عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2003, 02:51 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي



    لما رأيته من فائدة للحوار واغناء له ، نقلت هذا المقال للدكتور عمر القراي من سودانايل برجاء ان يثير حورارت ثرة تفيد وتغذي ديمقراطيتنا القادمة وتحقن أدب الاختلاف والسجالات بمرئيات مهمة وسأعود لاحقا للتعقيب والتعليق





    حول منشور السيد الصادق المهدي الأخير



    (الإمام) (المنتخب) !! والكرسي (المرتقب) !!

    د. عمر القراي
    [email protected]

    (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً)
    صدق الله العظيم

    أرسل السيد الصادق المهدي منشوراً عاماً ، الى عموم أهل السودان ، ظهر في سودانايل يوم 7/6/2003 ، في أعقاب إعتراض بعض ممثلي حكومة الجبهة على (إعلان القاهرة) الذي وقعه د. جون قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني والسيد الصادق المهدي في الشهر الماضي ..
    ومنشور السيد الصادق ، وان إحتوى على نقد للحكومة وحزبها ، الا انه استهدف أمرين اساسيين ، أولاً : تأكيد ان(إعلان القاهرة) لم يأت بشئ جديد وانما هو نفس (التعاهد الوطني) الذي طرحه السيد الصادق في ديسمبر 2002 !! وهذا يعني ، فيما يعني ان الصادق قد كان أسبق من قرنق والميرغني ، الى فكرة العاصمة القومية ، التي تتساوي فيها جميع الاديان ، وتحكم بقوانين تحقق هذه المساواة ، ولهذا يجب ان يحسب الشعب هذا المكسب له دون الزعماء الآخرين !! وثانياً : إنه قام باصلاحات في حزب الأمة ، وتحديث في كيان الأنصار .. وانه في هذا الإطار ، يقدم فهماً للإسلام يختلف من فهم الجبهة الإسلامية التي وصفها بالتشدد ، وان فهمه المعتدل هذا هو الذي سيجنب البلاد خطر التمزق والتدخل الأجنبي !! وحتى يؤكد زعامته الدينية والسياسية ختم منشوره بانه رئيس حزب الأمة المنتخب والإمام المنتخب !! فمن أقدر من هذا (الإمام) العالم بالدين ، والسياسي المدرك لواقع السودان ومستقبله واولى منه بكرسي الرئاسة (المرتقب) ؟!
    على ان الشعب السوداني الذي خاطبه السيد الصادق المهدي ، لا تجوز عليه مثل هذه الخطب ، كما جازت على السذج من أتباع الصادق الذين إنزعجوا حين قمنا بنقده من قبل ، فانبروا للدفاع عنه بحماس ينقصه الوعي بالقضايا التي تناولها النقد !! حتى ان أحدهم ، وقد أعيته الحجة ، جنح الى التهديد فذكر ان لديهم أسلوب آخر غير الحوار اذا لم أكف عن نقد السيد الصادق المهدي !! ان من يعرفني يعرف انني لا أهدد وان مثل هذه "الشنشنة" لا تؤثر فيّ ..ولكنني كنت أتوقع من بعض العقلاء من اتباع السيد الصادق ان يشجبوا هذا الاتجاه الأرهابي المتخلف، ليؤكدوا على الأقل ، ان اطروحات السيد الصادق عن الديمقراطية وعن (التسامح والتعايش بين الملل والمذاهب والاجتهادات)[1] ليست عبارات مستهلكة بغرض التضليل المنظم !!

    لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!
    يقول السيد الصادق المهدي (لقد عقدنا مع الانقاذ " نداء الوطن " عام 1999 ... وحقاً وصدقاً صفينا وجودنا [2]الخارجي ، ووضعنا السلاح ، ونبذنا العنف ، ودخلنا مع النظام في تفاوض جاد لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة . لم يبادلنا النظام حقاً بحق ، ولا صدقاً بصدق ، بل عاملنا بالمناورة ، والمراوغة ..[3]) !! والذي لم يرد السيد الصادق ان يذكره هنا ، هو انه لم يجئ للنظام الا بعد ان لحق بالتجمع ، ووقع معه مواثيق ، ثم لما لم يعط رئاسة التجمع كما كان يتوقع ، خرج منه وكتب خطاباً مفتوحاً ضد د. قرنق نشره في الاعلام قبل ان يصل قرنق نفسه في نفس الشهر الذي عاد فيه ليعقد مع حكومة الجبهة هذا التفاوض ، وكأن نقده لقرنق قد كان عربون صداقته الجديدة لحكومة الجبهة والتي لم يكن آنذاك يتوقع لها الفشل !!
    على ان تصريح السيد الصادق المهدي ، بان حكومة الجبهة خدعته ، انما يشهد بغفلته ، وقلة حنكته السياسية.. فهو قد اتفق مع الجبهة من قبل عام 1988 ورفض بسبب ذلك اتفاقية السلام ، فاذا بالجبهة تغدر به ، وتنقلب عليه ثم تعتقله وتسئ معاملته كما صرح أكثر من مرة !! فلماذا يعود ليتفق معها مرة أخرى ؟! ولماذ وضع سلاحه وسرح محاربيه ، الذين تركوا وطنهم وتجندوا ليحاربوا حكومة الجبهة معه دون ان يحدث اي تغيير في حكومة الجبهة؟
    وهل حقاً كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (المطالب الوطنية المشروعة) كما ذكر؟! ان المطلب الوطني المشروع هو ان تصفي حكومة الجبهة وجودها لأنه غير شرعي .. فهل فاوضها السيد الصادق على ذلك؟! لقد كان تفاوض السيد الصادق مع حكومة الجبهة حول (الكرسي) الذي لوحّت له به ، حتى اذا سال لعابه ، وظن انه نائله ، صرفته عنه ، بعد ان افلحت في احداث شرخ في حزب الأمة !!
    وبدلاً من يفخر السيد الصادق بان الجبهة لم تتفق معه ، وانه لم يدخل في حكومتها ، اذا به يتحسر ان فاته ذلك المغنم ، الذي حازه السيد مبارك الفاضل !! أسمعه يقول (وفي عملية هي من أفدح ما عرف تاريخ السودان الحديث اعتبر الوكيل المندوب هو الأصيل المتجذر وابرم معه اتفاقاً انخرط بموجبه في النظام واعتبر أهل النظام هذا الانخراط الجزئي انخراطاً لحزب الأمة ، والغوا بموجبه كل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته وثقله الجماهيري ...)[4] !!
    واذا كان نظام الجبهة كما وصفه السيد الصادق (المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيران لشعارات فارغة ربطت الاسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب) [5] فلماذا تفاوض معه ، ثم لماذا يعتبر عدم اتفاق الجبهة معه واتفاقها مع مبارك الغاء لكل مجاهدات حزب الأمة وتضحياته واجتهاداته؟! واذا كانت الجبهة كما وصفها ألم يكن يتوقع الا تتفق معه ما دام يعتقد ان حزبه مجتهد ومضحي من اجل السودان ؟!
    ثم لماذا يعتبر السيد مبارك الفاضل بعد كل هذه السنين التي قضاها في حزب الأمة ليس سوى (الوكيل المندوب) بينما يعتبر السيد الصادق نفسه (الأصيل المتجذر)؟! فاذا كان السيد مبارك الفاضل المهدي لا يعتبر أصيلاً ولا متجذراً في حزب الأمة ، فكم هي فرصة العضو الذي لا ينتسب الى بيت المهدي في هذا الحزب الطائفي العجيب؟! واذا كان السيد الصادق أصل الشجرة وآباؤه جذورها ، فان ابناءه من بعده فروعها ، ولهذا فقد أعطاهم المراكز القيادية في هيكلة الحزب الجديدة ، فأصبحت عائلة السيد الصادق تحكم حزب الأمة مثلما يحكم آل سعود السعودية !! ولعل مثل هذا الوضع - الذي اعتبره السيد الصادق اصلاحات في حزبه - هو الذي دفع بالسيد مبارك الفاضل الى البحث عن تحقيق مطامعه لدى الجبهة !!
    لقد إختار السيد الصادق المهدي بمحاولته الوصول الى اتفاق مع الجبهة في عام 1999 ان يصل الى حل منفرد ، وان يسير مع الجبهة في طريقها الآحادي ، وهو يظن ان بقية الأحزاب والتنظيمات ستتبعه كما حدث حين صالح نميري في عام 1977 !! ولكن المجموعات الأخرى كانت أبعد نظراً ، وأكثر دراية بالجبهة وحيلها، فوقفت في مواقعها ، ورفعت نفس شعاراتها ، فما كان من السيد الصادق وقد نبذته الجبهة ، وقربت السيد مبارك الفاضل الا ان هرع مرة أخرى الى التجمع ليوقع مع زعمائه (إعلان القاهرة) !! ثم هو لا ينسى ان يهاجم الجبهة بعد إختلف معها ، مثلما هاجم التجمع عشية أن إختلف معه ورجع الى الجبهة !!

    بين(التعاهد الوطني) و(إعلان القاهرة)
    يقول السيد الصادق (فكرنا منذ ديسمبر 2002 في مشروع التعاهد الوطني الذي تطرق لكل النقاط المختلف عليها وأحصاها عددا وأقترح لها حلاً وسطاً. بخصوص العاصمة جاء في مشروع التعاهد النص الآتي : عاصمة البلاد هي الخرطوم بحدود إدارية معلومة يتفق عليها وتمثل العاصمة الإدارية القومية وتخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي . ولاية الخرطوم الحالية تختار لها رئاسة ولائية أخرى. الخرطوم الولاية لها نفس حقوق الولايات الأخرى وتستثني الخرطوم العاصمة القومية .)[6] .. فحسب هذا النص الغامض ، فإن العاصمة تخضع للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ، أما ولاية الخرطوم فانها لها نفس حقوق الولايات الأخرى !! أفلا تخضع الولايات الأخرى أيضاً للقوانين المستمدة من الدستور الاتحادي ؟ ثم ما هي القوانين المستمدة من الدستور الاتحادي؟! هل هناك ما يمنع ان تكون تلك القوانين اسلامية؟! لكن السيد الصادق بعد ان أورد هذا الحديث الذي يقبل كافة الاحتمالات ، قال (وفي مايو 2003 صدر إعلان القاهرة بين الزعماء السودانيين الثلاثة . جاء في هذا الإعلان بخصوص العاصمة النص الآتي : "ولذا فإن الزعماء يرون بأن الاتفاق على قومية العاصمة التي تساوي بين كافة الأديان والمعتقدات لهو ضرورة لازمة للحفاظ على وحدة بلادنا على اسس جديدة ." هذا نص عام يفصله ما ورد بشأنه في وثيقة التعاهد الوطني) !! فهو يريدنا ان نعتبر ما قاله في وثيقة التعاهد تفصيلاً لما جاء مجملاً في إعلان القاهرة الذي وقعه معه د. قرنق والسيد محمد عثمان الميرغني !! وهو انما يرمي بذلك لهدفين : أولهما ان يؤكد سبقه للزعيمين الآخرين ، وانه قد طرح هذه الفكرة الصائبة قبلهما ، وهي مزايدة يرمي بها الى كسب سياسي .. وأما الهدف الثاني ، فهو ايجاد خط رجعة للتنازل من إعلان القاهرة ، اذا افلحت حملة الجبهة في تأليب الناس ضده !! فهو يريد ان يقول انه حينما وقع على إعلان القاهرة ، لم يكن يعني بقومية العاصمة ان تحكم بغير (شرع الله) !! وانما كان يقصد ان تحكم بقوانين مستمدة من الدستور الاتحادي ، الذي لا يقوم على قوانين الجبهة ، وإن قام على قوانين إسلامية على نهج الصحوة المزعومة التي يدعيها !!

    لماذا لا يضع السيد الصادق عباراته واضحة ، كأن يقول مثلاً ، ان العاصمة يجب الا تطبق فيها القوانين الاسلامية ولا قوانين أي دين لأنها تمثل الشعب بمختلف معتقداته ؟! ألأن ذلك سيسهل مهمة خصومه في نقد (إمامته) لجموع الانصار الذين يقوم إعتقادهم على أحقية الشريعة وتطبيقها في كل زمان ومكان؟! أم لأن السيد الصادق المهدي يؤمن بتطبيق قوانين الشريعة مثله مثل أي انصاري رغم دعاوى "الحداثة" و " السندكالية" و "الصحوة" و غيرها ؟! وهو حين قال ما قال ، وسعى للقاء مع الزعماء الآخرين ، انما إستجاب لضغوط المثقفين في حزبه ، هؤلاء الذين وقفوا معه حين إنقسم حزبه ولحق قادته بحكومة الجبهة ، ولولاهم لكان مصير السيد الصادق هو نفس مصير السيد مبارك الفاضل !! ومع ذلك فان وضع هؤلاء المثقفين يدعو للرثاء ، لأنهم في حيرة دائمة مع تذبذب السيد الصادق حسب رؤيته (للكرسي) الذي يحلم به الى جانب هؤلاء مرة والى جانب أؤلئك مرة!!
    وبالرغم من ان إعلان القاهرة خطوة ايجابية ، وهو سيفضح نوايا حكومة الجبهة في التهرب من السلام ، الا ان شعبنا يجب ان يتطلع لما هو افضل من إعلان القاهرة .. لقد جرّب الشعب القوانين الاسلامية على عهد نميري ، فلم ينل منها غير السيف والسوط ، حتى ثار عليها وقدم الشهداء ، ثمناً للخلاص منها.. ثم جربها على عهد حكومة الجبهة الحاضرة ، فصعدت الحرب وهددت وحدة البلاد .. ألاتكفي هذه التجارب لفصل الدين عن الدولة وفتح الفرصة للمنابر الحرة وتسخير الإعلام لها ليتحاور اصحاب الأفكار عن ماهية الاسلام نفسه ، وانسب نظم الحكم لشعبنا؟!
    إن الخديعة التي جوزتها حكومة الجبهة على الاحزاب الشمالية ، و أوشكت ان تجوزها على الحركة الشعبية لتحرير السودان ، هي ان حكم المسلمين بقوانين الشريعة ، وحكم غير المسلمين بقوانينهم صورة ديمقراطية تحفظ للمسلمين ولغير المسلمين حقوقهم !! والتضليل في هذا القول انما يجئ من حقيقة ان قوانين الشريعة الاسلامية، يتأثر بها كل الناس ، فحتى لو لم توقع عقوباتها على غير المسلمين ، فانها تحرمهم من المساواة مع المسلمين بسبب انهم غير مسلمين!! فلا يجوز لغير المسلم ان يرشح نفسه لرئاسة الدولة في ظل هذه القوانين ، ولا ان يتولى القضاء ، أو قيادة الجيش ، أو أي منصب عام رفيع ، ذلك ان المبدأ العام هو قوله تعالى " إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين" ، ويمكن الرجوع لكتب المفسرين للاطلاع على تقاصيل الاذلال الذي يقع بالضرورة على غير المسلمين من جراء تطبيق قوانين الشريعة !!
    فالقضية ليست العاصمة فقط ، وانما كل مكان ، ولو كان فيه فرد واحد غير مسلم ، فان هذا الفرد سيكون مهضوم الحقوق بسبب القوانين الاسلامية القائمة على الشريعة .. ثم انها في داخل المجتمع المسلم لا تساوي بين الرجال والنساء .. وهذا يطعن في ديمقراطية هذه القوانين ، وهو سبب كاف لرفضها ، على ان السبب الأهم في تقديري هو انها أيضاً غير دينية لأنها لا تقوم على أصول القرآن ، وهذا أمر كررناه كثيراً ويمكن الرجوع فيه لكتب الاستاذ محمود محمد طه ..

    ضعف الفهم الديني
    يقول السيد الصادق المهدي (وفي مكة كان التوجيه " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " "سورة النساء77 " وفي المدينة كان القتال دفاعياً " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ولدى قيام الدولة الاسلامية العظمى في دمشق وفي بغداد صار القتال هجومياً) !! إن قيمة هذه العبارة المليئة بالاغلاط ، هي انها اشارت الى وجود فرق في المستوى بين القرآن المكي والقرآن المدني ، وأكدت ان القرآن المكي قرآن تسامح وسلام والقرآن المدني قرآن قتال .. وينتج من هذا ان القرآن المكي قرآن أصول والقرآن المدني قرآن فروع !! وأن القرآن المدني حسن ، والقرآن المكي أحسن .. ولقد قال تعالى " واتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون" فقرر بذلك ضرورة اتباع القرآن المكي .. ولكن القرآن المكي في جملته منسوخ بالقرآن المدني ، ولهذا وجب بعثه ، ومن ثم نسخ القرآن الناسخ ، وهذا هو تطوير التشريع الاسلامي !!
    ومع ان السيد الصادق ، لم يمدد هذا الفهم الى نهاياته المنطقية ، الا انه حتى في القدر الذي ذكره كان بنبغي عليه ان يذكر ولو من باب الأمانة العلمية ، دع عنك الصدق الديني ، ان هذه الفكرة التي هي المخرج الوحيد من التناقض الذي يرزح تحته علماء المسلمين وعوامهم ، قد أتى بها الاستاذ محمود محمد طه ، وبشر بها منذ مطلع الخمسينات!!
    على ان السيد الصادق لم يفهم الفكرة الجمهورية بدقة حتى يحسن إقتباسها !! فالآية التي اوردها لا تنهض بحجته فهي ليست آية مكية ، وانما هي مدنية من حيث المكان ومستوى الخطاب !! فقد نزلت في المدينة وهي تحث المسلمين على الجهاد ، في معنى ما توبخهم على انهم حينما كانوا في مكة ، قبل ان يفرض عليهم الجهاد ، كانوا يطلبون ان يسمح لهم بقتال المشركين ، ولما جاءوا الى المدينة وفرض عليهم القتال صدوا عنه وتقاعسوا دونه .. ولو ان السيد الصادق أورد الآية كلها لوضح ذلك ، فالآية هي " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب ، قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً " .. جاء في تفسير الآية (حدثنا علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا : يا نبي الله كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة . قال : اني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم . فلما حوله الله الى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم" الآية رواه النسائي والحاكم وابن مردويه ..)[7]
    ثم ان الجهاد وان بدأ كدفاع عن النفس ، فانه في المدينة قد تدرج حتى بلغ غاية الهجوم لإعلاء كلمة الله ، وذلك بنزول قوله تعالى " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " .. وبناء على هذا جاء في الحديث (أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم وأمرهم الى الله) .. ولقد فتحت بلاد فارس ومصر على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت تلك الحروب هجومية ، فلم يبدأ الجهاد كهجوم ببني أمية كما قرر السيد الصادق المهدي خطأ !!
    ودولة دمشق تحت الأمويين ، ودولة بغداد تحت العباسيين ، لا يمثلا الحكم الاسلامي –كما يظن السيد الصادق المهدي- لأنهما ملك متوارث !! فقد جاء في الحديث (الخلافة ثلاثون عاماً ثم تصبح ملكاً عضوضاً) .. ولقد أقام بنو أمية الملك على تقتيل آل البيت ، وحين جاء ابو العباس السفاح بدأ عهد العباسيين بتقتيل بني أمية ، حتى أنهم نبشوا قبر عبد الملك بن مروان وجلدوا عظامه سبعين جلدة !![8] ثم ان ملوك بني أمية وملوك العباسيين قد نهبوا الاموال ، وخصوا بها خاصتهم ، ومارسوا الترف والفسوق والضلال ولم ينج من حكامهم من هذا السوء الا افراد قلائل ، فاذا كان السيد الصادق يعتبر هؤلاء دولة اسلامية فماذا يعيب على حكومة الجبهة ؟!
    ومما أخذه السيد الصادق المهدي من أفكار الاستاذ محمود ثم لم ينسبه لصاحبه قوله (الالتزام الاسلامي لا يكون مجرداً من الظروف المحيطة بالمسلمين . فالتوجيه الالهي يبدأ من " اتقوا الله حق تقاته" الى " اتقوا الله ما استطعتم") !! فقد جاء في كتابة الاستاذ محمود (ان كل من له بصر بالمعاني اذا قرأ قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" ثم قوله "فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" علم ان هناك معنيين : معنى أصلياً ومعنى فرعياً. وانما المراد ، في المكان الأول ، المعنى الأصلي ، واذ أملت الضرورة تأجيله ، انتقل العمل الى المعنى الفرعي ، ريثما يتم التحول من الفرع الى الأصل ، بتهيؤ الظرف المناسب لذلك . والظرف المناسب هو الزمن الذي ينضج فيه الاستعداد البشري ، الفردي والجماعي ، وتتسع الطاقة ، والى نقص الاستعداد هذا يرجع السبب في تأجيل أصول الدين والعمل بالفروع ..)[9] ويقول الاستاذ محمود أيضاً (ولقد ندب مجتمع المؤمنين ليكونوا مسلمين فلم يطيقوا ، وذلك حيث قال تعالى " ياايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" فنزل الى مستوى ما يطيقون، وجاء الخطاب " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون")[10]
    ومن الفهم الخاطئ قول السيد الصادق (وجعلت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطل حد السرقة في عام الرمادة . والنبي (ص) عقد مع أصحاب الملل الأخرى صحيفة المدينة وفي ظروف أخرى اجلاهم عمر رضي الله عنه عن جزيرة العرب ..) !! والحق ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يعطل حد السرقة ، ولكنه لم يطبقه لأن اركان الحد لم تقم ، ولا يمكن ان تقوم في ظروف المجاعة .. وقوله تعالى " تلك حدود الله فلا تقربوها" يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من التدخل في الحد اذا قامت اركانه، دع عنك عمر رضي الله عنه ..
    ولقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدات قبل ان تنزل سورة "براءة" التي اوقفت العهود وذلك في قوله تعالى (براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين * فسيحوا في الأرض اربعة أشهر واعلموا انكم غير معجزي الله ، وان الله مخزئ الكافرين * وآذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الأكبر ان الله برئ من المشركين ورسوله...) فلم يتم بعدها عهد مع مشرك !! وانما اجلاهم عمر رضي الله عنه لعلمه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " لئن عشت ان شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب فلا أدع الا مسلما"..
    ولقد يلاحظ ان السيد الصادق عندما يورد اسم النبي الكريم يعقبه ب (ص) اختصاراً للعبارة (صلى الله عليه وسلم)!! مع انه أورد عبارة (رضي الله عنه) بعد اسم عمر بن الخطاب !! وليس وقت السيد الصادق المهدي أو مساحة الورقة أو اي اعتبار اخر أهم من اثبات الصلاة اللفظية على النبي صلى الله عليه وسلم !!

