|
|
 مساحة حرة ...مرحباً بالمصريين.. لكن بشرط ...محب ماهر (صحيفة السوداني)
|
مساحة حرة 23/4/2008
مرحباً بالمصريين.. لكن بشرط
تدور في أضابير وكواليس الوزارات السَّيادية ومكاتب السِّياسيين هذه الأيام الكثير من الأحاديث حول الإستثمار الزراعي، وجعل السودان سلةً لغذاء العرب إن لم يكن العالم أجمع، خاصةً بعد الضائقة التي ألمت بجميع الدول نسبةً لإرتفاع أسعار الأقماح عالمياً، واشلُّح الكبير الذي عاشته تلك الدول، للدرجة التي جعلت فيها ضائقة رغيف الخبز هي الأولي علي المستويين السياسي والإقتصادي، لذا فإن جميع الأبصار تتجه مباشرةً هذه الأيام نحو الولاية الشمالية، وتحديداً منطقة (أرقين) غربي مدينة وادي حلفا، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من جهات عديدة تنوي الإستثمار فيها، منها شركات إماراتية وكويتية، وسعودية وبالطبع مصريةٌ أيضاً، لما تتمتع به هذه المنطقة من محفزات قلما تتوفر في منطقة أخري، فقد خلَّف السد العالي وراءه دلتا جديدة تتفوق علي دلتا مصر من حيث جودة التربة والمساحة، خلافاً لما تكتنزه هذه المنطقة من مياه جوفيه وفيرة في باطنها، بجانب الإمتداد المنبسط لأراضيها.
ليس من المقبول مطلقاً رفض مثل هذا الإنفتاح الإستثماري الذي حتماً سيشكل طفرةً في المنطقة وسينهض بها تنموياً أو الوقوف في وجهه، فالمشاريع التي ستقوم هناك ستحتاج بالطبع إلي عمل بني تحتية سيستفيد منها أهالي المنطقة قبل اصحاب المشاريع، لكن علي الرغم من كل ذلك، إلا أنه من الواجب استصحاب الرؤية الواسعة والطويلة الأمد لمثل هكذا مشاريع، وإلا كان مصيرها الإصطدام بـ (جبل الجليد) الذي لا يُعرف غراره، فلأهالي المنطقة مطالب حقيقية بإعتبارهم أصحاب الأرض، لكنها مطالب عادلة لا غُبار عليها، فهم لا يطلبون أكثر من التنمية التي من أجلها قامت المشاريع، والتي لا تتعدي المطالبة بضرورة تضمين بنود الإتفاق مع المُستثمرين علي نصوص واضحة تضمن المحافظة علي البيئة، والتقيد بمبادئ المسؤولية الإجتماعية، المتمثلة في تقديم الخدمات المطلوبة للمنطقة والنهوض بها في كافة المجالات.
كل هذه الأمور واضحة ولا تُمثل أدني إنتهاك، لكن تكمن الخطورة في أن تسمح السُّلطات الحكومية العليا أو الولائية- حكومة الشمالية- لدول الجوار التَّمدد داخل الحدود، مهما كان العائد من الإستثمار مُجدٍ، فالمنطقة الممتدة جنوبي خط العرض (22) درجة أي عند الحدود السُّودانية المصرية إضافةً لمنطقة (نتوء حلفا) والذي يضم أراضي مناطق (فرس- إشكيت- دبيره- الصَّحابة) لا تزال مُحرَّمة علي أهلها، بالرغم من أنها أرضٌ يابسة- بالجهة الشرقية- كان من المُمكن العيش فيها وإستغلال مواردها، بجانب الإستفادة من الثروة السمكية الهائلة الموجودة في بحيرة النوبة قبالتها، فكيف يتسني لمن سيفلح الأرض لمُدد طويلة مغادرتها بعد أن يتمدد ويستفيد هو من كل هذه الخيرات وغيرها، الأمر الذي يجعلنا نرفع الراية الحمراء إيذانا بالتبصير بالخطر منذ الآن- قبل أن يستفحل- ونطالب بأن تُخصص الأراضي الحدودية لدول لا تجاور البلاد مباشرةً مثل (الإمارات– الكويت– السعودية- وغيرها) علي أن تستثمر مصر داخل الأراضي السودانية في أي منطقة خلاف (أرقين) ويكفينا ما نحن فيه من خلاف ومُهاترات وإشكالات مع الإخوة المصريين فيما يخص مُثلث (حلايب) وليكن تمتين علاقاتنا معهم في حدود ما يحفظ لكل طرف حقه، ويضمن للمحبة والإخاء الإستمرار، فالخلاف حول الأرض قد يجرُّ الجميع إلي ما لا يُحمد عقباه مستقبلاً، ويجعل من حبال الود مقاصلا تغتال كل الشعارات، وتجعل من أحباء الأمس أعداء اليوم.. فكفي.
محب ماهر
|
|
 
|
|
|
|
nabielo
فيصل محمد خليل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست