عن المرأة.. والحجاب، والاختلاط // د. رفعت السعيد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2008, 01:48 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن المرأة.. والحجاب، والاختلاط // د. رفعت السعيد









    ويتمادى هذا الزمان الرديء فى رداءته، وظلاميته وظلمه للمرأة.
    يتمادى فيدفعنا خلفا، حتى يكاد أن يفرض علينا ما لم يكن مفروضا فى زمان الإسلام الأول.
    ثم يتمادى حتى يكاد أن يجبرنا على أن نضع غمامة على عيوننا جميعا فلا نكاد نرى إلا ما يراه المتخلفون والمتحذلقون ومدعو الافتاء الذين يفتون بغير علم، وغير عقل، وبلا تمييز بين وقائع وممكنات وظروف الماضى القديم وبين الحاضر وظروفه ووقائعه وما يفرضه علينا من سلوك وما يتعين علينا من واجبات التأويل والاجتهاد والتجديد.. التجديد الذى يلزمنا به حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الله يبعث على رأس كل مائة من السنين لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها، لكن أعشاش البوم الناعق بالظلام والظلامية تفرض علينا أن نعود لنناقش البديهيات وكل ما هو عاقل ومعقول، وتمنعنا من إعمال العقل ورؤية الواقع وتحرمنا من أداء فريضة التجديد والتأويل.
    وهكذا نضطر اضطرارا إلى العودة إلى مناقشة ما تصورنا أنه كان محسوما وممارسا ومقبولا منذ زمان الإسلام الأول.
    ويشاركنا فى هذه العودة باحث مجدد ومتعمق الأستاذ الدكتور محمود سلام زناتى فى كتاب رائع اختلاط الجنسين عند العرب.. وهو كتاب يستحق أن يطبع مرات ومرات وأن نقرأه ونقرره كجزء من مناهج التعليم فى مدارسنا وجامعاتنا البائسة والتى تفرض عليها مناهج مصبوغة - وعن عمد متعمد - بالظلامية ودعاوى الجهل والجهالة.
    ومنذ الصفحة الأولى يقر المؤلف المستنير ويعترف بحق الاختلاف.. ويؤكده باعتباره ملاذا قديما عاشه آباؤنا وأجدادنا بينما يأتى اليوم من ينكره ويفرض علينا إنكاره.
    ففى الصفحة الأولى من الكتاب نقرأ عبارتين كل منهما تناقض الأخرى، وهما معا تمثلان الصراع الأبدى بين التقدم والتخلف: وهو صراع امتد إلى ساحات عدة من بينها موضوعا الحجاب واختلاط الجنسين، العبارة الأولى متشددة ومتطرفة وصاحبها ابن المقفع.. وتقول واكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن، فإن شدة الحجاب خير لك من الارتياب فإن استطعت ألا يعرفن غيرك، فافعل.
    لكننا وقبل أن نتوقف لنقد هذه العبارة أو انتقادها يتعين أن نتذكر أنه حتى ابن المقفع المتشدد لم ينكر أبدا حق الاختلاف ولا حق الاجتهاد والتأويل، ولم يزعم أبدا أن ما يقوله من آراء هو ما يقوله الدين ذاته، بل هو يعترف بأن كل ما قاله هو مجرد رأى قد يكون صائبا وقد لا يكون، وأن من حق الآخر أن يقول رأيا نقيضا ويمضى الحوار فى سبيله دون أن يحاول أى من الطرفين أن يعيقه بادعاءات تنسب الالتزام بصحيح الدين لرأيه هو وحده.. وإنما هى آراء بشرية يمكن أن تصيب وأن تخطيء.
    وهكذا وقبل أن نواصل مطالعة الرأى الآخر الذى أورده د. زناتى فى كتابه يتعين علينا أن نقرأ بل وأن نحفظ عن ظهر قلب العبارة الذهبية المستنيرة التى قالها ابن المقفع: الدين تسليم بالإيمان والرأى تسليم بالخصومة، فمن جعل الدين رأيا فقد جعله خصومة ومن جعل الرأى دينا فقد جعله شريعة.. ولهذا فإن ابن المقفع بكل تشدده فى صياغة رأيه، ظل منفتحا على الآراء الأخرى، ولم يتهم أصحابها، بل تقبلها باعتبارها اجتهادا يستحق النظر متعاملا معه ومع أصحابه بالاحترام ودون اتهام أو تكفير، وتشهير.
    والآن ما هو الرأى النقيض لرؤية ابن المقفع أو لنصيحته للرجل إن شئنا الدقة؟ الآراء كثيرة لكن د. زناتى يختار منها واحدا للجاحظ يقول فلم يزل الرجال يتحدثون مع النساء فى الجاهلية والإسلام حتى ضرب الحجاب على نساء النبى خاصة.. بينما كانت الشرائف من النساء يقعدن للرجال للحديث، ولم يكن النظر من بعضهم إلى بعض عارا فى الجاهلية، ولا حراما فى الإسلام.
    ويكمل د. زناتى ما قاله الجاحظ متحدثا وبالتفصيل عن وضع المرأة فى الإسلام وعلى زمن الرسول وما بعده، فقد جاهدت المرأة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخرجت معه للقتال كتفا لكتف مع الرجال ومنهم أم ورقة وأم عمارة وأم سنان وأم سليم وكانت مشاركتهن فى القتال بإذن من النبى وبترحيب منه.. وهو يقول فى كتاب آخر لقد قاتلت أم عمارة فى معركة أحد فأبلت بلاء حسنا وجرحت إثنى عشر جرحا (نظم العرب فى الجاهلية وصدر الإسلام - ص263) ونعود إلى الكتاب الأول، فهو يؤكد أن ثمة أحكاما أنزلت لنساء النبى خاصة وليس لجميع النساء ويورد العديد من الأدلة.
    - يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم (الأحزاب - 53).
    - يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين، وكان ذلك على الله يسيرا (الأحزاب - 30).
    - وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا (الأحزاب - 53).
    وحتى نساء النبى اختلفن فى تفسير موضوع قرارهن فى البيت فمنهن من تشددت فى تفسيره مثل سودة بنت زمعة التى لم تخرج من بيتها بعد وفاة النبى أبدا ولو لأداء فريضة الحج، بينما تساهلت زوجات أخريات فحججن وحاربن وشاركن الرجال مجالسهم ومعاركهم (ص23).
    ويؤكد د. زناتى أن الحجاب قد فرض على نساء النبى خاصة ويستدل على ذلك بأن آية الحجاب نزلت فى العام الخامس من الهجرة، بينما أذن الرسول لبعض من النساء بالمشاركة فى معركة يوم حنين التى كانت فى العام التاسع من الهجرة (ص25).
    ثم هو يورد عديدا من الروايات التى تؤكد رأيه فعلى كرم الله وجهه أرسل ابنته أم كلثوم إلى عمر بن الخطاب كى يراها فإن أعجبته خطبها، وفى عهد بنى أمية بأكمله كانت النساء سافرات، وكن يختلطن بالرجال ببساطة ودون تكلف.. وفى كتاب الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى نقرأ مع د. زناتى خرج جميل بن معمر - عام 82 هجرية - فى يوم عيد والنساء إذ ذات يتزين ويبدو بعضهن لبعض ويبدون للرجال، ووقف جميل أمام بثينة وأختها أم الجسير فى نساء بنى الأحب فرأى منهن منظرا، وأعجبته بثينة وعشقها وقعد معهن طويلا (الأغانى - ج2 - ص98).
    ونجد فى كتاب الأغانى روايات شتى تؤكد أن من نساء عصر بن أمية من تمكسن بحقهن فى رفض الحجاب باعتبار أن القرآن لم يأمر به، فعائشة بنت طلحة كانت لا تستر وجهها من أحد فلما عاتبها زوجها مصعب قالت: إن الله - سبحانه وتعالى - وسمنى بميسم جمال أحببت أن يراه الناس وأن يعرفوا فضلى عليهن فما كنت لأستره، ووالله ما فى وصمة يقدر أن يذكرنى بها أحد (الأغانى - ج9 - ص38).
    ونقرأ فى كتاب العقد الفريد لابن عبدربه كيف توجه عبدالحميد بن سهيل بن عبدالرحمن بن عوف ليخطب ابنة القاضى زرارة بن أوفى الجرشى منه، لكن القاضى أحاله عليها كى يتوجه إليها ليسألها رأيها وهى تقبله أم لا، وبرر القاضى ذلك قائلا: إنها امرأة لا يفتأت عليه، فاخطبها إلى نفسها (العقد الفريد - ص216).
    .. ونعود إلى الزمان الإسلامى الأول ليحكى لنا د. زناتى كيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد وقعت فى ملكه ريحانة بنت عمر فطلب منها أن ترتدى الحجاب فيتزوجها، لكنها رفضت قائلة: بل دعنى فى ملكك وبلا حجاب فذلك أروح لى.
    ويؤكد الباحثون أن الحجاب انتشر فى نهايات العصر الأموى بتأثير من التقاليد الفارسية والإغريقية التى عرفت الحجاب منذ أزمنة سحيقة، ثم زاد انتشاره مع الدولة العباسية حيث كان للفرس النفوذ الأكبر هم وتقاليدهم على الحكم والمجتمع.
    لكن الإسلام الصحيح ظل يقاوم نثرا وشعرا وكتابة وفعلا.
    ونقرأ شعر المسكين الدرامى يعتبر أن فرض الحجاب هو مجرد انعكاس لشعور الرجال بالغيرة على زوجاتهم..
    ألا أيها الغائر المتشيط
    فيم تغار إذا لم تغر
    تغار على الناس أن ينظروا
    وهل يفتن الصالحات النظر
    إذا الله لم يعطن حبها
    فلن يعطى الحب سوط عمر
    وما دمنا قد أتينا إلى الشعر فلعله من الطريف والمفيد معا أن نستعيد شعرا كان يقف فى مواجهة النظرة المتخلفة للمرأة فى مطلع القرن الماضى..
    صرخ حافظ إبراهيم فى وجوههم قائلا:
    ليست نساؤكم حلى وجواهرا
    خوف الضياع تصان فى الأحقاق
    ليست نساؤكم أثاثا يقتني
    فى الدور بين مخادع وطباق
    تتشكل الأزمان فى أدوارها
    وولاءهن على الجمود بواقي
    أما أحمد شوقى فصرخ هو أيضا مستنجدا بقوى الاستنارة والتقدم:
    ظلم الرجال نساءهم وتعسفوا
    هل للنساء بمصر من أنصار
    يا معشر الكتاب أين بلاؤكم
    أين البيان وصائب الأفكار
    وفى قصيدة أخرى يقول شوقى:
    هذا رسول الله لم ينقص حقوق المؤمنات
    العلم كان شريعة لنسائه المتفقهات
    رضن التجارة والسياسة والشئون الأخريات
    مصر تجدد مجدها لنسائها المتجددات
    النافرات من الجمود كأنه شبح الممات
    .. كان ذلك فى مطلع القرن الماضى.. فأين شعراء اليوم وكتابه ومفكروه والمستنيرون ومدعو الاستنارة؟.
    وأصرخ مع شوقي
    يا معشر الكتاب أين بلاؤكم
    أين البيان وصائب الأفكار!
    فهل من إجابة.. أو استجابة ولو بأقل قدر؟.



    المقال من جريدة الاهالي
    لسان حزب التجمع التقدمي الوحدوي
                  

04-28-2008, 04:58 AM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن المرأة.. والحجاب، والاختلاط // د. رفعت السعيد (Re: Sabri Elshareef)
                  

04-28-2008, 11:57 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن المرأة.. والحجاب، والاختلاط // د. رفعت السعيد (Re: Sabri Elshareef)

    شكرا دكتور محمد القاضي علي ايجاد الرابط للمقال
    تحياتي واشواقي لك وللاسرة


    الدكتور رفعت السعيد له صفحة مكرسه لرصد الهوس الديني من فترة طويلة بجريدة الاهالي
    ومساهماته رائعه في نقد العقل الديني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de