    بدعة انتخاب (الإمام) !!
    لقد وقع السيد الصادق خطابه ب (الامام المنتخب) ، وهذه بدعة لا نظير لها !! فالامام ليس منصباً ادارياً يترشح له عدة أفراد ويطرحوا برامجهم وعلى اساس ذلك يتم انتخاب احدهم فيفوز ويسقط الآخر ، وانما هي مقام ديني روحي لا يخضع لأصوات المصوتين الذين هم بالضرورة أقل مرتبة دينية من الامام فلايجوز ان يكون مقامه عرضة لأهوائهم وافقوا أولم يوافقوا كما هو الحال في آلية الانتخابات !!
    ان البيعة التي تمت للسيد الصادق المهدي من جموع الانصار تحدد مهمة الامام وتدل على ان مثل هذا الشخص يتبع ولكن لا يمكن ان يكون عرضة للانتخاب ، فقد جاء فيها) بايعناك على بيعة الامام المؤسس الأول وخليفته وبيعة المؤسس الثاني وخليفته بايعناك على قطعيات الشريعة بايعناك على نهج الشورى وحقوق الانسان بايعناك على الطاعة المبصرة فيما يرضي الله ورسوله بايعناك على فلاح الدين وصلاح الآخرة نشهد الله والله خير الشاهدين) !![11] ومعلوم ان المؤسس الاول وهو الامام المهدي لم ينتخب ، وكذلك الخليفة عبد الله التعايشي !! ومعلوم ايضاً ان بيعة المهدي قامت على الجهاد لأنها قامت على قطعيات الشريعة التي من ضمنها الجهاد ، فعلى ماذا قامت بيعة الصادق؟! هل تقوم على (الجهاد المدني) و(حقوق الانسان) ؟! ان هذه لا تحتاج للطاعة لانها تحكم بالديمقراطية وهي التي تتم فيها الانتخابات ..
    ان الانفصام الذي يعاني منه السيد الصادق بين مقتضيات الحداثة وموروث الانصار التقليدي في الامامة هو الذي دفعه في مهمة التوفيق الصعبة الى هذه التناقضات المزرية ، التي اضطرب الحزب بسسببها وتأرجحت مواقفه بين الحكومة والمعارضة .. فمن اجل تماسك حزب الأمة لابد من شفاء السيد الصادق من هذا الانفصام الذي ما أورثه له الا محاولة تجميع اكبر عدد حوله ليضمن كرسي الحكم !!

    قضية الوطن وكرسي الحكم
    ان نظر السيد الصادق دائماً في كافة مواقفه وآراءه ، انما تلونه رغبته في كرسي الحكم ، الذي يشعر انه فقده قبل وقته بانقلاب الجبهة ، مع ان الانقلاب نفسه نتيجة وليس سبباً !! وانما فقد السيد الصادق الكرسي لعجزه المتصل الذي ساقه لحل حكومته ، وتشكيلها ثلاثة مرات ، وكان في كل مرة يعفي زملاءه الوزراء من مهامهم ويصفهم بالفشل ثم يستثني نفسه مع انه هو رئيسهم المباشر وكان أجدر بالاستقالة حين تفشل حكومته !!
    وحول النقاط المختلف عليها بالاضافة الى موضوع العاصمة القومية يقترح السيد الصادق ان تقوم الحكومة الانتقالية على اساس (ثنائي لمدة عامين مع تمثيل رمزي للقوى السياسية الأخرى لضمان نزاهة الانتخابات. وفي هذا الاثناء تتكون لجنة قومية للدستور لتضع الدستور القومي . وتجري انتخابات حرة عامة لتأتي بحكومة ديمقراطية مساءلة .)[12]
    فالسيد الصادق يقترح للحكومة الانتقالية عامين فقط !! فهو يريدها حكومة مشلولة بتضيق الوقت والاعداد للانتخابات ، حتى لا يتأخر عن الكرسي .. والاتفاق بين كافة القوي السياسية على تكوين هذه الحكومة وواجباتها لا يعطينا السيد الصادق له أكثر من ثلاثة اسابيع !! فيقول (لذلك ينبغي ان نعمل لابرام اتفاق شامل بين القوي الفكرية والسياسية والمدنية السودانية في فترة لا تتجاوز ثلاثة اسابيع من الآن)[13] !! فهل هذه العجلة أمر طبيعي أم انها انزعاج وهلع من اجل الاسراع الى كرسي الحكم ؟!
    ثم هو يعتقد ان (تقوم الحكومة الانتقالية على اساس ثنائي) ولكنه في نفس الصفحة يقول (ان امر السودان أهم من ان يترك لتفاوض ثنائي)!![14] فاذا كان التفاوض في امر السودان يجب الا يتم بين طرفين فكيف يريد السيد الصادق للحكومة الانتقالية التي في اثنائها يوضع الدستور ان تتكون على (اساس ثنائي) ؟!
    ان الحكومة الانتقالية، يجب ان تضم كافة القوى السياسية والنقابية ، وبعض الشخصيات الوطنية ، ولما كانت مهمتها الاساسية ، هي الاعداد لسودان جديد بالتمهيد الحقيقي للحكومة المنتخبة ، فان ذلك لن يتأتى الا بالاصلاح العاجل المباشر ، لما خربته حكومة الجبهة ، ولهذا فان الفترة الانتقالية يجب الا تقل عن سبعة سنوات .. تتجه فيها الحكومة الانتقالية للتركيز على فتح المنابر الحرة ، وتسخير وسائل الاعلام بصورة عادلة ، لكل الآراء والافكار ، حتى تتم توعية الشعب ، وتأهيله للانتخابات ، واعطاءه فرصة لمراقبة وتوجيه الحوار ، حول اعداد مسودة الدستور ..
    لقد جرب شعبنا الدكتاتوريات العسكرية والاسلامية ، كما جرب الديمقراطيات التي تقوم على مجرد التصويت والاغلبية ، وكان فشل هذه هو الذي يطمع الجيش في السلطة في كل مرة .. فلماذا لا نجرب الديمقراطية بعد التوعية والحوار ؟! ولماذا لا نتخذ فرصة الحكومة الانتقالية مناسبة لهذه التجربة التي ليس عنها مندوحة الآن قبل ان نكرر التجارب الفاشلة ؟!
    ان كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها !!

    د. عمر القراي
    [1] - منشور الصادق 7/6/2003
    [3] - المصدر السابق
    [4] -المصدر السابق
    [5] - المصدر السابق
    [6] -المصدر السابق
    [7] - تفسير ابن كثير – الجزء الأول ص 498
    [8] - راجع تاريخ الطبري
    [9] - محمود محمد طه (1967) الرسالة الثانية ص 142
    [10] - محمود محمد طه (1970) رسالة الصلاة ص84
    [11] - راجع الصحف السودانية في 19 /12/2002
    [12] -المصدر السابق
    [13] - المصدر السابق
    [14] - المصدر السابق
                  

06-15-2003, 04:05 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    اخى خالد
    لا املك الا ان احييك على سعة صدرك وتحملك للراى الاخر
    والروح الدمقراطى الذى تتحلى به والذى لمسته منك
    خلال اداءك فى هذا المنبر

    عمر القراى اخى وحبيبى
    ولكن لم استصغ منه عبارات مثل،سذج، وسال لعابه الخ..
    وقد لاحظت فى نقده للصادق المهدى يجنح لاستعمال
    عبارات ليس فى حاجة اليها،فيكفيه وضوح المنهج
    وقوة الحجة

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 06-15-2003, 04:46 PM)

                  

06-15-2003, 05:28 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)
                  

06-16-2003, 10:33 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    الاخ العزيز خالد العويس
    تحية طيبة
    احى فيك الرح الديموقراطية والتى يفتقدها الكثير من المثقفين الذين ينتمون الى التيارت السياسية المحددة
    ****************
    فقط اريد ان اطرح تساؤل مباشر والعالم باكمله يمر بمنعطف فكرى وتاريخى هام
    هل هناك شىء اسمه الدولة الدينية فى النظام العالمى الجديد؟
    لا يوجد شىء اسمه دولة دينية مهما كان طرحها من توجه حضارى او صحوة....بل على اسر ائيل نفسها وايران ان تراجع حساباتها منذ الان..لان المستقبل للدولة المدنية
    وان الدولة الدينية الحقيقية مرتبطة بالانبياء وانتهت بوفات الرسول صلى الله عليه وسلم وانما بعد الرسول كانت الدولة السياسية
    هلى قرأالسيد الصادق النظام العالمى الجديدثم نصب نفسه اماما للانصار فى السودان العديدالاديان والثقافات....بل هلى قرا بين السطور مداخلة الدكتور قرنق فى مؤتمر الحزب عن مستقبل السودان الجديدبعد مشاكوس
    ************
    لا مستقبل للدولة الدينية فى اي مكان فىالعالم كما قلت لك وانا مفهوم الامامة يتناقض تمام مع مبداالديموقراطية وفى مداخلة قادمة ساوضح لك الفروق الجوهرية بين الدولة الدينية والدولة السياسية؟
    *********
    اسرائيل دولة نشات لاسباب سياسيةو ليست دينية واستغلت الصهيونية الدين اليهودى لان تجعل ليهود وطن فى اسرائيل رغم معرفتنا انه كان هناك خيار اخر باقامة دولة فى يوغندا وبهذا بدات هذه الكذبة تتكشف كل يوم والان هناك صراع بين التيار المتشددالذى اغتال رابين والتيار العلمانى والذى يؤثر فىالسياسةالامريكية الحالية ووضع ابخارطة الطريق وجود دولتين فى المنطقة
    ************
    استغلت الحوزة العلمية فى قم مبداولابة الفقيه المشبوه ليسيطر حفنة من رجال الدين على 35مليون نسمةويستمدون قدسيتهم من وقائع تاريخيةوليس قرانية
    واليوم ترى بنفسك الانشراخ الذى حدث فى السلطة فى ايران بين اصلاحيين ومحافظين والمظاهرات التى تريد ان تتجاوز هذا الطرح القديم "ولاية الفقيه"
    ***********
    اين يريد السيد الصادق ان يقيم دولته الدينية التى هو امامها بعدمشاكوس وبعدالتحولات العالمية المذكورة اعلاه...ان المستقبل فى السودان لدولة المدنية ولمن يتمتعون بمواهب حقيقية دون مرجعيات
    دينيةاو بيوتات محددة
    ***********
    الاسلام والمسيحية واليهوديةاديان مركزها الفرد وحدودها العالم ولاترتبط بشخص او حزب او طائفة او دولة
                  

06-16-2003, 06:09 PM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: adil amin)

    =====================================================
    اين يريد السيد الصادق ان يقيم دولته الدينية التى هو امامها بعدمشاكوس وبعدالتحولات العالمية المذكورة اعلاه...ان المستقبل فى السودان لدولة المدنية ولمن يتمتعون بمواهب حقيقية دون مرجعيات
    دينيةاو بيوتات محددة
    ========================================================

    العزيز عادل أمين.،

    من قال بأن الصادق المهدي يدعو لدولة دينية، أتمنى أن تتأكد من معلوماتك جيداً، وحسب علمي أن الرجل كتب عن الدولة المدنية وتكلم عنها حتى بح صوته.،،

    ختاما لك ودي
                  

06-16-2003, 05:52 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)


    May be here is an answer to the question of Adil Amin
    written by Manjoub Irwah in www.alsahafa.info
    اعمدة: قولوا حسنا


    في الستينات عندما كنت أشارك في إصدار جريدة الإتجاه الإسلامي (آخر لحظة) بجامعة الخرطوم كنت قد علقت على هجوم من جريدة (مساء الخير) التي تصدرها الجبهة الديمقراطية في الجامعة والذي ورد فيه (إذا حكم الإسلاميون السودان فسيرجعوا بنا إلى عهود الظلامية والتسلط مثلما وجدت في القرون الوسطى بأوروبا أو عهود التسلط بإسم الدين في بعض عهود خلفاء المسلمين في فترات الإنحطاط التي مرت على العالم الإسلامي)... علقت على ذلك بأن هذا لن يحدث فقط من حركة إسلامية حديثة ومستشيرة كالحركة الإسلامية السودانية التي تعتبر عضويتها وفائدتها وقيادتها من النخب المميزة في السودان ممن جمعوا بين التربية الإسلامية والقلم الحديث ليس من مدارس وجامعات السودان وحسب بل من أعرق الجامعات العربية والعالمية... وقلت: على العكس من ذلك سيكون حكم الحركة الإسلامية السودانية نموذجاً ومثالاً للعدل والكفاءة والحرية والشورى والديمقراطية والمساواة والأمانة... سيكون حكم الحركة الإسلامية في عدل عمر بن الخطاب وكفاءة أبوبكر الصديق وشفافية عمر بن عبد العزيز وهكذا.
    هذا كان وما زال مفهومي للحكم بشرع الله... الحرية والعدل والمساواة والإنصاف والكفاءة والأمانة والشورى والديمقراطية والتزام حقوق المواطن وحرية العقيدة والفكر والتعبير والتنظيم والتسامح والعدالة الإجتماعية ودولة حكم القانون ودولة المؤسسات والتداول السلمي للسلعة عبر إنتخابات نزيهة هذا غير كفاءة الإدارة والنظافة... هذه هي الشريعة الإسلامية النواة والصحيحة بل أن تكون قوانين للعقوبات أو التحكم السياسي.

    كنت اتمنى اليوم بعد أربعة عشر عاماً من حكم الحركة الاسلامية أن تكذب ادعاءات الآخرين كما جاء فى جريدة (مساء الخير) قبل ثلاثين عاماً ونيف ... بل كنت أتمنى أن تقدم الحركة الاسلامية السودانية نموذجاً لحكم الشريعة يجعل العلمانيين وأهل الاديان الأخرى خاصة الجنوبيين بل الغربيين نفسهم ليقولوا: أحكمونا بشرع الله هذا الذى طبقتموه فى السودان لأننا وجدنا فيه نموذجاً فى الحرية والعدل والمساواه والانصاف والكفاءة والأمانة والفرصة الكاملة للجميع للمشاركة فى بناء السودان دون عائق من طوارىء أو قانون أمن دولة أو تشدد وتعسف فى استخدام القانون ... ولكن !!!

    واه من لكن هذه...

    من جانب أخر كنت ولا ذلت أتمنى من المعارضين الذين تواثقوا فى القاهرة ولندن واسمرا ألا يزجوا بالشريعة السمحاء فى صراعاتهم مع السلطة أو يطالبوا بابعاد الدين ولكن يطالبوا الانقاذ بتطبيق الشريعة الاسلامية (الصحيحة) لانهم وجدوا فيها النموذج فى الحكم السودانى .

                  

06-17-2003, 08:13 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: baballa)

    الاخوان الاعزاء اسماعيل وراق وباب الله
    تحية طيبة
    مقولة خالدة لشهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه :ليس هناك انسان من الجدة والورع بحيث يؤتمن على حرية الاخرين"وجاءت الاية المكية لتنهى الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم عن التسلط على الناس"ذكر فائنما انت مذكر *لست عليهم بمسيطر
    **********
    والاسلام فى مستوى الاصول يتيح الراى والراى الاخر "وشاورهم فى الامر" ويتيح اكثر من راي"وامرهم شورى بينهم" وهذايتناقض تمام مع فكرة الامام الاوحد والقيادة الملهمة والتى تعتبر شىء متجذر فى عقلية السيد الصادق المهدى..بمجرد ان نقول امام هذا يعنى دولة دينية ولا توجد دولةدينية بعد انقطاع الوحى ولكن اذا قلنا رئيس فهذه دولةسياسية
    *********
    فى الدولة الدينية رئيسها يبقى حاكما الى ان يتوفاه الله لانه نبى وطاعته ملزمة وعصيانه يستوجب العقوبة بين الدارين..اما فى الدولة السياسية فطاعة الحاكم غير ملزمة والخروج عنه لايستوجب العقاب وقد يعاقب فى الدنيا وقد عرفنا ان عبادة بن الصامت لم يبايع ابو بكر الصديق ولا عمر بن الخطاب ولم يتهمه احد بالكفر او النفاق الى ان توفاه الله بالشام
    **********
    وان التشابه الشديد بين فكرة المهدية فى السودان وفكرة الشيعة فى ايران تتمحور فىولاية الفقيه وتستند على مرجعية تاريخية وليس دينية يقدس الطرفان التاريخ والفرق الاساسى بينهما ان مهدى السودان جاء ومات فى القرن الثامن عشر والشيعةمهديهم لم ياتىبعد
    **********
    لذلك لا تصلح المذاهب فى عرض الاسلام فى خضم صدام الحضارات او حوار الحضارات لانها ترتبط باشخاص واماكن وهذا يعنى لايمكن نقول لفرنسى عليك ان تكون انصارى او نقول له عليك ان تكون شيعى حتى يكتمل دينك
    ***********
    ان التنويرين اصحاب الفكر الاسلامىالجبار واللذين يستضىء بهم الغرب الان الذين عاشو مهمشين عبر التاريخ الاسلامى ظلو مهمشين لانهم لم ينتمو الى طوائف مثل ابن عربى والامام الغزالىو الفارابى وبالواضح ان الاسلام فى مستوى المذاهب والطوائف لايصلح لانسانية القرن العشرين ولابد من الرجوع الى الفكر الاسلامىالحر لهؤلاء النجوم .. حر وغير مرتبط باهواء الناس السياسية حتى يعود الاسلام غريبا كما بدأ
    **********
    اماقولك ان السيد الصادق المهدى لايعتمد مرجعية دينية شديدة الخصوصية وممعنة فى المحلية فهذا اشبه بمن يريد ان يجعل من الدائرة مربع ولازال الصادق يعانى بين فهم علمانية العاصمة القومية وبين اسلاميتها وبين تطبيق الشريعة الاسلامية بالمناطق ام بالاشخاص
    ************
    ان الدولة المدنية لا قدسية فيها لحاكم انتبه لهذا المعنىجيدا يرشح لمنصب الرآسة فيها عبر القنوات الدستورية المتاحة لجميع..كما نرى اليوم فى جل دول العالم..اذا فرضنا جدلا ان السيد الصادق المهدىرشح نفسه لراسة الجمهورية مثلا ...هل سيصوت له الانصار وفقا لمرجعية سياسية"رئيس حزب الامة " ام مرجعية دينية"امام الانصار" ..هلىسيصوت له المسيحيون فى السودان وهوامام طائفة من المسلمين ؟
    اذا استطعت الاجابة على هذه الاسئلة نكون وصلنا بيت القصيد...ونحن نرى على السيد الصادق المهدى ان يرتضى بالقيادة الروحية اذا كان يريد ان يكون امام او القيادة السياسية اذا كان يريد ان يكون رئيس وزراء منصبه المفضل
    *********
    الاخ خالد عويس لماذ فتحت هذا البوست ولم تعقب على مداخلاتنا...هل انت مقتنع بكلام القراى او المداخلات التى تبعته اام حجبوك ولى نسيت

    (عدل بواسطة adil amin on 06-17-2003, 08:16 AM)

                  

06-17-2003, 08:21 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: adil amin)

    عزيزي الدكتور القراي
    أرجو أن يكون حوارنا بناء ، وهادفا ، بغية أن نصل لنقاط اتفاق جيّدة ، ونقاط اختلاف محترمة ، تؤسسان معا لفهم أكثر رقيا لواقع الممارسة السياسية والتعاطي الفكري ، وأتمني أن يصلك مكتوبي هذا ، وأرجو _ أكثر _ أن يسمح وقتك بالانضمام للمنتدي واغناء مادته بمرئياتك .
    لديّ ملاحظات تشكّل بعضها أرضية لاتفاق بيني وبينك فيما لا نتشاطر الرأى ذاته فى حيثيات أخري تضمنها مقالك :
    الملاحظة الأولي ، هى جمع السيد الصادق المهدي بين منصبيه كامام للأنصار ورئيس لحزب الأمة لدي مهره المنشور ، وفى هذا بطبيعة الحال خلط فى خطاب اما أن يكون سياسيا فيوقعه كرئيس للحزب ، أو دعويا فيوقعه كامام للأنصار لأن فى مهره توقيعين لخطاب واحد ، اشكال ينجم عنه تداخل وارباك ، والواقع أن فرز الخطابين واجب ، ويمثل أولوية خاصة مع القراءات الخاطئة من قبل بعض لخطابات دعوية بحتة ( مثل أهل القبلة) بمنظور سياسي يظلل الحزب ، وفى هذه النقطة أنا أتفق معك .
    الملاحظة الثانية ، على استدلالك بالآية
    (
    (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا
    وكأنما فى الاستدلال اشارة ما لضلال السيد الصادق المهدي ، وارجو أن أكون مخطئا فى تفسيري أو فهمي .
    الملاحظة الثالثة ، لا أري عيبا أبدا فى أن يطلب أى سوداني كرسي الرئاسة لنفسه طالما أنه مشتغل بالسياسة ، شرط أن تكون أداته لذلك رضاء الشعب وصناديق الاقتراع ، والملاحظ أنك قفزت الى استنتاج فرضيات تتعلق برغبة الصادق فى الرئاسة نتيجة تطرقه لمرئيات سبق لحزب الأمة فعلا طرحها ، فما الخطأ فى ذلك ؟
    الملاحظة الرابعة ، لم أقرأ فعلا الاساءات الموجهة اليك من قبل منتمين للحزب ، لكني عموما أشجب أى ممارسة كهذه من أى فرد صدرت سواء كان عضوا بحزب الأمة أو بأى حزب آخر ، وعلينا فعلا أن نؤسس لنهج مختلف يسمو بنا عن اللغة السياسية القديمة المستهلكة والصراعات التى تجوّز استخدام كل الاساليب لمحق الخصوم ، أكثر من ذلك علينا أن نحترم مخالفينا فى الرأى ، وهذا الاحترام يكمن فى عدم التعرض لهم بالسباب والشتم .
    الملاحظة الخامسة ، اشارة الى مسألة الامامة ، لا أعرف ما الغضاضة فى أن يطوّر اجتهاد ما لكي تكون الامامة محل تراض ، وتشاور ، وانتخاب ، هل يمثل ذلك نقلة للامام أم عودة للخلف ، وهل لنا أن نعارض أى تطور فى أية مؤسسة دينية لمجرد أن هذا (يحدث للمرة الأولي) وعموما ، فقد قامت قواعد الأنصار فى انحاء السودان كافة بتصعيد ممثليها الى المؤتمر العام الذى انتخب فيه امامهم ، فهل يسمي هذا اجراء انتخابيا أم لا ؟!
    الملاحظة السادسة ، لعلك تتفق معي أخي الدكتور أن المسافة شاسعة فعلا بين الآراء الدينية المعتدلة التى يطرحها الصادق والآراء الأخري المتشددة المطروحة منذ أربعة عشر عاما ، ومن حق كيان الأنصار أن يبشّر برؤاه المعتدله ووسطيته .
    الملاحظة السابعة ، أتفق معك فى أن الزعماء الثلاثة ، أدي كل واحد منهم دورا وطنيا مقدرا ، وأسهم كل واحد منهم اسهاما وطنيا ايجابيا خلال الفترة الماضية ، والحقيقة أنني اتفق معك كذلك الى حد كبير فى أن خطوة السيد الصادق المهدي السابقة بالعودة ومحاورة النظام لم تكن موفقة ، لكن فى المقابل ، فان التجمع كذلك لم تكن تقديراته صائبة فى أمور عدة ، لعل أهمها قراءاته المبتسرة للواقعين الاقليمي والدولي فضلا عن سلحفائية صبغت أداءه لفترة طويلة ، أما رغبة المهدي فى رياسة التجمع ، فهذا ما يدخل فى باب المماحكة السياسية ليس الا ، لأنه ما من دليل أبدا على هذا الأمر . وأعتقد أنك لم توفق أيضا فى الكتابة عن ( الكرسي الذى سال له لعاب الرجل ) ، لن أقدر على اثبات أن منصب رئاسة الوزارة عرض له من قبل الانقاذ مرارا ، لكنك فى المقابل ستعجز عن الجزم بأنه هرع للداخل فقط من أجل منصب وعد به ، والحقيقة أنه بالمقدور أستشفاف تطلع الانقاذ لذلك ، وبالمستطاع تحليل الأسباب التى دعت الانقاذ لذلك ، ما هو صعب فعلا اثبات العكس !!
    الملاحظة الثامنة ، الأصيل والمتجذر ليسا هما الصادق ومبارك ، انما غالبية الحزب (كأصل) وجماعة انشقت عنه (كفرع) وغير خاف أن معظم قيادات هذا الجناح هى التى كانت موكولة بالتفاوض مع الانقاذ ، أما بخصوص العاصمة القومية واشارات المهدي لمبادرة التعاهد الوطني فان أسئلتك تبدو مشروعة ومهمة لكن الأولي بدلا من طرح فرضيات أن نتجه بأسئلتنا للزعيمين الآخرين السيد الميرغني والدكتور قرنق لمزيد من الشروح حول هذه النقطة خاصة أنه ما من نفي صدر عنهما حيال ما طرحه المهدي فى منشوره .
    الملاحظة التاسعة ، عن ضعف المفهوم الديني لدي الصادق المهدي ، فان هذا الموضوع لا يفتي فيه ومالك فى المدينة ، وأعني أن السيد الصادق أقدر على تبيان المراد من آرائه بدقة ، وهو الأقدر على توضيح مقاصده .

    عموما ، هذه ملاحظات فى المبتدأ الهدف منها أن تكون مفتتحا للحوار وتأسيسا له على أمل أن يتواصل حوارنا بتوسع .

    عزيزي الصديق عادل أمين
    لم أحجب أو احتجب لكني أعاني من فيروس فى جهاز الكمبيوتر خاصتي منعني من الانتظام فى الرد فلك العتبي حتي ترضي
    بخصوص تساؤلك
    لا اعتقد أن الصادق المهدي ، او حزب الامة طرح رؤية حول دولة مدنية ابدا
    اما المهدية فلا قياس بها الآن على الاطلاق ، حتى لو كانت دولة مقاربة لولاية الفقيه
    فالأمر الآن مختلف جدا
    واعتقد ان طرح الحزب حيال الدولة المدنية كبرنامج فكري موثق وواضح ومعروف
    لك الشكر على الاهتمام واتمني ان يتواصل الحوار بهذه الروح الطيبة
                  

06-19-2003, 00:39 AM

Abu Eltayeb

تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 2200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    Up
                  

06-19-2003, 09:16 AM

AbuSarah

تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر القراي يكتب منتقدا منشور الصادق المهدي (Re: خالد عويس)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ خالد عويس الحترم
    شكرا على فتح حوار جاد حول قضايا اساسية وجوهرية في حياتنا الاجتماعية.

    في تقدير الخاص ما كتبه عمر القراي مبني على افتراضات ومقدمات اراد ان يصل بها الى نتيجة تخصه هو في رؤيته الذاتية للصادق المهدي ولحزب الامة.... حزب الامة له برنامج مرحلي مقروء ومكتوب في كتاب العودة والوثائق التي تلتها ويعمل بمقتضى هذا البرنامج... ولم يعود حزب الامة الى السودان في اطار صفقة مع الجبهة و لا هناك وعد لتسليم الصادق المهدي الرئاسة وغيرها من اشكال الهووس السياسي الذي يؤسس عليه امثال دكتور عمر القراي مقلات وتحليلات هي من نسج خيالهم المريض وبنات افكارهم.....فانتاج المغالطات لا يصنع و لايضيف جديدا
    على القراي ان يتذكر عندما عاد حزب الامة الى الداخل عقد اجتماعا موسعا لكل الهيئات القيادية في الداخل لتبت في مشروع المشاركة في الحكم على نحو ماقدمه مبارك الفاضل لذلك الاجتماع...فرفض المكتب السياسي والهيئة المركزية وكافة فعاليات الحزب هذا المطلب ، وانحاز رئيس الحزب لقرار المؤسسات هذه حقيقة تاريخية فعلية حدثت في عام 1999م و لا مجال لسفاه الرأي هنا والتأويل الفاسد للمواقف.

    الصادق المهدي لم يكتب خطابا لقرنق قبل عودته كعربون لصداقته او مشاركته مع الجبهة ، جميعكم اطلعتم على تلك الخطابات وهي ليست سرية بل منشورة في جريدة الشرق الاوسط والحياة وهي عبارة عن ردود على رسائل كتبها دكتور منصور خالد نيابة عن جون قرنق نشرت في تلك الصحف ... الصادق المهدي لم يطلب يوما ان يكون رئيسا للتجمع وان اراد ذلك لفعله وهو في داخل السودان يوم ان اسهم وهو داخل سجن كوبر في تكوين هذا التجمع بالداخل وهو الاصل وقبل ان يخرج السيد محمد عثمان الميرغني... وقالها صراحة عندما خرج من السودان انه لم يأتي بغرض رئاسة التجمع وانه لديه من الصفات ما يمكنه من مخاطبة العالم بصورة اكثر فاعلية من رئاسة التجمع فهو اخر رئيس وزراء منتخب وهو رئيس حزب الامة ، ويكفي انه الصادق المهدي فحسب زعيم كيان الانصار وحزب الامة.... اي انه لا تنقصه الصفة الاعتبارية حتى يسعى لرئاسة التجمع وماذا تعني بالنسبة له بالحسابات العملية لا شئ....ان التجمع هو صنيعة حزب الامة فكرا وهيكا...انسحاب حزب الامة من التجمع له اسباب منطقية هي ان الحزب قدم مبادرات كثيرة لاصلاح التجمع وقدم مبادرات كثيرة للتجمع يطالبه بقراءة المستجدات على الساحة الاقليمية بصورة سباقة للاحداث ، حيث ان الختاق ضاق على التجمع بعد ان تصالحت مصر مع النظام ، واريتريا مدت جسور التفاوض معه ، وان الدول العربية كسرت طوق العزلة وان الدول الغربية جنحت لتقديم الية فعلية للسلام وهو ماضي قدما...وان النظام استجاب تحت الضغوط الدولية لاتاحة مساحة ولو طئيلة للتحرك من الداخل سياسيا واعلاميا اراد حزب الامة للتجمع الوطني والقوى الحية ان تستثمر هذا الجو وتعود لتعمل من ا لداخل.... ولكن فئات قليلة من قبائل اليسار و من الاوصياء على منظمات المجتمع المدني تمترسوا خلف الحركة الشعبية الاتحادي الديمقرطي ليوجهوا سهامهم ضد كل مبادرة يقدمها حزب الامة ويحرفون الكلام عن مواضع يتركون المبادرة المقدمة ليتحدثوا عن رغبة غير موجودة للصادق المهدي في رئاسة التجمع اي صراع طواحين هواء ومحاول لتضليل الرأي العام.... عقلية كهذه لا تقبل التغيير الا اذا جاء منهم ويعيقونه ان كان ا لمبادر فيه حزب الامة فمن الافضل لحزب يشكل الرقم الاول جماهيريا وفكريا في السودان ان يعمل بعيدا عنهم ان اعلن التزامه وتحركه وفقا لمقررات اسمرا ، والى هذه اللحظة لا يستطيع احد ان ينكر بان حزب الامة حاد في برنامج الاجندة الوطنية من العمل بمقتضى مقررات اسمرا.....
    لماذا يعيب القراي ومنهم على شاكلته على حزب الامة التفاوض ويقره ويباركه ويدعمه اذا جاء من الميرغني او الحركة الشعبية احلال على بلابل الدوح وحرام على الطير من كل جنس ام ماذا
    الحديث عن اعلان القاهره هو ايضا اسقاط نفسي اكثر منه قراءة موضوعية للسياق ودوافع مثل هذا الاعلان....الحكومة امس واليوم وغدا تسعى لان يكون الصادق المهدي شريكا فعليا في السلطة وان اراد الصادق المهدي ذلك كان اليوم قبل غد ويجب ان يكون عمر القراي على علم بذلك و لا اقول هذا من باب الغلو ولكن اقوله قول العارف ببوطن كثير من الامور في السياسة السودانية اليوم وفي دهاليزها لا من قصاصات الصحف والبيانات التي تصدر هنا وهناك...

    عجبا عجبا عجبا
    ***************
    يقول البعض انه لا امامة دينية في عصر العولمة... هؤلاء نفسهم قالوا ذات الكلام في عصر الثورة اللينينية الستلينية انه لا امامة دينية في عصر الشيوعية والثورة الاشتراكية انهم يعيدون انتاج الظلاميات....

    المتابع لحرب امريكا ضد العراق الاخيرة والقارئ لخطابات جورج بوش كلها كانت خطابات دينية ..اذا كانت الدولة قائدة ومهندسة العولمة يصدر رئيسها عن خطاب ديني محافظ بحت فكيف تطالبنا نحن ان نتخلى عن ادياننا ومعتقداتنا وتكويناتنا الاجتماعية باسم العولمة ...هل نكون ملكين اكثر من الملك...................

    لم نسمع من رعاة ودعاة العولمة طالبوا البابا بولس في روما لا لغاء الكنيسة الكاثوليكية او الارثوذكية او البروستانتية في العالم .... ولم نسمع ان هناك اوامر من مفكرو العولمة او متنفذوها صدرت للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في المانيا بان يحل نفسه ويغيير اسمه

    ولكن ازمة بلادنا دوما في مسلوبي الارادة ، مطموسي الثقافة والهوية ...الصنف الذي دائما لديه قابلية واستعداد لان يغزى ثقافيا وسياسيا واجتماعيا صنف "كفسية" الديك تحركها الرياح اينما هبت...

    ستبقى امامة الانصار الى ان يرث الله الارض ومن عليها وستبقى الطريقة الختمية ورعايتها كذلك ....ويبقى ايضا المتعارضون كالمنبت لا ارضا قطعوا و لا ظهرا ابقوا...

    فيا اخي خالد ... عندما يتخلي جورج بوش عن الذهاب الى الكنيسة او تقبيل رأس الباب او ترصيع خطاباته بمفردات عقدية محافظة... وعندما تجتمع الدول الصانعة للعولمة لتحريم النشاط الديني على انفسهم وعلى البابوية في روما وقتها سنكون نحن في هذه الكيانات التي يراها المتحذلقون طائفية سنقوم نحن بمطالبة زعمائنا بحلها تمشيا مع العولمة ....عولمة "قال- آل"... انه لعجب عجاب

    اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح

    ************************************************************************
    مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de