عالم ما بعد صدام ... المؤسسة المدنية سمة عصر جديد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 01:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2003, 03:39 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالم ما بعد صدام ... المؤسسة المدنية سمة عصر جديد

    عالم ما بعد (صدام)
    المؤسسة المدنية سمة عصر جديد

    خالد عويس **

    بيد (عمرو) ، أحيل (صدام حسين) الى المعاش الاجباري ، بعد خدمة استمرت 34 سنة . وبيد (عمرو) ، أضحي صدام حسين فى ذمة التاريخ السياسي للعراقيين الذين أجبروا على استقبال قوات التحالف أخيرا بالورود وبتدمير تماثيل (الرئيس السابق) والتعبير عن شحنات غضب هائلة متخلّفة عن مآس كثيرة تجرعها العراقيون على مرّ السنوات قطرة .. قطرة . لا جدال فى أن نظام صدام حسين ، كان الأسوأ على امتداد العالم العربي ، وكان واحدا من الأنظمة التى كرّست وجودها بالارعاب والترويع ، وأدامت وجودها عبر مسلسل طويل من الارهاب الفكري والوجداني وتأليه الزعيم الذى لا يخالف ، ولا يجوز بحقه النقد مطلقا . والحقيقة أن (يد عمرو) هى الوحيدة التى تخالف مزاجا عراقيا عارما أوجدته الفرحة الطاغية بزوال نظام صدام . فعراقيو بغداد، كانوا الى عشية الثامن من أبريل يعيشون الرعب الكامل ، ويجبرون على التغاضي عن جراحهم الغائرة للظهور أمام العدسات بشكل يتناسب مع حاجات النظام القمعي ، يلوحون بأيديهم الذابلة علامات نصر لن يأت ، وتخفي وجوههم المحزونة وجعا حقنه صدام ورفاقه جرعة جرعة طيلة ثلاثة عقود ونصف من الزمان . (يد عمرو) ، أفسدت الصورة قليلا ، فطول تلك اليد ، وقدرتها على العبث ، تهدد استقرار العراق ووحدة أراضيه ، وتهدد المنطقة بأكملها ، علاوة على أن الأسباب الحقيقية التى تقف خلف مقدم (عمرو) و(يده) وربما رجله _ فقد آن له أن يمد رجليه _ لا تخفي على أحد . والواقع أن رياح التغيير المتوقع هبوبها على المنطقة قد تضع خيارات محدودة أمامنا ...( يدنا أو يد عمرو) !!
    ما أفرزته حرب العراق ، هو ببساطة ، يصب لجهة ما طرحه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عن نية بلاده فى شراكة شرق أوسطية . هذه الشراكة ، تعتمد أساسا مبدأ التخلص مما هو قائم ، والاتجاه بالمنطقة ناحية حقوق الانسان والديمقراطية ، لكنها لا تتوقف عند هذا الحد _ وهو للمناسبة مقبول ومرحب به _ ، اذ تزمع الادارة الأمريكية اجراء جراحات معمقة على البني الدينية والثقافية والسياسية فى الشرق الأوسط بعد حصولها على قناعة راسخة بأن موجة الارهاب التى ضربت العالم وتأذت من جرائها الولايات المتحدة فى المقدمة ، هى نتاج أنظمة سياسية وتربوية ودينية وثقافية مؤسسة على الكبت والقهر ، أنتجت شخصية مأزومة ومقهورة . السبيل الوحيد لتحقيق الأمن بالنسبة للأمريكيين والأوروبيين يتأتي من قدرة هؤلاء على صناعة تغيير جدي و(حازم) فى الشرق الأوسط . ويبدو _ والحال هذي_ أن النظام السياسي العربي لم يتفهم المعطيات جيدا . وظنّ الكثيرون من ساستنا الأماجد أن الالتفاف على (مرشّحات أزمة طويلة) بينهم وبين واشنطن ممكن ، بتقديم دفوعات هشة ، واتهام الولايات المتحدة بأنها تسعي للهيمنة _ وهذا عنصر يأتي فى مقدمة اهتمامات واشنطن بالفعل _ ، بل والشروع فى احداث تغييرات سطحية على الواقع السياسي المحتقن . يدرك الساسة العرب جيدا أن هذه الاجراءات لن تجنبهم المواجهة الحتمية ، ولن توفر لهم أدني نوع من الحماية من افرازات ما يحدث فى العراق . فالعراق سيتجه الى ارساء نظام أقل ديكتاتورية عن سلفه على أقل تقدير ، هذا اذا لم يتمكن العراقيون من اقامة نظام ديمقراطي يكفل الحرية والانتخاب الحر وحقوق الانسان بالفعل شريطة أن يتعامل العراقيون بعقلانية مع الوضع الجديد ، ويوفقوا فى تجنيب بلادهم انهيارات أمنية متوقعة وأزمات وطنية ستنجم عن طبيعة التكوينات الاثنية والدينية والسياسية المعقدة . وبمقدوري أن أتنبأ بأن عواصم عربية ستكون سخية جدا فى توفير غطاءات وتشجيع هذه الاتجاهات بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار فى العراق وجو من عدم الثقة قد يؤدي للاقتتال الأهلي وبذا يتحقق نوع من (الأمن القومي العربي) باستحالة التدليل على سلامة التجربة العراقية ، بل واتخاذها مثلا على عدم أهلية المشروعية الديمقراطية التى تتسم بالفوضي والتخبط وتقسيم البلدان وتفشي النزعات الجهوية والقبلية والمذهبية المؤدية الى تمزيق البلدان ، وهذا خيار وحيد سيتعين على النظام العربي القديم (الذى كان صدام أحد أركانه) التأقلم معه كي لا ينفجر الوضع العربي جراء تنعّم العراقيين بالديمقراطية (المحرّمة عربيا) .لكن _بالطبع _ ، لن يكون طريق الديمقراطية العراقية ممهدا بهذه الدرجة من البساطة . فوجود القوات الامريكية والبريطانية على أرض العراق ومطامع واشنطن ولندن غير الخافية فى نفط العراق وثرواته ، وصفقاتهما السياسية (المشبوهة) مع تل أبيب ، هذا اضافة لرغبتهما فى اعادة ترسيم المنطقة سياسيا ، لا تدعو للارتياح ، ولا الى التفاؤل بشأن قيام مؤسسة مدنية حقيقية فى العراق فى المدي المنظور . وسيكون لزاما علينا الانتظار الى غاية فراغ العراقيين من تشكيل حكومتهم الديمقراطية بعد جلاء قوات الغزو وبعد انتهاء مهلة الفترة الانتقالية التى سيعهد خلالها لحكومة وطنية بادارة شؤون البلاد ، للتحقق من صحة الاستنتاجات المختلفة حيال التطورات السياسية فى العراق وما يمكن أن تصنعه من ظلال ايجابية أو سلبية على الاقليم العربي .
    "عالم ما بعد صدام" ، هكذا يمكن استقراء مرحلة جديدة من التاريخ العربي ، فأنظمة عربية كثيرة _ تتفاوت أفضلية أو سوء _ تشابه نظام صدام وسيكون بمقدور شعوبها أن تلتفت الى حاجاتها الأساسية ، وشعوب عربية كثيرة ستشدها تجربة العراق (الجديد) وستتطلع الى تحقيق تطلعات سيخلقها واقع ديمقراطي جديد فى العراق . غير أن هذه الدرجة من التفاؤل يشوبها حذر عميق بالطبع من تداعيات انفراط الأمن فى العراق ، وما أقصده بانفراط الأمن لا يقتصر على المشاهد الكابوسية المتمثلة بالنهب والسلب الذى طال حتي المقتنيات الشخصية والتعدي على الآثار وسرقة المخزون الابداعي والارشيفي فى الاذاعة العراقية ، انما يتعداه الى التدليل على أهمية الأخذ بالاعتبار والتعاطي بجدية كاملة مع حادث اغتيال السيد عبدالمجيد الخوئي فى النجف الأشرف . الحادث قد يدلل الى مستقبل قاتم وصراع مذهبي قد يطول فى ما اذا تم التعامل معه وفق نظرة مذهبية ضيقة ستجد أطراف اقليمية فيه ما يدعو للارتياح والدعم ليقوم واقع معقد فى عراق ما بعد صدام لا يسمح بالاستقرار أبدا . والحق أن بعض المسؤولية تقع على الأمريكيين والبريطانيين الذين فكروا فى الغزو بشكل مرتب غير أنهم أهملوا جانب الأمن الداخلي .بيد أن جانب آخر من المسؤولية يقع على النظام السابق ، فصدام الذى اختزل كل المؤسسات فى شخصه ، وأخّر التطور الطبيعي للمؤسسات المدنية 34 عاما ، لم يسمح للعراقيين باحداث تقدم حقيقي فى الحوار العراقي _ العراقي مذهبيا واثنيا وسياسيا . بالمقدور القول بأن ظروف القهر تمكنت من فرض كبح من نوع فريد على الاحتقانات الحادثة فى العراق ، ويخشي من انفجار هذه الاحتقانات بعد ذهاب صدام . من ناحية ثانية ، فان الوضع فى شمالي العراق مرشّح للانفجار مع تسرب قوات البشمركة الى داخل مدن الشمال والمخاوف التركية العميقة من أن يؤدي ذلك الى تفكير الاكراد فى استغلال الوضع لفرض مشيئة سياسية بقيام دولة كردية فى الشمال !!
    كل الاحتمالات تظل قائمة فى العراق ، وسيمضي الامريكيون وقتا طويلا قبل أن تعهد الادارة بالكامل الى حكومة عراقية محضة . وبالمستطاع التنبوء بأن الشرق الاوسط قد دخل مرحلة جديدة ، لا تشبه سابقتها . وستواجه الدول العربية على وجه الخصوص خيارات صعبة للحفاظ على ملامح وسمات نظامها السياسي القديم . ويبدو أن كل المحاولات التى ستبذل فى هذا الاتجاه ، ستكون من قبيل فرفرة الذبيح قبيل الذبح . الأمريكيون سيكتسبون ثقة عالية فى محاولتهم لانشاء نظام سياسي جديد يوفر ضمانات أكبر للأمن القومي الامريكي فى نواحيه كافة ، ولاسرائيل بالطبع . الشعوب العربية من ناحية أخري ستكون معنية بما يحدث فى العراق وستجد الطريق ممهدا للمطالبة بتوسيع دائرة المشاركة السياسية والتطلع لاكتساب حقوق جديدة ، هذا غير النمو المتوقع لتيارات الاسلام السياسي مرة أخري ليشّكل ظاهرة احتجاجية تتسع بمرور الوقت وتدعو التيارات السياسية الاخري لرفع سقف مطالبها وتوعية الجماهير بحقوقها . ولن أكون متفائلا كفاية بالمستقبل المنظور ، لأن هذا النوع من التطور الاجتماعي والمجتمعي لا يسير وفق مساراته الطبيعية ، انما هو نتيجة افراز لمرحلة معقدة و(غير طبيعية) . السبيل الوحيد لتجنب (ورطات أخري) بنشوء نظام سياسي واجتماعي كسيح يتخلّف عن هكذا ظروف هو فى الاتجاه لتصحيح الأوضاع العربية ، والسماح ببروز قوي اجتماعية وسياسية بشكل طبيعي ، ورفع سقوف الحرية ، والاهتمام الجدي بحقوق الانسان ومناخات الحوار وصولا الى صيغ مرضية تكفل الاستقرار والامن وتماسك الجبهات الداخلية ، وتتجه الى ارساء الدساتير والقوانين ، وتلغي الفوارق السياسية والاجتماعية والدينية المتأصلة فى مجتمعاتنا ، وتسمح ببناء وطني يتشارك فيه الجميع ، فهل تصغي الحكومات العربية ، أم ستتمسك بمكتسبات قد تطالها _ فى أى وقت _ يد عمرو ؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de