تماشيا مع عدد من البوستات حول الرواية والكتابة والكتّاب في السودان ، وللتزود أيضا بالرؤى النقدية والتلاقحات التي أراها مفيدة ، أعيد نشر الحوار الذي أجرته معي قبل عام جريدة الوطن السعودية آملا أن أحظى بملاحظات حول المرئيات المطروحة
الإعلام العربي ليس بريئاً من تهمة التجاهل والتركيز على أسماء بعينها عويس: العنوان الذي اختارته دار الساقي لروايتي صادر جمالياتها ومنحها دلالات مباشرة
الرياض _ أحمد زين
صدرت للكاتب السوداني خالد عويس، روايته الأولى عن دار الساقي والتي جاءت بعنوان "وطن خلف القضبان" وبعكس ما يوحي به اسم الرواية، حفل هذا العمل بمقترحات جمالية تستحق التوقف عندها مع المؤلف. وكان لـ"الوطن" معه الحوار التالي. * في روايتك "وطن خلف القضبان" الصادرة أخيرا عن دار الساقي، يلاحظ غياب السرد وخفوت العنصر الحكائي، وسط سيل من الجمل الباترة والعبارات التي تحاول رسم مشهد بانورامي للأوضاع في السودان، أي مقترح جمالي هذا الذي تسعى إلى تكريسه من أول عمل، من دون محكي واضح أو خيط سردي؟. ـ في هذه الرواية قررت أن أخوض تجربة جديدة في الكتابة بشكل تختلف فيه الأدوات ولم ألتزم في رسم المشهد الروائي بسرد كالمألوف وعناصر حكائية واضحة لسبب أن العنصر الرئيس في الرواية هو سيكولوجية بطلتها "رابعة" التي تمر بتحولات وتقلبات ترصدها الرواية بدقة وتعنى بها في حين أن الأوضاع السودانية تشكل خلفية فحسب لما يعتمل في أعماق "رابعة"، في هذه الحالة المعقدة تتوه خيوط السرد وتتداخل صورها لعكس صورة طبق الأصل عن سيكولوجية مشوّشة تتقاطع فيها المرئيات والأفكار وتندغم الأحاسيس في متاهات لونية وتاريخية وربما يتضح من المشهد الروائي حجم الانهيارات الداخلية الفظيعة التي تعانيها "رابعة" والإحباطات المتوالية التي تسلمها إلى نوع من التمرد والانطواء والحدة. * فيما يخص شخصيات الرواية، بدا حضور أغلبها مشوشاً، باستثناء شخصية "رابعة" الفنانة التشكيلية التي تواجه أصنافاً من القمع، كيف هي علاقتك بشخصيات روايتك وهل ثمة ما هو حميمي في هذه العلاقة؟. ـ أعود لأؤكد مرة ثانية أن بناء الرواية قائم على السيكولوجيا، وهناك ثمة تطور تحكمه تجربة داخلية عنيفة، وكأنما مسرح الرواية محصور في أعماق البطلة، وهي التي ترصد ما حولها من تغييرات وتحولات لتتم غربلتها وفق رؤية جديدة وربما فانتازية وحادة إلى أقصى حد، هذا ما تعبر عنه العبارات المختزلة والجمل المكثّفة، وبإمكاني وصف علاقتي بشخوص الرواية بأنها حميمة جداً، فعلاوة على رابعة هناك شخصية "ميري" المحورية كشخصية ذات معادل نفسي وتشكيلي وحياتي راسخ في أعماق "رابعة" إضافة لشخوص تاريخية واعتبارية وصوفية شكلّت أساسا في النسيج الدرامي. * على الرغم من أن العمل يحفل بتمظهرات كبيرة للسلطة والقمع واضطهاد المرأة، إلا أن ذلك ليس مبررا لأن يأخذ العمل ذلك العنوان الذي بدا مباشرا بل فيه مصادرة للكثير من القيم الجمالية التي حاولت أن تطرحها بشكل لا فت، ماذا تقول؟. ـ الاسم الذي اخترته لروايتي "..." تم تعديله بواسطة دار الساقي التي اقترحت اسم "وطن خلف القضبان" لدواع رقابية بحتة. ربما تكون محقا بالفعل في أن الاسم الجديد صادر قيماً جمالية عني بها العمل وأصبحت للرواية دلالات سياسية مباشرة مجردة إياها نوعا ما من مراميها الفنية، لكن من يتمعن في قراءة الرواية سيكتشف بسهولة أن الترميز السياسي لم يكن مقصودا بحد ذاته وإنما كان في خدمة القيم الجمالية. * في كثير من الأحيان يغيب عن القارئ من هو السارد في الرواية، باستثناء "رابعة" التي تظهر بعد مقاطع وصفحات طويلة، لنعرف أنها كانت تقوم بدور الراوي، لكن ثمة مساحة كبيرة من العمل خاصة تلك التي تشبه ضربات ريشة حيث يكثر ويتسارع إيقاع الجمل القصيرة، كأنما تتقدم من غير سارد لتملأ فراغ العمل، ذلك ما جعل العمل، في رأيي يفتقد إلى نقطة مركزية، ينطلق منها القارئ لتحديد وجهته، وكأنما كانت الرواية تشيد في الهباء، من جهة أخرى تلك العناوين الفرعية والكثيرة جدا أي جدوى منها، طالما هي لا تعالج حدثاً أو تفصيلا محددا، كما أنها لم تكن تعبر عن متتاليات منفصلة متصلة؟. ـ هذا ما قصدته بالفعل، أن تنم الكتابة عن مقاربة تشكيلية كأن يكون التجريب هنا قائما على مزج دقيق بين قدرة "رابعة" على الرصد المكتوب لما يعتور في صدرها من دون العناية بتفاصيل العلاقات الخارجية وإنما صداها وتأثيرها وتلاقحاتها وبين ذاكرتها التشكيلية ومخزونها اللوني. في مشاهد كثيرة كنت أشعر أنني فعلا تماهيت مع رابعة في الإمساك بالريشة وغمسها في الألوان وتلوين الفضاءات من دون التقيد بمدرسة تشكيلية محددة وإنما ترك الروح الفنية لمتعة المغامرة المفتوحة، النقطة المركزية في تقديري تنطلق من خيط لا مرئي في علاقة رابعة بالحياة وبنفسها ومجتمعها وقناعاتها وحصيلة ذلك في معملها الداخلي، هذا ما حاولت الرواية معالجته وهي تتبع رحلة رابعة "داخليا" من الشعور العارم بالنقمة على كل شيء وابتذال الحياة ومعانقة العدمية منذ لحظة إعدام والدها مرورا بالرغبة الحادة في الانتقام من نفسها ومجتمعها وخصومها إلى أن تصل تدريجيا إلى المعرفة ومن ثم التسامح الذي ينطلق من روح صوفية مهوّمة في كل العصور شذبتها التجربة الإنسانية العريضة ونقّتها العذابات الروحية المتواصلة، في اعتقادي يقوم العمود الأساسي للرواية على هذه الرؤية، أي إن النفس البشرية قادرة على الوصول إلى مرحلة الصفاء الوجداني إذا توفرت شروط المعرفة العميقة والتجربة والاستعداد، هذا غير طرح أسئلة _ عبر تجربة رابعة _ حيال مسائل جوهرية مرّ بها المجتمع السوداني في العقد الأخير وطرحت شكلا بديلا من أشكال العلاقة مع الدين. بالنسبة للعناوين أرى أنها أدت وظيفة محسوسة في تقسيم الرواية سيكولوجيا وخلّفت ظلال مقاربة لروح القصة القصيرة وكأنما كل حكاية احتواها عنوان ما تعبّر عن مرحلة سيكولوجية لدى بطلة القصة والتشويش الذي تعانيه داخليا. * لننتقل إلى محور آخر، الرواية في السودان، سواء في الداخل أو الخارج، كيف تراها، وهل كانت حاضرة لديك حال إنجاز هذا العمل؟. ـ الرواية السودانية أكدت حضورها باكرا، وأكدت قدرتها على التعبير عن مجتمعات وثقافات متباينة في السودان، غير أن الإعلام العربي لم يعترف إلا بالطيب صالح وهو روائي عملاق بكل المقاييس وهو أب الرواية السودانية وواحد من أعظم المبدعين السودانيين على مستويين: المستوى الإنساني والمستوى المعرفي والإبداعي، الأمر الآخر هو أن المبدع السوداني في شتى المجالات تنقصه روح المبادرة والمبادأة في تقديم نفسه للآخر، تخيّل أن واحدا من أعظم الروائيين السودانيين هو إبراهيم إسحق مقيم هنا في الرياض منذ 18 سنة ولا يعرفه أحد! لك أن تصدق أن واحدا من أبرع كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي هو الدكتور بشرى الفاضل مقيم كذلك في جدة منذ 10 سنوات تقريبا ولم أقرأ له قصة أو حوارا في أية صحيفة خليجية! هناك أسماء كبيرة في مجالي الرواية والقصة القصيرة مثل أقنس لوكودو وبثينة خضر مكي وعيسى الحلو وأميمة عبد الله ورانيا مأمون وأبكر آدم وطارق الطيب وغيرهم غائبون تماما عن المشهد الثقافي العربي على الرغم أن الكتاب السودانيين بالذات لديهم إمكانات كتابية هائلة نظرا للثقافات والمجتمعات المختلفة التي خرجوا منها والتلاقحات الحاصلة بين تيارات ثقافية وإثنية مختلفة في السودان، العلة في تقديري راجعة إليهم وإلى إحجامهم عن التعريف بأنفسهم بالشكل اللائق غير أنه لا يمكن تبرئة الإعلام العربي من تهمة التجاهل والتركيز على أسماء بعينها، نحن أخف وطأة يا أخي هناك مجتمعات عربية مهملة تماماً في الشأن الثقافي العربي مثل موريتانيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر، لا أحد يعرف عنهم شيئا بل إن الغالبية تظن أن هذه البلدان ليست عربية، وللأسف الشديد أضحى الإبداع السوداني أخيرا ضمن مجاميع ثقافية لا يعنى بها أحد. بالنسبة لحضور الرواية السودانية في "وطن خلف القضبان" فهذه قضية أخرى، إذ إن التجربة الإنسانية العريضة كانت حاضرة من واقع أن الكاتب لا يمكن أن يرهن تجربته لجغرافية محددة، لكن بالطبع تظل الأصوات السودانية محرضا على أن يكون صوتي مكملا للأصوات السودانية الأخرى خاصة في مضمار الإبداع الحديث الذي يمثله جيلي.
شكرا الصديق خالد على رفدك للحوار الجاري حول الرواية بهذا الحوار العميق في الحقيقة قبل ان اقرا الرواية صدمني العنوان لانه اكثر من تقليدي وعندما بدات القراءة احسست ان هنالك خللا ما وما اوضحته من ان دار الساقي هي التي اختارت العنوان وضح لي اسباب تلك الصدمة وهذا يعيدنا الى ما سبق لي ان طرحته في بوست الجيل الروائي عن امكانيات النشر التي اتيحت لهذا الجيل ولم اتلق اي افادات في هذا الخصوص مما كان يمكن ان يوفر لنا بعضا من القبس الذي سيساعد في اضاءة ذلك المشهد الروائي ارجو من الصديق عويس ان يوضح لنا ملابسات نشر روايته الاخيرة الصادرة من دار الساقي متضمنا الاتي: هل نشرها على حسابه الخاص؟ هل قامت دار الساقي بنشرها على حسابها؟ واضح ان الدار لم تستشرك في تغيير العنوان,ما هي مبرراتها لتغيير العنوان؟ كما ارجو من عويس ان يلخص لنا تجربته في النشر مع خالص التقدير وساعود لمناقشة قضية وضعيتنا الهامشية في المشهد الابداعي العربي ارقدوا عافية المشاء
12-16-2003, 07:38 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
أخي خالد عويس لك كل الود مقال جميل و شيق و مفيد. و لكن يقفز الآ ذهني أيضا تساؤل الأخ أسامة الخواض : لماذا تدخل الناشر في تغيير الأسم في حين أن الكاتب له الحق الأول و الأخير في اختيار اسم كتابه الذي يحمل دلالات كثيرة على مضمون الرواية نفسها و يظل الأسم محفورا في أذهان الناس و له خيوطا موصولة بأحداث الرواية كما تعلم ؟ و الذي لفت نظري مقولتك التي تقول فيها أن الكتاب السودانيين لا يعرفهم الكثيرون و لا يعلم بهم أحد ، و أنا أعزو السبب للكتاب أنفسهم ، فغالبيتهم يلوذ بتجاربه و لا يحبذ المجازفة و خوض غمار تجارب النشر ، في حين لو نظرنا الى مصر أو سوريا نجد أن الساحة الأدبية متخمة بأعمال فيها الصالح و فيها الطالح و فيها الأعمال التي لا تستحق القراءة ، و لكنها محاولات لنشر التجارب و ليحكم بعدها الناس. فالكتاب هم السبب. للآن لم أجد نسخة من روايتك ، فهل لي الى ذلك من سبيل ؟ تسلم
12-16-2003, 08:10 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
الاخ ابو جهينة لك خالص التحايا ما قلته عن ان المبدع السوداني هو المسؤول عن التهميش الثقافي الذي نعاني منه -للاسف- ليس صحيحا ذكرت هذه الحادثة اكثر من مرة في هذا البورد وهي ان ناشرا مثل دكتور حيدر مثلا لا ينشر لك الا اذا دفعت له, وبالمقابل لا يقوم بالتوزيع المفترض هنالك المئات من المبدعين السودانيين الذين لديهم الاف المخطوطات للنشر انت تتحدث عن المراكز الثقافية العربية مثل القاهرة ودمشق التي اسست بنية ثقافية معقولة وهذا ما نفتقده المشاء
12-16-2003, 11:33 AM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
الصديق الجميل أسامة الخواض كتبت : هل نشرها على حسابه الخاص؟ هل قامت دار الساقي بنشرها على حسابها؟ واضح ان الدار لم تستشرك في تغيير العنوان,ما هي مبرراتها لتغيير العنوان؟ كما ارجو من عويس ان يلخص لنا تجربته في النشر؟
ردي على تساؤلاتك المهمة _ ولربما تسلّط الضوء على جانب من جوانب الموضوع _ يتلخص في النقاط الآتية : أولا : لم أنشر الرواية على حسابي الخاص فدار الساقي تكفلت بالطباعة والنشر والتوزيع ، وينص العقد على حصولي على نسبة 10% من اجمالي أرباح بيع الرواية وهي النسبة ذاتها التي يحصل عليها كل الكتّاب الذين يتعاملون مع دار الساقي ثانيا : دار الساقي تقوم بغربلة كل المسودات المقدمة اليها ولا تنشر _ على حسابها أو على حساب الآخرين _ الا وفقا لمقاييس ومعايير دقيقة ، والشائع أنها تتبنى نشر الأعمال التي توصي بنشرها لجنة خاصة من بينها الأخ الأستاذ علي خليل والسيدة دينا فضلا عن السيدة مي غصوب في لندن وعنوان الساقي لمن أراد أن يرسل : بناية تابت _ شارع منيمنة _ ( نزلة السارولا ) الحمراء بيروت _ لبنان دار ومكتبة الساقي تلفون (01)347442 ثالثا : للأمانة والدقة أستشارتني دار الساقي في تغيير العنوان من (الآلهة المستعارة ) الى العنوان الحالي ورأيت أن الدار أكثر تخصصا مني في شيئين : عنوان الرواية ولوحة الغلاف نتاج لخبرتهم في النشر وتخصصهم في أمور أختيار العناوين ، وكان