|
الى منصور على عندما امطرت السماء سياطا..
|
كتبت هذه القصة في عام 1984 عندما ظهرت ماساة الجفاف التصحر في دارفور حيث ضرب حول جوع الشعب سياج يمنع ان يصل الى الخرطوم..
اعدت كتابتها قبل اشهر بصياغة جديدة..
هذه القصة مهدية الى الاجيال التي ولدت في السبعينات..ومهدية الى طالبي وصديقي منصور على مع التحية..
عندما امطرت السماء سياطا سالت جدتي عن تلك المقابر المضيئة ليلا
حكت لي جدتي انه في عهد النميري المفدى الذي اغتصب الحكم بليل. ومعه جماعة من الكفرة يطلقون عليهم اسم "الشعوعين" يقال يا بنتي ان الفرد منهم يتزوج اخته ولا يعرفون الله. عاثوا في البلد الفساد وظلموا العباد وقتلوهم تقتيلا فضجت الناس من الظلم والجور حدثت الفتنة بينهم فقتلوا بعضهم البعض. وبقى الرئيس وتدهورت احوال البلاد وصارت الفتن تقوم وتنوم في الخرطوم وكثر الظلم ليحمي الرئيس نفسه وحكمه جند خلقا كثيرة ليضبطوا الامن وياتونه باخبار الناس.. كانوا ينقلون له كل شئ الا جوع الشعب وفقره. وذات يوم ارسلوا اشارة سريعة بان هناك جحافل من الجنود تروم الخرطوم اولها على تخوم ام درمان واخرها في كردفان.. اعطت الاشارة الى الجيش الذي حرك كل الياته وكل القوات النظامية.وعندما وقف مراقب الحملة في مكان عالي يراقب الوضع وجد في الصفوف الامامية اطفال ونساء وكبار سن.... فضحك في سره قال انهم يخدعوننا يرسلون هؤلاء البؤساء اولا ثم يحدث الهجوم فاتصل بجهاز الامن واستمع بكل انتباه الى التقرير وقال ان شاء الله.. سنقطع اثرهم ولا نامت اعين الجبناء امر قوات الاحتياطي المركزي ان يضربوهم بالسياط لاخافتهم وارجاعهم ..ما ان ظهرت كوامر الاحتياطي حتى تراكض هؤلاء البؤساء تجاهها ظنا انها ستساعدهم وكل يريد ان تكون له الاولوية في المساعدة..فأنتشر الجنود وصاروا يعملون فيهم العصي والسياط وسط دهشتهم صاروا يتساقطون بعد ان امرهم القائد بالتوقف كان على الارض اكثر من 200 قتيل.. من الاطفال و النساء والكبار فدفنوهم هناك لا من سمع لا من دري.. بعد ان فرغوا من الدفن لاحظوا امرا عجبا ان هناك ضوء ينبعث من كل قبر .. فنادوا مدير الامن فقال لهم يجب الا يعلم احد بهذه المقابر ابدا خاصة الرئيس. فغطوها بالزفت والحجارة فزادت ضوء كلما هالوا مزيدا من التراب والحجارة ازداد الضوء بريقا فخشي ان يعرف الناس بها فأخبروا المحافظ الذي اخرج قرارا بمنع المواطنين من التجول في تلك المنطقة واحضرت اسلاك شائكة وكتب عليها منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب او التصوير.. الى ان اتت فترة الديمقراطية وكشف الامر وعرف ان هؤلاء القتلى فقط هاجروا يطلبون الخرطوم عندما ضربت اماكنهم بالجفاف فجف الزرع والضرع..وعندما لم يات احد لانقاذهم حضورا بنفسهم بغية الكلا والمرعى.وماتوا سمبلة .. ولم يسمع الرئيس بهم لانه فقط كان مهتم بان يسمع عن من يهدد حكمه..
|
|
|
|
|
|