|
|
 حكـاية وزيـرة خجـولة جـدا..
|
عابدة المهدي: كنت مهمشة فى وزارة المالي
المرأة السودانية ما عاطفية في الشغل!!
اجرته : صباح احمد
عندما اتصلت هاتفياً بالأستاذة عابدة المهدي وزيرة الدولة بوزارة المالية المستقيلة، كانت الاجواء محتقنة تقريباً والشارع والصحف ولكن كنا نتحدث عن استقالة عدد من الوزراء الحكوميين من مناصبهم بعد ان اعلن حزب الأمة الاصلاح والتجديد انسحابه او لنقل فض شراكته مع حزب المؤتمر الوطني. اتصلت بالوزيرة بعد ان قدمت استقالتها من الحكومة وقصدت ان احاورها كإمرأة شغلت منصب الوزير التقيتها في هذا الجو المحتقن وعلمت منها ان حوارنا هذا هو اول حوار صحفي للوزيرة عابدة المهدي ولانه اول حوار صحفي معها دعونا نبدأ بتعريفها.. ونسألها:
* كنتِ رافضة الحوارات؟
= لا.. أبداً ممكن تقولي كنت بتفاداها.
* ليه؟
= يمكن لاني بطبيعتي خجولة وسكوتة ومنهمكة في شغلي وبيهمني اشتغل اكثر من قصة الكلام دي.
* وبعدين؟
= انا عابدة يحي عبد الرحمن المهدي ابوي الله يرحمه كان زول بعيد جداً عن السياسة ورفض يدخل العمل السياسي رغم مقدراته الكبيرة.. هاجرنا كأسرة مع بداية انقلاب جعفر نميري.
* مشيتوا وين؟
= سويسرا واتربينا هناك ورجعنا السودان بعد وفاته دخلت المدرسة الاولية وواصلت دراستي لغاية ما دخلت جامعة الخرطوم.
* درستي شنو؟
= طب واتزوجت وانا في سنة اولى وحقيقة زواجي ما خلى لي فرصة للتداخل مع بقية الطلاب في الجامعة...
* ليه؟
= كنت مشغولة بحياتي الزوجية وانجبت بنتين وانا لسه طالبة.
* وأكملتي دراسة الطب؟
= لا.
* ليه؟
= شعرت انو ما مجالي.
* درستي شنو؟
= حولت للاقتصاد واتفوقت فيهو.
*اخترتي الاقتصاد ليه؟
= كنت معجبة بالاقتصاد كمادة اكثر من الطب، كنت بشعر انو الطب نمطي وما لقيت نفسي فيهو، عملت الدبلوم في البداية وبعدها الماجستير في الاقتصاد القياسي ولحقت زوجي في إيطاليا وهو حالياً شغال هناك في وظيفة مميزة كمدير تنفيذي لاكاديمية العلوم للعالم الثالث...
* وقعدتي ست بيت في إيطاليا؟
= ما قدرت اقعد بدون شغل.. شعرت انو عندي قدرات وشهادات كبيرة وجاءت فرصة للعمل في صندوق النقد الدولي.. اتشاورت مع زوجي في الموضوع وأنا بعتبره خير سند ومشجع لي.. وسافرت الى اميركا ورجعت ايطاليا وجيت مصر قعدت فيها فترة طويلة حوالى ستة سنوات البنات كبرن ودي كانت فترة المعارضة بالنسبة لحزب الامة.
* اشتغلتي سياسة هناك؟
= كنت بلتقي مع الاخوان.
* من حزب الأمة؟
= من كل القيادات المعارضة الموجودة في مصر لكن لم أمارس عملاً سياسياً لانني كنت مشغولة بعملي وبناتي وكنت انجبت ولدي يحي الوقت داك.
* ده قبل الاصلاح والتجديد؟
= ايوه.
* وبعد ما بقيتي وزيرة ،الشغل ما بيفقد المرأة جزءاً من خصائصها خاصة في منصب زي وزيرة مثلاً؟
= «ضحكت».. لا.. أبداً الكلام ده ما صحيح «كررتها ثلاث مرات».
* مافي ضغوطات عليك؟
= الضغوطات موجودة وكبيرة جداً لكن في فرق بين خصائص المرأة كزوجة وخصائصها كامرأة.. العمل العام في السودان بيحترم خصائص المرأة وخصائصها كزوجة.
* لكن العمل العام بينعكس عليك كزوجة؟
= كنت بحاول دائماً اوفق بين واجباتي واجتماعاتي، وبين ان اكون موجودة في منزلي بجوار ابني.. يمكن انا ظروفي مختلفة عن ظروف الاخريات.
* لانو زوجك ما موجود في السودان؟
= يعني زوجي ما قاعد منتظر الغداء لكن ولدي يحي طلباته كتيرة. وكنت بحاول دائماً اجي في مواعيد الغداء واعرفو عمل شنو وبقضي يومه كيف ومشاكله شنو وهو الحمد لله حريص على واجباته ودراسته.
* بتلقي وقت كإمرأة وزيرة للبكيات ومناسبات الافراح؟
= ايوه وكنت حريصة على موضوع البكيات بالذات يمكن اكثر من حرصي قبل ما ابقى وزيرة لانو وضعي كوزيرة بيتطلب مني تأكيد حرصي على التواصل الاجتماعي رغم مشغولياتي وبالذات مع الاهل.
* وفي المناسبات دي بتلقى ناس شايلين الورق ومنتظرنك؟
= الحتة دي بالذات كانت شويه صعبة بالنسبة لي.. الزول شغَّال طول النهار وبيكون تعبان.. «صمتت» وأضافت لكن ده ثمن العمل العام.
* بتعملي معاهم شنو؟
= بسمع وأحاول اديهم وقت.
* اول يوم استلمتي فيهو الشغل في الوزارة؟
= جيت بحماس شديد.
* كنت خايفة؟
= ابداً ده شغلي. انا كنت خارج السودان الوقت كله، وعمل المرأة هناك وتعاونها مع الرجل طبيعي جداً، جيت بحماس لكن شعرت في الاول انو الناس في الوزارة ما عارفين يتعاملوا معاي كيف.
* كيف؟
= ما عارفه عليك الله اسأليهم لكن جزءاً منهم كان بيقول اني كنت صعبة...
* وأنتي رأيك شنو؟
= انا جيت بحماس عايزة اتعلم واعرف ممكن اساعد في شنو وأساعد كيف؟
* عايزة تتعلمي؟
= صحيح انا شغلي في الخارج اكسبني تجربة كبيرة لكن التجربة بره مغايرة للتجربة في السودان.
* كيف؟
= يعني كونوا الواحد يشتغل عمل عام في السودان ده مختلف عن الكان شغال فيهو بره التعامل مختلف والموضوع صعب.
* الناس قابلوك بحيرة من كونك وزيرة وإمرأة؟
= يمكن احتاروا يتعاملوا معاي كيف في الاول لكن رحبوا بي وشويه وشويه شعروا اني جادة في شغلي وعايزة اعمل حاجة واتجاوبوا معاي.
* طلعتي من الوزارة؟
= ايوه.
* زعلانه؟
«صمتت لفترة» ظننت انها لن ترد لكنها قالت بتأثر ايوه حزينة لكن ما زعلانه.. شوفي انا عايزه اوضح حاجة.. لو ما حزب الامة ما كان ممكن اجي في المنصب ده.
* قبل المنصب جيتي الامة الاصلاح والتجديد كيف؟
= جيت بعد تفكير طويل كنت بعيدة عن الساحة ويمكن متابعة السياسة من بعيد لبعيد.. لكن بحكم اسمي وعلاقتي مع اخوي الصادق المهدي يمكن ما بلاقيهو كثير لكن بحكم القرابة وبحكم القرابة برضو مع الخال مبارك الفاضل لا شعورياً لقيت نفسي متابعة وفي الساحة وما شعرت اني عايزه انتمي لحزب الأمة إلا بعد حركة الاصلاح والتجديد.
* ليه؟
= جاني احساس انو في امل.. جيت بحماس وحضرت المؤتمر الاستثنائي واتكلمت مع الخال مبارك الفاضل وقلت ليهو انا عايزه انضم ليكم واقدم البقدر عليهو.
* وعرض عليك منصب بعد الشراكة مع الحكومة...
= ضحكت ابداً الموضوع ده جاء بعد داك انا انضميت للاصلاح والتجديد والموضوع انتهى على كده.
* والوزارة؟
= جاني الخال وعرض علىَّ منصب وزير الدولة بالمالية.
* وقلت ليهو شنو؟
= قلت ليهو ده شرف كبير لاني كنت شغالة في الخارج وبفتش على طريقة اقدم بيها حاجة للسودان واخدم بلدي لكن لازم اشاور زوجي.
* ما كنتي خايفة انك انضميتي للحزب حديثاً ويتم ترشيحك لمنصب وزاري؟
* قلت الكلام ده للخال وقال لي نحن طرحنا الموضوع ده في الحزب واتشاورنا فيهو كتير واغلب الناس بيرحبوا بمشاركتك وبيفتكروا انو ممكن تقدمي شيئاً إضافياً.
* شاورتي زورجك؟
= إيوه.
* ووافق؟
= كان متردد في البداية لكن وافق في النهاية وقال لي دي فرصة تقدمي فيها حاجة للبلد، وانا ما حا أقيف في طريقك، وزي ما شجعتك في دراستك وعملك حا اقيف معاك في المرحلة الجاية.
* كانت عندك قناعات بالمشاركة الفاعلة؟
= طبعاً وبرؤية الحزب كانت قناعاتنا اننا ممكن نشارك بصورة فاعلة في عملية السلام والتحول الديمقراطي وده اساس علاقتنا بالمؤتمر الوطني وانا رغم حزني لانو الواحد كان ممكن يقدم الكثير للبلد لكن برضو ما ممكن الشراكة تستمر بأي ثمن.
* كان عندك إحساس انك مهمشة في الوزارة؟
= انا كنت مقدمة حاجة وناوية اقدم حاجة لكن في نفس الوقت كنت بشعر كتير جداً انني ما شريك حقيقي في عمل الوزارة.
* كيف؟
= القرارات الرئيسية والمهمة انا ما بكون مشاركة فيها وده كان هاجس كبير جداً، وجيت اتكلمت مع رئيس الحزب فيهو كتير جداً.
* وكان بيقول ليك شنو؟
= بيطالبني بالصبر.
* لغاية ما أعفى من منصبه؟
= الحاجات البنقول فيها حالياً تراكمات.. ما كانت عندنا شراكة حقيقية.
* اصلاح وتجديد وسياسة وعلاقات اسرية.. حكومة ومعارضة القصة دي ما مؤثرة؟
= نحن كعائلة اتعودنا يكون عندنا ناس في الحكومة وناس في المعارضة. وحريصون على ان السياسة والآراء السياسية لا تأثر في العلاقات العائلية وغالبية الاسرة وما كلها الموضوع ده ما بيمثل مشكلة عندهم والمجاملات بيننا مستمرة.
* وبعد المنصب السياسي.. حا ترجعي شغلك القديم عادي؟
= لا التجربة دي تركت في دواخلي أثراً عميقاً جداً.
* كيف؟
= زياراتي الميدانية لكردفان وغيرها اثرت علىَّ جداً شعرت انني ممكن اقدم والناس محتاجين لىَّ.
* كنتي بتزهجي من الاجتماعات الطويلة في الوزارة؟
= «ضحكت» الغريبة ما كنت بزهج كنت بشعر أنها ممتعة مهما كانت طويلة كنت دائماً مصحصحة ومواكبة.
* تفتكري انك قدمتي للمرأة السودانية شيئاً غير انك بقيتي وزيرة؟
= «بسرعة» ايوه انا برهنت انو المرأة بتقدر تتقلد مناصب كبيرة ومهمة وحساسة كوزير دولة في وزارة المالية ودي من اهم الوزارات في الدولة وبتتعامل في المال والمنظمات الخارجية وصندوق النقد العربي والدولي والبنك الدولي.
* فكرت تستثمري من وزارة المالية لصالح حزب الأمة؟
= لا.. لكن كونوا اخدم مناطق الانصار والسودان ما قصرت.. انا اي زول جاني بطلب مد كهرباء ولا مويه ولا مدارس ولا اي شئ ممكن انا اقدموا سعيت اني اقدموا لاية منطقة.
* لكن الدخول لمكتب عابدة المهدي ما كان ساهل؟
= الدخول كصحافية كان صعباً لكن كمواطنة عادية او موظفة في الوزارةكان سهلاً.
* المرأة عاطفية حتى لوكانت وزيرة؟
= قرارات العمل والاتفاقات ونقاشها ما بكون عاطفية فيها لانو تجربتي ومؤهلاتي مكنتني من اتخاذ القرار.
* المرأة في الأحزاب السودانية مجرد ديكور؟
=الاحزاب الثانية ما حا اتكلم عنها لكن الامة الاصلاح والتجديد فيهو سيدات غيري، صحيح قدمني كإمرأة لكن تجربتي الخارجية ومؤهلاتي تؤهلني لتقديم ما يفيد البلد.
* الحاصل في الاصلاح والتجديد شنو؟
= انتي طبعاً عارفه الاسماء القدمت استقالات.. أؤكد ليك انو الـ «13» القدموا استقالاتهم قدموها من غير تردد وفي اجتماع اتكلمنا فيهو بصوت واحد وكان موقفاً قوياً اعتز بيهو...
* في ناس اختلفوا معاكم ورفضوا الاستقالات؟
=اخوانا ديل اختلفوا معانا في الرأي.. بيفتكروا انو مبدأ فض الشراكة صحيح لكن التوقيت ما صحيح... و..
* وناس ضد فض الشراكة؟
= أيوه انا ما متمرسة في السياسة كانت الالوان عندي ابيض واسود.. حالياً بقت ابيض واسود ورمادي.
* الناس هنا متعودين على عابدة.. عابدة الشيخ الفنانة؟
* المسألة طبيعية.. افتكر لانو انا جاية والناس ما كانت بتعرفني وفي الاول كانوا مصرين على عايدة.. والمسألة دي كانت بتزعلني زيادة النقطة ليه... لكن لو افتكروا اني عابدة الشيخ ما عندي مانع وكان ادتني شويه من مقدراتها الصوتية ما عندي مانع.
_______________
من ارشيف صحيفة الصحافة بتاريخ 20-3-2008م
|
|
 
|
|
|
|
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست