القاهرة : القبلات لاتنتظر الفتاوي ...

Quote: جمهورية السودان رئاسة مجمع الفقه الإسلامي الأخ الكريم/ حيدر علي التوم حفظه الله وتولاه باحسان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع: استفتاؤكم عن حكم استخدام العازل الذكري بالإشارة الى الاستفتاء المقدم بشأن الموضوع أعلاه نفيد بأن دائرة الفتوى العامة بالمجمع قد درست هذا الموضوع وأجابت بالآتي: نص الفتوي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وبعد.. فان كان المقصود من السؤال حكم استعمال العازل حال المعاشرة بين الزوجين, فان المقرر في قواعد الشريعة أنه يجوز للزوجين ان يستمتع كل منهما بصاحبه على أي وجه, إلا ما نهت عنه الشريعة من الجماع في الدبر أو الجماع في الفرج حال الحيض, لأن الغرض الأساسي من عقد النكاح هو حصول العفاف لكل من الزوجين بقضاء الوطر واستفراغ الشهوة. واستخدام هذه الوسيلة المسماة بالعازل الذكري من قبل الزوج لمنع الحيوانات المنوية من الوصول الى الرحم, طلباً لتأخير الولادة أو لغير ذلك من المقاصد المباحة لا حرج فيه- شرعاً وهو شبيه بالعزل الذي كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلونه, قال جابر بن عبد الله (كنا نعزل والقرآن ينزل) متفق عليه, قال سفيان: لو كان شيئاً ينهى عنه لنهانا عنه القرآن, وقد اشار بعض أهل العلم السابقين الى شئ من ذلك ففي فتاوى محمد عليش المالكي –رحمه الله- قال: وما وضع شئ كخرقة حال الجماع تمنع وصول الماء للرحم فألحقه عبد الباقي بالعزل في الجواز بشرطه أ هـ أي بشرط العزل, وهو رضا الزوجة, علماً بأن استخدام هذا العازل لا يؤثر في شئ من أحكام الايلاج قد حصل, ثم ان العازل المعروف لا يمنع لذة ولا احساساً فلا فرق بينه وبين الاتصال بدونه والشرع لا يفرق بين المتماثلات بل يعطيها حكماً واحداً. وأما اذا كان الغرض من السؤال ما تدعوا له بعض الجهات من ترويج هذه العوازل لتوزيعها على الشباب والفتيات, وان تكون كلاً مباحاً لكل من أراد فان الحكم على هذا التصرف يستدعي النظر في مآلاته وما سيؤدي اليه, لأن علماءنا رحمهم الله قد قرروا أن الأمور بمقاصدها, وأن المباح قد يمنع سدّاً للذريعة, وبناءً عليه حرّموا بيع السلاح في الفتنة, وبيع العنب لمن يعصرها خمراً, وبيع المصحف لمن يهينه, ومنعوا من تعليم فن المناظرة لمن يستغله في إضلال الناس, وهكذا, ومن هنا نقول ان إباحة هذا العازل الذكري وجعله في متناول الناس يؤدي الى جملة من المفاسد: أولها: تجرئة أهل الفساد على إتيان الفواحش وهم – لزعمهم- في مأمن من العقوبة القدرية, المتمثلة في تلك الأسقام والأوجاع, حتى انهم ليسمّون تلك الوسيلة ونظائرها بالجنس الآمن. ثانيها: تجرئة الإناث على الفاحشة, حيث تكون الأنثي –غالباً- في مأمن من الحمل وعواقبه, وعليه فانها لا ترد يد لامس, بل تستجيب لمن طلبها, عياذاً بالله. ثالثها: ذهاب الحياء, وزوال هيبة الفاحشة من الناس, حين يرون هذه العوازل معروضة للناظرين مبذولة للطالبين هذا وقد قضت قواعد الشريعة بمنع الأسباب المؤدية الى الفاحشة فقال الله تعالي: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وقال سبحانه: (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولما كان شيوع توزيع هذه العوازل يعارض تلك الغاية الشرعية النبيلة, بما تحمله من تحفيز على ممارسة الفاحشة, فان الحكم بمنعها وحظرها – إلا في نطاق الحياة الزوجية- هو الأليق بأسلوب الشريعة في تحقيق المصلحة ودرء المفسدة. والله تعالى أعلم أ. د/ أحمد خالد بابكر الأمين العام