الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 12:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2003, 04:01 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن

    قدح القهوة يبرد تدريجيا على مرأى من الأوراق المتناثرة هنا وهناك . خاصية الحبر تستحيل الى فوضي ، وتنسج فوق الأوراق مهاميز تنكش رواق القلب . والليل كائن أبدي يتسكع فى طرقاتي . يا هذه الحمي التي تستريح على مواعيدي . مجبر أنا على الرحيل المرّ ... عنك الى كل الأوبئة ، أعبيء صدري بالتبغ ، والتشرّد . المنافي تقصف أعمارنا ، وتهدينا الوهم . توسعنا تمزقا ، وتسلبنا فحولة التحليق . تشدّنا الى الأرض بمسامير ، وتجردنا من أغطية نومنا .
    تلك البلاد ، منحتنا جوازات "السلاحف" ، وعلمّتنا القريض . حرمتنا "فضيلة" الحرية ، وصادرت حبيباتنا القابعات خلف نهرها الجميل . نقشت وشمها على جلودنا وبعثت بنا الى بورصات الهجن . تمتمت على ماء غسلنا وعلّقت صلواتنا فوق نوافذ العدم . علمتنا الصهيل . أغرتنا بممارسة الحلم ، ثم غفت فوق صدورنا .
    تتأرجح زوارقنا الباحثة عن مرفأ يقبلنا . كل المرافيء أوصدت بحارها . وأطلقتنا للريح . قبضنا على رمل الأيام ، وسكبنا قصائدنا فى مرمي الرصاص . أطلقنا سيقاننا للدود . وحين شرقنا بالبكاء ، عاقبتنا بـــ"المنفي الانفرادي" !!
    غبار الأيام يدك حصوني . يلقمني ثدي أمي تارة أخري ، ويرضعني الدم . ينتشي بي الدخان ، ويستثنيني من معاودة النزيف . يتمشي الفراغ فى روحي . يجرحني صوت أمي وعينا حبيبتي . أفرّ من الجحيم الى الجحيم . تلتبس الأوقات المنسية . وأعثر على جثة مغني فى حنجرتي الخاوية . هل أمارس بعض الهتاف ؟ كـــــــن عونا لى يا رفيقي . كن يا صديقي جارحا كفاية لتنبئني أنني تائه ، ووحيد ، وحزين . كن يا صديقي واضحا حد القتل . بامكانك أن تشرح لى معني خفوتي ، واضمحلال نفوذي على الورق الملفوف حول جسدي . أخنق هذا الهتاف الكريه فى رئتي . أرسم بحبري جدولا للعبور . أو خذ دمي زيتا للقناديل . خذني الى مجري الدم . اصنع لى شلالات من نور الفجر . أغمض هذا الليل على جفنيّ . أعصب عيني هذي العتمة . وأمنحني راحة أن أموت على حافة حرف داو .
    أختصريني يا هذي البلاد فى عينيك . قولي للراحلين ... مهلا . قولي لهم وداعا ... حتي . أبكي عليهم قليلا .
    مقدور أن نتسوّل "وطن" . مقدور أن يشاد على لحمنا وعظمنا . مقدور أن يوشّي بالقصب ، ويقتات بالدمع ، ويمتص الحلوق . مقدور أن يقصّب بالوشاة ، ويكون بحجم فوهة "مدفع" .
    و.... يبكون عليك . فى كلّ المدن الملعونة يبكون عليك . المدن التي لا تجيد تفاصيلها وتزرع لعنتها فينا .
    "ساعدني كي أرحل عنك ... ساعدني كي أشفي منك " .
    ماذا ، اذا لم تكن ؟
    وماذا اذا لم أكن ؟
    "أخاف الطريق اللى ما يودي ليك " و" أعاف الصديق الما يهمبيك" . وهل تصلح الصبايا اللائي نصنعهّن من دخان السجائر يا صديقي الرضي كي يخففن عنا ، عناء البحث عن سمراء تحفظ لنا "ثقب الأوزون" و"توازن الأرض" و" رائحة البرسيم" ؟؟
    مصرفك لم يمنحنا سوي "شيكات مرتدة" ، ولم يطعمنا غير خبز الغربة . أفرانك انطفأت ، وشعراؤك هاموا فى المدن الوسخة . المدن التى أرجعتهم "توابيت" . أطفالك غنّوا للحرب والهلاك . خوذاتهم اللامعة ، تتشفي من قلبي . وتطارد حقول الحنطة . جفّ اللوز الأبيض ، وأنسرح الهواء النتن . اصنع لى مراجيح من القهوة ، وعلمني أن اصطاد الشمس . علمني أن أبقي .
    الى أين يسافر الوطن ؟
    وكيف ستبقي أمي دون وطن ؟
    والى أين سيروح قبر أبي ؟
    وحبيبتي .... كيف أحبها فى زرقة سماء لا تشبه سماءه ، وفى اطار "خطة وجدانية" لا تتسع لصباحاته ؟
    هاتوا لى وطني .
    كيف أحيا دون ساقين ؟ وكيف أتنفس هواء غير عبيره ؟
    عزيزي يحيي _ ها قد أتينا الى التفاصيل _ لا تقل لى أن أتاوا تشبه الى هذا الحد كادوقلي ، وأن أطفالها يتفننون فى مناداة القمر . أو أنهم يسرجون خيولهم فى مدارات الاستواء . لا تقل لى أن كيبيك تطابق سهول البطانة وحداءات رعاتها .
    كيف أنت يا صديقي ؟
    هل راق لك سجائر غير "البرنجي" ، أو كسرة خالية من الذرة ؟
    كيف تستطعمون "العصيدة" هناك ، وهل تمشون فى الجنازات ؟
    كيف هو شكل الطريق ، وسحنات الناس ؟
    أدرك أنك تفتقد غبار الخرطوم ، وبصات "الثورة" ، وعبور الجسر الى "بحري" ، واللواري التي تقطع الفيافي باتجاه الغرب . ادرك أنك فى حاجة لسيجارة توقدها بعود ثقاب وتدهس بقاياها على تراب "نظيف" .
    خيبات متراكمة يا صديقي حطت رحالها فوق ظهورنا . أجبرتنا على التمهل أمام يافطات الغربة ، وقطارات "تحت الأرض" . هل ابتلعت تلك البلاد "زرنيخ" ؟ ما أسعد أولئك الفلاحين الذين اكتفوا من الدنيا بشربة من حافة الجدول ، و"غداء للأبقار" و"بستلة" لبن آخر النهار .
    هل بدا لك أن تتأمل وجوه العابرين ذات صباح "هناك" ، لتكتب على وقع خطاهم قصة ما ؟
    بدا لى فى لحظة طيش أن أكتب كلاما باللغة السرية . بدا لى ، أن العن هذا الظرف الطاحن ، والبوابات !!
    خذ يا رفيقي نفسا عميقا ، وحاول أن تتمدد تحت الشمس . أو تحت سقوف الليل ، وتعريشات الحزن الممتد . هل يبدو ذلك ناجحا فى صناعة وطن بديل . ستحصل على وطن "بليد" لا يشبه ما تتمدد تحت شمسه الدافئة ، وتغتسل فى أحزانه .
    لا عليك ، فحفنة من ترابه ، ستجعلك قادرا على الاحتفاظ بسلامة عقلك حين تدنيها وتشمّها وتشعر بالحنين يهطل فى اتجاه آخر . حفنة من ترابه ستخفف وقع الغربة ، وتجعل الأغنيات ممكنة . غنّي يا صديقي ، فليس لنا الا الغناء .
                  

