|
|
 بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل
|
بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل
بقلم / محمود دليل
لعمري فأن الاستاذ عمر الجزلي امروء ميسر لما خاق له كأعلامي أوتى من كل شيْ في مجال مهنته وله شأن عظيم واني به لمعجب , كتبت عنه مادحا له في مقال طويل بجريدة الخرطوم بتاريخ الرابع من سبتمبر عام 2005 وكان بعنوان (عمر الجزلي يعذف على أوتار الليل)
ولكن لأن الله هو من خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه فالرب وحده اذن يعلم لماذا وثب الجزلي فجأة بضيفه الفريق اول عبد الماجد حامد خليل منذ الدقائق الاولى ومن الحلقة الاولى الى مرحلة اختياره وزيرا للدفاع عام 1979 ثم واصل القفز في الحلقة الثانيه الى مرحلة عام 1982 مرحلة إعفائه من كل مناصبه العسكرية والدستورية وذلك في الحوارات التي يجريها معه هذه الايام في برنامجه التوثيقي المشهود (أسماء في حياتنا)
وذلك لان فترة الربع قرن منذ تخرجه في الكلية الحربية عام1955 وحتى تقلده لمنصب وزير الدفاع والتي ربما اسقطها الجزلي سهوا منساقا وراء التوثيق للمراحل الدستورية والسياسية في حياة الجنرال فحسب اقول تلك الحقبة حفلت باحداث عسكرية لا مندوحة لكتاب العسكرية السودانية ان لا يحتويها بين صفحاته موثقا لها وكان الضابط عبد الماجد اما مشاركا فيها او شاهد عصر عليها.
فمثلا من الاشياء التي كان ينبغي ان يشار اليها مرحلة الكليه الحربيه و(الدفعه7) والتي كان عبد الماجد هو أولها لانها دفعة انفردت بالعديد من الملامح المتميزة فهي قد قدمت رئيس جمهورية المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الدهب ونواب رئيس جمهورية الفريق اول عبد الماجد خليل والفريق عمر محمد الطيب فهي تاريخيا إذن إحدى اربعة دفعات تخرج فيها حكام السودان العسكريين:
اولا/ الدفعه(24) نظام برآءة الحاكم العام تخرجت في الاول من يوليو 1918 وهي دفعة الفريق ابراهيم عبود
والأعمام النور خميس ومحمد سرور رستم وخالد عبد الله جبريل وسعد عمر وحسن فضل المولى وعبد الحق كامل ومحمد علي عمر اغا والحاج موسى والد الدكتور اسماعيل والعميد عمر الحاج موسى .
وثانيا (الدفعه3) دفعة المشير جعفر نميرى واللواء عوض احمد خليفه والتي تخرجت عام 1951 و (الدفعه 18) الثالثة الاخرى عام 1967 دفعة المشير عمر البشير.
وايضا لأن بعض ضباطها قادوا عمليات الردع الكبرى في اعوام 1970/1971 في محاور شرق وغرب الاستوائيه وقد حملت تلك الأطواف المحاربة او المتحركات اسماء (كتائب النصر) و ( بشائر النصر) و (دعائم النصر) وتمكنت من تدمير اكبر معسكرات حركة الانيانيا بقيادة اللواء جوزيف لاقو مثل معسكرات موروتو والدادنقا وسائر معسكرات منطقة (ناويا فوا) اي عش النسر كما تم اسر المرتزقة الالماني الشهير اشتاينر وقد مهدت تلك الانتصارات الساحقة لعقد اتفاقيه اديس ابابا للسلام عام 1972.
فقد كانت العمليات بقيادة العميد عمر محمد الطيب والعميد خالد الصادق اونسة والعميد محمد سعيد عبادى والعميد ميرغنى سليمان خليل ابن اخ البكباشى عبد الله بك خليل رئيس الوزراء عام 1958 ومؤسس سلاح المهندسين عام 1912 وكان يومئذ باسم (سلاح الإستحكامات العسكرية)
وذلك فضلا عن ان الدفعة كذلك قد ضمت مشاهير الضباط مثل الفريق يوسف احمد يوسف والفريق توفيق صالح ابو كدوك واللواء نور الدين المبارك و الفريق عزالدين علي مالك والشاعر الغنائي اللواء الطاهر ابراهيم اسماعيل والعميد محمد نور سعد والعميد محمد يحى منور.
هذا وثم محمد الحسن محمد علي وعباس ابراهيم الامام واسامه عثمان المرضى ومحمد محجوب عوض الله و عبد الرحمن سيد احمد برير وصلاح فضل السيد وبيومي بخيت وحسن احمد مكى و عبدالفتاح محمد ابراهيم واحمد محمد بابكر وكامل ابراهيم مرسى وبابكر النور عثمان ومصطفى على نديم.
كما ان تلك الفتره التي جانبها التوثيق شهدت احداثا كبارا تركت ما تركت من الوشم والاثار على جسم العسكرية السودانية وعلى البلد مثل انقلاب نوفمبر 1958 بقيادة الفريق ابراهيم عبود والمحاولات الانقلابية التي قام بها الامير الاى عبد الرحيم محمد خير شنان والامير الاى محى الدين احمد عبد الله سعد اولا في مارس ثم في مايو من نفس العام1959 وذلك بتحريك قوات القياده الشمالية والشرقية من شندى والقضارف ولابد ان المخضرمين ما يزالون يذكرون نص الشفرة او الرسالة السرية التي حركت قوات القيادة الشرقية (نسبة لسفر السيد وزير الداخلية الى الدالى والمزموم لتقسيم الاراضي المطرية يجب تجهيز بلكين مشاه تحت قيادة الصاغ ابو الدهب لحفظ الامن)
ثم وحركة البكباشى علي حامد من مدرسة المشاه في نوفمبر 1959 والتي انتهت باعدامه هو و زملائه البكباشى يعقوب كبيدة واليو زباشي عبد البديع على كرار والصاغ طيار الصادق محمد الحسن واليوزباشي عبد الحميد عبد الماجد من حامية الخرطوم والبكباشي على حامد هو من ضباط ( الدفعة واحد) عام 1950 دفعة ناس عبدالله الهادى احمد وعباس ابو نوره وعمر الشفيع وصلاح عبد الماجد ومزمل سليمان غندور الذي كان اول تلك الدفعه.
ثم انقلاب الملازم خالد حسين الكد عام 1965 وانقلاب العقيد جعفر محمد نميري مايو 1969 وحركةالرائد هاشم العطا يوليو 1971 وغزو قوات الجبهة الوطنيه للخرطوم يوليو 1976 بقيادة العميد محمد نور سعد وأنقلاب المقدم حسن حسين عثمان عام 1975 وهو الوحيد الذي تطرق اليه عمر الجزلي.
وثالثا فان تلك الفترة التي اعرض عنها شهدت مشاركات خارجية تاريخية للجيش السوداني مثل حرب الكنغو عام 1960 بقيادة القائم مقام عبد الحميد خير السيد بخيت و ضمن قوات الردع العربية التي تمركزت بالكويت بين أعوام 1961/1963 لمنع الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم من محاولة احتلالها وقد تعاور على قيادة تلك الكتائب والسرايا العقيد احمد الشريف الحبيب اسماعيل والعقيد حسن الفحل والعقيد صديق محمد طه و النقيب عمر محمد الطيب والنقيب عبد الماجد حامد خليل . كما تمركزت الكتائب والالوية السودانية في جبهة قناة السويس منذ حرب النكسة عام 1967 ومراحل حرب الاستئنزاف 1969/1970 وحرب العبور اكتوبر 1973 وتناوب على قيادتها العقيد محمد عبد القادر عمر الصادق والعقيد بشير النقر والعقيد صلاح الدين محمد سعيد و العقيد محجوب عبد الله عبد السيد والعميد حسن الامين صالح و العميد صلاح اليسع خليفة والعميد عز الدين على مالك.
وفي عام 1976 اشترك الجيش السوداني ضمن قوات حفظ السلام العربيه في لبنان وقاد العميد عبد الماجد حامد شخصيا القوة التي قامت بتأمين عملية اجلاء اللآ جئين الفلسطينيين من معسكر تل الزعتر اثر تلكوء القائد الاصلى للعملية الضابط العراقي العقيد هاشم السامرائي و تراجعه الى القاعدة بدعوى كثافة سقوط النيران على محاور تقدمه .
كما أن تحرك ( الدفعة 23 ) كلية حربية سودانيةعام1970 والتبليغ الى الكلية الحربية المصرية حيث اكملت دراستها و تدريباتها مع ( الدفعه 58) مصرية كان حدثا فريدا جديرا بالتعليق لاسيما وانها قد شاركت في طابور الجنازة المهيب لتشييع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كما انها قد ضمت كوكبة من اكفأ الضباط مثل العميد (م) السر احمد سعيد أحد التروس الاساسية التي ادارت عمليات صيف العبور بفرع العمليات الحربية بالقيادة العامة والقائد الاسبق لمدرسة المشاة بجبيت و الفريق محمد اسماعيل على الشيخ نائب رئيس هيئة الاركان تدريب واللواء عوض الكريم حسن حسين مبيوع قائد الهجانة واللواء محمد خوجلي الامين الذي كان قائدا لمنطقة اعالى النيل العسكرية وابوبكر على خير السيد من مؤسسي الدفاع الجوي بمنطقة البحر الاحمر واللواء احمد الامين الزين الذي قاد سلاح المدفعيه واللواء حيدر عبد الكريم جودة قائد كلية القاده والاركان ثم ومنطقة جيل الاولياء العسكريه.
كما ان عبد الماجد احدث نقطة التحول في حياة الرائد المرحوم عصمت حسن عبد الطيف زلفو بتكليفه عام 1970 بكتابة البحث الضخم الذي تمخض عن تأليفه لكتاب (كررى) عام 1973.
رابعا تميزت تلك الفترة الحاسمه بما احدثته لمسات عبدالماجد السحرية على الجيش السوداني من حيث التنظيم والتأهيل والابتعاث للدورات الخارجية والتوسع و التسليح وتنويع مصادره فجاءت الطائرات والدبابات والناقلات والمعدات من امريكا وبريطانيا والصين والمانيا ومصر والامارات وكندا هذا وثم مشاريع التدريب الكبرى بالذخيرة الحية مثل مناورات ( المك نمر) و(دقنة)و(همشكوريب) و( التحدي) بقوة لواء مشاة بل ومشروع(شيكان) بقوة فرقة مشاة مدعومة والذي أمر عبد الماجد بمواصلته حتى النهاية بالرغم من استشهاد العميد محمد على احمد باخريبة مدير فرع التدريب والرائد مصطفى جابر من اللواء الاول مشاة هجانه والنقيب محمد المزمل القرشي من المدفعيه والملازم اول طيار عزت عبدالحليم حسن والجندي عبده حسين والجندي عيسى عبدالله وجرح اخرين من بينهم المقدم صفوفي هجانه المرحوم الطيب حمدان صالح وقد كان قديما من اشهر وامهر تعلمجية مدرسة المشاه ومركز تعليم و محبوبا لدى جنوده الذين درجوا في طوابير السير الطويل ان ينشدوا الجلالة الخاصه به وهي من تأليفهم (لي قدام لي قدام الطيب حمدان بلتونو تمام) والبلتون هو الفصيلة بعد تعريب معجم المصطلحات العسكرية كما كان قد شارك في مناورة (شيكان) تلك عام 1979 المقدم انذاك الرئيس عمر البشير قائدا للكتيبة (142) مظلات.
وفي الختام فأنا لا ابتغي ان احدد للاستاذ عمر الجزلى مسارات حواراته وما ينبغي لي انما هو قول اجراه الله على لساني فما اكثر الرطب الذي يمكن ان تساقطه علينا نخلة عبد الماجد لو هززنا جزعها ولم نكتفي او نقنع باليسير الذي قد يهوى اذا هبت الريح وجر النسيم في الحقل ذيلا.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل (Re: Gaafar Ismail)
|
مشكلة برنامج " اسماء في حياتنا " ومشكلة الأستاذ عمر الجزلي يتجذر في غياب المهنية اللازمة
في الاعداد والاخراج والتقديم.
كتب الكثير عن هذا البرنامج ( وكنت أحد الكتاب ) لما يمثله من أهمية في توثيق تاريخ وطن وأمة باكملها.
الغريب أن الأستاذ عمر الجزلي كان قد وعد بأخذ كل الملاحظات علي هذا البرنامج في الاعتبار .
ولكنه لم يفعل وليته يفعل .[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل (Re: أبوالزفت)
|
رغم اننى اتضايق من طريقة عمر الجزلى والتى تظهر عدم اهتمامه واكتراثه بالمعلومة الحقيقية وتركيزه على اسئلة معدة مسبقا يبحث عن اجابات لها فقط بما يشفى غليله وغليل بعض من يوحى به ممن يشاركونه الراى حول النظام المايوى ..الا اننى تابعت حلقات عبد الماجد حامد خليل لانه راجل لم نعهد فيه الا الصدق وهو الشخص الوحيد الذى كان الناس تثق فيه ابان النظام المايوى سواء كان ذلك من العسكريين ام السياسيين والمدنيين ..
واعتقد ان عبد الماجد خير من يوثق بحيادية لما حدث وكان يحدث ابان نظام مايو فى سنواته الاخيرة سنوات السقوط المدوى او الطريقة التى يكرر عمر الجزلى بانها سقوط بطريقة سريعة لا يصدقها حتى الان ..
عمر الجزلى عنده مشكلة كبيرة انه لا يستمع للضيف بتمعن ليستخرج من تلك الاجابات اسئلة جديدة يثرى بها البرنامج وقلت ذلك فى هذا الموقع عندما استضاف الشيخ حسن الفاتح الذى قال له اننى قمت بتاليف 29 كتاب لم يخطر بباله ان يساله عن عناوين واسماء تلك الكتب على الاقل ولو تناولها كتابا كتابا لافاد ولكن مرت عليه المعلومة كما تمر على عائشة بائعة اللبن ..
عبد الماجد عنده الكثير والمثير ويا حبذا لو اوكلت مهمة البرامج التوثيقية لمذيعين مثقفين ولجنة اعداد متكاملة ومنسجمة كما يحدث فى كل انحاء العالم اما ترك الامر للجزلى وحده فيه خسارة ونقص فى التوثيق بلا شك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
كنت قد نشرت هذا المقال فيما سبق ولا أري بأسا من اعادة نشره حتي يرتفع الأستاذ عمر الجزلي
بالبرنامج الي المستوي المطلوب لمثل هذه البرامج الوثائقيةمن حيث الاعداد والاخراج والتقديمالي المستوي المهني المطلوب.
المسافة الفاصلة بين ذاكرة الوطن وبرنامج "أسماء في حياتنا"
ما هو المخرج من مأزق تشويش الذاكرة؟
هل نحتاج لسوبرمان لتقديم هذا البرنامج ؟؟
حسن طه محمد
مستشار قانوني [email protected]
الحوار بين الناس فن له اصوله وطرقه ووسائله وآدابه ومتطلباته وهو عملية يومية مستمرة بين الناس يحتاجون اليه في التواصل والتفاهم فيما بينهم .
لذلك يعتبر الحوار حتي بين الناس العاديين فن اجتماعي يمارسه الجميع وتكون له نتائجه المؤثرة سلبا و ايجابا.
لما كان الأمر كذلك ، فاذا ارتبط الحوار بموضوع هام مثل التوثيق لأخبار وأحداث الأمم والجماعات والأفراد ازدادت أهميته وأهمية تتبع أصوله وطرقه ووسائله وآدابه ومتطلباته .
والتوثيق عملية تقوم علي عدة عناصر تأتي في مقدمتها المعرفة العلمية الدقيقة المطلوبة في توثيق الحقيقة.
وهو - كما هو معلوم – مرتبط بالتاريخ والولوج الي بوابات التاريخ ليس بالأمر السهل ولا يمكن الولوج اليها الا لمن له المعرفة والدراية او ممن صنعوا ذلك التاريخ . وهذه البوابات هي جسر عبور ممتد للتواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
هذه المقدمة المختصرة والمعلومة للجميع كان لا بد منها قبل ابداء الرأي في برنامج " أسماء في حياتنا " الذي جاء اقتراح بعضهم علي صفحات "ســـــــودانــــايـــــل " بتكوين مجلس او لجنة متخصصة من ذوي المعرفة والتخصص لتقوم باختيار ضيوف هذا البرنامج التلفزيوني الهام ووضع اطار عام للأسئلة التي تطرح علي ضيوفه.
ان ما دعاني للدلو برأيي المتواضع عن هذا البرنامج هو اعتقادي الجازم في أهمية التوثيق التاريخي لمجريات الأحداث الهامة التي أثرت في مسيرة الوطن خلال العقود القليلة الماضية والتي سيمتد أثرها – بلا شك - الي الأجيال اللاحقة.
وما دعاني ايضا للكتابة في هذا الموضوع هو ايماني القاطع بأهمية حماية ذاكرة الوطن من هذا التشويش الذي أحدثه ويحدثه برنامج " أسماء في حياتنا " .
تنبع أهمية برنامج " أسماء في حياتنا " من هدفه المعلن من أنه برنامج توثيقي يعمل علي الحفاظ علي ذاكرة الوطن والمواطنين من خلال الحوار مع ضيوف البرنامج في الحقب الزمنية التي عاشوا فيها.
لذلك فهو يختلف عن بقية البرامج التي ينتهي تاثيرها علي المشاهد بانتهاء زمن البرنامج .
ان مثل هذه البرامج التوثيقية تحتاج الي اعداد جيد مسبق من خلال تجميع المعلومات المرتبطة بموضوع البرنامج ودراستها والبحث فيها والتقصي عنها بمنهجية علمية وصولا لهدف البرنامج. ولحسن الحظ فقد أتاحت المكتبات والتقنيات الحديثة بما فيها من كتب ومجلدات وبحوث علمية متخصصة امكانية الاستعانة بها والاستفادة منها في الاعداد والتحضير والطرح المميز للوصول الي قلب المشاهد العادي والباحث العلمي بما يريده من معلومات حقيقية تؤرخ لحقبة زمنية كان يعيشها ضيف البرنامج.
وأمـــامــنــا الجهد المبذول في البرنامج الرائع " مع هيكل – تجربة حياة " الذي يقدم علي قناة الجزيرة الفضائية .
من جانب آخر ، فان مثل هذه البرامج التوثيقية يجب أن تستضيف أشخاص كانت لهم بصمة واضحة وأكيدة في صنع الأحداث التي تجسد المرحلة التي يتناولونها أو أشخاص ممن زامنوا تلك المرحلة ولهم المقدرة في اثبات الحقائق بالرواية والبحث والتدقيق . لذلك فمن المتعين والمطلوب في آن أن تخضع هذه الشخصيات المستضافة الي عملية فرز دقيقة لا مجاملة فيها حتي يصل البرنامج الي هدفه المنشود وينال رضاء جميع المشاهدين بمختلف فئاتهم .
أخيرا يأتي دور الاعداد والتحضير لمثل هذه البرامج التوثيقية فنيا وتقنيا بصورة متكاملة وبشكل يستطيع معه اثارة المشاهد وشده للمتابعة وابعاده عن الملل والفتور والعزوف .
كنت أحسب أن الأستاذ / عمر الجزلي وهو الاذاعي المعروف الذي بدأ عمله مع الاذاعة السودانية منذ عقود مضت قد اكتسب من القدرات والخبرات ومهارات ادارة النقاشات ما يمكنه من استلهام المغزي الحقيقي لمثل هذا البرنامج ومن ثم العمل علي اعداده وتحضيره وتقديمه بما يليق.
ولنا أن نتساءل : هل تنطبق هذه المعايير علي برنامج " أسماء في حياتنا " ؟؟؟؟؟؟
الجواب بالقطع : لا .
ابتداءا - وحتي لا نبخس الناس أشياءهم - أقول أن الأستاذ/ الجزلي يحسب له صبره في متابعة الحوارات مع ضيوفه ولكن اسلوبه في اعداد وادارة هذا البرنامج معتمدا فقط علي الارتجال المتسم بالتكرار والتطويل والاستطراد بعيدا عن نهج الاختصار المفيد وفي اختيار شخصيات غير مؤثرة لم يكن لها دور في الشأن العام مثلهم مثل أي مواطن عادي قد تولد منه الحزن الثقيل والملل المنبوذ .
يقول الخليفة الراشد علي رضي الله عنه " خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل "
المتابع للبرنامج يلاحظ بوضوح افتقاره للمعايير التي سبق ذكرها ، حيث لا اعداد جيد ولا اختيار موفق للضيوف ولا تحضير فني مهني راقي ومثير يبعد الملل والفتور عن المشاهد.
وحقيقة أقول ان البرنامج بدا مقبولا ولكن مع مرور الوقت بدأ لمعانه يخفق ولا تجد فيه اثرا لجهد مبذول .
يتضح ذلك جليا من عديد السلبيات التي اكتنفت هذا البرنامج ، الأمر الذي جعله عرضة لشديد النقد اللاذع.
ويمكن تلخيص تلك السلبيات فيما يلي:
اختيار كثير من الشخصيات غير المؤثرة في الحياة العامة من ذوي الرغبة الذاتية في النفخ في بطولات زائفة في محاولة لحجب ضوء الشمس من خلال سرد قصص وبطولات شخصية بعيدة عن الواقع وغير مقنعة لا تهم المشاهد لا من قريب أو بعيد.
العجيب في الأمر ، أن بعض هؤلاء المستضافين يتحدث عن عنترياته هذه المنفوخة بالبطولات التي يقول أنها حدثت في زمن صباه بفكر وعقل من تعدي الستين من عمره ، لتضيع مع الهواء الذي يتنفسه وهو جالس أمام كاميرا البرنامج.
وبالأكيد لن ينالوا عزا أو شرفا من تلك البطولات الزائفة .و أين هم من بطولات علي عبداللطيف و عبداللطيف الماظ؟
الفشل في ادارة دفة الحوار مع ضيوف البرنامج وضعف الأسئلة التي تطرح و الارتجال والتطويل غير المفيد للمشاهد داخل اطار القهقهات التي تميز واشتهر بها مقدم البرنامج ، مما يحرم البرنامج مع مرور الوقت من استضافة كثير من الشخصيات التي كان من الممكن لها أن تقدم ما يفيد.
ألا يدري الجزلي أن الأعمار بيد الله وأن هناك أناس مفيدين يمكن أن يلحقوا بالرفيق الأعلي قبل ان يتم تسليط الضوء عليهم وقد بلغوا من العمر عتيا؟؟
تسييس البرنامج واختيار شخصيات لها مرام وأهداف اخري!!!!!!!!
من الواضح أن اختيار شخصيات هذا البرنامج يؤشر - دون أدني شك – الي أنه ليس بمنأي عن تأثير المراحل السياسية .
عدم افساح المجال للآخرين لادارة هذا البرنامج بدل الاحتكار وفرض أسلوب النمط الواحد.
عدم التخصص في التوثيق من أفواه ناس متخصصين في المجال الذي يتحدثون عنه وفيه.
خلو البرنامح من استضافة معلقين ومحللين من شهود المرحلة لتحليل ما يرد في البرنامج والتعليق عليه.
ان مثل هذه البرامج التوثيقية في حاجة ماسة الي مؤسسة اعلامية متكاملة لتوثيق الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والادبية والرياضية والفنية وغيرها من ضروب الحياة ذات الشأن العام الذي يهم كل الأجيال السابقة منها واللاحقة .
المطلوب أيضا من الأكاديميين والباحثين والدارسين اخضاع هذا البرنامج للفحص والتدقيق والتقييم وكيفية الاستفادة منه في التوثيق لحقب مختلفة .
كما يمكن استضافة معلقين من شهود المرحلة للتعليق علي ما يرد في البرنامج.
ان الاعداد الجيد والاختيار الموفق لضيوف البرنامج والتحضير الفني بالصورة المهنية والتقنية الراقية سوف يصل بالبرنامج الي قلوب المشاهدين كوجبة تاريخية ثقافية ادبية دسمة .
لم أجد احدا ينادي بالغاء هذا البرنامج ، بل الجميع ينادي بتطويره وتقديمه بالصورة التي تتماشي وتتواكب مع هذا العصر – عصر المعلوماتية والتوثيق .
في الختام ، نقول أن التغيير ضرورة حتمية لتلافي العجز في التوثيق والتزوير في التاريخ ، فالتوثيق أمانة قبل كل شيء.
ولا أعتقد أننا في حاجة الي سوبـر مان لتحقيق ذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل (Re: أبوالزفت)
|
أتفق مع كل المتداخلين حول ملاحظاتهم ولا نمل تكرار النقد للبرنامج وطريقة تقديمه.. ولو كان فريق الإعداد حريص على إستصحاب كل نقد أو ملاحظات تقدم لهذا البرنامج لاستفاد وأفاد في تصحيح وجهة البرنامج وتطويره ..لأن أحد الأسباب الأساسية في تخلف هذا البرنامج تكمن في غياب فريق الإعداد, أو فالنقل أن الفريق أختزل في شخص عمر الجزلي فقط ! علمآ أن مثل برنامج كهذا يعد من أهم وأخطر وأصعب البرامج ولذلك فهي تحتاج لفريق عمل متخصص وبقدرات عالية ..وأمامنا مستوى المهنية العالية في البرامج الوثائقية والحوارية التي تقدمها كثير من الفضائيات العربية- دعكم من الأوروبية- وقارنوا مابين هناك وهنا!.. من جانب آخر فقد تأكد تمامآ أن أسماء في حياتنا يكرس لتوثيق تجربة الإسلاميين والمراحل الشمولية, بحشد كثير من الشخصيات غير الحاضرة كثيرآ في حياة الناس و التاريخ المعاصر للبلد, في محاولة فطيرة لتخليدهم!..تمامآ بمثل مافعلوا ذلك بإطلاق الأسماء الباهتة على الشوارع والمؤسسات الرسمية والأهلية, دون أي واعز من ضمير وطني أو أخلاقي ..ولا مندوحة الآن سوى أن نشحذ همم المسئولين في الفضائيات السودانية التي أنشئت حديثآ, من أجل تبني فكرة برامج بديلة لأسماء في حياة الفضائية السودانية -التي أصبحت ناطقة بلسان فئة ضئيلة في المجتمع السوداني - لتكون عن حق برامج توثق للسودانيين عامة في مختلف ضروب الحياة بمهنية عالية وجاذبة!.
وشكرآ لأبو الزفت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين عمر الجزلي و الجنرال عبدالماجد خليل (Re: أبوالزفت)
|
فكرة البرنامج جيدة حيث انها عالمية ويتم تنفيذها في كثير من تلفزيونات العالم الرسمية والتجارية وليست خاصة بالسودان وعمر الجزلي الا ان له سبق ان وجد من يسمح له بتقديم البرنامج ولكنه صار المعد والمنفذ والمقدم ومثل هذه البرامج التوثيقية تتطلب مختصيين وسعة افق ومعرفة ولباقة وحيادية ولا اظن انه كذلك وان استمر البرنامج لفترة طويلة فهو بسبب فكرته وليس بسبب مقدمه ...واحيانا يكون امثال هؤلاء سببا في سقوط البرنامج او حلقات منه لسوء الاعداد وقصور في التقديم ....ورغم شغفي بالبرامج التوثيقية فلقد تسبب الجزلي بقصوره في اعداد البرنامج واسلوبه الممل واصراره علي ان يكون الضيف والمضيف واقحام شخصيات ليست اسماء في حياتنا وليس لها ما يفيد الشعب السوداني في ان اترك متابعة البرنامج منذ سنوات والصدفة فقط احيانا تجعلني اشاهد احد حلقاتها ...
__________
حاشية : كان للمؤسسة العسكرية السودانية تواجد في الكنغو في مطلع الستينات وكذلك تواجد في تاسيس او الاسهام في تدريب جيوش بعض الدول الصديقة لم تشر اليها ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
أبوالزفت
Gaafar Ismail
حسن طه محمد
الكيك
محمد أبوالعزائم أبوالريش
Nasr
محمد عثمان ابراهيم
حسن الجزولي
abubakr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست