دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2008, 10:09 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم

    الأخ هشام آدم

    سلام

    هذه دعوة هادئة للنقاش .. ليست معنية فقط بالبوست الخاص بكلام الأطفال إياه ... إنما دعوة هادئة لنبحر في بحر الفكر

    لنخرج بنتيجة هادئة ... نقاش ليست على طريقة هلال مريخ .. ولا على طريقة المساطب وإنما نقاش يرجى منهم

    فارجو من الأخوة الكرام أن يمدونا بكل ما هو مفيد عسى وعل أن نخرج بشيء ينفعنا وإياكم

    ولك شكري
                  

04-22-2008, 10:14 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    نقاش ليس فيه غالب ولا مغلوب .. نقاش ليس في انتصار للذات أو تعصب أعمى لفكر

    وإنما هو بحث للحقيقة وعلينا أن نحتكم كمسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله

    ومن بعدهما اجتهاد علماءنا الأجلاء في سائر العصور وحتى زماننا هذا
                  

04-22-2008, 10:22 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    معروف أن الإنسان محدودية إدراكه ... مهما تعاظمت أسئلته ومهما تساءل ومهما بلغ من علم

    لأن الله عز وجل جعل لنا قدرات عقلية محدودة تستوعب حياتنا الدنيوية

    ولكن هنالك مسائل غيبية لا ندركها وإن تساءلنا عنها وإن أطلقنا العنان لفكرنا فلندرك وذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل

    وهناك أشياء ذكرها الله لنا مثل (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران : 133)

    فإن تدبرنا في هذه الأية عن كيفية عرض هذه الجنة وكيفية عرض السموات والأرض مهما تخيلنا فلن نستطيع أن نصل إلى شكل تقريبي لهذه الجنة
                  

04-22-2008, 10:46 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    _____________________

    الأخ : يوسف الطيّب

    أرحب بالنقاش على ضوء المقدمة التي افترضتها أعلاه
    فقط أتمنى أن يتم تحديد محاور النقاش بشكل دقيق

    لك تحياتي وأشكرك على هذه البادرة
                  

04-22-2008, 11:12 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ هشام

    لك الشكر على تقبلك واستعدادك للنقاش

    بالنسبة لتحديد محاور النقاش حقيقة تستهويني النقاشات الفكرية الهادفة

    وربما اكثر مايجيش في الخاطر علم الغيبيات وارتباطها بحياتنا الدنيوية

    ليست محاور معينة ولكن يمكن أن الأسئلة التي طرحها الأطفال كأرضية ننطلق منها

    وما تلاهامن ردود

    ولك شكري
                  

04-22-2008, 11:51 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    ____________________
    الأخ ألكريم: يوسف الطيّب

    في الحقيقة أسئلة الأطفال كانت -بالنسبة لي على الأقل- تقود إلى اتجاه محدد جداً، وهو نزعة الإنسان للبحث عن الحقيقة وارتباط هذه النزعة بكينوته ككائن متطوّر ومتميّز عن بقية الكائنات الحيّة بهبة لا يكاد ينتبه إليها البعض ألا وهي العقل. وحين أقول لا يكاد ينبته إليها البعض فإنني أقصد تحديداً لا نعي حدود إمكانيات هذا الجهاز الخرافي وما يمكن أن يصل إليه، وذلك بتحجيمه والحد من قدراته على مرّ العصور البشرية. بشكل مبدئي دعني اختلف معك أو (لا أتفق) معك فيما ذهبت إليه بقولك إن الإنسان محدود الإدراك، لأن الإدراك مرتبط بالمعرفة والمعرفة مرتبطة بالبحث وأساليبه ووسائله، كما أنه مرتبط بالعلم ونتائجه. وعلى هذا فإنني أقبل أن نقول إن علم الإنسان محدود على ألا يكون ذلك إطلاقاً لأن الإطلاق سوف يُخل بالمعنى الميكانيكي للعقل البشري، لأن ما هو غير معلوم الآن هو معلوم في حقبة لاحقة، وما هو معلوم الآن، كان مجهولاً في حقبة سابقة.

    أسئلة الأطفال تلك قد تضحكنا، ولكنها تبدو لبعضنا أنها ليست مدهشة، ولكن محاولة الإجابة عنها تكشف الحقيقة، أعني حقيقة أنّ هذه الأسئلة ليست بالسهولة التي نتخيّلها أو نوهم أنفسنا بها، حقيقة أنّنا نخشى مجرّد التفكير في تلك الأسئلة ناهيك عن محاولة الإجابة عليها، حقيقة أننا اقتنعنا بإجابات غير مقنعة وآمنا بها، ونريد ألا يراودنا (أو يراود أبنائنا) الشك فيها.

    الإنسان بطبيعته ميّال إلى البحث والسؤال والمعرفة، وعندما يتعلق الأمر بالكون والطبيعة فإنه يسعى إلى استلهام الأجوبة من منجزاته. لذا فإن ثمة طريقتان للإجابة على مثل هذا النوع من الأسئلة: علمية وغير علمية. وبينما يحاول العلماء كل يوم الإجابة على أسئلة تتعلّق بالإنسان والكون وبداياته كيف كان وكيف سيكون فإن هنالك مجموعات أخرى تقدم إجابات على هذه التساؤلات ولم يكن أمامها غير النزوع إلى الماورائيات والغيبيات التي من الصعب إثباتها إلا من خلال اختلاق قوى فوق طبيعية لا يربطنا بها أيّ رابط ولا وجود لها في أخيلتنا فقط. نحن نخلق الأشياء في مخيلاتنا ونخلع عليها النعوت والصفات التي نريدها أن تكون فيها، ونؤمن بها كما خلقناها نحن ثم نميل إلى تعميم ذلك

    أعتقد أنّ النقاش سوف يدور حول هذه النقطة تحديداً. ولكنني أتيح لك الفرصة لنقد الفكرة، وسوف أعود إليك بالمزيد عن هذا الجانب.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 04-22-2008, 12:09 PM)

                  

04-22-2008, 11:26 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    أخي هشام

    فلنبدأ بهذه الآية الكريمة
    (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)(الأعراف : 143)
                  

04-22-2008, 01:06 PM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ هشام

    Quote: في الحقيقة أسئلة الأطفال كانت -بالنسبة لي على الأقل- تقود إلى اتجاه محدد جداً، وهو نزعة الإنسان للبحث عن الحقيقة وارتباط هذه النزعة بكينوته ككائن متطوّر ومتميّز عن بقية الكائنات الحيّة بهبة لا يكاد ينتبه إليها البعض ألا وهي العقل. وحين أقول لا يكاد ينبته إليها البعض فإنني أقصد تحديداً لا نعي حدود إمكانيات هذا الجهاز الخرافي وما يمكن أن يصل إليه، وذلك بتحجيمه والحد من قدراته على مرّ العصور البشرية. بشكل مبدئي دعني اختلف معك أو (لا أتفق) معك فيما ذهبت إليه بقولك إن الإنسان محدود الإدراك، لأن الإدراك مرتبط بالمعرفة والمعرفة مرتبطة بالبحث وأساليبه ووسائله، كما أنه مرتبط بالعلم ونتائجه. وعلى هذا فإنني أقبل أن نقول إن علم الإنسان محدود على ألا يكون ذلك إطلاقاً لأن الإطلاق سوف يُخل بالمعنى الميكانيكي للعقل البشري، لأن ما هو غير معلوم الآن هو معلوم في حقبة لاحقة، وما هو معلوم الآن، كان مجهولاً في حقبة سابقة.

    أسئلة الأطفال تلك قد تضحكنا، ولكنها تبدو لبعضنا أنها ليست مدهشة، ولكن محاولة الإجابة عنها تكشف الحقيقة، أعني حقيقة أنّ هذه الأسئلة ليست بالسهولة التي نتخيّلها أو نوهم أنفسنا بها، حقيقة أنّنا نخشى مجرّد التفكير في تلك الأسئلة ناهيك عن محاولة الإجابة عليها، حقيقة أننا اقتنعنا بإجابات غير مقنعة وآمنا بها، ونريد ألا يراودنا (أو يراود أبنائنا) الشك فيها.

    الإنسان بطبيعته ميّال إلى البحث والسؤال والمعرفة، وعندما يتعلق الأمر بالكون والطبيعة فإنه يسعى إلى استلهام الأجوبة من منجزاته. لذا فإن ثمة طريقتان للإجابة على مثل هذا النوع من الأسئلة: علمية وغير علمية. وبينما يحاول العلماء كل يوم الإجابة على أسئلة تتعلّق بالإنسان والكون وبداياته كيف كان وكيف سيكون فإن هنالك مجموعات أخرى تقدم إجابات على هذه التساؤلات ولم يكن أمامها غير النزوع إلى الماورائيات والغيبيات التي من الصعب إثباتها إلا من خلال اختلاق قوى فوق طبيعية لا يربطنا بها أيّ رابط ولا وجود لها في أخيلتنا فقط. نحن نخلق الأشياء في مخيلاتنا ونخلع عليها النعوت والصفات التي نريدها أن تكون فيها، ونؤمن بها كما خلقناها نحن ثم نميل إلى تعميم ذلك

    أعتقد أنّ النقاش سوف يدور حول هذه النقطة تحديداً. ولكنني أتيح لك الفرصة لنقد الفكرة، وسوف أعود إليك بالمزيد عن هذا الجانب.


    لعلك لم تفهم ما أقصد بمحدود الإدراك ... ليس إدراك معرفياً أو إدراك ما يحيط به من مخلوقات أو معارف أو غيرها

    أقصد إدراك الإنسان لأشياء ذكرها لنا القرآن الكريم وقد ذكرت الآية الكريمة (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف : 143)

    لعل المتمعن في هذه الآية وقصة سيدنا موسى عليه السلام عندما طلب رؤية المولى عز وجل إنما من باب البحث وحب المعرفة ولكن تمعن الرد كما ذكر في الآية ( قَالَ لَن تَرَانِي) ولاحظ أن هذا نبي !! وليس بشر عادي أعطاه الله ما أعطاه وهو (كليم الله) وسوف آتيك في نقطة (كليم الله) فطلب منه المولى عز وجل أن ينظر إلى الجبل فلما تجلى ربك للجبل جعله دكاً .. ويقال أن تجلي ربنا عز وجل كان جزئياً أي قد ظهرت جزء بسيط من المولى عز وجل .. والله أعلم فانظر ماذا كانت النتيجة أن خر موسى صعقاً ...

    وهذه محدودية الإدراك التي أعنيها

    بالنسبة لأسئلة الأطفال فهي تساؤلات ناتجة عن فهم يدور في محيطهم الذي يعيشون فيه .. أكيد لم تأتي من براءة محضة ربما سمعوها ... وكثيراً ما يلجأ الأطفال للتقليد

    مسألة بدايات الكون هذه مسألة معقدة وأنا شخصياً أحاول أن استتبعها من خلال قصص الأنبياء والمسافات الزمنية بينهم وهذا اجتهاد بسيط مني وتدبر علي أن أصل إلى ما يشفي الغليل

    ومرحباً بك في انتظار المزيد وإن شاء الله سوف تستبان الحقيقة بإذنه تعالى
                  

04-22-2008, 02:17 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    ____________________________


    أخي الكريم : يوسف الطيّب

    سعيد لهذه المناقشة الهادئة، والتي أعتقد أنها تسير في مسارها الصحيح. لا أحد يتعصّب لرأيه ولا أحد يفرض رأيه على الآخر. نحن بالكاد نتناقش، ولكننا في المقام الأول نطرح أفكارنا في مواجهة بعضها البعض، ثم نحاول عرض هذه الأفكار على عقولنا ونقر منها ما هو صائب ونستبعد (بكل احترام) ما هو غير ذلك.

    فيما يخص الآية التي ذكرتها، فإني لي رأياً محدداً تجاه الكثير من الشخصيات التاريخية. وبعيداً عن هذا الرأي فاسمح لي أن نتحدث عن (الله) الوارد في هذه الآية. هذا الإله يا عزيزي الذي تطوّر في أخليتنا عبر ملايين السنوات منذ أن كانت أسئلتنا لا تجد لها إجابات مقنعة، غير أنها كانت محاصرة بالمزيد من الخوف، الخوف من الطبيعة، الخوف من الآخر، الخوف من المجهول، الخوف من الفناء.

    وفيما يتحدث الناس عن خلق الله للإنسان، يتحدث آخرون عن خلق الإنسان لله، حيث أن الإنسان كان وما زال بحاجة ماسة إلى وجود هذا الإله بالشكل والمواصفات التي يتيحها لنا خيالنا. ومن قبل كان الإنسان البدائي لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتصور هذا الكون دون "كائنات" غير مرئية تتحكّم فيه، كانت هذه الكائنات في نظرهم واعتقادهم هي مبعث الخير والشر وراح الإنسان يتفكّر في كيف يكون هذا الشيء الخرافي الذي اعتقدوه وآمنوا بوجوده. كانوا يرونه غاضباً في غضبة الزلازل والبراكين والعواصف، مسالماً وخيّراً في خيرية الأمطار والزرع والخصوبة.

    شدّهم في بادئ الأمر مسألة الموت وكانت بالنسبة إليهم من أكثر الأمور إخافة على الإطلاق، لذا فإننا عبر تاريخ البشرية الممتد والمختلف باختلاف الشعوب والقبائل نرى طقوساً مختلفة للموت، ومفاهيم متباينة عن الموت. ولأن الإنسان بطبيعته يميل وينزع إلى الخلود والبقاء فإنه مال في تصوراته إلى الاعتقاد (أو الرجاء) بأن يحيى حياة ثانية بعد الموت. رأى البعض أنهم عندما يموتون يتحوّلون إلى (جوكات) عندما كانت الجوك هو الإله بالمعنى الحديث للآلهة، فيغدو الأموات جوكات تحرس القبيلة وتحرس محاصيلها وأطفالها. ورأى الآخرون أنهم بعد موتهم يسكنون في قلوب الأشجار وفي الأنهار وحتى في الحيوانات كالقطط والكلاب .. إلخ

    فكرة الدين نفسها تطوّرت بعد أن تشبّعت من عنصر الخوف والرغبة في البقاء والخلود. لم يعرف الإنسان أنّ الطبيعة كانت محايدة تماماً عندما يثور البركان وعندما يحدث الزلازل وعندما تفيض الأنهار وعندما تعصف الرياح. لم تكن هذه الأشياء ذات يوم دلالة من دلالات الرب، ولكنها أصبحت كذلك بقناعة هؤلاء البسطاء الخائفين. ولكن لماذا كان الخوف؟ الخوف كان نتيجة الجهل. فالإنسان أسير ما يجهل.

    في فترة ما أصبح الكائن الخرافي الذي يخافه الناس شيئاً مخيفاً وطيباً ولكنهم أرادوا أن يعرفوا لماذا يغضب وما الذي يشعره بالرضا ؟ ومن هنا كانت الديانات وبداياتها. وأخيلة البشر هي التي جعلت من هذا الكائن إلهاً بل وجعلته عدة آلهات: إله للخصوبة، إله للمطر إله للحرب إله للحب إله للماء إله للثلج .. إلخ، وحتى فكرة الشيطان كانت فكرة بدائية وما زالت حتى أنها تطورت هي الأخرى كفكرة الإله وفي الحقيقة فقط كان هذا الشيطان (الآن) إلهاً للشر في حقبة ما إذا اعتقد البعض أن هذا الكون يحكمه إلهان: إله خيّر وإله شرير، وأن ثمة معارك دائرة بينهما بغرض السيطرة على العالم. كان هذان الإلهان يتمتعان بنفس القوة والسطوة. وفيما بعد انتصر إله الخير ليكون هو الإله الواحد، وليصبح إله الشر هو الشيطان المطرود من الملكوت والرحمة.

    هذا الله الجديد الذي جاء نتيجة صراع الأخيلات البدائية والمتطورة كان لا بد له أن يكون بمواصفات غير محدودة أبداً، فهو خفي، والخفي الذي لا يمكن رؤيته يمكن أن يكون أيّ شيئ فوق تصورنا، ولكن البشر الذين خلقوا الله لم يتمكنوا حتى من مجرّد تصوير هذا الرب الواحد في غير الهيئة التي يعرفونها: كائن له يدان وقدمان وعينان ويتكلم ويغضب ويرضى ... إلخ وهي كلها صفات بشرية ولكن لكي تكتمل هيبته فإن يداه ليستا كأي يد، وعيناه ليستا كأي عين ولا نعرف كيف يرى وكيف يبصر وكيف يتكلم وكيف هو كلامه أو صوته أو طريقة جلوسه أو ..... إلخ. أصبح هذا الإله كائناً خرافياً مهولاً في أخليتنا، ومن المعروف أن الإنسان كان يعشق صناعة الكائنات الخرافية ويمدها بالقوة التي يريدها أن تكون عليه.

    إذا افترضنا أن وجود هذا الله الذي كان موسى يكلّمة فإن من المنطق والعقل أن نصدّق أن يصعق موسى لمجرّد سماع صوته وليس لرؤيته أو محاولة رؤيته فقط. وعلى هذا فإنني لا أقتنع بأنّ هذه القصة حقيقة بالمرّة (أقصد قصة الحوار الذي دار بين موسى وبين الله) وما هو في اعتقادي إلا مجرّد خرافة من الخرافات التي تنتشر في جميع الديانات. أضيف على هذا قولي : بأن الدين والخرافة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بشكل لا يمكن التفريق بينهما أبداً.

    أكثرت الحديث ولكنني أترك الفرصة لك الآن وأعود بعد ذلك

    لك تحياتي أيها الكريم
                  

04-23-2008, 09:25 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ هشام

    عذراً للغياب فقد بارحت المكتب باكراً ..

    وها نحن نعود لتناقش بروية ...

    أخي أولاً لو رجعت للمداخلة رقم 2 .. فقد كانت كالآتي :

    Quote: وإنما هو بحث للحقيقة وعلينا أن نحتكم كمسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله


    فهذه الأرضية التي سنتحاور عليها .. ولكن يبدو أنك لا توافقني على الانطلاق من هذه الأرضية وهذا دليلي إن لم أفهم خطأ


    Quote: فيما يخص الآية التي ذكرتها، فإني لي رأياً محدداً تجاه الكثير من الشخصيات التاريخية. وبعيداً عن هذا الرأي فاسمح لي أن نتحدث عن (الله) الوارد في هذه الآية. هذا الإله يا عزيزي الذي تطوّر في أخليتنا عبر ملايين السنوات منذ أن كانت أسئلتنا لا تجد لها إجابات مقنعة، غير أنها كانت محاصرة بالمزيد من الخوف، الخوف من الطبيعة، الخوف من الآخر، الخوف من المجهول، الخوف من الفناء.


    أخي أنا لم اتحدث عن شخصية تاريخية أبداً .. فأنا تكلمت عن نبي من أنبياء الله هو سيدنا موسى عليه السلام ، وقصة المذكورة بنص الآية الكريمة في القرآن الكريم ..
    بالنسبة للحديث عن قدم الأسئلة التي تتحدث عنها فتلك عهود كان يسودها الجهل والظلام وكانت الاعتقادات تبنى على الخرافات وهناك أناس محددون من يقومون بنسج تلك الخرافات ويصدقها الناس لبساطتهم

    Quote: وفيما يتحدث الناس عن خلق الله للإنسان، يتحدث آخرون عن خلق الإنسان لله،


    والله قرأت وسمعت وشاهدت كثير من النقاشات الفكرية حول خلق الله للإنسان ، ولكن صراحة ولا أخفي عليك لم أسمع بخلق الإنسان لله ، فتلك أنا حديث عهد بها .. ويمكنني أن أرفضها جملة وتفصيلاً من باب أن الإنسان قدراته محدودة تماماً وها نحن في العصر الحديث أثبت العلم أن الإنسان ما زال عن فهم أشياء بسيطة ... وحتى عن بلوغ مدارك ما حوله من الكون

    Quote: حيث أن الإنسان كان وما زال بحاجة ماسة إلى وجود هذا الإله بالشكل والمواصفات التي يتيحها لنا خيالنا.


    حاجته إلى وجود هذا الإله ... من الإله هذا الذي تتحدث عنه ؟؟ أهو إله آخر .. أم هو الله رب العالمين الذي نؤمن بوجوده نحن كمسلمين الذي خلق شيء

    Quote: فكرة الدين نفسها تطوّرت بعد أن تشبّعت من عنصر الخوف والرغبة في البقاء والخلود. لم يعرف الإنسان أنّ الطبيعة كانت محايدة تماماً عندما يثور البركان وعندما يحدث الزلازل وعندما تفيض الأنهار وعندما تعصف الرياح. لم تكن هذه الأشياء ذات يوم دلالة من دلالات الرب، ولكنها أصبحت كذلك بقناعة هؤلاء البسطاء الخائفين. ولكن لماذا كان الخوف؟ الخوف كان نتيجة الجهل. فالإنسان أسير ما يجهل.


    هل الدين بدأ ناقصاً ثم تطور ؟؟ كيف ؟؟ هل ذات الفكرة ؟؟ لأن تسلسل الرسالات وتتابع نزول الوحي على الرسل والأنبياء لم يكن تطوراً بما تعنيه الكلمة التي نفهمها اليوم ... وإنما كان هذا لحكمة يعلمها الله رب العالمين

    ثم سؤال ما هو الدين ؟؟؟ الدين هو توحيد الله وعبادته بالطرق الصحيحة بتعريف مبسط جداً ... والطرق الصحيحة مثال الصلاة والزكاة ومنها بناء المساجد وغيرها من دور العبادة في مراحل ما قبل الإسلام
    Quote: هذا الله الجديد الذي جاء نتيجة صراع الأخيلات البدائية والمتطورة كان لا بد له أن يكون بمواصفات غير محدودة أبداً، فهو خفي، والخفي الذي لا يمكن رؤيته يمكن أن يكون أيّ شيئ فوق تصورن


    عذراً هل يمكن توضيح ما المقصود بشكل دقيق بـ(الله الجديد) ؟؟؟ وما تسميه بنتيجة صراع الأخيلة ما هو إلا فساد عقائد وضلال ونزغ شيطان أضل بالناس وجعلهم يتصورون ما يتصورون عن رب العالمين

    Quote: إذا افترضنا أن وجود هذا الله الذي كان موسى يكلّمة فإن من المنطق والعقل أن نصدّق أن يصعق موسى لمجرّد سماع صوته وليس لرؤيته أو محاولة رؤيته فقط. وعلى هذا فإنني لا أقتنع بأنّ هذه القصة حقيقة بالمرّة (أقصد قصة الحوار الذي دار بين موسى وبين الله) وما هو في اعتقادي إلا مجرّد خرافة من الخرافات التي تنتشر في جميع الديانات. أضيف على هذا قولي : بأن الدين والخرافة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بشكل لا يمكن التفريق بينهما أبداً.


    أخي سيدنا موسى عليه السلام لم يصعق لسماع صوت رب العالمين لأنه أصلاً هو (كليم الله) وإنما صعق موسى عليه السلام .. لأنه طلب من الله سبحانه وتعالى أن يراه .. فربنا سبحانه وتعالى إنما أراد يبرهن لسيدنا موسى أن هذه الرؤية صعبة عليه فبشريته التي هو عليه ... (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف : 143)

    فلم تجلى ربك للجبل جعله دكاً ... أي عندما ظهر ربنا سبحانه وتعالى للجبل انهار الجبل لم يتحمل رؤية العزيز الجبار فتحول إلى كوم تراب .. فسيدنا موسى عليه السلام خر صعقاً لرؤية جبل ضخم هائل يتحول في لحظات بسيطة إلى كوم تراب..

    فياخي الدين يختلف اختلافاً جذرياً عن الخرافة وحاول المشعوذون على مر الأزمان وعلى مختلف الأديان والرسالات أن يخلطوا الدين الصحيح بالخرافة والتي هي من نسج عقولهم ..
    فلذا ياخي الفرق كبير جداً بين الدين والخرافة

    وأخيراً أخي ... سؤال ما هو رأيك في الدين الإسلامي ؟؟

    لا عليك إن أطلت الحديث .. فالمهم أن نصل للحقيقة

    (عدل بواسطة يوسف الطيب on 04-23-2008, 09:44 AM)

                  

04-23-2008, 09:07 PM

بشير جبريل علي
<aبشير جبريل علي
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    Quote: والله قرأت وسمعت وشاهدت كثير من النقاشات الفكرية حول خلق الله للإنسان ، ولكن صراحة ولا أخفي عليك [B]لم أسمع بخلق الإنسان لله ، فتلك أنا حديث عهد بها .. ويمكنني أن أرفضها جملة وتفصيلاً من باب أن الإنسان قدراته محدودة تماماً وها نحن في العصر الحديث أثبت العلم أن الإنسان ما زال عن فهم أشياء بسيطة ... وحتى عن بلوغ مدارك ما حوله من الكون

    أخي العزيز: يوسف الطيب ...تحياتي
    حسب فهمي أن الجملة التي أوردها الأخ:هشام آدم (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) ..لم يقصد بها أن الإنسان هو الذي خلق الله خلقاً حقيقياً ..إنما يعني إنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ..والذين يقولون ذلك حتماً لا يؤمنون بوجود الله ..
    ولكي يأخذ الجدل والنقاش إتجاهاً محددأ ..لي سؤال ..هل يؤمن الأخ: هشام آدم بوجود الله ..لتحاججه بالقرآن المنزل من عنده تعالي ..

    مع إحترامي للجميع ..

    وشكرا


    بشير
                  

04-24-2008, 11:20 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ بشير

    سلام الله ورحمته
    Quote: حسب فهمي أن الجملة التي أوردها الأخ:هشام آدم (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) ..لم يقصد بها أن الإنسان هو الذي خلق الله خلقاً حقيقياً ..إنما يعني إنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ..والذين يقولون ذلك حتماً لا يؤمنون بوجود الله ..
    ولكي يأخذ الجدل والنقاش إتجاهاً محددأ ..لي سؤال ..هل يؤمن الأخ: هشام آدم بوجود الله ..لتحاججه بالقرآن المنزل من عنده تعالي ..


    شكراً للتوضيح ... استخدام المفردات العالية الفهم والجميلة لغوياً شيء جيد .. لكن هذه النقاط لا تحتمل مثل هذا .. فنحن أمام مسألة هامة للغاية وتحتاج إلى أبسط المفردات وأيسرها توضيحاً .. فلو متابع لهذا البوست فستجدني ألجأ إلى أبسط المفردات .. ففي بعض الأحايين لا داعي لتضخيم المفردات وإعطائها مساحة هائلة من التلوين ..

    وشكراً للمشاركة وتسجيل الحضور ... ولو تلاحظ أنني طلبت منه النقاش على أساس أننا مسلمين ..

    واتمنى من الأخ هشام أن يجيب على تساؤلك لكي يثرى النقاش وتخرج النتيجة التي يرجوها الجميع
                  

04-24-2008, 11:30 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    ___________________________

    الأخ الكريم : يوسف الطيّب

    لقد صدق الأخ بشير فيما ذهب إليه فإن مسألة خلق الإنسان لله كنتُ أقصد بها
    خلقه في المخيّلة والذاكرة الشعبية لدى شعوب الأرض، ولم يكن مقصوداً به
    الخلق المادي كما تصورته. وأنا اعتذر عن هذا اللبس الذي حصل.

    كنتُ قد قرأت كل ما كتبته منذ البداية أخي العزيز، وتوقفت لبرهة عند
    تحديدك لمسألة كوننا مسلمين وجعل ذلك منطلقاً لحوارنا، ولكنني بكل صدق
    أرغب في الحوار رغم أنني لا أعتبر نفسي مسلماً بل ولا أعتبر نفسي متديناً
    بأي دين سماوي أو غير سماوي. فإذا أحببت الاستمرار فسوف أقدّر لك ذلك ،
    وإذا أحببت التوقف عند هذا الحد، فاسمح لي أن أشكرك على هذا النقاش
    الجميل والهادئ بالفعل ودعنا نتمنى أن نلتقي في حوار آخر.

    لك مني كل التحية
                  

04-24-2008, 12:52 PM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ لك التحايا

    Quote: لقد صدق الأخ بشير فيما ذهب إليه فإن مسألة خلق الإنسان لله كنتُ أقصد بها
    خلقه في المخيّلة والذاكرة الشعبية لدى شعوب الأرض، ولم يكن مقصوداً به
    الخلق المادي كما تصورته. وأنا اعتذر عن هذا اللبس الذي حصل.


    أخي نعم قد التبس المعنى .. وقد أوضح الأخ بشير

    ولكن يا أخي هذه لم تكن المحور الأساس .. ونقطة لم نصل إليها بعض مسألة الخلق أو اختلاق الإله في دواخل البشر

    Quote: كنتُ قد قرأت كل ما كتبته منذ البداية أخي العزيز، وتوقفت لبرهة عند
    تحديدك لمسألة كوننا مسلمين وجعل ذلك منطلقاً لحوارنا، ولكنني بكل صدق
    أرغب في الحوار رغم أنني لا أعتبر نفسي مسلماً بل ولا أعتبر نفسي متديناً
    بأي دين سماوي أو غير سماوي. فإذا أحببت الاستمرار فسوف أقدّر لك ذلك ،
    وإذا أحببت التوقف عند هذا الحد، فاسمح لي أن أشكرك على هذا النقاش
    الجميل والهادئ بالفعل ودعنا نتمنى أن نلتقي في حوار آخر.


    أؤكد لك لن اتوقف عن النقاش ما لم يخرج عن الإطار المعتاد ولك شكري

    ومسألة أنك تدين بأي دين سماوي ... فهذه نقطة سنرجع لها لاحقاً
                  

04-24-2008, 01:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    __________________________

    الأخ : يوسف الطيّب

    أشكرك على هذه الروح الطيبة فعلاً ، وأتمنى أن يستمر النقاش على هذا المنوال
    لن نختلف يا عزيزي في تسمية الرسل والأنبياء على أنهم شخصيات دينية أو تاريخية
    ونعت الشخصية بأنها "تاريخية" لا يُعد إساءة للشخصية أبداً

    عموماً لدي أسألة أتمنى أن أجد عليها إجابات شافية لديك:

    1- لماذا كان كل الرسل والأنبياء في منطقة جغرافية محددة محصورة؟ أليس من المنطق يا عزيزي أن يكون الحكمة من بعث الأنبياء والرسل هو هداية الناس وليس طائفة أو عرق واحد من الناس؟
    2- بناءً عليه لماذا لم نجد أنبياء زنوج؟ ولماذا لم نجد أنبياء في الحامية؟
    3- لماذا كل الأنبياء والرسل من الرجال فقط، هل لا تستطيع المرأة تأدية الرسالة والقيام بها مثل الرجل؟

    أرجو ألا تأخذ أسئلتي هذه على محمل الهزل يا صديقي، فهي قد تفتح لنا آفاق أوسع للنقاش
                  

04-24-2008, 01:50 PM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)


    الأخ هشام

    شكراً للرد ... أخي لا مجال للهزل أبداً ولا هذا موضعه أبداً

    الشخصيات التاريخية تختلف عن الشخصيات الدينية ... فللتاريخية مقامها وللدينية مقامها وتوقيرها

    وصدقني معك لآخر السكة بإذن الله

    أخي بخصوص أسئلتك وصراحة من قال الله أعلم فقد أفتى أنا شخصياً لا أعلم لها إجابة من عندي

    وأتمنى من الأخوة الأعضاء من كانت لديه إجابات لها فليتفضل مشكوراً

    ولكن أقول لك شيئاً واحداً في نقطة لماذا كان الأنبياء في منطقة جغرافية واحدة لعل المنطقة الجغرافية التي مأهولة بالسكان ... وربما لم يكن في المناطق الأخرى سكان ... وكل هذا لا يعني بالنسبة لنا شيئاً كمسلمين لأن المسألة لا تعدو تمثيلاً جغرافياً لكل منطقة لأن إنزال الرسل والأنبياء كان بالأمم ولم يكن جغرافياً ... ولم تكن هناك طائفية أو عرقية ... فربنا سبحانه وتعالى وتنزهت صفاته لم يحابي جنس على جنس ولا عرق على عرق وإنما الناس سواسية أمامه والله أعلم
    فسيدنا موسى عليه السلام يقال أنه لونه كان أسمراً ومائل للسواد في بعض التفاسير والروايات والله أعلم

    وبالنسبة لسؤالك لماذا الأنبياء من الرجال فقط لا استطيع الإجابة عليها .. ولا تنسى أن القرآن الكريم سار بذكر نساء عظيمات ولا تنسى الصديقة مريم عليها السلام ... وابنها الصديق عيسى عليه السلام ...
    ولكن لربما لحكمة أن الرسالات كانت لها ضريبة غالية ففيها الإيذاء والقتل والتهجير وبعض الأنبياء قتل وبعضهم أوذي والمرأة بطبعها لا تحتمل كل هذا الأذى وصنوفه المختلفة . .. والله عز وجل عليم بعباده وقدراته فهو خلق الذكر والأنثى ...والله أعلم

    (عدل بواسطة يوسف الطيب on 04-24-2008, 03:10 PM)

                  

04-26-2008, 12:01 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    __________________

    الأخ : يوسف الطيّب

    أعتذر عن التأخر في الرد.

    تقول:
    Quote: الشخصيات التاريخية تختلف عن الشخصيات الدينية ... فللتاريخية مقامها وللدينية مقامها وتوقيرها

    وفي الحقيقة أنا لا أرى أيّ نفع من التشبّث بهذه النقطة لأنها تحصيل حاصل فالشخصيات الدينية هي شخصيات تاريخية لأن وجودها وأفعالها مرتبط بحقبة تاريخية محددة، وكما قلتُ لكط من قبل فإن نعت الشخصية بأنها شخصية تاريخية لا يُعد من قبيل التقليل من شأنها. فمثلاً هل يمكن أن نختلف حول ما إذا كان خالد بن الوليد شخصية دينية أم عسكرية أم تاريخية؟ أم أنها قد تكون شخصية دينية وعسكرية وتاريخية في ذات الوقت؟ وكذلك شخصية مثل نابليون بونابرت فهو شخصية عسكرية وتاريخية في نفس الوقت. ولا أعتقد أنه علنا أن نبذل جهداً مضاعفاً حول هذه النقطة يا عزيزي، ولننتقل إلى ما هو أجدى وأعمق في النقاش.


    تقول:
    Quote: ولكن أقول لك شيئاً واحداً في نقطة لماذا كان الأنبياء في منطقة جغرافية واحدة لعل المنطقة الجغرافية التي مأهولة بالسكان ... وربما لم يكن في المناطق الأخرى سكان ... وكل هذا لا يعني بالنسبة لنا شيئاً كمسلمين

    ولكنه يعني لي الكثير يا عزيزي، فوجود الرسالات والرسل في منطقة جغرافية محددة من هذا العالم يعني لي أنّ الدين مختلق فلا يمكن أنتؤمن بوجود إله ويكون هذا الإله عنصرياً أو متحزباً لفئة من الناس دوناً عن باقي البشرية، أما من ناحية أنه لم يكن يوجد هنالك سكان في بقية أنحاء العالم، فهذه مغالطة تاريخية يا عزيزي فعلماء الأنثربيولوجيا وجودوا هياكل عظمية بشرية في مناطق متفرقة من العالم: في أفريقيا في الهند في أوروبا في القارة المتمّدة، ولا يمكننا بأيّ حال من الأحوال افتراض أن العالم كان خاوياً على عروشه إلا من منطقة الشرق الأوسط، وإلاّ فإننا عندها سوف نقلب موازين أمور كثيرة جداً متعلقة بأصل اللغات ونشأتها، وكذلك الأعراق البشرية واختلافها، إذن فليس الأمر مجرّد افتراضات عشوائية أيها الصديق العزيز، ولكن العالم كان مأهولاً بالسكان على الأقل في تلك الأماكن التي وجد بها العالم أثاراً لحياةٍ بشرية. وإذا عرفنا ذلك فإن السؤال ما زال قائماً لماذا لم يُرسل الله رسلاً لهذه المناطق، أو لماذا اهتم فقط بمنطقة الشرق الأوسط فقط؟

    أما فيما يتعلق بمسألة الرسول ذكور وليس إناث، فإنني يا عزيزي أردتُ أن أقول أنّ الدين كغيره من مناحي الحياة البشرية قد خضع إلى تطور ورافق التحوّلات الكبرى التي شهدها العالم على مرّ العصور الجيولوجية، ومن تمرّحل الدين من دين أنثوي إلى دين ذكوري بطريقةٍ متوافقة تماماً لما كان عليه الحال من بدء الخليقة فهذا أمر يزيد في قناعتي بإنسانية الدين واختلاقه. فقد تعلم يا عزيزي أنّه في فترة من الفترات كانت المرأة هي الشيء الوحيد المقدّس لأنها كانت تمثل رمز الخصب والحياة والحكمة، حتى أنّ الآلهات الأولى كانت آلهات مؤنثة وفي كتب التاريخ والأنثربيولوجيا نجد العديد من الآلهات المؤنثة مثل الإلهة عشتار إلهة الحرب والحب عند البابليين والتي ارتبط اسمها بالقمر لاسيما وأنها كانت البذرة الأساسية للاعتقادات الدينية التي تصورت الإله في شكل أنثوي. وعرفت في أكثر من حضارة بأكثر من إسم فهي أفروديت وهي إنانا وكذلك الإلهة تنكال وكذلك الإلهة إيرشيكال إلهة الموت ويمكنك أن تقرأ على عشتار هذه على هذا الرابط ومع مرور الحقب التاريخية وظهور الزراعة والمجتمع الزراعي في العهد البطريكي وسيادة الذكورية تم تذكير كل شيء حتى الآلهات التي كانت موجودة. والذين في كثير من شعائره وجزئياته لا يفترض الأنثوية أبداً حتى في الإصلام الذي في أوله عهد شهد ثورة سلمية من قبل النساء عندما جئن إلى الرسول وقلن له بأن الرجال ذهبوا بالخير كله، فأوصاهن عنئذ بالوصية المشهورة "من صامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها" ولا بد أن نذكر هنا الحرص البالغ للدين (لاسيما الإسلامي) على تعظيم أمر الزوج في المؤسسة الأسرية وارتباط غضب الزواج بغضب الرب، ومسألة الطاعة العمياء فيما لا يخالف الشرع (لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" كل هذه الأمور هي في الحقيقة امتداد طبيعي لهذا النهج التاريخي الموغل في القدم. كما أن وصوف الجنة في أغلبها اعتمد على الوصوف الذكورية لاسيما فيما يتعلّق بذكر الحور العين وأوصاف هؤلاء الحور العين بأنهن أبكار ولم يطمثهن إنس ولا جان وأنهن مقصورات في الخيام، وهذه هي مقاييس المرأة الأكثر تفضيلاً لدى العرب. وفي حين لم يأتِ ذكر لنعيم المرأة في الجنّة إلا قياساً فإنه جاء ذكر وعيدها وعذابها لاسيما الزانيات منهن بأنهن يعلّقن من حلمات أثدائهن ويُعذبّن ... إلخ.

    ولي عودة مرّة أخرى
                  

04-26-2008, 09:11 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ بشير جبريل علي

    شكراً لتوضيحك وفي انتظار عودة الأخ هشام
    ولكن تفضلت بالشرح الآتي
    Quote: حسب فهمي أن الجملة التي أوردها الأخ:هشام آدم (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) ..لم يقصد بها أن الإنسان هو الذي خلق الله خلقاً حقيقياً ..إنما يعني إنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ..والذين يقولون ذلك حتماً لا يؤمنون بوجود الله ..
    ولكي يأخذ الجدل والنقاش إتجاهاً محددأ ..لي سؤال ..هل يؤمن الأخ: هشام آدم بوجود الله ..لتحاججه بالقرآن المنزل من عنده تعالي ..

    فإذا شرح (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) تعني أنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ...
    فماذا يعني الشق الأول من الحديث
    Quote: وفيما يتحدث الناس عن خلق الله للإنسان، يتحدث آخرون عن خلق الإنسان لله،


    وهو خلق الله للإنسان فإنها يا أخي واضحة ورغم الالتفاف الظاهر والتمترس خلف جماليات اللغة ولكن بما أن فهم الجزء الأول واضح فإن تفسير الشق يخضع لفهم الجزء الأول من الكلام

    وفي انتظار عودة الأخ هشام آدم
                  

04-26-2008, 01:09 PM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    الأخ هشام

    مرحبا بالعودة

    Quote: وفي الحقيقة أنا لا أرى أيّ نفع من التشبّث بهذه النقطة لأنها تحصيل حاصل فالشخصيات الدينية هي شخصيات تاريخية لأن وجودها وأفعالها مرتبط بحقبة تاريخية محددة، وكما قلتُ لكط من قبل فإن نعت الشخصية بأنها شخصية تاريخية لا يُعد من قبيل التقليل من شأنها. فمثلاً هل يمكن أن نختلف حول ما إذا كان خالد بن الوليد شخصية دينية أم عسكرية أم تاريخية؟ أم أنها قد تكون شخصية دينية وعسكرية وتاريخية في ذات الوقت؟ وكذلك شخصية مثل نابليون بونابرت فهو شخصية عسكرية وتاريخية في نفس الوقت. ولا أعتقد أنه علنا أن نبذل جهداً مضاعفاً حول هذه النقطة يا عزيزي، ولننتقل إلى ما هو أجدى وأعمق في النقاش.


    أخي ... أنا لا اتحدث عن نفع أو ضرر التمسك بالمسميات وساختصر إجابتي بالآتي : فالشخصية التاريخية مثال الاسكندر وهولاكو وغيرهم ... عندما يذكر اسمائهم تذكر من دون أن ألقاب تسبق أسمائهم ولا تأتي بعدها.. أما الشخصيات الدينية مثل الأنبياء والرسل فنقول بعد (سيدنا) موسى (عليه السلام) فلاحظ ما بين القوسين احتراماً وتوقيراً لهم لما كرمهم وحباهم الله من اختصاص بالرسالات .. وحتى المشايخ والعلماء الأفاضل تذكر أسماءهم بالتوقير لما بذلوه في سبيل الدعوة والاجتهاد بغض النظر عن صحة ما ذهبوا إليه .. ويا أخي نحن في هذا العصر الحديث لا نذكر أسماء الناس العاديين بدون ألقاب فنقول دكتور فلان أو سعادة الوزير الفلاني أو السيد أو الوجيه أو غيره لأمور الدنيا فلم لا نفرق بين الشخصيات الدينية والتاريخية لنعطي الشخصيات الدينية توقيرها وقد كرمهم الله .

    أما مسألة التوزيع الجغرافي للرسل فكل أسئلتك التي سألت أنا اجتهدت اجتهاد شخصي وقلت (ربما) .. ولكن أقول لربما كان هناك رسل ونحن لا نعلمهم وقال الله عز وجل (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء : 164) ... لربما كان رسل ولكن لم يقصصهم الله على رسوله الكريم ...

    Quote: أما فيما يتعلق بمسألة الرسول ذكور وليس إناث، فإنني يا عزيزي أردتُ أن أقول أنّ الدين كغيره من مناحي الحياة البشرية قد خضع إلى تطور ورافق التحوّلات الكبرى التي شهدها العالم على مرّ العصور الجيولوجية، ومن تمرّحل الدين من دين أنثوي إلى دين ذكوري بطريقةٍ متوافقة تماماً لما كان عليه الحال من بدء الخليقة فهذا أمر يزيد في قناعتي بإنسانية الدين واختلاقه. فقد تعلم يا عزيزي أنّه في فترة من الفترات كانت المرأة هي الشيء الوحيد المقدّس لأنها كانت تمثل رمز الخصب والحياة والحكمة، حتى أنّ الآلهات الأولى كانت آلهات مؤنثة وفي كتب التاريخ والأنثربيولوجيا نجد العديد من الآلهات المؤنثة مثل الإلهة عشتار إلهة الحرب والحب عند البابليين والتي ارتبط اسمها بالقمر لاسيما وأنها كانت البذرة الأساسية للاعتقادات الدينية التي تصورت الإله في شكل أنثوي. وعرفت في أكثر من حضارة بأكثر من إسم فهي أفروديت وهي إنانا وكذلك الإلهة تنكال وكذلك الإلهة إيرشيكال إلهة الموت ويمكنك أن تقرأ على عشتار هذه على هذا الرابط ومع مرور الحقب التاريخية وظهور الزراعة والمجتمع الزراعي في العهد البطريكي وسيادة الذكورية تم تذكير كل شيء حتى الآلهات التي كانت موجودة. والذين في كثير من شعائره وجزئياته لا يفترض الأنثوية أبداً حتى في الإصلام الذي في أوله عهد شهد ثورة سلمية من قبل النساء عندما جئن إلى الرسول وقلن له بأن الرجال ذهبوا بالخير كله، فأوصاهن عنئذ بالوصية المشهورة "من صامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها" ولا بد أن نذكر هنا الحرص البالغ للدين (لاسيما الإسلامي) على تعظيم أمر الزوج في المؤسسة الأسرية وارتباط غضب الزواج بغضب الرب، ومسألة الطاعة العمياء فيما لا يخالف الشرع (لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" كل هذه الأمور هي في الحقيقة امتداد طبيعي لهذا النهج التاريخي الموغل في القدم. كما أن وصوف الجنة في أغلبها اعتمد على الوصوف الذكورية لاسيما فيما يتعلّق بذكر الحور العين وأوصاف هؤلاء الحور العين بأنهن أبكار ولم يطمثهن إنس ولا جان وأنهن مقصورات في الخيام، وهذه هي مقاييس المرأة الأكثر تفضيلاً لدى العرب. وفي حين لم يأتِ ذكر لنعيم المرأة في الجنّة إلا قياساً فإنه جاء ذكر وعيدها وعذابها لاسيما الزانيات منهن بأنهن يعلّقن من حلمات أثدائهن ويُعذبّن ...


    أخي تحدثت عن تمرحل الدين وتطوره ... من هو الذي طور الدين ؟ أنا يا أخي لا اتحدث عن معتقدات وأساطير الشعوب القديمة من منظور تاريخي .. لأنه صراحة كثير من الحقائق التاريخية تم تحريفها وتأويلها على مر الحقب والتاريخ .. ونجد حتى النصوص السماوية المقدسة تم تحريفها وتأليفها والنقص والزيادة فيها .. فأنا يا أخي اتحدث عن الدين من منظور إسلامي بحت مرجعيتي في ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية .. يعني أنا شخصياً مع احترامي لكثير من الكتب التاريخية التي أعانت كثيراً في الوصول لحقائق ما خفي عنا .. فإن الكثير منها قد تم تزويره وإضافته وفي إحدى المرات قرأت لكاتب كتب في شكل ساخر بمعناه أن كل شخصين يستطيعان أن يفعلان أشياء ويحوران أشياء تسمى بمرور الزمن حضارة في أنها أشياء عادية ولا ترقى لمستوى الحضارة أبداً .. وليست هذا دليلي ولكن التأويل والتحريف كثير جداً ...

    فأما فيما يتعلق بأمر اهتمام الدين بالمرأة وغيرها فإني اختصر بالنسبة للدين الإسلامي فقد قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (الجنة تحت أقدام الأمهات) ... الجنة يا عزيزي التي لم تخطر على قلب بشر إنها تحت أقدام الأمهات والنساء هن أمهاتنا يا عزيزي فأنا اقول لا تكريم أعلى وأكرم من هذا التكريم .. ومسألة الزانيات فإن الآيات ايضاً ذكرت مترادفة مع الزانية الزاني ولم تترك الزاني سدى وإنما له عقوبته ...

    ولنا عودة يا أخي
                  

04-26-2008, 01:42 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    __________________

    أخي العزيز : يوسف الطيّب

    تقول:
    Quote: أما الشخصيات الدينية مثل الأنبياء والرسل فنقول بعد (سيدنا) موسى (عليه السلام)

    وأنا أقول أنّ السلام للجميع وعلى الجميع، واقتصار مثل هذه الألقاب هو شيء محمود ولكنني لا أعتبره ملزماً على الأقل بالنسبة لي، ولم أكن أعرف أنّك تحدد الشخصيات الدينية من التاريخية بناءً على هذا اللقب. وحتى أنني أراك لا تولي احتراماً أو اهتماماً إلا بمن كانت له علاقة مباشرة بالدين؛ فكأن لسان حالك يقول الشخصيات التي يجب أن تحترم هم الأنبياء ومن ثم المشائخ وأولوا العلم الشرعي فتقول (وحتى المشايخ والعلماء الأفاضل تذكر أسماءهم بالتوقير لما بذلوه في سبيل الدعوة والاجتهاد) وهذا أمر عجيب أخي وصديقي يوسف، فأنت تحترم الإنسان لإنسانيته، بل وتحترم الحيوان وحتى الجمادات أيضاً، ولا يمكن أن يكون الدين معياراً أخلاقياً لك، فالأخلاق ومنها طبعاً الاحترام والتوقير هي معايير إنسانية وليست معايير دينية. وعلى العموم فإنني لا أعتبره هذه النقطة نقطة خلافية يمكننا أن نتوقف عندها.

    وتقول:
    Quote: من هو الذي طور الدين ؟

    والحقيقة أنّه ليس ثمة شخص بعينه أو عدّة أشخاص طوّروا فكّرة الدين، ولكن وضع الإنسان الاجتماعي والاقتصادي ونمط إنتاجه هو الذي يخلق هذا التطوّر، ليس في الدين فقط بل في كل المناحي الحياتية الأخرى: دينية كانت أو سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو حتى إن كان على مستوى المسكن أو الملبس. فالمجتعات الإنسانية يا عزيزي مجتمعات متطوّرة وهذا التطوّر حركة مستمرة وهذه الحركة تحدث من الداخل أيّ من داخل المجتمع البشري نفسه، ولا يمكن حصر أسباب التطوّر في عامل واحد بعينه إذ أنّ التطوّر داخل المجتمعات البشرية محكومة بعدة عناصر متداخلة ومترابطة بعضها البعض، فالتطور الاقتصادي المتمثل في تطوّر أنماط الإنتاج واختلاف وسائل الإنتاج يؤدي بالضرورة إلى تطوّر اللغة ويؤدي أيضاً إلى تطوّر الأديان ويؤدي إلى تطوّر الحياة السياسية ... إلخ وهكذا.

    وتقول:
    Quote: ونجد حتى النصوص السماوية المقدسة تم تحريفها وتأليفها والنقص والزيادة فيها

    أنا أتفق معك كثيراً في نقطة "تحريف التاريخ" هذه ولكن عليك عزيزي يوسف أن تقتنع أنت أيضاً أن التاريخ الإسلامي قد تمّ تحريفه أيضاً باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المنظومة التاريخية الكبيرة، وليس التاريخ الإسلامي فقط بل حتى النصوص الإسلامية المقدسة قد تم تحريفها بشكل أو بآخر. مسألة عدم تدوين القرآن حتى عهد أبوبكر الذي أمر بتجميع المصحف وإلى عهد عثمان الذي أتمّ هذا المشروع لا يمكن أن يقبل أنه لم يتم تحريفه خلال هذه الفترة. ولا تنس أنّ عثماناً قد أمر بحرق مصاحف كثيرة وأبقى على مصحف واحد. فترى ما الذي كان موجوداً في هذه المصاحف التي حرقها عثمان؟ ولماذا تمّ حرقها؟ وأين هو النص الأصلي للقرآن هل كان في الذي جمعه عثمان أم في الذي أحرقه؟ لا يمكنني أنا شخصياً الاعتماد على جملة واحدة وردت في القرآن نفسه لاستدل به على عدم تحريف القرآن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فما أدراني أنّ هذه الجملة قد تم إضافتها عمداً إلى القرآن بغرض عدم التشكيك فيه من بعد؟ وما أدراني ربما لهذا الغرض تحديداً تم وضع هذه الآية. فلا يعقل يا عزيزي أن نقتع بأن الله يقبل التحريف في كلامه السابق على القرآن ثم نفترض أن القرآن لم يحرّف لأنه كلام الله. فالتوراة كلام الله، والزبور كلام الله والإنجيل كلام الله، فلم لم يحفظ الله كلامه في هذه الكتب، وأصر على حفظه في القرآن؟ هذا أمر لا أعتبره منطقياً أبداً.

    أمّا فيما يتعلق باهتمام الدين بالمرأة فأنا أترك هذا الأمر حتى حين، لأن الكلام عنه يطول ويطول.

    لك تحياتي أيها العزيز
                  

04-26-2008, 02:19 PM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    أخي

    أنا احترم كل من يمشي على ظهر البسيطة اقتداء بقول الله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء : 70) كإنسان خلقه الله وكرمه ... ولكن يا عزيزي يتفاوت هؤلاء البشر في علمهم وفي اختصاص الله لأولئك الرسل والأنبياء والرسل ...عنا كبشر عاديين فهم منهم الكليم والحبيب ومنهم الخليل ومنهم من رفع فهل يستوي هؤلاء ... وحتى في الأرزاق والأبناء اختلفوا عن بعض
    وهذه ليست ألقاب منحتها لهم أكاديمية ولا منحتها لهم أنا يا صديقي إنما مسميات منحها لهم رب العباد وأنا شخصياً الزم نفسي بما أمر الله به ..
    Quote: وحتى أنني أراك لا تولي احتراماً أو اهتماماً إلا بمن كانت له علاقة مباشرة بالدين؛

    أعطني الدليل على كلامك هذا
    هل يعقل أن اقول (الرسول) من دون أن تسمية فقد أمر الله بالصلاة والتسليم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب : 56)
    Quote: (وحتى المشايخ والعلماء الأفاضل تذكر أسماءهم بالتوقير لما بذلوه في سبيل الدعوة والاجتهاد) وهذا أمر عجيب أخي وصديقي يوسف، فأنت تحترم الإنسان لإنسانيته

    ما الغرابة في توقير واحترام العلماء والمشايخ وربنا سبحانه وتعالى قال (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) فهل يستوي من تفقه وتبحر في العلم مع الذي لا يفقه شيئاً ... فهذا شيء عجاب الإنسانية أرضية تجمعنا ولكن لا بد إعطاء كل ذي حق حقه .. والمعايير الدينية مهمة جداً بالنسبة لي لأن الدين هو الأساس الذي تقوم عليه حياة البشرية وهو الذي ينظم حياة البشرية
    مسألة تطور الدين وربطها بتطور المجتمعات فأنا اتحدث عن تسلسل نزول الديانات حسب على الأمم التي كانت ترسل إليها الرسل ...

    أما مسألة تحريف التاريخ عموماً وتحريف التاريخ الإسلامي أنا لم يكن نقاشي أبداً حول هذه الجزئية أبداً أنا تحدث عن التاريخ الموغل في القدم لأنه مرتبط بنشأة الإنسان وببدايات الخلق ونزول الديانات على هذه الأمم ... أما مسألة تحريف التاريخ الإسلامي فهذه نقطة أنا لا أرغب في النقاش حولها ... وأنا اتحدث منظور اسلامي يستند على القرآن الكريم المحفوظ من الله وسنة رسول الله صلى عليه وسلم
    Quote: مسألة عدم تدوين القرآن حتى عهد أبوبكر الذي أمر بتجميع المصحف وإلى عهد عثمان الذي أتمّ هذا المشروع لا يمكن أن يقبل أنه لم يتم تحريفه خلال هذه الفترة.

    أما إن كنت تقصد أن عدم تدوين القرآن الكريم قد يكون سبباً في تحريفه فأنا اقسم بأن هذا القرآن الكريم لم ولن يحرف أبداً ... فمسألة حرق سيدنا عثمان رضي الله عنه لمصاحف لا استطيع أفتي لك بصحة الرواية فإن قلت أن التاريخ الإسلامي قد حرف فلم لا تكون هذه الرواية ممن حرف ؟؟؟؟!!!!

    يا أخي القرآن الكريم محفوظ وتحدى القرآن الكريم العرب أن تأتي بمثله (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء : 88)
    أنا أجزم لك بأن كتاب الله محفوظ وإن وضع أو حرف فإن صدور الحفظة والعلماء كفيلة باستخراج كل ما هو موضوع ..

    ومن قال بأن الله قبل أن يحرف كلامه في التوراة والإنجيل والزبور ؟؟؟؟!!! إن هذا شيئاً عجاب !!!! أثبت لي أن الله قبل أن يحرف كلامه في الكتب السماوية السابقة (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 78) ... ومن قال لك أن الله لم يحفظ كتبه السابقة وما الأخبار التي ترد بين الفينة والأخرى عن النسخ الأصلية من التوراة والإنجيل وإنجيل برنابا ما هي إلا دليل على حفظ الله لكل ما نزل منه ... فالله عدل لا يقبل أن يفرق بين كلامه في هذا الكتاب وذاك الكتاب ... ولا يميز بين بشر للونه أو جنسه أو قبيلته أو أي سبب ... فإن الله ينظر إلى الناس يوم القيامة بأعمالهم لا بألوانهم أو أسماءهم أو أحسابهم أو أنسابهم

    ولنا عودة ... وبالذات في موضوع اهتمام الدين بالمرأة
                  

04-26-2008, 05:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    __________________________

    الحبيب: يوسف الطيّب

    تقول:
    Quote: ولكن يا عزيزي يتفاوت هؤلاء البشر في علمهم وفي اختصاص الله لأولئك الرسل والأنبياء والرسل ...عنا كبشر عاديين فهم منهم الكليم والحبيب ومنهم الخليل ومنهم من رفع فهل يستوي هؤلاء
    إذا افترضنا جدلاً أنّ هؤلاء هم فعلاً أنبياء من الله، فإن مسألة المفاضلة مفروضة يا عزيزي، إذ أنّ تميّزهم هذا لم يأتي من اجتهاد من عند أنفسهم، حتى وإن فعلوا ما فعلوا، فما فعلوه فعلوه عن تجهيز إلهي مسبق، وليس لهم في ذلك فضل يذكر. اختيار "الله" لهؤلاء لم يكن له تبرير منطقي إذ أنّ النبي يولد وهو نبي مسبقاً وينال تربية إلهية تهيؤه لحمل الرسالة. ولكن بقية البشر يتفاوتون فيما بينما بما يقدمون من تلقاء أنفسهم من منافع للناس وإنجازات. هنالك المخترعون والعلماء "غير الشرعيون" والأطباء وغيرهم ممن يكون علمه عن اجتهاد شخصي من عند أنفسهم، وليس بتفضيل لا مبرر له من "الله". لم اختار الله "محمد بن عبدالله" ليكون رسولاً أو لم اختار "موسى" ليكون رسولاً؟ أو لم اختار مريم لتنجب عيسى أو لم اختار زكريا ليهبه على الكبر يحيى؟ وإذا حدث ما حدث فهل يكون هذا الحدث الإلهي ملزماً لي أنا كبشر أن أحترم على أساسه شخصاً خرج من بطن أمه ليجد أنّ الله اختاره ليكون نبياً رسولاً !! أم أحترم ذلك الشخص الذي كافح وتعلّم وجاهد وثابر وناضل من أجل أن يخترع آلة يستفيد بها الناس لما تبقى من حياتهم، ودونك المخترعات العظيمة التي لا تحصى: تلفون، تلفزيون، طائرات، مكيفات. حتى أننا لا يمكننا تخيّل حياتنا دون إحدى هذه المخترعات. إنّ موازين أو معايير التفضيل بيننا مقلوبة يا عزيزي، وأنا أحترم هذا الاختلاف دون شك. ولكن لا أرى ضرورة لأن أقول بعد اسم كل نبي عبارة (عليه السلام) فالسلام للجميع وعلى الجميع وليس للأنبياء فقط.


    تقول:
    Quote: أعطني الدليل على كلامك هذا

    دليلي يا عزيزي هو كلامك الوارد من قبل، فأنت ترى أن الناس مراتب، ومراتبهم حسب درجة فقههم في الدين، فالأنبياء أولاً ثم يأتي المشائخ وعلماء الدين. وهذا المعيار الذي يجعل من الدين ذروة التفريق بين الناس لهي عنصرية من نوع جديد، أو هكذا اعتبرها أنا. وهذا ما قلتَه أنت في مداخلتك السابقة من قبل، وأكدتَ عليها في مداخلتك الأخيرة عندما قلتَ (والمعايير الدينية مهمة جداً بالنسبة لي لأن الدين هو الأساس الذي تقوم عليه حياة البشرية وهو الذي ينظم حياة البشرية) فأنت ترى أنّ الدين هو الأساس في حين أنّ معيار الأخلاق ليس مرتبطاً بدين أبداً.

    تقول:
    Quote: فأنا اقسم بأن هذا القرآن الكريم لم ولن يحرف أبداً

    يا عزيزي، لا تُحل مثل هذه الأمور بالقسم. واليقين لا بد له من دليل مادي يؤكده. فهل ينتهي نقاشنا لو أقسمت لك أنه لا وجود لله إلا في عقلك وعقل كل المتدينيين؟ أم عندها ستسألني (ما هو دليل على عدم وجود الله؟) أنا الآن أسألك (ما هو دليلك على عدم تحريف القرآن؟). لا تعتقد يا عزيزي أنني أخضع لهذا النقاش معك الآن فقط لأنني أرغب في النقاش، أو لأنني فقط أرغب في أن أكون مخالفاً لكل ما هو معروف ومتعارف عليه، ولكنني قرأت في التاريخ الإسلامي كثيراً وتناولت بالبحث كل الجوانب المتعلقة بالديانات سواء الإسلام أو المسيحية أو حتى اليهودية. بل إنّ لدي اهتمامات بعلوم متعلقة بهذا الشأن بعلم الإناسة "الأنثربيولوجي وعلم اللاهوت، وقرأت كثيراً في هذا المجال. أريد أن أقول، أنّ كل من زعموا بأن هذا القرآن غير محرّف ولم يخضع للتحريف اعتمد على الآية التي تقول (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) وأرادو بالـ"ذكر" القرآن في حين أنّه قد يكون غير ذلك، فالذكر قد يكون أيّ كلام من عند الله ألم تقرأ الآية التي تقول (اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون) وهذا الكلام كان على لسان نوح لقومه، والأخرى التي تقول (اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح) وهذه الآية على لسان هود لقومه ولقد ذكر القرآن الكثير من الآيات المتعلقة بالأنبياء والأقوام السابقين فيها (اذكروا ما فيه) أو (فلما نسوا ما ذكروا به) فالذكر ليس هو القرآن فحسب، بل هو كل كتاب من الله جاء لهداية قوم ولتذكيرهم بشرائع الرسل السابقة أو وصاياه ودون القرآن يمكنك مراجعته، ستجد أنّ كل نبي يقول لقومه هذا الأمر. وحتى إذا كان "الذكر" هو المقصود به القرآن فما هو دليل أنّ هذه الآية لم يتم إضافتها إلى القرآن بهذا الغرض، أي بغرض الدفاع عن شبهة التحريف؟ أتقسم على أنّ القرآن لم يحرّف؟ وربما لم يأتك نبأ تحريف عبد الملك بن مروان للقرآن، أو نبأ تحريف الحجاج للقرآن؟ أو لم يأتك نبأ التحريف الذي تمّ في حادثة جمع المصحف أيام الخليفة عثمان بن عفان؟ أم التحريف الذي تمّ عندما بدأ التنقيط في القرآن؟!

    أما قولك:
    Quote: يا أخي القرآن الكريم محفوظ وتحدى القرآن الكريم العرب أن تأتي بمثله

    يا عزيزي، تحريف القرآن وحفظه شيء، ومسألة التحدي اللغوي في القرآن شيء آخر. وإن أثبتنا فصاحة القرآن فهذا لا يؤدي بنا للاعتراف بأنه لم يتم تحريفه.

    أما قولك:
    Quote: ومن قال بأن الله قبل أن يحرف كلامه في التوراة والإنجيل والزبور ؟؟؟؟!!! إن هذا شيئاً عجاب !!!!
    فأقول إن ما تقوله الآن لهو العجيب بالفعل. هل تدعي بأن الإنجيل والتوارة ليستا محرفتين؟ ألم يقل القرآن الذي هو كتابك كمسلم (افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) أولم يقل (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) أولم يقل (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسيه يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به)؟ إنّك بادعائك عدم تحريف التوراة والإنجيل تخالف القرآن بصريح العبارة. الإسلام يا عزيزي يتهم أهل الكتاب بأن ما لديهم من الكتب المقدسة بأنهم قد حرّفوا كتبهم، وأنّ ما لديهم الآن هي كتب محرّفة. في حين أننا نجد أنّ القرآن قد حرّف بصريح العبارة بل وإنّ منه لتحريف أوضح وأبين إذ نجد أن هنالك (القراءات) السبع التي يختلف الناس عليها رغم أنّ القرآن نزل بلسان عربي مبين وهو لغة قريش، فمن أين أتت اللغات أو الأحرف الثانية؟

    تحياتي لك ولي عودة
                  

04-27-2008, 09:09 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    أخ هشام

    صباحاتك بيض
    Quote: إذا افترضنا جدلاً أنّ هؤلاء هم فعلاً أنبياء من الله، فإن مسألة المفاضلة مفروضة يا عزيزي، إذ أنّ تميّزهم هذا لم يأتي من اجتهاد من عند أنفسهم، حتى وإن فعلوا ما فعلوا، فما فعلوه فعلوه عن تجهيز إلهي مسبق، وليس لهم في ذلك فضل يذكر. اختيار "الله" لهؤلاء لم يكن له تبرير منطقي إذ أنّ النبي يولد وهو نبي مسبقاً وينال تربية إلهية تهيؤه لحمل الرسالة. ولكن بقية البشر يتفاوتون فيما بينما بما يقدمون من تلقاء أنفسهم من منافع للناس وإنجازات. هنالك المخترعون والعلماء "غير الشرعيون" والأطباء وغيرهم ممن يكون علمه عن اجتهاد شخصي من عند أنفسهم، وليس بتفضيل لا مبرر له من "الله". لم اختار الله "محمد بن عبدالله" ليكون رسولاً أو لم اختار "موسى" ليكون رسولاً؟ أو لم اختار مريم لتنجب عيسى أو لم اختار زكريا ليهبه على الكبر يحيى؟ وإذا حدث ما حدث فهل يكون هذا الحدث الإلهي ملزماً لي أنا كبشر أن أحترم على أساسه شخصاً خرج من بطن أمه ليجد أنّ الله اختاره ليكون نبياً رسولاً !! أم أحترم ذلك الشخص الذي كافح وتعلّم وجاهد وثابر وناضل من أجل أن يخترع آلة يستفيد بها الناس لما تبقى من حياتهم، ودونك المخترعات العظيمة التي لا تحصى: تلفون، تلفزيون، طائرات، مكيفات. حتى أننا لا يمكننا تخيّل حياتنا دون إحدى هذه المخترعات. إنّ موازين أو معايير التفضيل بيننا مقلوبة يا عزيزي، وأنا أحترم هذا الاختلاف دون شك. ولكن لا أرى ضرورة لأن أقول بعد اسم كل نبي عبارة (عليه السلام) فالسلام للجميع وعلى الجميع وليس للأنبياء فقط.


    أخي ... أن تقول نفترض جدلاً أنهم أنبياء دعك من (أنبياء) التي لا تقتنع بها !!! هل يمكن أن تسميهم لي على حسب مفهومك الخاص ؟؟ من عاليه أسألك لماذا اختار الله سيدنا عيسى أو موسى عليهما أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم من دون سائر خلقه ؟؟؟!!! يا أخي إن أن تقول أن اختيار الله غير منطقي ... فالمنطقي إذا يا سيد هشام ؟؟؟!!! أن يولد هو نبي مسبقاً وينال تربية إلهية هي هبة ما بعدها هبة ؟؟؟ وسؤال آخر من أن يأتي البشر باجتهادهم الشخصي ويخترعون ما يخترعون على حسب قولك من أشياء نافعة ؟؟؟ من أين يأتي الاجتهاد البشري الدنيوي ؟؟؟ إذا خصه الله بشراً بنبوة أو برسالة فعلى كل مسلم ومؤمن أن يحترمه لهذه الخصوصية ؟؟؟ طيب يا أخي أنت تبجل وتحترم من اخترع الطائرة والتلفاز والهاتف !!! طيب يا سيد هشام نحن نعيش في الدنيا ونتمتع بهذه المخترعات العظيمة والجليلة ... جميل ، أخي أتؤمن بالموت أم لا ؟؟ فإن كنت تؤمن ؟؟ فأسألك ماذا بعد الموت ؟؟؟ هل نموت وندفن والسلام ؟؟؟ أم توجد حياة أخرى ؟؟ وإنت إجابتك بأنه توجد حياة أخرى ؟؟؟ فأسألك ما هي الحياة وماذا يوجد فيها ؟؟؟ وهل نحن خلقنا لنتمتع باختراعات البشر ونعم الله علينا ونموت وهكذا هي الحياة فقط ؟؟!!!!!!! وأسألك مرة أخرى نحن كمسلمين في الوطن العربي والعالم الإسلامي ودول العالم الثالث أو قل العاشر قوم متخلفون نعيش في العصور الحجرية ولا نواكب وعقولنا مغلقة ولا kنواكب ما وصل إليه العالم الأول من تقدم وحضارة وانفتاح عقلي وذهني والذهاب بعيداً جداً إلى التنقيب والاستكشاف في ما حولنا من أشياء ... ونحن كمسلمين وكبشر عالمثالثيين نغلق عقولنا بالإسلام ومفاهيمه التي تحد من تحرك العقل بحرية ، ولا نقدم ما يفيد للعالم .. أسألك ما هو تفسيرك لإقبال كثير من (العلماء) الأوروبيين والأمريكان ومن العلماء المشهود لهم في عالم الاختراعات العصرية الحديثة على الإسلام وإشهار إسلامهم وتحولهم من كثير من الديانات الأخرى إلى الإسلام ... وآخر إسلام روائي ألماني معروف (لا اذكر اسمه تحديداً) معروف عنه بالعداء للإسلام ؟؟؟
    يا عزيزي الناس عندي سواسية كأسنان المشط كما قال المصطفى عليه السلام ... قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات : 13) ... يا عزيزي هذا هو المعيار الذي اعتبره مقياساً حقيقياً لتفضيل الناس على بعضها .. وأنا عندي لا فرق بين أي بشر وآخر للونه ولا لعلمه ولا قبيلته .. فأرجو أن تكون هذه النقطة اتضحت تماماً
    Quote: يا عزيزي، لا تُحل مثل هذه الأمور بالقسم. واليقين لا بد له من دليل مادي يؤكده. فهل ينتهي نقاشنا لو أقسمت لك أنه لا وجود لله إلا في عقلك وعقل كل المتدينيين؟ أم عندها ستسألني (ما هو دليل على عدم وجود الله؟) أنا الآن أسألك (ما هو دليلك على عدم تحريف القرآن؟). لا تعتقد يا عزيزي أنني أخضع لهذا النقاش معك الآن فقط لأنني أرغب في النقاش، أو لأنني فقط أرغب في أن أكون مخالفاً لكل ما هو معروف ومتعارف عليه، ولكنني قرأت في التاريخ الإسلامي كثيراً وتناولت بالبحث كل الجوانب المتعلقة بالديانات سواء الإسلام أو المسيحية أو حتى اليهودية. بل إنّ لدي اهتمامات بعلوم متعلقة بهذا الشأن بعلم الإناسة "الأنثربيولوجي وعلم اللاهوت، وقرأت كثيراً في هذا المجال. أريد أن أقول، أنّ كل من زعموا بأن هذا القرآن غير محرّف ولم يخضع للتحريف اعتمد على الآية التي تقول (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) وأرادو بالـ"ذكر" القرآن في حين أنّه قد يكون غير ذلك، فالذكر قد يكون أيّ كلام من عند الله ألم تقرأ الآية التي تقول (اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون) وهذا الكلام كان على لسان نوح لقومه، والأخرى التي تقول (اوعجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح) وهذه الآية على لسان هود لقومه ولقد ذكر القرآن الكثير من الآيات المتعلقة بالأنبياء والأقوام السابقين فيها (اذكروا ما فيه) أو (فلما نسوا ما ذكروا به) فالذكر ليس هو القرآن فحسب، بل هو كل كتاب من الله جاء لهداية قوم ولتذكيرهم بشرائع الرسل السابقة أو وصاياه ودون القرآن يمكنك مراجعته، ستجد أنّ كل نبي يقول لقومه هذا الأمر. وحتى إذا كان "الذكر" هو المقصود به القرآن فما هو دليل أنّ هذه الآية لم يتم إضافتها إلى القرآن بهذا الغرض، أي بغرض الدفاع عن شبهة التحريف؟ أتقسم على أنّ القرآن لم يحرّف؟ وربما لم يأتك نبأ تحريف عبد الملك بن مروان للقرآن، أو نبأ تحريف الحجاج للقرآن؟ أو لم يأتك نبأ التحريف الذي تمّ في حادثة جمع المصحف أيام الخليفة عثمان بن عفان؟ أم التحريف الذي تمّ عندما بدأ التنقيط في القرآن؟!


    يا صديقي الفرق واسع وشتان ما بين دليل وجود الله وما بين تحريف القرآن الكريم ... فلكل مقال مقام ... وربطك أن إن قلتي لي إن الله غير موجود وستسألني ما هو الدليل على تحريف القرآن الكريم فهذه جزئيتان لا تقترنان ... ماذا وجدت في كتب التاريخ الإسلامي ؟؟؟ ولم هذه الكتب وما مدى صدقيتها ؟؟ ودعني أسألك ما هي الأسس التي يقوم عليها علم (الإناسة) أو (الأنثربيولوجي وعلم اللاهوت) وما هي المعايير التي تجعل هذه العلوم علوم مرجعية وقاعدة يمكن النقاش ؟؟؟ ومن وضعها ومتى ؟؟ والأسباب التي جعلتها تقتنع بها كل هذا الاقتناع ؟؟ وجعلتها مرجعية أكيدة وغير قابلة وقرآن منزل ؟؟؟ يا سيدي القرآن الكريم الذي نزل من عند الله على عبده ونبيه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم محفوظ وموجود وغير محرف ... وأما ما تتحدث عنه من كتب تسمى (قرآناً) وتقول أنها (قرآن) فإنها مردودة على من وضعها ومن قال إنها (قرآن كريم) وهناك ملايين المسلمين في العالم اليوم يعرفون القرآن الكريم الحقيقي ولا يجادلون ولا يناقشون في مدى تحريف القرآن الكريم والبحث عن الحقيقي من المحرف يا سيدي أرجو أن تكون وضحت هذه النقطة أيضاً .. أنا اتحدث عن (قرآن كريم) منزل من عند الله ... وأنت تتحدث عن كتب وضعت وحرفت وصيغت على نسق القرآن الكريم وزعم واضعوها أن قرآن .....!!!!!
    يا أخي أنا لم أقل أنك ترغب في النقاش لأنك ترغب في النقاش .. إنما هي أشياء اتفقنا عليها من البداية على أن يستمر النقاش هادئاً لكي نصل إلى نتيجة وتظهر الحقيقة ... ولك الشكر على تقبلك الدعوة واستمراريتك في النقاش ..
    Quote:
    يا عزيزي، تحريف القرآن وحفظه شيء، ومسألة التحدي اللغوي في القرآن شيء آخر. وإن أثبتنا فصاحة القرآن فهذا لا يؤدي بنا للاعتراف بأنه لم يتم تحريفه.

    يا أخي إذا أردت أن أضع أي كتاب فلا بد أن اضعه على لغة من يقرآ الكتاب ... ومسألة فصاحة القرآن لم تأتي لتثبت فصاحته من أجل الإثبات اللغوي أو الريادة اللغوية وإنما ما ورد فيه واللغة التي وضع لن يستطيع أحداً أن يأتي بمثلها أبداً (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الإسراء : 88) تمعن في هذه الآية كثيراً وتجدها لم تتحدى تحدياً لغوياً محضاً وإنما أن يأتوا بمثله
    يا عزيزي ... هشام
    Quote: فأقول إن ما تقوله الآن لهو العجيب بالفعل. هل تدعي بأن الإنجيل والتوارة ليستا محرفتين؟ ألم يقل القرآن الذي هو كتابك كمسلم (افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) أولم يقل (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) أولم يقل (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسيه يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به)؟ إنّك بادعائك عدم تحريف التوراة والإنجيل تخالف القرآن بصريح العبارة. الإسلام يا عزيزي يتهم أهل الكتاب بأن ما لديهم من الكتب المقدسة بأنهم قد حرّفوا كتبهم، وأنّ ما لديهم الآن هي كتب محرّفة. في حين أننا نجد أنّ القرآن قد حرّف بصريح العبارة بل وإنّ منه لتحريف أوضح وأبين إذ نجد أن هنالك (القراءات) السبع التي يختلف الناس عليها رغم أنّ القرآن نزل بلسان عربي مبين وهو لغة قريش، فمن أين أتت اللغات أو الأحرف الثانية؟


    أن لم أقل أن الكتب السماوية السابقة للإسلام لم تحرف ... أنا قلت لك هناك تحريف وأن هذا التحريف وواضح وبين لأهل تلك الكتب من ذوي الألباب ... وقلت لك أنه رغم التحريف فإن الكتب السماوية حفظت وحتى الإنجيل هناك إنجيل برنابا الإنجيل الحقيقي كما يقول أهل الاختصاص وكذلك التوراة والزبور ... والدليل تحريف الكتب ما تفضلت بذكره من آيات كريمة تبين تحريف أهل تلك الملل لم أنزل عليهم ... وهذا نص ما رددت عليك به في مداخلتي السابقة :
    ومن قال بأن الله قبل أن يحرف كلامه في التوراة والإنجيل والزبور ؟؟؟؟!!! إن هذا شيئاً عجاب !!!! أثبت لي أن الله قبل أن يحرف كلامه في الكتب السماوية السابقة (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران : 78) ... ومن قال لك أن الله لم يحفظ كتبه السابقة وما الأخبار التي ترد بين الفينة والأخرى عن النسخ الأصلية من التوراة والإنجيل وإنجيل برنابا ما هي إلا دليل على حفظ الله لكل ما نزل منه .
    وفي انتظار عودتك ...

    (عدل بواسطة يوسف الطيب on 04-27-2008, 10:09 AM)

                  

04-27-2008, 09:21 AM

بشير جبريل علي
<aبشير جبريل علي
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    Quote: فإذا شرح (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) تعني أنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ...
    فماذا يعني الشق الأول من الحديث

    Quote: وفيما يتحدث الناس عن خلق الله للإنسان، يتحدث آخرون عن خلق الإنسان لله،



    وهو خلق الله للإنسان فإنها يا أخي واضحة ورغم الالتفاف الظاهر والتمترس خلف جماليات اللغة ولكن بما أن فهم الجزء الأول واضح فإن تفسير الشق يخضع لفهم الجزء الأول من الكلام


    أخي ..يوسف الطيب ..تحياتي وتقديري
    وآسف للتأخير..
    عذراً .. لم أفهم ما هو المطلوب حتى أقوم بالرد عليك ..

    مع خالص ودي وإحترامي

    بشير
                  

04-27-2008, 09:29 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    أخي بشير

    لا عليك للتأخير ومرحباً بك

    Quote: وفيما يتحدث الناس عن خلق الله للإنسان، يتحدث آخرون عن خلق الإنسان لله، حيث أن الإنسان كان وما زال بحاجة ماسة إلى وجود هذا الإله بالشكل والمواصفات التي يتيحها لنا خيالنا.

    ورددت عليه أنا بهذه
    Quote: والله قرأت وسمعت وشاهدت كثير من النقاشات الفكرية حول خلق الله للإنسان ، ولكن صراحة ولا أخفي عليك لم أسمع بخلق الإنسان لله ، فتلك أنا حديث عهد بها

    تفضلت أنت مشكوراً بالتوضيح الآتي :
    Quote: حسب فهمي أن الجملة التي أوردها الأخ:هشام آدم (وآخرون يتحدثون عن خلق الإنسان لله) ..لم يقصد بها أن الإنسان هو الذي خلق الله خلقاً حقيقياً ..إنما يعني إنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ..والذين يقولون ذلك حتماً لا يؤمنون بوجود الله ..
    ولكي يأخذ الجدل والنقاش إتجاهاً محددأ ..لي سؤال ..هل يؤمن الأخ: هشام آدم بوجود الله ..لتحاججه بالقرآن المنزل من عنده تعالي ..


    وأنا أسأل ... إذا كان شرح (خلق الإنسان لله) هو أنهم خلقوه في خيالهم وأساطيرهم ... فما هو تفسير (خلق الله للإنسان) ... ؟؟؟

    ولك شكري
                  

04-28-2008, 08:42 AM

يوسف الطيب

تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة هادئة للنقاش .. إلى الأخ هشام آدم (Re: يوسف الطيب)

    أخي هشام

    سلام الله ورحمته
    وحتى عودتك هذه بعض النقاط التي أريد أن أعقب عليها :

    أولاً : بالنسبة لمسألة وجود الله ... فاقرأ معي ما نطق به الأعرابي البسيط الذي لم يقرأ علم الإناسة والانثربيولوجيا ولا علم اللاهوت ولكن الله فتح بصيرته وتدبر هو في ما خلق الله فقال قولته المشهورة (البعرة تدل على البعير، وآثار السير تدل على المسير.. أرض ذات فجاج، وسماء ذات أبراج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على العليم الخبير؟!!) بالله عليك أنظر لهذه الكلمات البسيطات التي يدللن على رجاحة عقل واتساع ... استدل بما هو حوله وبما بسيط جداً وبكلمات بسيطات نطق هذا الأعرابي ويستطيع الفيلسوف والإنسان البسيط أن يفهم ماذا تعني تلك الكليمات !!!!!

    ثانياً : بالنسبة للقراءات ومن قال إن القراءات هي تحريف !!!! سبحان الله .... بالله أسألك أخرج لي التحريف من هاتين القرائتين (وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (هود : 41) في رواية تقرأ (بسم الله مجراها) وفي رواية أخرى تقرأ (بسم الله مجريها) فأين التحريف يا أخي ... فهل تحويل الألف إلى ياء ... وهذه قراءات بشرية على حسب نطق القارئ ولا أرى فيها أي تحريف ولا حتى غضاضة مع الاحتفاظ بأصل الكلمة.

    ثالثاً : بالنسبة لما تقول من أن القرآن قد حرف وبعض الآيات وضعت ... فسؤالي قلت من أين تضمن أن آية (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ... أنت تشكك في هذه الآية وأنها وضعت ... فبالله إذا افترضنا جدلاً أنها وضعت فبالله عليك اطلعنا على هذا (الواضع) العبقري الذكي الذي استطاع أن يرقى إلى هذا المستوى من العبقرية والذكاء ليضع مثل هذا الكلام الجميل !!!!! وكيف استطاع أن يضع مثل هذه الكلمات الطيبة الجميلة وأن تتسق مع القرآن الكريم غير المحرف ... من دون أن ينتبه أي عالم أو مسلم عادي !!!!!!!! إن هذا لشيء عجاب !!!! وأراك استدللت ببعض الآيات الكريمة في سياق ردك لم تصورت أنني أقول أن الإنجيل والتوراة غير محرفتين ... واستدللت بهذه الآيات (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة : 75) والآية (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : 46) ثم (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة : 13) فأنت شككت في الآية الأولى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9) وقلت ما المانع أن تكون وضعت لإضفاء صيغة ربانية على القرآن الكريم ... (ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة : 85) .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ

    رابعاً : فإذا أنت بمفهومك الخاص تقول أن القرآن الكريم ووضعت فيه بعض الآيات لأشياء في نفوس واضعوها ... فلم يكن علم الانثروبيولوجيا وعلم اللاهوت خالياً من هذه الأغراض والأشياء التي في نفوس واضعوها لكي يحققوا أهدافاً معينة ويرسموا في مخيلة من يقرأها ؟؟؟؟!!!! وهل هذا العلم مستوثق منه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟؟؟؟؟!!!!

    ولك الود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de