15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2008, 01:47 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي.

    الاخ الـحبيـب الحـبوب،
    الصــديـق الـصــدوق،

    كـمـال الـجـزولـي.

    بـلامـجـامـلات،
    وبـلا كـلام مـنمـق يقال فـي كل مناسـبة بروتيـنية مـملة،
    وايـضـآ بـلاهـدايا، وزهـور،

    _____________::::::::::::::::::::::::::::::::::::::_______________


    نبذة تعريفية عن كمال الجزولى.
    -----------------------------------
    الاسم بالكامل: كمال الدين عوض الجزولى

    إسم الشهرة: كمال الجزولى

    مكان وتاريخ الميلاد: أمدرمان فى 15/4/1947م

    الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لولد وبنت.

    الدراسة: خريج كلية القانون الدولى والعلاقات الدولية بجامعة كييف بالاتحاد السوفيتى سابقاً (1973م).

    المؤهل الأكاديمى: ماجستير القوانين بالتخصص فى القانون الدولىودبلوم الترجمة فى اللغة الروسية.

    اللغات: العربية ـ الانجليزية ـ الروسية

    المهنة: محامى وشاعر وكاتب وصحفى.

    الاصدارات:
    ---------------

    (1) القصيدة الجبليَّة" ـ مجموعة شعريَّة صادرة عن (إتحاد الكتاب العرب) ـ دمشق 1974م.
    (2) عزيفُ الريح خلف بوَّابةٍ صَدِئَة" ـ مجموعة شعريَّة صادرة عن (دار الأشقاء) ـ الخرطوم 2001م.
    (3) الشيوعيون السودانيون والديموقراطية" ـ دراسة صادرة عن (دار عزة) ـ الخرطوم 2003م.
    (4) عشرات المقالات والبحوث والدراسات والأوراق العلمية المنشورة ، كما وتحت الطبع ، فى العديد من الصحف والمجلات والدوريات المتخصصة داخل وخارج السودان.
    (5) كاتب مشارك فى عدد من الصحف السودانية والعربية.
    (6) تمت ترجمة بعض إنتاجه إلى اللغات الانجليزية والروسية والأكرانية.

    النشاط العام:
    -----------------------

    (1) عضو بالحزب الشيوعى السودانى.

    (2) الأمين العام المنتخب لاتحاد الكتاب السودانيين
    المحلول.

    (3) عضو إتحاد المحامين السودانيين ـ عضو إتحاد المحامين العرب ـ عضو مؤسس فى (المنظمة السودانية لحقوق الانسان)

    ـ عضو (الحركة من أجل حرية الضمير فى السودان) ـ عضو مجلس الأمناء والمكتب التنفيذى لمنظمة (الراصد الاجتماعى السودانى)ـ عضو مجلس الأمناء والمكتب التنفيذى (للمنظمة السودانية للعون القانونى) ـ عضو (الجمعية السودانية لحماية البيئة) ـ عضو (منبر السودان أولاً) السياسى، وعضو (ندوة إشراقة) الفكرية والأدبية بأمدرمان.

    (4) عضو فخرى بمركز لندن لمنظمة (القلم العالمية) للدفاع عن حقوق الكتاب المضطهدين ، وحائز على جائزتها الدورية لمنطقة شرق أفريقيا عام 1993م.
    (5) مشارك فى العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل داخل وخارج السودان.
    ------------------------------------------------------

    [email protected] : البريد الالكتروني - كمال الجزولي



    المشاركات - 122 - الموضوع - عرض من - 1 - الى - 20
    تصاعدي تنازلي حسب المحاور حسب التسلسل الابجدي حسب التاريخ عرض

    المحاور تاريخ النشر العدد الموضوع Nr

    الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية 2008 / 1 / 17 2163 القَدَّال: كَثُرَتْ تَوَاريخُ المَرَاثِي! 1
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2008 / 1 / 3 2149 وَدَاعاً .. يَا حَبيبْ! إِرُونْ جَنَّقْ تِيرْ فِيَّام 2
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 12 / 27 2142 كُنْ قَبيحَاً! 3
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 12 / 9 2124 جَثَامِينٌ فِي حَشَايَا الأَسِرَّة! 4
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 11 / 25 2110 قُبَيْلَ حَظْرِ التَّجْوَالْ! 5
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 11 / 15 2100 قَانُونٌ .. دَاخلَ خَطِّ الأَنَابيبْ! 6
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 11 / 10 2095 أَلاعِيبٌ صَغِيرَةْ! 7
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 10 / 13 2067 النَيِّئَةُ .. لِلنَارْ! 8
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 10 / 5 2059 أوريجينال! 9
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 9 / 16 2040 يَا لَلرَّوْعَةِ .. أَيُّ نَاسٍ أَنْتُمْ؟! 10
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 9 / 9 2033 وَمَا أَدْرَاكَ مَا .. حَدَبَايْ! 11
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 8 / 23 2016 كَابُوسُ أَبيلْ! 12
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 8 / 10 2003 غابْ نَجْمَ النَّطِحْ! 13
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 7 / 31 1993 بُحَيْرَةُ مَنْ؟! 14
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 7 / 19 1981 دِيْكَانِ عَلَى .. خَرَاب! 15
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 7 / 14 1976 صُدَاعٌ نِصْفِي! 16
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 6 / 21 1953 كَجْبَارْ: إِرْكُونِي جَنَّةْ لِنَا! - سيناريو وثائقي إلى روح حسين شريف 17
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 6 / 1 1933 عَوْدَةُ الجِّدَّةِ وَرْدَةْ! 18
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 5 / 16 1917 الحُرُّ مُمْتَحَنٌ!(صَفْحَةٌ مِن مَخْطُوطَةِ ما بَعْدَ السِّتِّينِ للسِّيرَةِ الذَّاتيَّة) 19
    اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان 2007 / 5 / 11 1912 طَاقِيَّتي .. التشَاديَّةْ؟! 20
    --------------------------------------------------------------

    الـمصـدر: http://www.ahewar.org/m.asp?i=319


    كمال الجزولي: جائزة الأمير كلاوس دعم لمواقف الكتاب السودانيين.
    تقرير ميشيل هوبينك

    25-09-2007

    ترجمة عبير صراص:
    _______________

    "الافتقار لاحترام التنوع العرقي و الثقافي هو السبب الرئيسي للحرب في السودان" هذا ما يعتقده كمال الجزولي الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين الكتاب السودانيين الذي فاز الأسبوع الماضي بإحدى الجوائز السنوية التي يمنحها صدوق الأمير كلاوس الهولندي.

    لم يحالف الحظ السودان، ففي الخمسة والعشرين عاما الماضين اشتعلت نيران الحرب الأهلية في الجنوب. لم تتعامل الحكومة الإسلامية العسكرية بأي نوع من التسامح أو الليونة مع الأصوات المعارضة ناهيك عن احترام حقوق الإنسان في البلاد. ولكن الحكومة تبنت موقفا أكثر اعتدلا في الآونة الأخيرة وتمكنت من توقيع اتفاق سلام مع قادة الجنوب. ولكن قبل أن يجف حبر اتفاق السلام، اندلع صراع آخر في إقليم دارفور شرق السودان.
    منح صندوق الأمير كلاوس أحدى جوائزه السنوية للمؤسسة السودانية التي حملت مشعل الحرية والديمقراطية وثابرت على حملة مشتعلا حتى في الأوقات العصيبة. هذه المؤسسة هي اتحاد الكتاب السودانيين. تأسس الاتحاد في العام 1985 في وقت كانت البلاد تتمتع فيه بحقبة قصيرة من الديمقراطية. يرى الكثير من السودانيين في الاتحاد رمزا للقيم العلمانية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان التي كانت تتمتع بتمثيل أقوى في الماضي. أختار صندوق الأمير كلاوس هذا الاتحاد لأنه "أحد منابر الحوار الفكري القليلة في السودان التي تركز في نشاطاتها على هوية السودان المتعدد الثقافات والأعراق وتشدد على حق جميع المواطنين التعبير عن ثقافاتهم واعتقاداتهم". يعتقد كمال الجزولي، سكرتير الاتحاد، أن الجائزة تعتبر تشجيعا جيدا لمساعي الاتحاد.

    كمال الجزولي:

    - ما هو الدور الذي يلعبه الاتحاد في السودان حاليا؟
    يعتبر الاتحاد منبرا لجميع الكتاب السودانيين الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية واحترام التنوع الثقافي في السودان. يركز الاتحاد على حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة وجميع الحريات الأخرى المتعلقة بالنشاطات الفكرية.
    - كيف تواجه الحكومة أنشطتكم وجهودكم؟
    النظام الحاكم بطبيعته معارض للديمقراطية والحرية والتعددية في السودان. يؤمن النظام بتعريب السودان وأسلمته. ولا تعتقد الحكومة أن للغات والثقافات الأخرى حقوقا في السودان. تنعكس هذه المواقف والقوانين والسياسات التي تمارسها الحكومة ما يقارب العقدين، وهي السبب في كل المشاكل التي نواجهها الآن.
    هنالك مؤشرات ايجابية في السنوات الماضية. تمكننا من التوصل لاتفاق سلام مع الجنوب، وهنالك دستور مؤقت. ولكن التيار الإسلامي لا زال قويا في الحكومة ويعرقل التغيرات الديمقراطية والتي هي عنصر أساسي لتحقيق السلام الدائم في السودان.
    - ما هي الصعوبات التي واجهها الاتحاد في السنوات العصيبة تحت النظام الإسلامي؟
    عندما حدث الانقلاب في العام 1989، كانت أول الأوامر من الحكومة أن نحل الإتحاد. كنت في ذلك الوقت السكرتير العام للاتحاد وتم اعتقالي وسجني لمدة سنتين. و?لقي القبض على عدد من الأعضاء الآخرين وتعرضوا للمضايقة والتعذيب. مما اضطرهم للفرار من البلاد.
    كان نظاما ديكتاتوريا همجيا، لم تكن هنالك أي حقوق أو حريات. منحت الحكومة حق التعبير لصوت واحد وهو صوت الإسلاميين. وتم حظر جميع الأصوات والنشاطات الفكرية المخالفة للنظام. لم يكن بوسعنا أن نقوم بأي شيء سوى البقاء على قيد الحياة. كان النجاة والتمسك بقيمنا وأهدافنا إنجازا كبيرا في ذاته.
    ربما كان إنجازنا الأكثر أهمية أننا لم نستسلم لإغراء الانضمام إلى صفوف الحكومة. قامت الحكومة بتأسيس اتحاد الادباء الخاص بها في أواخر التسعينات عندما غيرت مسارها نحو الاعتدال. وحاولت الحكومة أن تقنعنا بأن ننضم لاتحاد الكتاب التي أنشأته. ولكننا كنا نعي أن انضمامنا لاتحادهم يعني أن نتعاون معهم لتدمير اتحادنا وإنجازاته العديدة، مما يشكل صفعة للمواطنين الذين اعتبروا الاتحاد رمزا المعارضة الديمقراطية للنظام الحاكم.
    - ما هو رد فعل أعضاء الاتحاد عندما تلقى الاتحاد جائزة صندوق الأمير كلاوس؟
    تزامن الإعلان عن الجائزة مع الاجتماع السنوي العام للاتحاد والذي ينتخب فيه هيئة رئاسة الاتحاد. يقدر أعضاء الاتحاد الجائزة بفخر واعتزاز. ويعطينا جميعا الشعور بأن جهودنا في السنوات الماضية لم تذهب هدرا

    مفردات البحث: اتحاد الكتاب السودانيين، جائزة الأمير كلاوس.
    حقوق الطبع اذاعة هولندا العالمية 2008 Discl
    ----------------------------------------------------------------------------------


    الشاعر كمال الجزولى الأمين العام لاتحاد كتاب السودان:

    السلطة السودانية تسعي لتدجين المثقفين.
    -------------------------------------------
    الـمـصـدر: جـريدة ( الأهـالـي ) الـمصـرية.
    يصدرها حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى

    العدد 1320 - 28 مارس 2007

    حوار: عيد عبدالحليم

    الشاعر السوداني كمال الجزولي صوت شعري متميز بالإضافة إلي كونه أميناً عاماً لاتحاد الكتاب السودانيين، صدرت له عدة أعمال شعرية منها القصيدة الجبلية 1993 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، وعزيف الريح خلف بوابة صدئة عن دار الأشقاء بالخرطوم، كما صدرت له عدة دراسات منها الآخر.. دراسات في التنوع الثقافي في السودان عن دار مدارك بالقاهرة، والحقيقة في دارفور والنزاع بين حكومة السودان والمحكمة الجنائية الدولية عن مركز القاهرة لحقوق الإنسان. التقت الأهالي وكان لها معه هذا الحوار:
    - في البداية سألته عن رؤيته للشعر، وارتباط هذه الرؤية بالواقع؟
    -- فأجاب: يمثل الشعر بالنسبة لي ما يمثله بالنسبة للحركة الفكرية في السودان لقد كان الشعر منذ بداية حقبته المعاصرة في عشرينيات القرن الماضي هو صورة الفكر الأساسية، وبالتالي تحمل عبء استنهاض الروح القومية وكل ما تبع ذلك من مهام تتعلق بالنضال من أجل الاستقلال السياسي للسودان وفي قلب ذلك قضية الحريات والحقوق ولعلك تعلم من تجربة الشعراء السودانيين الذين رفعوا لواء الحداثة بيد وقضية التحرر الوطني بيد أخري في خمسينيات القرن الماضي يمثلون في الحقيقة صورة الفكر السوداني التي سادت آنذاك. ولذلك فقد كان طبيعيا أن يستمر الدفع لهذا الاتجاه في الحركة الشعرية وطبيعي أيضا أن أكون أنا وغيري من أبناء جيلي علي هذا الطريق أيضا.
    - إذن كان الشعر في البداية لحظة من لحظات التأمل للمشروع القومي العربي.. ولكن كيف تري هذا المشروع بعد تلك العقود الطويلة؟
    -- لم يكن لحظة تأمل فحسب ولكن كان أداة تحريض أيضا باتجاه هذا المشروع وبقدر ما كان جماله مستندا إلي جهود شعراء الجماعة المستعربة المسلمة في بلادنا بقدر ما درج هذا الجمال في مدارج البحث عن هوية خاصة للشعر السوداني بصرف النظر عن هوية المستعربين المسلمين من حيث الانتماء للثقافة العربية الإسلامية في المنطقة. أعني أن قضية الشعر في بلادنا انتقلت تحت ضغط الواقع الاجتماعي والسياسي ومعطياته الحقيقية إلي البحث عما يعبر عن هذا الواقع، من حيث ضرورة التعبير عن منظومة التعدد السوداني في كلياته وليس الانكفاء -فحسب- علي التعبير عن الانتماء العربي الإسلامي.
    وبالطبع اتخذ هذا البحث أشكالا مختلفة في القول الشعري تراوح ما بين العمود التقليدي وقصيدة التفعيلة وصولا إلي المشهد الراهن لما يصطلح عليه بقصيدة النثر.
    - ما رأيك في تجربة الشعراء الجدد في السودان؟
    -- يتحملون -بلا شك- عبء التجديد إذ ما الفائدة من اجترار التجارب السابقة بينما العالم كله والسودان ضمنه في تحوّل مستمر.
    لدينا -الآن- ما لا يقل عن عشرين شابا وشابة من الشعراء الجدد يحفرون في صخر اللغة بالأظافر، في محاولة لا تكل ولا تمل لصياغة أشكال جديدة تستجيب لمقتضيات التعبير الجديد عن الواقع الجديد لا أعني بالطبع أنها كلها استطاعت أن تؤسس لهذا المشروع بشكل كامل ولكن الأغلبية قد خطت خطوات ملحوظة، وأذكر من بينهم عاطف خيري والصادق الرضي ومحجوب كبلو ومأمون التلب وغيرهم.
    - وماذا عن المؤسسات الثقافية في السودان ودورها في تبني المشاريع الثقافية؟
    -- أن تعني بالتأكيد المؤسسة الرسمية، وهذه لا يعول عليها في أي يوم من الأيام، فهي تعاني عجزاً فكرياً ومادياً قعد ويقعد بها عن خدمة الثقافة السودانية كما ينبغي.
    لكن، وبما أننا شعب بدوي في معظمه، وهذه خصوصية تميل بنا للتعويل علي العمل الشعبي الجماعي أكثر من الأداءالحكومي الرسمي، فقد ظللنا - دائماً - ننشيء من المؤسسات الأهلية والطوعية ما نحقق به هذه الخدمة بعيداً عن الأجهزة الحكومية. تاريخنا محتشد بشواهد جمة تؤكد هذا المنحني ولعل آخرها اتحاد الكتاب السودانيين والذي يعمل حالياً علي وضع مشروع ديمقراطي متكامل للتنافس السلمي بين مكونات الأمة السودانية.
    - إذن ما هي قصة الصراع الثقافي الموجودة الآن عندكم حيث يوجد اتحادان لكتاب السودان؟
    -- الاتحاد الذي أشرف بتولي أمانته العامة وهو الاتحاد الأصيل وليس البديل الذي سعت السلطة لإنشائه قبل ما لا يزيد علي عامين فقط، فاتحادنا الأصيل نشأت فكرته في منتصف السبعينيات، ثم تحقق إنشاؤه وتكوينه عقب الإطاحة بنظام النميري في منتصف الثمانينيات، ولكن نظام البشير قاوم فكرة هذا الاتحاد وعمل علي اجهاضها، حدث ذلك في عام 1997 حين قام بإنشاء اتحاد أدباء السودان في بطن الاتحاد الاشتراكي أو الحزب الحاكم وقتها ومرة أخر يحل اتحادنا الذي تكون في مناخات الديمقراطية المستعادة كأثر من آثار الانتفاضة الشعبية السياسية، ثم بالسعي الدءوب لتكوين اتحاد وهمي بديلاً عن اتحادنا الأمر الذي لم ينجح فيه النظام إلا في يناير 2005 تحت راية ما اسموه وقتها الخرطوم عاصمة للثقافة العربية ولكنه فشل ولا يزال فاشلا حتي الآن. ونحن في هذا الصدد نطالب بتمثيلنا في الاتحاد العام لكتاب العرب الذي يرأسه الكاتب المصري محمد سلماوي، لأننا بالفعل وبالقانون الاتحاد الشرعي لأدباء السودان. ومع ذلك فقد تم تجاهلنا تماماً في المؤتمر العام للكتاب العرب بالقاهرة، ومثل السودان أعضاء من الاتحاد البديل، في حين تم استبعادنا فهل هذا يعقل؟.

    -------------------------------------------------------------------------------

    في ذكري عبدالله الطيب: كيف نعاه كمال الجزولي؟.
    ------------------------------------------------

    (جميع الحقوق محفوظة للسودان أون لاين )
    20 يونيو 2003

    و جــــاء يوم شــــكره :

    بقلم كمال الجزولي:

    يقيناً إن مسبحة بأكملها من الدهور سوف تكرُّ قبل أن تتكرَّر ، وقد لا تتكرَّر ، فى بلادنا قامة علميَّة وإبداعيَّة سامقة فى موسوعيَّة وفرادة عبد الله الطيب الذى روِّعت البلاد بفقده مؤخراً، بعد غربة لم تشأ إرادة الله وحكمته أن تردها طوال الفترة الماضية ، ولا رادَّ لإرادته، ولا معقب على مشيئته ، ولا حول ولا قوة إلا به.
    ملأ العزيز الراحل الدنيا وشغل الناس لأكثر من نصف قرن جادت خلاله عبقريته بأسفاره ونتاجاته الأدبية الذائعة فى مطاوى ثقافة المستعربين السودانيين: "المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها" الذى بهر طه حسين فى زمانه فقال فيه قولاً مجيداً ، بالاضافة إلى "التماسة عزاء بين الشعراء" ، و"شرح بائيَّة علقمة ـ طحا بك قلب" ، و"سقط الزند الجديد" ، و"بين النير والنور" ، و"من نافذة القطار" ، و"القصيدة المادحة" ، و"حقيبة الذكريات"، و"بانات رامة"، و"أصداء النيل" ، و"أغانى الأصيل" ، و"زواج السمر" ، و"الأحاجى السودانية" ، و"ذكرى صديقين" الذى أعتز بنسخة منه أهداها لى عام 1987م ممهورة بتوقيعه المهيب ، والكثير ، إلى ذلك ، من الدراسات والمقالات المنشورة داخل وخارج السودان.
    كذلك عكف ، رحمه الله ، على تفسير القرآن الكريم إذاعياً ، بعاميَّة قومه التى أولاها عنايته وارتقى بشأنها ، على ولع مشهود له بالفصحى وعلومها. وانتهج فى ذلك نهجاً مُيَسَّراً نأى به عن التنطع والشطط والغلوِّ فى التأويل. وأكمل فى عام 1969م هذا العمل الجليل الذى كان قد ابتدأه عام 1960م. ثم طبع ونشر "تفسير جزء عمَّ" عام 1970م ، و"تفسير جزء تبارك" عام 1989م ، وما يزال تفسير قد سمع" ينتظر النشر مذ فرغ من إعداده قبل مرضه الأخير. مع ذلك فقد كان الفقيد يرفض بحزم أن يلقب بالشيخ" ، ويصرُّ على تأكيد مقاربته لهذا المجال من موقع "الأفندى" ، فحسب! ولعل تلك الفرادة غير المسبوقة أو الملحوقة تستحق وحدها تأملاً خاصاً فى باب السيرة الملتبسة لانتلجينسيا المستعربين المسلمين فى السودان!
    وإلى جانب ذلك كله قدَّم الفقيد آلاف المحاضرات التى تتشابك فيها معارف اللغة ، والأدب ، والتاريخ ، والدين ، والأجناس ، والفلسفة ، والمنطق ، والاجتماع وغيرها ، ليس فقط لطلابه فى الجامعة ، بل ولملايين الناس الذين ظل يتوسَّل إليهم حيثما كانوا ، داخل وخارج الوطن ، بجهازى الراديو والتلفزيون ، وظلوا يترقبون مواقيت إطلالاته البهيَّات على أحرِّ من الجمر ، فقد حباه الله جاذبية تشدُّ إليه سامعيه وقارئيه ، اتفقوا أم اختلفوا معه! وهى ذات الجاذبية التى لطالما جعلت أفئدة من أصدقائه الكثيرين تهوى إليه فى مستوى العلاقات الانسانية العادية. وقد قدر لى أن ألمس شيئاً من ذلك بوجه خاص ، ذات زمان مضى ، من خلال تواصله الانسانى الحميم مع بعض أولئك الأصدقاء ببيت المرحوم عصمت زلفو. ولكم أدهشنى ، مرَّة ، أثناء مباراة شطرنج ساخنة بينه وبين الأستاذ محمد ابراهيم خليل ، وسط صمت الجميع وهم يتابعونها باهتمام وشغف ، عندما انطلق ينشد ، فجأة ، بين نقلة وأخرى ، أغنية "يا سمسم القضارف" ، بصوت غاية فى العذوبة ، وبكلمات لم أكن قد سمعتها من قبل ، لا عند الفلاتية ولا عند أبو داود! ولمَّا أبديت دهشتى تلك لعلى المك ، أجابنى مبتسماً: "أووه .. إن لديه الكثير من هذا"!
    كانت علائق الفقيد "بالمحدثين" من شباب الشعراء والأدباء آية فى الادهاش ، تماماً كعلاقته بقضية الحداثة" ذاتها. فعلى حين كان يرحب ، لسبب ما ، بأن يشاع عنه التزمُّت فى استهجان الحداثة الشعرية: "باطل حَنْبَريت" ، فإن الثابت التاريخىَّ ، للغرابة ، ضربه هو نفسه بسهم وافر فى التأسيس لها بقصيدته الباكرة "الكأس التى تحطمت" ، عام 1946م ، والتى سبقت قصيدة "الكوليرا" لنازك الملائكة ، و"هل كان حباً" لبدر شاكر السيَّاب ، وكلتاهما كتبتا عام 1947م ، ومع ذلك ما ينفكُّ النقد العربى يؤرخ لبدايات القصيدة الحديثة بهتين ، غير عابئ بتلك ، أو ، ربما ، غير عالم بها! أما فى مستوى علائقه بشعراء الحداثة بمختلف أجيالهم ، فإننى أشهد أنهم كانوا يسعون إليه ، فيمنحهم من وقته الثمين بسخاء ، يوادُّهم ، ويُسمِعهم ، ويَسمَع منهم. وكان أوَّل عهدى بالتجرؤ على الاقتراب منه حين حملت إليه بمكتبه بالجامعة ، متهيِّباً ومتردداً ، بعض شعر كنت اصطنعته ، وأنا ، بعد ، متأدب شاب ، أواخر ستينات القرن الماضى ، فهدَّأ روعى ، وأسكن بلبالى ، وقال لى قولاً حانياً طيباً لا زلت أحفظ منه أن علىَّ ألا أخاف من اللغة ، وأن أجعلها تتبعنى ولا أتبعها، فذاك ، على حدِّ تعبيره ، نهج شعراء العربية العظام.
    واستطراداً فقد أسدى لى الفيتورى ، بعد عشرين عاماً ، ذات النصيحة ، وبذات العبارة تقريباً ، وزاد بأن ذكرنى باستعلاء أبى الطيب على نقاده فى بلاط سيف الدولة عندما أنشد: "إن كان بعض الناس سيفاً لدولة / ففى الناس بوقات لها وطبول" ، فحاولوا القبض عليه متلبساً بالخطأ المشهود فى جمع "بوق" على "بوقات" وليس على "أبواق" ، ولكنه أجابهم بصلف: "وإذن فسيروا من يومكم هذا فى الناس وقولوا إنها تجمع على بوقات لأن أبا الطيب جمعها هكذا"! وكنت سمعت عبد الله الطيب يمدح العميد يوسف بدرى ، يوم الاحتفال بتسعينيته ، قائلاً عنه: "إنه رجل إنسلاطى" ، وبحثت عنها فى "لسان العرب" فلم أجدها ، وإن كنت فهمتها وأيقنت أنها مما كان يسكه العالم الفقيد أحياناً بلا وجل! بل أدهشنى أن وجدت نسباً قوياً يربط بينها وبين كلمة أخرى كنت سمعتها من العميد الراحل يوسف قبل عشر سنوات من ذلك ، وهو يحاول أن ينقل لى ، أثناء اجتماع لمؤسسى جامعة أم درمان الأهلية فى بيت المرحوم محمد سيد احمد سوار الدهب ، إطمئنانه إلى أن المشروع سوف ينجح ، وذلك عندما همست له ، وكان مجلسى إلى جواره ، بانزاعجى من المصاعب الجمَّة التى تحتوش المشروع ، قال: "يا كمال يا ولدى أم درمان دى ربنا سخر ليها ناس مسلطين" ، وأومأ برأسه إلى الحضور الكريم. ففهمت أنه إنما كان يستدعى خبرة "المدرسة الأهلية" و"معهد القرش" وغيرهما ، إستبشاراً بتقاليد العمل الطوعى فى المدينة ، وبأولئك الذين "جعلوا الخدمة فى الحىِّ نخوة وابتدارا" ، على قول المجذوب ، وهو ذات المعنى الذى قصد إليه عبد الله الطيب فى الاحتفال بتسعينية يوسف بدرى نفسه ، وكانت الجامعة الأهلية قد نهضت ، أوان ذاك ، كما الطود الأشم ، فتأمَّل!
    وقد خلص عبد الله الطيب فى "مرشده" إلى أن من وجوه الخطأ الاعتقاد بأن الخليل بن أحمد الفراهيدى قد اخترع علم العروض ليتبعه الشعراء ، لأن العكس هو الصحيح ، حيث أنه هو الذى تقصَّى ما أنجزه الشعراء فقننه. ولكم أطرب عبد الله الطيب شعرٌ على نسق التفعيلة ووحدة القصيدة ، وليس وحدة البيت المقفل فى العمود الشعرى ، ولكم نصح بما يستقيم به وزن هنا أو تشرق به قافية هناك ، دون أن يعترض ، من حيث المبدأ ، على نسق التفعيلة ذاته ، برغم تلك الدمغة المرعبة المهيبة: "باطل حنبريت"! وانظر ، إن شئت ، كيف تلازم عنده ، تلازماً مُركباً ، هجومه النقدىُّ الشهير على ت. س. إليوت ، وتحذيره المغلظ من مغبة الفتنة به ، مع ترحيبه الحار بتنظير هذا الحداثى العتيد لمسئولية الشاعر عن "حراسة لغة القبيلة"! بل لا تمش بعيداً ، وانظر أيضاً ، إن أردت ، كيف كان يبتهج بمغامرات المجذوب الشعرية ـ "شحاذ فى الخرطوم" ، مثلاً ـ والتى طالت حتى ما صار يعرف الآن بقصيدة النثر ، أو تأمَّل فى محبته لصلاح احمد ابراهيم ، وهو الذى كسر عمود الشعر "طق" ، على قوله بنفسه!! وأما فى مستوى القول الأدبى النثرى فأحيلك إلى "التماسة عزاء" و"من نافذة القطار" ، مثلاً ، لتلمس بنفسك نماذج من الاعلاء الحداثى معنى ومبنى ، ثم لك أن تتأمل أيضاً علاقة المودة الابداعية التى ربطت بينه وبين تلميذه على المك حالة كونه قاصاً مستغرقاً فى تجارب الحداثة ، بل وأن تتأمَّل هذه المحبة التى أحاطه بها تلاميذه الكثر ، وجُلهم من الحداثيين ، إلى حدِّ أن بعضهم هجر مقاعد الدراسة فى كليات الطب والعلوم وانتقل إلى كلية الآداب .. كيلا تفوته محاضرات عبد الله الطيب التى كان يضفى عليها من حضوره الآسر طابع الأنس اللطيف ، بالغاً ما بلغت موضوعاتها من الوعورة والعمق!
    كثير مثل هذا مما يشى بتركيب فى النظر والفكر والتذوُّق أحسب أنه ما يزال بانتظار الباحث الصبور والناقد الصَّيْرَفِى ، يسبر غوره ويفض طلسمه ، فليس عبد الله الطيب ممن يؤمَن جانبُ التبسيط فى مقاربة أبعاده وافرة التعدد والألوان والثراء!! وقد احتفى ، عليه رحمة الله ، أيَّما احتفاء ، باتحاد الكتاب الذى كنا أنشأناه أواسط الثمانينات. ولعل الكثيرين ما زالوا يذكرون ، ضمن أجمل ذكرياتهم ، تلك السهرة الرمضانية من برنامج "أمسيات الامتاع والمؤانسة" ، والتى قضوها فى حضرته بدار الاتحاد ، وقد تربع على عنقريب" فى وسط الحديقة يحدثهم ، حتى وقت السحور ، عن السباحة ، والزوارق ، والتعليم ، ووليم بليك ، وأحمد الطيب ، وشكسبير ، والكلية القديمة ، والخرطوم زمان ، ومسرح بخت الرضا ، وجماليات اللغة القرآنية ، وإشراقات السيرة النبوية ، والعيد فى دامر المجاذيب ، وصعلكة الشنفرى وسحيم عبد بنى الحسحاس ، مثلما يذكرون ، ولا بد ، كيف انخرطوا فى ضحك مجلجل حين أجاب على مشاغبتى له حول السر وراء معرفته المذهلة بدقائق ألعاب الكوتشينة ، مما كشفت عنه صفحات كاملة من "التماسة عزاء" ، قائلاً: "ذاك سفهٌ تعلمناه من أولاد الخرطوم التى جئناها ونحن ، بعد ، قرويون أقحاح"!!
    من جانبنا اعتبرناه رئيساً شرفياً نضع الزيارة لمنزله على رأس برنامج ضيوفنا من الكتاب الأجانب. وحين زرناه ، ذات مرة ، على المك وبشرى الفاضل وشخصى برفقة سيرغى بروزدين ، رئيس الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب السوفيت ، وقتها ، والذى كان يشاركه الاهتمام بالأحاجى الشعبية ، بالاضافة إلى إيغور يرماكوف مترجم "عرس الزين" إلى الروسيَّة ، أثار ، على نحو خاص ، مسألة حقوق المؤلف ، وشكا مُرَّ الشكوى من أنه ، لما ذهب للعمل بنيجيريا ، فوجئ بطبعات من مؤلفاته تباع هناك ، ولما يكن قد أذن بها ، أو حتى سمع عنها من قبل. وقد أفضت بنا مشاورات تلك الأمسية إلى خطوط عامة لمشروع حماية مشتركة للحقوق نقوم بتطويره لاحقاً مع عدد من الاتحادات الشقيقة فى آسيا وأفريقيا بخاصة. غير أن "المنيَّة" سرعان ما عاجلت الاتحاد ، ثم أخذت بروزدين ، ثم ها هى قد أخذت فقيدنا العزيز ، بينما لا تزال مؤلفاته نهباً لقرصنة الورَّاقين فى نيجيريا وربما فى غيرها .. الله وحده يعلم!
    اللهم هذا عبد الله جاء إلى رحابك ، فارحمه ، واغفر له ، واحسن إليه ، بقدر ما أحسن لتديُّن قومه ، وللعلم والثقافة والأدب واللغة ، وحاشا أن نزكيه عليك ، وأجب ، يا رب، دعوات الآلاف من بسطاء شعبه وتلاميذه الذين أمطروا جثمانه وقبره بالدمع الهتون لحظة الوداع الأخير ، ودعوات الملايين داخل وخارج السودان ممَّن لم يتمكنوا من المشاركة فى التشييع ، وادخله ، اللهم ، فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
    _____________________________________________________________________________________


    Wednesday, June 29, 2005
    اليوم العالمى لمناهضة التعذيب .
    -------------------------------------


    http://www.midan.net/nm/private/news/index_news2.htm


    وَسِيلَةٌ خَسِيسَة - ْ1
    بقلم/ كمال الجزولى

    يحسن (مركز الأمل لضحايا العنف والتعذيب) بالخرطوم صنعاً ، هذه الأيام ، وهو يطلق حملته المجيدة لتعميق المناصرة advocacy لمناهضة التعذيب فى فضاء المجتمع المدنى السودانى.
    والحق أنه ، وعلى حين يتزايد الاهتمام فى شتى البلدان بإحياء السادس والعشرين من يونيو (اليوم العالمى لمناهضة التعذيب) ، فإن ضمير الإنسانيَّة ليقشعرُّ رعباً حين يذكر أنه أتى على مناهج التحقيق الجنائى حين من الدهر كانت تقضى فيه بتعريض المتهم للنار ، أو إلقائه فى اليمِّ مكتوفاً ، أو إرغامه على تجرُّع السُّم ، أو تركه فريسة للوحوش الجائعة ، كوسائل (مشروعة) (لاختبار!) براءته ، فإن كان بريئاً فإن الآلهة سوف تنجيه حتماً!
    كان عرب الجاهليَّة ، مثلاً ، يرغمون المتهم على لعق طاسة مُحَمَّاة فى النار بلسانه ، فإن كان بريئاً لم يُصب بسوء! وكان قدماء المصريين يعرضونه على (تمثال!) الاله آمون الذى (يسأله) رئيس الكهنة عمَّا إذا كان بريئاً ، فإن لم يهز (التمثال!) رأسه بالايجاب يُعذب المتهم حتى يعترف! ولدى قدماء الاغريق أرسى أرسطو الأساس الفلسفى لنظام التعذيب باعتباره (خير) وسيلة للحصول على الاعتراف! كما مارسه الرومان على الأرقاء وأهل المستعمرات فى أواخر عصر الجمهوريَّة ، ثمَّ على المواطنين أنفسهم ، فى جرائم الخيانة العظمى ، مع مطالع الحقبة الامبراطوريَّة.
    وفى ملابسات المواجهة بين العلماء والاكليروس الكنسى ، فى التاريخ القروسطى الأوربى ، استخدم التعذيب فى النظامين الانجلوسكسونى والقارى continental. ومنذ القرن 13م بدأت فى الانتشار ، بخاصة فى إيطاليا ، محاكم التفتيش Inquisition كمؤسسات (قضائيَّة) تتبع مباشرة للبابا وممثليه ، لتشيع الفزع بدعوى ملاحقة الهراطقة باسم الكنيسة الكاثوليكيَّة ، على حين كانت ، فى حقيقتها ، واحدة من أبشع صفحات الاستهداف للفكر السياسى المعارض ، وقد بلغت أوج نشاطها خلال القرنين 15م ـ 16م. وفى ما بعد صارت دلالة مصطلح (محاكم التفتيش) تنسحب على كل تحقيق تعسُّفى arbitrary أو محاكمة لا تقيم اعتباراً لحقوق الانسان ، خصوصاً متهمى الرأى والضمير.
    إمتدَّ الزمن الذى اعتبر التعذيب خلاله وسيلة (مشروعة) حتى الثورة البرجوازيَّة العظمى فى فرنسا عام 1789م. على أن دواخل الانسان السَّوىِّ سوف ترتجُّ أيضاً ، حدَّ الزلزلة ، حين يذكر أنه ما زال يعيش ، حتى الآن ، فى عالم يتعرَّض الآلاف من رجاله ونسائه وأطفاله سنوياً ، وفى أكثر من مئة بلد ، والسودان من بينها للأسف الشديد ، لمثل هذه الأساليب الوضيعة فى انتزاع (الاعتراف) ، والوسائل الإنسان رخيصة فى (الحصول) من المتهم على (شئ ما)! بل وربما تعرَّضوا لما هو أفظع ، جسدياً ومعنوياً ، وهم يُدفعون دفعاً ، بكعوب البنادق وألسنة السياط ، معصوبى الأعين ، موثقى الأطراف ، مكبين على وجوههم ، بين أقبية معتمة تنشع بالروائح الزنخة والرطوبة الملحيَّة ، وبين زنازين ضيِّقة تكلست الحياة فى جنباتها الخانقة ، وتداخلت فوق أرضها الصلبة العارية وجُدُرها الصخريَّة الشائهة لطعات الدم بلطعات الصديد والمخاط والغائط والعرق! وليس نادراً ما يخرج بعض من كتبت لهم معجزة حياة أخرى وهمُ موتى فى الأحياء ، إلا مَن عصم ربك ، محضَ أشباح هائمةٍ ، مهشَّمى الأنفس ، مثخنين بجراح الروح والبدن ، متوجِّسين هلعاً حتى من ظلالهم ، يلتمسون الأمان فى العزلة عن الآخرين ، أو فى النقمة على الآخرين ، يحاولون اتقاء حتى بهرة الشمس الساطعة براجف الأكف فوق عيون كابية يترقرق فى مآقيها دمع زئبقىٌّ ، دون أن يجرؤ سوى أقل القليل منهم على اجترار ما رأى أو سمع فى ذلك البرزخ الخرافىِّ بين الحياة والموت!
    يقع كلُّ ذلك ، وأكثر منه ، حين لا يستشعر (المُحقق) ذرة وازع من دين أو خلق ، أو حتى أوهى شعور إنسانىٍّ فى أدنى درجة من درجات التطوُّر ، يحول دون استقوائه ، فى لحظةٍ ما، بسلطةٍ ما ، لقهر المستضعف ، حالة كونه بلا حَوْل ولا طول ، محضَ كتلة آدميَّة زائغة النظرات ، مسحوقة الأعصاب ، واجفة الفرائص ، يابسة الشفتين ، مغلولة اليدين ، منزوعة ، قسراً ، من سياق الحياة الطبيعيَّة وضجَّتها كما تنزع ورقة بالية من دفتر قديم ، ومغمورة حتى فروة الرأس فى لجج من الرعب الساحِق ، والذلِّ الماحِق ، والألم المُمِض. كما ويقع ذلك أيضاً حين لا يلمس مثل هذا (المُحقق) رادعاً من رقابة دستوريََّّة تكفُّ يده الغليظة عن العبث بحياة الناس هكذا ، وتزجر نفسه السوداء عن الاستهانة بكرامتهم على هذا النحو ، أو حين لا يتوقع مساءلة قضائيَّة أو حتى إداريَّة تلزمه جادة المناهج الحديثة التى راكمتها قرون من التطوُّر المعرفى فى حقل العلوم القانونيَّة ، وسيَّجتها بالمعايير الدوليَّة لضمانات حقوق الانسان وأشراط المحاكمة العادلة!
    مع ذلك كله فقد قطعت البشريَّة رحلة شاقة باتجاه رفع قضية (مناهضة التعذيب) إلى قلب أولويَّاتها. وشكل إنشاء (الأمم المتحدة) ، تحت رايات المفاهيم الجديدة للحريَّة والديموقراطيَّة بعد الحرب الثانية ، محطة مهمَّة فى تلك الرحلة. ففى 10/12/1948م صدر (الاعلان العالمى لحقوق الانسان) الذى تنصُّ (المادة/5) منه على حظر تعريض أىِّ إنسان للتعذيب أو الحط من كرامته. وفى 16/12/1966م رفدت الجمعيَّة العامة (الشرعة الدوليَّة لحقوق الانسان) بوثيقتين أساسيَّتين:
    الأولى: (العهد الدولى للحقوق المدنيَّة والسياسيَّة) الذى دخل حيِّز التنفيذ فى 23/3/1976م ، وتنص (المادة/7) منه على عدم جواز إخضاع أىِّ فرد للتعذيب أو لأيَّة معاملة قاسية أو غير إنسانيَّة أو مهينة ، وتنص (المادة/2/3) منه على التزام كل دولة طرف فيه بأن تكفل لكل فرد تقع عليه مثل هذه الاعتداءات علاجاً فعَّالاً لحالته بوساطة السلطات القضائيَّة أو الاداريَّة أو أىِّ سلطة أخرى مختصَّة ، وأن تضمن تنفيذ ذلك العلاج ، كما تنص (المادة/14) منه على عدم إلزام أىِّ متهم بالاعتراف أو الشهادة ضد نفسه.
    والثانية (البروتوكول الاختيارى الثانى) الملحق بذلك العهد ، والذى دخل حيِّز التنفيذ أيضاً فى نفس التاريخ ، وتنص (المادة/1) منه على إقرار كل دولة طرف فيه باختصاص (اللجنة الدوليَّة لحقوق الانسان) ، المنشأة بموجب (المادة/28) من العهد ، باستلام ودراسة تبليغات الأفراد الذين يدَّعون أنهم ضحايا انتهاك تلك الدولة لأىٍّ من حقوقهم ، كما تنص (المادة/2) منه على حقهم فى التبليغ.
    وفى 9/12/1975م إعتمدت الجمعيَّة العامَّة تعريف (التعذيب) فى (إعلان حماية جميع الأشخاص من التعرُّض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو اللا إنسانيَّة أو المهينة) بأنه: "كلُّ فعل يُنزل بشخص ، عن عَمْدٍ ، ألماً أو أنواعاً حادة من العذاب ، بدنيَّة كانت أم ذهنيَّة ، وذلك من جانب موظفين عموميين ، أو بتحريض منهم ، بهدف الحصول منه ـ بصفة خاصة ـ أو من شخص ثالث على معلومات أو اعترافات ، أو معاقبته على فعل ارتكبه ، أو يُشتبه أنه ارتكبه ، أو تخويفه ، أو تخويف أشخاص آخرين".
    ويذهب فقهاء القانون الدولى والجنائى إلى أن التعذيب ، بهذا المفهوم ، غير مبرَّر ، لا من ناحية الأخلاق ولا من ناحية القانون ، علاوة على كونه بلا طائل من الناحية العمليَّة ، حيث لا تنتج عنه ، فى الغالب ، سوى معلومات زائفة. فلئن كان من السهل إرغام شخص على الكلام ، فمن العسير إجباره على قول الحقيقة.
    وقد تحدَّد ، فى الاعلان أيضاً ، معيار معاملة المقبوض عليهم باتساق مع قواعد الحدِّ الأدنى المعياريَّة لمعاملة المسجونين الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة الأول بجنيف حول منع الجريمة ومعاملة المجرمين لسنة 1955م ، والتى اعتمدت من قِبَل (المجلس الاقتصادى ـ الاجتماعى) عام 1957م.
    وبطلب من الجمعيَّة العامة فى 8/12/1977م ، عززته فى 16/12/1983م ، أعدت (اللجنة الدوليَّة لحقوق الانسان) مشروع تحويل (الاعلان) إلى (اتفاقيَّة) وأحالته إلى الجمعيَّة العامَّة فى 6/3/1984م ، فأجازتها فى 10/12/1984م ، ودخلت حيِّز التنفيذ فى 26/6/1986م ، وهو التاريخ الذى اعتمدته الجمعيَّة ، فى ديسمبر 1997م ، يوماً عالمياً لمناهضة التعذيب. فما هو مضمون الاتفاقيَّة ، وما هى أهميَّتها؟! وكيف يمكن دعم مبادرة المنظمة السودانيَّة بشأنها؟! هذا ما سنحاول أن نعرض له الأسبوع القادم بإذن الله.
    28 يونيو 2005
    ------------------------------------------------------------------



                  

04-15-2008, 02:04 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحبيـب الحـبوب،

    الصــديـق الـصــدوق،

    كـمـال الـجـزولـي.

    بـلامـجـامـلات،

    وبـلا كـلام مـنمـق يقال فـي كل مناسـبة بروتيـنية مـملة،

    وايـضـآ بـلا هـدايا، ..... وزهـور،

    اقـول وبأسـم الأف الـذين يـحـبوك .... كـل سـنة وانـت بـخـيـر.
                  

04-15-2008, 04:13 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبيب،
    طـلال عـفيفـي،

    تـحـية طـيبة،
    والشـكر لك علي مـشاركتك الـمقـدرة والـجـهـد الـملمـوس منك لانـجـاح (يوم كـمال الـجـزولـي ) وجـزاك اللـه عـنـي كـل خـيـر.

    مـواصـلة للاحـتفال بـهـذا اليوم، اعـيـد مـرة أخري بـث موضـوع سـبق ان كتبـه كمـال فـي احـدي رنامته جاءت تـحـت اسـم ( النَيِّئَةُ .. لِلنَارْ! ) بتاريخ 2-8 أكتوبر 2007. وهـو مـوضـوع عاجـبنـي شـديـد.

    تعـرف ياطـلال، بتـخيـل كـده مـرات انـو مقالات كـمال وسـلخـه للـمرضـي... هـي الـجـابت خـبـره ولـحـق صـلاح كـرار والطـيب ( سـيـخة)!!

    لك مـودتـي ... وشـكرآ عـلي الصـورة.

    -----------------------------------------------------------------------

    كـمال الـجـزولـي:

    رزنامة الأسبوع 2-8 أكتوبر 2007.

    الخميس:
    __________
    أخطأ وزير العدل النائب العام خطأ قانونياً وسياسياً مركباً بإقدامه على فتح بلاغ ضد منظمة العفو الدوليَّة (أمنستي)، وطلب توقيف أمينها العام (إيرين خان)، عن طريق الشرطة الدوليَّة (الانتربول)، لنشرها، مؤخراً، تقريراً حول تعذيب معتقلي ما يُعرف بـ (المحاولة التخريبيَّة)، الأمر الذي عدَّه الوزير السوداني (نشراً لأخبار كاذبة) تحت المادة/66 من القانون الجنائي لسنة 1991م.
    (1) فمن الزاوية القانونيَّة:
    أ/ ما تقوم به (أمنستي) نشاط سياسي، بالدلالة الواسعة لمفهوم (السياسة). فهو، بالتالي، مِمَّا يندرج ضمن المحظورات الأربعة الواردة ضمن المادة/3 من دستور (الانتربول)، والتي تغلُّ، بصرامة، يد الشرطة الدوليَّة عن التدخل في أيِّ شأن ذي طبيعة سياسيَّة أو عسكريَّة أو دينيَّة أو عنصريَّة. ومن المعلوم أن لدى (الانتربول) خمس أولويات يستهدفها بالملاحقة والتوقيف: منظمات الاجرام والاتجار في المخدرات ـ مرتكبي الجرائم الماليَّة وجرائم التكنولوجيا المتقدِّمة، الهاربين الذين يهدِّدون السلامة العامة ويقوِّضون أنظمة العدالة الجنائيَّة، الارهابيين الذين يهدِّدون السلامة العامة والسلام والأمن الدوليين، المتاجرين في البشر والمدمِّرين لحيواتهم.
    ب/ حُجَّة الوزير التي ساقها لأجهزة الاعلام المحليَّة والعالميَّة، يسند بها إجراءه، قائلاً إن تقرير (أمنستي) يسئ لسمعة جهاز الأمن السوداني، تتناقض طرداً مع القاعدة الذهبيَّة الراسخة: "من يطرق باب العدالة ينبغي أن يأتي بأيادٍ بيضاء ـ He, who comes to justice, should come with clean hands ". فكيف يقاضي الضابط الأوَّل للقانون في البلاد باسم جهاز ما زال ناشطاً بذات كيفيَّته السابقة، مع أن المادة/151 من الدستور الانتقالي لسنة 2005م، والساري المفعول منذ أكثر من عامين، تنسف دستوريَّته بالمرَّة؟!
    ج/ وصف الوزير لما ورد في التقرير من معلومات حول تعذيب هؤلاء المتهمين بأنه "يدعو للغثيان و .. حلقة من حلقات السخف المستمر" .. الخ، لا يعدو كونه محض سبٍّ للمنظمة، صيغ في شكل رأي شخصي، أو حتى رسمي، وبعبارات انشائيَّة فضفاضة تتعارض والصياغات القانونيَّة المنضبطة والمحكمة.
    د/ وصف الوزير لقول المنظمة بتعذيب المتهمين بأنه إساءة للقضاء والكذب وعدم المصداقية، جاء، هو الآخر، إنشائياً، غير عابئ بالمعايير الدوليَّة حول (حظر التعذيب). فالثابت أنه، ومنذ اعتقال هؤلاء المتهمين، لم توجِّه النيابة تهماً محدَّدة لهم، دَعْ أن تقدمهم لمحاكمة عادلة أو تطلق سراحهم. كما وأن حبسهم ما يزال لدى الأمن، مع كلِّ الانتهاكات المستمرَّة لحقوقهم في الزيارة ومقابلة محامييهم وما إلى ذلك. من ثمَّ، وحتى لو غضضنا الطرف عمَّا أثاروه، ونشر على نطاق واسع في الداخل والخارج، حول تعرُّضهم لهذه الممارسة مادياً، فإن تعريف (التعذيب)، حسب المواثيق الدوليَّة، لا يقتصِر على الأفعال (الماديَّة) وحدها، وإنما يشمل (المعنويَّة) أيضاً. ولعلَّ أعجل التفاتة إلى المادة/5 من (الاعلان العالمى لحقوق الانسان) الصادر عن الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة في 10/12/1948م تكفي لمعرفة أنه يحظر، ضمن ما يحظر، (الحط من الكرامة). كذلك تنصُّ المادة/7 من (العهد الدولى للحقوق المدنيَّة والسياسيَّة) الصادر فى 16/12/1966م، والذى دخل حيِّز التنفيذ فى 23/3/1976م ، على عدم جواز إخضاع أىِّ فرد لأيَّة معاملة (قاسية) أو (غير إنسانيَّة) أو (مهينة)، كما تنصُّ المادة/14 منه على عدم إلزام أىِّ متهم بالاعتراف أو الشهادة ضد نفسه. وفى 10/12/1984م أجازت الجمعيَّة العامة (إتفاقيَّة حماية جميع الأشخاص من التعرُّض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو اللا إنسانيَّة أو المهينة)، حيث جرى تعريف (التعذيب) بأنه: "كلُّ فعل يُنزل بشخص ، عن تعمُّدٍ ، ألماً أو أنواع حادة من العذاب ، بدنيَّة كانت أو ذهنيَّة ، وذلك من جانب موظفين عموميين ، أو بتحريض منهم ، بهدف الحصول منه ـ بصفة خاصة ـ أو من شخص ثالث على معلومات أو اعترافات ، أو معاقبته على فعل ارتكبه ، أو يُشتبه في أنه ارتكبه ، أو تخويفه، أو تخويف أشخاص آخرين". وقد دخلت (الاتفاقيَّة) حيِّز التنفيذ فى 26/6/1986م ، وهو التاريخ الذى اعتمدته الجمعيَّة العامة ، فى ديسمبر 1997م ، يوماً عالمياً لـ (مناهضة التعذيب)، سواء كان (مادياً) أم (معنوياً)، وسواء وقعت صوره (المعنويَّة) بجحد حقوق المقبوض عليهم في العلاج، أم في زيارة ذويهم، أم في تلقي العون القانوني المستقل من محامييهم، أم في الالتزام الصارم بالنصوص القانونيَّة بشأن تجديد حبسهم، ومواجتهم باتهامات محَّددة، وتقديمهم للمحاكمة أو إطلاق سراحهم.
    (2) أما من الزاوية السياسيَّة:
    فقد أخطأ الوزير، أيضاً، في عدم موازنته ما بين (هشاشة) سنده في فتح البلاغ، في أوَّل سابقة، ضد (أمنستي) وطلب توقيف أمينها العام بـ (الانتربول)، وما بين (المِنعة المعنويَّة) التي تتمتع بها هذه المنظمة على المستوى العالمي.
    أ/ فالنظام السوداني متهم، أصلاً، بالانتهاك المتواصل لحقوق الانسان، ليس في دارفور فقط، بل وفي كلِّ أنحاء السودان. وبالخرق المستمر، ليس للنصوص التي تحمي هذه الحقوق والحريات في المواثيق الدوليَّة، فحسب، بل حتى لوثيقة الحريات المضمَّنة في الدستور الانتقالي نفسه الذي أفرزته (اتفاقيَّة السلام الشامل). أما موقف النظام من المجتمع الدولي فحدِّث ولا حرج! ويكفي أن نشير فقط إلى الأسلوب الذي يدير به أزمته مع المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، وبخاصَّة عن طريق وزير العدل الذي وصف، مؤخراً، موقف حكومته الرافض للتعاطي مع هذه المؤسَّسة العدليَّة الدوليَّة بقول غليظ يتنافر مع طبيعة (السياسة) أصلاً: "موقفنا هذا ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"! الشاهد أنه ما يكاد يمرُّ يوم دون أن ترتفع الشكوى من هذه السياسات والممارسات في مختلف المحافل، وفي شتى أنحاء العالم، حتى لقد أصبح الناس في بلاد تركب الافيال يعرفون كجبار، والمناصير، وخزان الحامداب، وخزان مروي، ومعسكر كلمة، ومعسكر أبو شوك .. الخ! وليتهم عرفوا ذلك مثلما كانوا يعرفون، في السابق، خرطوم باي نايت، والقطن طويل التيلة، ومشروع الجزيرة، والسكة حديد، والصمغ العربي، والخطوط البحريَّة، والمقرن، وسودانير!
    ب/ بالمقابل، فإن (أمنستي) التي يريد وزير العدل القبض على أمينها العام عن طريق (الانتربول)، منظمة ذات سمعة عالميَّة طيِّبة، ينضوي في عضويَّتها زهاء الثلاثة ملايين ناشط في مختلف البلدان ، وتتمتع بثقة مئات الملايين في شتى أنحاء المعمورة، وقد عرفت بكفاحها المدني الذي لا يفتر من أجل حقوق الانسان، من حيث هو إنسان، بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو دينه أو ثقافته.
    فمع مَن، تراه، سيتعاطف العالم: مع حكومة يصف وزير عدلها أداء منظمة كهذه بأنه "يدعو للغثيان و .. حلقة من حلقات السخف المستمر!"، أم مع المنظمة نفسها، وقد عبَّرت عن دهشتها إزاء تصريحات الوزير وإجراءاته، وعلقت عليها، بهدوء، قائلة: "لدينا أدلة موثوق بها على ما نقول. ولكن، إذا كانت الخرطوم تريد الضغط على أكبر منظمة حقوقيَّة في العالم، فكيف بمنظمات الحقوق المحليَّة في السودان"؟!
    -------------------------------------------------------

                  

04-18-2008, 11:25 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ابـننا الحـبيب الـحبوب،
    عمرو كمال ابراهيم

    تـحـياتي ومودتـي لك وللعائلة الكريـمة.

    اولآ، الشـكر علي مداخلتك ومسـاهـمتك بالتـهنئـة لأخـونا كـمال،
    ثانيآ، انازعـلان منك شـديـد لانك مـقصـر بالـكتابة فـي الـمنبـر العام،

    عـجـبتـني مـقالة للكاتب والدبلوماسـي الكبيـر الدكتـور فرانسـيس دينـق، واهـديـها لكـمال الـجزولـي واكرر تـمنياتـي للـجـميع.

    بعض من كتابات فرانسيس دينق عن(الدينكا حكام السودان الجدد)
    -------------------------------------------------------------

    منتديات عشاق السودان > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي.
    14-10-2004,

    هذه جزء من كتابات فرانسيس دينق المثقف الجنوبى الذى يمهد لى حكم السودان من طرف قطب اوحد هو قبيلة الدينكا وهذه جزء من الروايه:

    التركيب الاجتماعي للدينك:
    ------------------------------

    تعد الدينكا، تلك المجموعة البشرية التى يقدر عددها بنحو ثلاثة ملايين نسمة، أكبر المجموعات الاثنية فى السودان الذى يضم حوالي خمسمائة مجموعة اثنية غيرها. والدينكا من الناحيَّة السلالية من النيليين، يشاركون فى ذلك النوير والشلك. ومن الناحية الجغرافية فإنهم يمتدون شمال مديريات الإقليم الجنوبى (بحر الغزال- النيل الأعلى) وصولاً الى جنوب كردفان (حول مجرى النيل) حيث يبدأ التحامهم بقبائل البقارة. وعلى مساحة معلومة من هذه المنطقة (أبييه) تلتقي إحدى بطون الدينكا (نجوك) مع إحدى بطون البقارة (الحمر).

    يشكل الدينكا جزءاً من مركب اثنى وثقافي أشمل هو ما يعرف بمجموعة الشعوب الناطقة باللو والممتدة فى أقاليم شرق أفريقيا مع تشابه فيزيقى متميز مع الماساى الذين (كينيا)، والتوتسى (رواندا- بوروندى)، بل ومع بعض المجموعات البشرية التى تمتد غرب القارة حتى مالى والسنغال (طول القامة، وسواد البشرة الداكن، والملامح غير الزنجوية).

    من أهم بطون الدينكا النجوك، وأبوك، وأدوت، وبان اروثم البور، والنويك ملوال حيث يتحرك الجميع للرعي بين جنوب كردفان ومنطقة بحر الغزال والنيل الأعلى حتى بور (منطقة مشروع قناة جونقلى). هكذا فإننا أمام مركب إجتماعى لا يحصرنا فى هذه الأطر القبلية المعزولة التى يتحدث عنها الأنثروبولوجيون ويسمون بها واقع التجزئة فى أفريقيا، وإنما نحن بصدد جزء من كل يجعل الواقع الأفريقي نسيجاً اجتماعيا مركباً يمتد على مساحات شاسعة من القارة مما يتطلب نظرة سوسيولوجية أشمل لمعنى الجامعة الأفريقية.

    تمثل أعمال فرنسيس دينج إسهاماً فى هذا التوجه بتأكيده على التشابه الملحوظ بين البنية الاجتماعية للدينكا والمكونات الاجتماعية الأخرى للشعب السوداني، كما أنه ثمة تشابه واضح بين الدينكا والمجموعات النيلية يمكن وضعه أمام التشابه بين موروثات الدينكا الروحية والتراث الدينى بخاصة لشعوب الشرق الأوسط، وبالتقاء هذا المركب على أرض السودان موفراً عوامل كافية لبناء الأمة السودانية فإن ذلك يؤدى بنا بالضرورة الى عدم القطع بثنائية التركيب الثقافى أو حتى الإثنى بين شمال السودان وجنوبه، ومن ثم بين غرب وأفارقة.

    وبولوج فرنسيس فى كتاباته لمنطق الدوائر الثقافية فإنه يفتح الباب واسعاً أما الدراسات المتنوعة فى هذا الصدد حيث يقتصر من جانبه على دراسة نظام القيم والمعتقدات فقط- بحكم وقوفه عند مناهج المدرسة الوظيفية- ليثبت مقولته الكبيرة
    ورغم أن فرنسيس دينج لا يربط كثيراً بين التكوين الاجتماعى والاقتصادى عند الدينكا ليرقب تأثير ذلك فى صياغة علاقات البنية الداخلية والعلاقة بالعالم الخارجي فإن مثل هذه الارتباطات ترد بشكل غير مباشر فى كثير من الظاهر التى يتعرض لها، فالأرض التى استقروا عليها هى "أفضل مكان فى العالم بل ومركزه"، وقيام اقتصادهم المحلى على رعى البقر يجعل من ملكيَّة القطعان محور تقييم المركز الإجتماعى فى القبيلة بل محور صياغات جمالية وأدبيَّة حول البقر وألوانه لا حصر لها "والسوق" هو مركز التعامل والتبادل الاجتماعى والاقتصادى على السواء بين العشائر ويضمن فى الوقت نفسه الاستقلال الفردي، والزواج الإكسوجامى (من خارج العشيرة) مناسبة أخرى لتبادل الثروة وتحركها، والهجرة فرصة للعمل الأجير الذى لا يتيحه الواقع الإجتماعى المحدود للقبيلة.

    بينما يتسم الدينكا بروح التمركز العنصري حول الذات، إلا أنَّ ذلك لا يعنى قوة مشاعر الوحدة داخلهم لأنهم فى الواقع يكرسون مظاهر التفتت الداخلى يشكل ملحوظ يجعل الوحدة تتحقق من اللاوحدة، كما يجعلهم عرضة دوماً لمظاهر التنازع والصراع.

    فى هذه البنية تصبح الزعامة ذات ثقل كبير مصدراً للتوحيد بينما تصبح الأسرة بل والفرد وحدة المجتمع، بل وفى إطار الأسرة يصبح الرجل القادر هو أساس البنية الاجتماعية والاقتصادية، لينسحب وضع المرأة الى درجة التبعية. ومع الإهتمام بالتناسل والتكاثر تتأكد الاستمرارية عبر الرجال لا النساء، لأن الأرستقراطيون من الرجال هم الذين يمدون القبيلة بالرؤساء ويضمنون الخلود فى مواجهة الفناء- وهنا تبرز جماليات جسد الرجل الدينكاوى. فى هذا الإطار ينشأ عدد من القيم الدفاعية مثل العاطفية والإحترام المتبادل الذى يصل الى حد المثالية وهو ما يسميه الدينكا "الضنج" إزاء الإطار الخاص للعلاقات التى تتجاوز الثروة الى تقدير الأكبر عمراً أو التقدير وفق الجنس (الرجال – السيينج).

    لا يمنع ذلك من وجود القيم السلبية مثل العدوانية والعنف "وعقدة البقر" أو التفاخر بملكيته..وإن كان ذلك لا يؤدى الى الإخلال بالتوازن الإجتماعى الذى يحميه فى رأى فرنسيس ميل معروف عند الدينكا نحو "المحافظة" أو مقاومة التغيير. لكن فرنسيس لا يرى أن هذه الصفة الأخيرة ذات ثبات "ستاتيكى"، فالدينكا تقبلوا الإسلام والمسيحية، وإنتشرت بينهم الهجرة بحثاً عن عمل فى الشمال الجغرافي رغم أن ذلك مدان فى إطار قيم القبيلة، بل وإحترم الدينكا سلطة الحكومات الحديثة وأخذوا بالأشكال الديمقراطيَّة مدخلاً لقبولهم بالتحديث.

    بل وشملت قابليتهم للتغيير تكوينهم الإجتماعى نفسه، فبينما المعتقدات الأولى ترى الأجنبي لا يمكن أن يكون دينكاوياً وأن الأخير لا يمكن أن يندمج خارج الدينكا "حتى لو إختطفوه وقطعوه إربا لأنَّ نفس الدينكاوى لا تؤسر". ورغم ذلك فإن فرنسيس يسجل عن بعض الرؤساء كيف إندمج العرب داخل الدينكا وأن الأسر المتبادل حدث على الجانبين وأدى فى النهاية الى التزاوج بينهما على نطاق ملحوظ وان قصة زواج محمد (العربي) وثلما (الدينكاوية) تجد رواجاً فى الفولكلور الدينكاوى..الخ. مما يثبت تأثير العوامل الجديدة فى إنفتاح البناء الإجتماعى الدينكاوى. وهنا يشير فرنسيس الى أن فترة الحكم البريطانى هى التى عملت على تدعيم المحافظة والانعزالية عند الدينكا الى حد جعل الرؤساء التقليديين يرون فى ذلك ميزة للبريطانيين بينما أجيال الشباب قد انطلقت خارج عملية الحصار هذه الى الانفتاح على المجموعات البشرية الأخرى فى أنحاء الوطن السودانى، وبإستثناء مصالح "الصفوة المتعلمة" من الشباب فى إتجاه العزلة فإن القاعدة الأوسع، فى رأى فرنسيس، تتجه الى التحرك "نحو الخارج" مما يشكل عنصراً بارزاً فى حركة الاحتكاك الثقافي الاجتماعى والاقتصادى ذو التأثير فى بناء المجتمع الواحد الكبير.

    البنية الثقافي:
    ___________________


    يعطى فرنسيس دينج للبنية الثقافية أولوية لفهم البناء الإجتماعى للدينكا ومن ثمَّ يحتل عالم المعتقدات الدينية والتصورات أو "ميثولوجيا وفلسفة" الدينكا مكانة بارزة فى تفسير كثير من الظواهر فى مجال الإحتكاك الثقافى أو الإجتماعى بين الدينكا وغيرهم. ويفرد فرنسيس الجزء الأكبر من كتاب "أفريقيين وعالمان" لعرض تصورات الدينكا حول خلق العالم والحياة والإنسان، وهجرة الدينكا الى منطقتهم الحالية ليدرس من خلال ذلك أوجه الشبه والتداخل بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى وخاصة ثقافة "بلدان الشرق الأوسط" وأديانها السماوية، فهو يرجح أن هذا التشابه لا يرجع الى الاتصال المباشر وإنما الى تشابه فى البنية ينفى فى النهاية ثنائية التركيب الثقافى داخل السودان أو بين العرب والأفارقة.
    حول خلق العالم

    يرى الدينكا أن الإله الأعظم- دينج هو الذى خلق العالم والأشياء وهو الذى يدمرها أيضاً حيث العالم الى فناء ولذا يؤكد الدين عند الدينكا على المضمون الخلقي أو نقيضه مصدراً للغفران أو الحرمان وعند كلا المسألتين فى ميثولوجيا الدينكا وفلسفتهم تقع القرابة مع السمة الكونية لأديان الشرق الأوسط اليهودية والمسيحية والإسلام، ولذا يسهل على المرء أن يفسر توثق الصلة الذى حدث بين الدينكا والإرساليات التى وصلتهم ويعتقد فرنسيس أن جذور هذه الصلة أعمق من مجرد الاتصال التاريخى الذى حدث مؤخراً.

    الأديان النيلية ما كانت فقط لمجرد سعادة الإنسان فى المجتمع المعيش لكنها فى الواقع تقيم علاقة روحية مع عالم سفلى، وهو عالم يتسم بالغموض نسبياً ولا يتشابه تماماً مع عالم الجنة والنار المعروف فى المسيحية والإسلام. والخلود عندهم يتحقق فى عالمنا هذا عبر إستمرارية إسم الإنسان فى أبنائه الذكور. ولذا فإن واحدة من قيمهم البارزة هى زيادة النسل التى هى واجب المرأة الرئيس. ويعتقد الدينكا بالإله الواحد، بل وبالتوحد فى الله، وإن كانوا يعتقدون أيضاً فى تدرج هرمى للمعبودات وفى تنوعها، للخير أو الشر أو وفق العشيرة، وهى تتوحد فى النهاية فى الإله الأعظم. ويسمى بعضهم الدنيج إله رغم أنه روح تأليه للإله بل وأن بعضهم يوحد بين الدنج والإله الأعظم.

    وقد خلق الدينج الإنسان الأول من الطين وفى روايات أخرى من الصلصال بالتحديد، وعندما اشتكى الإنسان للإله من وحدته أخذ الإله ضلعه وخلق منه المرأة. وقد حاول هذا الإنسان الوصول الى الدينج فى السماء على نحو ما تروى أسطورة البرج فى الشرق الأوسط. ويروى الدينكا أن الإله بعد أن خلق العالم والأشياء، والأشجار فإنه حرم على الإنسان الأول والمرأة أن يأكلا الشجرة المقدسة، لكن تحت إغراء الثعبان فإن المرأة حنثت بوعدها للإله ثم تبعها زوجها ليشاركها المصير نفسه فلقى ثلاثتهم عقابه حيث توعدهم الإله بحياة غير سعيدة، وجعلهم يزحفون، ثم أعطى الإنسان أدوات الزراعة وتوعد المرأة أن يقتلها بنوها، وخلق قلبها صغيراً ولذا فهو سهل التغير. ثم يمضى تراث الدينكا ليروى الكثير عن وضع المرأة زوجةً وأماً فى درجة أقل من الرجال الى حد أن أفراد الأسرة لا يستعملون صفتها أماً مثلاً وإنما ينادونها باسمها دليلاً على عدم الاحترام بينما ينفرد الرجل بذلك.
    --------------------------------------------------

    لكـم مـودتـي.
                  

04-19-2008, 11:25 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الحـبيب الـحـبوب،
    عصام ابو القاسم،
    تـحـيةطـيبة،
    وشـكري لقـدومك وتـمنياتك الطـيبة للحـبوب كـمال.

    بيـنما كنـت اقلب فـي كتب التاريخ القـديـم والـحـديث والتـي هـي هـوايتـي الـمحببـة دائـمآ ومنذ سـنوات طويلة...وجـدت بعـض الـمعلومات الطـريفة والغريبـة عـن احـداث عالـمية وقعـت فـي شـهـر ابريل مـن اعـوام سابقة ورأيت ان اكتـبل علاقـتها بأبريل عـيد مـيلاد الاسـتاذ كـمال.

    1 - مواليـد شـهر ابريل
    ____________________

    1 - 22 ابريل 1870- ميلاد فلاديـميـر ايليتش ليـنيـن،

    2 - 20 ابريل 1889 - أدولف هتلر، زعيم النازية.

    2 -ابريل - 1923 - إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا.

    3- صدام حسين عبد المجيد التكريتي (28 ابريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)،

    5- 2ابريل 1840 - إميل زولا، أديب فرنسي.

    6 -
    15 ابريل 1452 ليوناردو دا فينشي.( نفس يوم ميلاد كـمال مـع الفارق الزمـنـي ).
    --------------------------------
    الإسم الكامل ليوناردو دا فينشي
    الجيل الفني عصر النهضة
    مجال الإبداع الرسم
    تاريخ الميلاد أبريل 1452
    مكان الميلاد فينشي ، إيطاليا
    تاريخ الوفاة مايو 1519
    مكان الوفاة تشاتيو دو كلو ، فرنسا.
    ليوناردو دا فينشي (1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم. كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدراس الفن بإيطاليا امتد لأكثر من قرن بعد وفاته وإن أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: "من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه.
    ( من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ).

    7 - 16 ابريل 1894 1894 - نيكيتا خوروشوف، رئيس الاتحاد السوفييتي.

    2 -
    انقلابات واحـداث تاريـخية هامـة:
    ________________________________


    1 - سـقوط الدولة الاموية - 23 ابريل 749،
    2- 30 - ابريل 1945 -1945 - ادولف هتلر وايفا براون يتزوجان لمدة يوم واحد ثم يقدمان على الانتحار في اليوم الذي يليه.
    3 - 30 ابريل 1954 ـ القوات السوفيتية تدخـل برليـن،
    4 - 28 ابريل 1945 - اعـدام موسيليـني وعشـيقته فـي رومـا،
    5- - 30 ابريل 1954 - انتحار غـوبلز وزير الدعاية النازي وزوجـته واطفاله الستـة،سـقوط الدولة الاموية - 23 ابريل 749.


    احـداث سـودانية:
    ________________

    1 - 6ابريل 1985 - سـقوط نـظام 25 مايو في السـودان،
    2 - 6ابريل 1985 - لـجـؤ نـميـري بـمصـر،
    3 - اعـتقال النائب الاول،
    4 - الجماهيـر تكسـر سـجـن كوبر.
    5 - 24ابريل 1990 - فشـل انقلاب 24 رمـضان ،
    6 - 29 ابريل - اعـدام الضباط ،
    7 - 3 ابريل 2001 - سـقوط طائرة الرائـد شـمس الـدين،
    8 - 3 ابريل 1998 - مـجـزرة معـسكر ( العيلفون ) ،

                  

04-20-2008, 04:51 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحبيـب الـحـبوب،
    حـسـن الـجـزولـي،

    زيارتـك اثلـجـت الصـدور،
    طـيب مـش كنت تقول لينا انك حـتـزور ( البوست ) عشان نفرش السجاد الاحمر الشـيوعي ونرش الواطة ب ( ريـحةالسيد علي الميـرغنـي )!!!

    فـي سنوات الخـمسينيات كان في مـصنع في كسـلا ملك خاص للسيد علي الـميرغـني وبنتج نوع من العطور اسـمه ( ريحـة السيد علي الـميرغنـي ) وعلي كل قزازة ريـحة صـورة عـمناالـمبارك الـميرغـنـي وهـو لابس العمة والقفطان ومـبتسـم!!! واللـه وحـده يعرف سر هـذه الابتسامـة!!!، كانت فـي مـقولة فـي كسـلا وقتـها انو الفتاة الـمابتتـريح بريـحة مـولانا عـمرها ماحـتـعرس!!!

    وشـكرآ عـلي القصـيـدة التـي شاركت بـها، وبالـمقابل اهـديـكما مـقالة عـن التـرام فـي امدرمان كتبـها الكاتب الناقد الاستاذ معاوية نور.


    امدرمان
    مدينة السراب والحنيين.
    ------------------------

    http://p099.ezboard.com/fndbfrm17.showMessage?topicID=17.topic

    (10/1/03 )

    للكاتب الناقد الاستاذ معاوية نور:


    يدخلها الانسان عن طريق القنطرة الجديدة المقامة على النيل الابيض بعد أن ينهب الترام سهول الخرطوم الخضراء الواسعة ، فيلقى نظرة على ملتقى النيلين في شبه حلم ، ويعجب لهذا الالتقاء الهادىء الطبيعي، على علم منهما وهنا يتلاقيان كما يتلاقى الحبيبان ويندمجان نيلا واحدا ، فما ندري انهما كانا نيلين من قبل ولا ترى في موضع الالتقاء ما يشير الى شىء من المزاحمة او عدم الاستقرار مما يلاحظ عادة في التقاء ما بين جهتين مختلفين ، وانما هنالك عناق هادىء لين ، وانبساط ساكن حزين .

    فاذا فرغ المشاهد من هذا المنظر الذي لابد انه آاخذ بنظره مرغمه على التأمل ، انتقل الى الضفة الاخرى من النيل الابيض فرأى البيوت الصغيرة مثبتة في الصحراء، ورأى السراب يلمع ويتماوج بعيدا ورأى بعض العربان وراء جمالهم المحملة حطبا تمشي في اتئاد وفتور، ومن ورائها سراب ومن أمامها سراب فكأنما هي تخوض في ماء شفاف . ورأى الى شماله بعض ثكنات الجنود السودايين منبثة هي الاخرى في اماكن متقاربة ، ثم سمع صوت( البوري) يرن حزينا شجيا وسط ذلك السكون الصامت وفي أجور ذلك الفضاء اللامع وتلك الشمس المحرقة، فيحس بشىء من الحنين البعيد والحزن الفاتر المنبسط ويعجب لذلك المكان ما شأن الترام الكهربائي والقنطرة والاوتميبل الذي يخطف كالبرق بين كل آونة أخرى في ذلك الفضاء السحيق.

    واذا سار به الترام قليلا في اتجاه النيل رأى أول المدينة المعروف بالموردة ورأى السفن البخارية الآتية من أعالي النيل واقفة على الشاطيء محملة ببضائع تلك الاماكن الجنوبية كما رأى بائعي الذرة امام حبوبهم المرصوصة في شكل أهرام صغيرة وهم يبيعون للمشترين وينطقون العدد في نغمة اقاعية موسيقية فيها شىء من الملال والترديد الحزين، وفي مثل ذلك المكان كانت تباع الجواري ويباع العبيد في أسواق علنية مفتوحة في عهود مضت، وكان البائعون يتفننون في عرض تلك الجواري بما يلبسونهن من الحلى والزينات .

    فإذا سار الترام قليلا وجد الشماهد نفسه امام قبة المهدي – ذلك الرجل الذي كان له الشأن الكبير في تاريخ تلك البلاد – ورأى تلك القبة مهدمة مهدودة كما رأى الجامع الواسع الكبير الذي بناه الخليفة عبدالله لكي يصلى فيه المصلون أيام الجمع واللأعياد ، فوقف هنيهة يذكر عهدا مضى بخيره وشره وخالجه شىء من إحساس(( الزمان)) الذي لا يبقى على شىء الا مسخه وتركه باهتا شائخا بعد أن كان كله رونق وشباب.

    وهنا يذكر الانسان قصة ويذكر تاريخا ويذكر حروبا أقامت عهد المهدية وتخللته وقضت عليه أخيرا.

    وربما يرى في الشارع القائم بين ذلك الجامع وبين طريق الترام صبيا واضعا رجلا على رجل في حماره القصير وهو يمشي في طريق معاكس للترام ساهم النظر مفتوح الفم ، ينظر الى بعيد من الآفاق ويغمغم بنغمة حزينة ملؤها الشجو والفتور ناسيا نفسه ناظرا في ما حوله نظرة الحالم الناسي.

    ذلك مشهد لن تخطئه قط في شوارع امدرمان . حركة خفيفة ساهية وغناء كئيب حزين كأنما يستعيد قصة مضت ، ويحكي رواية مجد وبطولة عفى عليها الزمان ودالت عليها الحوادث كما تدول على كل عزيز على النفس حبيب الى الفؤاد ، ولم تبق على شىء سوى الغناء والسهوم الكئيب.

    وفي ذلك المنظر يتجسم تاريخ أمة ونفسة شعب رمت به الطبيعة وسط ذلك الجو المحرق ، وتركت له صفات الصدق والبساكة في عالم لا بساطة فيه ولا صدق ! هو شعب من بقية أمم مجيدة طيبة الاورمة ، إضطره الكسب والمعاش أن يهاجر الى تلك البلاد ذات السهول الواسعة والصحراء المحرقة ، فكان تاريخه مأساة تتبع مأساة وماضية كله الجرم والأثم ، وهؤلاء المهاجرون من أذاقوا لسكان الاصليين الألم وساموهم الخسف والعذاب ، كرت عليهم النوبة من أمم أخرى فكان نصيبهم الآلم والتعب والخوف . واذا كل السكان سواسية امام عوامل الجو ودواعي الملال والسأم ومغريات الشعر والذكر وويلات الفر، واذا بكل تلك العوامل المختلفة تترك طابعا خاصا على نفوسهم وسمات خلقهم وسحنات وجوههم لا يخطئها الناظر العارف ، ولا تقل في الدلالة والشاعرية والحزن الكظيم عن تلك الخصائص التي يراها الانسان على وجه الرجل الروسي الحزين!!

    وأبلغ ما يدل على تلك النفسية وذلك الخلق الاغاني الشعبية التي يرددها الكل ، من اكير كبير الى الاطفال في الطرقات والشوارع بل أنني لا اعرف شعبا فتن بأغانيه وأعجب بها فتة السوداني واعجابه بها . فانت تجد الموظف في مكتبه والتاجر في حانوته والطالب في مدرسته والشحاذ والحمار والعامل والمزارع والطفل الذي لا يتجاوز الثالثة ومن اليهم كلهم يغنونها ويرددونها في كل ساعة وكل مكان ، ويأخذون من نغمها وايقاعها معينا لهم يعينهم على العمل ويلهب احاسيسهم بدواعي النشاط والتيقظ الشاعر ، بل بلغ افتتانهم بها أن الرجل ربما يشترى الاسطوانة الغنائية بعشرين قرشا وهو لا يملك قوت يومه وقل ان يمر الانسان بأي شارع من شوارع امدرمان الا ويعثر على انسان او جماعة تدمدم بتلك الاغاني في شبه غيبوبة حالمة وصوت باك حزين !! والاغاني لا يمكن ان تذيع في أمة مثل هذا الذيوع وتحظى بمثل هذا الانتشار اذا هي لم تعبر عن نفسية تلك الامة أتم تعبير.

    وأغرب من ذلك وأدعى الى الدهشة أنهم يرقصون على تلك الاغاني الحزينة الكئيبة ولايرون فيها حزنا ولا كآبة لاعتيادهم سماعها وارتباطها الوثيق بحياتهم . فاذا غنى المغني قائلا (( حبيبي خايف تجفاني )) وكان هذا المقطع الاخير الذي يرددونه مثل (( الكورس)) المسرحي وغناها المغني بصوت عال وترديد شجي ناعم طرب الكل واشتد الرقص وأشتعل النظارة حماسا ونسى كل نفسه في موجة طرب راقص ، فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة كما هي في غيره ماثورة وكان له في آلامه الدفينة البعيدة القرار نعم السلوى عن الحاضر ونعم العزاء عن الآلام والمتاعب وتلك هي نعمة الاستسلام والحنين ومظهر الاستهتار بألم طال وتأصل فانقلب فرحا ونعيما .

    ونفوس االسودانيين واضحة واسعة وضح الصحراء وسعتها وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفاءه وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجههم حتى تحسبهم النساء والاطفال ، وتلك ميزات لامكان لها في حساب العصر لحاضر . وان كان لها اكبر الحساب في نفوس الافراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحبضارة

    لقد رأيت فيها الكثير ما يشابه عالمنا وحياتنا اليوم مع فارق الزمن وعلى حسب علمي يرجع تاريخ القصة الى اكثر من ستين عاما.. فما رأيكم؟؟

    لكم منى احلى المنى.

    ----------------------------------------------------------
    لقد رأيت فيها الكثير ما يشابه عالمنا وحياتنا اليوم مع فارق الزمن وعلى حسب علمي يرجع تاريخ القصة الى اكثر من ستين عاما.. فما رأيكم؟؟

                  

04-20-2008, 05:02 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحبيـب الـحـبوب،
    حـسـن الـجـزولـي،

    زيارتـك اثلـجـت الصـدور،
    طـيب مـش كنت تقول لينا انك حـتـزور ( البوست ) عشان نفرش السجاد الاحمر الشـيوعي ونرش الواطة ب ( ريـحةالسيد علي الميـرغنـي ) فـي سنوات الخـمسينيات كان في مـصنع في كسـلا ملك خاص للسيد علي الـميرغـني وبنتج نوع من العطور اسـمه ( ريحـة السيد علي الـميرغنـي ) وعلي كل قزازة ريـحة صـورة عـمناالـمبارك الـميرغـنـي وهـو لابس العمة والقفطان ومـبتسـم واللـه وحـده يعرف سر هـذه الابتسامـة!!!، كانت فـي مـقولة فـي كسـلا وقتـها انو الفتاة الـمابتتـريح بريـحة مـولانا عـمرها ماحـتـعرس!!!

    وشـكرآ عـلي القصـيـدة التـي شاركت بـها، وبالـمقابل اهـديـكما مـقالة عـن التـرام فـي امدرمان كتبـها الكاتب الناقد الاستاذ معاوية نور.


    امدرمان
    مدينة السراب والحنيين.
    ------------------------

    http://p099.ezboard.com/fndbfrm17.showMessage?topicID=17.topic

    (10/1/03 )

    للكاتب الناقد الاستاذ معاوية نور:


    يدخلها الانسان عن طريق القنطرة الجديدة المقامة على النيل الابيض بعد أن ينهب الترام سهول الخرطوم الخضراء الواسعة ، فيلقى نظرة على ملتقى النيلين في شبه حلم ، ويعجب لهذا الالتقاء الهادىء الطبيعي، على علم منهما وهنا يتلاقيان كما يتلاقى الحبيبان ويندمجان نيلا واحدا ، فما ندري انهما كانا نيلين من قبل ولا ترى في موضع الالتقاء ما يشير الى شىء من المزاحمة او عدم الاستقرار مما يلاحظ عادة في التقاء ما بين جهتين مختلفين ، وانما هنالك عناق هادىء لين ، وانبساط ساكن حزين .

    فاذا فرغ المشاهد من هذا المنظر الذي لابد انه آاخذ بنظره مرغمه على التأمل ، انتقل الى الضفة الاخرى من النيل الابيض فرأى البيوت الصغيرة مثبتة في الصحراء، ورأى السراب يلمع ويتماوج بعيدا ورأى بعض العربان وراء جمالهم المحملة حطبا تمشي في اتئاد وفتور، ومن ورائها سراب ومن أمامها سراب فكأنما هي تخوض في ماء شفاف . ورأى الى شماله بعض ثكنات الجنود السودايين منبثة هي الاخرى في اماكن متقاربة ، ثم سمع صوت( البوري) يرن حزينا شجيا وسط ذلك السكون الصامت وفي أجور ذلك الفضاء اللامع وتلك الشمس المحرقة، فيحس بشىء من الحنين البعيد والحزن الفاتر المنبسط ويعجب لذلك المكان ما شأن الترام الكهربائي والقنطرة والاوتميبل الذي يخطف كالبرق بين كل آونة أخرى في ذلك الفضاء السحيق.

    واذا سار به الترام قليلا في اتجاه النيل رأى أول المدينة المعروف بالموردة ورأى السفن البخارية الآتية من أعالي النيل واقفة على الشاطيء محملة ببضائع تلك الاماكن الجنوبية كما رأى بائعي الذرة امام حبوبهم المرصوصة في شكل أهرام صغيرة وهم يبيعون للمشترين وينطقون العدد في نغمة اقاعية موسيقية فيها شىء من الملال والترديد الحزين، وفي مثل ذلك المكان كانت تباع الجواري ويباع العبيد في أسواق علنية مفتوحة في عهود مضت، وكان البائعون يتفننون في عرض تلك الجواري بما يلبسونهن من الحلى والزينات .

    فإذا سار الترام قليلا وجد الشماهد نفسه امام قبة المهدي – ذلك الرجل الذي كان له الشأن الكبير في تاريخ تلك البلاد – ورأى تلك القبة مهدمة مهدودة كما رأى الجامع الواسع الكبير الذي بناه الخليفة عبدالله لكي يصلى فيه المصلون أيام الجمع واللأعياد ، فوقف هنيهة يذكر عهدا مضى بخيره وشره وخالجه شىء من إحساس(( الزمان)) الذي لا يبقى على شىء الا مسخه وتركه باهتا شائخا بعد أن كان كله رونق وشباب.

    وهنا يذكر الانسان قصة ويذكر تاريخا ويذكر حروبا أقامت عهد المهدية وتخللته وقضت عليه أخيرا.

    وربما يرى في الشارع القائم بين ذلك الجامع وبين طريق الترام صبيا واضعا رجلا على رجل في حماره القصير وهو يمشي في طريق معاكس للترام ساهم النظر مفتوح الفم ، ينظر الى بعيد من الآفاق ويغمغم بنغمة حزينة ملؤها الشجو والفتور ناسيا نفسه ناظرا في ما حوله نظرة الحالم الناسي.

    ذلك مشهد لن تخطئه قط في شوارع امدرمان . حركة خفيفة ساهية وغناء كئيب حزين كأنما يستعيد قصة مضت ، ويحكي رواية مجد وبطولة عفى عليها الزمان ودالت عليها الحوادث كما تدول على كل عزيز على النفس حبيب الى الفؤاد ، ولم تبق على شىء سوى الغناء والسهوم الكئيب.

    وفي ذلك المنظر يتجسم تاريخ أمة ونفسة شعب رمت به الطبيعة وسط ذلك الجو المحرق ، وتركت له صفات الصدق والبساكة في عالم لا بساطة فيه ولا صدق ! هو شعب من بقية أمم مجيدة طيبة الاورمة ، إضطره الكسب والمعاش أن يهاجر الى تلك البلاد ذات السهول الواسعة والصحراء المحرقة ، فكان تاريخه مأساة تتبع مأساة وماضية كله الجرم والأثم ، وهؤلاء المهاجرون من أذاقوا لسكان الاصليين الألم وساموهم الخسف والعذاب ، كرت عليهم النوبة من أمم أخرى فكان نصيبهم الآلم والتعب والخوف . واذا كل السكان سواسية امام عوامل الجو ودواعي الملال والسأم ومغريات الشعر والذكر وويلات الفر، واذا بكل تلك العوامل المختلفة تترك طابعا خاصا على نفوسهم وسمات خلقهم وسحنات وجوههم لا يخطئها الناظر العارف ، ولا تقل في الدلالة والشاعرية والحزن الكظيم عن تلك الخصائص التي يراها الانسان على وجه الرجل الروسي الحزين!!

    وأبلغ ما يدل على تلك النفسية وذلك الخلق الاغاني الشعبية التي يرددها الكل ، من اكير كبير الى الاطفال في الطرقات والشوارع بل أنني لا اعرف شعبا فتن بأغانيه وأعجب بها فتة السوداني واعجابه بها . فانت تجد الموظف في مكتبه والتاجر في حانوته والطالب في مدرسته والشحاذ والحمار والعامل والمزارع والطفل الذي لا يتجاوز الثالثة ومن اليهم كلهم يغنونها ويرددونها في كل ساعة وكل مكان ، ويأخذون من نغمها وايقاعها معينا لهم يعينهم على العمل ويلهب احاسيسهم بدواعي النشاط والتيقظ الشاعر ، بل بلغ افتتانهم بها أن الرجل ربما يشترى الاسطوانة الغنائية بعشرين قرشا وهو لا يملك قوت يومه وقل ان يمر الانسان بأي شارع من شوارع امدرمان الا ويعثر على انسان او جماعة تدمدم بتلك الاغاني في شبه غيبوبة حالمة وصوت باك حزين !! والاغاني لا يمكن ان تذيع في أمة مثل هذا الذيوع وتحظى بمثل هذا الانتشار اذا هي لم تعبر عن نفسية تلك الامة أتم تعبير.

    وأغرب من ذلك وأدعى الى الدهشة أنهم يرقصون على تلك الاغاني الحزينة الكئيبة ولايرون فيها حزنا ولا كآبة لاعتيادهم سماعها وارتباطها الوثيق بحياتهم . فاذا غنى المغني قائلا (( حبيبي خايف تجفاني )) وكان هذا المقطع الاخير الذي يرددونه مثل (( الكورس)) المسرحي وغناها المغني بصوت عال وترديد شجي ناعم طرب الكل واشتد الرقص وأشتعل النظارة حماسا ونسى كل نفسه في موجة طرب راقص ، فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة كما هي في غيره ماثورة وكان له في آلامه الدفينة البعيدة القرار نعم السلوى عن الحاضر ونعم العزاء عن الآلام والمتاعب وتلك هي نعمة الاستسلام والحنين ومظهر الاستهتار بألم طال وتأصل فانقلب فرحا ونعيما .

    ونفوس االسودانيين واضحة واسعة وضح الصحراء وسعتها وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفاءه وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجههم حتى تحسبهم النساء والاطفال ، وتلك ميزات لامكان لها في حساب العصر لحاضر . وان كان لها اكبر الحساب في نفوس الافراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحبضارة

    لقد رأيت فيها الكثير ما يشابه عالمنا وحياتنا اليوم مع فارق الزمن وعلى حسب علمي يرجع تاريخ القصة الى اكثر من ستين عاما.. فما رأيكم؟؟

    لكم منى احلى المنى.

    ----------------------------------------------------------

    لقد رأيت فيها الكثير ما يشابه عالمنا وحياتنا اليوم مع فارق الزمن وعلى حسب علمي يرجع تاريخ القصة الى اكثر من ستين عاما.. فما رأيكم؟؟


                  

04-23-2008, 12:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ابنناالـحبيب الـحـبوب،
    عـمـرو،
    تـحياتي ومـودتي،
    وشـكرآ علي ردك ومـساهـمتك.

    بـخصـوص موضـوع تاريخ القطارات في السـودان ده موضوع شـيق وجـميل خـصوصآ وانه ومـنذ عام 1902 وحـتـي اليوم قطاراتنا بـتمـشي علي نفس القضـبان وعلي نفس الـخط بتاع الزمن داك، مـعقـولة بس انو الـخط الـحديدي بيـن الخرطوم ووادي حلفا ( حـلفا القديـمة ) هـو نفس الـخـط القديـم مازادت عليه الـحكـومات من زمـن الجـنرال كتشـنـر وحـتـي الـمشـيـر ولامـسـمار!!! خـط واحـد من وسـط الخـرطوم يشـق الشـمالية كلها لـحـد اقصـي الشـمال ، مرات مـوية السيل كان بشـيل الـخـط الـحـديدي ويـجـرف الفلنكات وتنقطع الـمدن الشـمالية عـن بعـضها البعـض بالاسابيع!!.

    فـي سـنوات الخـمسينيات كانت الـمواعـيـد ( انـجـليزية!!) ومافيـها اي تاخـيرات للقطارات. الضابط الانـجليزي كان بـقيف تـحـت جـرس الـمحطة وبعاين فـي سـاعـتو واول ماتـجـي الساعة سـبعة صـباحآ يقوم يصـفر ويضـرب الـجرس والقطر المـاشي للشمالية يتـحـرك يوصـل عـطبـرة فـي الـمواعـيـد وبعـد يتـحرك القطر النظيف الانيق الفيه مطـعم يقـدم خـدمات مـمتازة واكل يكفي كل الركاب، يوصـل حـلفا تانـي يوم بالـمساء. نركب البواخـر السـودانية لـحـد اسـوان نلقي القطارات الـمصرية جـاهـزة نـدخـل القاهـرة صـباح اليوم التاني. الرحلة من الخرطوم كانت بتـدوم بالضـبط 4 أيام.

    بعـد ماألت الامـور للسـودانييـن وحـصـل سـودنة للقطارات وللـموظفييـن وبقينا نقول سـكك حـديـد السـودان بـدل ريل سـتيشـن وناكل لقيـمات وقرقوش بـدل بفتيك واسـكلوب، ونقعـد جـوة القطـر ننتظر السـواق لـحـد مايكمل فطورو ويشرب شـايو وجـرس الـمحطة اخـد الـمعاش ومـعاه الساعـة الكبيـرة!!!. انا القـدامك ده مرة سافرت من الخـرطوم للقاهـرة فـي 11 يـوم!!. القطر ده وقف فـي نـص الصـحـراء وقبل حـلفا والسـبب انو فـي واحـدة بتولـد!!! شـفت لك ولادة 9 ساعات !!!وماكان فـي تسلية فـي القطر الا كـوكان 14!!.

    غايتو لو عاوز حـكاوي عـن قطارات زمان امـشـي للناس العجائز وهـم مرجـع وتاريـخ.

    --------------------------------------------------------------

    القطار في الاغنية السودانية.
    ------------------------------
    المنتدى العام ل(سودانيز أون لاين ) دوت كوم م
    مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م:
    ( القطار في الاغنية السودانية ).

    08-04-2007,
    محمد الامين محمد:

    قطار الشوق:
    -----------------
    القطار المر
    يالشلتو رجعويالقطار
    القطر الشالك انت يتكسر حتة:

    وكميات وكميات من القاطرات في الاغنية السودانية
    هل القطار هو ملهم كثير من الشعراء في السودان
    ولنبداء بركوب كل قطار لنري الي اين سنصل....
    ------------------------------------------------

    1 - سلمى الشيخ سلامة:
    السكة حديد وجدان الانسان السودانى
    ارتبطت السكة الحديد بوجدان الانسان السودانى ايما ارتباط ، فكانت هى منفذالفرح الذى يبتغيه ، حين يكل من العناء فانه يطلب اجازة ، وهذه الاجازة مرتبطة بالسفر والسفر من ثم مرتبط بالسكة الحديد ، والسكة حديد يعنى ان يتعارف الناس فى القطار اسوة باى قطار فى العالم كانما كل القطارات على موعد مع التعارف ففى كل انحاء العالم تجد الناس يتعارفون ، خذ عندك قطار الشرق الذى كان مكانا للجريمة التى كتبتها اجاثا كريستى ، ليس مجانا بل عن سابق معرفة وترتيب مسبق ، لكن فى السودان الامر يختلف عما هو لدى اجاثا كريستى ، حيث هنالم تدخل الحضارة الى ذلك النفق المظلم ، ما زالت الاشياء تحركها القبيلة والدوافع يحركها التعارف لمجرد التعارف لا للقتل او غيره ، المهم ان القطار فى السودان استولى على جزء كبير من وجدان الناس منذ ان دخل الى السودان فى اواخر القرن قبل الماضى مع حملة كتشنر التى غزا بها السودان ، فهل لولا غزو كتشنر للسودان معنى ذلك اننا لم نكن لنشهد السكة الحديد ؟ مجرد سؤال
    الاغنية السودانية وعلاقتها بالقطار الغناء لدينا مرتبط وكثيرا بالاحداث او المواقف ، وفى ما خص القطار فاننا واجدون ان الغناء قدم الكثير للقطار منذ الازل وحتى الان بلا توقف ، وجدان كامل لاناس عشقوا القطار واحبوه كثيرا خلق لهم معادلات حياة تختلف عن كل ما عداها ففى القطار كم تغزل الشعراء ، لا يهم ان تكون الرحلة تعيسة او حبيبة لكنها بالقطار سو ى احيانا نجد انهم يلعنونه لكنه ما يزال مع ذلك يحرك كثيرا من الدواخل تجاهه لانه الاكثر صناعة للعلاقات الاجتماعية بين الركاب مهما كانت درجاتهم الاجتماعية او مقاعدهم فى الدرجة الاولى او الرابعة انه القطار وكفى يتحرك الآن القطار المحبوب يقف على حافة الرصيف ( مستنى)لكنه حانق على القطار رغم انه يحبه فى داخله
    من بف نفسك يالقطار
    ورزيم صدرك قلبى طار وين الحبيب؟
    انت شلتو جيبو يالقطار
    وتستمر الاغنية ماخذة من القطار موقفا حادا لكنه الحبيب الذى لا يمكن ان (ينفات )فهو قطار الشوق لكنه مفرق( الحبان)
    القطار فرقنا
    آه حزنا ملكنا
    باتصالنا الروحى برانا نحنا برعنا
    الوداع ياحبيبى وربى ليك يصون
    الفارقت ما لقيتا
    الليلة وين يا روحى
    يا له من قطار ويالها من فرقة تتصل عبر الروح لكنه القطار
    فى الرصيف مستنى ولى ثوانى بهاتى
    السلامة سلامة
    يا ليل سلامة سلامة سلامة
    وهو القطار المرّ ( فيهو مر ّ حبيبى ) لكنه حين ينتوى السفر فان الوسيط الروحي هو القطار فى تلك الايام من منتصف الستينات او السبعينات وقبلهاايام القرشى فى الخمسينات لكنه
    القطر القطر نويت السفر
    هكذا يصيح فيناالفنان سيد خليفة بروحه المرحة ليذكرنا ان القطار هو الوسيط الانجع فى السفر لانه يستخدم صيغة التاكيد اللفظى ( القطر القطر )او هو حامل من حاملات الاشواق بين الناس خاصة الذين يعشقون الحياة وبعضهم البعض
    قطار الشوق متين ترحل ترسينا
    نزور بلدا حنان اهلا
    ترسى هناك ترسينا
    وهنا مربط الفرس مكان بعينه وزمان مفتوح على الحبيب
    نقابل فيها ناس طيبين
    فراقن كان ببكينا
    يا قطار الشوق متين توصل
    حبيبنا هناك راجينا
    متين تحضن عويناتو لامتين يرجع يحيينا
    والقطار الذى كان معجزة القرن التاسع عشر والذى حول مجرى التاريخ فى كثير من الدول والامصار فعل نفس الامر فى السودان الذى ليس هو بمعزل عن مجريات الاحداث فى العالم دخل الى حيز القصيدة الشعرية فكانت ( قطار الغرب ) للشاعر محمد المكى البراهيم والغنائية من خلال عوض الكريم القرشى وغيره من الشعراء ، دخل الى المسرح فكان رهينا بعبد الله على ابراهيم فى خالدته ( السكة حديد قربت الماسافات .. وكثيرا ) ثم انه فى الاذاعة خلال المسلسل الخالد الذى كتبه الشاعر والمسرحى النابه هاشم صديق ( قطر الهم ) وتلك صفة اتسم بها القطار فى السنوات الاخيرة من السبعينات و الثمانينات حين بدا العد التنازلى للسكة حديد
    لكن تبقى السكة الحديد احد مكوناتنا الاجتماعية حيث ما زالت الاواصر منعقدة لابناء تلك المحطات منذ عشرات الاعوام فمنذ ان كنا فى محطة القضارف مانزال نذكر حتى اليوم بعض جيراننا وهم يفعلون ، نلتقى عنوة وصدفة سواء فى الابيض او فى الخرطوم لكننا نلتقى وبيننا يمتد سماط الحديث الشهى عن السكة الحديد واهلنا الطيبين من الاباء والامهات والاصدقاء والمعارف
    ------------------------------------------------------------
    abubakr - 2:
    الله يديكم العافية .. انا ود سكة حديد ...زي سلمي .. من محطة الي محطة .. "صفر" وصفارة القطر ما واحدة .. كل قطر صفارتو شكل .. المشترك براهو والاكسبريس براهو والبضاعة براهو والمناورة كمان براهو ....
    وانا في مقتبل العمر ودون مراجعة لدرس الجغرافيا وصلت الخليج بكان ما انا في لشغل قت برجع بعدو في ظرف سنة سنتيين ولكن ياها القعدة .. اهم ما في صبري الطويل هو انني عندما اتيت هنا دهشت اندهاشا عظيما لانهم ما عندهم قطر ...وانتظرت القطر ثلاثيين سنو والان قاعديين يبنو سكة القطر بس فوق ما زي حقنا عايز ليهو عربة دريسه لما القضبان تطلع من الشريط ....
    قطرنا كان عالم .. ما يهم في الرابعة او الثالثة او الثانية او الاولي او النوم او الاستناتوروالبوفيه او عربية الفرملة والبوستة وحتي عربية السواقيين ..

    في محطة زي جبل دود او جبل بيوت ما في غير قطية الناظر والمحولجي ومكتب الناظر والمحولجي وفي الليل المشترك يجي فوووووك .. حكاية ... لكن في عطبرة زحمة قطارات وصفافيير ما تدييك الدرب وحديد كتير وبسكليتات كتيرة وقطار الشوق ....
    -------------------------------------------------------------------

    3 - صلاح الأحمر:

    وهذه من أغنية أعجبتني في سبعينات القرن الماضي
    لاأدري من تغنى بها، لكنه في الغالب ومع كل الإحترام
    أحد البكاسي الذين ملأوا الساحة حينها واختفوا كما
    ظهروا في لمح البصر.ورحم الله الرائع أبو داؤود.
    جاء فيها..
    القطر قام خلاني ألفين سلام يامسافر

    فارقنا ماودع وخلانا نتوجع

    لارد لينا سلام ولاقال بتين برجع.

    ثم حكاية اخرى مع القطار
    كانوا رهطا من أبناء جلدتنا في العراق الجريح خلال
    السبعينات أيضا.قطنوا في أحد أركان حي العامرية
    ببغداد.كلمااجتمعوا ذات سهر في مساءات عاصمة الرشيد
    تمثلوا أبا نواس وهو يعب كاسات المدامة علنا علي
    شط دجلة الحاني، فيسكر السمار في غياب ا لخمار وتتصاعد
    أبخرة عرق (مسيح)إلى يوافيخهم.يغالبهم الشوق ويضنيهم
    الحنين إلى ضقاف النيلين ومراقد (عزاتهم) فيصدحون
    لكبد الليل البغدادي أنيناوشجى..
    القطار المر فيهو مر حبيبي
    ياريت علي ما مر يا الشلت محبوبي.
    لم يكونوا يستحضرون غير هذا البيت اليتيم من رائعة
    الشفيع طيب الله ثراه.
    جارهم العراقي كان رجلا طيبا.لكن حياته تمضي كدقات
    الساعة.ليس له كثير ارتباطات أوكبير علاقات بجيرانه
    سيما هؤلاء العزاب الأغراب. علاقته بهم لم يكن ينقصها
    الإحترام الذي تحده التحايا لاأكثر ولاأقل.
    في كل ليلةوبعد أن ترتوي النفوس برحيق العنب والتمور
    وتتراقص الرؤوس بتواتر الكؤوس ترتفع عقيرة جماعتنا
    بصوت واحد في مختلف الطبقات..
    القطار ال..
    استمر الحال شهورا حتى طفح الكيل بالجار العراقي المهذب
    ليقتحم في الهجيع الأول من الليل دار جيرانه العزاب
    صائحا في غضب..
    ياشباب هوستونا..يا قطار؟ يا بطيخّ؟ انتم ماتستحون؟
    يعني بالواضح كده ..قطر شنو وزفت شنو؟
    سقا الله أيام بغداد الأثيرة فلي فيها ذكريات بطعم المنى.
    والتحية للراوى الأخ الحبيب /علي أحمد حمدان ومصطفى
    أبو الدرش وعم عبده ومحمد حسن الباشا وقاسم وشيخون
    وأستاذي بكري خليل.ولكم جميعا المحبة والتحايا.
    ---------------------------------------------------
    4 - بكري الصايغ:
    .... غـنـي المـرحـوم ابراهـيم عـوض:

    قــطـاره اتـحـرك شـويـة شــويـة
    وانامـن بعـيـد شـفتـو لـوح لـــي
    بـكـت عـيـنيـه، وبكـت عيـنـــــي
    يـااللـه مـتيــن رحـمـاك عـــلي?.

    مـثل سـودانـي: " قـطـر عــجـيـب يـودي يـودي مـايجـيـــب".

    نحـنا سـكــان حـلفاالـقـديـمـة عـندما يغادر احـدآ مـنا بالقطار الـي الخـرطوم نقـول عـن هـذاالـمسافـر انه " مـسافـر للسـودان"!!!.
    ----------------------------------------------------------------

    5 - عماد شمت:

    تشكر اخ محمد الامين اولا علي الاغنيه وربنا يرحم زنقار

    ياسايق القطار قوم بينا لي بنت الشمال ودينا

    حرك قوم سريع ياخينا المريود هناك راجينا ....

    الفنان زكي عبدالكريم متعه الله بالعافيه ...

    قطارو حلا ياناس قطارو حلا ترك لعمري الالام والمذله ..رحم الله ابوداؤد.
    -------------------------------------------------------------------

    لكـم مـودتـي.
                  

04-23-2008, 01:26 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ومـزيـد من تاريـخ القطارات.

    صباح الـخير أيتها السكة الحديد ..!
    ---------------------------------------------

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    النكبة بدأت من مايو .. فتدحرجت من قمة الجبل إلي القـــاع ..!
    «الإنقاذ» لم تقاتل أو تنازل السكة الحديد نقابياً أو سياسياً .. ولكنها فعلت بها ما هو أخطر وأكبر ..!
    هذا الناقل لعب أدواراً وطنية عظيمة .. فلماذا المعارك ضده ولماذا الخصخصــة ..؟!

    الكل يعلم أن نكبة السكة الحديد - وتدحرجها من قمة الجبل إلى القاع بدأت في مايو.. أو خلال نظام مايو.. حيث قاوم نظام نميري وطنية وبطولة السكة الحديد ومواقفها الوطنية من خلال - تكسيرها - نقابياً عندما أنشأ ما سُميَّ بالكتيبة الإستراتيجية التي كانت - تقود القطارات - وتقوم بمهام الأقسام الأخرى لإفساد الإضرابات وإضعاف أثرها وهو إجراء أدى إلى أن تفقد السكة الحديد أهم أسلحتها في المعارك ضد نظام مايو 1969 - 1985..!
    بعد العام 1977 - عام المصالحة الوطنية دخلت الجبهة الإسلامية القومية - طرفاً في الحكم وأحدثت المزيد من الإضعاف لدور السكة الحديد النقابي والوطني حيث أوجدت - الجبهة - لنفسها موقعاً وسط القيادات النقابية للسكة الحديد وغيرها من المرافق المهمة والتي كان الربط بين مطالبها الفئوية والوطنية يحد من بطش وتسلُّط الأنظمة القهرية والشمولية المستبدة..!
    وكان دور السكة الحديد - الوطني - منذ معارك الإستقلال 1945 - 1956 - له أثر كبير إن لم نقل رئيسي في إنجاز إستقلال السودان - نظيفاً مثل «الصحن الصيني» كما قال أحد صناع الإستقلال إلى أن جاء الإنقلاب العسكري الأول بقيادة الفريق عبود والذين معه 1958 - 1964 حيث كان للسكة الحديد النقابة - الدور الرئيسي الأبرز في كل المعارك ضد الديكتاتورية النوفمبرية تلك إلى أن إنهارت الديكتاتورية تلك لتحتفي السكة الحديد مع المحتفين - وهم كل أو جل شعب السودان - بنهاية أول إنقلاب عسكري في تاريخ السودان والذي لم يكن هو الأخير بكل أسف..!
    وكما أسلفنا فإن مايو هي التي قادت المعركة ضد السكة الحديد وأضعفت دورها الوطني والنقابي ولكنها - أي مايو - لم تفعل ما فعلته الإنقاذ.. التي لم تقاتل أو تنازل السكة الحديد نقابياً أو سياسياً بل فعلت ماهو أخطر وأكبر عندما دخلت بها - عالم الخصخصة - حيث سمع الناس ولأول مرّة في تاريخ - كل سكك حديد العالم - بقطار - ملاكي - هو قطار صديقنا «شيخو» الذي لم يؤجر الخط والقطار الحكومي فقط بل واستورد وابورات سحب - ووضعها على الخط الحديدي لتتوسّع بعد ذلك عملية الخصخصة للسكة الحديد حتى بلغ عدد المستثمرين والمؤجرين خطوطها وخدماتها نحو العشرين - تاجراً - لتبقى إدارة وعمال السكة الحديد - خداماً - لهؤلاء المستثمرين الذين جاءوا من كل حدبٍ وصوب لينوبوا عن السكة الحديد في النقل والترحيل وليحققوا من وراء هذا الإستثمار أرباح طائلة لو منح ربعها للعاملين بالسكة حديد لأصبح هذا المرفق المهم كما قال عنه الرئيس البشير ووعد بأن يدعمه عندما قال: لا بديل للسكة الحديد إلاَّ - السكة الحديد -..!
    الآن وقد أتت الرياح بما لا يشتهي الرئيس ويريد حيث - خصصت السكة الحديد من خلال سبع شركات أو مستثمرين أو عقود.. مدى كل عقدٍ منها عشرين عاماً..!
    إن «الوطن» وهي تنشر وجهة نظر النقابة.. وتنشر أيضاً واحداً من عقود الإستثمار السبع تودُّ أن تُصعِّد قضية السكة الحديد لمحكمة الرأي العام، وللحادبين.. وللمختصين لعلّ وعسى..!
    --------------------------------------------

                  

04-15-2008, 02:04 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)



    كل سنه وإنت طيب يا أستاذ كمال ..
    وكل سنه وإنت مستمر ، ومبدع ..

                  

04-15-2008, 02:12 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: طلال عفيفي)

    شكرا بكري وأنت تحتفي بهذا الشامخ الاستاذ كمال الجزولي
    فهو قامة سامقة في الادب والصحافة والقانون.
    متعه الله بدوام الصحة والعافية.
    نقول له معكم " كل سنة وإنت اطيب ما يكون ايها المناضل الجسور.
                  

04-15-2008, 02:26 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: طلال عفيفي)







    الأخ بكري ، فرغت قبل ساعات من قراءة كتب "إنتلجنسيا نبات الظل "
    الذي تفضل أستاذ كمال علي بإهدائه ؛ وهو عبارة عن ثلاث مباحث قيمة
    وأخاذة تمر بتاريخنا العجيب ، تستجليه وتساءله ..

                  

04-15-2008, 05:52 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: طلال عفيفي)

    العمر المديد

    للشاعر المجيد
    ةالكاتب الضليع
    السياسى الصلب


    الاستاذ كمال الجزولى
                  

04-15-2008, 05:52 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: طلال عفيفي)

    العمر المديد

    للشاعر المجيد
    ةالكاتب الضليع
    السياسى الصلب


    الاستاذ كمال الجزولى
                  

04-15-2008, 05:52 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: طلال عفيفي)

    العمر المديد

    للشاعر المجيد
    ةالكاتب الضليع
    السياسى الصلب


    الاستاذ كمال الجزولى
                  

04-15-2008, 07:39 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
!! (Re: بكري الصايغ)

                  

04-15-2008, 09:10 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحبيب الـحبوب،
    الفاتح ميرغني

    تـحـية عـطرة،
    والـف شـكر علـي مـساهـمتك وتعليقـك.

    اعـجـبنـي هـذا الـمقال واقـدمـه هـدية لك ولكـمال الـجـزولـي مـع تـمنياتي بالاستمـتاع بـه.
    ولك مـودتـي.
    ___________________________________________

    بوشكين والقرآن الكريم.
    --------------------
    عـرض : حواس محمود

    بوشكين والقرآن الكريم
    تأليف : مــالك صقــور ،
    دمشق ، دار الحارث ، ط1، 2000م
    ---------------------------------

    يُعد كتاب "بوشكين والقرآن" حدثاً ثقافياً متميزاً ، وإضافة هامة إلى رصيد الاهتمامات الغربية بالثقافة والتراث الإسلامي والعربي ، ويقول مؤلف هذا الكتاب الأستاذ مالك صقور: قلة هم الذين يعرفون بوشكين في وطننا والأقل يعرف أن الشاعر الروسي الكبير هذا قد كتب قصيدة بعنوان"محاكاة القرآن" ، أهتم بوشكين بالقرآن وأعجب به بل شغف به شغفاً عظيماً ، ومن فرط إعجابه تأثر بآياته وبسيرة وشخصية النبي العربي محمد ?، فكتب قصيدة من تسعة مقاطع مختلفة هي بحد ذاتها قصيدة "محاكاة القرآن" موضوع الكتاب .

    الهدف من الكتاب :
    -------------------
    يرى المؤلف أن الهدف من هذا الكتاب هو تسليط الضوء على تأثير الثقافة العربية الإسلامية في الثقافة الروسية بشكل عام ، وتأثير القرآن الكريم في بوشيكن بشكل خاص ، وتأثر بوشكين بشخصية النبي العربي ?، من خلال إبداعاته التي استلهم موضوعاتها وأفكارها من الثقافة العربية ومن القرآن ومن السنة النبوية .

    روسيا والعرب : تعود علاقة روسيا بالعرب إلى عصور قديمة عصور الفتوحات الإسلامية وعصر الخلافة العربية التي يسرت وصول التجار العرب المسلمين إلى الشمال الروسي (يؤكد على ذلك المؤرخ وول ديورانت صاحب العمل الضخم قصة الحضارة) ، ويؤكد المستعرب الكبير اغناطيوس كراتشكوفسكي أن اسم العرب قد ورد في مخطوط قديم جداً ، يعود إلى القرن الحادي عشر الميلاد هو "حكايا السنين الغابرة" ويقول بأنه نتيجة وصول التجار العرب والمسلمين إلى المدن الروسية ، ونتيجة الاحتكاك مع الشعوب المجاورة التي تعتنق الإسلام ، وكذلك ذهاب الحجاج الروس المسيحيين إلى فلسطين دخلت اللغة الروسية الكثير من الكلمات العربية التي ما زال بعضها يستخدم حتى الآن ، هذا وتجدر الإشارة إلى أنه من الذين لعبوا دوراً هاماً في نقل الثقافة العربية إلى روسيا كان الشيخ محمد عياد الطنطاوي – الأستاذ بجامعة سانت بطرسبورغ ، والمستشار "برتبة عقيد" ففي عام 1919م تم الاحتفال بالذكرى المئوية لجامعة سانت بطرسبورغ وقد بدأ بالاستعداد لهذا الاحتفال قبل الثورة ، ويمكننا الاستنتاج – في نهاية هذه الفقرة – أنه منذ مطلع القرن التاسع عشر بدأ تأثير الأدب العربي في روسيا واضحاً جداً فقد كتب سينوفسكي "قصص شرقية" وترجمها إلى الروسية بولدوف ، وقد أعجب بوشكين بها ، وخاصة قصّة "فارس الحصان الأشقر" ص42 .


    الموضوعة العربية في إبداع بوشكين :
    ---------------------------------

    يرى المؤلف أنه من الطبيعي جداً لشاعر مرهف جداً أن يعكس الجمال الغرائبية ، وسحر الطبيعة التي رآها وعاش في أحضانها ويتأثر بالأعراف والعادات والتقاليد للشعوب الإسلامية التي عاش بينها فترة نفيه في الجنوب ، لكن سرعان ما انعكست حياة الشعوب الإسلامية وتأثرها بالثقافة العربية في أشعار بوشكين وقد تجلى ذلك في قصائد كثيرة نذكر منها "إلى نتاليا" و "إلى أختي" و "أيتها الفتاة" و "الوردة ، مكبل أنا بالأصفاد" .

    ويعتمد بوشكين على "ألف ليلة وليلة" في ملحمته الشعرية الأسطورية "رسلان ولودميلا" والتي كانت سبب شهرته الواسعة وهو في مقتبل العمر إذ يأخذ بوشكين الفكرة الرئيسة التي بني ملحمته عليها من هذه الحكايات (المقصود حكايات ألف ليلة وليلة) والفكرة هي خطف العروس في ليلة زفافها من بين المحتفلين بالعرس ..
    لقد تأثر بوشكين بسيرة الرسول ? فكتب قصيدة بعنوان : "المغارة" يقول فيها :
    "وفي المغارة السرية
    في يوم الهروب
    قرأت آيات القرآن الشاعرية
    فجأة هدأت روعي الملائكة
    وحملت لي التعاويذ والأدعية"
    هذه الأبيات تؤكد مرة أخرى أن بوشكين أطلع على سيرة الرسول ?ويعرف تفاصيل الهجرة ، وقصة لجوء الرسول وصاحبه أبي بكر الصديق إلى غار حرّاء ، وملاحقة المشركين لهما ، ونزول آية 40 من سورة التوبة . ص83 .

    محاكاة القرآن الكريم :
    ----------------------

    تتألف قصيدة "محاكاة القرآن" من تسع مقطوعات مختلفة الــطـول والـبـحـر وتتنـاســب مع الآيات القرآنية التي اقتبس منها بوشكين وأســـس عليها أشعاره ، وقد وضع أرقاماً باللاتينية لهذه المقطوعات من واحد إلى تسعة ، ويسمى المؤلف مقطوعة أو منظومة بدلاً من القول "قصيدة" لأن العنوان العام هو "المحاكاة" .

    المحاكاة الأولى :
    -----------------

    يستهل الشاعر قصيدته بالقسم مقتبساً شكل القسم الوارد في القرآن الكريم مستخدماً كلمة "أقسم" بدلاً من (واو) القسم ، لأن اللغة الروسية لا يوجد فيها حروف القسم ، وتأكيداً على جواب القسم يتابع الشاعر في الرباعية الثالثة من المحاكاة قائلاً : "ألست أنا الذي سقيتك
    يوم العطش بماء الصحراء؟..
    أما وهبتك لساناً فصيحاً
    وعقلاً راجحاً فوق كل العقول؟
    أما في الرباعية الأخيرة عند بوشكين فيأمره : كن رجلاً شجاعاً ، ولا يكتفى بهذا ، بل احتقر الغش والخداع ، وأجعل الحقيقة هدفك ، اتبعها وبشر به ، والرباعية الأخيرة هي صوت الشاعر ، إذ جعل هذا النداء بروح القرآن ، مخاطباً الثوري في أيامه ليشحذ الهمم ويحرض على الانتفاضة .

    المحاكاة الثانية :
    ----------------------

    يقتبس الشاعر أبيات المحاكاة الثانية من سورة الأحزاب الآيات : 32 ، 33 ، 54 متنقلاً إلى موضوع آخر ، وهو موضوع العظمة والحشمة والخطيئة متخذاً من هذه الآيات مثالاً يُقتدى به ، من حيث تعلم الآداب العامة ، وحسن السلوك ، سواء في موعظة النساء أو في آداب الضيافة وحسن التصرف في حضرة الرسول الكريم ، الذي يكره الثرثارين ، والكلام الفارغ ، وضياع الوقت في التوافه ، فيما يستحي الرسول أن يطلب إلى الضيوف التخفيف من الزيارة أو عدم الإطالة بالأحاديث عديمة الجدوى (ولكن الله لا يستحيي من الحق) ويمكن إيجاز مدلول هذه المحاكاة بأن بوشكين قد حاول أن يدخل إلى الحياة الاجتماعية من خلال تلك الآيات .

    المحاكاة الثالثة
    ----------------------

    يتناول الشاعر في هذه المحاكاة موضوعين رئيسيين وهما :
    1 – يتناول موضوع التكبر والغرور ، يقول : "لماذا يتكبر الإنسان
    ألانه جاء عارياً إلى هذه الدنيا
    أم لأنه يعيش عمراً قصيراً
    أو لأنه يموت ضعيفاً كما ولد ضعيفاً"

    2 – يتناول في الرباعيتين الأخيرتين من هذه المحاكاة وصف يوم القيامة ، وقد استلهم أفكاره من الآيات 18 و 40 من سورة النبأ ، والآيات 33 إلى 42 من سورة عبس مستخدماً الصورة ذاتها ، وحتى الكلمات دون تعديل تقريباً :"فيهرب الأخ من أخيه
    ويفر الابن من أمه"
    وفي القرآن ?يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه? عبس33

    المحاكاة الرابعة :
    ---------------------

    يستلهم بوشكين هذه المحاكاة المؤلفـــة من مقطع واحــــد وأربعة عشر بيتاً من الآية الكريمة 258 من سورة البقرة ، وتختلف المحاكاة الرابعــة عن غيرها – برأي المؤلف – لأن بوشكين اكتفى بمضمون النص القرآن عدا الأبيات الثلاثة التي يستهل بها هذه المحاكاة التي تدين التكبر والغطرسة ، وجنون العظمة ، والتي كان يكرهها بوشكين ، وربما لهذا اكتفى بمضمون الآية الواضح وعقاب الله لهؤلاء وإذلاله لهم .

    المحاكاة الخامسة :
    --------------------

    يتابع بوشكين في المحاكاة الخامسة استلهامه لآيات القرآن التي تشير إلى قدرة الله تعالى مثل الآية العاشرة من سورة لقمان ?خلق السموات بغير عمد? ويوشكين يقول : هامدة هي الأرض ، أو ساكنة في حركتها الظاهرية ، مستمداً من قوله تعالى : ?وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلهم يهتدون ، وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون? (الأنبياء 31-32) ، ثم ينتقل إلى آية النور بالمعني الديني المباشر ، وبالمعني المجازي ، ثم ينتقل إلى قدرة الله الخالق القادر الذي ينعم على الأرض بالماء والفيء وينتهي في الرباعية الأخيرة :
    "هو الرحيم على محمد
    أنزل القرآن المقدس
    بتنزيله : نقلنا إلى النور
    وانقشعت الغشاوة عن العيون"

    المحاكاة السادسة :
    ---------------------

    يؤسس بوشكين المحاكاة السادسة على آيات من سورة الفتح وعلى آية من سورة آل عمران ، مستلهمماً آيات الجهاد ، من أجل نضاله ونضال رفاقه الذين كانوا يستعدون لانتفاضة شهر كانون الأول التي أطلق عليها "الديسمبربين" .

    المحاكاة السابعة :
    ------------------------

    تختلف المحاكاة السابعة عن غيرها ، إذ لا يستخدم الشاعر التربيع ، ويكتفي بمقطع واحد من أثنى عشر بيتاً وشطراً وتأتى بعد ، النصر ، والفتح ، فيقدم الشاعر صورة الرسول المنتصر ، مفرقاً بين (صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق) أي مبشّراً بالنصر ، وبدخول المسجد الحرام ، وبين الرؤيا المخادعة والمخاتلة ، والأفكار الحزينة ، وتأتي مرحلة الاستقرار النفسي ، وعلى الرسول المجاهد والمحارب والمنتصر ، أن يقوم للصلاة ، ويتفرغ لقراءة القرآن الذي يطلق عليه الشاعر (الكتاب السماوي) ، وتارة أخرى يطلق عليه : القرآن .

    المحاكاة الثامنة :
    ---------------------

    يؤسس بوشكين هذه المحاكاة على الآيات التي تركز على العطاء وعلى الصدقات والزكاة وعلى فعل الخير ، كما ويركز على يوم الحساب الرهيب ، يوم يتساوى الجميع أمام الحق وعلى الصراط ، ولا يشفع عند الله إلا عمل الخير ، من هنا جاء شعر بوشكين وقد فهم يوم الحساب ، يوم القيامة حيث يقول :
    "وفي يوم الحساب الرهيب يتساوى الحقل والغيم
    ايه يا ناشر الخير
    نتائج أعمالك ستعود إليك"

    المحاكاة التاسعة :
    -----------------------

    هذه المحاكاة الأخيرة جاءت في ستة مقاطع ، كل مقطع من ستة أبيات ، على خلاف سابقاتها ، وقد أخذ الفكرة من سورة البقرة والكهف ... وفي هذه المحاكاة حاول بوشكين أن يصور عام السبيل في الصحراء تصويراً واقعياً حيث يلقى كل عابر سبيل في الصحراء المصير ذاته ، فالقيظ الشديد ، والعطش ، وفقدان الماء ، وكثافة الغبار ..

    دوافع اهتمام بوشكين بالقرآن:
    ____________________________
    يعيد المؤلف أسباب اهتمام بوشكين بالقرآن الكريم إلى اربعة أسباب هي :

    السبب الأول :
    ________________

    يعود إلى اهتمام أوروبا بشكل عام ، واهتمام روسيا بشكل خاص بالمشرق العربي وثقافته ، وبو شكين بالذات كان على دراية تامة باهتمام أوروبا ومنها روسيا بالثقافة الشرقية والإسلامية والعربية .

    السبب الثاني :
    _________________
    يعود إلى دوافع ذاتية تتعلق بأصول بوشكين الشرقية – الأفريقية الإسلامية وجذوره ، ونسبه ، إذ ينّحدر بوشكين من جهة أمه من أصول أفريقية – إسلامية ، فجّد أمه هو الزنجي إبراهيم هانيبال الذي خلده بوشكين باشعاره ، وكتب عنه رواية قصيرة بعنوان "عبد بطرس العظيم"

    السبب الثالث :
    ________________

    يتعلق بموهبته وقدراته العقلية التي كانت بلا حدود من حيث استيعاب ثقافات أخرى تغني الثقافة الروسية ، وتفاعلها في ذهنه ليغني من ثم الشعر القومي الروسي بخلاصة هذه الثقافات والحضارات الأخرى التي اطلع عليها ومنها الثقافة العربية الإسلامية الغنية التي كانت أوروبا ومنها روسيا ، تفتقر لهذه الثقافة الواسعة بنماذجها الخيرة ، وصورها الإبداعية الرائعة .

    السبب الرابع :
    _________________

    وهذا السبب يتعلق بالزمان والمكان ، ويعني ذلك المناخ السياسي والوضع الاجتماعي ، والحالة النفسية للشاعر ص142 .
                  

04-16-2008, 01:35 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحبيب الـحبوب،
    mohmmed said ahmed
    تــحـية طـيبة،
    وسـررت لقـدومك الـطيب.

    كييف.
    ------------

    منتديات ستوب > المنتديات الثقافية.

    تقع أوكرانيا في الجزء الجنوبي الغربي من أوروبا، عاصمتها كييف، تحدها روسيا الاتحادية شمالاً وشرقاً، وروسيا البيضاء شمالاً، وبولندا و التشيك والمجر غرباً، ورومانيا ومولدوفا والبحر الأسود جنوباً. وتعتبر أوكرانيا أكبر دولة أوروبية بعد روسيا الإتحادية مساحةً، تتكون من 24 منطقة بالإضافة إلى جمهورية القرم ذات الأغلبية الإسلامية التابعة لها، تطل أوكرانيا على كل من البحر الأسود و بحر القوقاز، وتجري بها العديد من الأنهار و أشباه الأنهار، كما تنتشر بها بحيرات متعددة، وتمتد سلسلة جبال الكربات إلى الغرب من أوكرانيا و جبال القرم إلى الجنوب.

    وتعتبر مدينة كييف واحدة من أجمل المدن الأوروبية إن لم تكن أجملها على الإطلاق. فكييف مدينة حديثة بكل المقاييس السياحية تجمع بين جمال الطبيعة الأوروبية وحب الماضي العريق ومتاحفه التي تدل عليه، والحياة العصرية الحديثة، فكييف بحق مدينة كل العصور. ويمكن للسائح وزائر كييف أن يقضي وقته في الكثير من البرامج التي تقدمها المدينة حسب الرغبة، فمن يحب البحر والسباحة وصيد الأسماك فهناك الكثير من الشواطئ والمراسي والأندية البحرية والألعاب البحرية المتوافرة على طول نهر دنيورو الشهير، وما عليه سوى أن يبدأ انطلاقته من شاطئ باتون وأخذ الاسم من اسم البرج المقابل له، وشاطئ باتون من الشواطئ القصيرة جدا يشبه جزيرة صغيرة، يقع في منتصف النهر يعبر إليه رواده باستخدام القوارب الصغيرة الموجودة تحت برج باتون ولا تكلف أكثر من 5 دولارات للشخص الواحد أو عن طريق السفن الكبيرة التي تمخر عباب النهر، ويمكنها أن تتوقف على جانب الشاطئ لينزل إليه من يحب.

    وهناك أيضا شاطئ حديقة "هيدرو" وهي حديقة جميلة تقع في منتصف النهر قرب برج مترو، وأجمل ما في هذا الشاطئ أنه يقع في الجهة المقابلة لمجمع الوزارات في كييف، وهو يضم الكثير من الوزارات إلى جانب مكتب رئيس الوزراء، ويقصد السياح هذا الشاطئ بكثرة لما فيه من خدمات سياحية، ثم هناك شاطئ 'بديسترين' ويتميز بكونه شاطئا هادئا نظرا لبعده عن صخب المدينة ويقع بلا قرب من برج بديسترين.

    وتعتبر كييف من المدن الحديثة بالنسبة لعالم السياحة، ولكنها بالرغم من ذلك تقدم للسائح كل وسائل الراحة وما يحتاجه سواء في مجال الفنادق أو المال والبنوك أو التحويلات المصرفية او الوسائل الترفيهية او المطاعم والمقاهي. ويقضي السياح فترة الصباح في زيارة المتاحف الكثيرة جدا المنتشرة في طول وعرض المدينة، ولسائق التاكسي دور كبير في ارشاد السائح الى المتحف الذي يرغب في زيارته، فهناك متاحف وطنية، واخرى طبية أو عسكرية، واذا كنت من عشاق المتاحف فلا تفوت زيارة تمثال 'البطريرك' الذي يمثل متحف الحرب العالمية الثانية وهو يشبه تمثال الحرية الشهير في نيويورك.

    أما فترة الغداء فتصبح كييف اجمل ما تكون، حيث تزدحم المقاهي في الشوارع بالناس من كل الاجناس والاعمار يتناولون وجبة الغداء، حتى ان الناظر اليهم يعتقد ان اهل كييف لا يتناولون الغداء في المنازل. وتنقسم كييف إلى أربعة أقسام، اهمها شارع البحر ويسمى شارع 'الكنيسة' ويمتد على ساحل النهر وهو من اجمل المناطق التي يقضي فيها السائح نهاره وليله، ولكنه في الليل اجمل لانه يكتظ بالناس والعائلات، ثم شارع 'كيري تشاشاتك' وهو شارع مصغر عن شارع الشانزيليزيه الفرنسي الشهير، وتمتد على جوانبه اشهر المحلات الراقية في كييف، ثم شارع "تشيشوفيه ستيل" وتقع فيه غالبية المتاحف والابنية الرائعة القديمة، واخيرا شارع 'تششونيفوهو' وهو الشارع الرسمي حيث تقع غالبية المؤسسات الحكومية فيه، ولكنه اصبح مع الايام من الشوارع التي يزورها السياح ويلتقطون فيه أجمل الصور.

