دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد
|
مليون ميل (جرح) مني لسالم حميد !!
دعني أتعلّم الاختصار فى الكتابة يا صديقي ، ألم يكن اختصار الحياة ذاتها مسعفا لصديقك الذى مضي قبل أن ينهي رشف فنجانه الأخير ... متغربا ، متشردا يحكي أوجاعه لموانيء أدمنها البحارة التائهون فى كل المنافي الجبرية ؟! ليل العاشر من أبريل ، تحفزّت لامسية أعانق فيها "نورا " . عدت أدراجي مخنوقا . نورا ، كانت فى أوّج حزنها وقهرها . كان محزونا "هو" بالدم العراقي . قال لى وسرادقات العزاء تطل من عينيه ، أخشي أن نكون كمحمد سعيد الصحاف ، نلوّن فضاء لا وجود له ، ونحلم بحلم مستحيل . قال أن الخرطوم ما عادت تستوعبهم بعد "الانتفاضة" . لذا ، فهو عائد الى "نوري" . صوته ، وهو يجرحنا بـ"آه يا غبش" ، كان محروقا فى الهواء . لم يكن قادرا على تلوين حلمه هذه المرّة . ماذا يا صديقي !! عدت الى مقعدي كى أتابع قراءاته . لم أقدر . كانت عباراته تطن فى رأسي . لماذا أراه مشنوقا هنا ، ومصلوبا هناك . لم يكن مشوشا بالطبع . ادرك انه كان يعني ما قال . لكنها _ يا صديقي _ كلمات تذبحنا من الوريد الى الوريد ومن نمولي الى حلفا _ . هل _ بعد كل هذا الأنين _ خنّا حميد ؟ هل خنّاه حقا وخنّا كل عصافيرنا الملوّنة التى تدمن النيل ، وأرسلناها بعيدا بعيدا ؟ "الاحـــــــلام الكـــــبيرة" وحدها هى التى جعلته هكذا ، محقونا ب"السودان" الى هذا الحد المميت . هى وحدها ، التى جعلته مرتابا فى هذا الزمن الكالح المرير . أيّة أمة هذه التى تسجن كل مبدعيها "خارج أسوار الوطن " وتعتقلهم ما وراء الحدود . أيّة أمة تحشر أصبعها الى العظم فى جراحهم المتخثرة ، وتجبرهم على حمل "مليون ميل جرح" على ظهورهم العارية فى كل المدن التى تجيد وضعهم قيد " الحبس الانفرادي للقلب" . ما أفظع هذا يا صديقي ... ادرك ان الحنين يجتاحك من الحد الى الحد الى ليل "نوري" وصباحاتها المشرقة . وأفهم أنك مهدود الحيل شوقا الى وطن ترسمه كـ"نجمة صبح" ، وتلوّنه بضفائر الأطفال وأمنياتهم . هل تصرخ _ كالملدوغ_ :أين ذلك الوطن ؟ قلت : "أنّكم تحصنون الاجيال ضد الانهيار ، وترسمون الافق بوطن معافي " ، قال : أخشي أن نكون قد بعنا الوهم . عد يا صديقي الى حضنه علّك تنعم ببعض الراحة حتى فى "سجونه" . عد ، فالقماري كلها فى انتظارك . عد لتغني ، هذا هو قدرك المفجع : أن تغني حد الموت . بالله عليكم _ أصرخ من أعماقي _ أعيدوا لهذا الكائن الاستثنائي وطنه الجميل . بالله عليكم ، استحلفكم بكل عزيز ، ارسموا لهذا المخلوق الضوئي وطنه الذى يعرفه ، وامنحوه قدرة أن يحلم من جديد . أستحلفكم ، لا تسرقوا فوانيسه وضوءه ، لا تقتلوا قصائده ، لا تسرقوا سماءه ونجومه ، لا تعبثوا بشرايينه . هذا الـــ"حميد" الغائر فى دمائنا ، المتغلغل فى أيقوناتنا المجيدة ، الحائم فى كرري براياته ، الراسم بريشته هدايا لبعانخي ، المسجّي الى جانب عبدالفضيل ، النائح علينا جميعا ، انه ضمير أمة تتجاهله . هل فى ذلك غرابة تري؟ لست قادرا على الكتابة ... هل من احد منكم يقدر على تكملة ما بدأته ؟ حقيقة لست قادرا على "اقتراف " الكتابة ، فليكمل أحدكم هذا النزف
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: خالد عويس)
|
العزيز خالد تحياتي
ثم هانتذا الان تفتح جرحنا المقيم مرة اخري بالاداة ذاتها : الحنين. واظنني الي حد ما قادر علي فهم ذلك الوجع الذي استباك حتي عجزت عن الكتابة. لكن ذلك لا يكفي , ستظل تلك الهواجس والاسئلة تنخر في عظام اقلامنا واوتار حبالنا الصوتية حين تصبح الحناجر هي منبع الدمع لا المقل . سيظل ذلك يحدث لنا كلما انطبع ختم جديد علي اوراق جوازات سفرنا مخفيا ملامح صقر الجديان الباهتة اصلا ! اتساءل : الي اي حد كان الذاهبون منا مخطئون , وهل هم حقا مخطئون ؟ حسنا , نحن الباقون هنا , بانتظار ماذا , وهل اننا اخترنا البقاء ام هي الاقدار لم تسمح , ام اننا , وهو الغالب عندي ,بتنا اجبن حتي من ان نجرب . لقد تاكلت احلامنا وتناثرت اناشيدنا التي امنا بها في طوابير الصباح , فلا نحن نحن ولا الوطن هو الوطن . بعد كل هذا , اتاسف لك يا خالد , لا استطيع ان اقترف فعل اكمال ما ابتدأت انت بالكتابةعنه : عن الحميد. منذ اليوم الاول لي في هذا المنتدي وانا اتحاشي الحميد , ذلك انه الاكثر قدرة علي فضحنا والاكثر قدرة علي فتح مجري النزيف , هل تأملت ذلك؟
زي نسِيمة معدِّي شِيمة لا أُش لا كُش
ذلك لا يفعله الا الحميد , من استطاع فهم احساس النسمة تجاه الشيمة قادر دون شك علي نكء جراحنا , ثم وهل تاملت ذلك؟
إحـنا اللي فاقدين أيِّ شِي في الدنيا مالكين كلِّ شي
اجل , دنيا لا يملكها من يملكها , اغني اهليها سادتها الفقراء , او كما قال الفيتوري ... حسنا تأمل الان كيف ينادي ويسمي هذا الرجل الحميد بلاده , تامل ذلك الان ودعني انسحب :
يا مُنهِك إشراق الغناوي
يا مُهلِك أشواق الحكاوي
- ملحوظة : كل الابيات اعلاه هي من قصيدة واحدة فقط : الرجعه للبيت القديم -
ولك ودي.
وليد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: الوليد محمد الامين)
|
ولهذا السبب _ وليد _ لأنه حميد بالذات ، كان وجعي اكبر من أن يوصف لا عزاء لى فى هذا اشعر أن من واجبي (تأبين) حميد وهو حيّ وما أصعب أن (تؤبن) حيا ..حيييييا جدا كحميد هو أقدرنا على التشبث بهذا الكائن الذى اضر بوجدانه/نا /كم هو أقدرنا على فضحنا ، وتعريتنا من ورقة التوت التى تبقت هذا لو تبقت بالفعل هو أصدقنا _ وهذا ما يوجع بالفعل يا وليد _ كنت اسميه دائما : المواطن السوداني الأول يشق عليك ان تري الوطني الاول فى بلادك مشروقا بالدمع الى هذا الحد وموجوعا الى هذا الحد صدقني ، شعرت به بالامس مترملا _ بالوطن _ ومثكولا به ، ومذهولا ومسكونا لا اعرف لماذا يتطابق وجع حميد مع وجع الوطن الى هذه الدرجة دعني القي بنبوءة ما حب هذا الوطن سيقتل حميد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: خالد عويس)
|
حسنا , هانتذا يا خالد تنجح فيما كنت اخافه علي الدوام : لقد فتقت جرح الحنين .
دعني اقص عليك شيئا يشابه ما نتحادث عنه : ذات مساء من زمان لا اذكره , ولكنه ليس بالبعيد علي كل حال , ذهبت الي الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم بمنزله . فعلت ذلك دون سابق معرفة بيننا . كان يكفيني انه محمد المكي . وكان الشاعر الكبير وقتها يعاني وعكة صحية خفيفة . رحب بي محمد المكي كما اشتهيت لا كما استحق . تحادثنا يومها عن أشياء كثيرة , من ذلك أذكر ديوان محمود درويش أحد عشر كوكبا الذي كان جديدا حينها . الشاهد في تلك القصة انني تالمت كثيرا لذلك الاحساس بالاسي الذي لمحته في عيون محمد المكي , ذلك جيل العطاء يا خالد , جيل سنبدع الدنيا وفق ما نهوي , وشيء في قلبي كالاكلان . ما حدث بعد ذلك كان اكثر ايلاما : لقد هاجر محمد المكي الي اميركا . باع او اجر بيته ذا النخلة الطويلة ونبتة الجهنمية الحمراء المسقية بماء النيلين .... وذهب. الي حيث لا احد سيساله عن قطار الغرب او عن الخلاسية , وسمعت فيما بعد انه اختصر حلمه بصياغة الدنيا الجديدة باصدار مجلة اسمها السودان الجديد ان لم تخني الذاكرة . ترك السودان بمجمله وتنازل عن ما رصدته الحكومة له من السكر المدعوم وقتها ... وذهب ! اود كنت ان اوصيك بتحاشي النظر في عيون الشعراء , لا سيما عند الهزيمة , لكني اراك اقترفت تلك المسألة . اه من تلك النهايات : الشاعر الذي قال يوما : ليس من وطن اخر ليس من زمن اخر وعلي المرء ان يتحامل يحيا , يشيخ ويدفن يعطي مفاصله للنخيل ويمنح عينيه عبر العشوبة للنوق والثاغية ......
هذا الشاعر الان في بلاد لا تعرف النخيل ولا مكان فيها للنياق.
:واخيرا: قال الحميد
يا بلدي يا فردة جناحي التاني وكت الناس تطير لي عالما ....
لك ودي وليرحمنا الله من هذا الوجع .
وليد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: الوليد محمد الامين)
|
غربة حميدعن الوطن حدث غير اعتيادي خاصة انها كانت في السعودية هذا الانسان الشفاف الذي كانت تصعب له العيشة خارج نوري فمابالك بخارج الوطن .انسان رهيف شفاف مثل حميد وجوده في سجن الوطن افضل له الغربة التي تعذبه ليل نهار ولقد قرأت حوار سبق اناجريتة معه انت يا اخ خالد عويس وحسيت بمرارة ما يعانيه .لايمكن ان ننعي حميد فحميد اقوي منا جميعاً رغم الجراحات التي يحملها نيابة عن المتسكعين في قهاوي النضال الزائفة حميد يحمل آلام وآمال أمة .رغم الحزن والاسي الظاهر في كلماته لكنه متأكد من الخلاص وهو يراه بعين الشاعر التي لاتكذبففي جميع قصائدة نجد ان فجر الخلاص سيتم وهو حدد لنا ادوات الوصول للخلاص في اغلب قصائده ليعني العشم لم ينقطع عنده بالرغم من المآسي التي نصبح عليها كل يوم وآخرها جرح بغداد التي اعتقد انها ستكون كقرية الجابرية في قصيدة حميد التي قاتل اهلها كل الوان الظلم والعسف حتي الاطفال وكلاب الحي شاركوا في فضح الحكام الجدد اخوتي الاعزاء لا اسي علي حميد فلازالت نورة تحلم والضو يفضح وست الدار تناضل والسرة بت عوض الكريم ترسي القيم والمباديء وروح عم عبد الرحيم تطارد القتلة ولسة في ايد بتحمل مسطرين وايد بتحمل بندقية. حتماً يابلد كما قال حميد
سيرجع الطير المهاجر ويملأ بالفجاج ربوعك وستفرح نوري بعودة فارسها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: ابو يسرا)
|
الاخ خالد عويس حميم الودوالتقدير صرخ حميد صرخة شعرية متميزة و هو في طفولته الشعرية ، صرخ في وجه السادة الذين ولدوا وفي اسنانهم ملاعق من ذهب الجزلين تسقي الجنريتر نحن نموت شان زيك يلقي لا لا الموت باطل والحياة حق هكذا ، حميد شاعر بحجم الحياة ، ويقول الروائي البرازيلي جورج امادوا منحازا الي حيوية وحياة القصيدة ، يقول ـ ان الشعراء لا يموتون لاتشفق يا صديقي علي حميد من حب الوطن و اؤكد لك بما هو اقيم من نبوءة ان حب حميد للوطن سيخلد الوطن ويخلد حميد ونوره تحلم بي عوالم زي رؤي الاطفال حوالم لا درادر لا عساكر لا مظاليم لا مظالم ان شهوة اصلاح العالم هي الطاقة الشعرية التي يمتلكها شاعر مثل حميد ، يراهن عليهاو علي ان اجمل القصائد هي تلك التي لم تكتب بعد وحلم العالم ناس تسالم والبني ادم صافي النية هل تري احتاج ان اعلن ان حميد شاعر كوني ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: sheba)
|
وليد .................؟ ابويسرا نعم احسست بمرارة لدي حميد عندما حاورته ، ويقيني ان هذه المرارة متولدة عن معطيات كثيرة جعلته "قابلا للالتهاب" يحيي فضل الله أخيرا جئت ؟؟ أنت الآخر يقتلك برد كندا وصقيعها وتحت حنينا موجعا لطرقات كادوقلي ودروب الخرطوم ، تعرف ، مشكلة حميد انه الشخص الخطأ فى المكان الخطأ كل المنافي قد يتمكن المرء من التأقلم معها الا هذا المنفي الفريد ما بالك حين يكون المنفيّ هو حميد والمنفي هو "هنا" ، ادعو الله أن يجنب المبدعين السودانيين هكذا منفي هنا الحياة "شحيحة" ، والرغبة فى الحياة "شحيحة" ، كل الاشياء تكتسي سوداوية وألما ، لا شيء سوي صحاري ممتدة ورائحة النفط تزكم الأنوف أتعجب ،، هل يمكن أن يكتب حميد قصيدة "هنا" ، ؟ هل يستطيع حميد أن يحتفظ بذاكرة نقية فى هذا المكان المتقشف الذى ينزع عنك "الالفة" و"الحنين" ويقذف بك الى طرقات الليل الباردة ومآوي العنكبوت وليد اعود اليك مرة أخري يا صديقي "........."؟ شيبة نحن فى الانتظار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: خالد عويس)
|
لقاء اجراه الاخ خالد عويس مع المبدع حميد لجريدة الزمان اللندنية ************************************************************* السودانى محمد حسن سالم حمّيد ل " الزمان" : الخرطوم ليست مؤهلة للثقافة العربية 2005م !!! لا زلت معتقلا ومقهورا كالفلسطينى تماما الرياض _ خالد عويس محمد الحسن سالم حمّيد شاعر سودانى يرفض ان يغمض عينيه على حلم ميت ، يغتسل فى بيوت طينية منهكة لكنها مشرعة النوافذ ، ويستمد عافية قصيدته من مقاربات عامية تلاقح الفصحى فى انجاز يؤرخ لامكانات الشعر السودانى فى افساح مجال جديد للذاكرة الجمالية والثورية ، يشكل رمزا من رموز الحداثة فى الشعر السودانى ، ويحفّز خيوله على المجىء فى اكثر الليالى حلكة ، يضىء سراج الشعر ويوقد جمراته فى الذهن لفض بكارة الفعل السالب : _الزمان / الحضور الطاغي للإنسان البسيط المهمش في قصيدتك هل مرده لشعور دفين بالإقصاء عندك ام تضامن مع آلام المسحوقين ؟ * بلدة نوري في شمال السودان قامت عليها في الماضي اقدم الحضارات ولازالت أهراماتها تشهد على ذلك وهي ارض الإله حسب التعبير النوبي القديم ، ولا شك ان صهيل خيول بعانخي وصليل سيوف ترهاقا تحوَّم حول أهليها حتى هذا اليوم ، من هنالك انطلقت كل الحضارات التاريخية حسب اعتقادي فنحن الاعرق لكنهم ينسبون كل مجد لغيرنا !!؟ إذن أنا احاول ان ارد الى وطني ما سرقه العالم منه، وإلى اهلي ما سلبتهم إياه كل الحكومات الغير وطنية ، فلا يعقل ألا يكون بطول الاقليم الشمالي مشروع تنموي واحد يوطد بقاء ذلك الانسان على ارضه لينتج حضاراته من جديد ، ومانحن فيه في الشمال ينطبق على الكثير من بقاع السودان ، فقط نحن نغني ويحمل غيرنا السلاح ... إذن كيف تجدني ؟. مسحوقاً بحق وحقيقة ... أم متضامناً !!؟ _ الزمان/ أحدثت ثورة شعرية اجتاحت الوجدان الوطني والعاطفي في توحيد جميل للأنثى الحبيبة / الوطن هل اكتملت بناءات مشروعك الشعري ؟ _* لست انا الذي احدثت تلك الثورة فهذا امر قديم ، وانما تجدني احد المساهمين فيها بدرجة او باخرى وبناء القصيدة عندي لازال في طريق الافق .. ومشروعي الشعري هو مشروع مشترك مع العديد من المبدعين ينتظره الكثير .." والله يكذب الشينة ". _ الزمان/علاقتك بالفنان السوداني الراحل مصطفى سيد احمد كيف تصفها ؟ _* مصطفي سيد احمد عليه رحمة الله فوق انه صديق حميم فهو فنان صاحب منهج ورؤية إنسانية متفردة ، وعلاقتي به ستظل مستمرة فقد فتح قدامي طريقاً متعباً نحو الناس الوطن . _الزمان/ الأنثى عندك ( نورا) اتخذت معنى وطنيا غالبا هل كانت حلم الوطن وغده المرتقب ؟ _*كما ذكرت في البدء انا من بقعة تاريخية متجددة اسمها نوري تتبع لمدينة تاريخية اسمها مروي وهي في شمال السودان وكلمة نور في اللغة النوبية تعني إله ومنها جاءت كلمة نورا فأي أنثى تريد ؟.. _ الزمان/هل تجد تشابها بين تجربتك وتجربة مظفر النواب الحادة خاصة في قصائدك التي تضمنت نقدا سياسيا مباشرا ؟ _* الامر هنا متروك للمتلقي لكن لابأس ان اقول لك انني لست بذيئاً كما قالها مظفر النواب ذات شعر ، فقط ما تسميه نقداً سياسياً تراه السلطات الامنية خيانة للوطن وجريمة تستحق السجن والتعذيب وحتى محاولات التصفية الجسدية .. لكني اراه مقاومة للباطل القبيح ودعوة للحق والجمال .".ولا شنو" .. _الزمان/ اغتيال خوجلى عثمان ، اتهام الطيب صالح بالسفه ، وفاة مصطفى منفيا ، كيف تصف حال الإبداع في العهد الإنقاذي ؟ _*بالله عليك لاتزج بنظام الانقاذ في كل شيء .. متى كان حال المبدع في بلادنا على ما يرام ، فكل الانظمة السياسية التي تعاقبت على بلادنا لم تحترم مبدعاً واحداً ولم تقدم شيئاً يذكر لخدمة الابداع والمبدعين السودانيين ، بل اكاد اجزم ان معظم ساستنا لا يفهمون عنه سوى انه "شغل عبيد" فاَذا كان نظام الانقاذ هذا حاله في مواجهة الابداع حفاظاًعلى سلطته من الزوال فما بال الذين يطرحون انفسهم بديلاً لذالك النظام يتأنقذون هكذا .. عموماً لي تجربة مريرة مع النظام القادم لا داعي لاثارتها هنا .. _الزمان/ بناء على تصنيفات فكرية غير مبررة حيال الإبداع نعتك البعض بالانتماء لليسار السوداني ونحوت أنت إلى تفريغ الاتهام من محتواه بعدم فهمهم لليسارية نفسها ، كيف تصف موقفك الفكري على ضوء معطيات المشهد السياسي في سودان اليوم ؟ _*المبدع في نظري كالطائر الجميل الوديع المغرد في فضاء حر ، وهو بحكم تكوين جناحيه لا يستطيع ان ينتمي الإ لكل ما هو خير وجميل .. الا ان البعض يشتهي فيه لحمه الذي لايسد جوعاً بدلاً عن نغمه والذي هو مشبع لكل النفوس والارواح . ثانياً :- حكاية يسار ويمين ووسط الخ هي حكاية من حكايات الداعين إلى نزع المبدع من قضيته الاساسية وأضفاء تصنيفات سياسية عليه من شأنها ان تصرف عنه بعض المتلقين ، استخدمها الساسة من قديم الزمان لجعل المبدع دائماً تحت عصا الطاعة ، وقريباً جداً من المعتقل ، المبدع شأنه شأن كل الناس من حقه ان يمارس حقه الديمقراطي كما يمشي في الاسواق ولكن ليس من حقه ان يخون ابداعه لخاطر زيد أو عبيد من السياسيين ، والا خسر نفسه .. ما يخصني هنا هو انني اكتب قصيدتي هكذا كادحة الى عالم مسالم .. ووطن "ماهل وهيط" يسع كل الناس ولاشأن لي بموقعها من الخريطة السياسية ..( بعدين يااخي حكاية اليسار هي سبة ولا شنو .. اللهم يسر ولا تعسر) . _الزمان/ وجع المعتقلات وآلام القهر لم تدعك تعكر صفو القصائد بالهواجس بقد رما أضافت جماليات إنسانية ؟ _*المعتقلات وآلام القهر تأخذ اشكالاً متعددة ، فلازلت معتقلاً ومقهوراً كالفلسطيني تماماً ، وسأظل كذلك ما دامت ارضي محتلة وشعبي مكبلاً ، واهلي يقتلون بالبعوض والذباب وحمى الحروب ، وليس أمامي سوى الغناء الاخضر لغد كوني مشرق رغم زمهرير وضباب الفجيعة . _ الزمان/ما هي طقوس ولادة القصائد عند حمّيد ؟ _*والله يا ا خي اقول لك شيئاً قد يبدو غريباً ومحيراً ، وهو انني منذ مسخني العشق لكتابة القصيدة وحتى اليوم ، ما ان ادخل "حوش" القصيدة حتى تجدني هكذا ابكي واكتب واكتب وابكي إلى ان ينتهي النص فارفع وجهي وأكاد اصيح الحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني ولا زلت حائراً في امر هذا البكاء الملازم للكتابة ولا اجد له سبباً مقنعاً ، ربما لفقدي عدد من الاهل والاقارب والاصدقاء وجل الوطن والاشياء الجميلة في حياتي ، ربما لهذا علاقة بذلك ، المهم انني ابكي واكتب لاكتب وابكي والحمد لله . _الزمان/ إلى أي مدى تؤمن بقيم الإنسانية التي سكبتها في شعرك في ظل عالم تكنولوجي تنحدر أخلاقه يوما بعد الآخر ؟ _*إلى يوم يبعثون ... ثم ما علاقة التكنلوجيا بانحدار الاخلاق .. التكنلوجيا لا تفعل ذلك الذي يفعله الانظمة الفاسدة ومن دار في فلكها من القتلة لاحلام الناس الفقراء ... وليتنا نمتلك التكنلوجيا فهي خير معين لتحرير الانسان لوطنه ونفسه من هذا الهوان المفروض عليه فرضاً ..وهي السبيل إلى النماء والرخاء في كل الدنيا .. وما يهمني من امر التكنلوجيا هي انها توصل غنائي وتربطني بناسي رغم كل الجدر . _الزمان/ الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 م ، أهي مؤهلة لاحتضانها ؟ _*الله يحينا ونشوف .. اما حالياً فـ لا _الزمان/ جدل الزنوجة والعروبة والسودانوية كيف تنظر إليه ؟ _* "فى زول بس" _الزمان/ لماذا يظل الصوت السوداني الدافئ المغسول بالجمال غائبا عن المشهد الثقافي العربي ؟ _*المشكلة ان المشهد الثقافي العربي بمعناه الصحيح هو ايضاً في حالة غياب فما ان ترى مشهداً ثقافياً عربياً إلا وخلفه استقطاباً سياسياً ما وهذا امر محزن حقاً ، فالعرب يقيمون فضائياتهم ، ويصدرون صحفهم ، ويقيمون حفلاتهم الغنائية ولياليهم الشعرية الناجحة ، ويدلون بتصريحاتهم الدسمة ، دائماً خارج الاراضي العربية . وهذا واحد من اسباب غياب الصوت السوداني عن هذا المشهد الغائب ... كما ان هنالك عدة اسباب يضيق المجال عن ذكرها ، ومن اهمها ان المبدع السوداني نفسه يساهم مساهمة ضارة في هذا الخفوت .. _الزمان/ هل استفدت من تجارب سودانية سابقة خاصة أن التجربة ثرة في مجالات العامية المتنوعة والدوبيت والفصحى ؟ _* هذا امر بدهى فالتجارب السودانية كما ذكرت ناضجة تماما فى هذا المجال .
_ الزمان/ الغربة مكّنت بعض مبدعي السودان من تعميق مفاهيمهم الحياتية ومنحتهم حزنا نبيلا ، لكن بالنسبة لك يراها البعض عاملا سلبيا ؟ _* والله بصراحة السبب الرئيسي لخروجي من السودان هو ان اظل على قيد الحياة حتى اغني ، وكنت بسذاجة احسب ان الخارج سيمكن قصيدتي من الدخول إلى الوطن والوصول للناس وبصورة فاعلة .. خاصة اولئك الذين كنت اعتقد فيهم !! ولكن للآسف لم أجد إلا قصيدتي .. وأنا فخور بمؤازرتي لنفسي مع بعض الأصدقاء .. وقد اقتنع الجميع ان ليس ثمة جهة تسند ظهر قصيدتي إلا تماسكها .
_ "الزمان" المناخات العربية الآن تشهد موجة من التهجم على الإبداع ، كيف يتعايش المبدع مع نذر عاصفة تقتلع إبداعه تحت غطاءات مختلفة ؟ _*تجدني بحكم ظرفي الخاصة وانشغالى بتوثيق وتسويق تجربتي الشعرية ورصد ريعها لمشروع خيري في البلد . تجدني لذلك ولاسباب أخر بعيدا عن هذه " المناخات " لذلك لا أستطيع ان أفتيك في هذا الموضوع حاليا _ الزمان /البعض يصف تجربة عاطف خيري بالغموض والنزعة الفلسفية التي تبعده عن المتلقي ، كيف تراها ؟ _*تربطني بعاطف خيري أربطة شتى إضافة إلى إننا من منطقة جغرافية وبيئة واحدة . وبحكم متابعتي ومعايشتي لتجربته الشعرية أستطيع ان أقول انه يقف على أرضية ثابتة من الشعر .. وانه قد استطاع ان يفض الكثير من مغاليق اللغة ويفتح العديد من الأبواب أمام حق الذين سبقوه فى هذا المجال فلا تستعجلوا على تجربة هذا الفتى القادم بقوة ودعوه يفسح خيال قصائده كيفما شاء وأنا أراهن عليها وان اخسر الرهان فله ولرفاقه التحية . _الزمان/ لمن تكتب ؟ _*اكتب لنفسي أولا ومنها يأتي الناس .. ثم متى أحسست ان العامية تكبلني لتركت الشعر إلى الذعر . _ الزمان/الحلم الإنساني بالسلام والحرية والعدل ، هل يكون حبيس مخيّلات الشعراء على الدوام ام انهم يسعون لترسيخ نسقه في مجتمعاتهم والى أي مدى تشعر بوصول فكرتك إلى الناس ؟ _*كل الرسالات السماوية جاءت لتأكيد هذه المفاهيم النبيلة السامية والرسول "ص " اتهمه قومه بالشعر كما ان كل الصالحين من البشر نادوا بها ومات من اجلها الكثيرون إضافة إلى أن كل الثورات وحتى الانقلابات العسكرية الظالمة تأتى على سرج هذه المفاهيم التي ينجذب الناس إليها لأنها شيء متأصل ومتعمق في النفس الإنسانية .. فبالله عليكم لا تحرموا الشعراء حتى من هذا الحنين والكدح إلى ذلك العالم الذي يعشقه كل الفقراء وهو رحب لكل الناس . فقط كيف السبيل اليه كيف ؟ هذه ليست مسؤولية الشاعر ولا القصيدة وان كان قضية لكل الشعراء الفاتحين قلوبهم للحياة الكريمة العامرة بقيم الخير والجمال ، واعتقد إننا سنصل يوما إلى ذلك الابد ،،،،، "ونحن مامستعجلين الا ماب نرجى الزمن" ===========================================================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: خالد عويس)
|
خالد عويس
وكل الرائعين
ترددت كثيراً قبل ولوج ساحتك ..فانا دائماً ما اتابع كتاباتك والرائح يحي فضل الله ..امارس دهشتى فيكم ثم اغلق بابكم دون الدخول لتلك العوالم التى احس حيالها بقصر القامة ولكنى ادلف اليكم اليوم بعد طول ترددمدفوعاً بحب ذلك العملاق .. الذى اختزل جميع ملامح الوطن وحميميته فى شعره وشخصه .. فكان حقاً حميد الانسان الوطن فلتجعلوا هذا المنبر ساحة تكريم ودعم معنوى لهذا العملاق ..الذى كان من الاولى تكريمه بدلاً من اهداءه لمنافى لا تعرف له قدراً لهفى عليه واملى ان يعود وكل المبدعين عند انبلاج الفجر الذى لابد اتى وساظل احمل هواجس نبؤتك فيه الى ان يحين فجر الخلاص استميحكم عذراً مرة اخرى كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: artiga)
|
تراث كم يخشي حميد _ ونخشي معه _ ان يصنع الامريكيون حريتنا هو الذى ثار ضدهم ذات شعر وضد جهاز مخابراتهم ( هل كانت نبوءة متقدمة لما يمكن ان يحدث فعلا ) ارتيقا ،، لا يا عزيزي ، فكل القامات هنا سواء ، وكم اري فى المنتدى من مبدعين تحت اسماء حركية هم احق بالافصاح والتفرد فوق سماوات الابداع السودانى ، فهلم حميد ، حالة خاصة تختزل جرحنا ، وتختصر مشاوير احلامنا لتغمسها فى خبزه البسيط الحنون الله كم يشجيك بصوته العميق المشحون بالبكاء وطعم السواقي فى الشمال الله كم يحمل صوته فى تضاعيف الشعر اصوات بلادي كم تري الاطفال فى عينيه فى يوم عيدهم ، وتري مغارس النخل واتكاء الفلاحين ساعة الراحة على حواف ( اب ستة) ، كم تشم فيه رائحة البرسيم ، ونكهة القهوة التى تصنعها امهاتنا ان مكان حميد ليس هنا فى هذا المنفى القاحل ان مكانه هناك ، يعلّم الاجيال معني الانتماء والتضحية ، ويدرسهم كيف يكون المرء حرا وافعاله حرة يعلمهم الا ينحنوا ابدا ويلقنهم الجمال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مليون ميل "جرح" منى لسالم حمـيد (Re: خالد عويس)
|
الرائع خالد عويس
اسعد الله مساك بكل خير
كما عهدتك دوما رائع لا تأتي الا بالروائع ولا يمكن أن يحس بحميد وجرحه الا من كان مثلك فلك التحية وانت تتحسس جراح استاذنا المبدع حميد ، ولقد كنت هناك يوم الخميس الماضي وشاهدت حميد بعيني وفكرت ساعتها. شاعرا بهذه القامة بهذا الابداع بكل هذه الاحاسيس تجاه بلده ووطنه شاعر جعل حياته الوطن وجعل الوطن امه وابيه فحمل همه منذ وعى الحياة وظل يحمله رغم ما يعانيه من رهق ورغم جور الزمان والدنيا، شاعر بهذه الصفات وانسان بكل هذه الروعة كيف يفرق بينه وبين حبه الاول وطنه هل نحن لا نستحق ان يكون بيننا شاعر بحجم حميـــــــد ؟؟؟ اخبرني اخي خالد هل نحن حقا نستحق ان يكون منا هذا الشاعر ؟ هل ترى لو كان هذا الشاعر من اي جنسية اخرى هل كان سيعاني مثل هذه المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لقد رأيته هناك بحفل تكريم فنان الشمال صديق وكان مهموما وكان حزينا وكان وكان وكان اخي والله حزنت له وحزنت عليه وحزنت على وطن يقتل محبيه بهذه الطريقة والتي تضاهي في بشاعتها ما فعله الامريكان في العراق
اخي لقد آن لهذه الانسان الشاعر أن يستجم من هجير ظل يعاني منه لفترة طالت فكيف السبيل لنحمله الى ظل يستجم في حماه
شرووم
| |
|
|
|
|
|
|
|