|
|
 المرأة الشرقية لا يمكن لها أن تتحرر !!!
|
" أنت معه وأنا هنا أتأهب لحبك؟؟
لماذا كلما لمست شيئاً كسرته ؟!! "
تري لم أحدثت فيك تلك العبارات المتقطعة صوت زجاج؟؟!!
بعد فصول عديدة عندما نتذكر أول حب عادة ما نضحك بصوت مسموع .... كيف كنا سذجاً لتلك الدرجة, يثلجنا أننا لم نعد كذلك أو أننا وجدنا شيئاً نتشبث بانتمائه إلينا وحين يتفرق أو يتسرب من بين أيدينا كالغيوم ننتحل أعذاراً أكثر وحشة ... يبدو أننا نجيد خلق أعذار ما نلبث أن نكتشف كم كانت واهيةً !!
المرأة الشرقية لا يمكن لها أن تتحرر !!!
إنها تتحدث عن ذلك فقط وأحياناً "ببلاغة تستوجب الاحترام" !!
تتحدث عن أمور كثيرة لكنها في النهاية تحب الرجل المتسلط !! داخلها ذلك الشعور من القهر الذي لا يجعلها تحس بالأمان إلا مع رجل يقهر إنسانيتها أو علي اقل تقدير يسلبها الكثير مما لها .... أتذكر مرة تلك الانثي ... قالت لي وهي تحدثني عن أشياءها الحميمة كيف كان يهتم بها من كانت مرتبطة به يوماً ويشعرها بمسئوليته تجاه مستقبلها
- عارف هو من النوع البهرش داك !! قالتها وهي تلمع كالبرق !!
ومن يومها عرفت أننا سنفترق في أول مفترق طرق حقيقي ...!!!
وافترقنا وخلفت في لساني كثير من المرارة.....
ربما أنا أيضاً أحمل في داخلي ذلك المقهور لذا لم أعرف كيف أحب أبداً !!
أحببت بعدها حباً أبكماً .... كبكمة الحيوان !!
كانت قد مرت علي أزماناً من قهر الأوطان تركت في بكم لم يزل يلازمني !!
ومثلما تركتني الأولي لأني تكلمت, تركتني الأخيرة لأني سكت !! ومنذ ذلك الحين صرت أبكماً تماماً !! وأصير أبكما أكثر كلما أتذكر ذلك اليوم الذي أخبرتني فيه من وراء هاتف وصوتها يقطر بالذنب !!
بعد فترة طويلة وتجارب غريبة أيضاً وأحياناً شوهاء تأكد لي ذلك أيضاً !! أعتقد أنها فكرت بنفس المنطق الذي فكرت به تلك الفتاه التي حاولت مصادقتي يوماً عندما تحدثت معي أيضاً عن أحد أصدقائي كان يحبها ...!! كانت صحفية يتنبأ لها بالكثير وهي ترتاد دور الثقافة – عفواً تصادق المثقفين لان الثقافة ليست لها دور- كانت أيضاً تقرأ إلي حد معقول ويمكن القول إنها أقرب إلي الثقافة إن لم تكن مثقفة !!..... قالت أيضاً في محاولة منها لفلسفة الفكرة أو ربما هذا مبررها الحقيقي قالت أنهم من أسرة من غرب السودان وهناك تقوم المرأة بجل أعباء الحياة بما فيها المادية لذا فهي تحتاج إلي رجل ذو شخصية قوية.... يجعلها تحس فعلاً بوجوده...... وهو "مسكين شديد" – قالتها هكذا بالدارجة السودانية-
- والله يا مدثر هو زول كويس شديد كن الزول ده مسكين شديد ياخي !!!!
مسكين لدرجة أنها لا تستطيع أن تحس معه بالأمان..!!
كان ذلك الرجل يناضل ... يناضل بحق !! وذا حضور وشخصية قوية .... وربما كان فقط يعطيها كل ما عنده لها ..... نظرت إلي بريمة صديقي نظرة فهمها ولذت بالسكوت ... لم أستطع أن اقل لها أنها لا تعرف كيف تفرق بين ان يعطيك احد ما كل ما بداخله من صدق وبين " المسكين" أو أن أقول لها أن نفسيتها نفسية مقهورة لذا مثل ذلك الصديق يمكن لها أن تصادقه ... ربما صداقة قوية أو خالدة لكن لن تري فيه أبدا رجلها لأنها فعلا لا تحس بالأمان مع ذلك النوع من الرجال ولن تحسه إلي الأبد !!
المقهور نفسيته فريدة إنه يتحدث عن الماضي والأماني ويتشبث يحاضره ... يتشبث به بقوة.... ربما لان القهر علمه الخوف وربما ذلك النزوع إلي القديم لدي الشعوب الشرقية !! إنه مثل شخصيات "شلة الأنس" إن كانت قد حضرتني الذاكرة .... تعيش بشخصيتين أحداهما للاستعمال العام .. يركب بها المواصلات ويتناقش بها مع الناس ويحضر بها الاجتماعات الرسمية ويتحدث بها مع أصدقاءه... إنها نفس الشخصية التي ينتقد بها الآخرين !!
وشخصية أخري يستعملها لحياته الخاصة... يسقط فيها كل عقده النفسية والأشياء التي يجتنب أن يعرفها الناس عنه وأحيانا التي يجتنب أن يعرفها عن هو عن نفسه وربما الورطة أنه يمارسها بسهولة وفطرة لا تختلف عن الفطرة التي يمارس بها شخصيته الأولي !!!
|
|
 
|
|
|
|
مدثر محمد عمر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست