النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 12:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2008, 02:38 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة

    تشير الحفريات إلى أن الإنسان الحكيم "هومو سابيانس" قد اكتمل تشريحيا منذ نحو مائتي ألف سنة ظل خلالها يتمتع بنفس حجم الدماغ وله نفس القدرات التي نتمتع بها نحن حاليا ولكنه ظل يعيش حياة لا تكاد تختلف كثيرا عن حياة القردة العليا واستمر على تلك الوتيرة إلى عهد قريب لا يتجاوز أربعين ألفا من السنين حين بدأت فجأة أولى رسومات الكهوف في الظهور ومن ثم تنامت قدرات الإنسان وتوجه بخطى سريعة لإنشاء أولى الحضارات، هذا التحول المفاجئ في الإنسان يعود بصورة أساسية لاكتساب الإنسان فجأة القدرة على التفكير بطريقة متقدمة، وقد أتت هذه القدرة أساسا من قيام الإنسان بتناول نباتات نقلته في رحلات مثيرة إلى عوالم عقلية بعثت فيه الإيمان بالغيب ودفعته لتسجيل ما يراه على جدران الكهوف. وفي حين ظلت هذه النباتات مقدسة يقتصر تناولها على الكهنة وظلت خواصها العجيبة من الأسرار الدينية المكتومة فقد شهد عصرنا هذا اساءة بالغة لاستعمال بعض هذه النباتات فأصبحت في يد الباحثين عن المتعة والإثارة بعد أن أصبح يتم تصنيع خلاصاتها صناعيا بتركيزات عالية تفوق ما هو موجود في الطبيعة بكثيروأصبحت من ضمن المواد التي يجرم تعاطيها، وأصبحت الرؤى التي تسببها هذه النباتات مرتبطة بالهذيان بعد أن كانت أداة لمعرفة المستقبل وعلاج المرضى والاتصال بعوالم أخرى لا يلتقط العقل البشري بثها وهو في حالته العادية.

    نبدأ رحلتنا مع المفكر البريطاني جراهام هانكوك في هذا اللقاء الصحفي الذي أجرته معه مجلة سبروزا في أكتوبر 2005:

    عدد قليل جدا من الكتاب في العالم اليوم هم من يثيرون اهتماما وإثارة في مجالات الفهم البديل للتاريخ والعلوم مثلما يثيره الكاتب جراهام هانكوك. إن كل كتاب جديد يظهر لمؤلف "بصمات الآلهة" يعتبر حدثا هاما في عالم النشر في بريطانيا. إن آخر كتبه "ما وراء الطبيعة" يتم نشره هذا الأسبوع ومن المحتمل أن يثير بعض الجدل حيث أنه يصف فيه رحلاته الشخصية إلى عوالم الرؤى عن طريق استعمال مواد مهلوسة قديمة وممنوعة، إضافة لمواضيع هامشية أخرى مثل موضوع التصميم الذكي للكون. سألنا جراهام عما اذا كان لديه وقت للإجابة عن أسئلة قليلة سريعة عن كتابه فما كان منه إلا أن فاض كرمه وتحدث معنا لساعات عن كل الأشياء الـ "خارقة للطبيعة".
    سبروزا: شكرا لتكرمك بالحديث معنا ياجراهام. إن كتاب ماوراء الطبيعة له مجال واسع ومتنوع جدا، من فن رسومات الكهوف وسحرة القبائل البدائية "الشامانات" وحتى ظاهرة الاختطاف من قبل كائنات من عوالم أخرى، و التراث المتعلق بالجن fairy lore، وحتى أصول الحمض النووي. أنا مهتم بمعرفة كيف توصلت لبحث كل هذه الموضوعات في كتاب واحد، هل كان هناك مفهوم معين لديك منذ البداية أم أن الأمر كان تكشفا بطيئا لاقترانات متنوعة بين كل موضوع؟

    جراهام هانكوك: لقد كان هناك مفهوم منذ البداية. كانت لدي الفكرة منذ مدة أن أكتب كتابا عن أصل السلالة البشرية. لقد شعرت دائما أن هناك سرا خفيا في هذا الأمر في مكان ما، ولكن حين حين بدأت النظر في أصول الإنسان فقد وجدت بكل صراحة أن قسما كبيرا من الحكاية ممل جدا، وهو ذلك المتعلق بالفترة الواقعة بين آخر جد مشترك بين الانسان والشمبانزي (والذي عاش منذ حوالي سبعة ملايين عام) وحتى نحو أربعين ألف سنة مضت ـ بدت الحكاية حكاية مملة نوعا ما ليس فيها سوى تغيير تشريحي بطئ جدا متدرج وتغيرات سلوكية بطيئة جدا. وقد اكتمل الوصول للحداثة التشريحية الكاملة قبل نحو مائتي ألف سنة ومع ذلك لم يظهر السلوك الذي نعتبره اليوم جوهريا سلوكا انسانيا. ثم بعد مدة طويلة من ذلك وبالضبط منذ نحو أربعين ألف سنة فإن السجل الآثاري يبدأ في الشهادة بحدوث تغيير درامي. في رأيي فإن هذا التغيير الدرامي في السلوك منذ أربعين ألف سنة هو الموضوع الأكبر في مجال تطور الإنسان وأنه أشد تأثيرا من الطفرة التطورية المتمثلة في السير على قدمين .

    أنه أمر محير جدا كون أن السجل الآثاري يضئ فجأة عقب تلك الأربعين ألف سنة وبرمزية يصعب تصديقها، ظهور الفن الأول، والأدلة عبر طيف كامل من النشاطات التي نتعرف عليها اليوم على أنها سلوك انساني حديث بصورة كاملة، ويبدو أن ذلك اشتعل فجأة. أدركت أن هذا هو مكمن السر، ذلك هو السر الذي أريد بحثه. مهما كان نوعها فإن هذه العملية التي جعلت منا بشرا مباشرة ومنذ البداية كان فيها الفن ورمزية يصعب تصديقها. مثلا فن رسومات الكهوف الأوربية التي تعود لخمسة وثلاثين ألف سنة.

    عندما بدأت أتفحص هذا الحقل وجدت أن اختصاصيي فن رسومات الكهوف ظلوا يتجادلون طيلة جزء كبير من القرن ولكن منذ الثمانينات فقد ظهرت نظرية قوية جدا و مثيرة جدا للاهتمام ومقبولة بشكل متزايد وهي تقترح أن هذه المغامرة المحيرة المتكونة من الفن والدين في بداية السلوك الحديث قد نجمت عن تعاطي البشر حينها للنباتات التي تسبب الهلوسة، عن طريق قيامها بإحداث حالات وعي متبدل altered states of consciousness وقيام أسلافنا برسم المشاهد التي يرونها وهم في تلك الحالات. وفتح ذلك الباب لجميع مساحات البحث الأخرى في كتاب ما وراء الطبيعة.

    سبروزا: أنت تتكلم عن النموذج النفسي العصبي الذي اقترحه ديفيد لويس ويليامس ...

    جراهام هانكوك: نعم العمل البارز الذي قام به ديفيد لويس ويليامس. ديفيد لويس ويليامس هو بروفيسور علم آثار أسس معهد الفن الصخري بجامعة ويتووترساند بجنوب أفريقيا. إنه معترف به على أنه أحد أهم الباحثين في العالم في مجال فن رسومات الكهوف والصخور. هذه الثقافات كانت تفصل بينها مسافات جغرافية واسعة كما أنها متفرقة زمنيا أيضا. التفسير هو أنها جميعا تصور الأحداث العقلية نفسها والتي يمر بها الإنسان في حالات الوعي المتبدل.

    و بفضل العمل العلمي الحديث بمتطوعين تم اعطاؤهم مواد تسبب الهلوسة ودراسة تجاربهم فإننا نعرف أن سلسلة الرؤى تبدأ بأشكال وأنساق هندسية : نقاط، شرطات، خطوط متموجة، ومن ثم تبدأ في التحول تدريجيا إلى إحساس بواقع مختلف، كثيرا ما يرى فيه الإنسان بشرا تحول جزء منهم إلى حيوان، وهو بالضبط ما نراه في فن الكهوف في أوربا وفن الصخور الخاص بالبوشمن في جنوب أفريقيا، ذلك الخليط من الأشكال الهندسية و أشكال رؤى تمثل كائنات متحولة. ليس هناك متسع للتفصيل هنا ولكنني وضعت الدليل كاملا في كتاب ما وراء الطبيعة. خلاصة القول أنه يكاد يكون ليس هناك شك في أن التفسير الذي توصل إليه ديفيد لويس ويليامس بأن هذا الفن هو فن حالات وعي متبدل هو التفسير الصحيح.

    سبروزا: إذا تتبعنا فكرة رؤية الناس لعناصر رؤى نوعية أساسية مثل الثعابين وفهود الجاغوار تحت تاثير نبات الاياهواسكا ayahuasca، ولكون كتاب ماوراء الطبيعة كتابا بارزا، هل تظن أن هناك مخاطرة ـ إن صح القول ـ في أن تقوم بتلويث مصداقية التقارير اللاحقة؟ مثلا يقول الكثير من الناس أننا أصبحنا نرى الكثير من جنيات الدي إم تي حاليا بسبب وصف تيرينس ماكينا لها؟
    (الدي إم تي هي مادة توجد في المخ بتركيز معين كما توجد في النباتات التي تسبب الهلوسة وزيادة تركيزها في المخ بسبب تعاطي تلك النباتات تسبب رؤى).

    جراهام هانكوك: نعم، أم أن الناس يرون الجنيات elves بسبب أنهم تحت تأثير نفس المواد الكيميائية يذهبون لنفس الأماكن التي ذهب إليها تيرينس ماكينا؟ هذا هو السؤال وهو صعب الإجابة نوعا ما، ولكنني أعتقد أنني واضح جدا بشانه. أنا أعتقد أن منبع هذه الرؤى هو في عالم الرؤى ـ إنها تدخل إلى داخل الثقافة، لكنها تبدأ في عالم الرؤى. ولذلك فنوعا ما من غير المجدي الاعتراض بالقول " آه، لكنك تأثرت بما التقطته من الثقافة" لأن الثقافة نفسها أثر عليها ما حقنه الناس فيها مما رأوه في تجاربهم الرؤيوية. من الأمثلة الجيدة على ذلك التجارب المسماة بتجارب الاختطاف من جانب كائنات غريبة والتي يمكن إعادة انتاجها في المختبر عن طريق حقن الخاضعين للتجارب بمادة دايمثيلتريبتامين ، دي ام تي DMT فإنهم يرون كائنات قصيرة القامة بعيون كبيرة مظلمة تتجمع حولهم وتقوم بإجراء تجارب مؤلمة وغير مريحة عليهم، أنا أشير هنا للعمل الذي حطم ما سبقه من مفاهيم و الذي تم بحقن متطوعين بالدي ام تي في التسعينات من جانب دكتور ريك ستراسمان بجامعة نيومكسيكو. الآن قد نقول أن أولئك الخاضعين للتجارب المختبرية كانوا ببساطة يرددون ما اختزن في عقولهم مما قرأوه أو سمعوا به عن تجارب الاختطاف من قبل كائنات غريبة من صحف التابلويد ومن الثقافة المحيطة بهم. ممكن أن نقول ذلك لكن لولا أن بعض هذه هذه التجارب وباستخدام العقار نفسه تمت في الخمسينات قبل أن تتسرب لأجهزة الإعلام الشهرة التي أحاطت بعمليات الاختطاف من جانب كائنات غريبة، وفي تلك التجارب أيضا ذكر الخاضعون لها أنهم التقوا بكائنات قصيرة القامة اختطفتهم أثناء الرؤيا وقامت بعمل بأشياء سيئة عليهم. أنت تعرف طبعا أن البشر يتحدثون مع بعضهم البعض ويحكون لبعضهم البعض تجاربهم والتجارب التي نتقاسمها مع بعضنا البعض تؤثر في تجاربنا المستقبلية، أنا لا أنكر ذلك.
    نحن نضع تفسيرا لكل عملية إدراك وفي نهاية الأمر فإن الهلوسات هي إدراكات أيضا. لكنني أقول أن تجارب من هذا النوع الغريب أوسع انتشارا وأشد عالمية وكذلك أشد توزعا في الزمان عبر التاريخ من أن يتم شرحها بتلك الطريقة.

    سبروزا: وهذا سر كبير آخر تقوم أنت باستكشافه في كتاب ماوراء الطبيعة : سر وجود مقومات معينة مدهشة جدا في تجارب يفترض أنها غير حقيقية تبدو أنها مشتركة عالميا بين جميع البشر؟

    جراهام هانكوك: نعم، هذا صحيح. اللغز الأول الذي حيرني والذي سبق وأن سردنا شيئا منه هو الظهور المفاجئ للسلوك البشري الحديث قبل أقل من أربعين ألف سنة مضت والذي ارتبط بشكل كامل بظهور الفن والأفكار الدينية والرسومات الأولى المرسومة على جدران الكهوف والملاجئ الصخرية في مختلف انحاء العالم لكائنات يمكن لنا فوريا ملاحظة انها خارقة للطبيعة ـ مثلا رسومات لكائنات يمتزج فيها نوعين من المخلوقات ولها أشكال بشرية حيوانية ممتزجة، بعبارة أخرى فإن هذه أقدم سجلات بقيت في الثقافة البشرية للعوالم الروحانية وسكانها. حالما تأكدت من أن هذه الرسومات أفضل ما يشرحها هو نموذج ديفيد لويس ويليامس النفسي العصبي، أي أن الرسومات هي محاولات لإظهار ما رآه سحرة القبائل البدائية في حالات رؤيوية هلوسية، فقد أصبحت جاهزا للغز الآخر، والذي هو لماذا يمر أناس من مختلف أنحاء العالم وفي مراحل مختلفة من التاريخ بنفس الهلوسات؟ كيف نفسر التشابه المذهل بين ما يفترض أنه تجارب غير حقيقية؟


    إذا نظرنا إلى النموذج الشائع في تفسير الهلوسات نجد أن العلماء يفسرونها على أنها ناجمة عن أن المخ في حالة انزعاج يقوم بإخراج مواضيع من الذاكرة والثقافة وإعادة إنشاءها بطرق جديدة لخلق المشاهد الغريبة غير الحقيقية التي نسميها هلوسات. لكن هذا المدخل الفردي لا يمكن أن يكون هو التفسير لأنه لا يفسر الأمر الذي يكاد يكون غير قابل للتصديق وهو عالمية هذه الرؤى التي وصفها أناس من ثقافات مختلفة تماما وليس بينهم ذكريات مشتركة اطلاقا. لماذا إذن هذه التجارب غير الحقيقية من جميع أنحاء العالم وجميع مراحل التاريخ لها العديد من الخصائص المشتركة المتنوعة الواضحة جدا؟

    سبروزا: وماهي الاستنتاجات التي توصلت إليها؟

    جراهام هانكوك: لقد توصلت إلى أن الصدفة وهي الحجة المادية التي تم الإفراط في استخدامها لا يمكن أن تفسر عالمية الكثير من التجارب البشرية التي يفترض انها غير حقيقية. واختصارا للحكاية الطويلة أعتقد أن هناك احتمالان ـ كلاهما غير عادي ـ يمكن لهما أن يوفرا لنا أجوبة مثمرة لهذا اللغز.

    أحدهما هو أن المخ هو أساسا جهاز استقبال للوعي وليس جهاز توليد للوعي. لكي تقوم بوظائفها في عالم حياتنا اليومية فإن أمخاخنا يجب أن يتم ضبطها لتستقبل موجات ذات طول معين، ويجب عليها أن تبقى مضبوطة على ذلك الطول الموجي مثل جهاز تلفزيون مضبوط على قناة معينة. لكن توجد وسائل متنوعة (معظمها تم اكتشافها واستغلالها منذ زمن طويل من جانب سحرة القبائل البدائية) يمكن لنا عن طريقها تغيير الطول الموجي للاستقبال الخاص بامخاخنا لكي تقوم باستقبال عوالم أخرى غير موجودة عادة في ادراكاتنا اليومية ولكنها في حقيقة الأمر موجودة في الواقع. وبذلك يمكننا الوصول لأبعاد أخرى بتلك الطريقة ليس عن طريق خيال متولد آليا خاص بتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين ولكن فقط عبر اعادة ضبط وعينا وربما يكون ذلك هو ما تقوم به مواد الهلوسة التي يتعاطاها سحرة القبائل البدائية.

    الاحتمالية الثانية غير العادية والتي أقوم ببحثها بتعمق في الكتاب ترجع لأفكار فرانسيس كريك. لا يعلم سوى القليل حقيقة أن كريك كان تحت تأثير مادة الـ إل إس دي عندما اكتشف البنية اللولبية المزدوجة للحمض النووي، وأن هذا الإنجاز العظيم للعقلانية العلمية والذي بسببه فاز بجائزة نوبل أتى إليه في حالة وعي متبدل وحتى صوفي.

    حتى وفاته سنة 2004 ظل كريك ملحدا ووفيا بعمق للنظرة المادية (أي اللاروحانية) للحقيقة. لكنه مع ذلك لم يتقبل أبدا فكرة أن الحمض النووي قام بتجميع نفسه بنفسه عن طريق الصدفة. لذلك فقد توصل لفكرة أن الحياة على الأرض نشأت بهذه الكيفية: ربما قبل بلايين السنين في جانب آخر من المجرة وجراء تهديدها من جانب انفجار شمسي وشيك (سوبرنوفا) فقد قامت حضارة من كوكب آخر بالسعي لحفظ الحمض النووي الخاص بها، وهو يقترح أنه ربما تم استعمال نوع من البكتريا ـ ربما بحمض نووي معدل وراثيا داخلهاـ تم إرساله لمختلف نواحي الكون في سفن فضائية، وفي النهاية وصلت احدى هذه السفن لكوكب الأرض في زمنه الأول وتحطمت عليه وبدأت البكتريا الحاوية لذلك الحمض النووي في التكاثر وبدأت قصة التطور التي يحكيها علماؤنا حينها. حالما نحصل على الحمض النووي يصبح التطور ممكنا. وقبل الحصول على الحمض النووي يصيح شرح التطور صعبا.

    ولكن إن كان في تفسيره شيئا من الصحة فربما يكون الحمض النووي يحتوي على ما هو اكثر من مجرد تعليمات جينية. إننا لا نعرف ما الذي تقوم به نسبة 97 % من الحمض النووي ويسميها العلماء بالحمض النووي الخردة. ربما كان هناك نوعا من الرسالة أو حتى ارشيف ضخم من الرسائل منقوشة في هذه الامتدادات من الحمض النووي التي توصف بأنها خامدة. أنا أقدم دليلا قويا على ذلك في هذا الكتاب، دليلا علميا ملموسا يكشف النقاب عن بنية لغوية محيرة في الحمض النووي الخردة. ربما يكون الأمر هو اننا لا يمكننا الوصول لهذه الرسائل إلا في حالات الوعي المتبدل. إذن تلك هي عناصر الاحتمالية الثانية التي أتتبعها : وهي أننا نرى نفس المشاهد عالميا لأنها مخزنة في امتدادات الحمض النووي التي يشترك فيها جميع البشر وأنها بطريقة ما هي رسائل لنا من خالقنا بغض النظر عمن كان هو ذلك الخالق. مرة أخرى فإن الذوق والمنطق يملي علينا أن نبحث أكثر في هذا الموضوع ونرى النتيجة. لدينا الوسلة وهي المواد المهلوسة انها هي التقنية للبحث في هذه الغرف السرية داخل عقولنا ... أكواننا الموازية إن كانت هي بتلك الكيفية.


    .... يتبع...
                  

04-02-2008, 05:26 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    Quote: أحدهما هو أن المخ هو أساسا جهاز استقبال للوعي وليس جهاز توليد للوعي.


    دي جديدة بالنسبة لي
    طيب سؤال
    المخ هو جهاز إستقبال الوعي
    الوعي القادم من أين ؟
    أو
    أين يتولد الوعي ؟



    لسع ح نقرأ ونطالع
    ونتعلم
                  

04-02-2008, 08:36 AM

محمد الطيب حسن
<aمحمد الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 03-31-2007
مجموع المشاركات: 1609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: أبو ساندرا)

    Quote: وأنها بطريقة ما هي رسائل لنا من خالقنا بغض النظر عمن كان هو ذلك الخالق



    ???????????????
                  

04-03-2008, 04:59 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد الطيب حسن)

    الأعزاء أبوساندرا ومحمد الطيب حسن شكرا للمرور، ونتابع هذه الرحلة مع جراهام هانكوك:

    سبروزا: الشئ الذي أجده مثيرا في فكرة كريك عن انتقال الحياة للأرض من كوكب آخر (بانسبيرميا Panspermia) أنها أساسا تقع ضمن تعريف التصميم الذكي intelligent design لكننا نرى العلماء اليوم يسخرون من فكرة التصميم الذكي لأنهم يرون فيها شكلا جديدا لنظرية الخلق.

    جراهام هانكوك: بالضبط، هناك حرب دعائية ضخمة تم فتح جبهتها على التصميم الذكي للكون. أعتقد أنه من المهم أن نسجل أن كبار أنصار نظرية التطور مثل ريتشارد دوكينز من جامعة أكسفورد هم في حقيقة الأمر رجالا ونساء إنما يمارسون دينا. إن الاعتقاد بأن الحياة قامت بصنع نفسها بالصدفة من خلال تصادم الجزيئات في الحساء الأولي primeval soup (يقصد بالحساء الأولي هو الماء وماذاب فيه من مواد كيميائية مختلفة والذي كان في الأرض عند ظهور الحياة) ليس سوى اعتقاد. لا يوجد دليل عليه اطلاقا. إنه موقف ميتافيزيقي.

    سبروزا: الاعتقاد بأن مرور اعصار بساحة تخزين الخردة يمكن أن يؤدي لصنع طائرة ...

    جراهام هانكوك: نعم. إن السيناريو الذي يفضله الماديون أن جزئ الحمض النووي قد قام بتجميع نفسه بنفسه عن طريق الصدفة في الحساء الأولي قد تم تشبيهه تشبيها صادقا بأنه يماثل احتمالية أن يقوم اعصار أثناء مروره بساحة تخزين خردة بتجميع طائرة بوينج 767 في حالة تشغيلية كاملة. هذا هو ما أزعج كريك ـ هذه الاستحالة الاحتمالية الإحصائية المذهلة ـ ليس لأنه توصل إليها من وجهة نظر دينية بل لأنه وصل إليها من وجهة نظر علمية. ببساطة هو لم يستطع تصور كيفية قيام الحمض النووي بتجميع نفسه عن طريق الصدفة البحتة، وإذا كان هو لم يستطع تصور ذلك فمن الصعب أن نفهم لماذا يتوجب على كل شخص آخر أن يتصور ذلك.

    لا أظن أن كريك كان سيسعده أن يتم الربط بينه وبين الحركة التي تتبنى التصميم الذكي ولكن الحقيقة هي أن عملية زرع الحياة الموجهة التي اقترحها لتفسير أصول الحمض النووي هي من الناحية التعريفية تصميم ذكي.

    سبروزا: إن استعمال كريك لعقار الهلوسة إل إس دي كإداة تفكير لم يظهر إلا بعد وفاته، مع ذلك فأنت في هذا الكتاب صرحت بأنك تناولت هذه المواد. هل تظن أن المزيد من الشخصيات العامة يتوجب عليها أن تكون أكثر صراحة فيما يخص خصائصهم الإيجابية؟

    جراهام هانكوك: نعم. أعتقد أن الوقت قد حان ليكون في مجتمعنا نقاش حقيقي حول النباتات التي تسبب الهلوسة التي استخدمتها الثقافات الشامانية لعدة آلاف من السنوات. حاليا فإن مجتمعنا يجمع الكل معا تحت تصنيف "مخدرات" ويقول هذه مخدرات. وأصبحت المخدرات كلمة مشحونة ومقترنة دائما بإساءة الإستخدام، من ضمن الحرب الدعائية الجارية. بطريقة معينة فإنه وضع أورويلي (نسبة للكاتب جورج أوريل) اللغة نفسها تم تحريفها وافسادها، الناس يتكلمون باستمرار عن اساءة استخدام المخدرات وكأنما لا توجد أي وسيلة للارتباط بالمواد المبدلة للوعي إلا عن طريق اساءة الاستخدام. عندما نستخدم مثل هذه اللغة لفترة طويلة بدرجة كافية فإنه يصبح من المستحيل التفكير عن هذه المواد سوى بطريقة سلبية.

    لكن الحقيقة هي أن الناس في مختلف أنحاء العالم لديهم واعزا داخليا متمعمق الجذور لتبديل وعيهم. بعض هذه الطرق مثل الكحول مسموح بها اجتماعيا وبعضها غير مسموح بها. ولكن سواء كان مسموح بها اجتماعيا أم لا فإن جميع الإحصائيات تشير إلى أن استهلاك العقاقير المبدلة للوعي هو في تزايد وليس في تناقص رغم القسوة والكلفة الهائلة للحرب على المخدرات.

    سبروزا: أعتقد أن الناس لو كانوا أكثر معرفة بتاريخ كيفية منع هذه المواد فسيكون ذلك أمرا يفتح عيونهم.

    جراهام هانكوك: أعتقد أنه حقا سيفتح أعينهم ـ الدليل الواهي جدا والمنطق الضعيف هما الأساس الذي تم بموجبه منعها. مثلا مؤخرا تم منع فطريات البسايلوسابين الطازجة في بريطانيا. لو نظرت لتبرير هذه الطبقة الجديدةمن البيروقراطية، هذه الجريمة الجديدة التي أضيفت لكتبنا القانوية، فيما يخص أكل فطريات تنمو بريا بلا قيود في الحقول لماذا يجب ان يكون ذلك جريمة؟ إن الموظفين الحكوميين الذين يتكلمون عن هذه الأمور يقولون أن السبب هو أنها قد تؤدي ببعض الناس للجنون. هذا موقف غيرمنطقي تماما بمنع هذه المواد. أولا جعلها غير قانونية لا يعني جعلها غير متاحة. ثانيا الدليل على أنها تصيب انسانا بالجنون هو دليل واهي جدا و ضعيف وغير مقنع اطلاقا بالنسبة للملايين من الناس حول العالم الذين أكلوا الفطريات ذات التأثير النفسي وبعضهم كرر التجربة عدة مرات واحنفظوا بكامل قواهم العقلية.

    صحيح أن بعض الأفراد مثلا إذا كانوا مصابين مسبقا بانفصام الشخصية أو إذا كانوا أصلا على حافة انفصام الشخصية يمكن أن يصابوا بنوبات جنون بسبب هذه المواد. لكن هذه الحجة تدعوا للمزيد من التحكم وتقديم النصائح الممتازة وليست حجة لصالح تجريم استعمال المهلوسات من جانب راشدين ذوي مسؤولية وتوازن عقلي. هناك الكثير من المواد والأشياء في مجتمعنا هي أشد خطورة في أيدي منفصمي الشخصية منها في أيدي أناس ذوي صحة عقلية جيدة ، مثلا الكجول والباراسيتامول والنيران والسيارات، لكن حقيقة كون أن الأشخاص الفاقدين للتوازن العقلي يمكن أن يسيئوا استخدامها لا تعمل أبدا كذريعة بغضاء لتجريم استخدام الكحول أو الباراسيتامول أو النيران أو السيارات.

    نحن نتكلم عن وعينا الفردي الشخصي ـ الجذر، لب كينونة كل واحد منا. وهذه النباتات المهلوسة القديمة تعطينا طريقة للاستكشاف ذو الهدف المحدد لوعينا. من العبث والحماقة في بلاد تدعي أنها متقدمة وديموقراطية أن توجد فيها قوانين تعود للقرون الوسطى ترسل الناس للسجن لسنوات فقط لأنهم قاموا باستكشاف وعيهم الشخصي مستخدمين النعم الكريمة التي وهبتها الطبيعة. إذا نحن لا نملك السيادة على وعينا فعلى أي شئ نملكها؟ ما نوع اللعبة التي يلعبها مجتمعنا عندما يحشد بيروقراطيته محملة بالمال العام لتنفقه في مطاردتنا ومعاقبتنا فقط بسبب "جرائم وعي"؟

    سبروزا: هذه الارتباطات السلبية للمخدرات تمتد حتى لحقل فنون الكهوف. في كتاب "ماوراء الطبيعة" أنت تبين أن خبراء فنون الكهوف الذين يتناقشون حول نموذج ديفيد لويس ويليامس النفسي العصبي هم رافضون تناول المواد بأنفسهم ليتمكنوا من الدخول في رؤوس الفنانين إن جاز القول.

    جراهام هانكوك: حسنا نعم. هناك وجهان لذلك: أولا هناك جدل شديد لأن هناك مجموعة من أكاديميي فن الكهوف يعترضون بشدة على فكرة أن أسلافنا اكتشفوا الفن والدين من خلال النباتات المهلوسة، من الواضح أن عددا من علماء الأثار يعترضون على ذلك من ناحية مبدئية وحقيقة فقد تمت العديد من الهجمات السيئة والواهية على النموذج العصبي النفسي وما ذلك إلا لأنه لا يستجيب للعقلانيت الأساسية الخاصة بعلماء الأثار التي تربت في التراث المنطقي الغربي الإيجابي. إن مجرد فكرة كون المهلوسات يمكن أت تكون منبعا للفن والدين هي فكرة تبدو لهم تهديدية جدا.

    ولكن فيما وراء ذلك فأنت محق: معظم الناس الذين يدرسون هذا الموضوع لا يريدون تناول المهلوسات بأنفسهم. هم يدخلون من مدخل العقلانية ويمكن لهم أن يستنتجوا كيف أن التجارب الرؤيوية يمكن أن تكون وراء الفن الذي نراه على جدران الكهوف وهم يستفيدون من العدد الكبير من التقارير التي وضعها علماء في مختبرات مع متطوعين. ولكن أن يتناولوا المواد بأنفسهم ذلك أمر لا يزال مرفوضا من جانبهم.

    أعتقد أنه من المشروع جدا أن يتم التنظير عن هذه الأشياء لكن حينها يجب على الإنسان ألا يدلي بتصريحات سلطوية عن حالة واقع الهلوسات إذا لم يكن الإنسان قد تناول هذه المهلوسات بنفسه. يمكن للإنسان بالتأكيد البحث في هذا المجال ولكن لمجرد أن يصبح الإنسان مؤهلا ليتحدث عن حالة واقع هذه الرؤى الغامضة فعلى الإنسان أن يرى تلك الرؤى بنفسه.

    سبروزا: أنت تبدأ الكتاب بالقصة الشخصية المتعلقة بوفاة والدك وكيف أثرت عليك، وكيف قمت بتعاطي مادة الايبوجين في منزلك (الايبوجين هي خلاصة نبات الايبوجا الأفريقي الذي يستعمله الأطباء السحرة في غرب أفريقيا لرؤية الموتى والاتصال بهم ـ المترجم) ومررت بتجربة مماثلة بتجربة الايبوجين الشائعة المتعلقة بالتكلم مع الموتى. وقد قيل أن الاياهواسكا لها قدرة مماثلة. هل تظن أن المهلوسات تقدم وسيلة للبحث في إمكانية الحياة بعد الموت؟

    جراهام هانكوك: نعم. أعتقد أن كل تجربة نصفها على أنها خارقة للطبيعة ـ مثل الالتقاء بكائنات غير مادية سواء كانت أرواح الموتى أو ما نسميهم جن أو كائنات فضائية ـ أعتقد أن البحث في كل هذه المجالات ستساعده أو يمكن أن تساعده هذه المهلوسات. حاليا لا يوجد أحد يحتل استكشاف الظواهر الخارقة عن طريق المهلوسات قمة أسبقيات بحثه. لكنني أقول أن ذلك قد يكون واحدا من أهم مجالات البحث التي يمكن القيام بها.

    سبروزا: حسنا، تيرينس ماكينا أشار في قليل من المرات إلى أنه شعر بأنه لديه ارتباط تخاطري عندم يتعاطى الفطريات.

    جراهام هانكوك: نعم، هناك روايات عجيبة من هذا النوع، وأيضا رؤيا عن بعد، وصف دقيق لأشياء تحدث في اماكن بعيدة. لدينا الكثير من المعلومات المروية عن ذلك، وأيضا معلومات محددة جدا عن أناس يحصلون على معرفة عملية من هلوساتهم ـ سواء كانت رؤيا فرانسيس كريك لبنية الحمض النووي تحت تأثير عقار الهلوسة إل إس دي أو سواء كان طبيبا ساحرا (شامان) في منطقة الأمازون يتعلم ما هي النباتات التي ينبغي أن يخلطها معا للحصول على علاج. معين. هذه المعلومات يبدو أنها تصبح متاحة لنا في حالة الهلوسة وأعتقد أن هذا امر يجب أن ينظر إليه بجدية شديدةـ لأنه يبدو أنه ارتبط بعمليات غامضة راديكالية هي التي جعلت منا بشرا بالدرجة الأولى، أكبر حدث تطوري في تاريخ جنسنا البشري. ربما يكون الأمر أننا ضللنا عن خطوتنا التطورية التالية للأمام لأن شطرا قليلا من مجتمعنا نجح في تجريم ووصم وقمع الحالات الرؤيوية للوعي.

    سبروزا: إن أحد أعظم أجزاء الكتاب وربما كان ذلك من وجهة نظري الخاصة، أنه بدا كتكملة لكتاب جاك فالي جواز سفر إلى ماجونيا والذي ربط فيه بين تجارب الأطباق الطائرة والتراث المتعلق بالجن. هل تظن أن فالي كان على شي في هذا الخصوص؟

    جراهام هانكوك: نعم وبشدة. هذا الوجه من البحث بالنسبة لي شمل ثلاثة مواضيع مختلفة: الكائنات التي تسمى أرواحا في المجتمعات الشامانية، الكائنات التي سميت جنا ( fairies and elves) في أوربا القرون الوسطى، والكائنات التي تسمى كائنات فضائية اليوم. لقد انجذبت تلقائيا لهذا لأنني عندما تناولت الأياهواسكا تعرضت لشئ مشابه للاختكاف من جانب كائنات فضائية. وقادني ذلك للنظر في المقارنات بين الأرواح التي تحدث عنها الشامانات عبر العصور والكائنات الفضائية التي يتكلم عنها المختطفون من جانب كائنات فضائية اليوم. لقد أدركت أن هناك تشابهات شديدة غريبة تثير القشعريرة بين هذين النوعين من الكائنات الذين يفترض أن يكونا مختلفين جدا.

    عندما عرفت بعمل فالي والذي تم في في الستينات وقارنت بين الجن والكائنات الفضائية أدركت أن التشابهات تمتد لما هو أبعد وقررت أن أجدد وأمدد بحث فالي، ناظرا في للكمبة الهائلة من الأدلة التي أصبحت متاحة عن الاختطاف من جانب كائنات فضائية منذ نهاية الستينات ومقارنة ذلك بالتراث عن الجن. أعتقد أن المقارنة متطابقة تماما، أعتقد أننا هنا نتعامل مع ظاهرة واحدة ظلت مع الجنس البشري منذ أن أصبحنا بشرا للمرة الأولى والتي فسرناها بطرق مختلفة قليلا في العصور التاريخية المختلفة. نحن نرة هذه الظاهرة عبر مناظيرنا الثقافية ولكن حين تأخذ ذلك في الحسبان فإنك تلاحظ أنها نفس الظاهرة طيلة الوقت سواء أسميناهم أرواحا أو جنا او كائنات فضائية.

    أنا واثق الآن أن المفتاح لكل هذه التجارب موجود في حالات الوعي المتبدل. لكنني أريد أيضا أن أعيد التأكيد أنني عندما أتكلم عن تجارب تنبع من حالات الوعي المتبدل فإنني لا أعني إطلاقا أن هذه التجارب غير حقيقية. بل بالعكس أعتقد أن هناك احتمالا كبيرا أن العديد مما يسمى لقاءات بكائنات خارقة للعادة بما في ذلك ما نسميه اليوم بالاختطاف من جانب كائنات فضائية هي حقيقية مائة في المائة لكنها يصعب اثباتها علميا لأنها متاحة لنا فقط في حالات الوعي المتبدل. أنا أيضا أتقبل أن هناك عناصر فيزيائية محيرة مرتبطة بالتجارب الرؤيوية في كثير من الأحيان، بدءا من الأشياء المزروعة داخل الجسد التي يجدها الشامانات والمختطفين من جانب كائنات فضائية في اجسامهم، وإلى الشفاء الإعجازي وحتى الأشياء والآثار الأخرى وحتى الكتب التي تتركها في بعض الأحيان ما يسمى بالأرواح أو الجن أو الكائنات الفضائية. إنه لغز ضخم وقد طارد أسلافنا لما لا يقل عن خمسة وثلاثين ألف سنة.
                  

04-03-2008, 05:11 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)



                  

04-03-2008, 05:16 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    الصورة أعلاه قام برسمها الشامان الأمازوني بابلو أمارينجو وهي تمثل العالم الذي يدخل إليه متعاطي نبات الأياهواسكا الذي يستخدمه أطباء الهنود الحمر في منطقة الأمازون للتخاطب مع أرواح النباتات لمعرفة أيها يصلح لعلاج المرضى وكذلك التخاطب مع كائنات روحانية أخرى، وتظهر الثعابين في معظم رؤى متعاطي هذا النبات مهما كانت خلفياتهم الثقافية.
                  

04-03-2008, 05:22 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    نتابع لاحقا انشاء الله بقية هذا الحديث الشيق مع جراهام هانكوك.
                  

04-04-2008, 02:40 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    سبروزا: هل تحدثت مع جون ماك قبل وفاته؟
    جراهام هانكوك: لقد كانت لي صلة بجون ماك لعدة سنوات وقابلته مرتان. لقد تبادلنا أنا وهو رسائل البريد الإلكتروني سنة 2004، وخططنا لنتقابل مرة أخرى ونجري لقاء موسعا. كنـت أريد أن أقارن عمله بعمل دكتور ريك ستراسمان بجامعة نيومكسيكو، دراسات الدي إم تي التي ذكرتها سابقا، لكن لسوء الحظ مات جون ماك بسبب حادث سيارة في لندن قبل أن نتمكن من الإلتقاء. لقد كان جون رجلا عظيما في رأيي، انسان خير دافئ القلب، عالم من الطراز الأول، وباحث لا يخشى شيئا من النتائج غير التقليدية التي قاده العلم إليها.

    لقد تحدثت مع ستراسمان و حواري معه موجود في أحد ملاحق الكتاب. لقد أكد أنه يرى العديد من التشابهات بين ما يذكره المختطفين من قبل كائنات فضائية وما يذكره متطوعي الدي ام تي.

    سبروزا: إن العديد من معارضي الفلسفة المادية يقتبسون أبحاث دكتور مايكل بيرسبنجر حول "الحضور الذي يتم الإحساس به sensed presence" كطريقة لشرح الكثير من هذه الأشباح. هل تتفق مع مدخل بيرسينجر؟

    جراهام هانكوك: الشئ المثير للاهتمام هنا أن الأمر يعتمد على فهمنا للمخ. بيرسينجر أيضا يتحدث عن حالات وعي بديل ـ الأمر فقط هو أن مدخله الخاص للموضوع هو التسبب في تلك الحالات عن طريق المجالات الكهرومغناطيسية بدلا من استعمال المواد الكيميائية المهلوسة. لكن التأثير في النهاية هو نفسه. الآن ربما يكون بيرسينجر اختزاليا وربما يقول:" التغييرات الدماغية التي ألاحظها عندما أسلط هذا المجال الكهرومغناطيسي على رأس الشخص الذي جري عليه التجربة قد أدت به للمرور بتجارب مشاهدة مخلوقات ضئيلة الحجم تقف بجانبه". لكن ذلك الارتباط السببي غير واضح على الإطلاق. ربما يكون الأمر هو أن المجالات الكهرومغناطيسية ببساطة قد أعادت ضبط الطول الموجي لجهاز الاستقبال الذي هو المخ وجعلته يستقبل واقعا آخر لا يمكن الوصول إليه إلا في حالات الوعي البديل.

    بالنسبة لي فإن بيرسينجر يقدم لنا فقط طريقة أخرى يمكن بواسطتها للبشر الوصول لحالات الوعي المتبدل، لكنه لا يبرهن على أن ما نراه يمكن أن يتم اختزاله لمجرد النشاط الدماغي المرتبط به. من الطبيعي أن نتوقع أن يكون هناك نشاط دماغي مرتبط بكل تجربة بشرية لكن حقيقة أن هناك نشاط دماغي فقط لا يعني اختزال التجربة لتصبح مجرد ذلك النشاط.

    سبروزا: أي هل (النشاط الدماغي) هو السبب (في المشاهدة) أم لا..؟

    جراهام هانكوك: نعم، أم أن الأمر هو ـ نعود مرة أخرى هنا لنموذج المخ كجهاز استقبال والذي أعتقد أنه مفيد جدا ـ أننا سنرى نشاطا دماغيا إذا كان المخ جهاز استقبال، عندما يقوم بإعادة ضبط نفسه ، مثلما نرى تلسكوب يغير مداه البؤري. ذلك سيكون نشاطا لكنه لن يؤدي للمرور بالتجربة. التلسكوب سيكون قادرا على رؤية نجمة أشد بعدا وكذلك مخنا يكون قادرا على رؤية مستوى آخر من الواقع.

    أعتقد أن بيرسينجر مثير للاهتمام بتقديمه هذه اللمحة الخاصة بوجود رابط مع طاقات كوكب الأرض ـ حيث أن الطاقات الأرضية تولد مجالات كهرومغناطيسية وذلك يمكن أن يفسر لماذا أن جماعات من الناس المجمتعمين بعشرات الألوف في مكان واحد يبدأون فجأة في مشاهدة رؤى في وقت واحد لأنهم جميعا خضعوا لنفس حالة الوعي المتبدل.

    سبروزا: أنت تتكلم عن الأحداث مثل أطياف فاتيما ولوردس؟

    جراهام هانكوك: مثل فاتيما مثلا. لا يوجد شك في أن ما كانوا يرونه كان حقا متطابقا مع حالات الوعي المتبدل. وإلا فكيف نفسر كيفية دخول جماعة من سبعين ألف شخص في حالة وعي متبدل في نفس الوقت؟ أعتقد أن بيرسينجر وفر لنا الإجابة.

    إحدى نقاط الكتاب تدور حول كهف لوردس، حيث نجد معجزات حديثة و شفاء وحج. وقرب المكان كان هناك كهف يعود للعصر الحجري يحتوي على أعداد كبيرة من قطع فن العصر الحجري القديم. ربما كانت بعض الأماكن مقدسة لعشرات الآلاف من السنين لأن لها تأثيرا على وعينا وذلك التأثير على وعينا بدوره يجعل بعض عمليات الشفاء تتم.

    سبروزا: ختاما: كتاب "ماوراء الطبيعة" يغطي عددا من المواضيع المثيرة وأنت تترافع عن قضيتك بذكاء شديد، وبجبال من الأدلة. نقول هذا وفي الوقت نفسه نشير إلى أن فيه الكثير من المواضيع الغريبة جدا: ملهوسات، ممارسة جنس مع كائنات فضائية، وجن. هل أنت مهموم بخصوص الكيفية التي سيتم بها استقبال الكتاب، النقاد سيقولون :"لقد ذهب جراهام وشوى دماغه بالمخدرات، والآن أنظروا إلى ما كتبه"؟

    جراهام هانكوك: نعم أنا متأكد أن ذلك التكتيك الرخيص سيستخدم للسخرية مني. إنه ظاهر جدا ومغري لنقادي لكي يتبنوه، أنا متأكد أنهم سوف لن يستطيعوا مقاومة الإغراء. لكنني عبرت عن وجهات نظر أخذتها في الاعتبار وهي نتيجة عمل كثير. لا أظن أن أي ناقد مؤهل للتعبير عن أي وجهة نظر مهما كانت عن حالة واقع الهلوسة مالم يكونا هم أنفسهم مروا بتلك التجارب، مالم يكونوا قد استعدوا لتناول النباتات المهلوسة التي يستعملها الشامانت ويواجهون التجارب التي تطلقها.

    إذا كانوا قد فعلوا ذلك فإنهم على الأقل يصبحون مؤهلين للكلام عن هذا. لكن إن لم يفعلوه فما يقولونه لا قيمة له وسوف أحاول تجاهله.


    أنتهى اللقاء الصحفي.
                  

04-04-2008, 04:12 AM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    thanks... please provide the URL

    mohamed elgadi
                  

04-04-2008, 11:30 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: Mohamed Elgadi)

    الأخ محمد القاضي شكرا على المرور، هذا الحديث الصحفي أردت منه أن يكون مقدمة لإيراد المزيد من كتابات هانكوك بحسب ما يسمح به وقتي، وهذا هو رابط مجلة سبروزا :
    http://subrosa.dailygrail.com/download.html
    آمل أن ترجمتي كانت واضحة!
                  

04-04-2008, 11:39 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    كانت دهشتي عظيمة عندما اكتشفت أن أحدى النباتات التي تغطي جزءا كبيرا من أرض السودان والتي اشتهر بأكلها الزهاد ألا وهي شجرة القرض تحتوي أوراقها على مادة الدي ام تي وحيث أن هناك انزيم في الجهاز الهضمي يقوم بهضم مادة الدي ام تي فإن تناول أوراق القرض في الحالة العادية سوف لن يؤدي إلى رؤى ولكنني أشك في أنه في حالات الجوع الشديد فإن امتصاص الدي ام تي يكون ممكنا قبل أن يعمل الانزيم عمله فيه.

    يقوم شامانات الامازون بغلي كمية كبيرة من نبات الاياهواسكا مخلوطا بنبات آخر له خاصية ايقاف عمل الإنزيم الذي يدمر الدي ام تي قبل امتصاصه. والغريب أن جزءا معينا من نبات الحرمل يؤدي لإيقاف عمل هذا الانزيم ونبات الحرمل هو أيضا من النباتات التي تستعمل في العلاج الروحاني!
                  

04-04-2008, 11:57 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    الاخ محمد الحاج
    مجهودكم جميل ومقدر فى ترجمة الموضوع واهتمامكم أجمل...
    لى عوده حالما سمح الوقت
    مودتى
                  

04-04-2008, 12:04 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد مكى محمد)

    لك الشكر أخي محمد مكي وأتطلع لعودتك.
                  

04-05-2008, 00:04 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    ونتابع هذه الرحلة في عوالم عجيبة لندخل كتاب Supernatural القسم الأول الفصل الأول:

    النبات الذي يجعل البشر قادررين على رؤية الأموات

    رقدت على مرتبة في غرفة الجلوس في منزل عمره 200 سنة في مدينة باث الإنجليزية. في الخارج كانت الشوارع خالية ولم تقدم إلا قليلا من العلامات لتذكرني بالعالم العادي. كان مطمئنا لي أن اكتشف أنني لازلت أستطيع قراءة الوقت من ساعة يدي المشعة عندما وضعتها أمام عيني. مرت عشرة دقائق ثم عشرون ثم خمسة وثلاثون. بدأت أشعر بالملل وعدم الارتياح وحتى اضمحلال الشعور. بعد 45 دقيقة أغلقت عيني ووجهت أفكاري تجاه الداخل تجاه التأمل لكن بعد نهاية الساعة الأولى من سهرتي عندما حاولت الوقوف والسير حول المكان أصبت بالذهول عندما اكتشفت أن ساقي لا تعملان. دون سابق انذار هاجم أطرافي ضعف مثير للقلق وكان أقل جهد بدني يطلق رجفات لا يمكن التحكم فيها وتعثرات وفقدت توازني تماما.

    وغمرتني موجة من الدوار والغثيان واستلقيت مرة أخرى على المرتبة مبتلا بالعرق البارد. وتذكرت برعشة مواجهة الحتمية أنني لا أستطيع التراجع الآن لأنه لايوجد ترياق مضاد. حالما تبدأ العملية التي أمر بها فإنه لا يمكن التحكم فيها و يتوجب ببساطة تحملها.

    كان سمعي هو الوظيفة التالية التي تأثرت. على فترات كان هناك طنين هائل وأزيز في اذني يطمس كل صوت آخر. وتدهور نظري أيضا بسرعة، وسرعان ما أصبح معوقا عند الحواف بخطوط سوداء غريبة مثل اعمدة حظيرة شبكية بحيث أنني لم أعد قادرا على رؤية ساعتي وتوجب علي التخلي عن متابعة مرور الوقت. ولمدة بدت طويلة جدا شدد فيها السم من قبضته وقعت فريسة لإحساس يفوق الوصف من عدم الارتياح البدني والنفسي. بدا الأمر كما لو أن جسمي يتم سحقه ببطء وبصورة منهجية ويتم تقطيع أجزاءه وبدأت أخشى أنه سوف لن يمكنني أبدا إعادة وصله مرة أخرى.

    في لحظة سكون وبينما كانت عيناي مغمضتان قفزت رؤيا فجأةـ طراز شديد الوضوح من الأغصان المتشابكة والأوراق، انعقادات من أشكال عقد أرابيسك وسلتيةceltic. فتحت عيني. سرعان ما اختفت الأنساق المتلوية وعادت غرفة الجلوس المعتمة. ولكن حالما أغلقت عيني عاد النسق مرة أخرى.

    مر زمن آخر غير مقاس، في حين استمرت النسق في التمدد والتكاثر. ثم هاجمتني هبة أخرى هائلة من الدوخة وعبست بسبب بسبب الاحساس الجديد المفزع الذي جلبته والذي هو الوقوف على حبل متأرجح فوق هاوية لا قاع لها. ووجدت أنني إذا رقدت على ظهري ونظرت مباشرة للأعلى نحو السقف وبقيت ساكنا فإنني سأستطيع تقليل هذه التأثيرات غير المريحة. ولكن أقل حركة لرأسي من اليمين للشمال كانت تجلب ارتفاعا شديدا في الاعياء.

    في النهاية عندما أغلقت عيني مرة أخرى ظهرت نسق متشابكة مرة اخرى وبشدة متجددة ثم مالبثت أن مسحها ظهور اطار جسم شاب أشقر ممتلئ الجسم عيونه تنظر لي بوهج من التوبيخ. ظهر بجانبي مباشرة وقريبا مني بدرجة أصابتني بالوجل. كان جسمه شاحبا و حواجبه مغطاة برقاع من الفطر الأخضر.

    أبواب شامانية

    في دول وسط أفريقيا الجابون والكاميرون وزائير لا تزال هناك جماعات دينية قديمة قدم التاريخ موجودة في القرن الحادي والعشرين. يشترك أعضاءها في اعتقاد ـ يقولون أنه مبني على التجربة المباشرة ـ بوجود مجال وراء الطبيعة يمكن فيه الاتصال بأرواح الموتى. مثله مثل بعد افتراضي في ميكانيكا الكم فإن ذلك العالم الآخر يتخلل عالمنا ولكن لا يمكن رؤيته عادة أو التحقق منه بالاختبارات التجريبية. الأمر الذي هو في غاية الإثارة للاهتمام بمترتبات ذات ايحائية عالية بوجوب البحث هو ان سحرة القبائل يدعون انهم سيطروا على وسيلة عبر تناول شجيرة سامة تعرف محليا باسم ايبوكا أو ايبوغا يمكن للبشر عن طريقها الوصول للعالم الأخر والعودة أحياء. كيف توصلوا لاتقان هذه المهارة تفسره أسطورة أصل الجمعية السرية الخاصة بالسكان الأصليين المعروفة باسم البويتي.:

    " زامي يي مبيغي (آخر الآلهة الخالقين) أعطانا الايبوكا. ذات يوم راى القزم بيتامو عاليا فوق شجرة اتانغا يجمع ثمارها. جعله يسقط. مات، وأحضر زامي اليه روحه. وقام زامي بقطع الأصابع الصغيرة لليدين والقدمين وزرعها في أجزاء مختلفة من الغابة. ونمت لتصبح شجيرة الايبوكا".

    زوجة القزم كان اسمها أتانغا. عندما سمعت بوفاة زوجها ذهبت لتبحث عن جثته. وفي النهاية بعد عدة مغامرات وصلت لكهف في قلب الغابة رأت فيه كوما من العظام البشرية:

    " عندما دخلت الكهف سمعت فجأة صوتا ـ مثل صوت زوجها ـ يسألها من تكون ومن أين أتت ومن تود التحدث معه. وطلب منها الصوت النظر لليسار عند مدخل الكهف. كان نبات الايبوكا هناك. أخبرها الصوت ان تأكل جذوره. أكلت وشعرت بتعب شديد. ثم طلب منها الاستدارة داخل الكهف اختفت العظام وظهر مكانها زوجها وأقارب أخرين متوفين. تكلموا معها وسموها باسم جديد : ديسومبا وأخبروها أنها قد وجدت النبات الذي يجعل البشر يرون الموتى. كان ذلك أول تعميد دخول جمعية البويتي وتلك هي الكيفية التي حصل بها البشر على قدرة معرفة الموتى واستشارتهم".

    اليوم هناك عدة ملايين من البشر متوزعين عبر الجابون والكاميرون وزائير لا يجدون صعوبة في مقاومة مجهودات ذات تمويل كبير موجهة لجعلهم يغيرون دينهم من جانب المبشرين المسيحيين والمسلمين. ولائهم بدلا من ذلك موجه للبويتي التي تم قبولهم فيها عن طريق تناولهم لكمية كبيرة من نشارة لحاء جذر نبات الايبوكا والمرور بتجربة السفر لعوالم ما وراء الطبيعة.

    ايبوكا التي تعرف ايضا باسم ايبوغا (وذلك هو التهجي الذي سوف استعمله من الأن فصاعدا) اسمها العلمي هو تابرناثي ايبوغا وهي عضو في عائلة ابوسايناسي ( دوغبين). لحاء جذرها متميز جدا مثلما تؤكد أسطورة القزم، ويحتوي على أكثر من نصف دزينة من الكيماويات تنتمي لفئة تعرف بقلويدات الاندول. أحدها وهو الايبوجين هو المهلوس المسؤول عن الرؤى المقنعة المغيرة لحياة الناس التي يمر بها المقبولون في جمعية البويتي السرية. وهي أساسا الالتقاء بكائنات خارقة و الالتقاء بأرواح الموتى. العديدون يذكرون أنهم قابلوا آبائهم أو أجدادهم الموتى الذين يعملون كمرشدين لهم في عالم الأموات. لكن يجب تناول الجذر بكميات كافية للأصابة بالتسمم لكي يمكن الوصول لمرحلة الرؤى ويواجه المقبولون مخاطرة مستمرة بتناول جرعة قاتلة في بحثهم عن أسلافهم.


    لحاء جذر الايبوغا ومادة هيدروكلوريد الايبوغين (وهو الخلاصة النقية للمدة القلويديةالمهلوسة) كلاهما عقاقير ممنوعة قانوا في الولايات المتحدة وهما مصنفان تحت الجزء الأول مع مواد الهلوسة الأخرى مثل الإل اس دي و المخدرات والمثيرات الإدمانية مثل الهروين والكراك والكوكايين. بالمقارنة ففي بريطانيا وعدد من البلدان الأوربية الأخرى حيث يوجد اعتراف متنامي بعدد من الآثار العلاجية المدعاة للايبوغين، فإن العقار غير ممنوع. يمكن شراءه قانونيا علنا من موردي نباتات متخصصين وتناوله بحرية في مكان خاص بالشخص.

    حتى وبدون وجود التهديد البربري بالسجن، فإن الايبوغين أمر شديد الجدية، لذلك لم أتخذ بسهولة القرار الذي قادني لهذه المرتبة هذه الليلة ولهذه الحالة من العجز الخانع المؤدية لما لا أدريه.

    كان دافعي الأساسي وبلا تردد هو البحث العلمي. لقد سلمت نفسي عمدا لهذه المعاناة كجزء من استقصاء أكبر وأطول زمنا عن تلك اللحظة التي أصبحت معلما في تاريخ الإنسانية والتي حدثت مؤخرا ربما قبل نحو أربعين ألف سنة...
    ( يصف المؤلف هنا رسومات الكهوف )

    .......
    ......

    ليلة طويلة مع الايبوغا

    ربما كنت حتى الأن أعطيت الانطباع أنني كنت وحيدا خلال سهرتي في باث لكن الأمر لم يكن كذلك. كانت جرعة الايبوغين المسببة للهلوسة التي تناولتها قد أعطاني إياها معالج خبير وذو سمعة طيبة بقي بقربي طيلة الليل كما كانت زوجتي سانثا أيضا موجودة في الغرفة وكان معنا طبيب أيضا. في البداية كنت أشعر بشدة بوجود ثلاثتهم، ولكن حين اشتدت الكربة والشلل فقد بدأت صورهم في التلاشي حين كنت أرى شيئا منهم كان ذلك مثل رؤيتهم عبر ألواح زجاج سميكة. نفس الانفصال الغريب حدث مع الاناء الذي اعطيته لكي أتقيأ فيه. كنت قادرا على الامساك به والبصق فيه ولكنني كنت في مكان وهو في مكان آخر.


    وبمضي الليل شعرت بالمرتبة تخضع لتبدل داخلي بحيث أصبحت في النهاية ناووسا حجريا كنت ملقى داخله. شعرت بإحساس قوي من الاحتباس وعدم القدرة على الحركة كأنما هناك وزن ثقيل يضغط على صدري وتساءلت : هل هذا هو الموت؟ في نفس اللحظة امتلأت الغرفة بالناس ليس المعالج وزوجتي والطبيب، الذين بدوا كأنما تم حبسهم داخل كبسولة عازلة للصوت، بل جماعة ضخمة مهددة من الضيوف غير المدعوين. لم يختفوا عندما فتحت عيوني مثلما حدث مع رؤاي الأولى بل بقوا بثبات أمام نظري معظم أجزاءهم غير واضحة وظلالية بأكتاف مقوسة ورؤوس محنية للأسفل. القليلون أظهروا وجوههم ولكن مثلهم مثل الشاب الذي رأيته بجسمه الذي نبت في الفطر، فقد كان لهم منظر المقبورين.

    وشعرت بأن شخصا ما يراقبني من مكان قصي داخل الجماعة، كان نحيلا وذو بشرة داكنة ويتصرف بوقار وملامحه أفريقية بغير شك. كانت عيناه كبيرتين وشديدتي السواد. لم يكن عجوزا ورماديا مثلما هي العادة في رؤى البويتي لكن أتتني فكرة أن هذا هو روح الايوغا الاسطوري أتى لهنا لكي يختطف روحي:

    "الايبوغا تربط ربطا حميما بالموت والنبات كثيرا ما يتم تجسيده على هيئة كائن خارق، جد عام يمكن له أن يجل قدر الشخص أو يحتقره بحيث يمكنه أن يحمل الشخص لأرض الأموات"

    وسقطت في حالة حلم لما بدا أنه زمن طويل جدا، ومثل كل الأحلام أجد من الصعب علي الآن تذكر التفاصيل. كل ما أتذكره هو تأكدي المطلق من أن شيئا قد حدث ـ شئ ذو أهمية مستمرة بالنسبة لي. هل هلوست بأنني قابلت أبي؟ لا أتذكر بوضوح كافي لكي أكون متأكدا تماما لكنني أسترجع مشاهد من تلك الليلة أراه فيها بين الجمع من الأشباح الذين تجمعوا حولي. تلك المشاهد قوية وواضحة بحيث أكاد أصدق أنه كان حقا هناك يسير بوقار وألم مثلما كان يفعل حين كان يحارب مرضه بالسرطان.

    اضافة لهذه التذكرات المدهشة لأبي فقد تمكنت من تذكر القليل من المشاهد المشروخة الأخرى من تلك الساعات من الأحلام المحمومة تزيد من شعوري بأن شيئا هاما حدث. في احدى اللحظات شعرت بقوة أنني استيقظت. فتحت عيني متوقعا أن أرى خطوط غرفة الجلوس المألوفة، وبدلا من ذلك وجدت نفسي في مكان غريب جدا لم يسبق لي رؤيته من قبل بموجات من الزينات المنسدلة من الجدران وسقف شفاف يظهر النجوم. بدا كمعبد أجنبي، حرم مقدس وقصر وخيمة في نفس الوقت. ورأيت في أحد الجوانب شخصا عملاقا يرتدي جلبابا أبيض به علامات سوداء أفقية وهو منهمك في أداء حركات رقص.

    هل كنت أحلم أم مستيقظا؟ هل كان ما أراه حقيقي بدرجة ما ـ مثلما بدا بصورة مقنعة جدا أنه كذلك ـ أم كان الأمر وهما كبيرا. وهل لا زالت روح والدي حية في بعد آخر من الواقع؟ كانت تلك أسئلة ثقيلة لا يمكن الإجابة عليها بسهولة. لكن على الأقل الآن فقد أصبح اهتمامي مركزا على رقعة أضيق. نباتات مثل تابرناثي ايبوغا كانت متاحة لأسلافنا ولابد أنه كان لها نفس التأثير عليهم مثلما علينا. تذكرت الإحساس المخيف جدا الذي اختبرته معظم الليل بوجود جماعات من الموتى متجمهرة حولي، جماعات من الأشباح جماعات من أسلافي. بالطبع كان منطقيا وذو امكانية مثمرة أن التساؤل عما إذا لم تكن التجارب العامة من هذا النوع هي التي بعثت المفاهيم الأولية للجنس البشري لعالم الأرواح. حيث أن الدراسات لم تقدم حتى الأن شرحا كاملا ومقنعا لأصل الأديان فإن هذه مساحة تظل ناضجة في انتظار البحث.

    نحو الصباح وبتسلل الضوء عبر ثغرات الستائر لم أندهش حين مررت بتجربة خروج من الجسد خفيفة. مثل تلك التجارب شائعة بين مقبولي جمعية البويتي تحت تأثير الايبوغا ولم أكن أنا أيضا مستجدا علىالظاهرة. كان آخر مرة حدثت لي عندما كنت في السادسة عشرة حين كدت أموت بسبب صعقة كهرباء هائلة. الآن مثلما حدث يومها فقد بدا كما لو أن وعيي يطفو قرب سقف الغرفة للحظات وينظر للأسفل نحو جسدي. ان مثلما حدث يومها شعرت بالانفصال والفضول، الفضول وبالتأكيد ليس الخوف، وتلذذت بخفة الكينونة وحرية الطيران التي بدا أنني أتمتع بها في تلك الحالة. الآن مثلما حدث يومها فإن تلك الحالة سواء كانت هلوسة أو غير ذلك تضاءلت بسرعة واختفى منظر المكان المشاهد من خارج الجسد بسرعة.

    وبقيت متأملا تأملا فلسفي في شكل رسم كارتون لقطعة سجق كبير معقودة بشدة في أحد طرفيها. ذلك هو نحن، بدا أن الرسم يقول لي ذلك. كانت الرسالة واضحة وتكاد تكون كليشيه ـ أنه من غير المجدي التفكير المستمر في الخصائص المادية والروحية للحياة لأن أجسادنا في النهاية ليست سود جلود سجق محشوة حشوا زائدا.

    الشفاء بالارواح

    لمدة أكثر من 12 ساعة بعد نهاية الرؤى بقيت مريضا بشدة وغير قادر على المشي. لم تعد قواي إلا بعد الليلة التالية وتوقفت الارتجافات العضلية واستعدت شعوري بالتوازن. في الصبح الذي تلى ذلك شعرت أنني أحسن حالا بصورة كاملة وجائعا بشدة ومررت بيوم نشيط طويل دون أي شعور بالتعب.

    الايبوغا هي عقار شاماني. حسب وجهة نظر البويتي فإنها تجلب الشفاء في هذا العالم عن طريق إعادة ربطنا بعالم الأرواح. رؤاي مثلما علمت كانت مقموعة نسبيا وغير مدهشة بالمقارنة برؤى المقبولين في البويتي لكنني أيضا وبطريقتي الخاصة المحدودة قد اختبرت الاتصال بنوع من العالم الآخر عبر تناول هذا النبات المقدس. هل كان ذلك عالما وراء الطبيعة ذلك الذي أخذتني الايبوغين اليه أم مجرد هلوسة جنونية؟ كما ذكرت سابقا لم يكن ذلك شيئا أنا في وضع يمكنني من الحكم عليه، ولم يكن من السهل التفريق بين السبب والنتيجة. لكن ماكان اعجازيا هو التغير الدرامي في مزاجي الذي استفدته بعد تجربة الايبوغين. لعدة أشهر قبلها كنت مكتئبا جدا و سهل التهيج وممتلئا بأفكار سقيمة وقلق متوجس. كان شعوري بالذنب تجاه ما نظرت إليه على أنه تقصيري تجاه أبي وحزني على فقده قد تراكم عليه شعور بأنني عديم القيمة ومعاناة عميقة بحيث لم أعد أرى أي فائدة في القيام بأية مبادرات أخرى في الحياة. أقنعت نفسي أن من الأفضل لي الانسحاب من العالم والتخلي عن البحث وتجنب أي تحدي فكري جديد والذي كنت أظن أنني في كل الأحوال سأفشل فيه.

    لم أتوقع أن تخلق الايبوغين فرقا في الموقف لكنها فعلت. من اللحظة التي صحوت فيها وقد استعدت قواي علمت أنها قد ضغطت على زر مفتاح في داخلي لأنني لم أعد قادرا على رؤية أي شئ في العالم بالطريقة السلبية والعدمية التي كنت أرى بها ألأشياء. من وقت لآخر كانت الأفكار السقيمة تمر عبر عقلي وتحاول أن تحبط مزاجي، سابقا كنت سأظل مركزا على تلك الأفكار دون توقف إلىأن تجعلني تعيسا والأن وجدت ان من السهل علي طردها من عقلي والتحرك للأمام. لم أعد أشعر شعورا سيئا بسبب أبي. لم أكن قرب سرير مرضه وليس في امكاني تغيير ذلك، لكن بطريقة ما لم أعد أتألم بسبب ذلك بنفس القوة السابقة.

    سواء كان هذا الشفاء تم من خلال الاتصال بعالم الأرواح أو أنه كان مجرد تأثير جانبي مفيد ناجم عن هز كيمياء مخي فقد شعرت بالامتنان للايبوغين. بغض النظر عن التفسير أو الآلية التي حدث بها الأمر فقد جعلتني أمر بشئ لا يمكنني نسيانه ـ شئ شبيه بتجربة دينية. لقد أزالت من عقلي خيوط عنكبوت العادات السيئة والمزاجات المتوعكة، وقد أظهرت بطريقة مقنعة جدا قيمة خيط بحث ظل مهملا فيما يخص الحياة الروحية لأسلافنا الأقدمين.
                  

04-05-2008, 01:25 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)
                  

04-05-2008, 04:50 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: Tumadir)

    الأستاذة تماضر شيخ الدين أضاء حضورك البوست وشكرا على هذا اللقاء الإذاعي مع جراهام هانكوك،الذي يوضح أنه تخرج بدرجة الشرف في علم الاجتماع من جامعة ديرهام ثم عمل في مجال الصحافة، وكذلك الرسالة التي حملها للغرب من شامانات قبائل الأمازون الذين تنكمش غابتهم بسبب التغيير المناخي وهي أن الغرب أصبح كائنا مريضا وخطيرا لأنه قد فقد الاتصال بالعالم الروحي وأن عليه أن يعيد ذلك الاتصال ليشفى. وكذلك قوله أن الديانات التقليدية فقدت الاتصال بعوالم ماوراء الطبيعة منذ زمن طويل في حين أن التقنيات الشامانية تعطي الفرصة للكل للتعامل مع ذلك العالم مباشرة لذلك يقاومها كهنة وملالي الديانات التقليدية.
                  

04-06-2008, 03:37 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    في قسم آخر من الكتاب يستعرض المؤلف الأشكال التي حيرت علماء رسومات الكهوف والتي وجدوها في رسومات في مناطق تتباعد آلاف الأميال تمت في أزمان تفصل بين بعضها عشرات الآلاف من السنوات، ولكن ديفيد لويس ويليامس اكتشف وجود نفس الأنماط من الرسومات في فن قبائل البوشمن المنقرضة في جنوب أفريقيا والذي ظلوا يمارسونه حتى انقراض قبيلتهم في القرن التاسع عشر بعد ابادتها من جانب المستوطنين البيض، الكثير من تلك الرسومات التي حيرت علماء رسومات الكهوف يمثل ظواهر وأشكال هندسية مما يراه متعاطي النباتات التي تسبب الهلوسة، وبالاستعانة بثقافة البوشمن وهو اسمهم الأوربي أما اسمهم الأفريقي فهو الـ" سان" تمكن ديفيد من اثبات أن رسومات الكهوف رسمها الشامانات وتمكن من شرح الأشكال الغريبة فيها، وأقتطف هذا الجزء من الكتاب الذي يحكي ملحمة من أروع ملاحم انقاذ التراث البشري:

    المذكرات الخارقة
    كان أول فتح في هذا المجال هو دراسة الأساطير. إن السجلات الأساسية التي تمت في القرن التاسع عشر الخاصة بتراث شعب السان تمت كتابتها في حوالي 100 كراسة مكتوبة بخط اليد مجموع صفحاتها حوالي اثني عشر ألف صفحة. تلك كانت سجلات لقاءات حوار تمت في السبعينات من القرن التاسع عشر في منطقة رأس الرجاء الصالح مع أشخاص من السان ينتمون للجزء الأوسط من مستعمرة رأس الرجاء الصالح البريطانية. تمت اللقاءات بواسطة عالم الأدب واللغة الألماني ويلهلم بليك وأخت زوجته لوسي لويد اللذان كانا باحثين سبقا زمانهما سبقا عظيما، وتوقعا بتأكد شديد فناء ثقافة السان الذي بدا وشيكا حينها. وعملا وسعهما لحفظ خلاصتها لمنفعة الجنس البشري، وذلك عن طريق تدبير أن يتم ابقاء كبار سجناء السان الذين تم القبض عليهم بسبب سرقة الأبقار (السان لم يكونوا يفهمون شيئا اسمه الملكية الخاصة ـ المترجم) أو "جرائم" أخرى ـ في منزلهم لعدة سنوات استغرقتها اللقاءات حتى اكتملت.

    بعد وفاة بليك في سن مبكرة سنة 1875 استمرت لويد في العمل لوحدها لكنها لم يكن لديها الصلات أو الخبرة لكي تجتذب اهتمام الباحثين. ولم يتم نشر شئ إلى أن نشرت مختارات قصيرة سنة 1911 قبل ثلاثة سنوات من وفاة لويد نفسها. بعد ذلك بقيت محتويات المذكرات دون ان يمسها أحد ودون أن يعلم ما فيها حتى الثلاثينات من القرن العشرين عندما قامت جريدة جنوب أفريقية كانت مجهولة في أوربا بنشر مختارات أخرى. وتلى ذلك مدة طويلة من الاهمال وعدم الاستعمال لكن الاهتمام بدأ يتزايد مرة أخرى في نهاية الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي حيث اجتذب ديفيد لويس ويليامس مبعدا اياه من مجهوداته بحثه الذي ركز على الكم والذي لم يكن مجديا ودفع به نحو دراسة المفصلة لأساطير البوشمن لم يكن يعتقد أنها ممكنة قبل ذلك. ووصف اليقظة التي حدثت له في منتصف السبعينات التي نجمت عن التجربة الخارقة المتمثلة في تقليب صفحات المذكرات الخارقة للطبيعة التي جمعها بليك ولويد قبل قرن من ذلك. وقال أن تلك المذكرات أصبحت غير قابلة للاستغناء عنها بالنسبة لعمله عن فن صخور السان وكان لها أثر تحديد مسار أبحاثه اللاحقة.

    المذكرات تعرف اليوم بوثائق بليك ولويد وهي اليوم محفوظة في قبو محمي في مكتبة جاغر بجامعة كيب تاون حيث أتيح لي أن ألقي لمحة عليها سنة 2004. وباستعمال رموز صوتيات معينة اخترعها بليك، فإن صفحاتهما المنظمة المنسقة تعطينا تسجيلات للأقوال بلغة السان تصل إلى أكثر من مليون كلمة لشهادات من أفراد السان. وكل صفحة تقابلها صفحة تتضمن الترجمة الإنجليزية للكلمات التي قيلت بالفعل حينها. رغم ان لغة السان كان يتكلمها عدد قليل يبلغ المئات في نهاية القرن التاسع عشر (وكان بليك يجيدها) فإنها الآن مصنفة رسميا كلغة منقرضة.

    أعتقد أن ديفيد لويس ويليامس كان محقا في استعمال وصف "خارقة للطبيعة" لوصف المذكرات، موحيا بوجود شئ يثير الرهبة بخصوصها ـ شئ يثير العاطفة الروحية أو الدينية. إنها خارقة لأن صفحاتها تسير فيها أشباح ثقافة تم اغتيالها، لأنها رغم كل المعوقات يبدو أنها وبمعجزة حفظت جزءا من خلاصة تلك الثقافة. أما المعجزة الأكبر وهو ما اكتشفه ديفيد لويس ويليامس فإن الأساطير التي تم انقاذها في تلك الاثني عشر ألف صفحة هي مقابل طبيعي لفن الصخور الذي ظل حتى ذلك الحين أخرسا وغامضا تماما، وباستعمالها بصورة صحيحة فإن كل منهما له القدرة على إضاءة الآخر بصورة لم يمكن تخيلها سابقا.

    وثائق بليك لويد لم تكن مصدر المعلومات الاثنوغرافية الوحيد الذي وصل إلينا من القرن التاسع عشر، عندما كان بقايا السان المتناقصين لا يزالون يكافحون للحفاظ على ثقافة العصر الحجري الخاصة بهم وعندما كانت آخر رسومات الصخور في نهاية تراث عمره 27000 سنة لا تزال يتم رسمها. هناك سجلات وروايات أخرى مهمة جدا. في الثلاثينات من القرن التاسع عشر مثلا فإن المبشرين الفرنسيين توماس أربوست وفرانسيس دوماس تركا وصفا عيانيا هاما لطقوس السان. وفي السبعينات من القرن التاسع عشر فإن الإداري الإنجليزي جوزيف ميلارد أوربن سافر لعدة أشهر في جبال الدركنزبرج مع أحد كبار السان واسمه كينغ قام بإجراء حوارات مطولة معه. وكثيرا ما خيم كينغ وأروبن في ملاجئ صخرية مهجورة مزينة بالرسومات، حيث كتب أوربن:" عندما يكون فرحا ومطمئنا كنت أحصل منه على قصص وشروحات للرسومات واراني بعضها حيث قمت بنسخها أثناء سيرنا".

    أيضا في سبعينات القرن الماضي فإن جورج ويليام ستاو وهو فنان موهوب قام بإكمال نسخ لعدد كبير من رسومات السان الصخرية. وقد ابتهج بالنسخ المتقنة التي قامب رسمها وأراها لأفراد من السان قاموا فورا في معظم الحالات بشرح معناها. " أن بحث هذه الرسومات والحصول على معناها من البوشمن بدأ الآن فقط" كتب ذلك بليك حينها "لكنه يعد بنتائج قيمة ويلقي ضوءا على أشياء عديدة ظلت غير مفهومة".

    لكن لسوء الحظ كانت سنة 1875 هي سنة موت بليك ولم يستطع مواصلة تلك الفكرة.

    الشامانية
    بعد مائة سنة من ذلك في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي بدأت دراسة ديفيد لويس ويليامس العميقة لمستندات بليك ولويد اضافة لمواد أوربن ومصادر أخرى عديدة تؤتي ثمارها. رغم استعمال اشارات ملونةوتعابير بلاغية تجعل الموضوع غامضا أحيانا فقد اتضح ان أفراد السان الذين تحدثوا مع بليك ولويد في القرن التاسع عشر كانوا واضحين جدا بخصوص فن الصخور الجميل الغامض الخاص بأسلافهم والذي كان في أيامهم هم لا يزال يتم في حالات نادرة. لقد بينوا أن الرسومات والنقوشات هي من عمل طبقة في مجتمعهم يعرفون بالـ ! جي : تن ومفردها ! جي: كسا. علامات التعجب والعلامات الأخرى استعملها اللغويين لتمثل أصواتا باللسان في لغة السان لا توجد في أي لغة غربية. في كلمة ! جي: كسا المقطع ! جي (أوله صوت فرقعة باللسان) يعني قدرة خارقة والمقطع كسا يعني ممتلئ. أي أن هؤلاء أناس كان السان يعتقدون أنهم ممتلئين بالقوة الخارقة للطبيعة أو يملكون قوة خارقة للطبيعة.

    وتضيف المصادر الاثنوغرافية موضحة أن الارشيف الهائل لفن الصخور الذي رسمه أولئك الذين يملكون قدرة خارقة منذ عهد ما قبل التاريخ عبر مساحات واسعة في جنوب أفريقيا لعب دورا كبيرا في التعبير وتسهيل التفاعل بين هذا العالم و عالم أرواح افتراضي اعتقد السان أن على البشر التعامل معه. السيطرة على الجو خاصة الإتيان بالمطر، التحكم في حركة الحيوانات لمساعدة الصيادين في زمن الندرة، القدرة على مقاتلة الأعداء الروحانيين في المستوى الروحي، القدرة على اكتشاف مكان الأصدقاء الغائبين والأقارب، معرفة الخصائص الصيدلانية للنباتات، والأهم وهو القدرة على شفاء الأمراض الجسدية والروحية للقبيلة، كلها اعتبرت معتمدة حيويا على القدرة على الوصول بصورة متظمة للعالم الروحاني والاتصال بسكانه الخارقين. في مجتمع السان كان الموصوفون بأنهم ممتلئين بالقوة الخارقة للطبيعة مسؤولين عن تنمية الاتصالات الهامة مع العالم الروحاني والمحافظة عليها ومدها. قوتهم الخارقة للطبيعة كانت على هذا الأساس وبصورة اقتصارية هي القدرة على مغادرة المستوى الأرضي والسفر خارج الجسد في عالم الأرواح.

    مثل تلك المسؤوليات والاهتمامات والقدرات المفترضة هي خصائص لكل تلك المنظومات الدينية القديمة والتي عادة وليس دائما مرتبطة بالصيادين جامعي الثمار ويصنفها الباحثون الحاليون تحت تصنيف الشامانية. كلمة شامان نفسها لها أصل محدد جدا حيث هي مشتقة من كلمة من لغة التونغوس المغولية سامان والتي تعني بصفة عامة "الشخص الذي يعرف" (عراف). انها تستعمل بصورة عامة ليس لأن قبيلة التونغوس اتصلت بصورة غامضة بثقافات اخرى بل لأن شامانية التونغوس كانت أول مثال للظاهرة يدرسه الرحالة الغربيون. كلمة سامان التونغوسية دخلت اللغات الغربية عبر تقاريرهم التي كتبت بحماسة واستعملت عقب ذلك في كل أنحاء العالم حيثما وجدت منظومات شبيهة بالشامانية التونغوسية.

    إنه الشامان ـ وهو أحيانا رجل وأحيانا امرأة ـ الذي يقف في قلب هذه المنظومات. الشئ المشترك بين كل الشامانات بغض النظر عن أي ثقافة أتوا منها هو القدرة على الدخول في حالات الوعي المتحول والتحكم فيها. الشامانية إذن ليست مجموعة من الاعتقادات ولا نتيجة دراسة ذات هدف معين. إنها أولا وأساسا مجموعة التقنيات التي يحتاج إليها للوصول لحالة الغيبوبة ومن ثم الوصول لنوع معين من التجارب ـ الهلوسات ـ والتي بدورها تستعمل لتفسير الأحداث و توجيه السلوك.
                  

04-07-2008, 00:12 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    وهذه الواقعةالمثيرة التي حضرها المؤلف بنفسه:

    الفصل التاسع
    ثعابين الدراكنزبيرج

    حتى سنة 1927 التي كانت آخر سنة أصدرت فيها رخصة حكومية لصيد البوشمن كان القانون يبيح للبيض في جنوب أفريقيا أن يقتلوا السان ، وكانت أجزاء أجسامهم يتم تحنيطها و عرضها بتفاخر على أساس أنها تحف من جانب القتلة. كان ذلك هو الوقت الذي كان فيه الراهب برويل الملقب بلقب بابا ما قبل التاريخ والذي كانت أعماله تطغى على دراسات فن الكهوف الأوربية لمدة طويلة من القرن العشرين يقوم بزيارته الأولى لجنوب أفريقيا. لابد أن القارئ يتذكر الآن حالة سيدة براندنبيرج البيضاء المذكورة في الفصل السادس التي أخطأ فيها برويل في تعرفه على رسم صخري كبير متعدد الألوان قام به البوشمن على أساس أنه يمثل امرأة بيضاء لها ملامح متوسطية، أما عن رأيه عن بقية فن البوشمن فقد قال أنه ليس أكثر من " أشكال بشعة لبوشمن قصار القامة"، لكن بعض الرسومات المعينة متعددة الألوان كهذه قد أثارت خياله. لقد اعتبرها اسمى فن ولذلك نسبها إلى مهاجرين افتراضيين فينيقيين أو مينويين.

    مقابل هذه الخلفية من العرقية التلقائية و الإبادة الجماعية المسموح بها من جانب الدولة فمن غير المدهش أن ثقافة السان وبكل المقايسس انقرضت قرب منتصف القرن العشرين، لا يمثلها سوى بقايا ضئيلة من العجائز المفرقين كلاجئين بين الزوسا والزولو والبوندومايس والسوثو وقبائل بانتو افريقية أخرى كانت مستعدة لمنحهم ملجأ. وعندما مات ذلك الجيل الأخير فإن لغة السان والأساطير الشفاهية التي انتقلت بأمانة عبر آلاف السنوات ماتت أيضا، انسدال بطئ للصمت ترك خلفه البانوراما الجليلة للفن الصخري الذي بدا أخرسا.

    لكننا رأينا أن ذلك ال خرس لم يكن كاملا تماما. مستندات بليك ولويد، والاثنوغرافيات في أوائل القرن العشرين قد حفظت شيئا من خلاصة فكر السان الديني والروحي والأسطوري، وأبقت الباب مفتوحا للعالم الآخر المفقود الخاص بالسان الجنوبيين لكل شخص لديه بادرة الاستكشاف.

    السجلات الاثنوغرافية المكتوبة لم تكن مصدر المعلومات الوحيد. إن أحد الملاجئ الهامة الأخرى لثقافة السان والذي بدأ الباحثين في استكشافه هو الامتزاجات التي تمت بين ثقافة السان مع ثقافات قبائل البانتو المجاورة. تلك هي الثقافات التي أعطت آخر البوشمن الباقين على قيد الحياة الحماية. فعلوا ذلك لأنهم هم وأسلافهم عاشوا جنبا إلى جنب مع السان منذ أن بدأت أولى هجرات البانتو تصل لجنوب أفريقيا من الشمال قبل عدة مئات من السنوات. في معظم الحالات كانت العلاقة التي أقاموها مع السكان الأصليين متناغمة، بها قدر كبير من التبادل وفي بعض الحالات التزاوج. حقيقة فإن الوضع صار متقاربا بحيث انه في حال بعض قبائل بانتو مثل الزوسا (قبيلة نلسون مانديلا الذي تميل ملامحه لملامح البوشمن ـ المترجم) والبوندومايس والثيمبو وغيرها (يجمعها اسم نغوني) فإن لغاتهم استوردت صوت فرقعة اللسان الخاص بلغة السان وجعلته جزءا دائما فيها. مثلا سدس لغة الزوسا يحتوي على هذه الأصوات موحية بمدى قوة تراث البوشمن في في هذه الثقافة. أيضا كان تأثير السان قويا وسط السوثو (وهم ليسوا من مجموعة النغوني) والذين قدسوا البوشمن على أساس أنهم السكان الأصليين الحكماء وكانوا يطلبون حضورهم في الأمور الشعائرية. هناك تقارير تفيد بأن معالجي السوثو كانوا يحكون الصبغة من رسومات البوشمن ليضيفوها لأدويتهم لأن الصبغة نفسها كان هناك اعتقاد لديهم أن لها خواص شفائية.

    وبالمثل فحتى اليوم فإن النغوني في الأماكن الريفية البعيدة لا يزالون يتكلمون عن السان المنقرضين وبينهم أناس قليلون تعود اصولهم العرقية للسان. كما أن هناك ايحائات بوجود علاقة تلمذة قوية تضمنت انتقال الوصفات العلاجية والتي يمكن جدا أن تكون مهلوسات بين شامانات السان من جهة وبين تلاميذ من النغوني من جهة اخرى. الأمر هو كما عبر عنه ديفيد لويس ويليامس:
    "وفقا لتراث النغوني فإن شامانات السان كانوا يعطون تلاميذهم من النغوني أدوية معينة تجعلهم يفهمون لغة السان ... بعد دواء اللغة فإن الشامانات يعطون تلاميذهم أدوية أخرى تجعلهم "يرون بوضوح أكثر في أحلامهم". أثناء تجارب الأحلام والغيبوبة فإن الشامان وتلميذه يقومان برحلات طويلة في عالم الأرواح يقومان فيها معا بمشاهدة حيوانات متوحشة... وفقا للنغوني فإن بعض هذا المخلوقات وحوش لا يمكن للبشر العاديين رؤيتها".

    كلا النغوني والسان يستعملان حالات الوعي المتبدل للدخول فيما يعتقدون أنه عالم الأرواح. بين الزوسا فإن هذا العمل الذي كثيرا ما يكون مؤذيا وصعبا (في بعض الأحيان يتضمن التلبس من قبل روح أثناء حالة الغيبوبة) يقوم به اخصائيي شعائر يعرفون بالـ "ايغكيها" وهو لقب مشتق مباشرة من من كلمة لغة السان : ! جي:كسا، التي تعني شامان. وهناك منطقة تطابق أخرى وهي مرة أخرى توحي بأن الكثير القيم من ثقافة السان قد بقي محفوظا بين النغوني هي أن شامانات السان قد انضموا لقبائل النغوني بصفة مستديمة كصانعي مطر تقليديين ـ وهي مهارة كما نعلم يعتقدون أنهم يمارسونها عن طريق دخول غيبوبة والمرور إلى عالم الأرواح والقبض على حيوان مطر واحضاره ليتم تقطيعه أو حلبه في عالمنا هذا فوق المنطقة التي تعاني الجفاف. إن ربط المطر بأنواع معينة من الحيوانات الروحانية هو مفهوم مشترك في كلتا الثقافتين. لكن عند النغوني فإن حيوانات المطر التي يتم تصورها في معظم الأحيان ليست الكائنات الهجينة التي يتصورها البوشمن التي جزء منها جاموس وجزء فرس نهر بل هي في غالب الأحيان ثعابين ضخمة يقال أن مكان معيشتها هو الأنهار. الثعابين الضخمة بدورها هي من خصائص فن السان لصخري خاصة في برية جبال الدراكنزبرج.

    باختصار فإن قرون من العيش معا عنت أن قبائل السكان الأصليين من السان التقطت بعض جوانب ثقافة البانتو كما أنها أثرت على ثقافة مهاجري البانتو بصورة مساوية بقوة. كانت هناك اختلافات مهمة وشامانية السان لم تكن مثلها مثل شامانية السوثو أو النغوني. لكن التشابهات كانت قريبة بحيث مكنت شامانات السان من حضور طقوس القبول الخاصة بالسوثو والنغوني. من المحتمل ان فرز هذا التشابك المعقد بصورة كاملة مستحيل لكن نقاطا مشتركة كثيرة قد ظهرت منه لتجعل الدارسين يشعرون بوجود مبرر لاستخلاص استنتاجات معينة عن العالم الروحي للسان مما هو معروف عن العالم الروحي لشعوب السوثو والنغوني.

    لهذا السبب، خلال رحلتي البحثية لجنوب أفريقيا في أبريل 2004 أنني سعدت بقبول عرض مصور أفلام اثنوغرافية محلي بوكا دو تويت بأن يقدمني لشامانة نغونية قيادية تعيش في منطقة جيفريزبي في جنوب مقاطعة رأس الرجاء الصالح. كانت تعرف باسم ماما ماغابا واتضج انها امرأة هائلة البنية قوية تنحدر من كلا الزوسا والسان. كنت قد تم اخباري بأنها سوف تقوم قريبا بشعائر قبول لمعالجين روحيين اثنين ـ توأمين ـ رجل وامرأة في الأربعينات من عمرهما، وكلاهما فيما يبدو متقدمان في طريق الشامانية. الشعائر كانت ستتم على ضفاف نهر غامتوس قرب مدينة هانكي، وتستمر ثلاثة أيام. سألت عما بإمكاني حضورها وبعد نقاش ووساطة من بوكا وافقت ماما ماغابا على حضوري للشعيرة الأخيرة التي ستتم في الصباح الأخير عند شروق الشمس.

    وبينما كنت أقوم بهذه التدابير لم يكن عندي فكرة أن عالم الأرواح ـ أوربما يتوجب علي أن أقول قوة الاعتقاد بعالم الأرواح ـ سوف تجعل حضورها محسوسا بصورة ملموسة أو بقوة ملموسة في ذلك الفجر البارد قرب النهر.

    المطالبة بالروح

    كنت قد عملت كمراسل صحفي في الحروب الأثيوبية والصومالية في السبعينات والثمانينات. رأيت أناسا يقتلون بواسطة رصاصات المدافع الرشاشة وقنابل المورتار. لكنني لم أر أبدا شخصا تقتله مباشرة قوة الاعتقاد أو شئ غير قابل للمس مثل الـ "أرواح". إذن مالذي حدث ذلك الصباح على ضفة نهر غامتوس عندما شهدت رجلا في الأربعينات من عمره يفقد حياته فجأة بناء على اشارة ممن كان هو بالتأكيد يظن أنها أرواح ـ والذي كان شيئا لم تعدني لمواجهته أيا من تجاربي السابقة.

    عندما وصلنا كانت الشمس حتى ذلك الوقت فوق خط الأفق المحلي لكن كان هناك ضوءا أوليا لؤلؤيا رماديا يطل عبر السماء. وسرنا عبر شجيرات وحشائش قصيرة كثيفة مبتلة بالندى مرورا بكوخ ضخم من الحشائش ونار مفتوحة مشتعلة أمامه. من هناك تابعنا ممرا ضيقا في اتجاه النهر وبدأت اسمع صوت انشاد. واستمررنا في السير وسرعن ما تبين لي كوخ آخر على مسافة وجماعة كبيرة من الناس تقف بجانبه، العديد منهم ملتفون بشالات وبطاطين للاحتماء من البرد المتغلغل والضباب الخفيف الرطب الذي احتضن الأرض.

    عندما اقتربت لاحظت ان الكوخ يطل علىالنهر وأن الناس يراقبون باهتمام شديد نشاطا يجري داخل النهر نفسه حيث وقفت فيه ماما ماغابا بضخامتها الوقورة غائصة إلى خصرها في الماء ذو التيار البطئ الجريان الذي له برودة الثلج وكانت مرتدية جلبابا أبيض مثنى. بجانبها كانت هناك امرأة أصغر حجما وأنحف وذات شعر أشيب يصل الماء إلى صدرها شرعت ماما ماغابا بتغطيسها في الماء بصورة متكررة ربما بلغت اثنتي عشرة مرة بينما استمر المراقبون في انشادهم. ولم يسعني إلا أن أفكر في أن تللك العملية بلاشك صادمة وغير مريحة، أن يتم غمس الإنسان في ماء شبه متجمد بتلك الكيفية، ليس غمسا سريعا بل كانت تمسك بها تحت الماء لمدة قبل أن تجعلها تعود للسطح لتتنفس ومن ثم تقوم بتغطيسها مرة اخرى. رغم أن ذلك كان مدخلا مختلفا عن رقصة الغيبوبة التي يقوم بها السان فإن ذلك كان بالضبط هو نوع الإجهاد البدني الذي له القدرة على الإتيان بحالات الوعي المتبدل.

    عندما خرجت المرأة المقبولة من النهر هرع آخرون للفها ببطانية دافئة سميكة. كانت ترتعش في البداية لكنها سرعان ما كفت عن ذلك. بصورة عامة ومدهشة بدت في حالة جيدة تماما بالنظر للكربة التي مرت بها قبل لحظات، وانضمت بفرح لبقية الجماعة لتشهد الشعائر الخاصة بأخيها.

    قام بخلع ملابسه وبقي بالملابس الداخلية فقط كاشفا عن جسم نحيل ودخل الماء مع ماما ماغابا. كان هناك المزيد من الإنشاد و الغناء وأيدي تصفق بإيقاع. مرة أخرى بدأ التغطيس المتكرر : عشرة مرات ربما عشرين فقد ضاع مني الحساب، ثم خرج الإثنان من الماء وتم لف المقبول مثله مثل شقيقته ببطانية.

    لوهلة بدا أنه في حالة جيدة حيث كان يتكلم بهدوء، لكن تدريجيا بدأ سلوكه يتغير، ارتخت ملامحه بينما سكنت في عينيه نظرة بعيدة غير مركزة. وسرنا جميعا نحو الكوخ الأول الذي مررنا به في طريقنا وفي الطريق بدأت حالة المقبول تسوء أكثر. وعندما اقترب من النار فقدت ساقاه وجسمه فجأة القوة ووقع بصورة ثقيلة على الأرض. ورفعه آخرين وحاولوا مساعدته على الوقوف ولكن بدا كما لو أن جسمه خال من العظام والعضلات. لم يخطر ببالي أنه يحتضر لأنه بالتأكيد كان حيا حينها، لكن عينيه كانتا مفتوحتين باتساع ومتوحشتين وبدا أنه في حالة رعب شديد وكأنه رأى شيئا أخافه. وسقط مرة أخرى وفقد الوعي. وهرع به بوكا نحو المستشفى في صندوق عربته البيك أب ولكن كان الأوان قد فات.

    ربما كان الأمر نوبة قلبية سببها البرد والإجهاد، لكن عندما سألنا ماما ماغابا عما حدث أخبرتنا أن كل الجماعة بما فيها المقبول نفسه كانوا يتوقعون ما حدث، وأنه من الجيد للإنسان أن يعبر لعالم الأرواح أثناء شعيرة كهذه. عندما سألتها لماذا كان موته متوقعا أفادت أنه في الليلة السابقة عندما تجمعوا هم جميعهم في الكوخ على شاطئ النهر فقد زارتهم كائنات خارقة قوية وصفتها هي بأنهم "ساكني النهر" ووصفتهم بانهم طوال جدا وسود البشرة بشعر أشقر وقالت وكأنها تردد معلومة عامة بانهم يعيشون في أعماق الأنهار الكبرى ولكن يمكن لهم الخروج من الماء والتحرك وسط البشر العاديين على الأرض ـ مرات لفعل الخير ومرات لفعل الشر. في الليلةالماضية وبرفقة موكب من الثعابين وحيوانات النهر طفوا من عمق النهر ودخلوا الكوخ والماء يقطر من أجسامهم اللامعة وطالبوا بروح المقبول.

    لغز ساكني النهر

    لاحقا استطعت أن أقوم بالمزيد من البحث عن الأمر. في لغات النغوني فإن إسم ساكني النهر الغامضين هو ابانتوبوملامبو، يتحدث الناس عنهم بصوت هامس بأنهم ذوي طبيعة خيرة وشريرة في نفس الوقت وتصرفاتهم في ذلك لا يمكن التنبوء بها، وهم لا يتخذون شكل بشر غريبي الهيئة فحسب بل يتخذون أيضا هيئة الثعابين. ربما بسبب هذا التحول الحيواني الغامض فهم دائما يتم ريطهم عن قرب بثعابين مائية ضخمة تعرف باسم ايتشانتي يقال أنها تعيش معهم في عالم آخر تحت الماء لجأ إليها عدد من الباحثين لتفسيرالثعابين في فن صخور السان في جبال الدراكنبيرج. ومما يجدر ملاحظته بالنسبة للفكرة الشامانية القديمة قدم التاريخ أن هؤلاء الايتشانتي الغامضون هم سادة القدرة على الظهور بصور مختلفة ولديهم القدرة على التحول من شكل لآخر بسرعة مذهلة:" يمكن للإيتشانتي الظهور بصورة أي شئ من ثعبان إلى عنزة وتحويل أنفسهم من صورة جنزير معدني إلى صورة ريشة أو خلية نحل".

    وفي مقابلة تمت كتابتها في عشرينات القر نالماضي تكلم معالجي الزوسا عن الطريقة التي ينظرون بها لهذه التحولات العشوائية ظاهريا:

    " لقد شبهوا الإنساق السريعة التبدل التي يرونها في الكاليدوسكوب بالإيتشانتي. ربما بسبب هذه التحولات السريعة قيل أن للايتشانتي القدرة على تنويم الناس تنويما مغناطيسيا".

    سنة 1931 كان عالم الإجتماع جي اتش سوغا أول من لاحظ أن الروايات عن الإيتشانتي ـ الذين سماهم بأرواح الماء تبدو كهلوسات. حقا وبالاستفادة مما نعرفه اليوم يمكننا أن نفصل أكثر عن ذلك. إن وصف كبار الزوسا لأشكال هندسية تتبدل بسرعة وتندمج مع أشكال ايقونية تذكرنا بالعملية الهلوسية التي تقف في قلب النموذج النفسي العصبي لفن رسومات الصخور. إن تقارير علم الانثروبولجي تضيف وزنا لهذا الشك بوجود أصل هلوسي للإيتشانتي ولساكني النهر (الذين هم ثعابين في بعض الأحيان) والذين يربطون بهم دائما:

    "أثناء فترة قبولهم يقوم العرافون من العديد من جماعات النغوني بالسفر في الأحلام وحالات الغيبوبة لعوالم تحت الماء في الأنهار حيث يقابلون ثعبان مائي ضخم الايكسانتي (ايتشانتي) والذي تحيط به ثعابين يتم ربطها مباشرة بأرواح الأجداد. أيضا بعض الكائنات الأخرى المنتمية للأسلاف : أبانتوبومالامبو يتم الإلتقاء بها أيضا في ذلك العالم..".

    نقطة أخيرة في المتاهة لاحظها عالم أنثروبولوجي وهي أن شامانات النغوني هم أنفسهم لهم ارتباط بالثعابين: "يعتقد الناس أنهم قادرون على التحكم في الثعابين وفي بعض الحالات تحويل أنفسهم إلى ثعابين".
                  

04-08-2008, 04:50 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النباتات التي يسبب تعاطيها الهلوسة أصل الدين والفن والحضارة (Re: محمد عثمان الحاج)

    يبدو أن رأيا عاما بدأ يتكون يعتبر أن رؤى الأنبياء الدينية هي حالات هلوسة علما بأن هانكوك يؤكد أن تلك الرؤئ لا تمثل أشياء غير حقيقية بل هي حقيقية ولكن موجودة في مستوى آخر من الواقع، وأن هناك اثنين في المائة من البشر لديهم القدرة على الوصول لحالة الهلوسة طبيعيا لأن كيمياء دماغهم تسمح لهم بذلك وقبل أيام طالعت استفتاء قام به أحد مواقع الانترنت لقرائه فاجاب ستون بالمائة منهم أنهم يعتقدون بأن سيدنا موسى وقومه كانوا في حالة هلوسة عندما رأوا التجليات الإلهية في سيناء.

    هنا (ص 517) يتكلم المؤلف عن رؤيا النبي حزقيال المذكورة في التوراة ضمن السفر المسمى باسمه:

    هل كان حزقيال يتعاطى الأياهواسكا؟

    هناك الكثير من الأدلة عى الآثار الشامانية والممارسات الشامانية النشطة والتجارب التي لاشك في أنها شامانية المطوية في الديانة المسيحية الحديثة، لكن ليس المقصود هنا القيام بمسح شامل لهذه التأثيرات القديمة على أي دين واحد. هدفي بدلا من ذلك هو أن أنقل للقارئ الحقيقة الأكبر التي اقترحتها سابقا وهي أننا اذا قمنا بحك الطبقة الخارجية لأي دين بعمق كافي فإننا عاجلا أم آجلا سنجد الشامانية و عوالم ماوراء الطبيعة المتميزة والكائنات التي يراها الشامانات في كل مكان في رؤاهم.

    قبل المسيحية كانت هناك اليهودية وقبل العهد الجديد كان هناك العهد القديم. في هذه المنابع القديمة أيضا فإن الإشارات الشامانية والكائنات الخارقة والأطباق الطائرة الرؤيوية كثيرة.

    لقد سبق وأن رأينا في الفصل الرابع عشر المقارنة المباشرة التي تمت سنة 1958 من جانب عالم النفس كارل جوستاف يونغ بين ما يسمى "عجلات حزقيال" والأطباق الطائرة الحديثة. إن وصف العهد القديم (سفر حزقيال 1 4ـ19) يشمل اعصارا ونارا اضافة لمخلوقات غريبة راكبة على عجلات ضخمة قامت "برفعهم من الأرض". في سنة 2003 قام بني شانون بروفيسور علم النفس في الجامعة العبرية في القدس بلفت النظر لهذه الآيات نفسها في سفر حزقيال ولكن من خلال وجهة نظر مختلفة ولكنها ليست مناقضة. في رأيه أنها تصف هلوسات شبيهة جدا بما يتم رؤيته تحت تأثير الأياهواسكا. لابد أن القارئ يتذكر من الفصل السابق أن شانون نفسه تناول الأياهواسكا أكثر من 130 مرة وهو مؤهل جدا في هذا المجال حيث أنه إضافة لذلك قام بالتحدث مع مئات من متعاطي الأياهواسكا الآخرين و تسجيل إفاداتهم. وهكذا فهو يقول:

    " إن حزقيال يفتتح نصه برؤيته للسماوات تنفتح. إن العديد من رؤى الأياهواسكا القوية تضم نفس هذا النسق. مثل حزقيال الذي يقول " انفتحت السماوات ورأيت رؤى لله" (سفر حزقيال I 1 ) فإن شاربي خلاصة مغلي نبات الأياهواسكا يذكرون أن السماوات تنفتح وأن رؤى سماوية وإلهية تتكشف لهم."

    ( سبحان الله : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ{14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ{15} سورة الحجر ـ المترجم)

    يتحجج شانون بأن أوصاف النور والنار في رؤيا حزقيال توازي رؤى الأياهواسكا واضافة لذلك:
    " المواد التي تكثر في رؤى الأياهواسكا هي الذهب والنحااس الأصفر والخشب المذهب والبللورات (خاصة قصور من البللورات) والأحجار الكريمة والأقمشة الناعمة. في رؤى حزقيال لا يتم ذكر الذهب والأقمشة وبخلاف ذلك فإن جميع المواد التي تشترك فيها رؤى الأياهواسكا موجودة في رؤيا حزقيال. إضافة لذلك فإن جميع المواد التي رآها حزقيال تنتمي لمجموعة المواد التي تشيع رؤيتها في رؤى الأياهواسكا".

    العجلات الضخمة الدوارة، والأعين التي لا أجساد معها هي إحدى خصائص ما يصفه حزقيال وما هو موجود في رؤى الأياهواسكا إضافة للكائنات التي نصفها بشري ونصفها حيواني:

    " المخلوقات التي يصفها حزقيال (باعتبارها ملائكة ـ المترجم) لها أربعة أوجه: وجه انسان، وجه ثور ووجه نسر. اضافة لذلك فبينما هذه الكائنات لها "شبه الإنسان" فقد كانت لها أجنحة و ولها أقدام عجل. التشيمرا (بالمعنى الممتد للكلمة) أو الكائنات الهجينة أي التي هي نصف بشرية ونصف حيوانية هي شائعة جدا في رؤى الأياهواسكا. مثل تلك المخلوقات الموجودة في ما قمت بجمعه من أوصاف في هذا الخصوص تتضمن هجين بين البشر من جهة وبين السمك و القطط والثعابين والطيور والكلاب. أيضا من حين لأخر هناك كائنات في حياتنا العادية ليست لها أجنحة لكن في الرؤى لها أجنحة مثل خيول مجنحة وأفيال مجنحة. أيضا في سجلاتي عدد من المرات التي بها رؤى لمخلوقات لها عدة أوجه. عامة تتم ملاقاة هذه الكائنات في مشاهد سماوية يشعر فيها شاربي شراب الأياهواسكا أن هناك أسرارا كبرى يجري كشفها لهم".

    اختصار للحكاية فإن شانون يأتي بافتراض أولي أن أصول الدين العبري متجذرة في تجارب كهذا النوع (رؤيا موسى للشجيرة المشتعلة هي مثال رئيسي آخر) نتجت عن ـ مثلما يتم اليوم في الأمازون ـ تعاطي النباتات ذات التأثير النفسي. وهو يوضح أن تناول خلطات من شجرة الأكاسيا (الهشاب أو القرض ـ المترجم) ( ميموسا تورتيليس وميموسا رادينا ) مع نبات الحرمل ( بيغانوم هارمالا) (المعروف باسم سيريان ريو ) تنتج عنها تأثيرات كيميائية حيوية شبيهة بتلك الناتجة عن النباتات الأمازونية التي يصنع منها شراب الأياهواسكا".

    حيث أن شجرة الهشاب والحرمل تنمو بكثافة في العديد من المناطق الجافة في الشرق الأوسط بما فيها "ارض اسـ رائيل وجزيرة سيناء وبلاد ما بين النهرين فإن شانون يتحجج بأن التجارب الهلوسية الناجمة من استخدام هذه النباتات لا يمكن استبعادها وأنها على العكس من ذلك تبين خصائص العديد من الرؤى المذكورة في العهد القديم".
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de