

    كما أنجز خلال السنة 2004 شريطا روائياً طويلاً بعنوان ( الختان ) EMOOLAADE وهذا بلغة الوالوف ويعني عادة قديمة تجري للفتيات وما تعانيه من شقاء وتعب نفسي طول حياتها ، وهذا الفيلم من ضمن مجموعة الإنتاج المشترك الأفريقي أي بين السنغال وبوركينا فاسو حيث صور أغلب مشاهده ببور كينا فاسو وقد حصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان لهذه السنة 2004 مع أنه عانى الكثير من العراقيل للدخول في المنافسة الرسمية بالمهرجان نظرا لمواقف مخرجه من فرنسا .
    ولعل أحداً يتساءل : لماذا ينجز المخرج عثمان سامين أغلب أشرطته بلغة الوالوف ونسخ منها باللغة الفرنسية فالموضوع كما ذكرنا أن عثمان سامبين يرغب دائما في مخاطبة بني جنسه ، لهذا ينجز أشرطته باللغة الوطنية - ( الوالوف ) لأن أغلب سكان بلاده أي حوالي 80% يتكلمون لغة الوالوف ثم باللغة الفرنسية لتغطية النسبة الباقية من المواطنين ، وكذلك للعرض بخارج السنغال وبأفريقيا خاصة البلدان الناطقة بالفرنسية وهذا سبيل ناجع للحصول على رضا نسبة كبيرة جدا من المشاهدين في العالم ثم لرفع إيراد شباك التذاكر وللعرض في أي مكان وبأي موقع جغرافي .
                  

05-01-2008, 11:19 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)

    قل لي ماذا تعرف عن السينما الإفريقية ….أقول لك من أنت ؟!
    علي مسعاد 03 أكتوبر 2006

    “…إنه من باب العبث أن نصدر أحكاما على أفلام مثل “كارميل ” أو “مولادي ” لصمبين أوسمان أو “رقصة المؤخرات السمينة “من خلال عيون نقدية تستند لمرجعيات غربية أو عربية إسلامية من دون الأخد بعين الإعتبارخصوصية الثقافة الإفريقية كثقافة ذات أصول وثنية متجذرة في التراث الشعبي الشفهي على الخصوص ..”
    وجهة نظر/الناقد السينمائي عز الدين الوافي


    ” شيفرة دافنشي ”
    “بابل”
    “ليوناردو ديكابريو”
    “توم هانكس ”
    “مارتن سكورسيز”
    “أورسون ويلز”
    “بيدرو المودوفار”
    “فدريكو فلليني “….إلخ
    تكاد اللائحة ، تبدأ لا لتنتهي ، لعناويين أفلام كما أسماء لممثلين ومخرجين معروفة كنار على علم ، فأنت، بالتأكيد ، لن تجد كثير عناء ، لتعرف جديد كل هؤلاء ، كل هؤلاء ، فأنت قد تعرف تفاصيل دقيقة عن حياتهم ، عن مسارهم وتوجههم الفني ، حتى أخبار زيجاتهم وطلاقهم، قد تعرفها بالتفاصيل المملة ، أخبارهم ملء صفحات المجلات والصحف و كذا البرامج التلفزونية المتخصصة منها والشاملة التوجه ،أفلام حاضرة، في أغلب ، إن لم أقل معظم، المهرجانات العربية و العالمية ، حاضرة بقوة في قاعات السينما التجارية عبر العالم كما في الأندية السينمائية على السواء .
    سواء ا أكنت سيني فيليا أو من جمهور السينما ، فأنت لن تجد نفسك،البثة، مشدوها أمام أسماء مثل المخرج الإسباني بيدرو المودوفار صاحب فيلم “كل شيء عن أمي ” أو المخرج الأمريكي المثير للجدل مايكل مور صاحب فيلم “فهرنايت9/11″ أو المخرج الإيراني كيروسامي صاحب فيلم “عشرة عن عشرة” ، شأنك في ذلك شأن إسم الممثلة الأمريكية ” مريل ستريب”و الممثل الأمريكي “نيكولاي كيج “.
    لكن ، في المقابل ، ماذا تعني كل هذه الأسماء وعناوين الأفلام :
    الفيلم السينغالي “الصفارة ” لآس تيام
    فيلم “مولادي “لصمبين أوسمان
    فيلم “النور”للمخرج المالي سليمان سيسي
    فيلم “كراميل” لهنري دوبارك
    الممثلة المالية فطومة كوليالي
    الممثلة أدريان
    makéna diop الممثل
    قد يبدو الأمر مغايرا ، فأنت بالكاد تسمع عن مشاركة هذه الأسماء في مهرجان ما ، في دولة ما ،أخبارهم الفنية شحيحة ، للغاية ، بل تكاد نكون منعدمة ، للسيني فيلي بله للجمهور العادي ، بحيث من النادر إن لم أقل من المستحيل أن يفكر رب ، zézé gamba من أرباب القاعات التجارية في إدراج الفيلم الأنغولي “بطل “للمخرج
    رغم حصول فيلمه على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في الدورة العاشرة لمهرجان السينما الإفريقية ، وذلك بالنظر إلى رؤيته السينمائية المشبعة بالإحساس لبلد طبعت المأساة حياته اليومية ،إضافة إلى رؤيته الإنسانية العميقة وقيمته العالية ومعالجته السينمائية المتميزة لواقع بلده أنغولا الذي مزقته الحروب على مدى عقود عدة …أورئيس تحرير صحيفة من الصحف الأوسع إنتشارا قد خص ملفا عن المسار الفني لمخرج أو ممثل ما من إفريقيا السوداء .
    البادرة، في إعتقادي ، التي تستحق عنها ، مجلة “سينما1* ” التنويه ، فهي قد أفردت ، مشكورة، غلاف عددها الأخير ، وملفا خاصا عن السينما الإفريقية ، التي تعاني الغبن والإهمال والتجاهل ، رغم أنها -أي السينما الإفريقية -”… نحمل زخما رائعا من الطموح وقدرة كبيرة على التحدي وإثبات الذات ، بفضل مجموعة من السينمائيين الذين يناضلون نضالا كبيرا في سبيل إثبات صور إفريقية جديدة حقيقية عما تعانيه الإنسان الإفريقي سواء في إفريقيا الشمالية أو إفريقيا الفرانكفونية إو إفريقيا الأنكلوساكسونية ….”كما جاء في إفتتاحية مديرها المسؤول الناقد السينمائي خليل الدمون، رغم وجود مجموعة من المعوقات أمام إنتشارها أجملها الناقد السينمائي عز الدين الوافي في التالي :
    -عدم توفير ألا ت وتجهيزات التصوير بل إخضاعها لرسوم جمركية عالية .
    -إغلاق القاعات
    -غياب بنى تحتية لتحميض تثقل كاهل منتجي هذه الأفلام
    -عدم قدرتها على منافسة الأفلام الوافدة أكانت فرنسية أو أمريكية لغياب المقارنة طبعا .
    -مشاكل التوزيع المرتبطة بالرؤية الدونية لكل ما هو إفريقي 2*…”.
    رغم كل ما قيل وسيقال عن المشاكل المادية والتقنية واللوجستيكية التي تتخبط فيها السينما الإفريقية ،لا يمكن ، بتاتا، القفزعلى أعمال سينمائية رائدة ، في تاريخ السينما الإفريقية ، أذكر نموذجا ، فيلم “كراميل ” للمخرج الإيفواري هنري ديبارك *4، الذي وافته المنية بتاريخ 18 أبريل 2006 ، صحيح أن الفيلم ” … إنبنى منذ بدايته على بساطة الصورة ، فالصورة فيه تأتي هائدة حين تتابع الكاميرا حركات الممثلين وتحاول تسجيلها بكل تجلياتها ، دون محاولة تفكيكها و إعادة بنائها من جديد .كما أن الإيقاع السينمائي في الفيلم وهو يساير حركية الصورة ، يبدو هادئا حتى في أوج الصراع الدرامي بين الشخصيات ..” ، رغم رغبة المخرج في تقديم الموضوع في شكله التراتبي الذي بعتمد على التدرج البسيط وفق الأفكار الواردة فيه ، فإنه إستطاع أن يحقق له تلقيا لافتا في مهرجان خريبكة للفيلم الإفريقي.
    الناقد الفني خالد الخضري في قراءة له للفيلم الحاصل جائزة النقد الممنوحة من طرف جمعية نقاد السينما ،”مولادي “لعصمان صمبين5* الحائز على جوائز قيمة في مهرجانات دولية كبرى على رأسها جائزة “نظرة ما ” بمهرجان كان سنة 2004 .ثم جائزة التحكيم الخاصة بالمهرجان الدولي الرابع للفيلم في نفس العام ، ذهب بدوره إلى القول إلى أن فيلم “مولادي “.. يبدو بسيطا لكنه السهل الممتنع عينه ، إذ لم يلجأ إلى تنويعات أو حذلقة تقنية ولا إلى تمويهات بصرية أو سمعية ، بقدر ما إستغل بالدرجة الأولى طاقته الحكائية كمؤلف روائي نشر عددا من المؤلفات فصاغ هنا سيناريو محكما إعتمد في جزء كبير منه على الحوار ، لكنه حوار مشحون وفاعل في تركيبة الحدث من الصعب الإستغناء عن بعض أجزائه …كما إعتمد وبوفرة على العناصر الطبيعية والمعمارية المؤثثة لفضاء الأحداث..” فيلم “مولادي ” لمن يسمع به للمرة الأولى ، فهو يتناول آفة ختان الفتيات التي مازالت متفشية في بعض دول إفريقيا ، قامت ببطولته الممثلة المالية فطومة كوليالي التي تحمست كثير لآداء هذا الدور ، إلى جانب ممثلات من مالي ، بوركينافاصو ، والكوت ديفوار ، مخرج هذا الفيلم عصمان صمبين ” تفنن في تنويع زوايا التصويروحركات الكاميرا فهو هنا -كما جاء في قراءة الناقد المذكور - لم يعمل إلا على مواجهة التخلف والظلامية بنفس السلاح قوامه السينما كما صرح “في إفريقيا نحن لانمارس السينما من أجل الإعلام ، ولكن من أجل النضال “، أوليس السينما في أخر المطاف ، تعكس تحدي الإنسان الإفريقيي ، وأنفته ، كما تبلور في كثير من الأحيان دراميته .
    إذا كانت السينما الإفريقية ، رغم ظروف عمل مخرجيها وقلة إمكانياتهم ، وغياب الدعم الإداري والمالي ، إستطاعت أن أن تنال إعجاب العديد من المتتبعين وجمهور السينما ، لقدرات الممثل الإفريقي وغنى مادة الأفلام بحكم الأشكال التعبيرية من فنون الرقص والغناء والرسم وفن الحكي والأدوات البصرية ، فإلى متى ستبقى السينما الإفريقية رهينة المهرجانات والملتقيات السينمائية المعدودة على رؤوس الأصابع ولا تجد طريقها إلى الجمهور العادي ، القاعات السينمائية التجارية والشاشات الصغيرة ؟!
    إلى متى سيظل إعلامنا المكتوب يخصص الصفحات تلو الصفحات ، والسمعي البصري منه البرامج تلو البرامج عن السينما الأمريكية والأوروبية دون أن تنال السينما الإفريقية حظها من التناول والإهتمام ؟!
    فمتى يا ترى نرى ملصقات أفلام مثل “مولادي ” ،”كراميل ” ،”الحوالة “،”سوداء فلان” “الريح ” و”النور” وقد زاحمت نظيرتها الأمريكية والأسيوية .. على واجهات القاعات السينمائية التجارية كما الأندية السينمائية …..إلى متى ؟!
    إلى متى ؟!


    ::. علي مسعاد
    كاتب صحفي مغربي
    [email protected]
                  

05-06-2008, 07:59 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سمبين عثمان ؛ أب السينما الافريقية... (Re: محمد سنى دفع الله)


    محمد عبد الله الهادي *كتب
    " تشبثت يدي بالمسدس ، وهاهو الزناد يلين تحت أصابعي ، وهاهي ذي الضوضاء الجافة المرتفعة التي من خلالها بدا كل شئ ، نفضت العرق والشمس ، وعندها أدركت أنني كنت بالفعل قد حطمت هدوء ذلك اليوم ، وكسرت صمت ذلك الشاطئ الذي كنت سعيداً فوقه " ..
    لا ريب أن قارئ رواية " الغريب " لـ " آلبير كامو " ( 1913 ـ 1960 ) ، والتي تعد واحدةً من أعظم روايات القرن العشرين ، والرواية الأكثر انتشاراً في الأدب الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية ، سوف يتوقف عند ذروة الحدث في الفقرة السابقة ، الذروة التي أطلق عندها " مارسو " ـ البطل / الراوي ـ رصاصته علي المواطن " العربي " فيرديه قتيلاً ، ثم يعقب هذا ـ بعد لحظات ـ برصاصات أربع أخرى تخترق الجسد الهامد ، وتنشطر الرواية بجوار النبع لشطرين ، قبل القتل ثم بعده . من قبل كان " مارسو " يودِّع أمَّه التي ماتت في دار المسنين بـ " مارينجو " ، التي تبعد ثمانين كيلو متراً من الجزائر العاصمة ، لمثواها الأخير بمشاعر باردة لفتت أنظار موظفي الدار ، وحيث يعود سراعاً لحياته ولهوه مع صديقته " ماري " في حمام السباحة أو السينما أوفي شقته ، وتتشابك علاقاته مع جاره " ريمون " في تصاعد درامي حتى تبلغ اللحظة الدموية القاتلة ، أمَّا ما بعـد القتل فيتمثل في براعة " كامو " في تصوير مشاعر " مارسو " في الزنزانة أو في المحاكمة ، انتظاراً لحكم الإعدام الذي يلوح في الأفق ، كي يطيح برأسه في ميدان عام باسم الشعب الفرنسي .
    أمَّا القارئ العربي ـ بصفة خاصة ـ لابد وأن يتوقف أمام شخصية " العربي " الروائية في ثنايا وحواشي الرواية التي تدور أحداثها علي أرض الجزائر ، خاصة أن " كامو " الفرنسي قد وُلد في " موندوفي " علي أرض " قسنطينة " الجزائرية لأب يعمل بالزراعة ما لبث أن قتل في إحدى معارك فرنسا ، وانتقل بعد ذلك مع أمه للعيش مع جدِّته ، حيث تعلم وعمل في مهن عدَّة كالتدريس والصحافة ، وحيث تجلَّت موهبته الأدبية علي أرضها ، وكتب عنها جل أعماله التي منحته شهرةً عالمية واسعةً ، ومنها تكونت فلسفته التي آمن بها وضمَّنها إبداعاته ، حتى أن الكثيرين من مبدعي المغرب العربي يعتبرونه مبدعاً جزائرياً قلباً وروحاً كما يقول " حسونة المصباحي " في مقال له بعنوان " آلبير كامو مبدعاً جزائرياً " : " حتى وإن كره الذين استشفوا رائحة عنصرية ضد العرب في رائعته الغريب " .
    والحقيقة أنه لا تخفى علي قارئ " الغريب " ملامح الشخصية العربية التي تتجلَّى معالمها بوضوح ، فهي منفية داخل ذاتها ، غائمة الملامح ، مجهولة الاسم والرسم ، حتى لتبدو في أدوارها المكبَّلة المرسومة لها ككائنات وهمية في وطنها وعقر دارها ، وفي حركتها المحدودة كالأشتات الصامتة المستعبدة ، وإطار الصورة لا يتسع إلاَّ للمليون مستوطن فرنسي ، ولا يمنح التسعة ملايين جزائري أية مساحة . كما تتجلى نظرة هذا الراوي / الغريب بغربته ـ التي صورها " كامو " ببراعة عن نفسه وعن الكون كله وعن الخالق الأعظم ـ إليهم كغرباء آخرين ومختلفين : العلاقات غير مكتملة ، ومبتورة بالحجم الذي يجعلها ثانوية التأثير ، كما أنها متوازية بالقدر الذي يبعـد الآخر ، فلا لقاء طبيعي أو مثمر بين الأطراف في الصراع ، والنظرة حيادية لكائنات مهمشة ودائماً غير واضحة .
    يقول الراوي : " بالقرب من التابوت كانت هناك ممرضة عربية في جلباب أبيض وتغطِّي نفسها بمنديل ملوَّث " ، ويضيف " مارسو " : " عندما توجهت نحو باب الخروج قال لي الحارس إنها مصابة بتقرح ، وكانت الممرضة تغطي وجهها بقناع أبيض اللون لا يرى منها سوى عينيها ، وعند مستوى الأنف كان القنـاع مسطحاً ولا يرى تحته سوى الضمادات البيضاء علي الوجه " ، هذه الممرضة لم تنبث ببنت شفة ولم تشارك برد فعل في المساحة المخصصة لها . وأثناء تشييع جنازة أمّه يشير للكنيسة وللفلاَّحين فوق الأرصفة . وفي الجزائر العاصمة يلتقي بجاره في المسكن " ريمون " ، ويخبره الأخير عن العربي الذي تحرش به بسبب أخته ـ عشيقة " ريمون " ـ التي يصورها كامرأة مخادعة ومبتزَّة له . كما إنها تعود إليه مرَّة أخرى بخدعة يشاركه فيها " مارسو " بكتابة خطاب لها ، وعندما تكتشف الخدعة تصفعه ويضربها " ريمون " ضرباً مبرحاً . والغريب في كل هذه الأحداث أن " الغريب " لم يقدم أية تفسيرات تنير الجوانب المظلمة في هذه العلاقة بأطرافها الثلاث : العاشق / العاشقة / الأخ ، وليس الثالوث الخالد والشائع : العاشق / العاشقة / الزوج . الشخصية العربية هنا مبتزَّة للمال ، مهينة وخائفة ، والمنطق السائد المفسر للحدث منطق " ريمون " ، الذي تشير إليه الرواية أنه يتكسَّب من وراء النساء ، حيث يشير السرد علي لسان الراوي الذي يقول عندما يتأهب " ريمون " و " مارسو " و " ماري " للذهاب للشاطئ : " نظرت ورأيت مجموعة من العرب أمام حانوت التبغ " . وبعد تناول الغداء مع صاحب العشة وتنزههم علي الشاطئ : " لاحظت أن هناك علي الشاطئ ـ بعيداً عنا ـ اثنين من العرب يرتديان ثياباً زرقاء ويأتيان في اتجاهنا ، فنظرت إلي ريمون الذي قال لي : إنه هو " ، ناهيك عن المواجهة التي حدثت مع العربيين واللذين لقيا بالطبع هزيمة منكرة ، لم ينطق فيها أحدهما ولو بآهة توجع ، لولا سكين الأخ العربي التي جرحت " ريمون " جرحاً سطحياً يعقبه انسحاب العربيان . عند النبع يقول : " وجدنا العربيين يرقدان في هدوء ويبدو عليهما السعادة " ، وكان أحدهما ينفخ في قصبة قصيرة وتتردد نغمات ثلاث في الفراغ ، ويهدد " ريمون " بقتل غريمه ، ويأخذ " مارسو " المسدس منه حتى لا يتهور ، وينسحب العربيان مرَّة أخرى . وعندما يعودون للعشة لا يصعد معهم " مارسو " بل يستدير للشاطئ مرة أخرى ، ويمضي عليه بطريقة عبثية تحت لهيب الشمس الأحمر والوهج الحارق ، تقوده قدماه للنبع فيجد العربي وحيداً راقداً بظهره علي الأرض ، والذي ينهض واقفاً واضعاً يده في جيبه لإخراج سكينه ، وامتدت يد " مارسو " في التو لمسدس " ريمون " الذي كان مازال يحتفظ به ، ومع التعب والشمس والعرق واللهب وضربات الشمس ووميض السكين الممدود في مواجهته ، والبريق الخاطف المنبعث منه الذي يحرق رموشه ويخترق عينيه ، تنطلق الرصاصات في مشهد الذروة الذي أشرنا إليه في صدر المقال ..
    بعد القبض علي " مارسو " ، كان جل الموقوفين أيضاً من العرب الذين دهشوا لوجوده بينهم ، ورغم أنهم صمتوا عندما علموا قتله عربي ، إلاَّ أنهم في المساء عرفُّـوه كيف يطوي الحصيرة ليصنع وسادة ينام عليها . وعندما كانت تزوره " ماري " فيما بعد نرى مكان اللقاء والشبكة المعدنية الفاصلة والمساجين العرب في مواجهة ذويهم .
    والسؤال : هل تعمد " كامو " رسم هذه الصورة للعربي ، أم أنها كانت نظرة المحتل السائدة لأصحاب الأرض ؟ ، عندما احتل الفرنسيون الجزائر قيل أن الجنرال " بوجو " قد انتصر علي السكان المحليين ، وقيل عنهم أيضاً المتوحشين . وربما كانت هذه النظرة لا تختلف كثيراً عن النظرة الاستعمارية للقبائل الأصلية من سكان أستراليا أو الهنود الحمر في أمريكا أو العرب في فلسطين . ورغم فلسفة " كامو" الوجودية الإنسانية ، وأفكاره عن الحرية والمبادئ العليا للإنسان ، فإنه انشطر كانشطار روايته " الغريب " عندما تناول القضية الجزائرية ، كما اختلت مثله العليا ، كان متناقضاً وهو يساعد بموهبته المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية ولا يفعل نفس الشيء مع المقاومة الجزائرية التي اسماها " الأحداث الجزائرية " ، ورغم انتقاده للمستوطنين الفرنسيين من بني جلدته إزاء معاملتهم للعرب الذين اسماهم أيضاً " غير الأوروبيين " ، فإنه لم ير فيهم صورة المغتصب المحتل لأرض الغير ، وكذلك عندما دعا لـ " جزائر مسلمة " في إطار فرنسا الأوروبية ، وعندما عقد صداقاته مع من يتفقون مع أفكاره كالحركة الوطنية الجزائرية وزعيمها " عباس فرحات " الذي نادى بالاندماج مع فرنسا ، ولم ينجح مع " بن باديس " صاحب القصيدة المشهورة :
    شعب الجزائر مسلم .. وإلي العرب ينتسب
    من قال حاد عن أصله .. أو قال مات فقد كذب
    لقد كان " كامو " ممزقاً بين وطنه الأم فرنسا ، والوطن الذي ولد وعاش علي أرضه وأحبه الجزائر ، يقول : " مازلت أؤمن بالعدل ، لكنني أخشى علي سلامة والدتي التي لا زالت تعيش في الجزائر " . وفي أعماله الكاملة حذف المقالات التي تنتقد سلوك مستوطنيه الفرنسيين ، حتى أن كاتباً فرنسياً شهيراً هو " جان جاك بروشيه " قال عنه في كتابه " آلبير كامو ، فيلسوف الأقسام النهائية " أن " كامو " اتخذ موقفين متمايزين ومتناقضين في آن ، حيث أنه قبل الثورة كان يشجب في مقالاته تصرفات المستعمرين الفرنسيين ، وتعرض للطرد من عمله بسبب موقفه هذا ، لكن هذا الموقف تغير بعد اندلاع الثورة ، حيث أوضح " بروشيه " أن " آلبير كامو " قد تعاطف مع العرب الجزائريين فقط ضمن المقياس الذي ظهروا فيه أغبياء ويمكن استغلالهم . ورغم أنه هو الذي جعل " مارسو " يطلق رصاصاته علي العربي عند النبع ، فإنه كان منزعجاً فيما بعد من الرصاصات التي انطلقت بين الجانبين ، وأسالت حمامات الدم ، وقدمت مليون شهيداً جزائرياً قرباناً للاستقلال . وعندما أبدع قصته " الضيف " ، أجمع النقاد أنها كانت تجسيداً حقيقياً لمأساته أمام المسألة الجزائرية : "عندما يعود المعلم " دارو " لمدرسته بعد أن طلب من ضيفه العربي ـ الذي سلَّمه إليه جندي فرنسي بالليل بغرض تسليمه للسلطات في الغد ـ أن يختار بين الطريقين الذي يؤدي أحدهما للسلطات والاعتقال والآخر للحرية ، فيختار الضيف طريق السلطات ، وعلي السبورة يجد " دارو " العبارة التي تخاطبه وتلخص مأساته :
    " لقد سلمت أخانا للبوليس .. وسوف تدفع الثمن " .
    لقد جسَّدت إبداعاته الصورة الجميلة للجزائر / المكان ، خاصة الشمس القوية المتوهجة والغابات الكثيفة وريف الفقراء والبحر الذي كان يعشقه .
    قدم " كامو " للمكتبة العديد من الأعمال الخالدة غير الغريب مثل : الطاعون التي تدور أحداثها في وهران والثائر وأسطورة سيزيف ، بالإضافة لأعماله المسرحية المؤلفة أو المقتبسة ، والتي أهلته للحصول علي جائزة نوبل 1957 م ، حتى لقي حتفه في حادث سيارة في عام 1960 م أثناء عودته لباريس مع صديقه وناشر كتبه " ميشيل جاليمار " .
    ورغم اختلاف الظروف بين البلاد العربية ، فإنه كان هناك دائماً ، أو لبعض الوقت ، كتَّاباً آخرين مثل " كامو " ، عاشوا بيننا وكتبوا عنا ، أو بالأحرى عن بلادنا بعيون أجنبية ، لم تر من شخوصنا إلاَّ الزوائد والحواشي التي تلزم لاستكمال الصورة القصصية ، نذكر منهم علي سبيل المثال " لورانس داريل " في " رباعية الإسكندرية " التي لا تقل شهرة عن
    " الغريب " ، فالشخوص فيها من الأجانب والمتمصِّرين ومن فئات الوافدين ، لم يقترب من سكان الإسكندرية الأصليين وأصحابها الذين يصنعون زخم حياتها اليومية ، وكأنها لم تكن مدينة مصرية أبداً ، بل مدينة إغريقية .
    وحصلت الجزائر علي استقلالها ، لكنها ظلَّت تعاني لفترات من عدم الاستقرار ، والسكين العربي في " الغريب " ، والذي خطف بوميضه وبريقه اللاَّمع عيني " مارسو " عند النبع ، انشطر لآلاف السكاكين المعمدة بالخرافة والجهل ، والتي راحت تجز رقاب أبناء الوطن الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ .
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    * قاص وروائي وعضو اتحاد الكتَّاب بمصر .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de