    .------------------------------------------

    ياليـت ايام الشـباب تعـود يـوما ...
    فـاحـكي لـها ما فـعـل الـمـشـيــ ( ر ) ب !!!!

    فـي هـذه الـمدينة تعرفت علي الاخ كـمال فـي السـتينيات وياله مـن شـخـص كـريـم ويالـها مـن مـدينة واي مـدينة لاتضارعـهااي مـدينة اخـري نقاءآ وجـمالآ.

    لك مـودتي.
                  

04-16-2008, 03:30 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    العمر المديد وكمال الصحة للصنديد الأستاذ كمال الجزولي
    ولفتة بارعة منك عزيزنا بكرى الصايغ........
    جميل أن يعلم أمثال هؤلاء أن الناس تقدر لهم مجهوداتهم
    ونضالاتهم وهم علي قيد الحياة
    فالشكر لك أخي بكرى أن أتحت لنا هذه الفرصة
                  

04-17-2008, 01:47 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،

    Hussein Mallasi

    تـحـية طـيبة،

    والشـكر عـلي قـدومك ( الـمبـهـم!!!) ومشاركتك الاكـثـر غـموضـآ!!

    واهـديك احـدي رزنامات الاسـتاذ كـمال الـجـزولـي... ويالـهـا مـن رزنامـة!!!
    ______________________________________________________________


    { إنتهت اللعبة }
    رزنامة الأسبوع ...

    كمال الجزولي - أو رزنامة الإنتفاضة

    عن الرأي العام
    الثلاثاء3ابريل2007

    رُزنامة الأسبوع

    إنتَهَت اللعْبَة!

    THE GAME IS OVER!

    كمــال الجـــزولي


    (1)

    ضحى الثاني من أبريل 1985م.
    ____________________________

    سيارة مسرعة تعبُر جسر النيل الأبيض باتجاه أم درمان ، ومنصة منصوبة قبالة الواجهة الجنوبية للقصر الجمهوري بالخرطوم. خلف مقود السيارة رجل يسابق الزمن ، متمنياً لو أن ساعات اليوم تطول أكثر من مجرد أربع وعشرين ، وفوق المنصة ثلة من كولونيلات النميري ودكاترته وموظفي اتحاده الاشتراكي ، يتناوبون الهدير بكلام لا يدركون ، بينما يدرك الآخرون أجمعهم ، أن نصفه محتشد حتى أسنانه بالمفارقات ، ونصفه الآخر فارغ تماماً من أي معنى! فأبو ساق يُهَسْتِر محرضاً: ''أضربوهم ضرب العقارب'' ، دون أن تكون لديه أدنى قدرة ليعرف مَن سيضرب مَن خلال الأيام القليلة القادمة! وأبو القاسم يبتدئ كل جملة بحرف التوكيد والنصب (إن) ، دون أن يفكر حتى في ما سينتهي إليه من (خبر) لتلك الـ (إن)!

    وفي الحقيقة كان يلفهم أجمعين شعور عميق باليُتم ، جراء التوقيت غير الموفق الذي اختاره (رئيسهم القائد) كي يغيب عنهم ، يومها ، في أمريكا ، ويتركهم يواجهون وحدهم جماهير المستضعفين ، بعد أن هيجها عليهم بقوله ، في آخر خطبه ، ما لم تقله ماري أنطوانيت في زمانها عن .. (البقلاوة)! وإلى ذلك كان ثمة إحساس عارم بالغبن يعتمل في صدورهم ، يطيلون ، تحت وطأته ، التحديق ، بأعين واجفة وشفاه طبشورية ، في جمع هزيل وقف أمامهم يصطلي ، مغلوباً على أمره ، بشواظٍ شمس آخذة في التلهب ، بينما غالبيته ما تنفك تتضجر من الطريقة التي جرجروها بها ، حتف أنفها ، إلى ذلك المكان ، حيث لم يفلح سماسِرة المواكب في اصطياد عدد أكبر ، برغم المال السائب الذي جرى تبديده ، كالعادة ، ولكن للمرة الأخيرة ، في تحشيد ما أسموه ، يوم ذاك ، ويا كَم كانوا فالِحين ، فقط ، في اصطناع التسميات ، بـ .. (موكب الردع)!

    كان المُستهدَف بذلك (الردع) الحِراك النقابي والسياسي الذي علت هِمته ، أيامها ، أكثر من أي وقت مضى ، وإلى الحد الذي زرع ، ربما لأول مرة ، خوفاً حقيقياً في نفوس أولئك السادة الذين ما كانوا يتقنون غير التبضع بالشعارات الخاوية ، والتلهي بالكلام الساكت ، فإذا التبضع والتلهي لا يورثانهم ، في ذينك الزمان والمكان ، سوى الإحساس المرعب ببداية النهاية يسرى في دواخلهم مسرى الدم ، تماماً كجرذان السفينة المشرفة على الغرق!

    ومن عجب أن الرجل الذي كانت معلوماتهم الأمنية تشير ، ساعتها ، إلى أنه هو المُنسق الأساسي للحراك/المؤامرة ، هو أمين مكي مدني الذي كان جالساً ، في تلك اللحظات نفسها ، خلف مقود سيارته ، وهي تنهب الأرض نهباً ، في وضح النهار ، وتمرق ، كما السهم ، من جسر النيل الأبيض باتجاه بيت الصادق المهدي في أم درمان!


    (2)

    مساء الثامن عشر من يناير 1985م.
    ________________________________

    غداة إعدام الشهيد محمود محمد طه في السابع عشر من يناير ، إجتمع ، سِراً ، ممثلو ثلاثة عشر نقابة ، على رأسها المحامون والأطباء والمهندسون والتأمينات وأساتذة الجامعات ، ليؤسسوا (التجمع النقابي) ، وليتداولوا خيارَي الاضراب أو تسيير موكب يسلم رئيس الجمهورية مذكرة تطالب بإطلاق الحريات والحقوق ، وبالأخص حرية العمل النقابي ، وإلغاء قانون النقابات ، وضمان استقلال القضاء ، والجامعات ، وحرية البحث العلمي ، واعتماد الحل السلمي لما كان يُسمى ، حينها ، بـ (مشكلة الجنوب) ، فضلاً عن رفع المعاناة عن كاهل الجماهير ، وما إلى ذلك. وبدا الرأي الغالب أميَلَ للمزاوجة بين الخيارين.

    من جهتها ، كانت أحزاب الأمة والاتحادي والشيوعي قد عكفت ، أصلاً ، ومنذ العام 1984م ، على بلورة (ميثاق) يوحد العمل الوطني الديموقراطي للاطاحة بالنظام بين أطراف جبهة المعارضة ، بما فيها الكتلة السياسية التي كانت قد ائتلفت ، قبل سنوات من ذلك ، مع حزب البعث ، في ما عُرف بـ (تجمع الشعب السوداني).


    (3)

    صباح السادس والعشرين من مارس 1985م.
    ______________________________________

    بادر طلاب جامعة أم درمان الاسلامية بالضربة الأولى على رأس المسمار ، حيث سير اتحادهم موكباً جسوراً جاب وسط المدينة ، لتلتحم معه أعداد غفيرة من الكادحين في منطقة السوق. وإن هيَ إلا ساعات حتى كانت أصداء الحدث تتمايح ، رويداً رويداً ، وتنداح إلى كل مواقع العمل والسكن في العاصمة المثلثة. وبدأت الجماهير تتدفق إلى الشوارع تدخل في صدام مكشوف مع ما عُرف ، آنذاك ، بـ (نظام الجوع والارهاب). فإذا بعطر أكتوبر يضوع ، بسرعة البرق ، وإذا بالشعب يغدو واضحاً أنه على أتم الاستعداد للفداء في سبيل الاطاحة بالنظام ، وإذا بذلك كله يطرح من المهام ، أمام القوى النقابية والسياسية ، ما استوجب الاسراع بالتصدي له!

    (4)

    صباح الثامن والعشرين من مارس 1985م.
    _____________________________________

    حدث مفاجئ كاد يربك حسابات التجمع النقابي! إجتمعت الجمعية العمومية للهيئة النقابية الفرعية لأطباء مستشفى الخرطوم بقيادة نقيبها أحمد التيجاني الطاهر ، وقررت الاضراب ، منفردة ، حتى الثلاثين من مارس ، إحتجاجاً على القمع الوحشي الذي واجه به النظام المتظاهرين في الشوارع طوال اليومين الماضيين ، وكان من نتائجه اكتظاظ المشرحة والعنابر وعيادات الطوارئ بالشهداء والجرحى. أصدرت الفرعية بياناً أعلنت فيه قرارها ، ودعت فيه مركزيتها ، بقيادة نقيب الأطباء الجزولي دفع الله ، وسائر النقابات الأخرى ، للدخول في إضراب سياسي لإسقاط النظام!

    صار لا بُد من عقد اجتماع عاجل للتجمع النقابي لاتخاذ قرار حاسم بشأن تلك الخطوة ، إما بالاستمرار في التحضير للموكب والمذكرة ، أو بالدخول ، فوراً ، في إضراب يؤازر تلك الفرعية. واستقر الرأي ، عبر اتصالات سريعة ومضنية ، على عقد ذلك الاجتماع مساء نفس اليوم ، بدار نقابة المحامين القديمة بشارع كلوزيوم بالخرطوم.


    (5)

    مساء الثامن والعشرين من مارس 1985م.
    ____________________________________

    في الموعد المحدد للاجتماع ، وقع حدث آخر كاد يربك ، أيضاً ، حسابات الجميع! تقاطرت ، فجأة ، إلى دار النقابة ، ومن كل أنحاء العاصمة المثلثة ، جموع غفيرة من المحامين الذين اتضح أن تسريباً مغلوطاً قد وصل إليهم يدعوهم للاحتشاد هناك! أياً كان الأمر ، فقد أمسى مناخ الدار غير مناسب لعقد الاجتماع! بل لقد تعذرت تماماً ، وسط ذلك الحشد الذي كان في أعلى درجات التعبئة ، حتى مواصلة التشاور الموسع حول ما يمكن عمله لإنقاذ الوضع ، والذي بدأ ، تلقائياً ، بين العدد القليل من الحاضرين من مجلس النقابة وبين بعض المحامين الناشطين في معاونة المجلس من خارجه ، وكنت واحداً منهم. فاقترح النقيب ميرغني النصري الدخول إلى مكتبه لإتمام التشاور بهدوء وسرعة!

    داخل مكتب النقيب كنا ما بين 12 ـ 15 شخصاً ، وكان وكيل النقابة ، حينها ، عمر عبد العاطي ، واقفاً على الباب يسد مصراعيه بجسمه من الداخل. لكن ما أن بدأنا الحديث ، حتى سمعنا طرقاً على الباب ، وحركة دفع وجلبة غير عاديتين. قطعنا الحديث ، واضطر عمر لفتح الباب ، فكان بمستطاع كل منا أن يرى ، بوضوح ، أن وريقة قد سُلمت لعمر ، وأنه بدأ يطالعها وهو ما يزال واقفاً بالباب من الداخل ، وأن أربعة غرباء يقفون بالباب من الخارج ، على حين كان مشهد المكتب مكشوفاً لأربعتهم بالكامل!

    لحظات ، ثم التفت إلينا عمر قائلاً بصوت جهوري:

    ـ ''يا أساتذة .. الجماعة ديل من الأمن ، ومعاهم أمر قبض على بعض الأسماء ، فرجاءً البسمع إسمو يطلع ليهم: عمر عبد العاطي ، سليم عيسى ، أمين مكي مدني ، مصطفى عبد القادر ، كمال الجزولي ، و ..''!

    أسماء أخرى أنستنيها الذاكرة الضعيفة. غير أنني أذكر جيداً أن أمين مكي كان غائباً بلندن ، وقتها ، ولم يعُد إلا في الثلاثين من مارس ، وأن أفراد الأمن لم يتعرفوا ، في ما بدا واضحاً ، على أغلب المطلوبين ، بما فيهم عمر نفسه ، علاوة على أن إيماءات ندت عنهم أوحت بأنهم قد تعرفوا علينا ، مصطفى وشخصي ، فلم يكن ثمة مناص من إنهاء المسألة بخروجنا معهم .. وفوراً!


    (6)

    صباح التاسع والعشرين من مارس 1985م.
    _________________________________________

    بتنا ليلتنا تلك في زنازين الجهاز. وفجر اليوم أخرجونا إلى حيث كان بانتظارنا ميني بص صعدنا إليه فوجدنا بداخله كلاً من بكري عديل والجزولي دفع الله ومحمد الأمين التوم وحسين أبو صالح ومروان حامد الرشيد ومامون محمد حسين ، فضلاً عن البطلين: محمد احمد سلامة رئيس اتحاد جامعة أم درمان الاسلامية ، ومحي الدين محمد عبد الله سكرتير الاتحاد. فعلمنا منهم أنهم اعتقلوا جميعاً مساء البارحة ، وأنهم باتوا ، مثلنا ، في زنازين الجهاز.

    إتخذ الميني بص طريقه باتجاه الشمال ، وغشي سجن كوبر ، حيث أنزلوا مروان ، ثم واصل سيره ، طاوياً بحري وريفها الشمالي ، حتى بلغ بنا إلى سجن دبك على الضفة الشرقية للنيل!

    أودعونا عنبراً تفوح منه رائحة الخفافيش النافقة ، في قِسم به عنبر آخر مشابه فتحوه ، في اليوم التالي ، لاستقبال منسوبي حركة الترابي المعتقلين ، والمُرحلين إلى هناك من سجن سواكن. وكانوا ، إلى ما قبل أسابيع من بداية الانتفاضة ، حلفاء للنميري الذي ما لبث أن شن عليهم جردة اعتقالات وملاحقة في إطار (نكبة البرامكة) التي حلت بهم آنذاك!

    بدا واضحاً أن القِسم ظل مغلقاً لسنوات ، وأنه جرى تجهيزه ، على عجل ، لاستقبالنا ، لكن بيئته كانت ما تزال رديئة ، حتى أن بكري عديل فضل أن يسحب سريره من داخل العنبر ليستقر به تحت ظل شجرة أمامه. وسرعان ما أصبح ذلك السرير ملتقى سحابات نهارنا ، نناقش ، ونحلل ، ونحاول ، في عزلتنا تلك ، حيث لا جرائد تصل ولا راديو يُسعِف ، استقراء ما قد تكون سارت عليه الأحداث منذ اعتقالنا!


    (7)

    مساء الأول وضحى الثاني من أبريل 1985م.
    _______________________________________________

    يعلمنا ، لاحقاً ، أن التجمع النقابي تمكن من تجاوز ارتباك أمسية الثامن والعشرين من مارس ، وأن مشاوراته تواصلت باتجاه تسيير موكب ، حدد له الثالث من أبريل موعداً ، لتسليم مذكرته إلى السلطة ، وأنه عقد ، مساء الأول من أبريل ، عشية (موكب الردع) ، أحد أهم اجتماعاته ، على نجيل نادي الخريجين بالخرطوم بحري ، حيث خلص إلى وضع تصوره النهائي للموكب ، وللمذكرة ، ولتصعيد المواجهة ، ثم كلف أمين مكي بحمل تلك المقترحات إلى القوى السياسية.

    هكذا ، وعندما وصل أمين إلى منزل الصادق ، ضحى اليوم التالي ، الثاني من أبريل ، في سباق مع (موكب الردع) ، كان الأخير يتأهب للاختفاء تفادياً لشل حركته في تلك الظروف. هكذا ، وعلى عجل ، سلمه أمين تصور النقابات ، واستلم منه الميثاق المقترح من القوى السياسية ، مكتوباً بخط يده ، كما حصُل منه ، مثلما كان قد حصُل ، قبلها ، من القوى السياسية الأخرى ، على دعم وتوجيه بالمشاركة في موكب الغد ، ثم اتفق الرجلان على استمرار اتصالاتهما عن طريق المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام وآخرين.

    خرج أمين من بيت الصادق ، ليلحق باجتماع سكرتارية التجمع النقابي ، عند الظهر ، بمكتب عثمان عبد العاطي في وسط الخرطوم ، حيث استنسخت صور من بيان جماهيري أعِد لأغراض الموكب ، يزاوج بين أعم مشتركات النقابات والأحزاب. وفي المساء انعقد اجتماع آخر للتجمع النقابي في منزل بمنطقة كوبر ببحري ، وُضِعت فيه اللمسات الأخيرة على جهود التحضير للموكب والمذكرة.

    (8)

    نهار الثالث من أبريل 1985م.
    ________________________________

    غير مسبوق ، بكل المعايير ، هذا الانفجار الجماهيري الذي ظل يشهده وسط الخرطوم ، منذ الصباح الباكر. فقد أخذت جموع المواطنين والعاملين تتقاطر ، على بكرة أبيها ، وتتجمع ، نساءً ورجالاً ، شيباً وشباباً ، حتى الكسيح جاء محمولاً على ظهر الأعمى ، لتتدفق أنهاراً ، ومن كل فج عميق ، صوب شارع القصر ، تملأه حتى يفيض ، من السكة حديد إلى ساحة الشهداء ، وتتمركز ، بالأخص ، في ما يشبه التحدي لموكب (ردع) البارحة ، في ذات الساحة! لكن .. شتان بين هذا الطوفان البشري الهادر ، وبين ذلك الجمع الهزيل الذي تمت جرجرته بالأمس إلى هنا ، ليستمع ، متضجراً ، إلى مبتدءات (إن) التي لا (خبر) لها ، وليتلقى ، مستهزئاً ، تحريضات (ضرب العقارب) في الجحور! لقد كان أكتوبر آخر يتخلق في تلك اللحظة ، وساعة النظام قد أزفت لا ريب فيها!

    في ما بعد حدثني عمر عبد العاطي ، قال:

    ـ ''رغم كل الجهد الذي بذلناه في صياغة بيان التجمع النقابي كي يجئ معبئاً للجماهير بقوة ، إلا أنني ، وأقسم بالله العظيم ، حين رفعوني بالقرب من سور مستشفى الخرطوم لألقيه ، وواجهت مئات الآلاف من العيون التي تقدح شرراً ، وغضباً ، ورفضاً ، وتصميماً ، أحسست بالقشعريرة تسري في أوصالي ، وتأكد لي أن كارثة ما ستحيق ، حتماً ، بنا ، نحن أنفسنا قادة ذلك الموكب المهيب ، إذا لم أتصرف أثناء الإلقاء ، على نحو ما ، باختزال بعض فقرات ذلك البيان وعباراته ، وبشحن الأخريات بشحنات إضافية من مزاج تلك اللحظة الشعبية المتفجرة بالسخط والثورة .. وقد كان''!


    (9)

    الرابع والخامس من أبريل 1985م.
    ____________________________________

    أخذت في التصاعد ، أكثر فأكثر ، حركة النقابات والأحزاب ، واكتظت الشوارع بالهتافات الداوية ترفع شعارات الاضراب السياسي ، والعصيان المدني ، وتدعو لإسقاط النظام ، والقصاص من قادته ورموزه ، في ذات الوقت الذي راح يستعر فيه نشاط جهاز الأمن متجاوزاً لكل الحدود ، حتى لقد ازداد تساقط الشهداء ، وعلى رأسهم الشهيد عبد الجليل طه ، والشهيد أزهري مصطفى ، والشهيدة الطفلة ذات العام الواحد مشاعر محمد عبد الله ، وغيرهم ، جراء إطلاق زبانية النميري الذين اندسوا وسط المتظاهرين رصاصهم الحي عليهم من مسافات قريبة لا تزيد على المترين! وضاقت الزنازين بالمعتقلين ، ما أنْ تفرغهم شاحنات الأجهزة بالمئات في السجون ، حتى تعود لتمتلئ بغيرهم! وإلى ذلك عاثت الهراوات الغليظة ، والعصي الكهربائية ، تنكيلاً في جموع الثوار العُزل إلا من تصميمهم على إسقاط النظام البغيض. وانتشر الغاز المسيل للدموع في الشوارع والساحات يلوث هواء المدينة ، ويتسلل من فرجات الأبواب والنوافذ إلى غرف المستشفيات والبيوت. وصحف النظام ما تفتأ ، أثناء ذلك ، تلعب دورها المرسوم ، فتختزل الطوفان بأسره في محض ''عناصر مخربة تحدث بعض الشغب!'' ، و''غوغاء يخربون ممتلكات المواطنين!'' ، و''فلول أحزاب عقائدية تطل برأسها من جديد''! كل ذلك بأمل محاصرة وإيقاف المد الشعبي الزاحف بإصرار ، والذي لم يشهد النظام له مثيلاً من قبل .. ولكن هيهات!

    ظلت بيانات ومنشورات القوى السياسية والنقابية تصدر ، أثناء ذلك ، ممجدة لانتفاضة الشعب الباسلة ، ومحرضة لجماهيرها على التمسك بأهدافها الباسلة ، وعلى الاستمرار في الاضراب وتوسيع قاعدته. وفي صلاة الجمعة ، بتاريخ الخامس من أبريل ، ظهر الصادق المهدي ، فجأة ، بين أنصاره ، يؤمهم بجامع السيد عبد الرحمن ، مفتتحاً الخطبة بقوله تعالى:

    ''حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرسُلُ وظنوا أنهُم قد كُذبُوا جاءَهُم نصرُنا فَنُجيَ مَن نشاءُ ولا يُرَد بَأْسُنا عن القوم المُجرمين'' (110 ؛ يوسف)

    وحيا حيوية الشعب وإقدامه ، ونبه إلى أن شعاعات الصبح قد أسفرت واتحدت الكلمة ، وحض على مواصلة الانتفاضة حتى سقوط النظام ، ثم ما لبث أن نزل من المنبر ، ليعود للاختفاء ، متسللاً من باب خلفي!


    (10)

    مساء الخامس وفجر السادس من أبريل 1985م.
    __________________________________________

    توالى حضور مندوبي التجمعين النقابي والحزبي إلى المنزل الذي جرى تأمينه ، بحي العمارات بالخرطوم ، لعقد أول اجتماع مشترك بين الطرفين بشكل مباشر ، بعد أن كان التنسيق غير المباشر يتم بينهما ، حتى ذلك الوقت ، عن طريق أمين مكي الذي اختفى عقب موكب الثالث من أبريل مباشرة ، ثم حضر مساء اليوم إلى مكان الاجتماع بصحبة عمر عبد العاطي ، مندوب المحامين الذي اختفى هو الآخر. وحضر عبد الرحمن إدريس عن الأطباء ، وعوض الكريم محمد احمد عن المهندسين ، وعبد العزيز دفع الله عن التأمينات ، وعلي عبد الله عباس عن أساتذة جامعة الخرطوم. كما حضر المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام عن حزب الأمة ، وسيد احمد الحسين والمرحوم ابراهيم حمد عن الاتحاديين ، ومحجوب عثمان عن الشيوعيين.

    كان الاجتماع عاصفاً ، تخللته حِدة وملاسنات وعنفٌ لفظي متبادَل ، خاصة بين عبد الرحمن إدريس وعمر نور الدائم ، مِما كاد يودي به إلى الفشل في أكثر من لحظة ، لولا تدخلات محجوب عثمان!

    تركزت نقاط الخلاف ، أساساً ، حول رئاسة الوزراء الانتقالية التي كان التجمع النقابي يطالب بها ، وإلى ذلك مطالبته بأن تخصص له نسبة 60% من مقاعد مجلس الوزراء الانتقالي ، علاوة على مطالبته بأن تكون الفترة الانتقالية ثلاث سنوات ، مقابل مطالبة الأحزاب بألا تتجاوز الفترة سنة واحدة.

    أخيراً ، وعند الثالثة من صباح السادس من أبريل ، تمكن الاجتماع من التوصل إلى صيغة توافقية لما صار يُعرف بـ (ميثاق التجمع الوطني الديموقراطي) ، صاغها أمين مكي بخط يده ، وأرفق معها ، وفق ما قرر الاجتماع ، النقاط الخلافية التي كانت ما تزال عالقة حتى ذلك الحين ، لكن لم يُعلن عنها مطلقاً في أي وقت بعد ذلك! واستطراداً ، فقد تم تجاوزها ، عملياً ، في ما بعد ، وبالأخص الخلاف حول مدى الفترة الانتقالية ، حيث تنازل التجمع النقابي عن مطلبه بشأنها حين قامت لديه استرابة جدية في الأسلوب الذي جرى به الاعلان عن تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ، والمناورات التي انتهجها في أيامه الأولى ، فأوحت بتطلعه للعب دور سياسي أكبر في تقرير مصير الانتفاضة!

    على حين كان اجتماع (التجمعين) ذاك ما يزال منعقداً ، كان ثمة حدثان آخران ، لا يقلان جسامة ، يجريان على جبهة النظام وما تبقى له من (فتافيت) السلطة!

    فمن ناحية كان كبار قادة القوات المسلحة ، وقتها ، يعقدون اجتماعاً تاريخياً آخر ، في القيادة العامة ، مع المشير سوار الدهب ، القائد العام ووزير الدفاع ، ويضغطون عليه ضغطاً مكثفاً كي يوافق على إعلان انحيازهم للانتفاضة بالاطاحة بالنظام ، ورئيسه ، وأجهزة حكمه. وقد نجحوا في ذلك ، بالفعل ، مع الساعات الأولى لفجر السادس من أبريل!

    لكن ، من الناحية الأخرى ، وفي ذات تلك اللحظات العصيبة ، كان اللواء عمر محمد الطيب ، النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن ، يحاول اللعب بآخر كرت توهم أنه ما زال في جيبه! فعندما أحس ، على ما يبدو ، بتحركات كبار القادة ، بعث ، مع اثنين من كبار ضباطه ، برسالة شفهية تنضح بالسذاجة واليأس إلى ممثلين لجهاز الاستخبارات الأمريكى

    CIA ، كانا ناشطين ، بعلم الجهاز ، خلف قناع دبلوماسي من داخل سفارة بلادهم بالخرطوم ، طالباً تدخل قوات الانتشار السريع من القواعد المتوسطية لحماية (البلاد!) ، بزعم اكتشاف مخططٍ ليبي لشن غزو داهم على السودان خلال الساعات القادمة! غير أن الرد الصاعق سرعان ما جاء ، شفاهة أيضاً ، من ذينك المندوبَين إلى رسولي اللواء عمر ، بأنه لم يعُد ثمة متسع من الوقت لمساعدة (النظام!) ، فقد انتهت اللعبة عن اthe game is over! ، على حد تعبيرهما ، وليس بمستطاع أية قوة على الأرض أن توقف الانقلاب الذي سيقع بعد قليل ، والذي ائتمر قادة الجيش على تنفيذه انحيازاً للانتفاضة الشعبية!



    الشاهد أن الاجتماع التاريخي (الأول) لـ (التجمع الوطني الديموقراطي) الذي انعقد وأنجز (ميثاقه) ، إنما كان يجري في سباق محموم مع قرار القوات المسلحة بالاطاحة بالنظام ، ومؤامرة جهاز الأمن لخنق الانتفاضة!



    مع البياح ، فجر السادس من أبريل ، إنفض ذلك الاجتماع ، حيث قرر أمين مكي والمرحوم عمر نور الدائم قضاء ما تبقى من وقت حتى شروق الشمس في نفس المنزل ، بينما راح الآخرون يتسللون ، تحت جنح الظلام ، ليتفرقوا في شوارع حي العمارات.



    خرج عمر عبد العاطي بصحبة عبد العزيز دفع الله قاصِدَين سيارة عمر التي كان قد جاء بها مع أمين ، أول المساء ، وأوقفها أمام منزل أحد أصدقائه ، على بُعد شارعين من مكان الاجتماع! وهو نفس المنزل الذي غشيه معظم ممثلي النقابات والأحزاب ، ومنه تحركوا إلى مكان الاجتماع! لكن ما كاد عمر وعبد العزيز يقتربان من السيارة حتى اكتشفا أنها مفتوحة ، وأن (مجهولين) ينتظرون بداخلها مستغرقين في غفوة ، فأطلق الاثنان سيقانهم للريح! وعندما أحس (أهل الكهف) بحركتهما ، أفاقوا ، لتشهد شوارع الحي الهادئ مطاردة عنيفة ما كان عمر ليتصور أنه يقدر عليها ، وهو الذي يشكو من آلام الظهر والمفاصل! في ما بعد اتضح أن شقيق زوجة صاحب المنزل ، والذي شارك في استقبال كل ضيوف صهره قبل أن يتوجهوا إلى اجتماعهم ، عضو بالجهاز! ولولا أنه انشغل أكثر شئ بالمسارعة للابلاغ عنهم ، قبل أن يعرف المكان الذي توجهوا إليه من منزل صهره ، لما قامت لذلك الاجتماع التاريخي قائمة!

    واستطراداً ، فإن الوحيد الذى عثروا عليه واعتقلوه ، ذلك المساء ، هو التيجاني الكارب الذي كان قد أوصل المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام بسيارته إلى ذلك المنزل ، ثم عاد إلى بيته ، حتى قبل أن يبدأ المندوبون في التوجه إلي مكان الاجتماع! وهكذا قدر للكارب أن يكون آخر مواطن تعتقله سلطة نميري ، وهي في برزخ المنزلة بين المنزلتين ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، قبل سقوطها الداوي! (11)

    نهار السادس من أبريل 1985م.
    ______________________________

    لم يقيض لنا ، بطبيعة الحال ، إلا بعد عودتنا من دبك ، أن نعلم بكل تلك التفاصيل ، خاصة أحداث الثالث من أبريل والأيام الثلاثة التالية. ومع ذلك لم يخلُ ملتقانا حول (سرير بكري) من بعض (التسريبات) الشحيحة ، الله وحده يعلم بمصدرها! فهناك بلغتنا بعض أصداء الموكب. وهناك علمنا أن الأمور لم تنته بنهايته ، بل ما تزال ثمة أحداث تجري ، وما تزال الجماهير في الشوارع. وهناك رفعت من معنوياتنا ، بخاصة ، أخبارٌ لم تتأكد لنا ، إلا لاحقاً ، عن تغييرات ذات مغزى في مواقف القوات النظامية والعاملين بجهازي الاذاعة والتلفزيون! لكن حصولنا على مصدر موثوق به لتلقي أخبار البي بي سي ومونتي كارلو ، أولاً بأول ، كان له أكبر الأثر على حياتنا في ما تبقى لنا من أيام هناك! وعلى أهمية كل أخبار السودان التي ارتقت ، فجأة ، إلى واجهة نشرات المحطتين ، إلا أن ثمة تقريرين خبريين كان لهما دوي الزلازل ، في نفوسنا ، ودمدمة البراكين: أولهما تمحور حول التصريح الجسور الذي أدلى به سفير السودان لدى باكستان ، وقتها ، صديقنا الحبيب محمد المكي ابراهيم ، عقب انقطاع أخبار الأحداث في إثر إضراب العاملين بالإذاعة والتلفزيون ، يؤكد فيه انتصار الانتفاضة وزوال النظام فعلياً! أما الآخر فقد اتصل سياقه ، بدءاً من تأكيد ملازمة الجماهير للشوارع ، ومبيتها الليالي فوق الجسور ، وانتقال الانتفاضة إلى أنحاء السودان الأخرى ، وانتهاءً ببيان المشير سوار الدهب يعلن ، صباح السادس من أبريل الأغر ، عن انحياز القوات المسلحة إلى الإرادة الشعبية!

    عند ذلك الحد كانت قد انتفت ، بطبيعة الحال ، كل مبررات وجودنا في ذلك المكان. ولكن .. من يقنع مدير سجن دبك؟! سمع بأذنيه البيان في نشرة السادسة صباحاً ، فسارع بإحضار خروف نحره تحت أقدامنا ، وهو ما ينفك يهتف بأعلى صوته ، في وسط السجن ، والدموع الصادقة تنهمر مدرارة من عينيه: ''جيش واحد .. شعب واحد'' ، ''عاش نضال الشعب السوداني'' ، ونحن نردد الهتافات من ورائه ، ولا يكاد يكف عن رفع ساعديه يهزهما فوق رءوسنا على أنغام الأغنيات والأناشيد الوطنية يصدح بها جهاز الترانزيستور الصغير الذي أخرجناه للعلن ، وأدرناه بأعلى صوت أيضاً ، دون أن يبدي اهتماماً بمعرفة الطريقة التي تسرب بها إلينا!

    كل ذلك كان ، بالطبع ، وتحت تلك الظروف ، طيباً جداً ، ومدعاة لسعادة حقيقية ، إلا شئ واحد .. أن سيادته لم يُبدِ أي استعداد كي يفتح أبواب السجن ليدعنا نخرج! كان ، كلما أثرنا معه هذا الموضوع ، يصيح آمراً المساجين الذين أحضرهم لإعداد الطعام:

    ـ ''يا آدم استعجل المرارة .. يا هارون سِيب الفِي إيدك ده ونضف الكَمونية كويس .. وانت يا كوكو لِحَدي دِلوَكت ما جهزتَ البصل والشطة''؟!

    و .. لم يستطع أي منا أن يقنعه ، في تلك اللحظات ، بأننا لا نريد كَمونية ولا مرارة ، بقدر ما نريد أن نخرج .. أن نذهب إلى بيوتنا!

    تهامسنا بأن نصبر عليه ، فقد كان رجلاً طيباً ولطيفاً بحق. وبعد أن أكلنا سوياً الملح والمُلاح ، توجه إلى مكتبه ، فاجتمعنا وقررنا أن نرسل إليه وفداً يناقشه هناك بهدوء. تم اختيار الوفد من حسين أبو صالح ومصطفى عبد القادر وشخصي. وفي المكتب تحدثنا ، وسقنا الحُجة تلو الحُجة ، حتى بحت أصواتنا ، وقلنا له إننا سمعنا من العساكر أن الناس زحفوا إلى سجن كوبر الأسود ، وتسلقوا أسواره المنيعة ، وحطموا بواباته الغليظة ، وحرروا المعتقلين! لكن .. هل أجدى ذلك فتيلا؟! كلا .. مطلقاً ، فقد استعصم بمنطقه الذي أبى أن يتزحزح عنه قيد أنملة:

    ـ ''الشغل شغل يا أساتذة .. أيْ نعم نميري انتهى ، لكن برضو لازم ننتظر التعليمات من الرئاسة ، فـ .. ساعدونا من فضلكم بالصبُر''!

    هكذا عدنا إلى من انتدبونا نجُر أذيال الخيبة ، حيث اجتمعنا ، مرة أخرى ، وقررنا ، احتراماً للرجل الذي أحسن معاملتنا طوال الأيام التي قضيناها بين ظهرانيه ، أن ''نساعده من فضلنا بالصبُر'' ، وأن نسلم أمرنا لعزيز مقتدر ، وأن نواصل الاستماع إلى الراديو ، عسى تتنزل علينا ، فجأة ، رحمة من عند الله وفرج قريب!

    قبيل المغرب بقليل جاء الفرج ، من جهتين لا جهة! فقد عاد أهالي قرية دبك من الخرطوم ، بعد أن قضوا سحابة نهارهم هناك يؤدون واجب الوطن ، ولما علموا بأننا ما زلنا رهن الحبس ، هبوا لنجدتنا ، وأحضروا كل ما لديهم من وسائل توصيل ، حتى لواري التراب! تلازم ذلك ، في وقت واحد ، مع وصول عدد من سيارات ذوي وأصدقاء وزملاء بعضنا ، حيث كانوا قد قضوا اليوم بأكمله يبحثون عنا ، ولم يعرفوا بمكان اعتقالنا إلا متأخراً جداً! إكتظ الموقع بالرجال والنساء والأطفال وأبواق السيارات والهتافات والأناشيد المنطلقة من مكبرات الصوت ، فتنازل سيادة المدير عن موقفه ، بعد أن ظل مرابضاً في مكتبه طوال اليوم يحاول الاتصال بـ (الرئاسة) ، حتى أصابه الإعياء واليأس من وصول (التعليمات)!

    هكذا عُدنا إلى بيوتنا ، ومنها إلى نادي أساتذة جامعة الخرطوم.

    ......................

    ......................

    حدثني أمين مكي ، لاحقاً ، بأنه حرص ، بعد إذاعة بيان سوار الدهب ، على استساخ صورة من (الميثاق) والنقاط الخلافية بتوقيعات المندوبين ، وسلمها لعوض الكريم. ثم قام ، في ما بعد ، بوضع أصل تلك الوثيقة في إطار زجاجي وسلمها للصادق المهدي. وأرجو أن تكون محفوظة ، الآن ، بدار الوثائق المركزية ، فما أضر بتاريخنا الوطني الحديث غير ضياع الكثير من مصادر وقائعه ، دُفن بعضها مع شهودها الموتى ، وترك ما تبقى منها لمشافهات الأحياء وذواكرهم الخربة!


    وهكذا أعاد كمال الجزولي لذاكرتنا ، ذكرى أيام مجيدة ،
    وحا تظل مارس/ إبريل { ابريل} ملهمة ....كما كانت أكتوبر.
                  

04-17-2008, 02:33 PM

عمرو كمال ابراهيم
<aعمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    عم كمال
    كل عام وانت بالف خير





    وعمر مديد















    عمنا بكرى.. تحياتى واحترامى
                  

04-18-2008, 01:10 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحـبيب الـحبوب،
    عاطف مكاوى.

    تـحـية طيبـة،
    وسـررت لـمشاركتك الـمقـدرة.

    ... ولان كـمال الـجـزولـي مـحـامـي وشـاعـر، رأيت ان اهـدية احـدي اشـعار الـمحامـي الشاعـر الراحـل مـحـمد احـمـد مـحـجـوب.

    اسـم القـصـيـدة: الشاعر

    محمد أحمد محجوب*:
    __________________

    النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم والصاعدينَ جبالَ الأرز واحرّبي
    (بالرما) يا صاحِ كم من غادة لعبتْ بالرمل, فازدانَ ذاك الثغر باللعبِ
    وكم فتاة اذا مادَتْ وإن خطرَتْ ترنح القوم من سُكر ومن طَرَبِ
    وإن تفتح وردُ الخد مبتسماً فأي كفٍّ لذاك الوردِ لم تثبٍ?
    وذات دلٍّ تريكَ الحبَّ مازحةً وإن تُغازلْ فلم ترحمْ ولم تجب
    الله يعلمُ كم في الثغر من مرحٍ وكم بسفحك يا لبنانَ من أربِ!
    وكم بقلبي من حبٍ وعاطفة نحو الشآم وذاك الساحل اللَّجِبِ
    أما رأيتَ بسنكات وربوتها صفو الحياة وعيش القانع التَّعِبِ
    والشاهقات كساها الثلج فانبعثتْ في (أركويت) تناجي السحب عن كثبِ
    وهل رأيت فتاة العُرب قد سفرَتْ من غير قصدٍ, فكانت فتنة النُّجبِ!
    وهل رأيت من الآرام راتعةً تحت الأراكِ فلم تجفلْ ولم تعبِ
    و(كردفان) أما شاهدت نضرتها عند الخريف, وقد غامت مع السُّحُبِ
    والباسقات من الأشجار يقصدها طلاب فنٍّ ومن يشكون من نَصَبِ
    والحسن يا صاح إما شئت فَاتِنهُ فانظر بربِّك ذاك الساذج العربي
    قالوا (بهيبان) جنَّات إذا غشيت كانت لرائدها الجنَّات في حلبِ
    وما (دلامي) وقد رَفَّت خمائلها إلا زُحيلة موحي الفن والأدبِ
    وشمس (ميري) وقد خفت لمغربها تهفو وتغرب في عين من اللهبِ
    _______________

    * محمد أحمد محجوب: ولد بالدويم في 1908م, شاعر وسياسي ومحامٍ ومهندس ـ صدر له ديوان (قلب وتجارب) وديوان (مسبحتي ودني) ومقالات (نحو الغد).. كان زعيماً للمعارضة ووزيراً للخارجية (65) ورئيساً للوزارة عام 1965م, وأطاح به انقلاب مايو. وصدرت له سيرة ذاتية بالاشتراك مع عبد الحليم محمد (موت دنيا) وطبعت عدة مرات.
    _______________________

    الـمصـدر: منتدي عقد الجلاد > القائمة الرئيسية > المنتدي الثقافي > مختارات من الشعر السوداني.

    23/02/06
    .
    ولكـما مـودتـي.
                  

04-18-2008, 04:16 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    قريبا ... من نبضه الشاعري,
    وليس بعيدا من السياسة التي
    يتبناها ... فهل فى الإمكان أن
    يخلف { كمال الجزولي } محل نقد؟

    فما أحوجنا لشاعر يرأس حزبا, ليكيل
    بالموازين العالية لجهة الأحاسيس وليعيد
    توظيف العواطف { التي أهدرتها الآيدلوجيا }

    ... أتمنى ذلك.

    وشكرا عزيزي ... الصائغ.


    مع مودتي
                  

04-18-2008, 11:42 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ابـننا الحـبيب الـحبوب،

    عمرو كمال ابراهيم

    تـحـياتي ومودتـي لك وللعائلة الكريـمة.

    اولآ، الشـكر علي مداخلتك ومسـاهـمتك بالتـهنئـة لأخـونا كـمال،
    ثانيآ، انازعـلان منك شـديـد لانك مـقصـر بالـكتابة فـي الـمنبـر العام،

    عـجـبتـني مـقالة للكاتب والدبلوماسـي الكبيـر الدكتـور فرانسـيس دينـق، واهـديـها لكـمال الـجزولـي واكرر تـمنياتـي للـجـميع.

    بعض من كتابات فرانسيس دينق عن(الدينكا حكام السودان الجدد)
    -------------------------------------------------------------

    منتديات عشاق السودان > المنتديات العامة > المنتدى الأدبي.
    14-10-2004,

    هذه جزء من كتابات فرانسيس دينق المثقف الجنوبى الذى يمهد لى حكم السودان من طرف قطب اوحد هو قبيلة الدينكا وهذه جزء من الروايه:

    التركيب الاجتماعي للدينك:
    ------------------------------

    تعد الدينكا، تلك المجموعة البشرية التى يقدر عددها بنحو ثلاثة ملايين نسمة، أكبر المجموعات الاثنية فى السودان الذى يضم حوالي خمسمائة مجموعة اثنية غيرها. والدينكا من الناحيَّة السلالية من النيليين، يشاركون فى ذلك النوير والشلك. ومن الناحية الجغرافية فإنهم يمتدون شمال مديريات الإقليم الجنوبى (بحر الغزال- النيل الأعلى) وصولاً الى جنوب كردفان (حول مجرى النيل) حيث يبدأ التحامهم بقبائل البقارة. وعلى مساحة معلومة من هذه المنطقة (أبييه) تلتقي إحدى بطون الدينكا (نجوك) مع إحدى بطون البقارة (الحمر).

    يشكل الدينكا جزءاً من مركب اثنى وثقافي أشمل هو ما يعرف بمجموعة الشعوب الناطقة باللو والممتدة فى أقاليم شرق أفريقيا مع تشابه فيزيقى متميز مع الماساى الذين (كينيا)، والتوتسى (رواندا- بوروندى)، بل ومع بعض المجموعات البشرية التى تمتد غرب القارة حتى مالى والسنغال (طول القامة، وسواد البشرة الداكن، والملامح غير الزنجوية).

    من أهم بطون الدينكا النجوك، وأبوك، وأدوت، وبان اروثم البور، والنويك ملوال حيث يتحرك الجميع للرعي بين جنوب كردفان ومنطقة بحر الغزال والنيل الأعلى حتى بور (منطقة مشروع قناة جونقلى). هكذا فإننا أمام مركب إجتماعى لا يحصرنا فى هذه الأطر القبلية المعزولة التى يتحدث عنها الأنثروبولوجيون ويسمون بها واقع التجزئة فى أفريقيا، وإنما نحن بصدد جزء من كل يجعل الواقع الأفريقي نسيجاً اجتماعيا مركباً يمتد على مساحات شاسعة من القارة مما يتطلب نظرة سوسيولوجية أشمل لمعنى الجامعة الأفريقية.

    تمثل أعمال فرنسيس دينج إسهاماً فى هذا التوجه بتأكيده على التشابه الملحوظ بين البنية الاجتماعية للدينكا والمكونات الاجتماعية الأخرى للشعب السوداني، كما أنه ثمة تشابه واضح بين الدينكا والمجموعات النيلية يمكن وضعه أمام التشابه بين موروثات الدينكا الروحية والتراث الدينى بخاصة لشعوب الشرق الأوسط، وبالتقاء هذا المركب على أرض السودان موفراً عوامل كافية لبناء الأمة السودانية فإن ذلك يؤدى بنا بالضرورة الى عدم القطع بثنائية التركيب الثقافى أو حتى الإثنى بين شمال السودان وجنوبه، ومن ثم بين غرب وأفارقة.

    وبولوج فرنسيس فى كتاباته لمنطق الدوائر الثقافية فإنه يفتح الباب واسعاً أما الدراسات المتنوعة فى هذا الصدد حيث يقتصر من جانبه على دراسة نظام القيم والمعتقدات فقط- بحكم وقوفه عند مناهج المدرسة الوظيفية- ليثبت مقولته الكبيرة
    ورغم أن فرنسيس دينج لا يربط كثيراً بين التكوين الاجتماعى والاقتصادى عند الدينكا ليرقب تأثير ذلك فى صياغة علاقات البنية الداخلية والعلاقة بالعالم الخارجي فإن مثل هذه الارتباطات ترد بشكل غير مباشر فى كثير من الظاهر التى يتعرض لها، فالأرض التى استقروا عليها هى "أفضل مكان فى العالم بل ومركزه"، وقيام اقتصادهم المحلى على رعى البقر يجعل من ملكيَّة القطعان محور تقييم المركز الإجتماعى فى القبيلة بل محور صياغات جمالية وأدبيَّة حول البقر وألوانه لا حصر لها "والسوق" هو مركز التعامل والتبادل الاجتماعى والاقتصادى على السواء بين العشائر ويضمن فى الوقت نفسه الاستقلال الفردي، والزواج الإكسوجامى (من خارج العشيرة) مناسبة أخرى لتبادل الثروة وتحركها، والهجرة فرصة للعمل الأجير الذى لا يتيحه الواقع الإجتماعى المحدود للقبيلة.

    بينما يتسم الدينكا بروح التمركز العنصري حول الذات، إلا أنَّ ذلك لا يعنى قوة مشاعر الوحدة داخلهم لأنهم فى الواقع يكرسون مظاهر التفتت الداخلى يشكل ملحوظ يجعل الوحدة تتحقق من اللاوحدة، كما يجعلهم عرضة دوماً لمظاهر التنازع والصراع.

    فى هذه البنية تصبح الزعامة ذات ثقل كبير مصدراً للتوحيد بينما تصبح الأسرة بل والفرد وحدة المجتمع، بل وفى إطار الأسرة يصبح الرجل القادر هو أساس البنية الاجتماعية والاقتصادية، لينسحب وضع المرأة الى درجة التبعية. ومع الإهتمام بالتناسل والتكاثر تتأكد الاستمرارية عبر الرجال لا النساء، لأن الأرستقراطيون من الرجال هم الذين يمدون القبيلة بالرؤساء ويضمنون الخلود فى مواجهة الفناء- وهنا تبرز جماليات جسد الرجل الدينكاوى. فى هذا الإطار ينشأ عدد من القيم الدفاعية مثل العاطفية والإحترام المتبادل الذى يصل الى حد المثالية وهو ما يسميه الدينكا "الضنج" إزاء الإطار الخاص للعلاقات التى تتجاوز الثروة الى تقدير الأكبر عمراً أو التقدير وفق الجنس (الرجال – السيينج).

    لا يمنع ذلك من وجود القيم السلبية مثل العدوانية والعنف "وعقدة البقر" أو التفاخر بملكيته..وإن كان ذلك لا يؤدى الى الإخلال بالتوازن الإجتماعى الذى يحميه فى رأى فرنسيس ميل معروف عند الدينكا نحو "المحافظة" أو مقاومة التغيير. لكن فرنسيس لا يرى أن هذه الصفة الأخيرة ذات ثبات "ستاتيكى"، فالدينكا تقبلوا الإسلام والمسيحية، وإنتشرت بينهم الهجرة بحثاً عن عمل فى الشمال الجغرافي رغم أن ذلك مدان فى إطار قيم القبيلة، بل وإحترم الدينكا سلطة الحكومات الحديثة وأخذوا بالأشكال الديمقراطيَّة مدخلاً لقبولهم بالتحديث.

    بل وشملت قابليتهم للتغيير تكوينهم الإجتماعى نفسه، فبينما المعتقدات الأولى ترى الأجنبي لا يمكن أن يكون دينكاوياً وأن الأخير لا يمكن أن يندمج خارج الدينكا "حتى لو إختطفوه وقطعوه إربا لأنَّ نفس الدينكاوى لا تؤسر". ورغم ذلك فإن فرنسيس يسجل عن بعض الرؤساء كيف إندمج العرب داخل الدينكا وأن الأسر المتبادل حدث على الجانبين وأدى فى النهاية الى التزاوج بينهما على نطاق ملحوظ وان قصة زواج محمد (العربي) وثلما (الدينكاوية) تجد رواجاً فى الفولكلور الدينكاوى..الخ. مما يثبت تأثير العوامل الجديدة فى إنفتاح البناء الإجتماعى الدينكاوى. وهنا يشير فرنسيس الى أن فترة الحكم البريطانى هى التى عملت على تدعيم المحافظة والانعزالية عند الدينكا الى حد جعل الرؤساء التقليديين يرون فى ذلك ميزة للبريطانيين بينما أجيال الشباب قد انطلقت خارج عملية الحصار هذه الى الانفتاح على المجموعات البشرية الأخرى فى أنحاء الوطن السودانى، وبإستثناء مصالح "الصفوة المتعلمة" من الشباب فى إتجاه العزلة فإن القاعدة الأوسع، فى رأى فرنسيس، تتجه الى التحرك "نحو الخارج" مما يشكل عنصراً بارزاً فى حركة الاحتكاك الثقافي الاجتماعى والاقتصادى ذو التأثير فى بناء المجتمع الواحد الكبير.

    البنية الثقافي:
    ___________________


    يعطى فرنسيس دينج للبنية الثقافية أولوية لفهم البناء الإجتماعى للدينكا ومن ثمَّ يحتل عالم المعتقدات الدينية والتصورات أو "ميثولوجيا وفلسفة" الدينكا مكانة بارزة فى تفسير كثير من الظواهر فى مجال الإحتكاك الثقافى أو الإجتماعى بين الدينكا وغيرهم. ويفرد فرنسيس الجزء الأكبر من كتاب "أفريقيين وعالمان" لعرض تصورات الدينكا حول خلق العالم والحياة والإنسان، وهجرة الدينكا الى منطقتهم الحالية ليدرس من خلال ذلك أوجه الشبه والتداخل بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى وخاصة ثقافة "بلدان الشرق الأوسط" وأديانها السماوية، فهو يرجح أن هذا التشابه لا يرجع الى الاتصال المباشر وإنما الى تشابه فى البنية ينفى فى النهاية ثنائية التركيب الثقافى داخل السودان أو بين العرب والأفارقة.
    حول خلق العالم

    يرى الدينكا أن الإله الأعظم- دينج هو الذى خلق العالم والأشياء وهو الذى يدمرها أيضاً حيث العالم الى فناء ولذا يؤكد الدين عند الدينكا على المضمون الخلقي أو نقيضه مصدراً للغفران أو الحرمان وعند كلا المسألتين فى ميثولوجيا الدينكا وفلسفتهم تقع القرابة مع السمة الكونية لأديان الشرق الأوسط اليهودية والمسيحية والإسلام، ولذا يسهل على المرء أن يفسر توثق الصلة الذى حدث بين الدينكا والإرساليات التى وصلتهم ويعتقد فرنسيس أن جذور هذه الصلة أعمق من مجرد الاتصال التاريخى الذى حدث مؤخراً.

    الأديان النيلية ما كانت فقط لمجرد سعادة الإنسان فى المجتمع المعيش لكنها فى الواقع تقيم علاقة روحية مع عالم سفلى، وهو عالم يتسم بالغموض نسبياً ولا يتشابه تماماً مع عالم الجنة والنار المعروف فى المسيحية والإسلام. والخلود عندهم يتحقق فى عالمنا هذا عبر إستمرارية إسم الإنسان فى أبنائه الذكور. ولذا فإن واحدة من قيمهم البارزة هى زيادة النسل التى هى واجب المرأة الرئيس. ويعتقد الدينكا بالإله الواحد، بل وبالتوحد فى الله، وإن كانوا يعتقدون أيضاً فى تدرج هرمى للمعبودات وفى تنوعها، للخير أو الشر أو وفق العشيرة، وهى تتوحد فى النهاية فى الإله الأعظم. ويسمى بعضهم الدنيج إله رغم أنه روح تأليه للإله بل وأن بعضهم يوحد بين الدنج والإله الأعظم.

    وقد خلق الدينج الإنسان الأول من الطين وفى روايات أخرى من الصلصال بالتحديد، وعندما اشتكى الإنسان للإله من وحدته أخذ الإله ضلعه وخلق منه المرأة. وقد حاول هذا الإنسان الوصول الى الدينج فى السماء على نحو ما تروى أسطورة البرج فى الشرق الأوسط. ويروى الدينكا أن الإله بعد أن خلق العالم والأشياء، والأشجار فإنه حرم على الإنسان الأول والمرأة أن يأكلا الشجرة المقدسة، لكن تحت إغراء الثعبان فإن المرأة حنثت بوعدها للإله ثم تبعها زوجها ليشاركها المصير نفسه فلقى ثلاثتهم عقابه حيث توعدهم الإله بحياة غير سعيدة، وجعلهم يزحفون، ثم أعطى الإنسان أدوات الزراعة وتوعد المرأة أن يقتلها بنوها، وخلق قلبها صغيراً ولذا فهو سهل التغير. ثم يمضى تراث الدينكا ليروى الكثير عن وضع المرأة زوجةً وأماً فى درجة أقل من الرجال الى حد أن أفراد الأسرة لا يستعملون صفتها أماً مثلاً وإنما ينادونها باسمها دليلاً على عدم الاحترام بينما ينفرد الرجل بذلك.
    --------------------------------------------------

    لكـم مـودتـي.
                  

04-18-2008, 03:41 PM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    كل سنة وانت طيب يااستاذ وعمر مديد
                  

04-19-2008, 04:08 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الـحـبيب الـحـبوب،
    HAYDER GASI


    تـحـيةالود والاعـزاز،
    وسـررت لقـدومك الـميـمون،

    وشــكرآ علي تعـليقك الـجـميل، وصـراحـة بـحـثـت عـن كلمـات مناسـبة ارد بـها عـلي
    تعـليقك فـلم اجـد الا وان اعـيـد مـرةاخـري بـث ماكتبتـه.

    قريبا ... من نبضه الشاعري,
    وليس بعيدا من السياسة التي
    يتبناها ... فهل فى الإمكان أن
    يخلف { كمال الجزولي } محل نقد؟

    فما أحوجنا لشاعر يرأس حزبا, ليكيل
    بالموازين العالية لجهة الأحاسيس وليعيد
    توظيف العواطف { التي أهدرتها الآيدلوجيا }

    ... أتمنى ذلك.
    -------------------------------------


    مـلحـوظة:
    ________

    ... فهل فى الإمكان أن
    يخلف { كمال الجزولي } محل نقد؟.

    الأجابة علي سـؤلك ده بـذكرني بـدرس اللغة العربية و ..... ( السـهل الـممتنـع!!).

    انا شـخـصيـآ افـضل انو يـدخل فـي وظائـف الـخـدمة المدنيـة ويبـقي وزيـر عدل او وزيـر خارجـية او مـندوب السودان بالأمـم الـمتـحـدة...( طـبعآ مـفهـومـة مافـي النظام الـحالـي).

    لك مـودتـي.
                  

04-20-2008, 02:12 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    لأخ / بكري الصائغ
    تسعدني مشاركتك ,هذا البوست ,الحبيب بالطبع ,إلى نفسي ,لأحيي فيه, شقيقي العزيز, وصديقي الحبيب, كمال ,وتهنئته بعيد ميلاده,,ولابأس أن, نقرأ له, بعض مختارات, من ديوانه{أم درمان تأتي في قطار الثامنة}:-

    الكراسة الأولى
    ______________

    من دفتر يوميات أم درمان
    ________________________
    (6)

    محطة السوق!
    _____________


    {إلى محجوب شريف}

    أيتها الصبيات
    في,,
    أردية المدارس
    الزاهية
    بضفائركن
    اللاهيات
    على
    أكتافكن

    ويا أيها
    الأولاد
    ذوو الأصابع المبقعة بالكوبيا,,
    وبالمداد
    تقافزوا
    كما تشاءون
    من حافلة لحافلة
    مثل حملان الخريف
    واشعلوا, باللهو والفوضى
    محطة السوق
    وبالتضاحك المعدي,,
    وبالصياح
    ولتعذروا جباهنا التي تقطبت
    من
    أول
    الصباح
    فنحن عندنا الذي يكفي من الأسى
    ونحن عندنا الذي,,
    يكفي
    من
    الجراح!
    1979

    (18)
    حادث
    ______

    {إلى علي المك}

    في
    أخريات الليل
    تحت سور الجامع الكبير
    يزحف مجزوم واهن,,إلى
    صدر
    مجزومة
    واهنة
    ويعتنقان
    هكذا
    بكفين كخفي جمل
    وأذرع,,ثلاثة,, كما,, الحطب
    في أخريات الليل
    تحت سور الجامع الكبير!
    ..............
    ..............

    غير أن العابر الآخير
    الثمل, المرهق,الذي,,
    أفرغ مافي جوفه, ومضى,
    ما استطاع أن يرى,
    من شدة النعاس,
    ما استطاع أن يرى
    كيف
    أطفأ
    جذوة
    عاشقين
    حاولا
    بقدر
    القدرة
    الوصال!


    1977

    (20)



    رؤيا
    ______

    {إلى صلاح حسن أحمد}

    في هدأة الهزيع الأخير
    وقبل
    أول الفجر
    تتدفق الأبقار والثيران في سكة..
    الجسر
    مظاهرة..
    من
    القرون,
    والأفخاذ
    والحوافر
    تراطنت
    على ظهورها
    السياط
    والحناجر
    ................
    ................

    وخلف دقات الطبول
    تتدافع
    العجول
    مع أن كل جلد طبل..
    كان
    - يومآ -
    جلد عجل!
    ................
    ................

    أيتها المدينة النائمة
    أيتها المدينة المستكنة..في ذاتها
    ويا أمرأتي الحبلى
    بسرها الخطير
    عليك
    ترى
    أم على القطيع
    تستثار في مثل هذه الساعة..
    الخناجر?!

    1981
                  

04-20-2008, 03:17 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحـبيب الـحـبوب،
    عصام ابو القاسم،

    تـحـية الود والاعـزاز،
    والشـكر علـي طـلتك البهـية وتعليقك الـمقـدر.

    واسـمـح لـي اهـديكـما احـدي قـصائـد الشاعـر الروسـي مايكوفسكي بـمناسـبة ذكري رحـيله فـي الشاعر مايكوفسكي في الذكرى (75) لرحيله فـي 14 نيسان ( ابـريل ) 1930. واعـذرونـي... ماكنت اود ان خـلط اوراق الـميـلاد والـمناسـبة السـعيـدة باوراق الرحـيل ولكن شـاءت الصـدف وان تأتـي الـمناسـبتييـن فـي شـهر واحـد!!


    فلاديمير مايكوفسكي صوت الثورة وضحيتها (بمناسبة ذكرى انتحاره في 14 نيسان من عام 1930) ـــ
    د.إبراهيم استنبولي:


    وداعـــاً ، يــا صديقــــي ، وداعـــــاً ،‏

    حبـيبـــــــي ، أنــتَ في صــــــدري .‏

    إن الـــــــفــراق المـــرتـقـــــــب‏

    يعـِــد بلــقــــــاء فيمــا بــعد .‏

    وداعاً ، صديقي ، بلا كلام و لا سلام ،‏

    لا تـــــحزن و لا تقــــطّب حــاجبيـك،-‏

    ليــس جـديداً أن نـموت في هذه الدنيا ،‏

    وأن نعيش ، بالطبع ، ليس جديداً أكثر .‏

    بهذه الأبيات الرائعة ، التي تحمل شحنة عاطفية هائلة اختتم الشاعر الروسي سيرغي يسينين مسيرته الإبداعية القصيرة و لكن الغنية انتحاراً في فندق " إنغليتير " في لينينغراد في 27 كانون الأول من عام 1925 . و قد كان لخبر انتحاره وقع الفاجعة على كل المحبين لشعره و للكلمة الرفيعة في روسيا السوفييتية السابقة و خارجها . كما ترك انتحاره أثراً عميقاً في نفس شاعر الثورة الروسية الفذ فلاديمير مايكوفسكي .. الذي أدرك قوة الكلمات الوداعية للشاعر الراحل ، و خصوصاً البيتين الأخيرين :‏

    ليس جديداً أن نموت في هذه الدنيا ،‏

    و أن نعيش ، بالطبع ، ليس جديداً أكثر .‏

    _____________________________________

    ثقافة
    الأثنين 25/4/2005م
    لمعان ابراهيم

    عندما نتذكر اسم الشاعر الروسي الكبير فلاديمير ما يكوفسكي تتبادر الى ذهننا صورة شاعر اول ثورة اشتراكية في العالم ( ثورة اكتوبر)- صورة احد رواد التجديد في الشعر الروسي الثوري الذي اعتبر ناقدا جريئا من الطراز الاول .

    ترعرع في خضم احداث ثورة 905 1 في روسيا القيصرية الشهيرة وبرغم من صغر سنه شارك في الكثير من المظاهرات والاضطرابات في جمهورية جيورجيا السوفييتيه وعاصر حربين الحرب الاهلية - والحرب العالمية الاولى توفي والده عام 1906 وهو لا يزال صغيرا فقررت والدته ان تهاجر الى موسكو واستقرت في هذه المدينة وهناك تعرف ما يكوفسكي الى شباب مثقفين واخذ يتردد اليهم وانضم الى الحزب البلشفي وشارك في النشاطات الحزبية ولهذا اودع السجن مرتين 1908-1909 حين تدخلت والدته للافراج عنه كونه لم يبلغ السن القانونية بعد.‏

    ولد هذاالشاعر الكبير في 19يوليو عام 1893 في احد قرى جيورجيا السوفيتية (باغدادي) النائية .‏

    تطورت ملكة الشعر عنده حتى اصبح اكبر شاعر سياسي ورمزي واكبر شاعر ثوري .‏

    ينتمي هذا الشاعر الى الشعراء المستقبليين تغنى بالثورة وكتب قصائد ومقالات كثيرة ورسم الكاريكاتير معبرا بها عن الحرب العالمية الاولى ومصورا الوضع التراجيدي الذي عاشه الشعب الروسي .‏

    في الشوارع السوداء امهات بيضاء‏

    انبطحن متشنجات كما لو كن ينظرن الى تابوت‏

    ايام الثورة كان يلقي شعره من على المنابر امام الجمهور المتعطش الى رياح التغيير ويدخل النقاشات واحاديث الشارع وباسلوب ادبي جديد الى شعره على شكل قصيدة تهيج الجماهير وتحرضهم على التغيير .‏

    كان شعره ينبض بالوجدانية والحرارة وصدى لما كتبه الكاتب الروسي الكبير مكسيم غوركي عندما قال : ( الشعر هو الحب ) .‏

    حب ما يكوفسكي كل العالم وجميع الناس المظلومين والمسحوقين والمعذبين في الارض .‏

    امتازت قصائده بالبساطة كشعر ( بوشكين) و ( يسنين ) برغم اختلاف انتماءاتهم الطبقية وبرغم ان لكل منهم ايقاعه وغرضه الشعري وطريقته في التعبير الا ان الثلاثة كانوا قريبين من جمهورهم .‏

    في البداية كانت قصائده صعبة وغير مفهومة لأنه حاول تحطيم الاسلوب الشعري المألوف المتداول وادخل الى الشعر اسلوبا جديدا وحديثا غير مطروق .‏

    ان الحياة الاجتماعية العاصفة التي عاشها الشاعر ما يكوفسكي تركت بصماتها على حياته فقد عاش الحرب الاهلية - والتدخل الاجنبي كل هذه الاحداث لم تضعف حبه الشاعر لوطنه بل زادته قوة وتعلقا به وزادته ثقة بشعبه وتقربا من الناس اكثر.‏

    كان جريئا في كتاباته الشعرية ولهذا أحبه لينين كثيرا ويوجه عبر قصائده نقدا لاذعا لرفاقه الحزبيين وتبين ذلك في قصيدته ( المؤتمرون ) وجد نفسه وحيدا ازاء الجميع لأنه بقي يتمرد على كل ما لا يعجبه .‏

    قيل ان فلاديمير مايكوفسكي كان يحب ( ليليا بريك ) بشكل جنوني وهو الحب الوحيد والاخير في حياته ولكن مذكرات صديقته ( فيرنيكا بلونسكايا ) تثبت وجود نساء اخريات في حياته .‏

    كانت فرونيكا اقرب انسانة اليه تعرفت عليه عن طريق بعض اصدقائها كانت حذرة في علاقتها معه في البداية لأنها لاحظته عصبي المزاج ذا حديث صاخب الا انها فيما بعد اصبحت اعز صديقة له .‏

    تغير في تعامله معها حتى انها احست انها تتعامل مع انسان آخر , يختلف عن تعامله بالامس اللاذع الصارم , الصاخب , المضطرب, في الوسط الادبي تحدث معها بلطف ونعومة كان ذا نظرة حادة نظرة الفنان الفذ وبعد صراعه الطويل مع المحيط والوسط الاجتماعي الذي احبطه واحبط آماله المستقبلية يئس الشاعر من كل شيء فاسودت الدنيا في عينيه ولم يعد يرى لزوما للبقاء ولهذا قرر الانتحار ووضع حدا لحياته كتب:‏

    ( الى الجميع ها انذا اموت الآن .. لا تتهموا احدا , ولا تثرثروا , فالمتوفى يكره الثرثرة).‏

    اي امي , ويا اخوتي , ويا رفاقي , اطلب عفوكم , انها ليست طريقة للخلاص تناسب احدا , فلست اوصي غيري ان يسلكها ولكني لا اجد حلا سواها .‏

    احبيني يا ليلي .‏

    وزورق الحب تحطم على صخور الحياة اليومية...‏

    انا والحياة كلانا اخذ حقه من الاخر ومن العبث ان نستعرض الاحزان والمسلمات وما انزله كل منها بالاخر من اذى عيشوا سعداء).‏

    دخل الى احد غرف شقته ووضع المسدس على الطاولة في غرفة مجاورة حينما زارته فرونيكا بلونسكايا صديقته ولكنها لم تلاحظ اية علامة عليه وعندما خرجت من عنده وكان مساء خريفيا اخذ المسدس ووجهه الى صدغه وسلم حياته للراحة الابدية في 14 نيسان 1930 بعد ان غادرته فرونيكا بثوان وقبل ان تجتاز بوابة العمارة التي كان يسكن فيها .‏

    ويقال بأن زوجته ( ليليا بريك ) قد تسببت في انتحاره وخاصة عندما علمت انه يريد السفر الى باريس ليتزوج من فتاة روسية تقيم هناك وقد وقع في حبها فاتصلت ليليا بالبوليس لتمنعه من السفر وهناك سبب آخر وهو انتقاد الادباء ورفاقه له والهجوم الذي تعرض له من قبلهم فقد الثقة بالحياة وقرر الخلاص الابدي .‏

    بالرغم من انه طبق مقولة ما ريو بارغاس: ( الادب هو افضل ما تم اختراعه للوقاية من التعاسة) في بداية حياته ولكنه لم يستطع الاستمرار ومواجهة هذا الوضع فترك الحياة لغيره بهذا الاسلوب المأساوي .‏
    _____________________________________________________

    لك مـودتـي.
                  

04-20-2008, 08:09 AM

Hussein Mallasi
<aHussein Mallasi
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 26230

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    عيد ميلاد كمال المدور من 15 ابريل دا لسه ما انتهى
                  

04-20-2008, 04:16 PM

عمرو كمال ابراهيم
<aعمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: Hussein Mallasi)

    عمنا بكرى



    يقدر ما أسعدنى إفتقادك لمساهماتى.. بقدر ما أحزننى ذلك، حقيقة كنت بالخارج ورجعت وقبلها مشغول بورش عمل كتيرة جدا


    حتى أننى لا أستطيع الدخول إلى بريدى الإلكترونى إلا كل يومين تقريب






    دايرين نعمل لينا حاجة كده زى ( سكة حديد) عشان تخش لينا وتطرينا ببعض ما تختزن
                  

04-20-2008, 05:21 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: عمرو كمال ابراهيم)

    الاخ الـحبيب الـحـبوب،

    حـسـن الجـزولـي،
    تـحـية طـيبة،
    ..... قـمت بالرد علي مـقالتك ومـشاركتك اعـلاه ..للاطلاع.
    لك مـودتي.
                  

04-21-2008, 00:32 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    شكرآ بكري
    والسجاد الأحمر الشيوعي, مع عطر السيد علي الميرغني, دي خلطة تحالف, بمناسبة الإنتخابات ولا شنو?!,,بيني وبينك ,أخير {ريحة الأسياد} من{ حنوط التجمع}!! ,,وبمناسبة العطور ,فزمان في عشرينات العاصمة, برضو كان يوجد, عطر نسائي ,إسمو عطر {بنت القسيس}, قبل أن يتول {المراغنة} تعطير ثرى الأموات!,,فبعد أن ظهرت ,العطور الباريسية, دخل فتيل السيد علي, ضمن المواد ,التي يتم بها تحضير {حنوط الجنازة} !,,وأمد الله في الأعمار.
                  

04-21-2008, 01:23 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: حسن الجزولي)

    تـصـدق ياحـسـن،

    سـنة 1951 اناذاتـي اتريـحـت بريـحـة السيـد علي الـميـرغنـي ،

    فـي سـنة 2008 لقـيـت نفـس الريـحـة ونفـس الشـكل فـي الـمحـلات ولـكنهـا

    طلعـت .... بيـف باف!!!
                  

04-21-2008, 01:55 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الاخ الـحـبيب الـحـبوب،
    حسـيـن مـلاسـي،

    ( عيد ميلاد كمال المدور من 15 ابريل دا لسه ما انتهى )!
    "حسـيـن مـلاسـي".


    مازال عـرض البوسـت مـسـتمـرآ يامـلاسـي بناء عـلي رغـبة الجـماهـيـر الواعـيـة الـمخـلصـة التـي قيمـت كـمال كـواحد مـن أشـرف رجـال هـذا العـصـر الذي قل فيـه الرجـال.

    كـمال دهـب عـيار 24 قيـراط ...

    واسالونا عـن الدهـب نـحـنا آل الصايـغ!!

    ملـحوظة:
    ________
    لـحـد سـنة 1985 وقبل قـدومـي لالـمانيا كان الدهـب عـيار 24 قيـراط هـو احـسـن واجـود واثـمن نوع ، فـهل مازال علي حـاله ولا الانقاذ خـرب حـاله?.
                  

04-22-2008, 10:40 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)



    رزنامـة جـديدة بـتاريـخ اليـوم الثـلاثاء 22 ابريل 2008 بالـموقع الالـكتـرونـي (سـودانـايـل ).

    --

    رزنامة الأسبوع

    مِزمَارُ الحُلمِ الهَشِيم!.
    --------------------

    [email protected]

    كمال الجزولي
    [email protected]

    الاثنين:
    ________

    على شرف الصلحي، نصْبِ الابداع التذكاريِّ الضخم، هيَّأ لنا صديقنا التشكيلي عابدين الشوافعة جلسة مؤانسة رائقة، مساء اليوم، أحاطنا خلالها بكرم البيت الأمدرماني الرحب، جوار جامع ود عبد الماجد بحي الهجرة العريق، ليس فقط من لذيذ الطعام وسائغ الشراب، بل ومن أعمال الشوافعة صُفت تطلُّ علينا من الجدران، يستقصي فيها، بولهٍ لا يخفى، جمال اسم الجلالة، شيئاً من خشب المهوقني والتِك، وشيئاً من البروش الملوَّنات، وغيرها.

    وكنت، قبل ذلك، أبديت حيرتي للصلحي لمَّا قصدت غاليري الشوافعة، لآخذ لوحة (حمار الوحش) التي كان وعدني بها، لكنني، على قدر ما فتشت، لم أجد الغاليري في مكانه! فقال لي الصلحي، والأسى ملء صوته العميق، مردِّداً لازمة (بالذات) التي تكاد لا تفارق لسانه:

    ـ "وين ياخي؟! المحل ده (بالذات) كرَّهوهو فيهو ناس المحليَّة والضرايب .. لحدِّي ما قفلو"!

    وكان الشوافعة اتخذ ذلك الغاليري، باسم (بيت الجاك)، في دكانة صغيرة بالسوق، بداية شارع ابروف، وعلى مرمى حجر من محل خالي المرحوم عبد الكريم العجلاتي الذي أخلته منه (محكمة الخيمة)، أوَّل أيام (الانقاذ)، فمات محسوراً، وها هي الرسوم المبهظة تضطر الشوافعة، أيضاً، لإغلاق (بيت الجاك)!

    الصلحي درج على تسمية الشوافعة بـ (الولد الأحمر)، تحبُّباً، والشوافعة ينادي الصلحي بـ (شيخي وسندي)، زيادة في التوقير. وبالحقِّ فإن علاقتهما آية في علاقة الحُوار بشيخه، أو التلميذ بأستاذه، أيام كانت ثمَّة (تلمذة) و(أستذة)! وما تزال متصلة، حتى اليوم، لنحو من نصف قرن، أطال الله عمريهما ومتعهما بالصحَّة، فكان لا بُدَّ أن ينشع في جلستنا تلك شئ من عبق بخورها الصوفيِّ المائز، خصوصاً وقد اتخذ مجلسه بيننا، في تواضع جَم، الشيخ فتح الرحمن عبد القادر، شيخ الطريقة القادريَّة العركيَّة القرآنيَّة السُّنيَّة الذي أدهشتنا ذائقته الرقراقة، وثقافته الواسعة، وحِسُّه النقديُّ العميق، وآراؤه المستنيرة في وشيجة الدين والفن، حتى حقَّ للصلحي أن ينحني يُقبِّل يده، قبيل انفضاض المؤانسة، عندما استأذننا في الانصراف بكثير من التهذيب.

    ضمَّت الجلسة مختلف أجيال الإبداع والثقافة. كان هناك جرجس، والعريفي، وعتيبي، وعبده عثمان وآخرين، جنباً إلى جنب مع مامون التلب وعادل ابراهيم وعبد الرحمن نور الدين وغيرهم مِمَّن انهمكوا في التوثيق، صوتاً وصورة، على حين راحت أحاديث المخضرمين تنثال بالخبرات التي يختزنون، والأشجان التي تنطوي عليها جوانحهم، وتتشقق حول وسامة الخرطوم (زمان)، وقبحها الراهن، وذكريات الكليَّة القديمة، بيومها الممتد، وأنشطتها المتنوِّعة، وحريَّاتها غير المنتقصة، وعلائق أساتذتها الفريدة يطلابهم، وموقف الاسلام من الفن، وجفاء الدولة للفنانين، وما آلت إليه التربية الجماليَّة في المدارس، وما يشاع عن خطة ما لمحو أم درمان، وما إلى ذلك.

    عبده عثمان لم يستطع أن يداري نبرة الأسى وهو يتذكر التمثال الذي كان نحته، أيام الكليَّة، على موديل سنغالي، ثمَّ انتهى في ركن من المجلس القومي للآداب والفنون، قبل أن تنهال عليه معاول عبد الله محمد احمد، إبان توليه وزارة الثفاقة، في إحدى غفلات التاريخ بعد (الانتفاضة!)، فتحطمه، باسم العقيدة، تحطيماً، وتعيده مادة أوليَّة صمَّاء، ضمن (هوجة الوزير) التي اجتاحت حتى المتحف القومي، فاتحة الطريق أمام (هوجات الغوغاء) التي طالت، لاحقاً، تماثيل غاندي وبابكر بدري بأم درمان وعثمان دقنة ببورتسودان!

    فاقم من شحنة ذلك الأسى ما روى الصلحي عن جفاء الدولة التي أحجمت عن مدِّ يد العون لنقل تمثال آخر، من لندن إلى الخرطوم، كان أبدعه المثال نفسه للمهدي على صهوة جواده من (الفايبر غلاص)، فانتهى إلى أجزاء مقطعة إرباً إرباً، وكان حريَّاً به، لو كان في القوم بعض استنارة، أن يتوسَّط ساحة الشهداء!

    لحظتها سرحت أتذكر كيف أنني حاولت إقناع الصلحي، ذات مفاكرة حول إنقاذ تراث عثمان وقيع الله، بأن يطلب مقابلة رئيس الجمهوريَّة، لكنه قال، بتواضعه المعهود، وطيف ابتسامة ساخرة على شفتيه:

    ـ "ياخي أنا رجْلينيْ حِفن بَلا فايدة عشان (بالذات) أقابل وزير الثقافة .. تقول لي رئيس الجمهوريَّة"؟!

    جرجس شرح نظريَّته الأثيرة حول عدم جدوى (اللوحة المُفردة)، وضرورة التحوُّل إلى الانتاج الكبير mass production ، فوافقه الصلحي، قائلاً:

    ـ "لازم تِنفتح نافذة تستوعب (بالذات) نسخ من اللوحة في البيت السوداني. أنا اتكلمت مع المسئولين عن غاليري الخرطوم واتحاد التشكيليين عن ضرورة الاستنساخ كحل لمشكلة صَلب (اللوحة المفردة) في جدار واحد! ده كان (بالذات) جزء من قلقنا أيام (مدرسة الخرطوم) .. تصاميم مفردة تستنسخ في طبعات رخيصة بآلاف النسخ".

    توسَّع جرجس في فكرته الرامية لجعل الفن متاحاً للعامَّة في كلِّ ما يمكن أن تقع عليه العين. وروى، في السياق، تجربته في الانتقال، أواسط الستينات، من الانكفاء على (اللوحة المفردة) إلى تصميم الصحف مثلاً، الأمر الذي أتاحه له انتقال جريدة (الأيام)، وقتها، إلى تقنية (الأوفست). فجأة تذكر الصلحي، ضاحكاً، ما آلَ إليه مصير لوحة جرجس (الكونشيرتو الأحمر):

    ـ "أنا (بالذات) كنت منبهر بي قيمتا الفنيَّة العالية، فصمَّمت أقتنيها بأيِّ وسيلة! لكين جرجس أهدها لي بعض معارفو، فإذا بالجماعة ديل (بالذات) إستخدموها مظلة للمكيف بتاعهم"!

    ومن بين ضحكات (شرِّ البليَّة) علق جرجس قائلاً:

    ـ "ما هو عشان كده! عارف يا ابراهيم شركة HP دلوكت أعادت استنساخ أعمال ضخمة شهيرة ووضعتا، بأحجام كبيرة، في شوارع لندن، فطلعتا من حبسة المتاحف واتاحت للعامَّة مشاهدتا. ده شغل عظيم .. حتى لو قصدت الشركة الاعلان عن نفسها"!

    هنا تداخل الشيخ فتح الرحمن قائلاً:

    ـ "والله ياخوانا العامَّة ديل عندهم قدرة ما عاديَّة على استيعاب الجمال وتذوق الفن الراقي"!

    قال الصلحي:

    ـ "خبرتنا التاريخيَّة مع الفن في السودان بدت بأنو دورو كان، في الممالك المسيحيَّة، محصور (بالذات) في توصيل المعجزة للعامَّة الما بيقرو عشان يفهموها .. وده انتهى مع سنار"!

    فواصل الشيخ:

    ـ "بس الفن في الاسلام حلال إلا ما حرَّم الله بي نص صريح. الكون كلو بيتعبَّد. العبادة شنو؟! التفكر في قدرة الخالق. البيتأمَّل قطعة فنيَّة يتفكر بيها في قدرة الخالق بيتعبَّد. التفكر أعلى درجات العبادة. إبن آدم يا جماعة مفطور على حب الجمال. لكين الفطرة محتاجة لرعاية، ونحنا فقدنا التربية الجماليَّة، وده ما بينفصل عن مجمل الأوضاع الاقتصاديَّة السياسيَّة والاجتماعيَّة. دلوكت إنتو بتحتجو على إنو الخرطوم بقت قبيحة .. تفتكرو بقت قبيحة ليه؟! المخططين ما بياخدو بي راي الفنانين، وبدون فن ما ممكن تخطط! زمان كليَّة المعمار ما ممكن تدخلا بي نتيجتك في الشهادة وبس! لا .. لازم تجتاز إنترفيو مخصوص لمعرفة قدراتك الجماليَّة. الطالب زمان كان بياخد فنون في امتحان الشهادة .. دلوكت ما في"!

    وأمَّن الصلحي على سداد رؤية الشيخ:

    ـ "ده كلام صحيح ميَّة في الميَّة. نحنا فعلاً فقدنا التربيَّة الجماليَّة، وده البيخلي (بالذات) بيوتنا خواء. ما في احترام للانسان"!

    وعاد الشيخ يعزز فكرته:

    ـ "لما نقول تربية جماليَّة ما بنقصد بالضرورة نطلع فنانين .. التربية الجماليَّة المستوعَبة، حتى لو ما كانت مُفصَح عنها، ممكن يجي ظرف يتيح ليها تعبِّر عن نفسها".

    وأخذ العريفي زمام الحديث:

    ـ " المدارس ياخوانا كانت بتوفر المواد: الألوان وكراسة الرسم وطين الصلصال. تعال شوف دلوكت .. الطالب لحدي ما يجي الكليَّة ما بكون عارف الألوان الأساسيَّة من الثانويَّة! يعني يبدا من الصِّفِر! والسبب كترة التحوُّلات السياسيَّة وتقلبات المناهج والسلالم التعليميَّة .. ده السبب"!

    قال الصلحي:

    ـ "والمصيبة إنو الكليَّة بتخرِّج مدرسين فنون للثانوي، ناسين (بالذات) المرحلة الأدنى! وحتى في امتحان الشهادة أسقطو الفنون! وأكتر شئ بيؤلم إنو (بالذات) الأيَّدو ده فنانين تشكيليين! لازم نعترف بالفشل .. لازم نبدا من جديد"!

    وأمَّن الشيخ على كلام الصلحي والعريفي:

    ـ "الاهتمام بي تدريس الفنون في المراحل المختلفة ما أقلَّ من الاهتمام بي أيِّ مادة تانية .. لأنو المطلوب تنشئة الانسان المتوازن".

    في ذات السياق اقترح جرجس حذف كلمة (فن) التي تسبق كلمة (تشكيلي) لأنها، في رأيه، تكرِّس الالتباس:

    ـ "لازم يكون مفهوم إنو المقصود هو الفن كإطار للعمليَّة التعليميَّة .. التعليم عن طريق الفن".

    وعلق الشيخ:

    ـ "كلام صحيح ما في شك .. نحنا مثلاً في طريقتنا بنحاول دلوكت نطوِّر شكل الشرافة والجِّبَّة وزخرفة نوباتنا وراياتنا .. وبنحاول نحدِّث حتى مبنى (الخلوة) ذاتا! ما ممكن أطفال الألفيَّة التالتة يتنشأو على (خلوة) سنار أو الفور أو المهديَّة".

    أثناء الجلسة دخل محافظ أم درمان السابق، اللواء (م) الصادق محمد سالم، فكان لا بُدَّ للمؤانسة أن تعرج إلى هموم المدينة، وهواجس أهلها إزاء ما يُقال عن خطة حكوميَّة تهدف لتكسيرها، أو لإزالة الكثير من أحيائها العريقة بحجة .. التحديث! حاصر الحاضرون الصادق بأمدرمانيَّته، إذ كيف لابن (بيت المال) القريب من موقع اتخاذ القرار أن يقف مكتوف الأيدي أمام خطة كهذي! قال الشيخ فتح الرحمن:

    ـ "يا الصادق ياخي نحنا كنا أصلاً زعلانين من مجرَّد التشويه الحصل لي مبنى المجلس البلدي، فما بالك بي إزالة أحياء بأكملا"!

    لم يؤكد الرجل شيئاً، ولم ينف شيئاً! على أنه قال قولاً سديداً بأن الأمر مرهون كله بالمدى الذي يمكن أن تبلغه حيويَّة (المجتمع المدني) بالمدينة، مبدياً استعداده لدعم أيِّ مشروع لتطويرها. وألمح بوجه مخصوص إلى (منتدى أبناء أم درمان) الذي ينهض مقرُّه الآن بميدان (البُحيرة). سوى أنه أشار إشارة ذات مغزى إلى عزوف أبناء المدينة عن المشاركة فيه، بدليل بقاء لجنته بدون تغيير طوال السنوات الماضية!

    إلتقط الصلحي سداد فكرة التعويل على (المجتمع المدني):

    ـ "صحيح .. لازم المجتمع المدني هو اليتصدَّى للحفاظ على المدينة وتطويرا. إذا قعدنا (بالذات) ننتظر الحكومة .. واطاتنا صِبحَت"!

    غير أنه ما لبث أن أضاف، بصوت ساخر أسيان، كمن يحدِّث نفسه:

    ـ "أما العملناهو من أيام الاستقلال (بالذات) عشان تطوير مناهج الفنون، غايتو .. الزَّمَّرنا لله"!

    فلكأنه هازليت يلقي على مسامعنا، في ساعتنا تلك، بكلماته المحتقنة بخيبة الأمل: "بدأت حياتي بالثورة الفرنسيَّة، لكن، وا أسفاه، قد عشت لأشهد نهايتها"!

    الثلاثاء:
    ___________

    لأوَّل مرَّة منذ تأسيسها عام 1944م، في عقابيل الحرب الثانية وتحرُّر فرنسا من الاحتلال النازي، غابت عن قرائها، أمس الاثنين، (لوموند) الفرنسيَّة المسائيَّة التي توزِّع، يومياً، زهاء الـ 320,000 نسخة، بالإضافة للمجلات التابعة لها، والتي تشكل (مجموعة لوموند).

    الصحيفة الباريسيَّة الأشهر (إحتجبت) ولم (تحجب)! والسبب إضراب موظفيها غير المسبوق، احتجاجاً على خطة الشركة المالكة بإيقاف صدور مجموعة مجلاتها، وإلغاء 130 من أصل 600 وظيفة، من بينها حوالي 90 وظيفة صحفيَّة تعادل ربع هيئة التحرير!

    حُجَّة الإدارة أن الشركة غارقة، لأذنيها، في ديون بلغت 150 مليون يورو، في ما بلغت خسائرها، العام الماضي، 20 مليون يورو! أما النقابة التي احتشد أعضاؤها، في اليوم الأوَّل لإضرابهم، أمام مقر الصحيفة لإبداء الاحتجاج، والإنذار بتمديد الإضراب عقب اجتماع قيادتهم مع الادارة غداً إذا لم يُستجب لمطالبهم (الشرق الأوسط، 15/4/08)، فتطالب بالتخلي عن قرار إيقاف المجلات، وبأن يتمَّ إلغاء الوظائف طوعاً، لا بالإقالات الإلزاميَّة، حفاظاً على حقوق العاملين، أو كما صرَّحت دومينيك كانديي، المديرة العامَّة لنقابة الصحفيين، بأنه "لا يوجد شك في أن لوموند تواجه مصاعب، لكننا لا نعتقد أن الوضع سيتحسن بمجرَّد حذف الأدمغة" (BBC Arabic.com, 14.4.08).

    كلُّ ذلك، و(الحكومة) تقف بمنأى عن الصراع، فقواعد الممارسة (الديموقراطيَّة) لا تسمح لها بالتدخل!

    الأربعاء:
    ____________

    قد يفلح البعض في إيهام الناس، لبعض الوقت، بأنه ملهمٌ من السماء برسالة مقدَّسة .. يناضل من أجلها، لكن ما أن تحين ساعة الحقيقة حتى يتكشف عن محض (بلطجي) وضيع .. لا أكثر ولا أقل!

    من سنخ هذا النفر جوزيف كوني، (زعيم) جيش (الرَّب!) الذي ظلت قيامته قائمة في أحراش الحدود اليوغنديَّة السودانيَّة الكونغوليَّة، طوال السنوات العشر الماضية، يزهق الأرواح، ويسبي النساء، ويجند الأطفال، ويشيع الذعر أينما حلَّ، حتى بلغ ضحاياه عشرات الآلاف! ولما عجزت حكومة يوغندا عن لجمه، ووضع حدٍّ لانتهاكاته، فوَّضت أمره إلى المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة التي أصدرت مذكرات توقيف بحقه وحق ثلاثة من كبار معاونيه (قتل أحدهم مؤخراً). وأبرمت حكومة السودان، في نوفمبر 2005م، بروتوكولاً مع حكومة يوغندا، تتعاونان بموجبه في تنفيذ هذه المذكرات.

    فور تكوينها يادرت حكومة الجنوب بإطلاق مبادرة للسلام في يوغندا، ورعت، في جوبا، مفاوضات مضنية بين الطرفين كادت تتكلل بتوقيع اتفاق نهائي، في 10/4/08، تحت إشراف د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب، لولا أن كوني تغيَّب، فجأة، عن حضور الحفل الذي تمَّ ترتيبه بهذه المناسبة في منطقة على الحدود مع الكونغو، مِمَّا حدا بكبير مفاوضيه للاستقالة، واضطر د. مشار والوفد اليوغندي للعودة بخفي حنين!

    في تفسير هذه الحركة البهلوانيَّة صرَّح جيمس أوبيتا، الناطق باسم جيش (الرَّب!)، بأن زعيمه (الربَّاني!) يريد (ضمانات!) بشأن (أمنه الجسدي!)، علاوة على (تأمين مالي!)، وذلك قبل التوقيع على الاتفاق (أجراس الحريَّة، 13/4/08). هكذا، وبكلِّ خسَّة وخور، ودون أن يهتمَّ حتى بمصائر أقرب معاونيه!

    (المال!) مقدورٌ عليه، في ما لو بلغ الضعف بالحكومة اليوغنديَّة هذا المبلغ! أما (السلامة الجسديَّة!) التي تعني لديه، بالتأكيد، سحب الدعوى المقامة ضدَّه في لاهاي، فالسماء أقرب! اللهمَّ إلا إذا قبل المثول أمام محكمة يوغنديَّة مختصَّة، واقتنعت لاهاي بأن المحاكمة جديَّة، وليست صوريَّة!

    إتفاق الهدنة بين الطرفين انقضى الأسبوع الماضي، مِمَّا سيفتح الأبواب أمام عودة الحرب إلى مربَّعها الأوَّل لتستأنف تهديدها لجنوب السودان الذي يكفيه ما فيه. وعندئذٍ لن يكون ثمَّة مناص من تفعيل اتفاق السودان ويوغندا للقبض على (بلطجيَّة الحرب) هؤلاء وإرسالهم، بأعجل ما تيسَّر، إلى لاهاي!

    الخميس:
    _________

    لبعض الرُّموز الابداعيَّة خصيصة القدرة على اختزال جيلها بأكمله، وعصرها بأسره. والشاعر صلاح الدين حاج سعيد أحد هؤلاء بالنسبة لجيل النصف الثانى من أربعينات القرن المنصرم، بكلِّ ما فيه من روافع تغوى بالصعود، ومصدَّاتٍ توسوس بالانكسار، وما أكثر هذى وتلك، حيث تَشَهِّى إغواءِ الصعود مأثرة فى اليُسر، ومغالبة وسواس الانكسار بطولة فى العُسر، وفى (الخاص) تماماً مثلما فى (العام): "وأعلمُ فى الهَوى أنى فتىً هزتهُ منكِ براءة خجْلى/ وأشقى قلبَهُ المِمْراحَ قيدُ زمانِهِ المصلوبِ فوقَ عيونِكِ الوَجْلى/ أحسُّ حلاوة اللقيَا/ وأحلمُ فيكِ بالتوقيتِ فوقَ سواعِدِ الميعادْ/ وألمحُهُ كما لقياكِ وجهَ خلاصِنا المزروع فوقَ شواهدِ الأوغادْ/ فوعدُ الحَرْفِ أن أهمِي بعِطر الشِّعر فوقَ جدائِل الإمكانْ/ ووعدُ الحُبِّ أن أختارَ مجدَ العِشق فى عينيكِ .. أحفظ سِيرة الإنسانْ"!

    ولا غرو، فقد تفتحت عيون ذلك الجيل فى عقابيل الحرب الثانية على عصر بطولىٍّ اتسم، عالميَّاً، بهزيمة النازيَّة والفاشيَّة، ورفرفة رايات السلام والديموقراطيَّة والاشتراكيَّة والتحرِّر الوطنى من أقصى الكوكب إلى أقصاه، مثلما اتسم، سودانيَّاً، بالنبش المجيد فى قلب الصخرة البريطانيَّة الصمَّاء، ظِفراً وناباً، عن سبيل لاستقلال أمتنا. ثمَّ ما لبث الوعى الشعرى لهذا الجيل أن تفتح على ملاحم القوى الاجتماعيَّة الحيَّة وهى تصادم نظام أرستقراطيَّة الجيش الذى تأسَّس على انقلاب الفريق عبود فى نوفمبر 1958م، حتى استوى ذلك الوعى الباكر خلقاً إبداعياً مُمَيَّزاً فى أتون الثورة الشعبيَّة المظفرة التى أطاحت بتلك الدكتاتوريَّة البغيضة فى أكتوبر 1964م: "فلتأتى يا أكتوبرُ رغمَ الألم البادي فوقَ جراح الحُرقةِ والتعذيبْ/ ولتأتى رغمَ سنين الصَّبر القابع تحتَ الظنِّ الخاطئ .. والتقريبْ/ فرَحاً أخضرَ يمسحُ هذا الهمَّ القابضْ/ يرفضُ هذا الذلَّ الرابضْ"!

    أنتمى أنا نفسى إلى ذات الجيل. ولئن كانت تلك هى العناوين الرئيسة لتلك الحقبة، فثمة من التفاصيل ما يستعصى على الرَّصد فى حقول السياسة والاجتماع والثقافة والأدب والفن والرياضة، بل وفى طوايا (الخاص)، و(خاص الخاص) بالضرورة، وما قد يكفى وصفه، إجمالاً، بالأفق المفتوح على كلِّ الآمال العِراض: "يا ألف ما أوَدْ .. لو يجيئنى الكلامُ طائِعاً كما أوَدْ/ لو تنداحُ فى فواصِلى روائعُ البهاءِِ .. أستزيدُ فى المَدَدْ/ فالشوقُ للعيون جائِشٌ/ وحُبِّىَ النبيلُ ذاخِرٌ ولا يُحَدْ"!

    ربطتنى بصلاح صداقة عذبة منذ بواكير ذلك التشكل الابداعى، بكلِّ ما اكتنز به، وقتها، من ثراء الدهشة الصبيَّة، والطاقة الروحيَّة على الفداء النبيل، والرغبة الباذخة فى هدهدة الحلم الانسانىِّ الفاره، يوم كان يبدو، لغرارتنا، فى متناول الأيدى، بل وملء الأكفِّ، قبل أن تعشوشب الأحزان فى الدواخل حدَّ الفجيعة، وتتسامق زاحفة، كما اللبلاب، على أغصان الفرائص والحنايا، ليغدو (حلمنا) الأوَّل ذاك محض (هشيم) تذروه ريح، وتسفوه ريح، فما ينفكُّ يتناءى سراباً كلما تراءى زلالا، ويتلاشى صدىً خافتاً كلما حسبناه صليل وعد عبق وبشارة دبقة، فلا يورثنا سوى الحيرة والحسرة ، ولا يَعِدنا بغير الحمَّى والهذيان: "تتساقط منى الكلماتُ بلا معنىً فأتوهُ ويفقدُ عفوُ الخاطر ما أتذكرُ أن أعْنِيهْ/ فالحَيرة بادية الأوصافْ/ والأسطرُ باردة الأطرافْ/ من أين ستبدأ يا شِعرى .. وأنا مشنوقٌ فوقَ صليبِ الدَّهشةِ والإيحاءْ"!

    ذوت نضارة الاستقلال أمام أعيننا مباشرة، وشحُب يانع أكتوبر. ولأن المشهد اتخذ فى وجداننا شكل الطعنة النجلاء فى الظهر، فقد نصَّبنا من (مزاميرنا)، على الفور، ضحايا وشهوداً وقضاة فى آن! مغدورين، إذن، عدَدْنا أنفسنا، ومغدوراً طفل أحلامنا البكرة، بخناجر قتلة مأجورين، مثلما استعصى، بذات القدر من اليقين، على ثوريَّتنا الرومانسيَّة أن تتجرَّع أوهى خاطرة بأن ليس فى الأمر (خيانة) ما .. هنا أو هناك! ومن ثمَّ مضينا ندمن غصص المظلومين ونجوى شكاياتهم، لا فرق بين عسف عدو وتفريط صليح، فدم أحلامنا فى رقبة الكلِّ، والكلُّ، أمام (عدالتنا)، مدانٌ نرميه (بنشيد الوأد)، و(عطر الموت)، و(وجع النعى)، و(ثقل الهمِّ)، و(فيض الألم)، و(غصص القلب) الشارق (بالدمع): "بلدى اللحظة حينَ ذكرتكِ مِتُّ/ وحين أتانى النعيُ بكيتُ وما استكفيتْ/ لو أنى كنتُ صغيراً يشربُ دمعَ الدنيا فيكِ لما استغنيتْ/ لكنى حينَ وأدتُّ الدمعَ كبيراً صرتِ بحرَ دموع فاضَ ولمْ يُحبَسْ/ بالحَمْل ينوءُ القلبُ فلا يَلبثْ/ قلبى يتوجَّع/ لكنْ أرجعُ دونَ دمُوعْ/ اللحظة أعصِرُ قلبى همَّاً/ أشبكُ إصبعَ ألمِي حرفَ خنوعْ/ البيتُ خواءْ/ الزحمة ألفُ ذراع مُدَّ بغير ذكاءْ/ الشارعُ نبضٌ ماتَ بقلبِ الصَّمْتْ/ يتكالبُ عِطرُ المَوْتِ الأسوَدِ عبرَ الخطوةِ فى الأسفلتْ/ الحقُّ تأخَّر .. ضاعَ الوقتْ/ وأنا وحدِي"!

    هكذا انطلق (مزمور) صلاح الدين، منذ أواخر الستينات الماضية، متناغماً، وقع الحافر على الحافر، مع (مناحات) جيلنا الواحدة المتوحِّدة، إيقاعاً ومفردة وموسيقى، ومتساوقاً، حذوك النعل بالنعل، مع عشرات (المزامير) الصادحة بفجيعة عصرنا الحامض، وهمومه العميقة، وأوجاعه التى تبدَّت، أوَّل أمرها، وفى اختلاط (عامِّها) بـ (خاصِّها)، كأن لم تبق ولم تذر:"حبيبتي .. كرهتُ أعينَ الفضول تبصقُ الحديثَ في الزحامْ/ وألسنَ المستوزرين في إمارةِ الكلامْ/ المُقبلين في مواسم الفواتْ/ مخاتلين من مهادِهمْ إلى المَمَاتْ"!