تبريرهم الأساس أن العنوان الأول سيثير نقمة الرقابات العربية الأمر الذي حدث فعلا حتى بعد تغيير العنوان رابعا : أما تجربتي في النشر ، فقد تم نشر روايتي الأولي ( الرقص تحت المطر ) في السودان في 2001م بعد خمس سنوات على توقيع العقد ( تحديدا في 1997م ) بواسطة دار _ أنا الخرطوم _ أو المكتبة الأكاديمية وتم وقتها دفع مبلغ مالي محدد لي وكان مجزيا باعتبار أنني كنت طالبا فقيرا ما مثّل دفعة جيدة بالنسبة لي ولا زلت مدينا للأستاذ ابراهيم العوام ود. زهير حسن بابكر بجميل تقديمي الى القاريء السوداني من دون أن أتغافل عن دور السيدة هالة المغربي والأستاذ محمد جلال هاشم في مراجعة الرواية وتجهيزها للنشر ودور الأخ فتحي في طباعتها في دمشق ودور الفنان حسان علي أحمد الذي أتاح أختياري لواحدة من لوحاته للغلاف بناء على عقد بينه وبين دار النشر تميزا . أما بالنسبة للرواية الثانية فبمجرد انتهائي منها في سبتمبر 2000م بادرت بالاتصال بدكتور حيدر ابراهيم في القاهرة ، وأرسلت له مسودة العمل متمنيا في دخيلة نفسي أن أحظى دائما بناشر سوداني يقف الى جانبي الا أن رد فعله _ بوجوب دفعي مبلغا ماليا للنشر _ جعلني أراجع حساباتي مع الناشرين السودانيين وشروطهم المادية الصعبة _ ومعروفة هي بالضرورة الأحوال المادية للكتاب _ ودفعني للبحث عن دور نشر عربية ( لبنان / مصر / المغرب ) وللمصادفة السعيدة وقع اختياري على دار الساقي باعتبار شهرتها الواسعة وقوتها في حقل النشر ، وذهبت بعد حصولي على رد د. حيدر بفترة الى بيروت لتغطية القمة العربية وقصدت الى دار الساقي متأبطا مسودة الرواية . رحبت دار الساقي بقراءة العمل ، ولما عدت الى بيروت بعد شهرين فوجئت بأنهم جهزوا العمل وصاغوا العقد مبديين سرورهم للتعامل مع الأدباء الشباب ، ولم يشترطوا أي شرط مالي ، بل شجعوني على أن أستمر في التعامل معهم وهذا ما سأفعله باذن الله وهذا لا يعني أبدا أنني قررت انهاء تعاملاتي مع الناشرين السودانيين ، لكن بالشروط الحالية للناشرين السودانيين من جانب ودور النشر في لبنان ومصر والمغرب من ناحية ثانية لن أفكر أبدا في نشر عمل في السودان ما لم تتغيّر تعاملات النشر في السودان . اعتراضي أيضا على النشر في السودان يتضمن نقاط جوهرية أخرى أجملها في الفارق الشاسع بين التصميم ونوعية الورق والغلاف والقدرة على التوزيع في جميع أنحاء العالم _ فوجئت بأن روايتي الثانية موجودة في الولايات المتحدة _ وهذه قضية أساسية لابد أن تحظى بنقاش اذ لابد من التفكير في كيفية تغيير ذهنية الناشرين عندنا ليطرقوا أبواب العالم خاصة مع وجود قراء متحفزين لمعانقة النتاجات السودانية في العالم أجمع هناك مسألة أخرى عزيزي أسامة ، فقد تلقيت من جهات ثقافية في القاهرة ما يفيد بأن باحثة أمريكية من جامعة تكساس تسأل عن أعمالي الروائية واسم الباحثة _ ربيكا روبينز _ ويبدو أنها مهتمة بالثقافة السودانية وعضو في جمعية الدراسات السودانية في الولايات المتحدة فهل مرّ بك هذا الاسم ؟! سؤال ربيكا عن أعمالي دفعني للتفكير في جدوى _ بل أهمية _ البحث عن دور نشر غربية لترجمة أعمالنا _ لا أقصد شخصي فحسب وانما أيضا غالبية المبدعين الشباب _ ودعني أسألك سؤالا مباشرا كيف ترى الأمر وما هي الطرق التي تمكننا فعلا من توقيع عقود مع دور نشر أمريكية وبريطانية وفرنسية وهل يمكن القيام بمجهود جماعي لخدمة بعضنا البعض _ أعني كل المبدعين السودانيين _ طالما أن هناك جمعيات مهتمة بالثقافة السودانية ، ثم ألا تعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لطرق أبواب العالمية من خلال نتاجاتنا المحلية مع بروز قضية السودان الى حيّز الاعلام والاهتمام العالميين . " الرقص تحت المطر" على سبيل المثال هي رواية تعالج المشكل الانساني في الحرب الأهلية وتسلّط الضوء على ذهنية ونفسية الحرب في مقابل السلام وتطرح أشكال من الحب الانساني في مقابل الكراهية والحقد وعلى شاكلتها تدور كثير من أعمال الزملاء . النقطة الأخرى عزيزي أسامة ، أتوقع منك أن ترفد الرواية بمرئياتك النقدية وأكيد أنا من عمق رؤيتك ما سيخدم أعمالي القادمة ، فالحق أسامة نحن أحوج ما نكون لنقّاد مبدعين يقومون بتشريح وتحليل الأعمال الجديدة على مستوياتها كافة ، فأخشى ما أخشاه أن يلفت منع الرواية في السودان الأنظار عن ضعف بعض جوانبها أو ضرورات ممارسة نقد ليس محملا بالمواقف السياسية _ ضد أو مع _ فهذا ما أحتاجه فعلا ... النقد المنطلق من أسس ابداعية ومناظير نقدية بحتة
دمت عزيزي أسامة ولنفعّل كل النقاشات الدائرة حول جيل الروائيين وحول النشر والثقافة السودانية بشكل عام
12-16-2003, 02:49 PM
خالد عويس
خالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332
صديقي الجميل أبوجهينة مساءات محمّلة بالأريج بخصوص تساؤلاتك ، أعتقد أن اجاباتي على الصديق أسامة تضمنت شيئا مما أشرت أنت اليه .. أما ما كتبته : و الذي لفت نظري مقولتك التي تقول فيها أن الكتاب السودانيين لا يعرفهم الكثيرون و لا يعلم بهم أحد ، و أنا أعزو السبب للكتاب أنفسهم ، فغالبيتهم يلوذ بتجاربه و لا يحبذ المجازفة و خوض غمار تجارب النشر ، في حين لو نظرنا الى مصر أو سوريا نجد أن الساحة الأدبية متخمة بأعمال فيها الصالح و فيها الطالح و فيها الأعمال التي لا تستحق القراءة ، و لكنها محاولات لنشر التجارب و ليحكم بعدها الناس. فالكتاب هم السبب. للآن لم أجد نسخة من روايتك ، فهل لي الى ذلك من سبيل ؟
أنا لم أستثن المبدعين السودانيين من تهمة (الكسل) و(التراخي) الى حد ما بل وبصراحة أقول أن المبدع السوداني غالبا ما ينتظر أن تهرع اليه الأجهزة الاعلامية ( يكفي ما ذكره الصديق يوسف الموصلي في بوست عن الفنانة السودانية جواهر عن تكاسلهم هو ووردي والمرحوم مصطفى وسيف الجامعة عن مجرد ابلاغ الاعلام المصري بتواجدهم في القاهرة ) والأمثلة كثيرة . لكن من ناحية ثانية لابد أن نوّجه لوما للاعلام العربي بشكل عام بالشكل الذي أوضحته في حواري مع الوطن . لم أتحصل على نسخ اضافية للرواية حتى الآن وأعدك بجلب نسخ معي في أول رحلة خارجية باذن الله أو الطلب من دار الساقي ببعث نسخ خاصة الىّ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة