|
|
 حكومة الجنوب ....... ظالمة ام مظلومة ؟
|
حكومة الجنوب ....... ظالمة ام مظلومة ؟
[email protected]
لم يأتِ الوضع الحالي الذي يتمتع به جنوب السودان ، والمتمثل في الحكم الذاتي الممنوح له الآن بموجب اتفاقية السلام الشامل- نيفاشا - والتي نصت على منح شعب وجنوب السودان حكما لا مركزيا، عبثا فهذا الموضع هو ملخص نضال خاضته القوى الجنوبية بمختلف فئاتها وتوجهاتها تساقطت من خلالها الكثير من الدماء مما زاد تأثيرها وأبعادها على كافة المستويات النفسية والحياتية في جانبها الإنساني لشعب هذا الإقليم على مر الفترات التاريخية وأنظمة الحكم التي سادت دفء تسيير أمور السلطة، فبعد خروج المستعمر اعتبرت السيادة الوطنية التي آلت إليها مقاليد السلطة، مطالب أهل الجنوب المنحصرة في حكم ذاتي للإقليم _ احدى بقايا العقلية الاستعمارية _ وهو ما حدا إلى بعضهم _ أي أبناء الجنوب _ إلي حمل السلاح كوسيلة لتحقيق مطالبهم بينما فضل القليل منهم جعل الحوار والتمسك به كخطوة للتحقيق مطلبهم، الا ان صوت البندقية كان سيد الموقف ليتوج في نهايته باتفاقية ( أديس أبابا 1972 م ) والذي منح الجنوب حكما لا مركزيا شهدت المنطقة من خلالها حاله من السلام والتنمية التي ارتكزت اغلبها فى بعض المدن الكبيرة فى فترة زمنية استمرت قرابة العشر سنوات تلتها 16/5/1983 نضالات اخرى اعتبرت الأكبر و الأشرس على مستوى القارة الإفريقية، كانت المحصلة النهائية ملايين من الموتى وخراب فى البني التحتية و كان للسلطة المركزية إسهام واضح فى تلك الفترة خصوصا من خللا نافذتها الإعلامية التى كانت تطل علينا دائما زاعمة بان المتمردين يخدمون أجندة أجنبية هدفها محاربة الإسلام و قد قامت تلك السلطة ضمن سياساتها فى جنوب السودان بتشكيل ماسمى بمجلس تنسيق الولايات الجنوبية و خصصت له ميزانيات ضخمة و النتيجة الكثير من السيارات و تعدد للمناسبات و الأعراس و غيرها من أشكال الوجاهات الاجتماعية علما بان معظم السادة الذين كانوا مسؤولين فى ذلك المجلس المعنى بإدارة الأمور بجنوب السودان و تحسين الخدمات الصحية و التعليمية كاولويات لسكان الإقليم ينتمون لحزب المؤتمر الوطني و كانت ثمار كل هذا المزيد من الفساد الا دارى و المالي دونما اى محاسبة تذكر الى الآن.
ومع انتهاء الحرب و توقيع اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية و حزب المؤتمر الوطني و التى بموجبها تم إعطاء الجنوب حقه الحقيقي المتمثل فى الحكم الذاتي , و أعطت الحركة الشعبية مسؤولية إدارة الإقليم بنسبة كبيرة و بحسب منصوص الاتفاقية تم تشكيل حكومة الجنوب ، بمشاركة من المؤتمر الوطنى وبعض القوى الجنوبية الاخرى. ثم ما ان لبثت الحكومة الجديدة بتسلم مهامها وواجباتها حتى اطلت علينا بعض الصحف و هى تهاجم تلك الحكومة الوليدة ذاكرة انها تفتقر للكادر البشرى المؤهل باعتبار ان معظمهم قد خرجوا توا من الحرب وان العقلية السائدة هى تلك التى اسموها بعقلية - الغابة- و بالرغم من كل ذلك الا ان حكومة الغابة خطت خطوات ايجابية فى تحسين البيئة المعيشية بالاقليم .بترقية الطرق الحيوية من اجل تسهيل مهمة عودة النازحين الى قراهم ومناطقهم الاصلية , وتسيير النشاط و الحراك التجارى بين مختلف مدن الاقليم . كل ذلك من اجل اكمال خارطة التنمية ؟ و بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة. و اصلت الحكومة جهودها الفعلية فى مجال مكافحة الألغام التى كانت تشكل احدى العقبات التى تواجه مسيرة التنمية , و هي جهود نشرت ضمن الاصدارات التى تنشر بالتضامن مع الامم المتحدة ، اما عن الفساد الذى يسيطر على سير الحكومة فهاهى تقوم بمحاربة الفساد من خلال محاسبة المفسدين فى خطوة منها لخلق فضاء من الشفافية و مع كل ذلك فاننا نرى ان بعض القوى الجنوبية و بعض القيادات تهاجم الحركة الشعبية و تتهمها فى فشلها فى ادارة الاقليم و لا تقدم حلولاً عملية لانتشال الاقليم من هذا الفشل انما تكتفى بادخال مسألة المشاركة فى السلطة كحل دونما تقديم او اقامة ورش عمل هدفها تقديم العلاج المناسب لمعالجة الادواء التى اصابت عملية الحراك التنموى و قد كان بالاحرى ان تتضافر جهودها بعضها البعض من اجل تشكيل قاعدة شعبية هدفها المساهمة فى الارتقاء بتنمية جنوب السودان بالتعاون مع حكومة الاقليم التى ندرك جيدا انها لن ترفض تلك المبادرة اذا كان هدفها اجتماعى تنموى دون ادخال او تمرير اى اجندات سياسية .
يبقى القول اخيرا ان مسألة الفشل الذى يعانيه الاقليم من فساد وغيره من الاتهامات المنسوبة من قبل البعض لحكومتها يحتم عليهم اصدار نشرة اعلامية خاصة يتم توزيعها على كافة اتجاهات السودان و على الشبكة العنكبوتية و ان تقوم لجنة مكافحة الفساد بتقديم تقريرها و نشره حتى يدرك الكل الى اى مدى كانت حكومة الاقليم الجنوبى ظالمة أم مظلومة ؟
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست