عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2008, 03:20 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين

    Quote: فالصلاة وسيلة ، إذن.. هي وسيلة إلى التخلق بالأخلاق الكاملة - أخلاق الله - ولقد قلنا أن أعلاها ((الأحدية)).. و ((الأحدية)) في حق العبد براءة ظاهره ، وباطنه ، من الأغيار.. وهذه صفة لا يتم تحقيقها.. وإنما يقع ، دائماً ، الترقي في مراقيها.. وهو ترق سرمدي.. وأقرب ، إلى العبد ، من أخلاق الله ، عن ((الأحدية)) ، ((الواحدية)).. وهي ، في حقه ، تحقيق فرديته التي ينماز بها عن سائر أفراد القطيع..
                  

04-22-2008, 04:31 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الرجاء شرح ماورد أعلاه
                  

04-22-2008, 05:28 PM

ALGARADABI
<aALGARADABI
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 5236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    ناصر
    سلامات
    الصلاة الاحدية ما بعرفا
    لكن والله الليلة من الصباح انتا وناذر في بالي
    لكم التحايا و الاشواق
                  

04-23-2008, 02:13 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ALGARADABI)

    Quote: الصلاة الاحدية ما بعرفا


    يا راجل

    .

    سلامات يا زول يا رائع
    أو كما قالت روضه
    و أحتجت أن ألقاك
    حين تربع الكون المسافر
    و إستراح
                  

04-22-2008, 05:27 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    لمن جهل بما قيل أعلاه


    جاء ذلك فى كتاب
    Quote: تعلموا كيف تصلون
    للمفكر محمود محمد طه


    Quote: الباب الأول - الصلاة وسيلة
                  

04-22-2008, 05:49 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    Quote: فالصلاة وسيلة ، إذن.. هي وسيلة إلى التخلق بالأخلاق الكاملة - أخلاق الله - ولقد قلنا أن أعلاها ((الأحدية)).. و ((الأحدية)) في حق العبد براءة ظاهره ، وباطنه ، من الأغيار.. وهذه صفة لا يتم تحقيقها.. وإنما يقع ، دائماً ، الترقي في مراقيها.. وهو ترق سرمدي.. وأقرب ، إلى العبد ، من أخلاق الله ، عن ((الأحدية)) ، ((الواحدية)).. وهي ، في حقه ، تحقيق فرديته التي ينماز بها عن سائر أفراد القطيع..


    لقد رأيت هذا البوست ، ولم يكن أحد قد قام بالرد عليه وربما تأخرت أنا ...... وربما كتب أحد الإجوان ردا عليه ولكى حاولت هنا مااستطعت ...
    ماتفضلت بإيراده أعلاه يعنى أن الصلاة ، فى الاصل، وسيلة وليست غاية فى ذاتها وقد وردت عن الأستاذ محمود محمد طه فى كتبه ومحاضراته ، أن الغاية من الوجود ، هى الإنسان وكل ماعداه ، وسيله له ، بمافى ذلك الكون كله وملائكته ... إلخ ... ومن ثم ، العبادات ، والتى من أول وظائفها أن تجعل الإنسان ، يتخلق بالأخلاق الكاملة ويعنى ذلك أن يسيرالإنسان من طرف النقص إلى طرف الكمال ... والكمال التام متاح ولكنه لاينتهى ، بمعنى أن المطلق دائما أمامك وكل تحقيق العبد أن يكون مستمر التخلق بأخلاق الله ... وماهى أخلاق الله ؟ إنها الإستقامة ... وقد قال النبى الكريم ، صلوات الله وسلامه عليه ، ( شيبتنى هود وأخواتها ) ويعنى ماجاء بسورة هود ( واستقم كما أمرت ومن تاب معك ) ... والله فى كتابات الأستاذ محمود هو الكمال المطلق الذى لا يدرك وإنما يكونة حظ العبد منه أن يكون مستمر السير فى سبيله ، وبه يتطور كل يوم من النقص إلى الكمال ....
    فى هذه العجالة حاولت أن ألقى الضوء على هذا المعنى ، والذى لايتم فهمه ، تماما، إلا بالتحقيق ، بمعنى العبادة ، على طريقة ( من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم )
    وأ{جو أن تلاحظ : ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ... ) الآية وهذا يعنى أن يتصف الإنسان بالأحدية( الفردية) التى هى أخلاق الله وهى الغاية التى يطلبها العبد ولكنه لا ينال منها إلا طرفا يتنامى ولكنه لن يصل إلى نهاية ... فالله (أجل وأخطر من أن ينال ماعنده أحد ) ... ولكن العبد يجد نفسه كل حين ويجدأحديته وفرديته كل حين و حياته كل حين ...
    وأرى أن تستزيد من كتابات الأستاذ فى موقع الفكرة الجمهورية ...
    وسأعود إن شاء الله ...
    شكرا
                  

04-23-2008, 07:27 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: kh_abboud)

    مرحب بيك كتير kh_abboud

    Quote: ماتفضلت بإيراده أعلاه يعنى أن الصلاة ، فى الاصل، وسيلة وليست غاية فى ذاتها وقد وردت عن الأستاذ محمود محمد طه فى كتبه ومحاضراته ، أن الغاية من الوجود ، هى الإنسان وكل ماعداه ، وسيله له


    1- ما تفضلت به أعلاه يتناقض تمام مع مفهوم
    Quote: و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون
    صدق الله العظيم
    فالغايه من الخلق هي عبادة الله و هذا باختصار شديد جدددددا قد يخل بالمفهوم العام و لكن هذا ما لزم توضيحه

    Quote: ( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ... ) الآية وهذا يعنى أن يتصف الإنسان بالأحدية( الفردية)


    لا علاقة لهذه اليه بما ذكرت و كونوا ربانيين أى أعبدوا ربكم الله و لا تعبدوا الرسل أو الفقهاء كما عبدت اليهود أحبارها
    فالغاية من الوجود ليس أن يخلق الله إنسانا فالله قادر علي كل شئ و ليس الأمر بتحد بين الله و ذاته في إمكانية انه يستطيع ان يخلق الانسان ام لا
    تعالى عن ذلك علوا كبيرا (إستغفر الله) فالانسان أحد معجزات الله في الخلق علي حسب الايه و في أنفسكم أفلا تبصرون
    و لكن القران يفسر بعضه بعضا فالايه التي تقول أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و انكم إلينا لا ترجعون توضح الاتي
    الانسان أحد مخلوقان الله و قد حباه الله بالعقل و كرمه حسب بعض الايات و لذلك علم الله انه سيجادل لاحقا لذلك دعاه للنظر في كيفيه خلق نفسه
    كمعجزه ثم اوضح له بعد ذلك ان الغايه من خلقه هى عبادة الله و اعمار الارض ثم اوضح في مكان اخر انه خلق الانسان ليس عبثا
    انما لعبادته سبحانه و انه محاسب في الاخره كل حسب عمله هذا شرح للايه باختصار شديد
    اما تفصيلا فادناه ما اورده بن كثير بالتفصيل عن هذه الايه و ليس بها أى شئ أحادى


    قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد عَنْ عِكْرِمَة أَوْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَ أَبُو رَافِع الْقَرَظِيّ حِين اِجْتَمَعَتْ الْأَحْبَار مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى مِنْ أَهْل نَجْرَان عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام : أَتُرِيدُ يَا مُحَمَّد أَنْ نَعْبُدك كَمَا تَعْبُد النَّصَارَى عِيسَى اِبْن مَرْيَم ؟ فَقَالَ رَجُل مِنْ أَهْل نَجْرَان نَصْرَانِيّ يُقَال لَهُ الرَّئِيس : أَوَ ذَاكَ تُرِيد مِنَّا يَا مُحَمَّد وَإِلَيْهِ تَدْعُونَا ؟ أَوْ كَمَا قَالَ : فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلِّلِيهِ وَسَلَّمَ" مَعَاذ اللَّه أَنْ نَعْبُد غَيْر اللَّه أَوْ أَنْ نَأْمُر بِعِبَادَةِ غَيْر اللَّه مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي وَلَا بِذَلِكَ أَمَرَنِي " أَوْ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلهمَا " مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّه الْكِتَاب وَالْحُكْم وَالنُّبُوَّة - إِلَى قَوْله - بَعْد إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " فَقَوْله " مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيه اللَّه الْكِتَاب وَالْحُكْم وَالنُّبُوَّة ثُمَّ يَقُول لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُون اللَّه " أَيْ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ آتَاهُ اللَّه الْكِتَاب وَالْحِكْمَة وَالنُّبُوَّة أَنْ يَقُول لِلنَّاسِ اُعْبُدُونِي مِنْ دُون اللَّه أَيْ مَعَ اللَّه فَإِذَا كَانَ هَذَا لَا يَصْلُح لِنَبِيٍّ وَلَا لِمُرْسَلٍ فَلَأَنْ لَا يَصْلُح لِأَحَدٍ مِنْ النَّاس غَيْرهمْ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : لَا يَنْبَغِي هَذَا لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَأْمُر النَّاس بِعِبَادَتِهِ قَالَ : ذَلِكَ أَنَّ الْقَوْم كَانَ يَعْبُد بَعْضهمْ بَعْضًا يَعْنِي أَهْل الْكِتَاب كَانُوا يَعْبُدُونَ أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " اِتَّخَذُوا أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا مِنْ دُون اللَّه " الْآيَة . وَفِي الْمُسْنَد وَالتِّرْمِذِيّ كَمَا سَيَأْتِي أَنْ عَدِيّ بْن حَاتِم قَالَ : يَا رَسُول اللَّه مَا عَبَدُوهُمْ قَالَ " بَلَى إِنَّهُمْ أَحَلُّوا لَهُمْ الْحَرَام وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ الْحَلَال فَاتَّبَعُوهُمْ فَذَلِكَ عِبَادَتهمْ إِيَّاهُمْ " فَالْجَهَلَة مِنْ الْأَحْبَار وَالرُّهْبَان وَمَشَايِخ الضَّلَال يَدْخُلُونَ فِي هَذَا الذَّمّ وَالتَّوْبِيخ بِخِلَافِ الرُّسُل وَأَتْبَاعهمْ مِنْ الْعُلَمَاء الْعَامِلِينَ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَأْمُرُونَ بِمَا يَأْمُر اللَّه بِهِ وَبَلَّغَتْهُمْ إِيَّاهُ رُسُله الْكِرَام وَإِنَّمَا يَنْهَوْنَهُمْ عَمَّا نَهَاهُمْ اللَّه عَنْهُ وَبَلَّغَتْهُمْ إِيَّاهُ رُسُله الْكِرَام. فَالرُّسُل صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ هُمْ السُّفَرَاء بَيْن اللَّه وَبَيْن خَلْقه فِي أَدَاء مَا حُمِّلُوهُ مِنْ الرِّسَالَة وَإِبْلَاغ الْأَمَانَة فَقَامُوا بِذَلِكَ أَتَمَّ الْقِيَام وَنَصَحُوا الْخَلْق وَبَلَّغُوهُمْ الْحَقّ وَقَوْله " وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَاب وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ " أَيْ وَلَكِنْ يَقُول الرَّسُول لِلنَّاسِ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ قَالَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو رَزِين وَغَيْر وَاحِد أَيْ حُكَمَاء عُلَمَاء حُلَمَاء وَقَالَ الْحَسَن وَغَيْر وَاحِد : فُقَهَاء وَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَعَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس . وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا يَعْنِي أَهْل عِبَادَة وَأَهْل تَقْوَى . وَقَالَ الضَّحَّاك فِي قَوْله " بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَاب وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ " حَقّ عَلَى مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن أَنْ يَكُون فَقِيهًا . تَعْلَمُونَ أَيْ تَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ وَقُرِئَ تُعَلِّمُونَ بِالتَّشْدِيدِ مِنْ التَّعْلِيم " وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ " تَحْفَظُونَ أَلْفَاظه .


    و ما زلت أسال ما هى الصلاه الاحاديه؟؟؟

    (عدل بواسطة ناصر البطل on 04-23-2008, 07:43 AM)

                  

04-23-2008, 07:21 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الأخ ناصر
    تحياتى
    كلامك عن ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )، وأن هذه الآية تتناقض مع قول الأستاذ ( أن الغاية من خلق الكون هو الإنسان) ... ليس صحيحا ... والسبب هو أن الإنسن الذى هو غاية كل شىء ، يجد كماله النسبى من العبادة بمعنى أن العبادة هى التى تؤهل الإنسان ليكون غاية الوجود ...وصحيح أن الله خلق الإنسان ليعبده ... ولكن لو كان هناك تناقض ، كما ذكرت بين أن غاية خلق الإنسان هى أن يعبد الله وبين أن الإنسان غاية فى ذاته ، فماذا يريد الله من الإنسان ، عنما يكلفه بعبادته ، غير أن ينزله منازل الكمال ؟ منازل العز والشرف وهى قمة الرحمة بالإنسان وقمة العناية به ...هل يحتاج الله لعبادة البشر له ؟ طبعا لا؟ إذن فماغاية عبادتنا لله ، إن لم تكن أن نتطور فى الكمال ونحقق فردياتنا ونحقق بذلك سعادتنا فى الدنيا والآخرة ؟ بذلك توكون العبادة وكل شىء هو وسيلة لبلوغ كمالاتنا وسعادتنا، ولماذا جعل الله الملائكة تسجد للبشر ؟ أليس ذلك أن الملائكة وسيلة للإنسان الذى كرمه الله ؟
    ماذكرته هنا
    Quote:
    لا علاقة لهذه اليه بما ذكرت و كونوا ربانيين أى أعبدوا ربكم الله و لا تعبدوا الرسل أو الفقهاء كما عبدت اليهود أحبارها
    فالغاية من الوجود ليس أن يخلق الله إنسانا فالله قادر علي كل شئ و ليس الأمر بتحد بين الله و ذاته في إمكانية انه يستطيع ان يخلق الانسان ام لا
    تعالى عن ذلك علوا كبيرا (إستغفر الله) فالانسان أحد معجزات الله في الخلق علي حسب الايه و في أنفسكم أفلا تبصرون


    إن تفسير إبن كثير ، يأخى ناصر، هو تفسير صحيح ولكنه يفسر ظاهر القرآن ... ولكن ، كما يحدثك الاخ ياسر ، فإن القرآن ظاهر وباطن والظاهر لايناقض الباطن ولكنه طرف منه ...لذلك فإن معنى (كونوا ربانيين )بتفسير إبن كثير لا يلغى المعنى البعيد للآية وهو ( تخلقوا بأخلاق الله ، إن ربى على سراط مستقيم )كما فى الحديث الشريف الحديث ... ... ماهى أخلاق الله ؟ وكيف يتخلق بها العبد ... أخلاقه هى الإستقامة ( السراط المستقيم ) كما جاء فى الحديث وهذا هو ماينال منه العبد كل حين ، بفضل العبادة ... وهو بذلك غاية الغايات ... وكل مادونه وسيلة له ... وليس لتكريم الله للإنسان معنى غير ذلك ...وأخيرا ، لا أحد يستنكر الإستغفار ولكن،إستغفارك فى غير محله ياأخى ... لأن حديثى لك ، أن الإنسان مستمر التكوين ومستمر التطور وغايته أن يبلغ الكمال و( إن الله أجل وأخطر من أن يحيط بما عنده أحد ) ما وجه الإستنكار فى هذا ، وقد ثبتنا المال المطلق لله ، بينما جعلنا الإنسان يطلب الكمال النسبى ليتطور ، كما يريد له الله ...
    شكرا

    (عدل بواسطة kh_abboud on 04-23-2008, 07:30 PM)

                  

04-23-2008, 08:41 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: kh_abboud)

    وجه الشبه بين المسيحيه و الفكر الجمهورى هي تلك الكتابات الفلسفيه
    التى في نظرى هى غطاء لتفسير بعض ما لم يستطيع الفكر تفسيره
    إنتهي
    ...
    و حتي لا نحرف البوست إلي موضوع نقاش جانبى عن العلم الظاهرى و العلم الباطني أدرجت لك الصفحه إدناه ففيها
    رد شامل كافي لاثبات بطلان ما يسمي العلم الباطن
    يا عزيزى ليس هناك علم ظاهر و علم باطن أو ما يسمى العلم اللدن
    إنما هناك علم الغيب و هو واضح ولا يحتاج لنقاش و لكن بالتأكيد علم الغيب بجميع فروعه لا يمكن أن نطلق عليه
    علم الباطن أو العلم اللدن كما يقول العارفين بالله
    فاذا كان علم الظاهر هو ما نستطيع تفسيره و أتى لنا متواترا من الصحابه و التابعين و الرسول نقلا عن الوحى الذى أرسله الله تعالى
    فمن أين أتى علم الباطن؟
    و من أين يتم تفسيره؟ و هو نقلا عن من؟ و ما هى اصوله و فروعه؟ و علا ماذا يستند؟
    أم هى مسأله يفسر الشخص كيفما يشاء ثم لحسم النقاش يقول هذا علم الباطن
    أما أنتم كبشر عاديين عليكم بعلم الظاهر
    المهم...
    و علي عادة الجمهوريين أرجو منك قراءة الصفحه المدمجه أدناه للرد علي علم الباطن

    Quote: التأويل الباطني عند الجمهوريين
    أ.د. شوقي بشير عبد المجيد*


    2005-06-30

    مقدمـــــة:

    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:

    فقد اخترت لهذا البحث عنوان " التأويل الباطني عند فرقة الجمهورين بالسودان" و التأويل هو صرف الألفاظ عن معانيها الظاهرة، فالظاهر عند الباطنية هو الأمثال المضروبة للمعاني الخفية، فالتأويل في نظرهم هو الطريقة المؤدية إلى رفع التعارض بين ظاهر النصوص و باطنها. و التأويل الباطني هو أساس الشرع المبدل الذي هو التأويلات الفاسدة، و التفاسير المقلوبة، و الأحاديث المكذوبة، و البدع الفكرية المضلة التي أدخلت في الشرع عن قصد من الفرق الباطنية المعاصرة و القديمة. و فرقة الجمهوريين بالسودان فرقة معاصرة لها خطرها على عقائد المسلمين، و قد جعلت هذه الفرقة- كغيرها من الفرق الباطنية المعاصرة- ما وصلت إليه من تفسير القرآن الكريم و شرح السنة النبوية سبباً في الخروج على الكتاب و السنة لما ظنوه معارضاً لهما لما يسمونه قياساً و رأياً و عقليات و قواطع.


    و الهدف من هذا البحث بيان أن الفرق الباطنية عموماً و فرقة الجمهوريين - على وجه الخصوص- قد بنت عقائدها على التأويل الباطني و الأحاديث الموضوعة. و في هذا البحث سوف أنبه على المآخذ التي أراها في منهجهم المعرفي و تأويلهم الباطني.


    و قد اقتضت طبيعة البحث أن يكون في محورين، تناولت في المحور الأول التعريف بمصطلح التأويل الباطني و التعريف بفرقة الجمهوريين. أما المحور الثاني فقد تناولة فيه التأويل الباطني عند الجمهوريين.


    هذا هو جهدي المتواضع أقدمه، مع علمي أن كل كسب بشري عرضة للخطأ و الصواب و المراجعة في زمنه و الأزمان التالية، فإن و فقت فالحمد لله رب العالمين، و إن أخطأت فأرجو من الإخوة الكرام تصويبي و تصحيح ما وقعت فيه من أخطاء. و أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، و أن يوفقني لما يحبه و يرضاه، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




    المحور الأول: التعريف بمصطلح التأويل:


    التأويل عند السلف:


    يطلق التأويل على عدة معان فيراد به الحقيقة و العاقبة، " حقيقة ما يؤول إليه الكلام، و إن وافق ظاهره. و هذا هو المعنى الذي يراد بلفظ التأويل في الكتاب و السنة كقوله تعالى هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق) الأعراف:35.


    و يراد بلفظ التأويل أيضاً التفسير، و هو كثير في اصطلاح المفسرين، و لهذا قال مجاهد – إمام التفسير- "إن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، فإنه أراد بذلك تفسيره و بيان معانيه و هذا مما يعلمه الراسخون"[1]




    التأويل عند المتأخرين:


    هو صرف اللفظ عن ظاهره الذي يدل عليه إلى مايخالف ذلك لدليل منفصل يوجب ذلك: أو بعبارة أخرى "صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله اللفظ لدليل يقترن به مع قرينة مانعة من المعنى الحقيقي"[2]، و هذا النوع من التأويل يعذر به المسلم، فالعذر بالتأويل كالعذر بالخطأ مما قال به أهل السنة، " فقد يتلبس الإنسان بالكفر أو يقع فيه نتيجة لقصور في فهم الأدلة الشرعية، دون تعمدٍ للمخالفة، و لكن لا يعذر الإنسان بكل تأويلٍ بل من التأويل ما يعذر به و منه ما لا يعذر به.


    و التأويل الذي يعذر به:


    1. إذا كان التأويل يحتمله المعنى أو له وجه في الفهم فيعذر به الشخص.


    2. أن لا يكون التأويل في أصل من أصول الدين.[3]


    و تسمية هذا النوع من التأويل تأويلاً لم يكن في عرف السلف، و إنما سَمَّي هذا تأويلاً جماعة من العلماء المتأخرين، و ظنوا أن قوله تعالى و ما يعلم تأويله إلاّ الله) (آل عمران:7) يُراد به هذا المعنى. ثم صاروا في هذا التأويل على طريقتين – كما يقول ابن تيمية- " قوم يقولون إنه لا يعلمه إلا الله، و قوم يقولون الراسخون في العلم يعلمونه، و كلا الطائفتين مخطئة، فإن هذا التأويل في كثير من المواضع من باب تحريف الكلم عن مواضعه" خاصة التأويل الذي لا يعذر به، التأويل الباطني، فمثل هذا التأويل لا يقبل و لا يعذر به، و من هذا النوع تأويلات الباطنية الأوائل أمثال الخطابية، البيانية، الجناحية، المغيرية، العجلية، المحمرة، البابكية، الخرمية و الاسماعيلية، و الحركات الباطنية المعاصرة من أمثال البابية، البهائية، القاديانية، الدروز، الإسماعيلية و فرقة الجمهوريين بالسودان.


    و قد أجمع العلماء على كفرهم و أنهم لا يعذرون بالتأويل لأن حقيقة مذهبهم الكفر بالله تعالى و عدم عبادته وحده و إسقاط شرائع الإسلام.




    التأويل الباطني:


    التأويل عند الباطنية هو صرف الألفاظ عن معانيها الظاهرة، فالظاهر عند الباطنية هو المعاني الخفية المطلوبة. فالتأويل الباطني أمر لا بد منه عند الباطنية في فهم الشريعة الإسلامية، فالشريعة عندهم مشتملة على ظاهر و باطن لاختلاف فطر الناس و تباين قرائحهم في التصديق، فكان لا بد من إخراج النص من دلالته الظاهرية إلى دلالته الباطنية بطريق التأويل، "فالظاهر هو الصور و الأمثال المضروبة للمعاني، و الباطن هو المعاني الخفية التي لا تتجلَّى إلاّ لأهل البرهان[4]. فالتأويل في نظرهم هو الطريقة المؤدية إلى رفع التعارض بين ظاهر الإقاويل و باطنها"[5].


    قال الباطنية: " القرآن ظاهر و باطن، و المراد به باطنه دون ظاهره المعلوم من اللغة، و نسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللبِّ إلى القشر، و المتمسك بظاهره معذب بالشقشقة في الكتاب، و باطنه مؤدٍّ إلى إلى ترك العمل بظاهره، و تمسكوا في ذلك بقوله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب)(الحديد:13)[6].


    و قد اتخذ الباطنية من أمثال الخطابية، الجناحية، المغيرية، العجلية[7]، الشيخية[8]، البابية[9]، البهائية[10]، الإسماعيلية الأغاخانية[11]، فرقة الجمهوريين بالسودان[12]، البهرة[13] و القاديانية[14] التأويل الباطني الذي لا يلتزم بقواعد اللغة و دليل العقل، و الشرائط التي وضعها العلماء للتأويل الذي يعذر به. و اتخذوا ذلك المنهج وسيلة لهدم الدين و تحريف أصوله و قواعده، و جعلوه طريقاً يوصل إلى إسقاط التكاليف الشرعية. و بلغ الأمر منتهاه عند الإسماعلية و إخوان الصفا و غيرها من الفرق التي ربطت التأويل بألوان من العلوم الغامضة و اشتغال بالحروف و الأعداد و أسرارها[15].


    قال الديلمي تحت عنوان "ذكر طرف من تأويلاتهم الباطنية" : "اعلم أن مذهبهم في الجملة أنه لا بد لكل ظاهر من باطن و هو المقصود حقيقة، و هو بمنزلة اللب، و الظاهر بمنزلة القشر، و عمّوا بذلك جميع الكلام و أنواع الإجسام، و لم يعتبروا المطابقة بين الظاهر و الباطن، بل تأويلاتهم لا تناسب الظاهر من حيث الحقيقة و المجاز، و لم يقتصروا مع ذلك على تأويلٍ واحد، بل أثبتوا تأويلاً للتأويل، و جعلوا للعبارة الواحدة تأويلات عدَّة حتى ذكر صاحب (المبتدأ و المنتهى) – وهو من أكابرهم في الكفر و الضلالات و العمى- قال: و قد روي عن موالينا عليهم السلام أنّا نقول الكلمة لها سبعة وجوه. فقال قائل: سبعة وجوه!. فقال سبعون. فقال القائل: سبعون!. فقال: سبعمائة. فكل ما ارتجَّ على قارئه و خفيت معرفته و دقت عليه إشارة و كنا بقربه فليسألنا عنه، أو من يعلم أنه أعلم من أبناء جنسه ممن يحمل هذا العلم، و متى كان الأمر على ما ذكره فلا يمكن الوقوف على المراد بالكلام أصلاً و الحال هذه، و لعل السائل لو قال له: سبعمائة!. لقال سبعة آلاف ثم هكذا، لأن تحقيق ذلك خرج عن الحصر لعدم المطابقة، و هذا يحقق لكل ذي تمييز أن غرض القوم ما قدمنا من الخلع عن الدين، و السلخ عن دين المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، و قد قال تعالى: (و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودَّة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (الزمر:60)[16].


    و قال أبو حامد الغزالي، الصوفي، الأشعري، الشافعي(450-505هـ): "أنهم لما عجزوا عن صرف الخلق عن القرآن و السنة صرفوهم عن المراد بهما إلى مخاريف زخرفوها، و استفادوا بما انتزعوه من نفوسهم من مقتضى الألفاظ إبطال معاني الشرع، و بما زخرفوه من التأويلات تنفيذ انقيادهم للمبايعة و الموالاة، و أنهم لو صرحوا بالنفي المحض و التكذيب المجرد لم يحظوا بموالاة الموالين، و كانوا أول المقصودين المتقولين"[17].


    و قال العلوي: " اعلم أنهم لما عجزوا عن صرف الخلق عن التصديق عمدوا بلطف الاحتيال و دقة الاستدراج، فصرفوا ظواهر الشرع و نصوصه إلى هذيانات لفقوها، وتهويسات جمعوها و زوَّروها، ليستفيدوا بذلك إبطال معاني الشرع و هدم أساسه، و أوقعوا في نفوسهم أنهم لو صرحوا بالنفي المحض و التكذيب الصرف لم يثقوا بانقياد الخلق لضلالتهم، و لا بإصغاء سمع أحد إلى جهالتهم فقالوا: "كل ما ورد من التكاليف، و الحشر و النشر، و ضمائر النصوص، و الظواهر، و جميع المعجزات، فهي بأجمعها أمثلة و رسوم إلى بواطن مكذوبة، و أمور محرفة موهومة"[18].




    فرقة الجمهوريين بالسودان:


    إن أول نواة لفرقة بالسودان هم مجموعة من السودانيين الذين انتموا إلى الجماعة التي أسسها محمود محمد طه[19]في الأربعينات من القرن الماضي. و كانت بداية هذه الجماعة نتيجة لظروف مشابهة للظروف التي أسهمت في كثيراً في ظهور الأحزاب السياسية السودانية، إلا أن هذه الجماعة كانت علمانية الاتجاه بصورة واضحة و أعلن زعيمها ذلك في سَفْره الأول الذي أعلن فيه أن الدين ويعني- الإسلام- ليس بمفلت من التشكيك و يجب أن يوضع على منضدة البحث العلمي لرفض ما لا يتناسب مع العصر عن طريق تأويل النصوص التي لا تتماشى مع القرن العشرين كنصوص الجهاد و العبادة. و مع أن اتجاه هذه الجماعة كان واضحاً منذ البداية إلا أن زعيمها حاول أن يصبغها بصبغة دينية حتى يجد سنداً شعبياً في بلد يدين معظم أهله بالإسلام و ينتشر فيه التصوف.


    و ظهرت فرقة الجمهوريين باتجاهها الباطني المخالف للإسلام في عام 1965م العام الذي أعلن فيه زعيمهم بأنه قد استقام له أمر نفسه و أصبح على مشارف الوصول للمعية بالذات[20]. و خرج من جماعة الجمهوريين عدد من الرجال بعد أن أصبحت فرقة باطنية، كما دخل فيها آخرون إعجاباً بتأويله للخطاب الديني. و قد نجح محمود محمد طه في ملء فراغ أتباعه الفكري بفكره التلفيقي الذي جمعه من أفكار و فلسفات الفرق الباطنية في القديم و الحديث، و من الفلسفات الإلحادية و المذاهب المعاصرة.


    و قد قام الفكر الجمهوري في بدايته على أصول فلسفية منها:


    1. مذهب وحدة الوجود، وهي وحدة وجود مادية تجعل الحق سبحانه و تعالى مادة الأشياء[21].


    2. أزلية و أبدية المادة.


    3. المعدوم شيئ ثابت في العدم و هو عين الله بمعناه البعيد[22].


    4. عقائد النِّحل الباطنية في القديم و الحديث[23].


    5. عقيدة التجسد الإسماعيلية أو البهائية[24].


    6. الفلسفة الوجودية.


    7. الفلسفة الشيوعية.


    8. النظرية الدارونية بديلاً للخلق من عدم.


    و أضاف إليها الجمهوريون اليوم (النظام العالمي الجديد).




    المحور الثاني: التأويل الباطني عند الجمهوريين:




    الاتجاه الجمهوري في التفسير اتجاه باطني، هو باب من الإبواب دلف منها الجمهوريون إلى ترويج مذهبهم و نشره اعتماداً على ما أثبته محمود محمد طه لنفسه في هذا الباب، فقد بلغت به الجرأة أن أثبت لنفسه كثيراً من الآيات التي نزلت صريحة في حق نبينا صلى الله عليه و سلم،و أثبت كثيراً من الآيات التي تحدثت عن عيسى عليه السلام، كما ذكر أن الآيات التي تتحدث عن الصراط و عن يوم القيامة، و عن مسائل غيبية كثيرة تتحدث عنه و عن فرقته، و حرَّف آيات القرآن الكريم تحريفات معنوية و لفظية يصعب حصرها، و استعان في ذلك بمناهج الباطنية الذين يتطرفون في تأويل المصطلحات الإسلامية و الكلمات الشرعية المتواتر لفظها و معناها ومفاهيمها، و يتوصلون إلى فتح باب الإلحاد و الفساد و الفوضى الفكرية على مصراعيه، و العبث بالدين و بعقول الناس .


    و يرى محمود محمد طه أن التفسير الذي يقدمه لآيات القرآن هو التفسير المراد، وهو الذي يحمل المعاني الحقيقية للقرآن الكريم، و هو من هذه الناحية لم يسبق أن قدمه أحد، فهو المعنى البعيد الذي عند الله، المعنى الذي نزل معه المعنى القريب.


    و يرى محمود محمد طه – زعيم الجمهوريين – أن المفسرين السابقين من الصحابة و التابعين و غيرهم لم يستطيعوا فهم النصوص الأصلية و بيانها، وذلك لاعتمادهم على اللغة العربية، و اللغة العربية – عند الجمهوريين – لا تحمل من معاني القرآن الحقيقية شيئاً، و لا تخبر عن المقصود عنه في الحقيقة، و لذلك لا بد من التأويل الباطني و صرف الألفاظ عن معانيها الظاهرة التي اتبعها الصحابة و التابعون لهم، فالصحابة رضي الله عنهم في نظر الجمهوريين لم يستطيعوا فهم النصوص الفرعية التي يستطيعون متابعتها، و ترك أمر بيان و تفسير النصوص الأصلية للجمهوريين.



    =سل الحسام المغمـد
    =و بدا هنالك أحمـد
    =بك حجة لا تدحـض
    =لك أول في العابدين

    1
    2
    3
    4 ii سل الحسام iiالمغمد
    ii و بدا هنالك iiأحمد
    ii بك حجة لا iiتدحض
    ii لك أول في العابدين




    و يرى الجمهوريون أن زعيمهم هو الذي استطاع استيعاب النصوص الأصلية لأنه الأصيل الأول و الوارث المحمدي الذاتي المقام الذي ترقى في سيره المحدود إلى المطلق و من العلم الناقص إلى العلم الكامل.


    و يستعين الجمهوريون في منهجهم الباطني و تأويلهم للنصوص ببتر الأجزاء التي يصعب تأويلها من النص، فيذكرون جزءاً من الحديث أو الآية للإيهام، خاصة إذا رأوا أن الجزء المبتور يبيِّن فساد عقيدتهم، أو يؤكد بعدها عن الدين، و لذلك يحرصون على ذكر الجزء من الحديث الذي يوافق هواهم، و مما لا شك فيه أن هذا إهمال – عن قصد- لأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم . و الغرض من ذلك البتر جعل السامع يعتقد صحة الأدلة التي استدل بها باتر النصوص مع ما في الجزء المبتور من بيان لفساد عقيدته، كما أن بتر النص قد يعطي معنىً مخالفاً لما يعطيه النص بأكمله، بل قد يدفع بصاحبه إلى الكفر، و لذلك نبهنا أكثر من واحد من السلف إلى عدم بتر النصوص حتى في الكلام العادي، و نستدل لبيان أن نصف الجملة قد يدفع بصاحبه للكفر -إن اعتقده- بجمل استخدمها الأشعري رحمه الله " إن الكفر باطل، و الكفر قضاء الله تعالى، بمعنى أنه خلق الله، و لا يقول قضاء باطل، لأنه يوهم أنه لا حقيقة لقضاء الله، وهذا كما نقول الكافر مؤمن بالجبت و الطاغوت، ولا نقول مؤمن و نسكت لما فيه من الإبهام"[25].


    و لأهمية ذكر الأحاديث كاملة دون بتر جزء منها اهتم العلماء بالحفظ، و احتاطوا في الأخذ عمَّن يأتيه الخطأ من جهة الحفظ ناهيك عن المتروكين الذين يبترون النصوص عن قصد، بل اهتموا بالحديث الذي تذكر من بعض رواياته زيادة، و احتاطوا في هذه المسألة لأن إهمال الزيادة الواردة في رواية من الروايات و فيها معنى زائد يحتاجه المسلم إهمالٌ لحديث النبي صلى الله عليه و سلم، لأن المعنى الزائد في الحديث المحتاج إليه يقوم مقام حديث تام، و لذلك ترى أئمة الحديث كالإمام مسلم يعيد الحديث الذي فيه زيادة، و يميل في معظم الأحيان إلى إعادة الحديث الذي فيه زيادة في بعض رواياته بهيئته لأن ذلك أسلم[26].


    في الوقت الذي نجد فيه أن الجمهوريين يميلون إلى بتر النصوص كما نجدهم أيضاً إلى زيادة ألفاظ من عندهم لبعض الأحاديث الصحيحة. و خطر التأويل الباطني يتمثل في أنَّه أصبحت للباطنية مصطلحات[27] خاصة بهم، ظاهر ما يتبادر إلى ذهن المسلم من معانيها لا يتعارض مع الإسلام، بل هي مصطلحات إسلامية اصطلح المسلمون عليها، أو عرفوها من دينهم، بينما حرف الباطنية تلك المصطلحات عن معانيها الظاهرة و اصطلحوا على معنيين لكل مصطلح. فحينما يسمع السامع لفظاً من الألفاظ التي اصطلح عليها الباطنية يتبادر إلى ذهنه المعنى الذي تعارف عليه المسلمون و يكون حكمه على مذهبهم تبعاً لذلك.


    فالجمهوريون – على سبيل المثال- و هم من الباطنية يستخذمون عبارات وضعت بالأصل لنظم خاصة مختلفة عن النظام الإسلامي، كما يستخدمون مصطلحات إسلامية ( حديثية و فقهية و توحيدية) متفق عليها في معاني أخرى مختلفة تناقض ما أراده المسلمون من تلك المصطلحات.


    و من الأمثلة الواضحة الدلالة على ذلك المصطلحات التالية:




    أمثلة لبيان أن كل كلمة عند الجمهوريين لها معنيان و ما يترتب على ذلك من إضلال الناس:


    الله:


    الله علم على الذات المقدسة المعبودة بحق. و هذا معروف عند المسلمين، أما محمود محمد طه – زعيم الجمهوريين- فيرى أن اسم الله – تبارك و تعالى- يطلق على معنيين: معنىً بعيد و هو ذات الله الصرفة، و هي فوق الأسماء و لو لا أنها تنزلت في مراتب الوجود المختلفة لما عرفت.فكلمة (الله) عند الجمهوريين في معناها البعيد ليست إلا إشارة بسيطة غامضة لا يمكن أن توصف و لا تسمى و لا تعرف إلا بعد تنزُّلها. فالتنزُّل الإول من الذات الساذجة إلى مرتبة الأسماء (الله) ثم التنزل الثاني من مرتبة الإسماء إلى مرتبة الصفات (الرحمن). و أما المعنى القريب (لله) – في رأي الجمهوريين- اسم للمحدث الكامل- الإنسان الكامل- و هي مرتبة البشر الكامل، و تشير إلى التعيين الأول الذي ليس بينها و بين صرافة الذات أحد من الخلق، و إنما هو بين جميع الخلق و بين الذات، و تقوم جميع الصفات و الإسماء الإلهية بالتعين الأول، أي بالإنسان الكامل.


    قال الجمهوريون: ".. و أن اسم الله تبارك و تعالى يطلق على معنيين أيضاً معنى بعيد و هو ذات الله الصرفة، و هي أمر فوق الإدراك و فوق الأسماء و فوق الإشارات، و لولا أنها تنزَّلت لما عرفت، و معنى قريب و هو مرتبة الإنسان الكامل الذي أقامه الله خليفة عنه في جميع العوالم و أصبغ عليه صفاته و أسماءه حتى اسم الجلالة (الله) حيث قيلت إنما تشير إلى هذين المعنيين[28].


    و النتيجة التي يخلص إليها الناظر في حديث الجمهوريين عن اسم الجلالة (الله) يجد أن هؤلاء الباطنية يقولون في أذكارهم دائماً (الله)،(الله) بلسان الحال حتى يتم تحقيقها بلسان المقال، أو تتحقق بالهجرة إلى النفس العليا – التي هي عندهم نفس الله!!.


    و ليس في نظام الجمهوريين الفكري و لا في حقيقة الجمهوريين العارفين بحقيقة مذهبهم موضع لله سبحانه و تعالى، و لا للإيمان بأنه الرزاق ذو القوة المتين، و قد ساروا في هذه المسألة على درب حسين المازندراني زعيم البهائية، و قد استدل الباطنية في حديثهم عن عقيدة التنزُّل و التجسد الإسماعيلية أو البهائية بحديث قالوا إنه قدسي " كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرَّفت إليهم حتى عرفوني"[29].


    قال محمود محمد طه: " فالله من حيث ذاته المطلقة كان و لا يزال و لن ينفك في حضرة خفاء، و لكن لكي يعرف تنزَّل إلى مرتبة القيد – مرتبة الخلق- و كان أول التنزُّل إلى مرتبة الاسم (الله) هو الحقيقة المحمدية المشار إليها بقول المعصوم " أول ماخلق الله نور نبيِّك يا جابر" و عن كون ذات الله الصرفة لا تعرف، و لا توصف، و لا يشار إليها بشيئ قوله تعالى سبحان ربك ربِّ العزة عمّا يصفون)(الصافات: 180) يعني تنزَّه الله في ذاته عن كل وصف... (و سلام على المرسلين)(الصافات:181) يعني خير ما وصف الله المرسلين..".


    و يرى الجمهوريون أن جميع الآيات القرآنية تتحدث عن مقام الاسم (الله)، و جميع آيات الصفات تتحدث عن التجسيد، و كل الإحاديث النبوية التي تتحدث عن رؤية الله يوم القيامة أو نزوله إلى السماء الدنيا إنما تتحدث عن مقام الإسم.


    و قد أوَّل الجمهوريون جميع الأحاديث التي تتحدث عن الرؤية، أو نزول الله إلى السماء الدنيا. فصفات الله عند الجمهوريين إنما هي صفات الإنسان الكامل أو الحقيقة المحمدية أو التعيين الأول للذات الإلهية، أو التجسد الإول. و النصوص القرآنية التي تتحدث عن صفات الله و أسمائه – عند الجمهوريين- المقصود بها الله بمعناه القريب – الإنسان الكامل- !! قال الجمهوريون: " و مقام الاسم (الله) الحقيقة المحمدية هو مقام الملكوت، و لكنه بفضل الله يتنزل في كل حين إلى عالم الملك حتى يتجسد على الأرض، و لحظة تجسيده هي لحظة ظهور المسيح"[30].




    كلمة إسلام:


    عندما يتحدث الجمهوريون عن الإسلام لا يعنون ما يعنيه المسلم عادة من هذه الكلمة و إنما يعنون مذهبهم الجمهوري.


    قال الجمهوريون: " و نحن عندما نتحدث عن الإسلام لا نعني ما يعنيه الناس عادة عن الإسلام..."[31]. و قال الجمهوريون في كتيبهم ( الجمهوري و المهاجر الاكتويري): "إن الإسلام ليس غير الفكرة الجمهورية، ذلك بأن سائر المسلمين بفرقهم المختلفة ليسو على شيئ"[32].




    الشهود الذاتي:


    يقصدون به شهود تجليات الذات الإلهية على النفس الإنسانية. فالرسول صلى الله عليه و سلم عند الجمهوريين قد شاهد التجليات الإلهية قبل أن يصل إلى مستوى الشهود الذاتي في جبريل.




    الشهود الأسمائي:


    يقصد به الجمهوريون شهود تجليات الذات في الخلق،. قال محمود محمد طه: " فالشهود الأسمائي هو شهود تجليات الذات في الخلق فقد شاهد النبي التجليات الإلهية في جبريل، و القرآن يقصُّ علينا هذه الآيات (علَّمه شديد القوى)(النجم:5) (ذو مرَّة فاستوى)(النجم:6) وصف لجبريل بالشدة، و معنى فاستوى في صورته التي خلقه الله عليها و هي أعلى ما يكون جبريل مظهراً للتجلي الأسمائي، و إلى ذلك الإشارة بقوله (و هو بالإفق الإعلى)(النجم: 7) مما يلي الذات، (ثم دنا فتدلَّى)(النجم:8) تنزَّل في التجلي الأسمائي إلى مرتبة الصفة إلى مرتبة الفعل حيث استقر (فكان قاب قوسين أو أدنى)(النجم:9) و في هذا الثالوث إشارة لطيفة إلى العقل لا يتسع المقام لاستقرائها (فأوحى إلى عبده ما أوحى)(النجم:10) فأوحى جبريل إلى عبده ما أوحى!!"[33].




    حق الحرية: يقصد بها الجمهوريون الديمقراطية.




    حق الحياة: يقصد بها الجمهوريون الاشتراكية.




    أدب الوقت:


    أدب الوقت عند الجمهوريين هو الحضور في اللحظة الحاضرة، و أن يعيش الإنسان اللحظة لا يفكر في الماضي أو في المستقبل. و أدب الوقت هو السبيل الوحيد عندهم ليحقق الإنسان من المطلق شيئاً و يكسب شيئاً من صفاته، و يساعد في شهود من لا يحويه الزمان و لا المكان، يساعد في شهود المطلق الشهود الذاتي!.




    مقام الوسيلة:


    مقام الوسيلة عند الجمهوريين مقام بين المطلق و المقيد، بين الخالق في إطلاقه و بين الخلائق من قمتها إلى قاعدتها[34]. و هو المقام المحمود الذي تحقق للنبي صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء و المعراج التي ارتفع فيها حجاب الفكر عن النبي صلى الله عليه و سلم و تمت له الوحدة الذاتية و المكانية و حقق الأحدية. و هذا المقام عند الجمهوريين ليس حكراً على الرسول بل يمكن التوصل إليه بالهجرة من النفس السفلى إلى النفس العليا.




    تحقيق الأحدية:


    تحقيق الأحدية عند الجمهوريين هو الوصول إلى الله، و الوصول إلى الله عندهم عبارة عن الوصول إلى النفس العليا، التي هي نفس الله!.


    الأصيل الإول:


    يقصد بها الجمهوريون الحقيقة المحمدية متنزِّلة في الإرض، و بنزولها في الأرض يتم إنزال ملكوت السماء إلى الأرض. و الأصيل الأول في مواجهة الذات الإلهية هو أول قابل لتجلي المطلق و هو الذي يقيد المطلق[35].


    الحق:


    الحق عند الجمهوريين هو وجه الأشياء الذي يلي الحقيقة و هو الذي يستطيع أي إنسان -في رأيهم- في هذا العصر المتطوِّر تحقيقه من المطلق في الزمان و المكان، فمثلاً علم الإنسان النسبي هو ما يحققه أي إنسان في الزمان و المكان من علم المطلق، أما الذي يحققه الإنسان المتجلي بأدب الوقت فهو العلم المطلق[36].


    منهج الجمهوريين في تفسير القرآن الكريم:


    قول الجمهوريين بأن لكل كلمة في القرآن معنى بعيداً و معنى قريباً:


    يؤمن الجمهوريون بأن لكل كلمة من كلمات القرآن الكريم معنى قريبا و معني بعيداً. و المعنى القريب هو الظاهر، و المعنى البعيد هو الباطن، و المعنى القريب هو الذي يمكن معرفته بمعرفة اللغة و إجادتها، و المعنى البعيد عند الرب لا يعلمه إلا الرسل و الأنبياء،أو الذين يستطيعون أن يتلقوا شريعتهم من الله كفاحاُ!!.


    قال محمود محمد طه: "و من الأمور التي لا بد من تقريرها لتعين على فهم القرآن هو أن القرآن كله مثاني، كل آية فيه، و كل كلمة، بل و كل حرف.. و إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرُّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء و من يضلل الله فما له من هادٍ)( الزمر:23) و معنى مثاني أنه معنيين اثنين، معنىً بعيد عند الرب و معنىً قريب تنزل من الرب إلى العبد.




    زعم الجمهوريين أن لكل آية معنى قريباً و معنى بعيداً:


    أمثلة لتفسيرهم:


    1. قال تعالى: (و التين و الزيتون، و طور سينين، و هذا البلد الأمين)(التين:1-3) قال محمود محمد طه في تفسير هذه الآيات: يقول المفسرون في ذلك أن الله تبارك و تعالى أقسم بهذه الأعيان ((و التين)) .. و هو المعروف المأكول.. ((و الزيتون)) كذلك ((و طور سينين)) جبل بسيناء الذي كلَّم عليه موسى بن عمران ((و هذا البلد الأمين)) مكة المكرمة.. و لكن هذا التفسير قريب من القرب، و هو ما تعطيه اللغة[37]، و في المعرفة الحقيقية الله لا يقسم إلا بنفسه[38]، و هذه الأعيان في السور إن هي إلا رموز إليه تعالى تترقي في سلم من القاعدة إلى القمة[39]، و هو سلم على شكل هرمي إن صح هذا التعبير، و هي قبل أن تصل في سلم الترقي إلى مستوى الرمز إليه تعالى إنما ترمز إلى الإنسان، لأنه في هذا السلم بينهما، أعني بين الإعيان و بين الله.


    كما أن هذه الأعيان في رأي محمود محمد طه تشير إلى أربع مستويات من المستويات التي تشكل الشكل الهرمي الذي تشكله القوى البشرية المركوزة في البنية الجسدية، و هي النفس الحيوانية، و النفس الإنسانية، و النفس الملائكية –الروح- أو الذكاء- و النفس الكبرى التي هي القلب[40].


    فالتين رمز للنفس الحيوانية، و الزيتون رمز للنفس الإنسانية، و طور سينين رمز للنفس الملائكية(الروح) و هذا البلد الأمين رمز للقلب. و النفس الإنسانية التي يرمز لها في الآية بالزيتون هي وسط بين النفس الحيوانية و النفس الملائكية، و لذلك قال تعالى في سورة النور: (شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية)(النور:35) أي وسط بين طرفي الملك و الحيوان، و هي تنشأ من لقاح الحيوان و الملك، كما ينشأ الجنين من لقاح المرأة و الرجل[41].


    2. قال تعالى (( هل ينظرون إلا إن يأتيهم الله في ظُلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر و إلى الله ترجع الإمور)) (البقرة:210) قال الجمهوريون: و من آيات التجسيد أيضاً فوله تعالى: ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام...)) الآية، فالله تعالى في ذاته ليس بغائب حتى يأتي.. ثم هو لا يأتي في ظلل من الغمام فهي إشارة لتحديد عنه تتعالى الذات علواً كبيراً، فلم يبق إلا الذي يأتي في ظلل من الغمام وهو مقام الاسم، يأبي في تجسيد، هذا التجسيد هو الإنسان..[42] و كل الإحاديث التي تتحدث عن رؤية الله يوم القيامة، و هي أحاديث كثيرة، إنما تتحدث عن مقام الاسم و ليس عن الذات المطلقة.."[43].


    و قد أول الجمهوريون الآيات التي تتحدث عن الرؤية تأويلات لا تعقل، و من تلك الآيات قوله تعالى: ( وجوه يومئذٍ ناضرةٌ، إلى ربها ناظرةٌ) (القيامة: 23-22) و قوله تعالى: (تحيتهم يوم يلقونه سلامٌ) (الأحزاب:44) و قوله تعالى: (كلاّ إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون، ثم إنهم لصالو الجحيم، ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون) (المطففين:15-17).


    3. قال تعالى: (أم خُلقوا من غيرِ شيئٍ أم هم الخالقون)(الطور:35) قال الجمهوريون –تحت عنوان الخلق ليس من العدم- : "و من فساد العقيدة عند المسلمين اليوم الظن بأن الله خلق الوجود من العدم، فهذا الظن يجعل للعدم وجوداً مع الله، منه استمد الخلق..و على الرغم من ممَّا في هذا الظن من تناقض إذ كيف يجيئ الموجود من المعدوم؟! إلا أنه ظن شائع بين المسلمين و قد استنكره القرآن بقوله : (أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون)(الطور:35) فكأن قولهم أنهم خلقوا من غير شيئ –من العدم- هو مستوى من الشرك يشابه القول بأنهم هم الخالقون، فالخلق لا يُستمد من غير الموجود و إنما يستمد من الموجود كامل الوجود"[44].


    فالنص السابق يؤكد إيمان الجمهوريين بأن المعدوم شيئ ثابت في العدم و هو عين الله بمعناه البعيد، و قد أولوا الآية التي استدلوا بها إلى تأويل لا يُعقل، و فيه الدليل على فساد ما يقولون، و على أن ما يقولونه كفرٌ صريح باتفاق أهل الإيمان، و أنه أبطل الباطل في بديهة عقل كل إنسان، فكل إنسان يقر بتوحيد الربوبية.


    و قوله تعالى: ((أم خلقوا من غير شيئ أم هم الخالقون)) دليل على أن المعدوم في نفسه ليس شيئاً، و أن ثبوته و وجوده و حصوله شيئ واحد، لأنه فيه أنكار اعتقاد أن يكونوا خلقوا من غير شيئ خلقهم، و فيه إنكار أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم"[45].


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "و هو استفهام إنكار يقول أوُجِدوا من غير مبدع؟ فهم يعلمون أنهم لم يكونوا من غير مكوِّن، و يعلمون أنهم لم يكونوا من نفوسهم، و علمهم بحكم أنفسهم معلوم بالفطرة بنفسه، لا يحتاج أن يستدل عليه، بل كل كائن محدث، أو كل ممكن لا يوجد بنفسه، و لا يوجد من غير موجد"[46].


    4. قال تعالى: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثَّ منهما رجالاً كثيراً و نساءً) (النساء:1). قال محمود محمد طه: "فالنفس الواحدة في الحقيقة هي نفس الله تعالى، و آدم مشمول بخطاب ((يا أيها الناس)) فآدم لم يكن بداية الخلق، و إنما هو مرحلة متقدمة منه.. ثم النفس الواحدة هي نفس آدم.. و إلى نفس المعنى الإشارة بقوله تعالى: (و سخر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعاً) (الجاثية: 13) فالآية تفيد –إلى جانب التسخير- أن جميع ما في السماوات والأرض مستمد من الله و هذا معنى منه من الآية... فالإنسان من الله صدر و إليه يعود و إلى هذا العود تشير الآية الكريمة: (يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه) (الانشقاق: 6) و الآية الكريمة: (و أنَّ إلى ربِِِِِِك المنتهى) (النجم:42) حركة العودة إلى الله هي حركة المحدود إلى المطلق، و من النَّقص إلى الكمال، و همي حركة ليس لها انتهاء"[47].


    5. قال تعالى: (سبحان ربِك رب العزة عما يصفون) (الصافات: 180). استدل محمود محمد طه بهذه الآية في حديثه عن الذات الإلهية و أنها لا توصف و لا يشار إليها و لا تعرف إلا إذا تجسدت و تنزلت في مراتب الوجود المختلقة و حققت المعية مع جميع المخلوقات (بالذات).


    و الخطأ الذي وقع فيه محمود هو ظنه أن قول الله تعالى: ((سبحان ربِك ربِّ العزة عما يصفون...)) يُبيِّن أن الله سبحانه و تعالى لا يوصف و لا يسمى و لا يعرف، و أن الذي يُعرف و يُسمى بأسماء الله هو الإنسان الكامل الذي لا يشك أحدٌ في وجوده –في رأيه- فقد وُجد في العصور السابقة في كل رسول أو نبي إنسان كامل و وجد في هذا العصر في شخصه و أشخاص الجمهوريين من بعده، قال محمود: " الأمر كله أمر تنزُّلات، ففي البدء و لا بدء كان الله و لا شيئ معه.. و تلك مرتبة الذات الصرفة، أو الذات الساذج! فهي لا تعرف و لا تسمى و لا توصف"[48].


    6. قال تعالى: (عَمَّ يَتَساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون) (النبأ: 1-3) يزعم الجمهوريون أن النبأ العظيم الذي تساءل عنه أهل مكة و اختلفوا فيه و الوارد في قوله تعالى (عمَّ يتساءلون...) ليس هو يوم القيامة كما يظن المسلمون، و إنما هو محمود محمد طه، النبأ العظيم، و قد ظلَّت الإرض – في رأي الجمهوريين- محتفظة بهذا السر إلى القرن العشرين و باحت به الآن بعد أن أوقدت شمسها.


    قال الجمهوري صلاح محمد عثمان السوداني في تقديمه لقصيدة في جلسة إنشاد جمهورية خالصة عقدت في منزل محمود محمد طه في يوم (20/4/1977): قصيدتنا التالية للأخ عوض الكريم موسى قال الله تعالى: ((عمَّ يتساءلون عن النبأ العظيم...)) ما هو النبأ العظيم؟ هو مقتضى فرط الجلاء، و أتى بها خبر السماء، هي ما عليه العالمون. تعالوا نلتقط النبأ من هذه القصيدة:


    سر الحقيقة في خفاء


    هو مقتضى فرط الجلاء


    و أتى به خبر السماء


    هي ما عليه العالمون


    و الأرض توقد شمسها


    و تقيم منها عرسها


    و تشق عنها رمسها


    و تبوح بالنبأ المصون


    و الفرد في تحقيق كن


    قد كان حتى لم يكن


    هو فوق ما في كن يكن


    فكماله في يكن يكن




    7. قال تعالى: ( و جاء ربك و الملك صفاً صفاً ) (الفجر: 22) من الآيات يستدل بها الجمهوريون على مذهبهم في تجسد الذات الإلهية. قال الجمهوريون: "... فمثلاً إذا جاء في القرآن قوله تعالى: ((و جاء ربُك و المَلَك صفّاً صَفَّا)) فإن المفسرين يقولون جاء أمر ربك و هذا إفراغ للقرآن عن محتواه، إذ أن السؤال سيظل قائماً ما هو هذا الأمر؟ نحن عندما نقول إن الإمر هو المسيح فإن ذلك يعطي عبارات القرآن مدلولاتها، فيصبح هنالك معنىً محدد.. ثم أنَّ المسيح هو فعلاً أمر الله"[49].




    اختلاف الجمهوريين مع علماء المسلمين في التفسير ليس هو من جنس اختلاف علماء المسلمين فيما بينهم:


    قد خالف محمود محمد طه زعيم الجمهورين صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم في التفسير، و خالف التابعين لهم بإحسان، و من جاء بعدهم من المفسرين الذين فسروا القرآن بالمأثور و حركوا العقل في إطار النصوص، أو أولئك الذين مالوا إلى تأويل الآيات المتشابهات.


    و يتهم محمود محمد طه الصحابة بأنهم لم يعلموا من معاني القرآن شيئاً، و لذلك فهو يذمهم من هذه الناحية.


    يقول محمود محمد طه: "الإسلام عائد عمَّا قريب بعون الله و توفيقه، و هو عائد لأن القرآن لا يزال بكراً لم يفض الأوائل منه أختاماً غير ختم الغلاف".


    كما أن محمود محمد طه يعتمد في زعمه أنه هو الوحيد الذي فهم القرآن كما ينبغي بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على أنَّ البشرية جمعاء لا تستطيع أن تستوعب النصوص الأصلية لأن فهمها ناقص و بيانها لم يحقق فرديته و من لم يرتق في سيره من العلم الناقص إلى العلم الكامل، و من المحدود إلى المطلق.


    و المسألة التي أريد بيانها أن هذا التأويل الباطني الجمهوري الذي يعتقد محمود أنه التفسير الصحيح للقرآن الكريم تأويل باطني، و هو يختلف عن تفسير علماء التفسير للقرآن الكريم، فالاختلاف الذي كان بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أو أئمة التابعين أو غيرهم من المسلمين في التفسير هو اختلاف لا يغيِّر معاني القرآن و لا يخرجها عن المعنى المراد، و لا يؤدي إلى فساد العقيدة. أما اختلاف محمود محمد طه مع أئمة المسلمين فهو اختلاف أساسي، فتأويلاته الفاسدة تأكيد لعقيدته الفاسدة و لدعوته المخالفة.


    و الاختلاف الثابت عن الصحابة بل عن أئمة التابعين لا يخرج عن وجوه: أحدها " أن يعبر كل منهم عن معنى الاسم بعبارة غير عبارة صاحبه فالمسمى واحد، و كل اسم يدل على معنىً لا يدل عليه الاسم الآخر مع أن كليهما حق بمنزلة تسمية الله بأسمائه الحسنى، قال تعالى: (قل ادعو الله أو ادعو الرحمن أيَّاً ما تدعو فله الأسماء الحسنى) (الإسراء:110).


    الوجه الثاني: " أن يذكر كل منهما من تفسير الاسم بعض أنواعه أو أعيانه على سبيل التمثيل للمخاطب لا على سبيل الحصر و الإحاطة، كما لو سَئل أعجمي عن معنى لفظ الخبز فأُري رغيفاً فقيل هذا هو. فذاك مثال للخبز و إشارة إلى جنسه لا إلى ذلك الرغيف خاصة"[50].


    الوجه الثالث: " أن يذكر أحدهم لنزول الآية سبباً و يذكر الآخر سبباً آخر لا ينافي الأول، و في نزولها لأجل السببين جميعاً أو نزولها مرتين مرَّة لهذا و مرَّة لهذا. أما ما صحَّ عن السلف أنهم اختلفوا فيه اختلاف تناقض فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يختلفوا فيه"[51].


    و لا يمكن بحال من الأحوال أن تضم اسم محمود محمد طه صاحب التأويلات الفاسدة لقائمة المفسرين، لأن معرفته بصحيح المنقول و سقيمه، و صريح المعقول، و أسباب النزول، و الناسخ و المنسوخ، و اللغة العربية لا ترقى إلى مستوى المفسرين الذين عرفتهم الأمة الإسلامية و لا يمكن أن يداني مقامه مقام الأئمة الكبار في هذا المجال. فمحمود لم تتوفر فيه شروط المؤثرين لمنهج الدراية على منهج الرواية، لأنه ليس عالماً باللغة[52] و النحو و الصرف و الاشتقاق و علوم البلاغة و القراءات و أصول الفقه و الأحاديث المبينة لمجمل القرآن.




    تأويل ظاهر الحديث تأويلات باطلة:


    يميل الجمهوريون إلى تأويل ظاهر الأحاديث إلى تأويلات لا تعقل، و مرادهم من ذلك -كما ترى- هو إبطال الشريعة، و قد ساروا في هذه المسألة على طريق الباطنية الأوائل و الثنوية و الدهرية و الإباحية من المنكرين للنبوة و الشرائع و الحشر والجنة و النار و الملائكة و الربوبية.


    فيميل الجمهوريون إلى تأويل الإحاديث التي تتحدث عن رؤية الله في الآخرة، و يزعمون أن الله الذي يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام و الملائكة هو الإنسان الكامل. كما يميلون إلى تأويل الآيات التي تتحدث عن الصراط و الميزان و المعراج.


    قال الجمهوريون: " و كل الإحاديث النبوية التي تتحدث عن رؤية الله يوم القيامة، و هي أحاديث كثيرة، إنما تتحدث عن مقام الاسم[53]، و ليس عن الذات المطلقة، و ذلك لأن القيامة زمان و مكان و الذات المطلقة لا يحويها الزمان و لا المكان .. و لأن الرؤية لا تكون إلا للمحدود، و الذات المطلقة تتعالى أن تراها البصائر و الأبصار"[54].




    للإحاديث معنيان عند الجمهوريين:


    جعل الجمهوريون للأحاديث معنيين: معنىً قريباً، و معنىً بعيداً. المعنى البعيد هو المقصود لذاته، و المعنى القريب في معظم الأحيان و سيلة للمعنى البعيد، و ذكروا أن الذي يفهم المعنى القريب دون المعنى البعيد لم يفهم الإحاديث.


    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)). قال محمود محمد طه في كتابه (رسالة الصلاة): " ((صلوا كما رأيتموني أصلى))!! هكذا أمر النبي في تبليغه رسالة ربه، فالصلاة معراج النبي بالأصالة و معراج الأمة بعده بالتبعية و التقليد.. و كلمة ((رأيتموني أصلي)) لها معنى بعيد و معنى قريب، .. فأما المعنى البعيد فهو أن نرى بعين البصيرة حال قلب النبي من صدق التوجه حين يقوم لصلاته، و أما المعنى القريب فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته فنتقنها أيضاً .. فنحن بدون أن نراه بعين البصيرة و بعين البصر، و بعبارة أخرى بدون أن نعرف حال قلبه و حركات جسده لا نكون قد رأيناه.. و إذا صلينا بمحاكاة حركات الجسد، بدون محاكاة صدق توجه القلب لانكون قد أطعنا عبارته ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) .. بذلك تكون صلاتنا صلاة يحق فيها قول الله تعالى : ( فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراؤون، و يمنعون الماعون) (الماعون:4-7) سماهم المصلين، لأن حركاتهم حركات مصل، ثم قال فيهم أنهم عن صلاتهم ((ساهون)) يعني غافلون عن حقيقة صلاتهم و هي تقوم فيها الصلة بين الله و بينهم و ذلك بحضور قلوبهم فيها، و لذلك قال (( الذين هم يراؤون )) أي يهتمون بالظاهر و يهملون الباطون ((و يمنعون الماعون)) و الماعون يعني القلب يمنعونه من الله أن يكون فيه و يملئونه بأصنام حب الجاه و حب السلطة". فحديث (( صلوا كما رأيتموني أصلي)) فيه أمران :


    أمر بالتقليد و أمر بالأصالة-في رأي الجمهوريين- جاء في الكتاب (رسالة الصلاة) : ( فالنبي أتانا بلسان الحقيقة –لسان الحال- أمراً بالأصالة ". فمعنى الحديث عند الجمهوريين أن النبي صلى الله عليه و سلم قد قال بلسان العبارة " قلدوني إلى أن تكونوا أصلاء مثلي" و قد أخطأ الجمهوريون في هذه المسألة التي اعتمدوا فيها على تأويلاتهم الفاسدة، و التي حاولوا أن تكون سنداً لهم في الدعوة إلى الأصالة – ترك التقليد- أو ترك الصلاة الشرعية.


    و هذا الحديث الذي تحدث عنه الجمهوريون له معنى واحداً و فيه تنصيص على أن فعل النبي صلى الله عليه و سلم مبين لأصحابه، و المراد من هذا الحديث واضح و بيِّن و هو أن نصلي بالكيفية التي وضحها لنا الرسول صلى الله عليه و سلم و إظهار المراد قد يكون بالفعل أبلغ منه بالقول، و لهذا السبب نرى أن محموداً قد أخطأ في جعله للمتقن للصلاة الحركية و غير المدرك للمعنيين الذين تحدث عنهما من الذين هم عن صلاتهم ساهون، و من الذين لا صلاة لهم فالآيات التي استدل بها محمود في هذه المسألة لها معنى يختلف عن المعنى الذي يتحدث عنه، و الذي وصل إليه بتأويله الباطل[55].




    خـــاتمة:


    بان لنا بعد استعراضنا نماذج من التفسير الجمهوري أن الاتجاه الجمهوري في تفسير القرآن الكريم و في شرح السنة النبوية أتجاه باطني منحرف عن النهج القويم في تفسير القرآن الكريم أو شرح السنة النبوية. فالتأويل الباطني عند الجمهوريين يخرج بالقرآن الكريم عن هدفه الذي يرمي إليه، فالقرآن الكريم يقصد هدفاً معيناً، و الجمهوريون يقصدون هدفاً معيناً بتأويلاتهم الفاسدة، و بين الهدفين تنافر و تضاد، فيأبى الجمهوريون إلا أن يحوِّلوا القرآن عن مقصده و هدفه إلى مقصدهم و هدفهم، فيقيمون مذهبهم و يروجون له على حساب القرآن الكريم و السنة النبوية.


    فهدفهم أن يقيموا مذهبهم في ظاهره على أساس من تفسيرهم لكتاب الله، و بهذا الصنيع يكون الجمهوريون قد خدموا هدفهم و لم يقدموا لكتاب الله شيئاً إلا هذا التأويل الفاسد، الذي كله شر على الدين و إلحاد في آيات الله. و قد اتبع محمود في تأويله المنهج المذموم في التفسير، و عارض النصوص الصريحة في القرآن الكريم، و قال بمرحلية الآيات المعارضة لمذهبه و التي لم يستطع تأويلها لصراحتها، و تأويلاته للآيات القرآنية و الأحاديث النبوية تأويلات باطلة متكلفة يمجها الذوق السليم و لا تتفق في قليل و كثير مع قواعد الدين و بلاغة القرآن الكريم و فصاحة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم فنسأل الله العافية في الدين و الدنيا و الآخرة.




    فهرس المصادر و المراجع:


    1. ابن باز: حكم الإسلام في من زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات، أو وصف الرسول صلى الله عليه و سلم بما يتضمن تنقصه أو الطعن في رسالته، ط المملكة العربية السعودية (ب.ت).


    2. ابن تيمية: الفتاوى ط. السعودية، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية و الأوقاف 1995م.


    3. أبو الحسن الإشعري: اللمع في الرد على أهل الزيغ و البدع، ط مطبعة مصر 1955م.


    4. أبو الحسن الندوي: القادياني و القاديانية.


    5. العلوي: الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام، ط. منشأة الإسكندرية (ب.ث).


    6. إبن القيم: أمثال القرآن، تحقيق ناصر بن سعد الرشيد ط 2. 1402هـ المملكة العربية السعودية.


    7. الذهبي: الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها و دفعها، ط مصر 1396هـ، مصر.


    8. الذهبي: التفسير و المفسرون ط2. دار الكتب الحديثة 1396هـ.




    كتب الجمهوريين:


    1. محمود محمد طه: السفر الأول ط1. أكتوبر 1945م الخرطوم.


    2. محمود محمد طه: قل هذه سبيلي ط1. 1952م أم درمان.


    3. محمود محمد طه: رسالة الصلاة ط1. 1385هـ أم درمان.


    4. محمود محمد طه: الرسالة الثانية من الإسلام ط. 1967م.


    5. محمود محمد طه: رسائل و مقالات ط 1393هـ أم درمان.


    6. الإخوان الجمهوريون : عقيدة المسلمين اليوم ط 1403هـ.


    7. الإخوان الجمهوريون: التقليد و الأصيل و الإصلاء ط1. 1982م.


    8. الإخوان الجمهوريون: اليوم الهجرة من النفس السفلى إلى النفس العليا ط1. 1981م.

    ----------


    [1] - الفتاوى 4: 69


    [2] - الفتاوى 13 : 313


    [3]- كتاب الفكر الإسلامي، تأليف نخبة من الإساتذة ط3. جامعة الإمارات 2003م، ص99.


    [4] - التأويل عند علماء اللاهوت تفسير الكتب المقدسة تفسيراً رمزياً أو مجازياً يكشف عن معانيها.


    [5] - انظر: الحركات الباطنية في العالم الإسلامي للدكتور محمد أحمد الخطيب ص 30.


    [6] - التفسير و المفسرون للذهبي 2: 232 و انظر المواقف للأيجي 8: 388.


    [7] - انظر لمعرفة المزيد عن هذه الفرق الباطنية القديمة الكتب الآتية: فضائح الباطنية للغزالي و كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي و الفتاوى لابن تيمية و الملل و النحل للشهرستاني والفصل في الملل و الأهواء و النحل لابن حزم و الفرق بين الفرق للبغدادي.


    [8] - أتباع الشيخ أحمد الإحسائي و كاظم الرشتي بإيران. و قد كان الباب شيخياً. انظر: البهائية لإحسان إلهي ظهير و وثائق عن البهائية للدكتورة بنت الشاطئ و البهائية لعبد الرحمن الوكيل.


    [9] - البابية أتباع الباب علي محمد الشيرازي الذي نفذ عليه حد الردة بإيران في 1256هـ لقوقه بنسخ الشريعة الإسلامية.


    [10] - البهائية أتباع البهاء حسين علي المازندراني الذي كان بابياً و قال بالتأويل الباطني الذي أدى به إلى القول بتجسد الذات الإلهية و تغيير الصلاة و الصوم و الحج إلخ.


    [11] - أتباع الإغاخان و الآن يوجد الأغاخان الرابع.


    [12] - هذه الفرقة هي موضوع البحث و سيأتي الكلام عنها.


    [13] - فسر زعيم البهرة قول الله تعالىو اعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا)(آل عمران103) بأن الحبل المشار إليه له طرفان: أحدهما بيد الله – تعالى عن ذلك- و الآخر بيده!! (كتاب الحركات الباطنية للبروفسير جلي- كتاب مخطوط-).


    [14] - يعتمد الميرزا غلام أحمد القادياني – الذي تنسب إليه القاديانية- على الإلهامات و الرؤى و يستدل- شأن الباطنية- بحساب الجمل و الأعداد و يسترسل في تأويل الآيات و الكلمات الواردة في الأحاديث و يعتبرها كلها مجازات و استعارات – كما يقول أبو الحسن الندوي في كتابه القادياني و القاديانية ص64، 65. و قد أصدر الميرزا أربع رسائل من رسائله الأربعين التي وعد بها و ألف رسالة (تحفة الندوة) و صنف (شهادة القرآن) و كتاب(حقيقة الوحي)و ألف إبنه الميرزا بشير الدين محمود كتاب(حقيقة النبوة) و صنف محمد علي الذي تزعم فرعاً من فروع القاديانية و هو الفرع اللاهوري مؤلفات كثيرة منها (THE ISLAM) و الترجمة الإنجليزية للقرآن، و منهج محمد علي اللاهوري في تفسير القرآن منهج باطني.


    [15] - انظر: كتاب نشأة الفلسفة الصوفية ص 80، 81.


    [16] - بيان مذهب الباطنية و بطلانه للديلمي ص39، 40، ط إدارة ترجمان السنة لاهور باكستان. الإسماعيلية لإحسان إلهي ظهير ص481.


    [17] - فضائح الباطنية لأبي حامد الغزالي، الباب الخامس، الفصل الأول ص55، ط. الكويت: الإسماعيلية لإحسان إلهي ظهير ص 481، 482.


    [18] - الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام ص 71 ط منشأة المعارف، الاسكندرية.


    [19] - محمود محمد طه: مؤسس فرقة الجمهوريين و رئيسها و شيخها. ولد بقرية الهجليج في سنة 1912م. و الهجليج قرية تقع شمال مدينة رفاعة الواقعة في وسط السودان، شرق النيل الأزرق. تخرج من كلية غردون الجامعية و عمل في بداية حياته مهندساً في شكك حديد السودان، ثم مهندساً في الإدارة المركزية للكهرباء، ثم عمل بعد ذلك مهندساً في القطاع الخاص بمدينة كوستي- وسط السودان- و في سنة 1965م تفرغ تماماً لفرقته التي أنشأها، و جعل مقر إقامته الدائمة بأم درمان بالسودان.نفذ عليه حد الردة الرئيس السوداني جعفر نميري في عام 1985م.


    [20] - المعية بالذات: يؤمن الجمهوريون بالمعية بالذات و عقيدتهم في المعية بالذات تابعة لعقيدتهم في في التجسد و لمذهبهم في الإسراء و المعراج. بيان مذهبهم في المعية أن زعيمهم –محمود محمد طه- يرى أن يرى أن معية الله مع عبده تختلف باختلاف درجات معراج العبد إلى ربه أو تنزل الذات الإلهية في سلم الوجود حسب درجة الصبر التي يتمتع بها الإنسان. فالصابر عن الله تكون معية الله معه بالذات و القول بالمعية بالذات كفر و إلحاد و لم يقل به حتى المشبهة الذين بالغوا في التشبيه.


    و قد ذكر الشيخ محمد بن خضر بن مايابي الموريتاني في كتابه (استحالة المعية بالذات و ما يضاهيها في متشابه الصفات) أنه ما رأى أحداً نسب إليه القول بالمعية بالذات إلا ما ذكر عن شخص يسمى إبراهيم المواهبي الشاذلي.


    [21]- يعتبر محمود محمد طه وحدة الوجود أصلاً من أصول الدين.


    [22] - لا يوجد شيئ عند محمود إسمه المعدوم، بل المعدوم كان موجوداً في صورة أخرى تطور إليها أو نقص عنها، فالإمر مستمر بلا بداية و لا نهاية و المادة أزلية أبدية.


    [23] - عقائد البابكية و الحزمية و الخابطية و البيانية و الدروز و النصيرية والقاديانية إلخ.


    [24] - الذات عندهم يجب أن تتجسد و تتنزل في مراتب الوجود المختلفة.


    [25] - اللمع في الرد على أهل الزيغ و البدع لأبي الحسن الأشعري ط مطبعة مصر1955 ص83.


    [26] - انظر: صحيح مسلم المجلد الإول، نشر و توزيع دار البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة، المملكة العربية السعودية، المقدمة ص 5.


    [27] - عرف الاصطلاح بأنه اتفاق طائفة من الناس على شيئ إذا ذكر تبادر معناه إلى الأذهان و بعبارة أخرى الاصطلاح لفظ خاص اصطلح بعض الناس على معنى معين له فحين يطلق هذا اللفظ يتبادر إلى الذهن ذلك المعنى الاصطلاحي المتفق عليه. (حكم الإسلام في الاشتراكية لعبد العزيز البدري ص132).


    [28]انظر: عقيدة المسلمين اليوم- مرجع سابق-. -


    [29] - قال ابن تيمية ليس من كلام النبي صلى الله عليه و سلم و لا يعرف له سند صحيح و لا ضعيف و تبعه الزركشي و العسقلاني.


    [30] - الإخوان الجمهوريون: عقيدة المسلمين اليوم ص 83، 84.


    [31]- كبيِّت (أكتيور الثانية و الكتلة الثالثة) للإخوان الجمهوريين ط 1. 1301هـ ص 12 .


    [32] - ط 140 هـ ص 20.


    [33] - رسالة الصلاة لمحمود محمد طه.


    [34] - انظر: رسائل و مقالات لمحمود محمد طه ص61/نشرة داخلية بتاريخ 3/4/1982 ص3 الإخوان الجمهوريون/ الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي/ رسالة الصلاة لمحمود محمد طه ط 1399هـ ص 44.


    [35] - الثورة الثقافية لمحمود محمد طه ص 22.


    [36] - رسالة الصلاة لمحمود محمد طه ص 44.


    [37] - أي أن اللغة لا تستطيع أن تعطي المعنى الحقيقي المقصود من الكلمات، فهي عند الجمهوريين لا تحمل من معاني القرآن الحقيقية شيئاً، و لا تخبر عن المقصود منه في الحقيقة.


    [38] - إشارة إلى مذهبهم في وحدة الوجود المادية التي تجعل الله سبحانه و تعالى مادة الأشياء .


    [39]- سلم التطور.


    [40] - رسائل و مقالات لمحمود محمد طه، الكتاب الإول ص 44.


    [41] - رسائل و مقالات، الكتاب الثاني ص 45.


    [42] - رسائل و مقالات لمحمود محمد طه 2/29.


    [43] - عقيدة المسلمين اليوم ص 46، 47


    [44]ج1 ط ربيع الأول1403هـ ص 53. - عقيدة المسلمين اليوم


    [45] - الفتاوى ابن تيمية، المجلد الثاني، توحيد الربوبية ص 156.


    [46] - الفتاوى مجلد توحيد الربوبية ص 11.


    [47] - عقيدة المسلمين اليوم ص 53، 54.


    [48] - محمود محمد طه، رسائل و مقالات، الكتيب الثاني ص 45.


    [49] - عقيدة المسلمين اليوم ص 43-48.


    [50] - القاعدة المراكشية ص 32، 33.


    [51] - انظر: القاعدة المراكشية لابن تيمية، تحقيق الدكتور ناصر بن سعد الرشيد و الأستاذ رضا بن نعسان ط مطابع صفا، مكة المكرمة 1401هـ ص 32-34.


    [52] - مجرد معرفة اللغة لا يعين على معرفة التفسير و فهمه بالتفصيل، بل لا بد من معرفة أسباب النزول و معرفة المعاني الدقيقة للقرآن عن طريق النقل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال تعالى ((و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون)) (النحل:44)، انظر: الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم للذهبيص 10.


    [53] - أي الإنسان الكامل عند الجمهورين.


    [54] - الإخوان الجمهوريون: عقيدة المسلمين اليوم ص 47. و انظر: موقف الجمهوريين من السنة النبوية للدكتور شوقي بشير ط 1 رابطة العالم الإسلامي، سلسلة دعوة الحق، سبتمبر 1987م ص 47، 48.


    [55] - لمعرفة المزيد عن أن إظهار المراد بالفعل أبلغ منه بالقول و أن لهذا الحديث معنى يختلف عن فهم محمود محمد طه له أنظر: أصول السرخسي 2/27، و انظر: موقف الجمهوريين من السنة النبوية للدكتور شوقي بشير ط: رابطة العالم الإسلامي، مكة، سلسلة دعوة الحق 1987م.




    أما مسألة كمال الانسان فهذه مساله محسومه
    الانسان لا يمكن ان يصبح كاملا
    كقوله (ص) لإن لم تخطؤوا لذهب الله بكم و جاء بقوم يخطئون فيستغفرون الله فيغفر لهم
    إذن الإنسان لم يخلق ليصبح كاملا إنما خلق ليخطئ و يستغفر
    ولو كان أحد ليصبح كاملا لكان (ص) هو الاحق
    تمام؟؟؟؟


    لنعود للموضوع الاساسي
    ما هى الصلاة الأحدية؟؟؟
    .
    .
    .
    يتبععع

    (عدل بواسطة ناصر البطل on 04-28-2008, 09:07 AM)

                  

04-22-2008, 05:55 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الأخ ناصر البطل،

    تحية المودة والتقدير

    ومرحب بعودتك بعد غيبة..

    العبارة لا تتحدث عن الصلاة الأحدية، فليست هناك صلاة إسمها الصلاة الأحدية.. والنص الذي جئت به يقول ذلك، ويتحدث عن أن الصلاة وسيلة للتخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى.. الآية "كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".. الحديث: "تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم"..

    جاء في كتاب رسالة الصلاة هذه الفقرة التي تشرح مسألة الأحدية والواحدية في نفس الوقت الذي تشرح فيه مسألة الصلاة وقيمتها هذه..
    وشكرا
    ياسر




    Quote:
    للصلاة معنيان

    فالصلاة لها معنى بعيد، ولها معنى قريب.. ولقد خرجت الصلاة على مستويين من مستويات شهود النبي ربه، والقرآن يقص علينا هذين المشهدين فيقول: ((علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى)).
    فأما المشهد الأول فهو مشهد أسمائي، وأما المشهد الثاني فهو مشهد ذاتي.. يقول تعالى عن نفسه ((كل يوم هو في شأن)) وشأنه إبداء ذاته لعباده، وهذا الإبداء إنما هو تنزل من بهموت الذات إلى مراتب العباد ليرقوا في معارج هذه التنزلات إلى حضرة الذات.. فالله تعالى يقول عن تنزلاته إلى عباده: ((وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)) فالقرآن هو الذكر في مقام الجمع، والفرقان هو الذكر في مقام الفرق.. ومقام الفرق هو التنزلات إلى مرتبة الصفة ومرتبة الفعل، وإلى هذه المراتب الإشارة بقوله ((ونزلناه تنزيلا)) يعني تنزيلا من بعد تنزيل في المراتب لتكون للعارفين معارج يطوون فيها المراتب، مرتبة بعد مرتبة، حتى يقفوا على عتبة الذات.
    ((وبالحق أنزلناه، وبالحق نزل، وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيرا)) ((وبالحق أنزلناه)) يعني الذكر. وأنزلناه إلى مقام الجمع وهو القرآن. ((وبالحق نزل)) إلى مقام الفرق، وهو الفرقان.. والذكر في مقام جمع الجمع، وهو مقام الاسم مما يلي الذات، والقرآن مقام الجمع، وهو مقام الاسم مما يلي الصفات، والفرقان مقام الفرق، وهو التعدد، وأدناه الثنائية، وهو مقام الصفة ومقام الفعل.. ومقام الفعل أعلاه مقام توحيد، وأدناه مقام شرك - مقام تعدد- وذلك عند بروز الأكوان من المكون بأثر الفعل.. فمن شغلته المخلوقات عن الخالق فهو مشرك، ومن رأى من وراء فعل المخلوقات فعل الله فهو موحد، وفي الحق، أن التوحيد كله في مقام ((وحدة الفاعل))، وهو ما عنيناه بعبارة ((رآى من وراء فعل المخلوقات فعل الله))
    والرسالة تنزل إلى أدنى درجات التعدد، وخاصة في وجهها الجلالي.. وجه الإنذار.. وغرضها جمع الناس على الله من التفرق في التعدد، وإلى ذلك تشير عبارة ((وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا)).

    والتوحيد كله في مرتبة وحدة الفاعل، لأنها مرتبة الشرك الخفي.. ولن يخلص العبد من الشرك الخفي إطلاقا، لأنه يدق حتى يصبح أدق من الشعرة وأحد من السيف، ثم لا ينتهي، وهو الحجاب القايم بين الوحدة المطلقة، التي هي حظ الرب، والوحدة النسبية التي هي حظ العبد.
    ومرتبة الفعل هي مرتبة ((الواحدية))، والواحدية صفة الإله: ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)) وفي الحق، أن الناس لم يجحدوا الله وإنما جحدوا الإله، وهو تنزل الله إلى مرتبة الفعل في المستويات الصغيرة التي يقع الشبه فيها ويسود اللبس.. وهذه مستويات الشرك الخفي عندما تتداعى إلى الخفاء.. اسمع القرآن يحدثنا في هذا المعنى: ((ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض، وسخر الشمس والقمر، ليقولن الله، فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، إن الله بكل شئ عليم)) كأنه يقول: أن الأعمال الكبيرة الظاهرة التي يستحيل عليهم أن يشاركوا فيها، كخلق السموات والأرض، ينسبونها لله، ولكن الأعمال الصغيرة التي لهم فيها في ظاهر الأمر مشاركة ينسبونها لأنفسهم.. أو كأنه يقول: إذا سألتهم من خلق السموات والأرض يقولون خلقهن الله، وإذا سألتهم من يرزقكم يقولون سعينا واجتهادنا - إن لم يكن قولهم هذا بلسان مقالهم، فإنه على التحقيق، قولهم بلسان حالهم.
    وكل الشرك في مسألة الرزق، ولقد قال العارفون أن الانسان يفر من أجله، ويجري وراء رزقه، وفي الحق، أن الأجل والرزق يطلبان العبد طلبا حثيثا وهو لن يعجز أجله هربا، وهو لن يعجز رزقه هربا بنفس القدر.. فإذا تم يقين العبد بالرب، يعلم أن ما قدر لماضغيه أن يمضغاه لا بد أن يمضغاه، وإن هرب منه.
    فالآية الثانية تخبرنا أن الذي خلق السموات والأرض هو نفسه الذي يبسط الرزق للعباد.. فالخالق واحد لكبير الأعمال وصغيرها.. اسمعه يقول ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم؟ قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار)).
    ومرتبة وحدة الفاعل أول مراتب تجليات الذات مما يلي العبد.. أو قل هي أول مراتب العروج إلى الله ذي المعارج. والمرتبة التي تلي وحدة الفاعل هي وحدة الصفة وهي مرتبة ((الأحدية)) والأحدية صفة الله ((قل هو الله أحد)) والمرتبة الثالثة وهي التي تلي مرتبة وحدة الصفة هي مرتبة الاسم، وهو ((الله)) وليس وراء هذه المرتبة إلا الذات الصرفة.
    ومعنى الواحد الفرد الذي لا ينقسم، وهو أول مراتب التفريد.
    ومعنى ((الأحد)).. الذي لم يجيء من مثله، ولا يجيء منه مثله، أو هو الذي ((ليس كمثله شئ)) وهو أوسط مراتب التفريد.
    ومعنى ((الله)).. الذي يجل، ويتعالى أن يكون له معنى، ولكنه، مما يلي الخلق، هو متعلق الصفات ومما يلي الذات إن هو إلا إشارة إلى الذات الساذج، الصرف، التي تجل عن أن تسمى، أو أن توصف.
    ومعنى أنه متعلق الصفات، أنه علم على أول تنزل من صرافة الذات، وهو أعلى مراتب التفريد. وهذه المراتب الثلاث، وعديد المراتب التي دونها، هي من جهة الذات تنزل، ومن جهة العبد معراج، فالمعراج تنزل درجات سلم الذات ليرقى عليها العبد درجة، درجة. والمعراج قطع هذه الدرجات أيضا، وقد قلنا أن النبي في المعراج شاهد ربه على مستويين، فأما الشهود الأول، فهو شهود أسمائي، وأما الشهود الثاني، فهو شهود ذاتي.. والشهود الأسمائي هو هذا الذي فصلناه في المراتب الثلاث.. فالشهود الأسمائي هو شهود تجليات الذات في الخلق فقد شاهد النبي التجليات الإلهية في جبريل. والقرآن يقص علينا في هذه الآيات من سورة ((والنجم)) وقد أوردناها آنفا: ((علمه شديد القوى)) جبريل ((ذو مرة فاستوى)) وصف جبريل بالشدة، ومعنى ((فاستوى)) في صورته التي خلقه الله عليها، وهي أعلى ما يكون جبريل مظهرا للتجلي الأسمائي، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ((وهو بالأفق الأعلى)) مما يلي الذات ((ثم دنا فتدلى)) تنزل في التجلي الأسمائي إلى مرتبة الصفة ثم إلى مرتبة الفعل، حيث استقر ((فكان قاب قوسين أو أدنى)). وفي هذا الثالوث إشارة لطيفة إلى العقل، لا يتسع المقام لاستقرائها، ((فأوحى إلى عبده ما أوحى)): فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى.
    هذا التفصيل فيما يخص المشهد الأسمائي. وأما المشهد الذاتي فقد أخفي في سياق عبارات القرآن، لأنه فوق العبارة، ولا تسعه إلا الإشارة. وقد جاءت عبارة، هي نهاية في الدقة، وفي الإيجاز، وفي القيمة السلوكية للسالكين لتشير إلى هذا الشهود الذاتي إشارة سلوكية، وتلك هي آية ((ما زاغ البصر وما طغى)) ولما كانت سدرة المنتهى هي نهاية الشهود الشفعي، أو ((الثنائي)) وبداية الشهود الوتري أو ((الفردي)) فقد أخبرنا القرآن عن ذلك فقال: ((إذ يغشى السدرة ما يغشى)) من طرف التجلي الذاتي، بلغ النبي مقام ((ما زاغ البصر وما طغى))، والبصر هنا والبصيرة شئ واحد، لأن هذا مقام التوحيد، وهو يعني الفكر و ((ما زاغ)) يعني ما رجع فانشغل بالماضي، و ((ما طغى)) يعني ما انشغل بالمستقبل، فكأن النبي، من فرط ما غشيه من الشهود الذاتي، قد استغرق، وأخذ من جميع أقطاره، حتى أصبح وحدة مكانية، في وحدة زمانية، وبهذا التوحيد، الكامل الشامل، خرج عن الزمان، والمكان وتحرر منهما، فشاهد من ليس يحويه المكان، ولا الزمان.. شاهد الله، شهوداً ذاتياً، ليس للعبارة فيه مجال. وهنا فرضت الصلاة بمعناها البعيد.. فرضت بلسان الحال، لأن لسان المقال هنا أخرس. ولم يكن جبريل حاضرا هذه، وإنما كان جبريل حاضرا فرض الصلاة بالمعنى القريب.
    والصلاة، بالمعنى القريب، هي الصلاة الشرعية، ذات الحركات المعروفة. ولقد فرضت في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) وهو مقام الشهود الأسمائي، والشهود الأسمائي وسيلة إلى الشهود الذاتي. فإن العبد المترقي يشاهد وحدة الفعل، ثم يترقى منها إلى شهود وحدة الصفة، ثم يترقى منها إلى شهود وحدة الاسم، وليس وراء ذلك إلا شهود الذات، وليس في شهود الذات مقام، وإنما هي إلمامة خاطفة، وجمعية مستغرقة، ينادي عندها منادي الطبيعة البشرية ((يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا)). ثم يكون تنزل العبد راجعا في درجات معراجه، فيكون مما يليه، في حالة التنزل، شهود وحدة الاسم، ثم وحدة الصفة، ثم وحدة الفعل، فكأنه شاهد، في العروج ثم في التنزل بعد العروج، كل مشهد مرتين، ولكن بصورتين مختلفتين، لأن التكرار ممتنع في تلك المقامات، فإنه ((كل يوم هو في شأن)). وكل المشاهد، في حالة التنزل، أعظم منها في حالة العروج، ولذلك فقد فرضت الصلاة خمسين في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) في حالة المعراج، وخففت إلى خمس في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) في حالة التنزل من المعراج، والسر في التخفيف، أن النبي بعد شهود الذات أصبح أعرف بالله منه قبلها، والعارف مخفف عليه دائما، على قاعدة، ((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم، وكان الله شاكرا عليما؟)).
    في مقام الشهود الذاتي فرضت الصلاة بالمعنى البعيد، وهي الصلة مع الله بلا واسطة، في مقام ((ما زاغ البصر وما طغى))، حيث تطمس من العبد ذاته المحدثة، وتبقى ذاته القديمة في صلة مع القديم، لا يفصلها وسيط، ولا تقوم بينهما وسيلة، وهناك تسقط الوسايل والغايات، ولا يبقى إلا الواحد، ((وليس لسفن العبارة ههنا نصيب)). ولم يكن جبريل حاضرا، لأنه لا مقام له في شهود الذات، وذلك لأنه لا ذات له - لا نفس له- بها يطيق أنوار التجلي الذاتي، وهذا ما جعل ساير البشر، في مآلهم، أكمل من خاصة الملائكة.. فكمال الملائكة على البشر كمال درجة، وكمال البشر كمال نشأة، وهذا معنى قول المعصوم ((إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم)).
    وجاء تخلف جبريل لسبب آخر، هو أن وجود جبريل يجعل النبي شفعا، ولا يصلح الشفع في مشاهدة الوتر. وفي مقام الشهود الأسمائي فرضت الصلاة بالمعني القريب.. الصلاة الشرعية، وقد كان جبريل وسيطا فيها، وقد جاء بكيفيتها ومواقيتها ووضوئها إلى النبي في مكة، وعلمه كيف يصلي.. وليس معنى هذا أن النبي لم يكن على صلاة قبل المعراج، بل إنه، على التحقيق، قد كان على صلاة قبل البعث، منذ أن كان يتحنث في غار حراء، ولكن صورة صلاته القديمة صححت بعد المعراج، فجاءت الصلاة التي نعرفها اليوم، وجعلت معراجا، له بالأصالة، ولأمته بالتبعية. وهي معراج إلى المقام المحمود، الذي قامه بين يدي ربه في مشهد، ((ما زاغ البصر وما طغى)). وقد قال تعالى في حق نبيه ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)).
                  

04-23-2008, 10:55 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    دكتور ياسر تسلم كتير أتمني أن تكون و الاسره بخير

    سؤال يا دكتور
    هل الصلاه هي الصله بين العبد وربه و هى وسيلتنا للتقرب لله
    أم الصلاه هي
    Quote: الصلاة وسيلة للتخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى


    لأن الفرق كبير

    اقول ليك

    اذا كان الصلاه هي الصله اذن يجب علينا القيام بها كما جاءت في الأثر و المداومه ليبقي الاتصال بين العبد وربه
    أما
    اذا كانت هي التخلق باخلاق الله
    اذن يمكن أن أأدى الصلاه بطرق غير التي وردت في الأثر و أدعى بأن هذه هى الصلاه
    أى بمعنى ان اقول من اخلاق الله الانفاق ثم انفق مارأيته مناسبا و أفترض أن هذه صلاه أو قل عوض (بكسر العين) عن الصلاه
    و هذا يتعارض تمام مع قوله (ص) صلوا كما رايتمونى اصلي
    مع اعلم بأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحي
    بالاضافه إلي قوله ما أتاكم الرسول فخذوه و هنا وجب الأخذ
    معاى إنته؟


    نمشى قدام شويه

    Quote: العبارة لا تتحدث عن الصلاة الأحدية، فليست هناك صلاة إسمها الصلاة الأحدية


    العباره تذكر الاتي

    Quote: ((الأحدية)) في حق العبد براءة ظاهره ، وباطنه ، من الأغيار.. وهذه صفة لا يتم تحقيقها.. وإنما يقع ، دائماً ، الترقي في مراقيها.. وهو ترق سرمدي


    و حسب ما فهمته أن الأحديه هي مرتبه يصلها الفرد
    ظاهرها براءه في حق العبد و لكن أعتقد أن النص به شئ أجوف لأن النص لم يذكر بوضوح براءة من ماذا؟؟؟
    بمعني براءه من النار؟
    براءة من الصلاة في حد زاتها؟
    براءه من ماذا؟؟

    تمام؟

    اذن مادام هي مرتبه يصلها الفرد و لا أدرى كيف يصلها
    هل بصلاته أم عمله أم ماذا
    المهم
    بإفتراض أن شخص ما وصل صفة الأحدية هذه بطرية ما.. مهما كانت
    عندئذ
    سنقول أن فلان هذا صلاته صلاة أحدية (صاح؟)
    أى ألزمنا كما قال النص صفة الأحدية لصلاة الفرد لبلوقه تلك المرتبه بترقيه السرمدى كما ذكر الاستاذ
    إذن الاستاذ لم يذكر صراحه ان هناك صلاة أحدية
    و لكن من الصياغ
    هناك مرتبه يصلها الفرد فتصبح صلاته أحديه
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    نرجع لموضوعنا
    شخص ما وصل مرتبة الصلاة الأحديه
    الرجاء شرح

    هل الصلاه صله أم تخلق (بتشديد اللام)؟؟؟
    هل أعلي مراتب الصلاة هي الخشوع و اليقين و تصلي لله كأنك تراه أم الأحديه؟؟؟
    عندما يصل الفرد مرتبة الصلاة الأحدية (جدلا أو قل مجازا بتخلقه باخلاق الله) هل سيصلي الصلاة التي نعرفها أم لهذه المرتبه و هذا التخلق متطلبات و صلوات أخرى؟
    كيف تكون عنئذ الصلاه الأحديه أو قل ما هي الصلاة الأحدية حينها؟؟؟

    نواصل
                  

04-23-2008, 11:32 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الأخ العزيز ناصر البطل،

    طبعا من حقك أن يكون لك رأيا مختلفا ولكن المهم هو أن الصلاة لم يرد عن الأستاذ أنه وصفها بالأحدية..

    أرجو أن تتمكن من الإستماع إلى هذه المحاضرة بعنوان "تطوير شريعة الأحوال الشخصية"، ولكن أرجو أن لا يصرفك العنوان عن الإستماع ففيها حديث باستفاضة عن مسألة الصلاة..

    http://www.alfikra.org/talk_view_a.php?talk_id=33

    ففيها إجابة على كل تساؤلاتك هنا..

    ياسر
                  

04-23-2008, 06:20 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    جاء في كتاب

    Quote: تعلموا كيف تصلون
    للمفكر الأستاذ العارف بالله
    Quote: محمود محمد طه
    و ذلك في
    Quote: الباب الأول - الصلاة وسيلة
    الأتى:

    Quote: فالصلاة وسيلة ، إذن.. هي وسيلة إلى التخلق بالأخلاق الكاملة - أخلاق الله - ولقد قلنا أن أعلاها ((الأحدية)).. و ((الأحدية)) في حق العبد براءة ظاهره ، وباطنه ، من الأغيار.. وهذه صفة لا يتم تحقيقها.. وإنما يقع ، دائماً ، الترقي في مراقيها.. وهو ترق سرمدي.. وأقرب ، إلى العبد ، من أخلاق الله ، عن ((الأحدية)) ، ((الواحدية)).. وهي ، في حقه ، تحقيق فرديته التي ينماز بها عن سائر أفراد القطيع..



    و دكتور ياسر يقول الأتى:

    Quote: المهم هو أن الصلاة لم يرد عن الأستاذ أنه وصفها بالأحدية..



    واحد من تلاته يا دكتور:

    يا إما:
    1- الكلام ده أنا كاتبو من راسى و الأستاذ ما قالوا
    2- الأستاذ يكون قال الكلام ده و إنته ما وقفته عندو أو وقفته عندو و ما عندك ليهو تبرير
    3- الأستاذ يكون قال الكلام ده و نحنا فعلا هنا محتاجين لي شرح ليهو

    عموما مسأله ما قالوا دى مافي داعى نتغالط فيها و ذلك ليس من باب "الشينه منكوره"
    نمشى قدام و محتاجين لي شرح

    يتبععع
                  

04-23-2008, 08:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    يا أخي ناصر،

    هذه العبارة من كتاب تعلموا كيف تصلون والتي جاءت فيها كلمة "الأحدية" أنت لم تفهمها كما ينبغي.. النص يقول أن أعلا أخلاق الله هي الأحدية.. فالأحدية هنا ليست صفة للصلاة . ولو رجعت في نفس الكتاب إلى الوراء قليلا لاستطعت أن تقرأ الآتي:


    Quote: رفع الحجب

    وإنما من أجل رفع هذه الحجب القائمة بين العقل والقلب - بين الحادث ، والقديم - جاءت رسالات السماء على ألسنة الرسل البشر : ((ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب ، والحكم ، والنبوة ، ثم يقول للناس: كونوا عباداً لي ، من دون الله.. ولكن كونوا ربانيين ، بما كنتم تعلمون الكتاب ، وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة، والنبيين، أرباباً.. أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ؟؟)) وعلى هذه جاء قول المعصوم : ((تخلقوا بأخلاق الله.. إن ربي على سراط مستقيم)).. وأعلى أخلاق الله ((الأحدية)).. والأحدية هي الصمامة الداخلية ، والخارجية ، التي لا تنقسم ، لبراءتها من الأغيار ، ولخلوها من الفجوات ، ومن الفراغ.. وسبيل الإنسان إلى التخلق ((بالأحدية)) إنما هو التخلق ((بالواحدية)).. والواحدية هي التفرد الذي لا يشبهه شبيه.. وسبيل الإنسان إلى التخلق بالواحدية تجويد التوحيد ، ((لا إله إلا الله)).. وسبيل الإنسان إلى تجويد التوحيد ، تجويد العبادة.. والعبادة معاملة.. والمعاملة ، كالعملة ، ذات وجهين : من أعلاها معاملة الرب.. ومن أدناها معاملة الخلق.. وأعلى معاملة الرب ((الصلاة)).. وأعلى معاملة العبد صلة الرحم.. وليست الرحم هنا قرابة الدم ، (وإن كانت هذه موجودة في أدنى المنازل ) ، وإنما الرحم هنا بمعناها الواسع ، وهي رحم العبودية للمعبود الواحد.. قال تعالى ، في ذلك : ((إن الله يأمر بالعدل ، والإحسان ، وإيتاء ذي القربى.. وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي.. يعظكم لعلكم تذكرون)).. قمة الصلاة أن تكون صلة بينك ، وبين الله ، حتى تكون معه كما هو معك.. وهيهات.. وقمة المعاملة أن تنشأ الصلة ، بينك ، وبين الأشياء ، والأحياء ، فتتصرف فيها وأنت تتوخى الحكمة التي ترضي خالقها ، في تصريفها.. وهذه دائماً ممكنة ، في مستوى من المستويات ، للعارفين الذين تبلغ بهم المعرفة منازل المحبة - محبة الأحياء ، والأشياء.. وبالمحبة نتحرر من الخوف ، ونتخلص من الحجب ، التي رسبها هذا الخوف ، في صور عقد نفسية..


    وشكرا

    ياسر
                  

04-22-2008, 06:11 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    شكرا لك يا عزيزي الأستاذ خلف الله عبود.. فعندما بدأت بكتابة مداخلتي لم تكن مداخلتك قد نزلت بعد..

    تحياتي

    ياسر
                  

04-24-2008, 04:59 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    دكتورنا العزيز ياسر
    قطعا
    لايستطيع الاستاذ أن يقول صراحة أن هناك صلاه إسمها الصلاه الأحديه
    و لكن كل كاتب يستدرج القراء إلي ما يريد قوله علي مهل
    فالاستاذ بدأ الأحديه بأنها هي أخلاق الله ("و دى زاااته مشكله المفروض نناقشه")
    المهم
    ثم واصل إلي أن قال
    الصلاه هى التخلق باخلاق الله ("و دى مشكله تانيه يجب مناقشته")
    ثم واصل الي ان قال اخلاق الله الكامله هى الاحديه ("نوع من الفلسفه يشبه ما قاله الإخوه المسيحيين في الإنجيل")

    و لكن يا دكتور بفهم بسيط جدددددا
    اذا كان X تؤول إلي Y
    و Y تؤول إلي Z
    اذن X تؤول إلي Z

    اذا كان أعلي أخلاق الله هى الأحديه
    و الصلاه هى التخلق باخلاق الله
    اذن افضل الصلاه هى الصلاه الأحديه أو صلاة الآحاد

    ما ذكرته أنت كان بداية الكلام
    ما ذكرته انا كان نتيجه ما توصل اليه الاستاذ
    اها ربطناها ليك و أرجو الاجابه ما هي الصلاه الاحديه؟؟

    حاجه تانيه:

    ما رأى الجمهوريين في صلاة الجماعه ووجوبها ارجو التوضيح

    سمعت ان الأستاذ كان لا يصلي بتابعيه في جماعاتهم "أرجو تصحيح هذه المعلومه أو تأكيدها"
                  

04-24-2008, 02:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    أخي ناصر،

    يبدو لي أنك تخلط بين شيء إسمه "الشريعة الفردية" ، و"صلاة الأصالة" وبين ما تصفه بالصلاة الأحدية.. الأستاذ محمود تحدث وكتب كثيرا عن مسألة صلاة الأصالة ولو كنت قد سمعت المحاضرة التي وضعت وصلتها لك لوجدت الموضوع فيها..

    لعلك لاحظت أنني لا أريد الدخول في نقاش مسائل في الفكرة الجمهورية أعرف أنها غريبة، ليس تهربا من نقاشها، ولا لأنني أعتبرها "شينة" فقد كتبت مثلا بوست قلت فيه أن فكرة الأصالة والفردية هي أهم شيء في الفكرة الجمهورية.. ولكن لأنها تحتاج الإلمام بها من قبل السائل، فأنا أهتم بالإجابة على الأسئلة وبالتعريف أكثر من اهتمامي بالنقاش منذ حدث الثامن عشر من يناير.. أنا أعتبر أن فكرة الأصالة صحيحة، وأن الأستاذ محمود محق وصادق فيما قاله عنها، ولا يضيرني إن لم يقتنع بها الآخرون.. الأستاذ محمود بدأ سيره بالصلاة الشرعية المعروفة، ثم انتقل إلى مرحلة الأصالة و كان يؤدي صلاة تختلف عن الصلاة الشرعية المعروفة، ولكن لأن تلك الصلاة هي شريعته هو الفردية الخاصة فهو لم يبين كيفيتها لأحد لأنه لا يدعو أحدا لتقليده وإنما يدعو الناس إلى تقليد قدوة التقليد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. سأضع بين يديك ما كتبه الأستاذ محمود عن مسألة "التقليد" و"الأصالة" ولكني لن أناقشك في صحتها أو خطئها، فأنت حر إن قبلتها أو رفضتها، وأنا حر..


    Quote: التقـليد

    ((صلوا كما رأيتموني أصلي))!! هكذا أمر النبي في تبليغه رسالة ربه. فالصلاة معراج النبي بالأصالة، ومعراج الأمة من بعده بالتبعية، والتقليد.. وكلمة ((رأيتموني أصلي)) لها معنى بعيد، ومعنى قريب.. فأما معناها البعيد، فهو أن نرى بعين البصيرة حالة قلب النبي من صدق التوجه، حين يقوم لصلاته. فهو حين يقول الله أكبر، في إحرامه، لا يكون في قلبه أكبر من الله، لأنه حرر نفسه من علائق الدنيا بتقليل حاجته منها، وبزهده فيها، وهذا ما أشرنا إليه آنفا في مقام العبودية وأما معناها القريب، فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته فنتقنها أيضا.. فنحن بدون أن نراه بعين البصيرة وبعين البصر.. وبعبارة أخرى بدون أن نعرف حالة قلبه، وحركات جسده، لا نكون قد رأيناه.. وإذا صلينا بمحاكاة حركات الجسد، بدون محاكاة صدق توجه القلب، لا نكون أطعنا عبارته ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) وآفة صلاتنا الحاضرة أننا ذهلنا عن هذه الرؤية المزدوجة، فأصبحنا نتقن حركات الصلاة، ولكن قلوبنا شاردة. فنحن، حين نقوم بأجسادنا في مساجدنا، نكون بقلوبنا في السوق، أو في الشارع أو في الأماكن العامة.. ونحن، حين نقول الله أكبر في إحرامنا يقول مناد من قبل الحق كذبتم.. لستم بها صادقين.. وإنما المال أكبر، أو الجاه أكبر، أو السلطة أكبر من الله في قلوبكم. وبذلك لا تكون صلاتنا صلاة، ويحق فينا قوله تعالى: ((فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون  الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)) سماهم المصلين، لأن حركاتهم حركات مصل. ثم قال فيهم أنهم عن صلاتهم ((ساهون)) يعني غافلون عن حقيقة صلاتهم، وهي التي تقوم فيها الصلة بين الله وبينهم وذلك بحضور قلوبهم فيها.. ولذلك قال ((الذين هم يراؤون)) أي يهتمون بالظاهر ويهملون الباطن ((ويمنعون الماعون)). والماعون يعني القلب.. يمنعونه من الله أن يكون فيه، ويملأونه بأصنام حب الجاه والمال والسلطة.
    وقد قال المعصوم: ((رب مصل لم يقم الصلاة))!! هو مصل، حسب ظاهر حركاته، ولم يوف الصلاة حقها بحضور القلب فيها، فكأن صلاتك في صلاتك هي حضورك مع ربك فيها، طال هذا الحضور، أثناء صلاة الحركات أم قصر، وليس ما عدا ذلك صلاة، وإن كان قيام الليل كله.
    ويحدثنا القرآن فيقول ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فهل يظن أحد، أنه يمكن أن نحوز حب الله، إذا اتبعنا النبي في ظاهر أمره من الحركات والسكنات، ثم أهملنا الإتباع الباطني؟؟ وقول القرآن ((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) وكذلك الفهم هنا.. فإن الرسول آتانا بالمعنى القريب، وبالمعنى البعيد.. أما بالمعنى البعيد، فقد آتانا أشياء بلسان حاله، وأما بالمعنى القريب، فقد آتانا أشياء بلسان مقاله.. فما آتانا إياه بلسان حاله، فهو سنته، وما آتانا إياه بلسان مقاله، فهو شريعته.. ولسان مقال النبي صادق، ولسان حاله صادق، ولكن لسان حاله أصدق من لسان مقاله، لأن الحقيقة فوق العبارة. قال المعصوم: ((قولي شريعة، وعملي طريقة وحالي حقيقة)) وحاله هو سنته.

    الأصـــالة

    إذا فهمنا هذا، يتضح لنا أن المعصوم، حين قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) كأنما قال بلسان العبارة ((قلدوني في صلاتي بإتقان، وبتجويد، حتى يفضي بكم تقليدي إلى أن تكونوا أصلاء مثلي))، أو كأنه قال: ((قلدوني بإتقان، وبتجويد وبوعي تام، حتى تبلغوا أن تقلدوني في أصالتي)).. غير أنه ليس في الأصالة تقليد.. ولكن فيها تأس ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ((أسوة)) قدوة في كمال حاله.
    فالنبي آتانا بلسان الشريعة - لسان المقال- أمرا بالتقليد، وآتانا بلسان الحقيقة - لسان الحال- أمرا بالأصالة.. ولا تكون الأصالة إلا بعد تجويد التقليد.. فالأصالة غاية من تقليدنا النبي، وليس التقليد غاية في ذاته.
    والمعراج الأكبر، الذي ارتفع في مراقيه المعصوم، بتوفيق الله، ثم بإعانة جبريل له، قد ظل تحقيقه هدف المعصوم في جميع حياته، بوسيلة معراجه الأصغر - الصلاة- وقد جعل الله له قرة عينه في الصلاة، لأن فيها تتحقق الجمعية بربه كل حين، وبها تقطع، عند كل ركعة، مرحلة جديدة، من مراحل القرب إلى المقام المحمود.. مقام ((ما زاغ البصر وما طغى)). وهذا المقام يجب أن يظل هدف كل مصل من هذه الأمة، لأن به تمام المعرفة، وكمال الشهود، وهو الشهود الذاتي، الذي يرقى فوق الشهود الأسمائي، كما أسلفنا القول، ولأنه مقام تحقيق الفردية، ولأنه مقام الاستمتاع بالحرية الفردية المطلقة، التي ورد ذكرها كثيرا في هذه الرسالة.
    لقد تحدثنا في آيات سورة ((والنجم)) التي أوردناها آنفا عن سدرة المنتهى، حيث تخلف جبريل عن المعصوم، وسار النبي بلا واسطة لحضرة الشهود الذاتي، لأن الشهود الذاتي لا يتم بواسطة، وقد كان تخلف جبريل عن النبي لأنه لا مقام له هناك، والنبي، الذي هو جبريلنا نحن، يرقى بنا إلى سدرة منتهى كل منا، ويقف هناك، كما وقف جبريل، بيد أنه إنما يقف لكمال تبليغه رسالته، ولكمال توسيله إلى ربه، حتى يتم اللقاء، بين العابد المجود وبين الله بلا واسطة. فيأخذ كل عابد مجود، من الأمة الإسلامية المقبلة، شريعته الفردية من الله بلا واسطة، فتكون له شهادته، وتكون له صلاته وصيامه وزكاته وحجه، ويكون، في كل أولئك، أصيلا، ويكون، في كل أولئك، متأسيا بالمعصوم في الأصالة.. وإنما يتم كل ذلك بفضل الله، ثم بفضل كمال توسيل المعصوم إلى ربه.. ذلك لمن جود التقليد. وإلى هذه الأصالة الإشارة بقوله تعالى ((لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات، إلى الله مرجعكم جميعا، فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)).
    كون السياق إخبارا عن الأمم فهو أمر واضح، ولكنه إخبار عن الأفراد أيضا، وهو في باب الفردية أدخل منه في باب الأممية ((لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)): لكل فرد منكم جعلنا ((شرعة)).. يعني شريعة، ((ومنهاجا)) يعني سنة. ((فشرعة ومنهاجا)).. يعني شريعة وحقيقة.. فشريعة العارف طرف من حقيقته، وهو فردي الحقيقة، فردي الشريعة، وشريعته الفردية فوق الشريعة العامة بما لا يقاس ((ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)) يعني لجعلكم على شاكلة واحدة - والأمة هنا تعني الفرد.. قال تعالى ((إن إبراهيم كان أمة، قانتا لله، حنيفا، ولم يك من المشركين، شاكرا لأنعمه، اجتباه وهداه إلي سراط مستقيم)) فأمة هنا تعني إماما يقتدى به ((ولكن ليبلوكم فيما آتاكم)) ولكن ليختبر كل فرد فيما آتاه من النعم المودعة في قلبه وعقله، ماذا فعل فيها؟؟ هل زكاها؟ يعني نماها وحررها أم دساها؟ يعني أهملها وأخملها ((فاستبقوا الخيرات)) المعارف ((إلى الله مرجعكم جميعا)) وهنا دليل الفردية في الآية لأن الناس لا يرجعون إلى الله إلا فرادى ((ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)). وكما قلنا ذلك عند الحديث عن الفردية ونزيد هنا قوله تعالى ((وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) (( ألزمناه طائره في عنقه)) طائره يعني قلبه ((ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)) يعني قلبه أيضا و ((اقرأ كتابك)) يقرأ ما كتبه عقله على صفحات قلبه من جهالات أو معارف و ((كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) الفردية فيها ظاهرة.
    ((فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)) معناها يجعلكم تحققون فردياتكم التي بها يقع الاختلاف أو قل التمايز بينكم.
    الأمر فيما يخص التقليد والأصالة بإيجاز هو هكذا: -
    الله تبارك وتعالى هو الساير أمامنا جميعا، ولكن مواضع أقدامه خفية لا ترى إلا بنور قوي، لم يكن يملك هذا النور غير جبريل فسار يضع أقدامه على مواضع أقدام الله تماما وبدقة.. ومواضع أقدام جبريل خفية أيضا، لا ترى إلا بنور قوي، لم يكن يملكه غير محمد، فسار محمد يضع أقدامه على مواضع أقدام جبريل تماما، وبدقة، ويحاول جاهدا أن يوضح مواقع أقدام جبريل بضغط أقدامه هو عليها، فأصبحت واضحة لكل منا على صور متفاوتة.. وأدنى هذه الصور وضوحا، واضح بشكل كاف، ليتبعه من هذه الأمة أقلهم نورا، ولكن بعض الناس اكتفى بالسير خلف النبي، من غير أن يهتم بمواقع الأقدام، فذلك هو المقلد العادي، وبعضهم اهتم بأن يسير خلف النبي، وبأن يضع أقدامه في مواضع أقدام النبي، بضبط وإتقان، حتى لا يزيد أثر قدمه على أثر قدم النبي، ولا ينقص عنه، حيث أمكنه ذلك، فذلك المقلد المجود للتقليد.
    ثم إنه، بفضل هذا الاتباع، انعكست الأنوار المحمدية على المقلدين، كل على حسب بلائه، فأصبح نظره يقوى حتى استطاع أن يرى مواقع أقدام جبريل، التي كانت خفية عنه في أول أمره، ثم سار في إتقان تقليده، حتى رأى مواقع أقدام الله التي كانت خافية على محمد، فأخذ يوضحها له جبريل بسيره عليها، وسار محمد بسير جبريل، حتى قوي، فاستقل بالرؤية والاتباع.
    فإذا رأى المقلد، المجود لتقليد النبي، مواضع الأقدام الإلهية فإنه يستقل بالرؤية وبالاتباع. فيكون في آخر أمره، وبفضل إتقان تقليد النبي، مقلدا لله بلا واسطة النبي.
    وتعالى الله عن الأقدام الحسية، بالصورة التي نعرفها نحن وإنما مواضع أقدامه مرامي الحكمة الخفية، الباطنة، في إرادته تلك الحكمة، التي خفيت ودقت، ولطفت، حتى أصبحنا نسير أمامه تبارك وتعالى، وننتظر منه أن يتبعنا هو، لفرط جهالتنا وغفلتنا، وذلك حين نختار إرادتنا على إرادته، ونسخط، في سبيل ذلك الاختيار، على إرادته هو ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) إن تقليدنا لله تعالى، معناه سيرنا على مواضع إرادته بتبعية، واستسلام، وتلك هي العبودية، التي تحدثنا عنها كثيراً هنا، وقلنا أنها هي التكليف الأصلي، ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)). يذكرني هذا الحديث بأبيات المربي الحكيم، شيخ الطائفة الصوفية، أبو القاسم الجنيد إذ يقول:
    تطهر بماء الغيب إن كنت ذا ســر وإلا تيمم، بالصـعيد، وبالصخـــر
    وقدم إمامــا، كنت أنت أمامــه، وصل صلاة الفجـر، في أول العصر
    فتلك صـــلاة العارفين بربـهم فإن كنت منهم، فانضـح البر بالبحـر
    ولسنا، في هذه الرسالة، بصدد شرح هذه الأبيات، وإنما يهمنا منها في هذا المقام: -
    وقدم إماما،كنت أنت أمامه، وصل صلاة الفجر، في أول العصر، ((قدم إماما)) يعني الله ((كنت أنت أمامه)) كنت في حالة جهلك تقدم نفسك عليه، وتجعله وراء ظهرك، كناية عن اختيارك إرادتك على إرادته، وسخطك على إرادته. ((وصل صلاة الفجر)) يعني فجر الروح، قبل خلق الأجساد، ((في أول العصر)) يعني أول عصر الخليقة، في عالم الأجساد، وذلك عالم الذر الذي قال تعالى عنه ((وإذ أخذ ربك من بني آدم، من ظهورهم، ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم، ألست بربكم؟ قالوا بلى!! شهدنا! أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين - أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا، من قبل، وكنا ذرية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟- وكذلك نفصل الآيات، ولعلهم يرجعون)).
    وقوله هنا ((ألست بربكم؟ قالوا بلى!)) يعني إقرار الخلائق قبل الأجساد بالعبودية. وقوله ((وكذلك نفصل الآيات، ولعلهم يرجعون)) إشارة إلى الغفلة التي استولت على الناس فأذهلتهم عن عبوديتهم لربهم، وجعلتهم يقدمون أنفسهم عليه كما وردت الإشارة في أبيات الإمام الجنيد وقوله ((وكذلك نفصل الآيات، ولعلهم يرجعون)) كقوله ((ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر؟)) والمقصود أننا جعلنا آيات القرآن ممهدة، لتذكير الغافلين عن الميثاق، الذي التزموه بالإقرار بعبوديتهم لربهم في عالم الذر، في أول عصر خليقتهم، حين قالوا بلى شهدنا في الإجابة على سؤال الرب ((ألست بربكم؟)).
    ((وصل)) هنا معناها ((اتبع)). والمصلي هو الذي يجيء في صلي المجلي.. فالمجلي الأول، والمصلي الثاني، وفي ذلك يقول شاعرهم:
    إنا بني نهشــل، لا ندعـي لأب عنه، ولا هـــو بالأبنــاء يشرينا
    إن تستبق غــاية يومـا لمكرمة تلق الســـوابق منــا والمصلينا
    يتضح من هذا كله، أن تقليدنا للنبي يقوي عقولنا، لنصبح قادرين على أن نقلد الله، ولذلك فقد قال المعصوم ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) وتقليدنا الله معناه أن نسير خلفه، ولا نتقدم عليه فنجعله خلفنا، تعالى عن ظن الجاهلين.. وسيرنا خلفه هو العبودية، التي هي أعلى مبلغ يبلغه الانسان، وقد تحدثنا عن العبودية بما يكفي في هذا المقام.


    سؤالك :
    Quote:
    ما رأى الجمهوريين في صلاة الجماعه ووجوبها ارجو التوضيح



    الجمهوريون يصلون في جماعة متى ما كان ذلك ميسورا.. يحسن أن أذكر لك ما كتبه الأستاذ محمود عن فضل صلاة الجماعة وذلك في كتابه "أسئلة وأجوبة الثاني":


    Quote:
    ونحن نعرج بالصلاة كلما صلينا صلاة حسنة ، متقنة ، وترتفع بهذه الصلاة ذبذبة أجسامنا ، ارتفاعاً يتصل بالسماء ، نورانياً ، مشعاً ، قوياً .. وإذا ما صلينا في جماعة كان ارتفاع ذبذبة أجسامنا أقوى مما لو صلينا منفردين .. وهذا هو السر في فضل صلاة الجماعة ..




    ولك تحياتي..
    ياسر


    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-24-2008, 04:36 PM)

                  

04-24-2008, 03:53 PM

kh_abboud
<akh_abboud
تاريخ التسجيل: 01-16-2003
مجموع المشاركات: 508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ناصر
    تحياتى
    أرجو أن تتأمل ، بدقة ، هذه الكلمات التى أوردها الدكتور ياسر ، عن الأستاذ محمود :
    Quote: يتضح من هذا كله، أن تقليدنا للنبي يقوي عقولنا، لنصبح قادرين على أن نقلد الله، ولذلك فقد قال المعصوم ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) وتقليدنا الله معناه أن نسير خلفه، ولا نتقدم عليه فنجعله خلفنا، تعالى عن ظن الجاهلين.. وسيرنا خلفه هو العبودية، التي هي أعلى مبلغ يبلغه الانسان، وقد تحدثنا عن العبودية بما يكفي في هذا المقام.


    لتقريب وجهة نظر الأستاذ محمود فى أن سير الإنسان ،يتم عن طريق العبادة ، نحو الكمال ، تشرحه العبارة أعلاه ... فإن الحديث عن أن الله خلق الجن والإنس ليعبدوه ... تأخذ قيمتها فى أن العبادة هى وسيلة للعبودية التى جاء بيانها أعلاه فى أنها سير خلف الله وإتباع تام ورضى تام به ، على خلاف غير العابد الذى يريد الله أن يسير خلفه ،أن يتبعه فى رغائبه... وهى عملية عكسية للعبادة ... وكما وضح فى ماكتب الأستاذ عن السير خلف الله ، فإن العبادة تكون، بهذا المعنى ، وسيلة للعبودية ، والتى بدورها تحقق الكمال أو قل ، أخلاق الله ...
    إقرأ : ( مازال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإن أحببته ، كنت بصره الذى يبصر به وكنت يده التى يبطش بها وإلى أن يقول ... وكنته ) ويشرح الأستاذ محمود هذا المعنى فى الحديث القدسى ، معقبا : وليس لله تعالى صورة فيكونها ولا نهاية فيبلغها ، وإنما يكون حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين ...)
    وإستمرار التكوين هذا ، هو المعنى بما ذكرته لك من الكمال النسبى الذى لايبلغ أخلاق الله مهما كان ولكنه سير سرمدى لا ينتهى ... ولوإفترضنا أن سير الإنسان محدودا ، لتوقفت العبادة ، عندما يبلغ الإنسان مستوى معينا ، ولكن العبادة لاتتوقف إطلاقا ، لسبب بسيط وهو أن الله مطلق ... وهو، سبحانه وتعالى ، وجهتنا السمرمدية الدائمة دوام الحياة فى الدنيا وفى البرزخ ( القبر) وفى الجنة وفى الآخرة ... وهى رحلة لا نهاية لها ...
    أرجو أن أكون قد وضحت .
    أما نقد الباطنية الذى أنزلته فهو علم قاصر يتجاهل ماحققه العابدين المجودين ... ويتناقض مع ما قاله النبى الكريم فى علم الحقيقة التى ميزه عن علم الشريعة : الحديث ( قولى شريعة وعملى حقيقة وحالى حقيقة ) وهو حديث عميق لو تاملته لشاهدت المعنى ..

    وأخيرا ...لماذا تصر على تسممية صلاة الأصالة بالصلاة الأحدية ؟ مع أنها لم ترد بهذا الإسم ، عن الاستاذ محمود صاحب الفكرة الجمهورية ؟ وكما وضح لك ذلك الدكتور ياسر .
    تحاتى مرة أخرى ...

    (عدل بواسطة kh_abboud on 04-24-2008, 08:05 PM)

                  

04-25-2008, 08:43 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: kh_abboud)

    يا عزيزى
    أن نتخلق بأخلاق جميله و نتعامل باحسان كل هذا كلام جميل
    و هذا اساس الاسلام
    فالرسول ارسل ليتمم مكارم الاخلاق و الدين هو المعامله كما قال
    و ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويربي كبيرنا

    يا عزيزي

    بس مسألة الكمال دى أرخيني منها شويه
    كل (بضم الكاف و تشديد اللام) ميسر (بضم الميم و تشديد السين ) لما خلق له
    الملائكه لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون
    الأنسان هو إنسان لا أقل ولا أكثر
    خلقه الله هلوعا اذا مسه الشر جزوعا و اذا مسه الخير منوعا

    قل لو كان في الارض ملائكه يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا
    فالانسان ينزل الله له رسول انسان

    و كذلك الله يصطفي من الملائكه رسلا ومن الناس ان الله سميع بصير
    يعني الشغلانه ما جوطه
    ما أى زول بيبقي رسول
    ولا أى زول الله بيصطفيهو
    و كذلك الانسان لا يمكن ان يكون كاملا
    فاذا كان الرسول هو خير البشر و هو الافضل من الاستاذ زاطو (بلغة هشام هباني)
    ما قال انا كامل
    بل قال انا بن امرأة تاكل القديد او كما قال
    اخطأ و عبس و تولي
    بل الله عاتبه في القران في عدة ايات
    بل نصر رأى عمر في قضية الاسري علي رأى النبي و أبوبكر
    و الحديث واضح جددددا
    لأن لم تخطؤوا لذهب الله بكم و جاء بقوم يخطئون فيستغفرون الله فيغفر لهم


    يتبعع
                  

04-25-2008, 08:19 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: لعلك لاحظت أنني لا أريد الدخول في نقاش مسائل في الفكرة الجمهورية أعرف أنها غريبة، ليس تهربا من نقاشها، ولا لأنني أعتبرها "شينة" فقد كتبت مثلا بوست قلت فيه أن فكرة الأصالة والفردية هي أهم شيء في الفكرة الجمهورية.. ولكن لأنها تحتاج الإلمام بها من قبل السائل، فأنا أهتم بالإجابة على الأسئلة وبالتعريف أكثر من اهتمامي بالنقاش منذ حدث الثامن عشر من يناير.. أنا أعتبر أن فكرة الأصالة صحيحة، وأن الأستاذ محمود محق وصادق فيما قاله عنها، ولا يضيرني إن لم يقتنع بها الآخرون.. الأستاذ محمود بدأ سيره بالصلاة الشرعية المعروفة، ثم انتقل إلى مرحلة الأصالة و كان يؤدي صلاة تختلف عن الصلاة الشرعية المعروفة، ولكن لأن تلك الصلاة هي شريعته هو الفردية الخاصة فهو لم يبين كيفيتها لأحد لأنه لا يدعو أحدا لتقليده وإنما يدعو الناس إلى تقليد قدوة التقليد وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. سأضع بين يديك ما كتبه الأستاذ محمود عن مسألة "التقليد" و"الأصالة" ولكني لن أناقشك في صحتها أو خطئها، فأنت حر إن قبلتها أو رفضتها، وأنا حر..


    كفيت و أكفيت يا Boss
    فمن يعجز عن الدفاع عن فكر يعتنقه أولى لنا نحن أن لا نناقشه
    لأن هذا يعني أنه يعتنق الفكر ليس ايمانا ولا اقتناعا إنما قد يكون حبا في الأستاذ
    أو حنين لماضى جميل أو خوفا من قول الحق أو خوفا من كلام الناس بأن فلان تراجع عن فكره أو أو أو أو ركوب راس
    مشكلة الاستاذ أنه بدأ الخلط في الاشياء من هذا الكتاب
    و كانت النتيجه أنه إدعي أنه رفعت (بضم الراء و كسر الفاء) عنه التكاليف الشرعية
    يا دكتور
    مثلما القران يفسر بعضه بعضا و لا ينفع أن نؤمن ببعض و نكفر ببعض
    كذلك الفكر الجمهورى يفسر بعضه بعضا فلست أريد أن أتبلي علي الأستاذ
    و لكن هذا ما قاله الاستاذ هنا و هناك و فقط قمت بتجميعه فالقائل واحد و الفكره واحده لذا يجب أن ننظر لجميع ما بها
    يا دكتور الدين ليس مجاملات أو فلم مصري لنؤمن بشئ فقط لأنه جاء من الأستاذ
    أما فكرة الاصاله و الفرديه يا دكتور
    فالدين ليس حكومة وحدة وطنيه يتم تقاسم المقاعد و تبادل الوزارات فيها
    بمعني أن يرتقي كل فرد ليصل مرتبة أخذ التكاليف الشرعيه من الله مباشره كالوزراء و إتفاقيات السلام وا وا وا(أستغفر الله العظيم)
    فمثلما لكل انسان عينين و لكل انسان قلب وا وا وا
    كذلك الصلاه و الصوم وا وا وا فهي تجب علي الكل
    فالمسأله ليست مسأله من يرتقي و من ينزل
    فمهما كانت درجة قرب العبد من الله ... فهذا لن يعني أن الله سيعطيه أضان زياده
    لأن المسأله ليست هكذا و كذلك التشريعات
    أولم تسأل نفسك يا دكتور ولو بالغلط لما إختار الله النبى محمد رسولا من جميع الخلائق؟؟؟
    لأنه يا دكتور نظر إلي قلوب العباد فوجد أنقاها قلبه و هو أفضلنا لذا كان هو الرسول
    يعني
    ما تجي تقول لي تاني في زول بصل المرحله دى ولا حيفوته... تمام؟؟؟ رفعت الاقلام و جفت الصحف
    الرسل و الكتب السماويه و التشريعات الاسلاميه إنتهي النقاش فيها كالاتي:

    1- اليوم أكملت لكم دينكم. بالعربي كده (بعد كده جديد ماف)
    2- ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما
    3- ما اتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا
    4- الدين عند الله هو الاسلام و الاسلام هو ما تلقيناه من النبي الكريم و ليس ما يتلقاه الافراد من الله (أستغر الله) كما زعم الأستاذ
    5- أفبغير دين الله يبغون و له أسلم من في السموات و الأرض طوعا و كرها و اليه يرجعون
    6- و إن هذا صراطى مستقيم فأتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن طريقي. و صراطي هنا صراط الله المستقيم الذى علمنا له الرسول و لا أحد غيره
    7- و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الاخرة من الخاسرين

    .
    .
    .

    الدين يا دكتور لا يحتاج لفلسفه كتلك التي في الندوات السياسيه
    ده قران و كلام واضح لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه

    Quote: إذا فهمنا هذا، يتضح لنا أن المعصوم، حين قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) كأنما قال بلسان العبارة ((قلدوني في صلاتي بإتقان، وبتجويد، حتى يفضي بكم تقليدي إلى أن تكونوا أصلاء مثلي))


    يا دكتور لا يوجد في الاسلام شئ يقول و كأن لسان حال الرسول
    لأن هذا لسان حال القائل
    فالرسول لو كان يريد أن يقول الجمله بهذه الطريقه لقالها فما من شئ يمنعه لقولها هكذا
    الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي
    يعني باختصار
    لما الاستاذ يجي يقول لي وكأن حال لسان الرسول
    هنا بقول ليهو
    لا بالله ... كلامك ده بلوا و أشرب مويتو فالرسول لو كان يريد أن يقول ما تقوله أنت لقاله

    سأعود لتفنيد كلام الأستاذ عن صلاة الأصاله

    يتبععع
                  

04-24-2008, 05:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48864

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)
                  

04-26-2008, 11:24 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)


    الصلاة التقليدية "كما يسميها الجمهوريين" التي توصلك لملاقاة الله و أخذ التشاريع الخاصه بك مباشره منه "علي حد قولهم" أعتقد أنها كافية أيضا لتوصلك لمراحل ما بعد ذلك و لا داعى لتركها

                  

04-27-2008, 05:25 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    يقوم الفكر الجمهورى علي صلاة الأصاله
    و يقوم الدين المسيحي علي الثالوث
    .
    .
    .
    بينما يعجز كلاهما عن تفسير أو مجرد شرح أساس ما هو مبني عليه
    .
    .
    .
    مشكله كبيره و الله
                  

04-27-2008, 05:40 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الأخ المكرم / ناصر البطل
    السلام علبكم و رحمة الله

    سعدت بلقياك و التعرف على اسمك و شيئ من كتاباتك
    و اصل في فضح هذا الفكر الزائف المنحرف عن الإسلام

    أنا هنا للتحية فقط
    أخوك/ عبد الرحمن الطقي
                  

04-28-2008, 11:15 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: عبد الرحمن الطقي)

    Quote: (إن الاسلام، في حقيقته، ليس دينا بالمعنى المألوف في الأديان، وإنما مرحلة العقيدة فيه مرحلة إنتقال إلى المرحلة العلمية منه.. مرحلة الشريعة فيه مرحلة إنتقال إلى مرتبة الحقيقة.. حيث يرتفع الأفراد من الشريعة الجماعية إلى الشرائع الفردية


    أعلاه هو ما ذكره محمود محمد طه ردا علي الشيخ الصابونابي عندما سأله لماذا يذكر محمود دائما اسم الرسول (ص) من غير أن يصلى عليه

    مشكلة محمود محمد طه أنه شطح
    و لكن ما بال الذين يتبعونه إلي الان؟؟؟

    نتابع عشان الناس تفهم

    واحده من مشاكل الفكر الجمهورى هى مفهوم الأحديه

    و الأحديه عند الجمهوريين هي
    Quote: تحقيق الأحدية عند الجمهوريين هو الوصول إلى الله، و الوصول إلى الله عندهم عبارة عن الوصول إلى النفس العليا، التي هي نفس الله!.


    تخيل عزيزى أن يكون لكل مسلم شريعته الخاصه به التي يأخذها من الله مباشره (إستغفر الله)
    تخيل أنه لو كان منذ إنبعاث الرسول إلي يوم القيامه هنالك دشليون مسلم و جميعهم وصلوا إلي مرحله الأحدية
    إذن جميعهم سيلتقون الله و يأخذون شرائعهم منه مباشره (أيه الفوضى دى)
    و النتيجة
    سيكون لدينا دشليون شريعه
    سيكون لكل فرد وصل مرحلة الاحدية صلاته الخاصه و صيامه الخاص و معاملاته الخاصه وا وا وا
    و قد يكون للبعض الحق في الزنى اى انه حلال في شريعتهم الخاصه اى بمفهوم انهم حين يزنون فانه
    بمفهوم العلم الباطن أن الأحادى في شريعته الخاصه افضل ان يزنى هو بالفتاة لينقذها من الاشرار
    ففى علم الباطن لديه ان هذه الفتاه قد تحمل من شخص اخر و لكن منه هو سوف لا يلقي بسائله بداخلها
    و بذلك لبي لها شهوتها هى و ليس شهوته هو لانه فوق الشهوات و حفظ الفتاه كما يفعل البعض بحجة علم الباطن (إستغفر الله)

    و بدلا عن شريعه واحده يتبعها جميع المسلمين
    سيكون لدينا ملايين الشرائع

    ببساطه
    دعنا من القران و الاسلام

    هل يعقل ان تصنع مايكروسفت ويندوز خاص لكل مستخدم؟

    هل يمكن ان يكون هنالك دستور لكل سوداني خاص به؟ أم أن الدستو واحد هو دستور الامه و علينا إتباعه رضينا أم أبينا؟
    مع الإعتذار للأخوه لأنى أتفق معهم بأن دستور السودان الحالى به لغط كبير لكن نأخذ الفكره عموما
    هل عندما يرتقي المواطن و يصل مرحله تعليميه او وظيفيه او او او يصبح له دستوره الخاص؟ ام الدستور هو الدستور يطبق علي المواطنين باختلاف درجاتهم؟
    هذا ما جئنا به نحن كبشر فما بال الخالق
    و المعلوم انه كل ما نفعله نحن كخلائق لا نستطيع ان ناتى به ما خارج نطاق الكون
    بمعنى انه يمكن للانسان ان يخلق طائره
    و لكنه جاء بالفكره من الطائر الذى خلقه الله تعالي
    و ذلك تثبته الايه يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان
    فالكون يسير بقوانين ربانيه في قوله لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون

    التعديل لتصحيح بعض الاخطاء الإملائيه التى تنتج من السرعه حرصا علي مواصلة الكتابه وضيق الوقت
    .
    .
    .
    اللهم أعنا علي ذكرك و شكرك و حسن عبادتك... اللهم لا تجعلنا من الظالمين و أهدنا صراطك المستقيم
    صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ... امين

    (عدل بواسطة ناصر البطل on 04-28-2008, 11:31 AM)

                  

04-28-2008, 11:54 AM

A.Razek Althalib
<aA.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    Quote: فمن يعجز عن الدفاع عن فكر يعتنقه أولى لنا نحن أن لا نناقشه
    لأن هذا يعني أنه يعتنق الفكر ليس ايمانا ولا اقتناعا إنما قد يكون حبا في الأستاذ





    جيتاً جيت يا ناصر يا بطل..
                  

04-28-2008, 01:00 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: A.Razek Althalib)

    سلامات عبدالرازق

    مشكلة الفكر الجمهورى أنه لا يتواجد حقيقة على ارض الواقع
    أو أنهم في الغالب يمارسون التقية مثل الشيعه ولا يصارحون الاخرين بانتمائهم
    و علي حسب علمي
    هذا ما تقرر في إجتماعهم الشهير بعد إعدام الأستاذ
    فقرر فطاحلتهم أن علي جميع الجمهوريين الإنزواء و البعد عن النقاش إلي أن يأتي وقت رسالتهم...
    لذلك تجدهم منتشرون سايبيريا فقط
                  

04-28-2008, 11:45 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    في نفس الخطاب أعلاه و حسب موقع الفكره ورد هذا النص فى رد محمود للصابونابي ثم قام بحزفه قبل ارسال الخطاب


    Quote: قال إبن عباس: (عجبت لمن ينتظر عودة عيسى، ولا ينتظر عودة محمد) فهذه الدعوة، داعيها محمد، عايدا من جديد، بتشريع جديد، يدعو المؤمنين ليكونوا مسلمين.. (وإذ قال عيسى بن مريم: يا بني إسرائيل أنى رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدى من التوراة، ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد.. فلما جاءهم بالبينات، قالوا: هذا سحر مبين * ومن أظلم ممن إفترى على الله الكذب، وهو يدعى إلى الإسلام؟؟ والله لا يهدي القوم الظالمين..)..
    ولقد جاء محمد، بنبوة أحمدية، ورسالة محمدية، فكان أحمد المشار اليه، من وجه، ولم يكنه، من وجه.. فدعا إلى الإيمان، فاستجابت له الأمة المؤمنة.. وسيجيء محمد بنبوة أحمدية، ورسالة أحمدية، فيدعو إلى الإسلام.. وستستجيب له الأمة المسلمة.. ويومئذ يستعلن وعيد الله: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه.. وهو في الاخرة من الخاسرين).. ويتحقق وعد الله: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتى، ورضيت لكم الإسلام دينا).. (وعد الله.. لايخلف الله وعده.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون)..
    (إنتهى)


    أتحدى الجمهوريين جميعا
    بأن يشرحوا ما قاله محمود أعلاه
    لأن "الشينه منكوره"
    أو باختصار محمود دخلم في حته ضيقه
    لو شرحوا و قالوا أنه أخطأ لوجب عليهم الفرار بدينهم من محمود
    و لو قالوا أنه علي حق و أن النبي سيعود الكتاحه بتقوم في المنبر ده
                  

04-28-2008, 12:20 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    سعيدين بعودتك ياناصر
                  

04-28-2008, 01:18 PM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: حيدر حسن ميرغني)

    سلامات حيدر

    عودة محمد المقصوده أعلاه واضحه جدا بأنها عودة النبي
    لكن
    قرأت في بعض كتب محمود أن الإسلام رسالتين
    ما نعرفه نحن هو الرساله الاولى و هو التي بلغها (بتشديد اللام) النب الكريم (ص)
    أما الرساله الثانيه فهى رسالة الإسلام ... لا أتذكر النص بالضبط فقد طالت الفتره و لكن إن اراد الجمهوريين
    سأتيهم بالنص و اسم الكتاب
    المهم
    و المعروف في كتب محمود أنه يتحدث عن أن الفكر الجمهورى هو الإسلام أو رسالته بصفته الاصيل للأمه
    و من المحتمل أن يكون القصد بعودة محمد هنا هى ظهور محمود بفكرته الجمهوريه و الله أعلم
    عموما
    نكون مشكورين للإخوه الجمهوريين
    اذا أتوا و تفضلوا لنا بشرح ما ورد أعلاه و ما المقصود بعودة محمد كما سيعود المسيح
    هل سيعود النبي محمد (ص)
    أم محمد هو الاصيل محمود برسالته و ذلك حتي يستفيض النقاش
                  

04-29-2008, 11:19 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الصلاة الأحدية... لعناية الجمهوريين (Re: ناصر البطل)

    الاخوة الكرام هنا
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    استأذن بالمشاركة معكم متأملا معلقا ومتعلما متسائلا

    وابدأ بذكر ما سبق ان قلت في بوست كان قد رفعه الاستاذ عادل عبد العاطي حول المفكر محمود محمد طه ، حيث قلت هنالك ما معناه : ان محمودا شكل ظاهرة مميزة ولكنها ظاهرة أو قيمة وقعت كليا في الالتباس ، ولم افصل فيما ازعم من التباس.
    ولقد كنت اعني يومها التباسات تبدو طائلة لجوانب من مضمون طرحه، وكذلك طائلة لما فهمه تلاميذه الأمر الذي يعكسه بعض دفوعاتهم أو تملصهم عن تحمل مسؤولية الرد فيما هو شائك عبر الاحالة الى تراث الاستاذ وموقع الفكرة أو بالسكوت الذهبي الذي احترمه.
    وبقيت مقتنعا بأن بادرة حزمة التباسات ( كما تراءت لي طبعا) كانت تحديدا محاولته تحويل التجربة الصوفية من فعل أو سعي فردي مخصوص وصفوي الى علم ظاهري يكتسب بالتعلم التقليدي وبواسطة الوعي الظاهر، وبالتالي فهي ( عقلنة الباطني / عالم الغيب ) وهذا العلم يمكن تعميمه كذلك ، كأي علم مادي آخر عبر المحاضرات والمطبوعات والمناظرات !!
    التجربة الصوفية ظلت دائما قنوصية فردانية غامضة لما تضن به من ( الاسرار ) العرفانية والطرق التي يرتقيها السالكون بصمت.
    محمود الغى سرية الطرق والغي النزعة الكهنوية التي كان يمارسها شيوخ الطرق وهم يستدرجون مريديهم في مدارج القوم نحو فتوحاتهم وفيوضاتهم الخاصة فيما بعد، فهؤلاء كانوا حينما يبلغون مبلغ الفيوضات الالهية ( الخاصة ) حيث الكرامات والنصرات الغيبية يصمتون وينصرفون عن الخوض في عرض الدنيا الزائل الى عالم الغيب زاهدين ، ولكن محمودا كشف كل شئ ، وقال كيف تجري الأمور ، فجعلها متاحة للمريد والرافض ، حيث شرح الغايات والبدايات وشرح الوسائل والمسائل وتحولت الكشوفات بين يديه الى معطيات منطقية لما وقف عليه من تعيين ميكانزماتها، كما أنه لم ينقطع عن الارتباط بالدنيا الى درجة الخوض في الصراعات السياسية والانقلابات العسكرية والنضال الوطني الخ !!
    هذا بالنسبة لي اهم ما يميز تجربة الرجل ويمنحها فرادتها واصالتها، واما فكرة الاحدية والاصيل الواحد ، فهي فكرة صوفية مطروقة كما احسب.( على الأقل الاصيل الواحد).
    ولكنني فضلا عما سبق لمست ان فكر هذا الفيلسوف اللافت يشكل توليفة متماسكة تتألف من تراث الفلسفة وعقلانية العلمانية والمفاهيم الصوفية الاسلامية المتكئة على مقولات المسيحية الاعقبت المسيح وكل ذلك بجانب الاسلام وتعيينا القرآن ، وتعيينا أدق قرآن مكة كما يقول. وجميع هذا يقدمه باسلوب ادبي ولغة اقل ما توصف به انها ساحرة.
    والغريب ان الاستاذ اثناء تنزيل فلسفة ومفاهيم الصوفية من مقام النخبة والاصفاء الى مقام العامة اتخذ اسلوبا ولغة اعادتها من جديد الى صفويتها من جديد ، ولكن هذه المرة عبر ظاهر العقل وشروطه لا عبر الباطن وفيوضه !.
    سأخلص بعد هذا الى القول بأن الحكم على تراث هذا الفيلسوف يحسن ان يعتمد الى تقصي ما اذا كان مراده قد بلغ العامة فعلا طالما ان ميزته كما زعمنا تنبع من هذه الخطوة ( تعميم ثقافة وممارسة الصوفية ) من خلال توليفة : "اسلام مسيحية علمانية فلسفة"، التي يخطئ من يسارع الى اعتبارها مرادفا لسمك لبن تمر هندي
    ومهما يكن فان فكر الاستاذ محمود نشأ وبقي الى الآن فريدا وملتبسا كما هو
    اجابات الاستاذة الكرام لما سأتقدم به تاليا بتواضع سينفي خلاصاتي اعلاه او تؤكدها فشكرا لهم مقدما
    وأبدا بالسؤال:
    ازاء مفهوم الأحدية
    يقول تعالى ( قل هو الله احد )
    فهل ثمة تطابقا بين الأحديتين ؟ أم ان هنالك فرقا؟ وفي هذه الحالة هل سيكون الفرق ان وجد فرق نوع ام مقدار وكيف؟
    شكرا جزيلا
    __________________
    رب اشرح لي صدري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de