|
إنتو يا بنات ..
|
رندا عطية: الم تسمعن بالمقولة الفرنسية القائلةلا توجد امراة قبيحة و لكن توجد امراة لا تعرف كيف تهتم بنفسها), و التي يبدو ان الفرنسيين القائمين على صناعة المستحضرات النسائيةالتجميلية على معرفة تامة بها , لانهم و من خلال هذه المقولة (استشعروا) الانثى الكامنة داخل كل فتاة او امراة .. جميلة كانت او كان رزقها من الجمال قليلا .. ادراكا منهم ان الجمال شيء (نسبي) اما الانوثة فشيء ( ثابت) على ان تؤمن و تثق الواحدة منا بانوثتها و ذلك عبر اهتمامها بنفسها و ليس السعي لتغييرها و تبديلها, و دونكن يا (بنات) دعايات المستحضرات الفرنسية التي تركز على (رعاية) الشعر و تغذيته و الاهتمام و المحافظة على نضارة البشرة و ليس (تغييرها) , اي بمعنى اخر ثقن بما عندكن و اولينه اهتمامكن دون ان تكترثن بمقاييس المجتمع المحددة للجمال و عدم اكتراث الفرنسيين بهذه المقاييس جعل نساء و (بنات) العالم يهمن عشقا بمستحضراتهم .. التجميلية . و لعل هذه (الثقة الانثوية) العالية تتجلى في التسريحات التي تعامل بها المراة السودانية شعرها دونما توجيه اي لوم لجيناتها هذه الجينات التي بلغ اختلافها درجة جعلت تسريحاتنا تتأرجح ما بين تلك (الخصل المسدولة) حتى لكان الذهب قد سال من شعر صاحبتها (ذات الضفائر الطائشة ما بين مجلس عشيرة و ما بين اهل) .. و ما بين (المشاط) الذي حينما تم تذوقه تنوع اشكالا و اسماء بدءً منالسودان قفل, الودعة مرورا بالبوب, تسريحة ماما ربيكا ـ المميزة ـ و انتهاءً و ليس نهايةً .. الصفقة), و العديد من المسميات التي باتت تطلق على اشكال المشاط النسائية الشبابية المبتكرة , و انا من هنا اود ان اقدم (تحية خاصة) لذلك الاخ الصديق الذي حكى لي كيف انه حينما راى زوجته تخجل من شعرها القصير ذهب و اشترى لها كتابا يحتوي على كثير من التسريحات و القصات الخاصة بالشعر القصير و اهداه اياه قائلاً لها ما مشكلة انه شعرك يكون قصير .. لكن المشكلة في انك ما تعرفي كيف تتعاملي معاهو ), فهو بتصرفه هذا جعل (السوداني) يفوق الفرنسي في استشعاره للانثى (الكامنة) داخل كل فتاة او امراة. و لكن ـ و يا ويحي من لكن هذه ـ يبدو ان قطب العالم الاوحد وبعد نجاحه في تسويق ثقافة حياته الباردة .. المغلفة بساندوتشات ماكدونالدز و نكهة الكولا .. صار (قطب عالمنا الاوحد) هذا يسعى الان سعيا دوؤبا ل (تسويق) لونه .. و لان المراة هي اساس الحياة و من ثم غالبا ما ياتي التغيير الاجتماعي عن طريقها لذا تم التركيز عليها اغراءً و اغواءً لعقلها الباطن بالدعايات الايحائية لشركاته للمستحضرات التجميلية النسائية بان (ذات البشرة البيضاء) هي المفضلة لدى آدم بل وان صاحبتها هي (قرة قلبه) .. و ان من لم (تتشح) به هي امراة ناقصة الانوثة في نظر .. كل ابنائه, لتقع نسبة مقدرة من النساء من غير ذوات البشرة البيضاء تحت هاجس تغيير لون بشرتهن كيف لا و انوثتنا المدللة تجملا لا يرضي غرورها شيء مثل رؤيتها لذياك البريق الذي يلمع اعجابا في عيني من كان حبيبا عاشقا .. او زوجا محبا .. او معجبا متذوقا .. حتى لكان الواحدة منا لا ترى صورتها الا من خلال تذوق عيني آدم .. لها لهذا كان من الطبيعي ان يفرض السؤال التالي علينا نفسه بالحاح مستفزاذا ما بال البنات السودانيات يقعن تحت تاثير عولمة اللون الابيض؟!!! ) , و هن من حينما تذوق آدم السوداني (حديقتهن) الموشاة بالوانهن المختلفة قام الشعراء من ابنائه يتباروون غزلاً عفيفاً في (ورودها) المختلف الوانها حتى اذا ما وصف لنا احدهم بان لون (وردته) هو: (اسمر جميل فتان), رد عليه اخر بان لي في المسالمة غزال ) ـ علما ان اغلب غزلان المسالمة من ذوات اللون الابيض ـ ليستوقفهم اخر قائلاًما اصلو الجمال ادوه الخضر), اما من قال في اللون الاسمر دوبت شبابي) فده حالته حالة اما, تلك (الخلاسية) فشانها عجب مع ود المكي ابراهيم , و بعد ده كله يا (بنات) هل ترون ان هناك من ضرورة او داع يغصبنا للوقوع و ـ بقروشنا! ـ اسرى استعمال مستحضرات تجميلية ذات طبيعة كيميائية فيما هي تقوم بتغيير لون بشرة (وجه) الواحدة فينا تكون قد اوقعتها في براثن امراض ليس لها منه .. فكاك. فان تصالحت كل واحدة مننا يا (بنات) مع نفسها ثقة منها بانوثتها تبنيا لشعار (انا لا اكذب و لكني اتجمل) لحققنا هدفين اولهما محافظة كل منا على نضارة انوثتها و ثانيهما حتى لا نكون الثغرة التي ستفقدنا (هويتنا) التي حينما امتزجنا و انصهرنا في (بوتقتها) اديانا و ثقافات و الوانا مختلفة انبثق من (رحم) الوجود هذا (السوداني) .. المتفرد. و لاجل هذا (المتفرد) يا بنات فانني اسجل اعترافي الآتي لمن اصبحت و (انا كما انا) قرة قلبه و عقله بانه حينما ..
رنا إلى بمقلتيه رأيت صورتي منعكسة داخلهما ثم أطبق جفنيه ومن يومها وأنا أرى الدنيا بـ.. عينيه
|
|
|
|
|
|