هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 11:16 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك

    هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟
    الادعاء والحقيقة

    د. أحمد إبراهيم أبوشوك


    نشرت بعض الصُحُف العربية والصحافة الإلكترونية ومن بينها سودانيزأونلاين مقتطفات من يوميات موشيه شاريت (ت. 1965م)، وتحديداً وقائع زيارة موفود حزب الأمة السوداني إلى إسرائيل عام 1956م، زاعمةً بأن الزيارة كان هدفها الأساس البحث عن تمويل لمشروعات حزب الأمة وإبعاد السودان عن دائرة المحور المصري. ولا جدال أن هذا الادعاء قد روِّجت له الصحافة العربية والإسرائيلية، وحاولت أن تجعل منه محور اتهام للتشكيك في مواقف بعض قيادات حزب الأمة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، أو أن توظفه كنقطة انطلاق للتطبيع الناعم مع إسرائيل. وللوقوف على حقيقة هذا الادعاء ينبغي أن نضعه في إطاره التاريخي، ونحلل مفرداته في ضوء الأسئلة المحورية التالية: مَنْ هو موشيه شاريت؟ وما الهدف وراء إعادة نشر يومياته في هذه المرحلة التاريخية بالذات؟ وهل الذين افترضوا جدلاً أن السيِّد عبد الرحمن المهدي (ت. 1959م) قد زار إسرائيل عام 1956م بصفته زعيماً لحزب الأمة كانوا على حق أم على باطل؟ وما الذي دفعهم إلى هذا الافتراض أن لم يكونوا على حق؟ هل هناك شبهة أية علاقة بين حزب الأمة وإسرائيل قادتهم إلى هذا الادعاء؟

    موشيه شاريت (1894-1965م)
    ولد موشيه شاريت في خيرسون (أوكرانيا) عام 1894م، وهاجرت أسرته إلى فلسطين عام 1906م، حيث أسهمت في تأسيس مدينة تل أبيب. وبعد أن أكمل شاريت تعليمه الثانوي بفلسطين درس الحقوق في استانبول والاقتصاد في لندن. وفي عهد الانتداب البريطاني على فلسطين عمل نائباً لرئيس تحرير صحيفة دافار الناطقة باسم الاتحاد العام للعمال اليهود، ثم شغل منصب رئيس القسم السياسي للوكالة اليهودية التي كان يرأسها ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل. ويُعدُّ شاريت من أبرز عَرَّابي السياسة الصهيونية، وكبير المفاوضين اليهود مع سلطات الانتداب البريطاني. وبعد تأسيس دولة إسرائيل عام 1948م شغل شاريت منصب وزير خارجيتها الأول (1948-1956م)، وثاني رئيس وزرائها (1954-1955م) بعد فترة ديفيد بن غوريون الأولى. وبعد اعتزاله الحياة السياسية انتخبه الكونغرس اليهودي العالمي رئيساً للمنظمة الصهيونية الدولية والوكالة اليهودية. توفي عام 1965م بعد عمر ناهز الواحد وسبعين عاماً، قضاها في خدمة المشروع الصهيوني، والمغامرات السياسية، والتآمر ضد القادة العرب والفلسطينيين.

    وخلال تلك الفترة العامرة بالمتناقضات السياسية كان شاريت حريصاً على تدوين يومياته ومسارات حياته العامة والخاصة، وبذلك خلَّف تركة وثائقية مهمة عن تاريخ الوجود الصهيوني في فلسطين وأنشطته العدوانية. ووجدت تلك اليوميات طريقها إلى النور عام 1978م، عندما نشرها ابنه يعقوب في ثمانية مجلدات، تتألف 2400 صفحة، وتحمل بين ثناياها أحداثاً شخصيةً، وعائليةً، وسياسيةً، وعسكريةً، لذا فإن محررها (يعقوب شاريت) تعرض إلى ضغوط هائلة لمنعه من نشرها كما هي، دون تنقيحها هنا وهناك. أما من حيث المحتوي فيصنفها المؤرخ الإسرائيلي توم سيجف في قائمة أهم مصادر تاريخ الدولة العبرية، وأنها تحظى بصدقية كبيرة لدي الباحثين الإسرائيليين، ولاسيما مَنْ يُسمون بـ "المؤرخين الجدد". وبعد مضي ثلاثة عقود على نشر هذه اليوميات وجدت رابطة تركة موشيه شاريت إضبارة فيها مئات المقطوعات التي حُذفت قبل النشر، والتي تحكي عن تاريخ دولة إسرائيل الإرهابي في المنطقة، وبعض القضايا الثانوية المرتبطة بأسره شاريت. وقد نشر المؤرخ سيجف تقريراً موسعاً عن الأجزاء المحذوفة في صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة في 23 أغسطس 2007م. ومن ضمن القضايا التي تطرَّق إليها علاقة حزب الأمة بدولة إسرائيل، حيث نقل سيجف عن شاريت قوله: إن زعيم حزب الأمة السوداني قد زار إسرائيل عام 1956م، والتقى بديفيد بن غوريون وغولدا مائير، وتحمس الاثنان له "تحمس هُواة". ووصف شاريت الزائر في يومياته بوصف يشبه وصف الرحّالة الغربيين لزعماء القبائل الإفريقية، بأنه "أسمر اللون لا أسوده، وفي نحو الأربعين من عمره، وحضاري في سلوكه، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وصحة في مضمونها، إن لم تكن فصيحة في غايتها." ويمضي ويقول: أن الزائر السوداني أوضح لهم أن رئيس مصر جمال عبد الناصر هو العدو المشترك بين الطرفين. ويؤكد شاريت أيضاً بأنهم وعدُّوه "بمبلغ من المال لشراء ماكينة طباعة، وإرسال شخص لفحص إمكانية افتتاح مصرف في الخرطوم". كان يفترض أن يكون المصرف المقترح متصلاً بمصرف إسرائيلي في أوروبا. وفي ذات اليوميات يبدي شاريت نوعاً من الأسف على الصفقة التي أبرموها مع ممثل حزب الأمة، بقوله: "أخشى من أن نكون قد تورطنا، لأننا بدأنا مع محدثنا من حزب الأمة بأمور بسيطة، ووصلنا إلى صفقات كبيرة الآن، يتطلب تنفيذها اعتماداً مالياً كبيراً لزراعة قطن المهدي، مقروناً بضمانات حكومة إسرائيل للخسائر، ولكن سيفضي رفضنا لهذه الصفقة إلى خيبة أمل." وواضح من النص الإنجليزي المترجم أن المذكرات لم تشر من قريب ولا بعيد إلى السيِّد عبد الرحمن المهدي، بخلاف أنها ذكرت اسم المهدي مقروناً مع تمويل القطن، ولم تشر أيضاً إلى رئيس حزب الأمة، بل اكتفى سيجف بقوله "ممثل أو زعيم حزب الأمة". ويبدو أن الصحافي نظير مجلي قد اجتهد في تفسير النص وتأويل محتواه، عندما زعم أن الزائر هو رئيس حزب الأمة السيِّد عبد الرحمن المهدي، دون إدراك بأن السيِّد عبد الرحمن المهدي لم يكن رئيساً لحزب الأمة في يوم من الأيام، بل كان راعيه، وإن رئاسة حزب الأمة في ذلك الوقت كانت موكولة إلى ابنه السيِّد الصديق المهدي. إذاً اجتهاد مجلي خلق نوعاً من التشويش الصحفي الذي دفع بعض الصحافيين العرب، ومنهم مراسل الشرق الأوسط إسماعيل آدم، إلى ترويج ذات الخطأ دون الوقوف على النص الأصل لليوميات أو التقرير الذي نشره سيجف في صحيفة هارتس الإسرائيلية. لذا فإن ابنة السيد عبد الرحمن، السيدة إنعام، عندما سُئلت عن صحة زيارة والدها إلى إسرائيل، كذبت صحة الرواية، وطعنت في صدقية يوميات شاريت. إذاً السؤال الذي يطرح نفسه: مَنْ الذي زار إسرائيل من حزب الأمة؟ وما مسوغات تلك الزيارة السرية؟


    مُسوِغات الزيارة والزائر
    يبدو أن مُسوغات الزيارة قد أُسست على أدبيات تواصل سابق بين ممثلين من حزب الأمة وإسرائيل، وذلك حسب ما جاء في الوثيقة البريطانية السرية رقم 10332/2/954، الصادرة عن مكتب المفوض التجاري للمملكة المتحدة بالخرطوم، والمؤرخة في 6 أغسطس 1954م. وتكشف تلك الوثيقة عن لقاءات تمت في السفارة الإسرائيلية بلندن بين قطبين من حزب الأمة السوداني، وهما: السيد محمد أحمد عمر والسيد الصديق المهدي والسكرتير الأول للسفارة الإسرائيلية بلندن مردخاي جازيت. وكانت أجندتها تدور حول تمويل حزب الأمة لمواجهة التدخل المصري في السودان، وفتح قنوات تجارية مع السودان، لكسر الطوق العربي المفروض حول "دولة العدو الصهيوني". وفي واقع ذلك الظرف التاريخي يبدو أن التدخل المصري في شؤون السودان قد خلق نوعاً في الاستياء في أوساط قيادات حزب الأمة، بدليل أن السيد عبد الله خليل ذهب إلى القول بأنهم سيتعاونون مع "الشيطان" لتحجيم النفوذ المصري في السودان (نقلاً عن الوثائق البريطانية عن السودان)، وأن محمد أحمد عمر في حواره مع السيد موريس ممثل الخارجية البريطانية أبدى نوعاً من عدم الاهتمام بالدعاية المصرية ضد اتصالات حزب الأمة بإسرائيل، وحجته في ذلك أن "الدول العربية لم تظهر أي تعاطف يُذكر مع تطلعات ومطامح حركة الاستقلال السودانية. كما أن الإسرائيليين قد يستطيعون مساعدتهم بالدعاية لهم في أمريكا".
    ويقول السيِّد و. موريس معلقًا على هذا التواصل: "اخبرني السيد الصديق في الخامس من يوليو [1954م] أن أعضاء من السفارة الإسرائيلية قد جاءوا إليه ومعه محمد احمد عمر مرتين في [فندق] سافوي [بلندن]، و قال بأن "الأمة" مقتنع الآن بأن سوداناً مستقلاً يجب أن يكون له علاقات وطيدة مع بريطانيا، و لهذا فأنهم لا يريدون أن يفعلوا أي شيء خلف ظهورنا، و لهذا السبب، طلب مني أن اخبر المستر سلوين لويد عن هذه الاتصالات، و قال بأن الإسرائيليين كانوا مهتمين جداً بـ"التعاون". وفي الاجتماع الثاني، قالوا بأن حكومتهم قد وافقت على الفكرة، وأتفق على أنه إذا ما كانت ستجري مباحثات أخرى لاحقة، فإن أحدهما سيأتي من الخرطوم إلى باريس. وانطباعي هو أن السيد الصديق متخوف جداً من الفكرة، حيث قال "إنه لا يتوقع إتمام أي شيء مما سبق ذكره إلا إذا أصبحت الأمور ميؤوساً منها في السودان". وواضح من هذه الوثيقة أن رئيس حزب الأمة كان حذراً من الدخول في علاقات مع إسرائيل، وذلك بخلاف موقف زميله محمد أحمد عمر، الذي كان متحمساً لتلك اللقاءات، مما يثير نوعاً من الشك بأنه كان مخترقاً عن طريق جهاز الموساد الإسرائيلي.
    وبعد لقاءات لندن يشير كتاب الحروب السرية للاستخبارات الإسرائيلية إلى محادثات سرية أخرى جرت في إستانبول في سبتمبر 1955م بين جوش بالمون (مستشار الشؤون العربية في مجلس الوزراء الإسرائيلي) وبعض قادة حزب الأمة الذين لم يفصح الكتاب عن أسمائهم، وفي تلك المحادثات عرض ممثلو حزب الأمة رغبتهم في تطوير علاقتهم مع الغرب، وذلك انطلاقاً من موقفهم المعارض للنفوذ المصري في السودان. ويقول مؤلفا الحروب السرية، أيان بلاك و بني موريس، إن بالمون قد استطاع أن يدعوا أحد قادة حزب الأمة واسمه عمر لمقابلة بن غوريون في آب/أغسطس 1956م. (الحروب السرية، ص 163).
    وتتطابق هذه الحيثيات مع يوميات شاريت التي تروى طرفاً من محادثات استانبول، وتوضح أن ممثل حزب الأمة في تلك المحادثات كان محمد أحمد عمر الذي حاز على أعجاب ديفيد هوروتس، مدير بنك إسرائيل المركزي، الذي كان يحضر آنذاك مؤتمراً دولياً نظمه البنك الدولي في استانبول. ويوثق شاريت أيضاً للقاء الذي تم بينه وبين محمد أحمد عمر وجوش بالمون وزلمان في فندق دان بتل أبيب، ومن واقع ذلك اللقاء يصف شاريت محمد أحمد عمر بأنه: "أسمر اللون لا أسوده، وفي نحو الأربعين من عمره، وحضاري في سلوكه، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وصحة في مضمونها، إن لم تكن فصيحة في غايتها."

    الادعاء والحقيقة
    إذاً السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي قاد الصحافة العربية إلى إحداث هذا اللبس، والزج باسم السيِّد عبد الرحمن المهدي في المحادثات التي جرت بين محمد أحمد عمر وأطراف الحكومة الإسرائيلية؟ يبدو أن اللبس سببه التقرير الذي نشره المؤرخ الإسرائيلي توم سيجف عن المحذوف في يوميات شاريت، وفي ذلك التقرير تصرف في النص الأصل، وذكر أن زعيم حزب الأمة قد زار إسرائيل في أغسطس 1956م، إلا أن النص الذي أورده مترجم مذكرات شاريت إلى اللغة الإنجليزية في الرسالة التي بعثها إلى الأستاذ عادل عبد العاطي يشير صراحة إلى أن الشخص الذي زار إسرائيل وأجرى محادثات مع ممثلين من الحكومة الإسرائيلية بشأن تمويل مشروعات حزب الأمة هو محمد أحمد عمر، دون أدني إشارة إلى السيِّد عبد الرحمن المهدي أو رئيس حزب الأمة آنذاك السيِّد الصديق المهدي. ويقودنا دحض الادعاء الذي أثارته الصحافة العربية إلى طرح سؤال آخر: من هو محمد أحمد عمر؟
    ولد محمد أحمد عمر عام 1916م بأمدرمان، وتخرج محاسباً من كلية غردون التذكارية، واشتغل موظفاً في حكومة السودان، وكان يكتب في مجلة الفجر، وفي الحرب العالمية الثانية عمل مع قوات الحلفاء المحاربة لعامين في الحبشة وإرتريا. بدأ حياته السياسية عضواً في حزب الأحرار ذي الميول الاتحادية، ثم انضم إلى حزب الأمة، وعُين مساعداً لرئيس تحرير جريدة الأمة عند صدورها عام 1944م، "ثم ما لبث أن قلب رئيس تحرير جريدة الأمة، الأستاذ يوسف التني، صاحبه القديم، وصاحب قصيدة عواطف، وحل محله." (يحيي عبد القادر، شخصيات من السودان، ص 150). وبعد رئاسة تحرير الأمة انتقل إلى رئاسة تحرير صحيفة النيل، ومنها سكرتيراً اجتماعياً بدائرة المهدي، ثم بعد ذلك أسس وكالة أنباء السودان، وأصبح محرراً في السودان هرلد الإنجليزية التي كان يصدرها كونتو ميخالوس. وبعد توقف الجريدة عن الصدور أسس محمد أحمد عمر حزب السودان عام 1952م، وكان الحزب يدعو إلى الدومينيوم مع بريطانيا. ويعلق يحيي عبد القادر على ذلك الحزب بقوله: "ويبدو أن الحظ لا يريد أن يفارق محمداً، فهذا الحزب الذي لم يزد عدد أعضائه على أصابع اليد الواحدة طارت به الأنباء العالمية كل مطار، وكتبت عنه الصحف، وتحدث عنه الناس ... وأصبح يذكر ضمن الأحزاب الكبيرة الضخمة التي يؤيدها الآلاف." (يحيي عبد القادر، ص 151). وبعد فشل تجربة حزب السودان انضم محمد أحمد عمر إلى الاستقلاليين، وكان يمثل "همزة الوصل بين حزب الأمة والمخابرات البريطانية، ولعب دوراً مميزاً في كواليس السياسة كأمين للعلاقة الخارجية بحزب الأمة لسنوات عدة." (الدكتور صلاح البندر في حواره مع الصحافية سلمى التيجاني: صحيفة الرأي العام، 3 فبراير 2007م).
    وفي خاتمة هذا المقال يمكننا القول بأن محمد أحمد عمر كان صاحب ذكاء متقد، وطموح جامح، ومزاج سياسي قلق دفعه للتنقل بين الأحزاب السياسية ورئاسات الصحف السيارة في الخرطوم، ويبدو أن هذا الواقع أهَّله ليكون حلقة وصل بين جهاز الموساد الإسرائيلي وحزب الأمة، فالموساد كان يسعى لخلق علاقات تجارية رسمية مع السودان، تمكنه من كسر حاجز العزلة والمقاطعة الذي أقره الاجتماع الثاني عشر لمجلس الجامعة العربية عام 1950م وفرضه على دولة "العدو الصهيوني"، وحزب الأمة كان يبحث عن تمويل يؤهَّله لمواجهة التدخل المصري في السودان والتحدي السياسي الذي فرضه فوز الحزب الوطني الاتحادي في انتخابات عام 1953م. إذاً فالمصلحة السياسية المتبادلة بين الطرفين حتمت وجود مثل هذا التواصل النظري بين دولة إسرائيل وحزب الأمة، وتجلَّت خواتيم هذا التواصل في الاجتماع الذي عقده السيِّد عبد الله خليل، رئيس وزراء السودان آنذاك، مع السيِّدة غوالد مائير، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، في أغسطس 1957م، بفندق بلازا أثني في باريس (نقلاً عن: الدكتور صلاح البندر)، إلا أن توصيات ذلك الاجتماع واللقاءات السابقة له لم ثمر وتنفذ على صعيد الواقع، وأضحت أثراً بعد عين في جدول اهتمامات حزب الأمة اللاحقة.
                  

04-18-2008, 11:42 PM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    يتبع
                  

04-19-2008, 08:32 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)

    أول مرة أشوف لي مقال ينشر على الانترنت اليوم؛
    بينما تروج صحيفة لنشره على صفحاتها غداً !!
                  

04-19-2008, 08:37 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Hussein Mallasi)

    (*)
                  

04-19-2008, 08:36 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Ahmed Abushouk)
                  

04-23-2008, 05:59 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل زار السيِّد عبد الرحمن المهدي إسرائيل؟ الادعاء والحقيقة: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: Abdel Aati)

    Quote: الادعاء والحقيقة
    إذاً السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي قاد الصحافة العربية إلى إحداث هذا اللبس، والزج باسم السيِّد عبد الرحمن المهدي في المحادثات التي جرت بين محمد أحمد عمر وأطراف الحكومة الإسرائيلية؟ يبدو أن اللبس سببه التقرير الذي نشره المؤرخ الإسرائيلي توم سيجف عن المحذوف في يوميات شاريت، وفي ذلك التقرير تصرف في النص الأصل، وذكر أن زعيم حزب الأمة قد زار إسرائيل في أغسطس 1956م، إلا أن النص الذي أورده مترجم مذكرات شاريت إلى اللغة الإنجليزية في الرسالة التي بعثها إلى الأستاذ عادل عبد العاطي يشير صراحة إلى أن الشخص الذي زار إسرائيل وأجرى محادثات مع ممثلين من الحكومة الإسرائيلية بشأن تمويل مشروعات حزب الأمة هو محمد أحمد عمر، دون أدني إشارة إلى السيِّد عبد الرحمن المهدي أو رئيس حزب الأمة آنذاك السيِّد الصديق المهدي. ويقودنا دحض الادعاء الذي أثارته الصحافة العربية إلى طرح سؤال آخر: من هو محمد أحمد عمر؟



    الأخ عادل عبد العاطي، لقد أشرت إلى جهدك في هذا الشأن في الفقرة.
    لموضوع بحثك القادم عليك بمراجعة هذا المقال

    Gabriel R. Warburg, "The Sudan and Israel: An Episode in Bilateral", Middle Eastern Studies, vol. 28/2, April 1992, pp. 385-396
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de