    لكن، وبرغم كلِّ تلك المنغِّصات والاحباطات ودوافع اليأس والاعتزال، تصمد الكلمة الشريفة عند صلاح، كما عند مجايليه من الشعراء التقدميين، فما تزال، وقد وخط الشيب فوديها، تتسربل بذات شرفها وعزتها ونخوتها، ولعل هذا هو بعض الزاد الروحى لكل تلك (المزامير)، حتى لتكاد تتماهى أجمعها وتندغم فى (مزمور) واحد بديع لا يذهل لحظة عن تمجيد ذلك (الحلم الهشيم) ولو بالتحية العابرة: "حبيبتى .. لكنما/ وحينما عرفتُ فى عينيكِ كيفَ ننكرُ الذواتْ/ وكيفَ نبذلُ العَطاءَ دونما التفاتْ/ وهبتُ كلَّ ما ملكتُ/ وكلَّ ما وجدتُّ أو مسكتُ/ لمْ يَبقَ لي سوى أمرُّ مُطرقاً/ وحينما أفوتُ .. أرفعُ السَّلامْ"!

    وبعد ، لقد أسعدني أن صدرت، مؤخراً، مجموعة صلاح الدين الشعريَّة الأولى (مزمارُ الحلم الهشيم)، في 92 صفحة من القطع الصغير، عن (شركة مسارب للطباعة والنشر بالخرطوم)، بغلاف أنيق صمَّمته التشكيليَّة البارعة إيناس علوي، وما هذه سوى بضع كلمات وددت أن تجئ كشارة محبة لصديقي العزيز، وتلويحة تقدير لفنه الرفيع.

    الجمعة:
    ________

    يبدو أن تصريح سكرتير الحزب الشيوعي حول قرار حكومة الجنوب برفض إجراء التعداد السُّكاني أهمُّ، لدى البعض، من الأزمة نفسها التي نشبت بين الشريكين بسبب القرار!

    مهما يكن من أمر، فقد قطع الفريق سلفاكير قول كلِّ خطيب بتشديده على أهميَّة التعداد، وتأكيده على أنه سيبدأ في الثاني والعشرين من أبريل الجاري، وأن مواطني الجنوب خارج الإقليم سيتمُّ عدُّهم حيث يقيمون (أجراس الحريَّة، 18/4/08).

    هذا موقف صائب تماماً، فالتعداد لا غنى عنه للانتخابات التي هي من أهمِّ آليات التحوُّل الديموقراطي. ومن نافلة القول أن كلُّ مساحة تتراجع عنها الممارسة الديموقراطيَّة، ولو في أضيق فرصها، تتقدم الشموليَّة لتحتلها! ولئن كانت قوى الديموقراطيَّة، بما في ذلك الحركة الشعبيَّة نفسها، قد فشلت، طوال السنوات الثلاث الماضية، ولأسباب يتصل جُلها بمشكلة النسب المئويَّة، في حمل المؤتمر الوطني على الذهاب إلى حلِّ قضيَّة دارفور، أو أبيي، أو الحدود، أو الاصلاح القانوني، أو العدالة الانتقاليَّة .. الخ، فلا أقلَّ من خلق أوسع تحالف ممكن بين هذه القوى، ببرنامج محدَّد لإحداث تغيير نوعي في تركيبة الحكم، الأمر الذي لن يتحقق سلمياً إلا من خلال العمليَّة الانتخابيَّة .. والتعداد لازم لها.

    واستطراداً، فإن أحكم ما يستطيع هذا التحالف أن يصوغ من استراتيجيَّة انتخابيَّة، في ظلِّ الظروف الموضوعيَّة الراهنة، ليس حذف المؤتمر الوطني من الساحة نهائياً، فهذا أبعد ما يكون عن الواقعيَّة السياسيَّة، وإنما، فحسب، إفقاده وضعيَّة الأغلبيَّة المطلقة التي يتمتع بها حالياً، حتى ينفتح الطريق أمام جملة قضايا التحوُّل الديموقراطي، الضمانة الأساسيَّة لاستدامة السلام. هذا أو .. الطوفان!

    السبت:
    ___________

    قبل ما يناهز الشهر أحالت مفوَّضيَّة الدستور إلى مؤسَّسة الرئاسة، بعد لتٍّ وعجن، مشروع قانون الانتخابات القوميَّة لسنة 2008م، والذي تجرِّم المادة/73 منه استعمال أيِّ (حزب) أو مرشح لأيٍّ من "إمكانات الدولة، أو موارد القطاع العام الماديَّة أو البشريَّة" في أيَّة حملة انتخابيَّة. كما تعاقب المادة/114 منه على هذا الفعل بالسجن مدَّة قد تبلغ سنتين، أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معاً.

    مؤسَّسة الرئاسة لم تبت في القانون حتى الآن. لكن حزب المؤتمر الوطني الذي أجاز القانون بأغلبيَّته المريحة في المفوَّضيَّة، إستغل مدَّة (الفوات) هذه في ارتكاب كلِّ ما (سوف) يأخذ على الآخرين من (انتهاكات) بموجبه بعد بدء سريانه!

    لقد (استعمل) الحزب الحاكم، مثلاً، وفداً من شخصيات دستوريَّة وتنفيذيَّة، بقيادة نائب رئيس الجمهوريَّة، وعضويَّة 4 وزراء، فضلاً عن أمين ديوان الزكاة، ومفوَّض قسمة الموارد، ومدير الهيئة العامَّة للكهرباء، طاف بولاية نهر النيل، حيث افتتح، فجأة، قرابة العشرة مشروعات جديدة موَّل بعضها ديوان الزكاة، وبعضها الآخر بنك السودان بلا ضمانات مصرفيَّة! ورأى المراقبون في ذلك مسعيً للكسب السياسي في حملة انتخابيَّة استباقيَّة، بحيث يتمُّ إعفاء المبلغ، لاحقاً، حال انحياز الشخص المُمَوَّل إلى المؤتمر الوطني، بينما يُشدَّد على الآخرين للسداد في الموعد المحدَّد! كذلك عالج الوفد عدداً كبيراً من الحالات الفئويَّة والفرديَّة! وعقد ثلاثة ليال سياسيَّة، في الدامر وبربر وعطبرة، تمَّ نقلها بتلفزيون الدولة وإذاعة الدولة! وطالب نائب الرئيس الجماهير فيها بالثبات على بيعتها للرئيس! وقال، كأنما العقل الباطن هو الذي يقول: "لا تحسبوا هذا مشروعاً للمتاجرة السياسيَّة .. نحن عندما نتكلم عن مشروع إسلامي نعلم أنه مقيَّد بالأخلاق!" (السوداني، 12/4/08).

    كذلك (استعمل) الحزب الحاكم 150 شخصيَّة دستوريَّة وتنفيذيَّة! وقرابة الـ 30 سيَّارة حكوميَّة من أجود الموديلات! وذلك في طواف مماثل بأنحاء ولاية البحر الأحمر، بقيادة الوالي نفسه! ووزير صحة الولاية الذي تعهَّد بمجانيَّة العلاج والقضاء على الملاريا! ومدير هيئة مياهها الذي أطنب في تعداد مآثر حكومته، ما قد كان وما سيكون! ومعتمد محليَّة عقيق الذي مدح حكومته وشتم الأحزاب الأخرى! ومستشار الوالي الذي كشف، علناً، عن غرض الوفد قائلاً: "أتينا إليكم بغرض ترشيح الوالي .. وهو مرشح المؤتمر الوطني للمرحلة القادمة"! وبعد هذا كله لم يجد مدير المياه حرجاً في نفسه ليقول: "نحن نريد الدعوات الصالحات ولا نعشم في السلطة!" (الصحافة، 12/4/08).

    الأحد:
    ___________

    ما كنت أعلم، حتى كشف موقع (نادي لصوص الكلمة bader59.com)، على الشبكة العالميَّة، سرقة الكاتب الكويتي الإسلاموي (الشيخ!) حامد العلي لفقرات كاملة (بضبَّانتها) من مقالتي بعنوان (لاهوت البيت الأبيض) المنشورة بصحيفة (الرأي العام) السودانيَّة بتاريخ 7/4/2003م، ليُضمَّنها مقالة له بعنوان (المحافظون الجدد: القصَّة الكاملة) نشرها بصحيفة (الوطن) الكويتيَّة بتاريخ 10/8/2003م! وذكر الموقع أن "السطو الأدبي بلغ بالشيخ العلي درجة أن المصادر التي وضعها لفقراته .. جاءت مطابقة تماماً للمصادر التي وضعها كمال الجزولي، سواءً في تشابه الاقتباسات، أو ترتيبها، أو حتى سياقها"!

    الطريف أن الموقع أورد أيضاً سطو فهمي هويدي لنصف مقالته بعنوان (نظرة في جماليات القرآن الكريم)، المنشورة في موقع (الشبكة الإسلاميَّة) في 8/12/2004م، من كتاب الشيخ القرضاوي (الإسلام والفن)! فقلت لنفسي: لا بُدَّ أن هؤلاء الإسلامويين يبرِّرون سرقتهم من بعضهم البعض بأنها (مشاركة) أو (مرابحة)، بينما كتابات أمثالي من الشيوعيين (مال فئ) أو (غنائم) .. فيعتبرونها حلالاً بلالاً عليهم!
                  

04-23-2008, 08:03 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    الآخ - بكري - تحياتي،
    كمال الجزولي
    ظل متطرفا
    لأن من يعتدل يظهر نصف الحقيقة على قول جبران خليل جبران

    لم تخبو جذوة ثوريته

    ظل يقدم مساهماته الثقافية ولازال
    ملتزما بالشكل والمضمون

    كمال كتب عن الوطن والديمقراطية
    الاجتماعية وهو يكتب الروزنامة وكتب
    عن الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب

    الله
    الله يا شيخ الصعاليك اليتامى
    الله يا قلبا تلظى إذ تلظى
    في الأسى والشوق والعشق الزؤام

    إرفع الكأس الجنوبي الغبوقا
    علنا بالخمر نشفى
    واجترح من صحة الطوفان
    والطير الأبابيل
    البشنف سمعنا قصفا وعصفا
    وحدثنا عن الغرقى عن الناجين
    عن نوح وعن عيسى وعن سقراط
    والسم المصفى
    ....
    ....
    ظل وجهك سافرا وسط الوجوه الأقنعة

    معذرة .. فهذا مقطع من ذاكرة
    مثقوبه
    والتحية للأستاذ كمال عوض الجزولي
    في عيد ميلاده
                  

04-23-2008, 12:36 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    ابنناالـحبيب الـحـبوب،
    عـمـرو،
    تـحياتي ومـودتي،
    وشـكرآ علي ردك ومـساهـمتك.

    بـخصـوص موضـوع تاريخ القطارات في السـودان ده موضوع شـيق وجـميل خـصوصآ وانه ومـنذ عام 1902 وحـتـي اليوم قطاراتنا بـتمـشي علي نفس القضـبان وعلي نفس الـخط بتاع الزمن داك، مـعقـولة بس انو الـخط الـحديدي بيـن الخرطوم ووادي حلفا ( حـلفا القديـمة ) هـو نفس الـخـط القديـم مازادت عليه الـحكـومات من زمـن الجـنرال كتشـنـر وحـتـي الـمشـيـر ولامـسـمار!!! خـط واحـد من وسـط الخـرطوم يشـق الشـمالية كلها لـحـد اقصـي الشـمال ، مرات مـوية السيل كان بشـيل الـخـط الـحـديدي ويـجـرف الفلنكات وتنقطع الـمدن الشـمالية عـن بعـضها البعـض بالاسابيع!!.

    فـي سـنوات الخـمسينيات كانت الـمواعـيـد ( انـجـليزية!!) ومافيـها اي تاخـيرات للقطارات. الضابط الانـجليزي كان بـقيف تـحـت جـرس الـمحطة وبعاين فـي سـاعـتو واول ماتـجـي الساعة سـبعة صـباحآ يقوم يصـفر ويضـرب الـجرس والقطر المـاشي للشمالية يتـحـرك يوصـل عـطبـرة فـي الـمواعـيـد وبعـد يتـحرك القطر النظيف الانيق الفيه مطـعم يقـدم خـدمات مـمتازة واكل يكفي كل الركاب، يوصـل حـلفا تانـي يوم بالـمساء. نركب البواخـر السـودانية لـحـد اسـوان نلقي القطارات الـمصرية جـاهـزة نـدخـل القاهـرة صـباح اليوم التاني. الرحلة من الخرطوم كانت بتـدوم بالضـبط 4 أيام.

    بعـد ماألت الامـور للسـودانييـن وحـصـل سـودنة للقطارات وللـموظفييـن وبقينا نقول سـكك حـديـد السـودان بـدل ريل سـتيشـن وناكل لقيـمات وقرقوش بـدل بفتيك واسـكلوب، ونقعـد جـوة القطـر ننتظر السـواق لـحـد مايكمل فطورو ويشرب شـايو وجـرس الـمحطة اخـد الـمعاش ومـعاه الساعـة الكبيـرة!!!. انا القـدامك ده مرة سافرت من الخـرطوم للقاهـرة فـي 11 يـوم!!. القطر ده وقف فـي نـص الصـحـراء وقبل حـلفا والسـبب انو فـي واحـدة بتولـد!!! شـفت لك ولادة 9 ساعات !!!وماكان فـي تسلية فـي القطر الا كـوكان 14!!.

    غايتو لو عاوز حـكاوي عـن قطارات زمان امـشـي للناس العجائز وهـم مرجـع وتاريـخ.

    --------------------------------------------------------------

    القطار في الاغنية السودانية.
    ------------------------------
    المنتدى العام ل(سودانيز أون لاين ) دوت كوم م
    مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م:
    ( القطار في الاغنية السودانية ).

    08-04-2007,
    محمد الامين محمد:

    قطار الشوق:
    -----------------
    القطار المر
    يالشلتو رجعويالقطار
    القطر الشالك انت يتكسر حتة:

    وكميات وكميات من القاطرات في الاغنية السودانية
    هل القطار هو ملهم كثير من الشعراء في السودان
    ولنبداء بركوب كل قطار لنري الي اين سنصل....
    ------------------------------------------------

    1 - سلمى الشيخ سلامة:
    السكة حديد وجدان الانسان السودانى
    ارتبطت السكة الحديد بوجدان الانسان السودانى ايما ارتباط ، فكانت هى منفذالفرح الذى يبتغيه ، حين يكل من العناء فانه يطلب اجازة ، وهذه الاجازة مرتبطة بالسفر والسفر من ثم مرتبط بالسكة الحديد ، والسكة حديد يعنى ان يتعارف الناس فى القطار اسوة باى قطار فى العالم كانما كل القطارات على موعد مع التعارف ففى كل انحاء العالم تجد الناس يتعارفون ، خذ عندك قطار الشرق الذى كان مكانا للجريمة التى كتبتها اجاثا كريستى ، ليس مجانا بل عن سابق معرفة وترتيب مسبق ، لكن فى السودان الامر يختلف عما هو لدى اجاثا كريستى ، حيث هنالم تدخل الحضارة الى ذلك النفق المظلم ، ما زالت الاشياء تحركها القبيلة والدوافع يحركها التعارف لمجرد التعارف لا للقتل او غيره ، المهم ان القطار فى السودان استولى على جزء كبير من وجدان الناس منذ ان دخل الى السودان فى اواخر القرن قبل الماضى مع حملة كتشنر التى غزا بها السودان ، فهل لولا غزو كتشنر للسودان معنى ذلك اننا لم نكن لنشهد السكة الحديد ؟ مجرد سؤال
    الاغنية السودانية وعلاقتها بالقطار الغناء لدينا مرتبط وكثيرا بالاحداث او المواقف ، وفى ما خص القطار فاننا واجدون ان الغناء قدم الكثير للقطار منذ الازل وحتى الان بلا توقف ، وجدان كامل لاناس عشقوا القطار واحبوه كثيرا خلق لهم معادلات حياة تختلف عن كل ما عداها ففى القطار كم تغزل الشعراء ، لا يهم ان تكون الرحلة تعيسة او حبيبة لكنها بالقطار سو ى احيانا نجد انهم يلعنونه لكنه ما يزال مع ذلك يحرك كثيرا من الدواخل تجاهه لانه الاكثر صناعة للعلاقات الاجتماعية بين الركاب مهما كانت درجاتهم الاجتماعية او مقاعدهم فى الدرجة الاولى او الرابعة انه القطار وكفى يتحرك الآن القطار المحبوب يقف على حافة الرصيف ( مستنى)لكنه حانق على القطار رغم انه يحبه فى داخله
    من بف نفسك يالقطار
    ورزيم صدرك قلبى طار وين الحبيب؟
    انت شلتو جيبو يالقطار
    وتستمر الاغنية ماخذة من القطار موقفا حادا لكنه الحبيب الذى لا يمكن ان (ينفات )فهو قطار الشوق لكنه مفرق( الحبان)
    القطار فرقنا
    آه حزنا ملكنا
    باتصالنا الروحى برانا نحنا برعنا
    الوداع ياحبيبى وربى ليك يصون
    الفارقت ما لقيتا
    الليلة وين يا روحى
    يا له من قطار ويالها من فرقة تتصل عبر الروح لكنه القطار
    فى الرصيف مستنى ولى ثوانى بهاتى
    السلامة سلامة
    يا ليل سلامة سلامة سلامة
    وهو القطار المرّ ( فيهو مر ّ حبيبى ) لكنه حين ينتوى السفر فان الوسيط الروحي هو القطار فى تلك الايام من منتصف الستينات او السبعينات وقبلهاايام القرشى فى الخمسينات لكنه
    القطر القطر نويت السفر
    هكذا يصيح فيناالفنان سيد خليفة بروحه المرحة ليذكرنا ان القطار هو الوسيط الانجع فى السفر لانه يستخدم صيغة التاكيد اللفظى ( القطر القطر )او هو حامل من حاملات الاشواق بين الناس خاصة الذين يعشقون الحياة وبعضهم البعض
    قطار الشوق متين ترحل ترسينا
    نزور بلدا حنان اهلا
    ترسى هناك ترسينا
    وهنا مربط الفرس مكان بعينه وزمان مفتوح على الحبيب
    نقابل فيها ناس طيبين
    فراقن كان ببكينا
    يا قطار الشوق متين توصل
    حبيبنا هناك راجينا
    متين تحضن عويناتو لامتين يرجع يحيينا
    والقطار الذى كان معجزة القرن التاسع عشر والذى حول مجرى التاريخ فى كثير من الدول والامصار فعل نفس الامر فى السودان الذى ليس هو بمعزل عن مجريات الاحداث فى العالم دخل الى حيز القصيدة الشعرية فكانت ( قطار الغرب ) للشاعر محمد المكى البراهيم والغنائية من خلال عوض الكريم القرشى وغيره من الشعراء ، دخل الى المسرح فكان رهينا بعبد الله على ابراهيم فى خالدته ( السكة حديد قربت الماسافات .. وكثيرا ) ثم انه فى الاذاعة خلال المسلسل الخالد الذى كتبه الشاعر والمسرحى النابه هاشم صديق ( قطر الهم ) وتلك صفة اتسم بها القطار فى السنوات الاخيرة من السبعينات و الثمانينات حين بدا العد التنازلى للسكة حديد
    لكن تبقى السكة الحديد احد مكوناتنا الاجتماعية حيث ما زالت الاواصر منعقدة لابناء تلك المحطات منذ عشرات الاعوام فمنذ ان كنا فى محطة القضارف مانزال نذكر حتى اليوم بعض جيراننا وهم يفعلون ، نلتقى عنوة وصدفة سواء فى الابيض او فى الخرطوم لكننا نلتقى وبيننا يمتد سماط الحديث الشهى عن السكة الحديد واهلنا الطيبين من الاباء والامهات والاصدقاء والمعارف
    ------------------------------------------------------------
    abubakr - 2:
    الله يديكم العافية .. انا ود سكة حديد ...زي سلمي .. من محطة الي محطة .. "صفر" وصفارة القطر ما واحدة .. كل قطر صفارتو شكل .. المشترك براهو والاكسبريس براهو والبضاعة براهو والمناورة كمان براهو ....
    وانا في مقتبل العمر ودون مراجعة لدرس الجغرافيا وصلت الخليج بكان ما انا في لشغل قت برجع بعدو في ظرف سنة سنتيين ولكن ياها القعدة .. اهم ما في صبري الطويل هو انني عندما اتيت هنا دهشت اندهاشا عظيما لانهم ما عندهم قطر ...وانتظرت القطر ثلاثيين سنو والان قاعديين يبنو سكة القطر بس فوق ما زي حقنا عايز ليهو عربة دريسه لما القضبان تطلع من الشريط ....
    قطرنا كان عالم .. ما يهم في الرابعة او الثالثة او الثانية او الاولي او النوم او الاستناتوروالبوفيه او عربية الفرملة والبوستة وحتي عربية السواقيين ..

    في محطة زي جبل دود او جبل بيوت ما في غير قطية الناظر والمحولجي ومكتب الناظر والمحولجي وفي الليل المشترك يجي فوووووك .. حكاية ... لكن في عطبرة زحمة قطارات وصفافيير ما تدييك الدرب وحديد كتير وبسكليتات كتيرة وقطار الشوق ....
    -------------------------------------------------------------------

    3 - صلاح الأحمر:

    وهذه من أغنية أعجبتني في سبعينات القرن الماضي
    لاأدري من تغنى بها، لكنه في الغالب ومع كل الإحترام
    أحد البكاسي الذين ملأوا الساحة حينها واختفوا كما
    ظهروا في لمح البصر.ورحم الله الرائع أبو داؤود.
    جاء فيها..
    القطر قام خلاني ألفين سلام يامسافر

    فارقنا ماودع وخلانا نتوجع

    لارد لينا سلام ولاقال بتين برجع.

    ثم حكاية اخرى مع القطار
    كانوا رهطا من أبناء جلدتنا في العراق الجريح خلال
    السبعينات أيضا.قطنوا في أحد أركان حي العامرية
    ببغداد.كلمااجتمعوا ذات سهر في مساءات عاصمة الرشيد
    تمثلوا أبا نواس وهو يعب كاسات المدامة علنا علي
    شط دجلة الحاني، فيسكر السمار في غياب ا لخمار وتتصاعد
    أبخرة عرق (مسيح)إلى يوافيخهم.يغالبهم الشوق ويضنيهم
    الحنين إلى ضقاف النيلين ومراقد (عزاتهم) فيصدحون
    لكبد الليل البغدادي أنيناوشجى..
    القطار المر فيهو مر حبيبي
    ياريت علي ما مر يا الشلت محبوبي.
    لم يكونوا يستحضرون غير هذا البيت اليتيم من رائعة
    الشفيع طيب الله ثراه.
    جارهم العراقي كان رجلا طيبا.لكن حياته تمضي كدقات
    الساعة.ليس له كثير ارتباطات أوكبير علاقات بجيرانه
    سيما هؤلاء العزاب الأغراب. علاقته بهم لم يكن ينقصها
    الإحترام الذي تحده التحايا لاأكثر ولاأقل.
    في كل ليلةوبعد أن ترتوي النفوس برحيق العنب والتمور
    وتتراقص الرؤوس بتواتر الكؤوس ترتفع عقيرة جماعتنا
    بصوت واحد في مختلف الطبقات..
    القطار ال..
    استمر الحال شهورا حتى طفح الكيل بالجار العراقي المهذب
    ليقتحم في الهجيع الأول من الليل دار جيرانه العزاب
    صائحا في غضب..
    ياشباب هوستونا..يا قطار؟ يا بطيخّ؟ انتم ماتستحون؟
    يعني بالواضح كده ..قطر شنو وزفت شنو؟
    سقا الله أيام بغداد الأثيرة فلي فيها ذكريات بطعم المنى.
    والتحية للراوى الأخ الحبيب /علي أحمد حمدان ومصطفى
    أبو الدرش وعم عبده ومحمد حسن الباشا وقاسم وشيخون
    وأستاذي بكري خليل.ولكم جميعا المحبة والتحايا.
    ---------------------------------------------------
    4 - بكري الصايغ:
    .... غـنـي المـرحـوم ابراهـيم عـوض:

    قــطـاره اتـحـرك شـويـة شــويـة
    وانامـن بعـيـد شـفتـو لـوح لـــي
    بـكـت عـيـنيـه، وبكـت عيـنـــــي
    يـااللـه مـتيــن رحـمـاك عـــلي?.

    مـثل سـودانـي: " قـطـر عــجـيـب يـودي يـودي مـايجـيـــب".

    نحـنا سـكــان حـلفاالـقـديـمـة عـندما يغادر احـدآ مـنا بالقطار الـي الخـرطوم نقـول عـن هـذاالـمسافـر انه " مـسافـر للسـودان"!!!.
    ----------------------------------------------------------------

    5 - عماد شمت:

    تشكر اخ محمد الامين اولا علي الاغنيه وربنا يرحم زنقار

    ياسايق القطار قوم بينا لي بنت الشمال ودينا

    حرك قوم سريع ياخينا المريود هناك راجينا ....

    الفنان زكي عبدالكريم متعه الله بالعافيه ...

    قطارو حلا ياناس قطارو حلا ترك لعمري الالام والمذله ..رحم الله ابوداؤد.
    -------------------------------------------------------------------

    لكـم مـودتـي
                  

04-25-2008, 10:25 PM

عمرو كمال ابراهيم
<aعمرو كمال ابراهيم
تاريخ التسجيل: 10-09-2007
مجموع المشاركات: 1226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: بكري الصايغ)

    عمنا بكرى

    مساءات هادئة



    Quote: مرات مـوية السيل كان بشـيل الـخـط الـحـديدي ويـجـرف الفلنكات وتنقطع الـمدن الشـمالية عـن بعـضها البعـض بالاسابيع!!.





    السبل هين.. قبل كم يوم قريت انه بعض المناطق فى الجزيرة الخضراء إفتقرت إلى تلك السكك التى كانت ( كااااااانت) تهدى وتمهد لنقل الخيرات للداخل والخارج، بسبب سرقة الفلنكات من على الطريق مسببة بذلك إنقطاع الشريط الحديدى.



    الناس قلعت السكك الحديد زى ما الحكومة قلعتها

    لكن ديل عشان يأكلو أولادهم

    وديك عشان يذلوا أولادهم.. الغبيانين قايلنها دايمة









    Quote: وجـرس الـمحطة اخـد الـمعاش ومـعاه الساعـة الكبيـرة!!!.




    خبر تانى

    تخيل .. مرات بقعد اصور حاجات كده قديمة بيوت ومبانى متهالكة بسبب الزمن الردئ

    تخيل وانا فى المحطة .. لقيت الساعة مافى

    سرقوها

    جازفوها الشفوت


    لكن ده حرامى مفتح والله


    سرق ساعة المحطة

    لكن دقسته انها اتسرقت قبل 19 سنة






    ده اللينك بتاع بوست...
    سكة حديد
    Re: سكة حديد

    (عدل بواسطة عمرو كمال ابراهيم on 04-25-2008, 10:48 PM)

                  

05-02-2008, 09:19 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: 15ابريل 1947 وبـمناسبة عيـد ميلاده ال 61: اطيب الامنيات لك ياأسـتاذ كـمال الـجـزولـي. (Re: عمرو كمال ابراهيم)

    كيف يكون الحال إن لم يكن كمال الجزولي أمدرماني /
    ----------------------------------------------

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

    May 2, 2008

    إبراهيم سليمان /صحفي /إنجلترا


    بخ .. بخ للمثقف الأمدرماني كمال الجزولي فقد بزنا جميعاً مرافعة عن إستحقاقات أهله بدارفور ، جرد قلمه الرصين للدفاع المستميت عما حيق بهم من ضيم ، وفرد روزنامته المهيبة لتشريح آلامهم وفضح دعاوى الطغاة الباطلة ، القانوني الضليع يضرب أكباد الإبل لحضور المنتديات الدولية والإقليمية بشأن القضية ولم يتردد مرة في قرع المنصات المخملية لهدم قلاع الظلم والطغيان ، الحقوقي المنصف يبث ما تختلج دواخله المترعة بالإنسانية والنبل دون غرض أو إبتغاء مزية ، يقارع الحيف ويناطح التدليس أينما وجد ، وقف مدافعاً حتى عن الذين آذوه وفجروا في عداوته ، كم مهم وجود أمثاله وسط الساحة في هذا الزمن الأغبر بالتحديد ، من الطبيعي أن تهدي البقة هذا الطود الشامخ للأمة السودانية فالأستاذ كمال فلذ من بوتقة القومية رضع من أثداء كافة الأمهات وعفّر جبينه بثرى أم در فإترقى بقلمه السيّال إلى الثريا.

    مع ميلاد كل يوم جديد الأستاذ كمال يرافق الشمس حتى تختفي وراء جبل مرة ، يرصد معانات أهل دارفور ليكتب بآهاتهم روزنامته الأسبوعية والتي نترقبها ترقب شهر الصيام ، يفند زيف المنافقين بمهنية رفيعة ومنذ أن طفحت القضية على السطح منفك يخوض معارك شرسة ببسالة ضميره اليقظ ، لم يجامل ولم يلتفت للوراء رغم إنتمائه لبلد يضمر الشر لكل من يجأر بالحق ، بلد لم تعد بإستطاعه أشجارها أن تموت واقفة ، بلد أضحت القيم فيها من التراث ، بلد يرفل القتلة في نعيمه الشرفاء أمثال الأستاذ كمال يصدون عن الرياده أليست هذه من العجائب؟ هل هناك من هو أهل منه لتولى وزارة العدل في غير زمن المهازل هذه؟ نتمنى أن تهب رياح الإنصاف لتأتي بمن يقدرون الرجل الرقم حق قدره ، لم تصرفه العقابيل من الإنشغال حتى الثمالة بالمأساة ولم تمنعه شلالات الدموع من ضبط عدسة (كامرته) الحقوقيه لرصد كافة الخزعبلات ، ورغم رزانته المعهودة فقد وصل مرحلة التشابك مع وقحين تعمدوا لي عنق الحقيقة.

    لم يكتفِ بالدفاع عن الحقوق المدنية لأهل دارفور فحسب بل عمل محققاً لتراثهم المسلوب وفرد مساحات مقدرة بكل أريحية لمفكريهم .. فرش روزنامته ليتمرغ عليها الدنباري .. وأفسح المجال واسعاً للأرقام كي تفضح ضنين بيت المال العربي والإسلامي على نازحي دارفور وتتحدث بنفسها على الفساد المدوي لإنتحازي ابوجا والسلطة الإنتقالية ، وهذه غيض من فيض نفحات سفره المهيب ... أما آن للروزنامه أن تشب عن الطوق وتفرز معيشتها ليست بخلاً بمادتها الدسمة ونكهتها الخاصة فحسب وإنما حسب تقديري الشخصي أنها أضحت أكبر من أن تكون ملحقية أو ممثلية لأية جهة مهما علت شأنها ، لم لا وهي قمينة بإيصال الإعلان التجاري والثقافي لجمهور مقدر ومميز في نفس الوقت..
    ظل المثقف الأمدرماني على الدوام يقظاً لمن يريد المتاجرة بصيت شخصية الصلبة من أبناء دارفور أنفسهم ، فقد حصد الكثيرون الحصرم من محاولاتهم اليائسة بل أصبح الأستاذ كمال الجزولي معياراً للحق وقسطاساً للحقيقة يزين حضوره صدر المحافل والمنديات و دون مبالغة فقد أصبحت مشاركته في أية مناسبة شهادة في حد ذاته.

    كيف يكون الحال لو لم يكن كمال أمدرماني وجميع ناس حارات السودان ديل أهله؟ لا أحسب أنه يستطيع التعامل مع الجميع على سجياهم و إن إنتمى الأستاذ لأية بقعة غير البقعة لما كان كمالاً ، أعتقد جازماً أن سر إحتراف الأستاذ كمال مناصرة الحق بالحق والإنشغال بقضايا المقهورين من منطلقات قومية واعية مرده إنتماء أمدرماني بحت وليست فلسفيه أو فكرية ، فهنالك الكثيرون ممن يلتقون معه في الآيدلوجيا تجدهم عديمي المنهجية تفوح من أفكارهم روائح العنصرية النتنة والترفع الممجوج يتسولون بسلطاتهم المعرفية ويتطفلون على موائد الخزانة العامة دون وازع ، أما كمالا فهو الزول السمح والمثقف المتواضع.
    مرافعات الإستاذ كمال الجزولي القيمة موجب شكرنا ، ودفاعات روزنامته عن إستحقاقات أهله بدارفور محل تقديرنا ، نحن العارفون بفضله ووقوفه الرجولي معنا في زمن الشقاق والنفاق ، وفي أعناقنا ديون مستحقة لشخصه الكريم ويراعه المنصف الذي ينزع قطراته القذى عن المنكوبين .. ونحن في رحلة بحثنا عن الحقيقة نتتبع مداد كلماته تتبع قصاصي الأثر، نبحث عن الحقيقة في يوميات روزنامته الأسبوعية و نرصد صرير قلمه في الورش والمنديات ولن تضيع مجهوداته سدا بكل تأكيد أنها تثّقل ميزان إنتمائه الأصيل لكافة أهل السودان فلك منا التحية التجّلة والإكبار أستاذ كمال.
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de