04-12-2003, 06:19 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    المنفي بكائية لا تخصني وحدي
    > اهداء
    > الي هادية بدر الدين
    > تتهجي الدمع
    > تطرز منديل التفاؤل
    > و تربك المنفي بسود نتها للتفاصيل
    > الي اسامة الخواض
    > يرعي الوحشة و قيثارته الحبلي باوساخ التسكع
    > ويبكي طويلا شتاء مضي في بلاد التورم
    > و يردم بالكتابة فجوة الغياب
    > وقد ينسي ميثاق النسيان وهو يتسائل
    > لماذا ينام الجليد حزينا
    > ولا انسي ما تناثر من دموع الاصدقاء
    >
    > لها
    > ما سيكفي من الحنين
    > كي اروض وحش منفاي الطليق
    > لها ما تبقي
    > من سؤال الارتباك
    > و من خدوش
    > عاودتني
    > وجادلت صخبي الصموت
    > لها التناثر
    > في المكان
    > و في الزمان
    > و في ارتعاش
    > لايخاصم حصتي
    > في بك! اء محتمل
    > لها التوق الحميم
    > ولها الشغف المشاغب
    > في تهاويم الليالي
    > و انتباهات النهار
    > لها ما يشع
    > من بريق الاحتمال
    > و لها الوداعة
    > و الوداع
    > ولها ما يكثف صبوتي
    > في شارع
    > لا ينتمي لذاكرة الظلال
    > لها المتسع
    > من ضيق العبارة
    > في تفاسير المجاز
    > و لها الريح
    > من قلق تنوح
    > تحت سرداب
    > التمني الاشتهاء
    > و لها الوردة
    > انشغلت بسر العطر
    > وما تهمش من تواريخ العبير
    > و لها النيل
    > مرتهن بموجته
    > و موجته احتمال
    > قد تصادفه الضفاف
    > و لها منديل عاشقة
    > تؤلفني في التآلف
    > تختذلني في الوداع
    > و لها من بنات افكاري
    > مقام الرشاقة
    > و قدرة
    > ان تحل اللغز
    > في وثب الغزال
    > و لها النشيد يرق
    > ! و يذهب
    > في النعومة و الشفيف
    > و لها
    > ما لها
    > من الالوان
    > بهرجة و تجريد
    > ولها المعني
    > بما فيه من غموض
    > و التباس
    > و لها الخطوة
    > عثرتها
    > و اشتهاءات الوصول
    > و لها البعض
    > و الكل
    > و لها النبض
    > و الوجع المهاجر
    > في شرايين الغياب
    > ولها سفر الخواطر
    > و حقائب تنوي الاياب
    > ولها في الدهشة
    > مقام في الذهول
    > و مذاق من العادي
    > وغفلة في انتباه
    > و لها من خصال الروح
    > متاهتها
    > و غامض فعلها
    > وما تعد د من شروح
    > حول سكنتها الجسد
    > و لها الابد
    > وقد تجسد
    > في زهرة فوق اللحد
    > و لها الغموض
    > لها الوضوح
    > لها التناقض
    > و التضاد
    > و حرفة ان يكون الاسم
    > في ذات المسمي
    > وهمس الحرف
    > في وتر مباح
    > وشهوة
    > ما سيغري الطير بالعش
    > و ما تناسل من رياح
    > و لها في الطير
    > ذاكرة الجناح
    > و لها الهواجس
    > عاتيات
    > و الوساوس في صياح
    > و لها احتفال
    > في المآتم
    > و زغرودة
    > تزيف الموتي
    > و تبتذل الش! هيد
    > و لها الله
    > محتار
    > في شئون الخلق
    > يبدي و يعيد
    > و لها الغربة
    > و ما يوطن
    > في الغرابة
    > و اللجوء
    > الي تفاصيل التشرد
    > و انتماءات الحريق
    > الي الرماد
    > ولها البعاد
    > لها السهاد
    > و راعش الذكري
    > يستدعي البلاد
    > ويعاد توطيني
    > يعاد
    > و قد تمتع
    > من تنطع
    > بالجهاد
    > و لها النوايا
    > مسرفات
    > في الرجوع
    > لبيوت الحلم
    > في تلك الربوع
    > ولها الدموع
    > لها الدموع
    > ولي
    > بيت احلامي
    > و لكن
    > هنالك في البعيد
    > و لها الاسف
    > فيما اباشر
    > من وصف
    > و ما جدوي الاسف
    > وانا يكبل خطوتي
    > سجن الجليد؟؟؟
    >
    >
    >__________________________________________
                  

04-12-2003, 06:51 PM

ابويوسف

تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    المتلالان
    خالد عويس
    يحي فضل الله
    اشعر انني تورطت بالدخول الي ساحاتكم الموشحه بعظمه مكانتكم والتي تشغل في نفسي حيزا لا حدود له واي ريح اتت بي اليكم فانا اشعر بانني قزم الاقزام امام ضخامه شخصياتكم وسمو مكانتم
    اعذروني ان هرب الكلام مني وانا في حضرتكم فانتم الذين تطوعون الكلام ومن ثم تهدونه للناس لكي يحسنوه
    اعتذر مره اخرى
    وانا جد فخور وسعيد بكم
    وعلى الود دوما نبقى
    ابو يوسف
                  

04-12-2003, 06:57 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: ابويوسف)

    عزيزي ابويوسف
    مرحب بيك دايما
    ولك أن تتوقف هنا طويلا لتكتب ما شئت


    عزيزي يحيي :
    لا تبعد "هى" الا مسافة النواح ، ولا تجأر بالشكوي . نحن نفعل ذلك للغرابة !! هناك ما يلوح فى الافق . ثق بغريزة "البنوة" هذي . هناك ما يلوح فى الأفق . شعور جمعي يطحن الجميع هذه الأيام ، كجموع النمل حين تتحسس "حمي" الزلزال . دعنا نستميل حدسنا ، فينبئنا عن طقس الصبح ، وأناشيد العذاري . لم أفقد قدرتي على الكتابة . هذا يكفي !! هذا يكفي لاحراق لفافات صبر أخري ، والتنبوء بالرياح . هذا العشق يؤذي .. أفهم تماما انسرابه فى خضم هذه الفوضي . فلنرتب حواسنا لاستيعاب الضوء ، ومراسم الفرح .
    فلتأذن لى هذه الأنثي بالتسكع مرة أخري على أرصفتها المبتلة بضوء الشمس . أو أفكها من سجني . يكفي هذا الوجع الممتد من العظم الى اللحم الحي ، من الضفة الى الضفة . فليكن حسابنا ، كحساب الغيم . ولنتضافر لزرع نهر ، أو مسرح ( فكرة أستحق عليها ثمانين جلدة اليس كذلك ؟) .
    اليك بطائفة من الأنباء :
    مجموعة جديدة من تراتيل القلب تنوي الهجرة
    القبض على "منشورات سرية" تدعو للجمال
    لا زالت الخرطوم تشتهي ميقاتها "السري" وتجيد فكّ ضفائرها
    ولا زال النيل يشقّ على الردم ( اليس هذا كافيا ؟)
    ....
    ....
    .....
    ......
    .......
    هذا وفى النشرة أخبار أخري (وشكرا صديقي :محمد الرطيان)
    يا أيها الباكون على العتبات الخلفية : كونوا بخير
    يا أيها النازفون حد الموت : كونوا بخير
    يا أيها المجمرّون بغضب نبيل : كونوا بخير
    فلنحفظ لهذه العذراء طيبتها ، ووجهها المضمخ بالضوء .
                  

04-13-2003, 07:13 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الاخ الصديق خالد عويس
    عارم التحايا و كثيف المودة و التقدير
    دعني اتكيء علي مقولة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي كي اخفف عنا قليلا اتهامنا بالنوستولوجيا
    ان كثرة الاوطان تعني قلة الوطن
    ما الذي تبقي كي لايصبح الوطن عندي من ضمن المجردات
    وتلوح لي في ذاكرة مقولة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ـ الغني في الغربة وطن و الفقر في الوطن غربة ـ و لاتنهش اذا قلت لك اننا حققنا المقولة الشعرية الغنائية للتجاني سعيد و وردي ـ كل الارض منفي ـ وقد كتب لي صديقي السر السيد بعد قرأ ـ المنفي بكائية لا تخصني وحدي ـ كتب قائلا انه كان يظن ان مفردة المنفي تخص فقط محمود درويش
    و مالنا يا صديقي نكثر الجدل حول المنفي بدلا ان نحاول ان نعري من قذفوا بنا اليه اولئك الذين يملكون القدرة علي تغير اسم شارع النيل الي شارع الشيخ زايد و تحويل مدرسة خورطقت الثانوية من منارة علم الي معسكر الدفاع الشعبي ،الذين استطاعوا ان يوزعوا الجنة حلم الفقراء القديم بخطة اسكانية للموالين مع فروقات طبقية حتي مثل ان يعطي الزبير محمد صالح سبعين قصرا في الجنة مع عدد كبير من بنات الحور اولئك اللواتي قد اصبحن يتجولن في شوارع دولة السودان العظمي و اظنك قد سمعت بتلك النكتة التي تقول ان مذكرة مكتوبة قد وصلت الي البشير تقول الاتي
    نحن لا نريد الزواج ، نحن نريد ان نكمل تعليمنا
    وحين نظر البشير الي الامضاء وجد انه امضاء بنات الحور
    فتامل
    حكي لي صديق عراقي انه لم يعد يحتمل ان يتصل بوالدته في بغداد لانها لا تستطيع ان تستوعب المسافة بين اتاوا وبغداد و كلما يتصل بها تقول انها في انتظاره للغداء
    فاي منفي هذا الذي يجرح قلوب الامهات و يجرحنا نحن يوميا علي عتبات احلامنا بالعودة؟
    و لا انسي ان اقول ان الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف قد صرح في حوار قريب معه و من كثرة ما عاقر المنافي ، صرح قائلا ـ ان المنفي عافية
    و كم اخاف علي حلمي بالعودة من هذا التصريح و اظل ابحث عبر ادواتي الابداعية عن اجابة لهذا السؤال كلما ما داهمتني ركاكة الممارسة السياسية في السودان
    هل المنفي عافية؟؟؟؟؟
    و كل منفي و نحن بخير
    و قد غني عاطف خيري متحسرا
    كلما الليل
    زاد نجمة في كتف العسس
    جرت العصافير المطار
    و دخل الشعر وكر المباشرة
                  

04-14-2003, 01:21 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    عزيزي يحيي

    كلنا الآن على صهوة (المنفي) ، وهو على وجه الدقة أكثر ضيقا فى الخرطوم . الخرطوم المشبعّة بالبزات العسكرية الآن ، لا تنوي مغادرة وقتها . لم تجشّم نفسها عناء معانقتنا ، وسفائننا تأذن بالرحيل .
    يا الله كم تتغير النساء ، حين يكنّ فى قبضة (المجروس) . هى _ بعينها _ كانت مضمخّة بالعطر وحبلي بالأناشيد .
    فلنناقش تفاصيل (ما حدث ) ، فالحق أن المنفي هو نتيجة طبيعية له . هل بدا لك أن تفكر فى تفاصيل (خوجلي عثمان ) يوما ما لتدرك بشاعة ما أقترفته الخرطوم (المنفية) ؟
    العبرة ليست برحيله المر كما تعلم . الخلاصة فى معاداة الابداع الى هذا الحد الدموي المرعب . ثمة تفاصيل تشيع فى النفس كآبة .
    لم يبتديء هذا الحفل التراجيدي الآن ، المدينة ظفرت برأس مفكر قبل عشرين عاما ، وعلّقت البذاءة على نوافذها .
    قيّد البلاغ ضد شعب أعزل (للأسف) ، والى غاية الآن لا تسمح مدينتهم بتعليق أيقونته على صدرها مخافة (العار) !!
    تسلل هذا السأم (الأيدلوجي) تدريجيا الى عروق المدينة ، ليشل قدرتها على التنبوء ، والجلوس أمام التسريحة لمباغتة الجمال .
    كيف تكون مدينة بمثل هذه الوحشة ؟
    بذل العزيز (هاشم صديق) محاولة مضحكة فى سبيل طرد الكسل الذهني والرعاش الثقافي . تعرف ، صادروا المسرح ، وحظروا (وجه الضحك) !!
    أخبار قديمة ، لكنها قد تكون مسلية !!
    ما أصعب أن نعاقر الغربة ، لكن الأدهي أن نقترف (القبح) بالتواطؤ مع شجر ميّت فى الخرطوم بدلا من أن نزرع أرصفة تزهو بالمطر .
    سأطرح سؤالا فى غاية الطرافة ( أين تري ذهب "أسد" جنينة الحيوانات؟) .
    يا الله ، حتى الأسود أضحت منفية فى هذا الزمن ( الأرجواني النبيل !!) .
    حين نعود ، سنجد بقايا من وطن تشبعت به الذاكرة ، لكن هل سيكون بمقدور ذلك الاسد استعادة حديقته ؟
    أفتقد (جدا) سوق الخضار وميدان الأمم المتحدة ، تلك هى (خرطومي) .
    وأخشي حين أعود ، الا اجد (المتحف الوطني ) . ما الذى تغير ؟ فى غضون دورة دموية واحدة ، تمكنوا من طمس زمن المدينة ، وملاحقة (الشماشة) . أجدهم حميمين جدا ، وسأشتاق لوجوههم السمراء المتجهمة . حتما لن يكونوا وقود (ثورة فرنسية أخري ) تبجّل أصنامها ، ولا تحفل بالعشب الليّن . لماذا أنزلوا صوّر (جيفارا) من كل الجدران ، هل يذكرهم بشيء؟
    ولماذا _ نحن _ الأقدر على فهم مظفر ؟
    قلت لى أن سعدي تواطأ _ قسرا _ مع منفاه التليد ، هل المرء يتعود على (اللاوطن) ، أو تراه يتجرع (ذاكرة وطن ) ؟
    كيف حال محجوب (شريف ) _ مثلا _ ؟
    وكيف حال (وطنه) الخيّر الديمقراطي ؟
    يحيي
    أحمل لبلادي حين ينام الناس سلامي .
                  

04-14-2003, 08:33 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    ذاك الخنجر

    حمي الانتظار لا بل قل هذيان الانتظار من كان ينظر الي حيث متوقع ان
    تأتي لا تحيد نظراته ابدا عن الطريق الذي يتوقع ان تأتي منه اخرج منديلا
    من جيبه راح يمسح العرق من علي جبينه ادخل المنديل اخرج منديلا اخر
    مسح به هذه المرة علي الجزمة بعناية فائقة تؤكد استعداده التام لهذا اللقاء
    و ادمنت نظراته تجول حول ذلك الطريق هكذا كان 0000000000000000000000
    اعذروني كنت اريد ان احكي عن ود فرج الله و لكن ها هي ملامحه تضيع
    مني و الراديو يعلن في صبيحة هذه الجمعة 11 نوفمبر من العام الرابع
    و التسعين يعلن الراديو ان احدهم مجرد احدهم قد قتل الفنان المغني
    خوجلي عثمان ليلة الخميس بدار اتحاد الفنانين و الفنان عبد القادر سالم
    يرقد بالحوداث متاثرا بطعنات خنجر القاتل و ها نذا لا استطيع الامساك
    بتلابيب السرد تتقاذفني علاقات اللاجدوي احس بانني مرتبك الي حد ما
    تسيطر علي ذهني صورة لا استطيع ان اتجاوزها صورة ذلك الصقر الذي
    حط علي شجرة النبق التي في منزلنا حط ذلك الصقر في هذا الصباح
    فطارت مرعوبة ازواج من القماري بمخلب رجله اليسري تناول ذلك الصقر
    من احد الاعشاش فرخا صغيرا كان فبل قليل يستدفئ بامه نظراته جشعة
    كان الصقر لم يكتف بذلك بل حمل معه فرخا اخر بمنقاره الحاد و طار
    كنت اراقب ذلك و لا املك حتي القدرة علي هشه من الشجرة كنت اراقب
    ذلك بحياد حياد من اصيب في مقتل
    يا روحي هاجري و فتشي
    شوفي عاد كان تلقي شئ
    عاد الكاتب الدرامي العظيم صموئيل بيكيت الي ايرلنده موطنه في اجازة
    قصيرة بعد انتهي من دراسته الجامعية بفرنسا جاء و في باله ان يستمتع
    باجازته لم يكن يتوقع ان يحدث له ما حدث و من حيث لا يدري ضاعت
    اجازته علي سرير المستشفي شخص غريب لا صلة له مطلقا به لا تربطه
    به ادني عداوة جاء هذا الشخص و طعن صموئيل بيكيت بخنجر انغرز
    ذلك الخنجر في جسد ذلك الكاتب الذي كان وقتها شاب يتحسس طريقه الادبي
    اهتم صموئيل بيكيت اهتماما شديدا بامر هذا الشخص الغريب و اصر ان
    يلتقي به حين تم ذلك اللقاء سأل بيكيت ذلك السؤال الذي عذبه طيلة
    ايام المستشفي
    لماذا فعلت بي ذلك
    رد ذلك الشخص الغريب علي تساؤل بيكيت العميق و بحياد معلن
    لا لشئ
    و هنا اسمحوا لي ان اسودن هذا الرد الغريب
    ساكت
    من هذه الحادثة الغريبة احس صموئيل بيكيت بلا جدوي الحياة احس بالعبث الذي لون كل كتاباته الروائية و
    المسرحية و كان ذلك الخنجر الذي انغرز في جسده ساكت بمثابة تحول
    فلسفي عميق يقول هذا الكاتب العظيم واصفا حياة الانسان
    حياة الانسان ثلاث ظلمات ظلمة الرحم مرورا بظلمة الحياة و صولا الي
    ظلمة القبر
    يا روحي هاجري و فتشي
    شوفي عاد كان تلقي شئ
    مهما مهما عذبني المشي
    عندي زول بقي كل شئ
    يا ايها الاعزل الا من الشعر و الاغنيات
    هل بالامكان ان نحلم باغنية جديدة؟
    ما اقسي ان تحبس تلك الدندنة في اوتار الصمت الابدية
    آه لو كنت تملك قدرة ان تمنع دمك من مغبة فعل الاندلاق؟
    اسمعنا مره بس اسمعنا مره
    الدنيا تبقي ما فيها مره
    و الكون يلالي بهجة و مسره
    حن في عمرنا عارفنو مرا
    و ان قلت لا لا هم و استمر
    قبل الروح تروح لو كان ذلك الخنجر الذي انغرز في عنق الكاتب العربي الروائي
    الكبير نجيب محفوظ لو كان لذلك الخنجر ذاكرة لعرف كيف يتفادي تلك
    القامة العالية التي هي نجيب محفوظ
    آه لو كانت الاسلحة تمتلك ذاكرة
    يبدو ان العالم يتجرد متخذا شكل الخناجر سكاكين فؤوس هراوات قنابل
    بنادق طوابير من القتلي و زحام من القتلة دماء وقنابل قاذفات لهب كيماويات
    و وبائيات وساوس و ممنوعات
    فآجاتني الخناجر
    ذات قمر
    ناري التي اشتعلت
    صيرتني رماد
    تري هل يمكن ان نتصور شكل قاتلنا الجديد؟
    هل بالامكان ان نصف ضذلك القاتل الذي يخطف الروح؟
    هكذا بغتة تذهب التساؤلات نحو اجاباتها التي فقدت قدرتها علي النطق علي
    الحركة علي حيوية ان تصمد امام التساؤلات لذلك يظل الموت قادرا تماما
    علي تنويع المفاجآت
    مزق عبد القادر الجريدة و انحرف مزاجه عن العمل شتاء يتسرب خفيفا
    في تلافيف يوم الجمعة 11 نوفمبر من العام الرابع و التسعين السوق الشعبي
    امدرمان الدلالة كاد ان يفقد حيويته لا زالت المايكرفونات تعلن عن اسعار
    اللحوم انفعالات و ضجة تلتف حول معني موت المغني خوجلي عثمان
    مجموعات من البشر تتناثر هنا و هناك في شكل حلقات نقاش حول الامر
    احد اكشاك المرطبات حاول ان يستثمر الحدث فبحث صاحبه عن شريط
    لخوجلي عثمان فانساب ذلك الصوت المسالم من خلال جهاز ال تسجيل ليختلط
    بكل ضجة السوق و اختلافاتها الحميمة حول مقتل المغني
    ما بنختلف
    علمني بس
    قانون هواك
    بحفظ حروفو
    حرف حرف
    وقف حمد ود ام برمبيطه امام ذلك الكشك لم يشتر شيئا و لكنه بدلا عن
    ذلك انحدرت دموعه و اختلطت بعرق وجهه الطيب
    شفاف
    زعلك بشفق
    و شوفتك شفاء
    و بعترف
    هنا مسح ود ام برمبيطه وجهه بطرف العراقي المتسخ و تهدج ببكاء حارق
    و تحرك من امام الكشك لا يلوي علي شئ
    يقول الشاعر صلاح عبد الصبور في نهايته مسرحيته مسافر ليل
    في يده خنجر
    و انا مثلكم اعزل
    لا املك الا كلماتي
    و هانذا اخاف من حلمي بان تكون للاسلحة ذاكرة و ذلك حتي لا تتحقق
    رؤية الشاعر ايمن ابو الشعر حول محاكمة ذلك الخنجر
    يبرأ خنجر القاتل
    و تشنق جثة المقتول

    ____________________________________________________
                  

04-15-2003, 06:48 AM

sheba
<asheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)



    العزيزان خالد عويس ويحى فضل الله لا نريد ان نقطع عليكم هذه التواصل الرائع

    لكم الود


    (عدل بواسطة sheba on 04-26-2003, 07:52 PM)

                  

04-15-2003, 01:11 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: sheba)

    شيبة
    مرحبا بك وبكل الجمال الذى تقوم به هنا

    عزيزي يحيي

    تخيّل وطنا من غير مبدعين !!
    لكن بالطبع لا يصعب أبدا تصوّر مبدعين من غير (وطن) !!
    الأصعب من ذلك فى تقديري ، هو أن ينصب وطن (ما) مشانق على طول طرقاته لمبدعيه !!
    شفاف !!
    هكذا كان بالفعل ، وممتلئا بالحياة .
    هل ندرك بأن المبدعين يمنحون الوطن قدرة الحياة ؟
    كيف لى أن أتصور أمتي دون هوية ومن غير تاريخ . موجع هذا التاريخ الذى يتقصّد الكمنجات ، ويتعاطي معها بحد (الخنجر) ... للمناسبة ، ثمة من يدعي (الخنجر) هناك ، هل من قبيل المصادفة ، وهل المصادفة وحدها جعلت مسؤول الثقافة يوما ما (سيخة) !!
    أذكر _ يا صديقي _ حين رحل مصطفي ، كنا فى باحة الكلية ، نحاول أن نستوعب قوانين جديدة للكون ، مرّ (أحدهم) شامتا وهو يتمتم : " رحل واحد وتبقي الآخر" !!!
    كان يقصد صاحب (السجن ترباسه انخلع) و( وطنّا) ، كان يقصدكم جميعا ، كان يقصد أن على أمة بأكملها أن تترجل عن صهوة تاريخها ، وأن تصبح مليون ميل مربع ... رمادا !! انتبهت لكلماته تماما . عنت لى تلك اللحظة ، أنهم قتلوا مصطفي . أثبتت الأيام لاحقا أن مصطفي نما فى كل الدروب ، وتسلل مع الريح ، والضوء ، وسكن بيوت الفقراء ، ثبت أن مصطفي لا يمكن اقتلاعه من جذورنا جميعا . لأن مصطفي ، كان (نحن) . اتأمل الآن سرقة متاحف بغداد وآثارها ، وأقول فى سري ، أن آخرين فعلوا ذلك بنا منذ عقد من الزمان . ليتهم اكتفوا بنهب القطن ، والصمغ ، والنفط . ليتهم نتفوا (ريش الجزيرة) ، وطمسوا (هوية الحنطة) فقط . لكنهم _ يا صديقي _ أختطفوا المسرح ، وصادروا القصائد ، و(عسكروا) الكمنجات .
    كيف يتناسل الوعي بحجم هزيمتنا ؟
    وكيف نستوعب حدود الحريق ؟
    علينا أن نستمطر السماء ، يقيني أنها سخية . ولن تجود علينا بمزيد من المحن . فقط حين تقيء الخرطوم . ما أحوجها للقيء !!
    بالطبع هى _ أسئلة ليست للاجابة _ تلك التى شرعنا فى رسمها بأناقة و ( نزف) . هي أسئلة تدمدم فى الأفق ، وتدعو للتبصّر . تدعو _ ربما _ للانفلات ، والتمرد على قوانين تستهلك أعصابنا ، وتسطو على شراييننا . هى _ هكذا _ تتولد فى كل الاتجاهات محرضة على التدوين والشخبطة فى شأن متشابك .
    نعم _ عزيزي يحيي _ فلتتوقع مصيرا مشابها لمصير بيكيت ، ولتمارس فوضوية أكبر ! لكن ألم نواجه ذلك المصير بالفعل فى معني يتأرجح بين (التوقع) و(الذهول) ، بل والتيقن من أن ما واجهه (خوجلي عثمان) قد يكون نسخة _ طبق الأصل _ لكل مبدعي البلد ؟
    قال لى أحدهم _ وهو للمناسبة فنان بقامة نخلة _ أنه تعوّد على (الانزال القسري) من خشبة المسرح ، وتعوّد أكثر _ مع فرقته الموسيقية _ على نكهة (الحراسات) . فلتضحك الآن عزيزي يحيي ملء شدقيك ، فالساعة الحادية عشر بتوقيت الخرطوم الليلي أضحت مؤشرا على كمّ الغيثارات ، وتبديد اللون .
    قل لى ، لماذا يتطابق وجعنا الى هذا الحد مع الوجع البابلي السومري الكلداني ؟
    قال :
    حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق !!
    كم كان السياب مؤثرا وهو يقرع ذاكرة الشبابيك البغدادية ، وتنسرب روحه نحو جيكور . لكن ... الا تتطابق ذاكرة الظلام هذي مع ذاكرتي ؟
    كنت ، والليل ينشر ملاءته على أفق (القولد ) ، أمشي بلا هوادة فى دروبها المتربة ، أتنفس هواءها ، وأمرح مع نجومها . هدوء عجيب كان يغمر مدينتي القرية . أهلي هناك ، كانوا يأوون مبكرا بعد نشرة التاسعة .
    وكانت الكتابة هناك طقسا متفردا ، على ضوء فانوس عتيد تنظفه أمي يوميا . أتعجب الآن ، كل وسائل المدنية متوفرة لى ، غير أنى عاجز عن الكتابة . هناك ، كنت منزرعا فى ينبوع الحياة .
    هنا ، أهشّ بريشي فضاءات القفص ، وأنتظر الموت !!
    اليك صديقي مظفر فى فوضوي لا يعرفها الا هو ، ووجع لا يسكن الا منفيّ مثله / مثلك / مثلي / مثلنا :

    " وآه من العمر ... بين الفنادق لا يستريح
    أرحني الهي قليلا .....
    فاني بدهري جريح !! "
    هل ننثر (أزهار الشر ) على كل طرقاتنا ، ونتقمص الفوضي ، كى نرتب غنائية جديدة للوطن ؟
    يا بلدي يا فردة جناحي التاني لما الناس تطير لى عالمها
    أىّ عالم يحتوينا _ يحيي _ بعد أن سقطت الشمس فى قبضة الهلام ، وأضحت الأنهار بلا ملامح ، والبيوت بلا هوية ، والشهداء بلا قبعات !!
    حتي الطيور تخاف من وطني ولا أدري السبب !
    والطيور ...! ما حجتها فى نزع الريش ، وتسوّل الأجنحة . لها العذر وبعض السلوي ، فالفضاء صار ملغوما ، هذا اضافة لـــــ( منع التجوّل ) و(حظر الطيران) . باغتني المنفي _ أعترف_ ، ولعلي أعترف بأني مبتذل ، وبذيء ، وحزين . ومضطر للارتياب!!
                  

04-16-2003, 00:24 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)

    اربع حالات للوصول
    ـــــــــــــــــ
    1
    ...
    النيل يأتي قبل الوقت احيانا
    و يأخذنا اليك مغمورين بالشكوي
    و الوجع المهاجر بين صالات الجمارك
    000000000000000000000
    2
    ........
    الهروب منك صعب
    و التشرد فيك صعب
    و اللجوء اليك صعب
    و الطريق اليك صعب
    و الوصول اليك صعب
    فيا واحة النغم المشبع بالتوتر والسهولة شدي اليك من جذع الذين تطهروا قوسا واوتارا تنادي الراحلين تهد ارصفة الموانئ
    0000000000000
    3
    .......
    الشمس تشرق مرتين
    و الصبح يأتي مرتين
    و الليل يبكي مرتين
    و الشوق يجرح صوت شادينا
    يشرخنا
    يحولنا الي الصمت المصاحب بالضجيج و بارتعاشات الهدوء فكلنا اتي اليك و بعضنا كل لديك
    00000000000000
    4
    ....
    ثرثرنا
    تناثرنا و عبأنا الشرايين امتلاء بالاماني الذاهبات اليك في الزمن التوتر و القلق
    و نثرنا تاريخ العلاقة للسماء
    للجبال الشاحبات مواسما تأتي و تأخذ شكل اغنية تنادي للوصول .
                  

04-20-2003, 04:22 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: Yahya Fadlalla)

    عزيزي يحيي
    اواجه مشكلات فى الشبكة
    سأعود
                  

04-22-2003, 07:43 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)

    عبدالعزيز العميري ، كان الأقدر على تطريز مناديل (موت معلن) حين لم يحتمل التحديق فى (فراغ) الليلة الأولي وخوائها العدمي المفزع . كان ممشاه العريض يضيق تدريجيا ، ففضّل رحابة القبر .
    لماذا هذا الزمن المسموم يتقصد المبدعين ، ويجبرهم على الرحيل ؟
    يذكرنّي هذا الطقس بـــ"خليل حاوي" ذات رفض .
    جرّب يا صديقي أن تنصت لنواقيس "غربة ومطر" آخر الليل ، وسماء أتاوا تجود بالرحيق المرّ .
    أنا جربت هذا فى ليل الرياض (!) الموحش ، اكتشفت معان جديدة لــ"الدنيا" و"الليل" و"الغربة" و"المطر" !!
    حدثني عن هذا "الفلتة" .. عبدالعزيز العميري ، الى أىّ حد كان يترامي حلمه ؟
    أصدقك القول ، بأننا _ فعلا _ محبطون ومأزومون و(مهزومون) ... هزيمة تغرغرت فى مفاصلنا ، وأطفأت قناديلنا ، لكنها _ قطعا _ لم تفعل ذلك منذ عقد ونصف فقط !!
    الهزيمة ، كانت _ ولا تزال _ فى ذلك المشروع النهضوي الشامل الذى تموت ذبالته كلما أوقدت _ منذ خمسين سنة _ .
    هى فى النقص المريع الذى يعتريه ويهدّ أوصاله . الفعل الفردي برغم اتخاذه منحي جماعيا شكلانيا ، ما عاد يجدي . ما حدث فى عاصمة الرشيد يستنهض (حدسا) ما ، يستوقد عزيمة ما ، فى اتجاه فعل ايجابي أكثر ما يكون الحاحا فى أذهان كل المبدعين وكل المثقفين ، فى انحياز كلّي للبحث فى غريزة (بقاء أمة) وقدح شرارتها .
    فلنقاوم بـــ(الوعي) هذا العبث التاريخي . ولتزدان جباهنا بشمس أخري تدلي من نوافذ الوطن ، وتقرفص فى فضاءاته .
    ثمة قلق يتمشي فى الأوصال من أن تستحيل هذه الغربة الملعونة الى (وطن) يتهجأ أسماءنا بصعوبة ، ويعجز عن احتواء سمرتنا ، أو منحنا (مذاق العرديب) !!
    هاجرت أحلامنا وأمانينا ، بتواتر الهزائم . تجرعناها أبا عن جد . ورضينا بالموت المشاع فى الطرقات بدلا من الحياة .

    الخرطوم الآن تطفيء بهجتها مرغمة . وتمرح فى العدم . سرقوا سماء طفولتها . وأغتالوا أشجارها . قنعنا بالهزيمة حين عجزنا عن الحياة . بعنا مشاعرنا فى كل المدن التى قتلت أفراحنا . استقبلتنا المنافي بـــ(الثلوج) .
    وبرضو .... على بابك نهارات الصبر واقفات !!!
    عزيزي يحيي ... حين أقدم على كتابة مقال عن السياسة السودانية ، يجول بخاطري _ دائما _ محرض من نوع (خطير) ، صورة التقطت فى 1994م بواسطة مصور امريكي من رويترز .. لطفل حبيب وحميم من الجنوب ، (يزحف )فى اتجاه معسكر ما ، (يحلم ) برغيف خبز وشربة ماء ، ساقاه المقوستان حنتهما المأساة ، وشلّهما الوجع . فى اثر ذلك الطفل ، يجول فى الانحاء ، نسر !! هو الآخر (يحلم) بوجبة من لحم (طفل )...(سوداني)..(!!!!)

    تصوّر ، انتحر مصوّر رويترز ، وعجزت أمتي عن (الانتحار) أو حتي التوقف عن الذهاب الى بيوت الأعراس (الفضائح) . هل نحن أمة (فضيحة) يا يحيي ؟ من القاتل ؟ .....
    ....... والمقتول فينا ... والرهينة ؟
    هذه الصورة وحدها ، قادرة على جعلى أستوعب تفاصيلنا على نحو مختلف ، ورصد رعافنا اليومي ، وصديدنا المتقيّح . ثم ... خذ: (الامريكان ليكم تسلحنا)!!
    أعترف الآن بأن (انتحار) ذلك المصوّر ، كان أكثر الأحداث منطقية فى (تاريخنا) ...تصوّر !!
    تلك هزيمة أكبر ، ويا وجعي من هزيمة مثلها !!
    حين يشحّ الخبز ..... نثور
    حين يجفّ الضرع ...نثور
    حين .... !!! ( يا لها من ثورات) !!
    ما أبعد تصوراتنا عن نافذة الضوء .
    الحرقة ليست كافية لرسم خريطة جديدة للوطن (العذاب) . ولا تحشيد الأرق الليلي . فلتسلبنا _ الهي _ هذه المتعة الذاتية والخيانة المتفردة !!
    ولتمنحنا لذّة أن (نزحف) فى اتجاه معسكر للمجزومين والمضطهدين العائشين تحت جلدنا .
    هل ثمة فارق كبير بين (زحفه) الموجع فى اتجاه معسكر الاغاثة ، و(زحفنا) المجيد فى اتجاه المنافي ، و(زحفهم) العظيم فى اتجاهات (لا شيء) فى الداخل ؟
    ثرثرنا طويلا ...كفانا !
    ومضغنا كبد الوطن المغدور .
    الحب ... الحرب !! يا لها من معادلة عجيبة ، تفلح دوما فى تلقين الأطفال .. الدرس الأول فى (اللاجدوي)

    أحزان خاصة


    مزروع فى الضفة الأخري ، وليس سوي قارب مثقوب تهدهده الريح .
    منسجم مع تفاصيل لوعتي ، وتهتّك أنسجتي . مفزع هذا الفراغ الكوني ، ومشحون بالشتاء الطويل . محقون بكيمياء الشارع ، وجغرافيا الوداع . أتجرع هزائمي على مسافة نهر . وتقاومني الصحراء فى محاولات الولوج .
    عيناك لى سقيا ... !
    عيناك ، وتهت فى مدارات أحزاني ، وأفلاك غربتي . عيناك ، والمقهي والأصدقاء ، والأغنيات ، والنجوي!
    لا يفاجئني هذا التوتر . ينزف فىّ . مخبوء هو فى مسامي ، وأنت بعيدة مسافة اشتهاء (وطن) . ألوذ اليك حين يحاصرني الحزن . أقاليمي مسكونة بالدخان ، وفى ذاكرتها عنفوان من عطرك .
    هل يدركنا الوقت فنمضي ؟
    هل يدركني الوقت ، فأمضي ... وحدي ، كراهب بوذي . تضوّع جثتي بالصندل ، ويذري رمادي فى النهر . أية أيقونة فخارية ستحوي هذا الملل فى جثتي ؟
                  

04-23-2003, 04:32 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)

    ها قد عدت عزيزي يحيي وعذرا للتأخير ، لخلل طاريء فى الشبكة العنكبوتية
                  

04-24-2003, 00:56 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)

    اتذكري يا موجة نيلك
    و انتمي
    لي رزازك و العذوبة
    لي مناخات من تألف
    ومن خصوبة
    و يا موجة آه
    لو تنتمي
    لي نجمة
    تلمع في البعيد
    و في مياه نيلك
    تفتش
    عن شجن رجع النشيد
    لي قمراء





    ـــــــــــــــــــ
    خالد عويس
    كم انت مشاكس حد التحريض
    هل تراهن استطيع تفكيك مقولتك ـ فلنقاوم بالوعي هذا العبث التاريخي ـ و ادعوك الي فكرة اخري هي ـ فنعبث ولو قليلا بالوعي التاريخي ـ اليس ذلك افضل؟؟؟
    دعني الملم شظايا الروح و استنهض الذكري كي اجوب معك في شوارع و دروب و ازقة كنت اعرفها وتألفني و ألفها وكم هو قاسي ذلك الدرب الذي لم تواقعه خطوات الطفولي
    دعني يا صديقي الملمني و الخرطوم يبكي عليها الشاعر السر عثمان الطيب بحرف سخي
    صغرت من زحاما
    و صبحت ما مدينة
    و تتحول الاطلال الي عش مفقود
    و العش يا حليلن
    عصفتبو الهبايب
    دعني الملمني اداري عني الهبايب و الخرطوم سأل عنهاعمر الطيب الدوش و هو بلاد الشيك في خطابه المحموم للوطن
    و لسه بترقد الخرطوم
    تمد اوراكا للماشين
    نهودا تدوسين العربات
    تطل من فوق عماراتا
    تلز اطفال في النيلين
    و ترجع للرقاد تاني؟؟؟
    يا خالد
    اؤمن بان الحياة تستحق ان تعاش ولن ارضي بالموت المشاع في كل لتفاصيل علي لذلك الطفل الذي ان للصقور ايضا احترامها الخاص للحياةالم تلاحظ ان الصقرلم يهجم علي الطفل بل كان يتتظر موته و لكل الحق ان تضع ذلك الطفل السوداني امام الساسة اصحاب الحديث المرخرخ









    تغسل ليل بيوتنا
    و بي ضياءها
    كم شواطي
    بتحتمي
    و يا موجة
    نيلك يوم يفيض
    اقرئ احلام المزارع
    في تواريخ الطمي
    و رعشة خلايا البذرة
    لا من بين مساموا
    بتترمي


                  

05-26-2003, 11:46 PM

motaz ali
<amotaz ali
تاريخ التسجيل: 05-22-2002
مجموع المشاركات: 355

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: استلاب كلمات يحى فضل الله (Re: خالد عويس)

    الاخ الكاتب الكريم
    السلام عليك ورحمة اللة تعالى وبركاتة

    لفت نظرى فى فيما كتبت قولك

    فلتضحك الآن عزيزي يحيي ملء شدقيك ، فالساعة الحادية عشر بتوقيت الخرطوم الليلي أضحت مؤشرا على كمّ الغيثارات ، وتبديد اللون

    اود ان اشير الى ان هذا هو اجرا امنى كان سوف يفرض من قبل اى نظام يعتنق اى ايدلوجية غير التى هى فى الواقع الان

    واعتقد ان لو مذهبك السياسى كان على سدة الحكم لقام بنفس لاجرا الامنى ولكن ما اعتقد انك كنت سوف تنتقدة حينها

    لانك الان توظف هذا الانتقاد لغرض معين انت تعرفة والجميع يعرفونة

    مع خالص احترامى
                  

04-24-2003, 12:19 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    خالد ويحيى

    استمتع بحواركما حد الثمالة

    رباب


    Keep it up.
                  

04-24-2003, 02:32 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Rabab Elkarib)

    رباب
    شكرا لتحيتك الرقيقة وانا سعيد بوجودك هنا
                  

04-24-2003, 05:48 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    هذه المجادعة بين يحيى فضل الله و خالد عويس دليل على اهمية و حيوية الحوار المشتبك و المتقاطع بين السياسة و الادب و الشعر و السجال
    لهما العرفان بالجميل و نظل فى انتظار المزيد من الحوار الجميل و المؤلم فى ذات الوقت
    و انتهز هذه الفرصة لاغرغركم القصيدة التالية و التى كتبتها منذ عامين فى بلد تموت من البرد حيتانها


    هل تكتب شعرآ؟
    بل أكتب دمآ
    هل صافحتها فى حلمك؟
    صار لى زمان لم أحلم

    ما أسمها؟
    اسمها الخرطوم
    خرطوم من؟
    خرطوم الفيل؟

    خرطوم من؟
    هذا سؤال جليل

    هى الخرطوم اللقيط
    و هى الخرطوم طقّ الصمغ
    و هى الخرطوم السمك البياض
    يباع على ضفاف الابيض

    هى الخرطوم
    مآذن تصدح باسم الربّ
    و خمّارات تصدح بحناجر المغنين
    و المطاليق
    و المأزومين
    و المغرومين
    و المتمردين
    على الركود
    و الداعين
    الى جهاد الفقر
    ضدّ اكتناز السلطة و الثروة

    ويل للمطففين
    و الطفيليين
    و تجّار المسغبة و الربا
    باسم الربّ
    و باسم تاريخ لا ندرى
    هل هو لنا
    أم هو علينا

    يا بحر يا أحمر
    أنت شاهد صموت
                  

04-24-2003, 07:27 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Adil Osman)

    الاخ عادل
    في نسيج اغنية نوبية ذات لساني عربي و غزل كثيف تماهي
    بنعناع الجنينة تسربت الخرطوم في نسيج الاغنية هكذا
    وديت شكوتي لحاكم الخرطوم
    أجل جلستي لما القيامة تقوم
    تري كم من المرات اجل حاكم الخرطوم جلستنا و مجالسنا و جليسنا و احلامنا حتي الكوابيس ؟؟؟؟؟؟؟
    ذكرني هذا المقطع بخالي الحاج الرقاق ـ رحمه الله
    الخرطوم السمك البياض
    فقد كانت الخرطوم توتره و كنت استعين بالصديق عبد الرجمن قم الله المشهور بالناظر كي يستعين بالالفة لقبول الخرطوم وخالي هذا يسكن وتساكنه قرية صغيرة شمال المحمية اسمها قباتي , كنت اقول له هذا الجملة وحينها يبتسم بحرفة تخلط بين المزارع و صياد السمك
    الخرطوم بلدا منجض حوتا
    ويا عادل لازلت ابحث في ذاكرة عن الخرطوم بالليل و قد استعانت الموضة في الستينات هذه الحالة فكان ذلك القماشي النسائي اللامع ـ خرطوم بالليل ـ تري لماذا تشيخ عندنا المدن؟؟؟
    مع هميم ودي وتقدير
    ــــــــــــــــــــ
    خالد عويس
    ساتقصي لك عن مدي الاحلام لدي العميري
    و ساحسب تلك المسافة بين الصقر و بين طفل السودان و بين انتحار المصور والتقاطه للصورة و حتما سنعاني كثيرا حين يصل هذا القياس الي ما يسمي بصقور النظام و لام الحمائم سجعهن
    ودخن يا صديقي سيجارتك الاخيرة و اعلم ان الارض ليست للجميع
    سبق لي ان شاهدت هذة الصورة التي تقتلني مئات المرات في النت و لا ادري فهل بالامكان نشر هذا الصورة في هذا البوست فذلك يكثف هذه المجادعة الالكترونية
    خالد
    كنا نطرب ونحن القرويون لوصف فضيلي جماع للخرطوم بغابة الاسمنت و حين سكنتها كنت اتامل المسافة بين غابة الاسمنت و بين
    غني يا خرطوم غني
    و شدي اوتار المغني
    و ضوي من حبهة شهيدك اغنياتك
    و اطمئني
    و لنا الان ان نتحسس خراب المدن و رصد ملامح شيخوختها او قل طفولتها الشائخة قريبا جدا من ظاهرة ترييف المدن وليس بعيدا ايضا عن ترييف السياسي
    يلا سلام وخليتك بعافية
                  

04-25-2003, 04:53 AM

ماسة
<aماسة
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 21

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    في حضرة الرائعين يبقي الصمت والانصات ابلغ التعبير
    لكما التحية
                  

04-25-2003, 05:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: ماسة)

    يحيي...
    نعم ... فالعميري يستحق عناء التأمل ، واجتراح الذاكرة من أجل معاينة حلمه الفسيح . كان رحيله المر ايذانا برحيل مبدعين آخرين ما استطاعوا العيش فى خضم الفوضي التى ضربت مفاصلنا .
    هو الآخر تم نفيّه بذات الطريقة السمجة !!
    ويقابلونك بابتسامات صفراء تجعلك زاهدا فى الدنيا ، كم هى تافهة تلك الابتسامات التى تضمر الخراب !!
    أىّ المشانق ... لم نزلزل بالثبات وقارها ؟
    لكن المشانق تهون بالنظر الى (الموت منفيا) .
    كل يوم ، تتسلل من فراشك ، فلا تجد شمس السودان تغمرك بالضياء
    ولا زحمة المواصلات تغريك بالتحدث الى جارك عن السياسة و( الهلال) و(المريخ)
    ولا المشكلات الصغيرة بين (الكمساري) والركاب .. تلك المشكلات (البهار) التى تجعل للدنيا طعما آخر !!
    ولا ( عم عبده اليماني) يطالبك بسداد دين الشهر المتبقي لبقالته
    ولا الغبار الناعم الذى يجعلك تعود الى بيتك آخر النهار متمسحا بتراب الوطن ومعمدا به
    ولا صفوف الخبز والبنزين
    ولا طعم (الفلس) حين تقرأ جريدة جارك فى الحافلة ، عند العوز وعدم القدرة على شراء صحيفة
    .... تكابد مشقة النهوض من الفراش ..
    وحتما لن يكون (عاطف خيري) بانتظارك قرب ( ست القهوة) التى تجلس أمام المكتبة الأكاديمية فى شارع الجمهورية
    ولن تستمتع بنقاشات التشكيليين فى (أيتنيه) هذا اذا لم يطبق رجال الأمن عليكم بدعوي ( التجمع المشبوه)
    حتى مطاردات السيارات المظللة ستفتقدها فى ذلك الصباح
    وستفتقد عناء الرجوع الى المنزل فى وقت متأخر من الليل بعد أمسية شعرية ، أو معرض كتاب
    وقهوة أمك ، و(النبق) و( التسالي) و( عيش الريف)
    لن يكون بمقدورك أن تزحف فى صف طويل ليتسني لك الدخول الى الملعب والتمتع بمشاهدة هلال مريخ ، ومضغ قصب السكر ، ثم مشاكسة ( شرطة العمليات )
    أو ممارسة رقص حميم فى حفلة عرس على أنغام (النور الجيلاني) وهو يقطّر ( كدراوية) أو ( جوبا) فى أذنك ، وانت لا تري بدا من الانصهار بجسدك فى ذلك المد الموسيقي القاتل
    لن تتمكن هذا الصباح من شرب الشاي وغمس البسكويت البيتي فيه ، اثناء سماعك لنشرة الوفيات من (اذاعة ام درمان) كطقس أمومي حميم أدمنته أمك على مدي سنوات ، فأدمنته أنت كذلك
    ولن تتمكن عند الظهيرة من الاستلقاء متحررا من معظم ملابسك لانقطاع الكهرباء _ كالعادة _ ، ولا قبول دعوة من (زهاء الطاهر ) لبيته فى الفتيحاب لحضور منتدي مصغر عن فلسفة الجمال مثلا ، أو حتي مراقبة الناس فى مطعم (البربري) أو أكل (الصير) فى الموردة !!
    ولن تحرقك الشطة التى تحاول ان تداري بها بؤس (البوش) وطعمه اللاذع حين يكثرون الشمار والكسبرة !!
    ولن تلتقي _ صدفة _ بالصادق الرضي فى ناحية (الدراسات الاضافية ) بجامعة الخرطوم ، أو التوجه لمكتب الاستاذ نجيب المحامي لرؤية الشعراء والاستماع الى جديدهم !!
    ولن يقابلك حتما المتسولون ، وهم يلحون عليك فى اعطائهم (حق الله ) ، ولن تذهب الى المولد هذا العام ، أو تتسلي بمتابعة (بريش) الجميل فى ابداعه اليومي وهو ينظم حركة المرور قبالة نادي ناصر الثقافي الذي تحوّل بقدرة قادر الى (......)
    ولن يعانقك صديق قديم حتى تسمع صوت عظامك ، وهو يسألك عن الأهل ، والأصدقاء
    كل هذا لن يحدث ، تخرج من بيتك فتعاين وجوه لا تشبهك ، وتمارس أشياء غير التى تعودت عليها ، وتغازلك شمس لا تتمتع بحرارة شمسنا ولا لهبها ، ويخيّم عليك ليل ، ليس فيه شيء من ليل بلادك
    وتعود الى منزلك آخر الليل لــــــــ"تعاقر" الوطن وتستحلب ذكرياته ، وتنام مخدرا بفعل "الكأس الوطني اليومي " !!
                  

04-25-2003, 05:45 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الانقياء
    عادل عثمان
    ماسة
    وجودكما هنا شرف لنا
                  

04-25-2003, 07:38 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    عميري يضمد في اخر الصيد جرح الغزال
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اكون كضاب
    لو اترددت
    شان استقبلك جواي
    و لو قاومت حد السيف
    بريقو يلخبط الهداي
    صحيح قبلك
    شراع الدهشة ما صفق
    و لا كان العرق وداي
    دي حتي الاغنيات قبلك
    حروف ابياتا كانت ساي
    عبد العزيز عبد الرحمن العميري ـ ذلك العصفور المسمي مجازا العميري ـ كما قال الشاعر ازهري الحاج ، طاقة فنية متعددة الجوانب ،قلق دائم يبحث عن جناحين يحلق بهما في سماء الحرية بين شفافية الروح و حصار الراهن اليومي ، ممثل متمرد علي الثوابت ، علي الاكلشيهات ، شاعر صاحب ذائقة خاصة ، ضجة من الصور الشعرية ، ضجة تعرف كيف تتقمص الدور
    في نواصي الليل نشدتك
    اقصي حته من السكون
    الاحد الخامس و العشرون من يونيو العام التاسع و الثمانين من القرن المنصرم ، الاحد الذي سبق موته ، كان العميري يتجول داخل الاستديو ، استديو التلفزيون ، ليسجل اول حلقة في برنامج جديد و كان قد نجح يومها ان يسجن ثنائي النغم داخل الاستديو بعد غيبة غنائية طويلة ، تري كيف خطرت ببالك تلك الفكرة ايها المشاكس ؟ ، فكرة ان تجمع الثنائيات الغنائية ، تعطل التسجيل و تم تأجيله الي الاحد القادم ـ لكن ـ
    كان العميري قد ذهب الي حيث لا رجعة مودعا صناعة الافكار الجميلة
    في مايو من العام الثالث و التسعين ، امام شجرة اللبخ التي تجمل مدخل المسرح القومي سلطنا كاميرا التلفزيون علي خضرتها الداكنة من اعلي و تحركت الكاميرا الي شجرة لبخ اخري كانت قد تعرت من خضرتها و اعلنت يباسها فبدت عجفاء لا توحي بغير الموت ، عندها بدأت حديثي عن العميري في برنامجي المخصص لذكراه ، تحدثت نادية احمد بابكر ، حسبو محمد عبد الله ، خالد جاه الرسول صاحب بوفيه المسرح القومي هرب من الكاميرا من حزنه العميق تجاه هذا الفقد ، اوقفنا عدد من المارة في شارع النيل ، سألناهم عن عميري
    كنت احلم بتقديم سهرة تلفزيونية عن العميري ، كنت احلم
    داخل استديو اسماعيل الازهري بالاذاعة او استديو ـ الف ـ ، دارت اشرطة التسجيل داخل المكنات ، التقطنا مسامع درامية فيها ذلك الصوت العميق ، التقطت الكاميرا دوران الاشرطة ، ومن داخل الاستديو كان خطاب حسن احمد يحاول ان يحرض ذاكرته و بحزن خاص ، محمد عبد الرحيم قرني يتحدث عن العميري و متأكد ، متأكد تماما من وجوده الحي الخواطر الجميلة ، في الغناء العذب ، في بحث عن نكتة ،في اشهار الامكانيات الجمالية ضد القبح و اعلن قرني اعجابه الشديد بروح العميري الساخرة و المتأملة ، محمد السني دفع الله يتحدث عن ـ شريط كراب الاخير ـ تلك المسرحية التي تخرج بها العميري في المعهد العالي للموسيقي و المسرح من تاليف الكاتب العالمي صموئيل بيكيت ، هكذا دائما العميري يميل الي حيث التضاد ، لم ينس السني ان يتحدث و بعذوبة عن عشق العميري للمدن ، مصطفي احمد الخليفة اقتحم الاستديو و نثر تلقائيته المميزة علي الجميع ، كانت محطة التلفزيون الاهلية قد اعلنت عن ملامح كوميديا جديدة فجرها ذلك الجيل ، من داخل الاستديو كان معتصم فضل يتحدث عن العميري ، خارج الاستديو صلاح الدين الفاضل يتداعي الي درجة البكاء امام الكاميرا ، تذكرت ان محمد نعيم سعد لم يحضر و ان الرشيد احمد عيسي متوقع حضوره ، حرضت الكاميرا علي النيل ، قذفنا علي موج النيل بعض الحجارة بحثا عن تلك الدوائر المائية التي تكثف معني الزمن
    في استديو التلفزيون تحدث فاروق سليمان عن العميري ، تحدث عصام الصائغ ، في ابروف كانت اميرة عبد الرحمن العميري ـ شقيقته ـ تعجز امام الكاميرا ، تعجز عن ان تحكي من نكات عميري ، في الحتانه ابو عركي البخيت تتجاذبه الذكريات و عفاف الصادق لا تستطيع الحديث عن عميري ، و نحن نتاكد من التسجيل داخل الاستديو ، احسست بفقد حقيقي حين غني عركي هذا المطلع من اشعار عميري
    فصلي التيبان مرايل
    لي طفل قاسي العيون
    و ابقي قدر الدمعة دي
    و نوحي في الجنب الحنون
    حين كان معي شكرالله خلف الله داخل مكتبة التلفزيون نحاول ان نجمع ارقام الشرائط التي تحوي روح العميري داخلها كان هنالك همس حول هذه السهرة ، تحول الهمس الي وسواس و اتفق علي مشاهدة مواد هذه السهرة و يبدو ان الاتفاق كان سريا للغاية و حين بدأنا نجهز للمونتاج فقدنا بعض الاشرطة التي كنا قد اودعناها المكتبة ، في بحثي عن الحقيقة تلك التي دائما تكون في التلفزيون بين القيل و القال عرفت ان شخصية مهمة في التلفزيون قد اخذ هذه الاشرطة و انكر ذلك ، هكذا اخطبوط من العراقيل ، متاريس للقبح ، كنت اتحدث في هذه السهرة المعتدي عليها عن ان العميري هو تلك الحيوية ، حيوية الروح ، انه ذلك الشفاف ، وجود في الذاكرة ، حضور في الوجدان و في ختام السهرة قرأت هذا المقطع من شعر العميري
    اديني سمعك في الاخير
    انا عمري ما فاضل كتير
    شالوهو مني الامنيات
    الضايعة في الوهم الكبير
    و الدنيا ما تمت هناء
    لسه فاضل
    ناس تعاشر
    وناس تضوق طعم الهناء
    بكرة اجمل من ظروفنا
    و لسه جايات المني
    كنت اتحدث عن هذا التفاؤل المعترف بالموت ، تفاؤل يصر علي ان الحياة لا تتوقف كما ان الموت لايتوقف ، سمعت بعد ذلك ان السبب الاساسي في اعدام هذه السهرة هو هذه الجملة الشعرية
    بكرة اجمل من ظروفنا
    العميري يعرف كيف تكون السخرية عميقة ، يبحث دائما عن الضحكة و حين لا يجدها يتعب و لكنه لايعدم حيلة في ان يخترعها ، يعرف كيف يمارس الحياة ، ممارسة الحياة تحتاج الي بصيرة نافذة تعرف كيف تنسجم مع التناقضات ، كتلة من النشاط و الحيوية ، لايعرف فراغ الذهن ، يملأ كل الاماكن بظله المتمرد دوما علي الاصل ، قلق جدا و لكن رغم ذلك يدمن التأمل ، كنا نناقش مفهوم الحبيبة في الشعر الغنائي ، الحبيبة التي تداخلت في النسيج اليومي للحياة و حين نقول ـ اليومي ـ سرعان ما يفكر اولئك المتشاعرون و النقاد اصحاب الذائقة المرتبكة و اللغة المطلسمة انه حين يكون اليومي حاضرا في نسق القصيدة يكون الشعر غائب و تكون الشاعرية ضعيفة و لكن العميري وحده الذي يستطيع ان يرد علي ذلك
    ليكي مليون حق تخافي
    ما جبت ليكي شبط هدية
    و انا طول الدنيا حافي
    من الابيض ـ حي القبة ـ حيث ولد العميري بعث لي شقيقه احمد العميري رسالة تضج بحزن التساؤلات
    ـ لقد ذهب و لكن من للصغار الذين يطيرو كالنحل فوق التلال؟
    من للعذاري اللواتي جعلن القلوب قوارير عطر تحفظ رائحة البرتقال ؟
    من يسقي الخيل عندما يجف في رئتيها الصهيل ؟
    من يضمد في اخر الصيد جرح الغزال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    كلما احتفل الزبديون بتراكم عام في نسيج هذا الخراب
    ساتذكر ان عميري وثق برحيله المتزامن جدامع انتهاكهم ، وثق العميري برحيله ذلك التضاد الجميل مع اخطبوط القبح و الظلام
    ارتعشت مني الاطراف و انا اتسامر مع عوالم خليل فرح في ديوانه المحقق من قبل الراحل المقيم و الوناس العذب علي المك و ذلك لاني اكتشف ان خليل فرح قد رحل عن هذا الدني في يوم ثلاثين يونيو من العام الثاني و الثلاثين من القرن المنصرم ، هل تراني اصطاد المصادفات كي اؤكد تشاؤمي بهذا اليوم ؟؟؟؟؟؟
    ان الحزن علي العميري ، حزن يرفض الخصوصية ، انه حزن عام ، حزن رمزي جدا ، ان نحزن بفرح و نفرح بحزن هي خاصية يملكها العميري كما يملك الطفل لعبته و
    ده كلو من السواحل ديك
    و من ظلم المعدية
    انا البعت الفرح لليل
    و غشوني المراكبية
                  

04-26-2003, 07:03 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    فوق
                  

04-26-2003, 07:22 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Tumadir)

    تماضر
    خارج نوايا المراثئ عندي طلب
    لو بالامكان نسمع في هذا البوست اغنية يا قمر انا ما بطولك للعميري لتكثيف هذه المجادعة الالكترونية
    مع كثيف محبتي و عارم الاشواق
                  

04-26-2003, 07:26 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    خلينى استعين باولى الخبرة

    يا يحيح


    واستمتع بقراءة البوست

    اولا
                  

04-26-2003, 07:47 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Tumadir)

    علي اقل من مهلك
                  

04-27-2003, 02:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    شكرا لطلتك هنا تماضر بت شيخ الدين
    لم احرضك عزيزي يحيي ، العميري هو الذى كان يحرضني منذ أن كتبت لك فى البدء
    العميري ما كان ليحتمل اوجاع المنافي بعيدا عن أثيرته ، شكرا لك يحيي ، وسأعود
                  

04-27-2003, 04:15 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    لميري عينان تحويان صفاء الكون ووداعة الطبيعة السخية .
    لا شك أن "ابكر آدم" يعرفها !!
    هى صديقتي فى كلية الطب . لم اتذوق قهوة أشهي من تلك التى تصنعها على مهل . لكن أسرارها الانسانية كانت أعظم من السائل الاسود . كان الدكتور مروان يقول لى على الدوام : ( طالما ميري عارفة مواعيد جيتك ، يبقي شغلتك بايظة ، الجماعة اكيد عارفين !!) كنت أسرح ببصري نحوها وهي تلمّع آنية القهوة ثم تضع قليلا من السكر لكلينا _ واقاطعها _ ( ( بدون جنزبيل يا ميري )) ... فترد (( ايوة انا عارف يا خالد .. انا عارف قهوة بتاءك )) ، وتصب القهوة وتنادي علىّ (( خلاص تآءل شيل ))
    ميري ، كانت واحدة من اللواتي يمنحنني قدرة على الرفض والخلاص ، لا اعرف لماذا أحببتها الى هذا الحد وأحبتني كواحد من بنيها . جعلتني قادرا على معرفة أن الانتماء للانسانية هو أعظم انتماء يمكن أن يتشكل فى دواخلي .
    كانت تذكرني بأمي على الدوام . تصّر على أن تكون قهوتي على حسابها !! ، واشعر أن الأمر ينطوي على ((أمومة)) من نوع ما . أعتذر بلطف فتزيد الحاحا ، وادرك أن المبلغ الذى تقتطعه من قوت عيالها اكراما لى يمثل بالنسبة لها قيمة أعظم ... يا الله لا زالت الدنيا تحوي مثل اولئك القديسين ؟؟
    كيف فات على ان ميري علمتني من دروس الحياة بأكثر مما صنع اساتذتي فى الجامعة !!
    ميري ..
    لصباحات مريدي المشبعة بالرطوبة والمثقلة بحبات المطر
    لعشبها الأخضر ومراعيها الفسيحة
    للنداءات الغامضة فى بطن الأحراش
    ورقصات الحصاد
    للصلوات فى عينيك
    ونواقيس الكنائس
    للمعني الانساني العميق الذى يرقد بأعماقك ، رافضا الحقد والكراهية ، ومبشرا بالنقاء
    لقهوتك التى اشتاق اليها فى غربتي
    لأحاديثنا البسيطة الطاعمة فى صباحات الخرطوم
    لوجهك الوضيء المغتسل بالنور
    لأغنيات الطبيعة التى تختلج فى عينيك
    لكل الذين تسببوا فى منعك من الحصول على حياة تستحقينها ، وصفحت عنهم لبياض نيتك
    لبشرتك الابنوسية ، وحشمة مشاعرك
    لأن ( كل الحاصل ) لم يلوثك
    ولأنك ( زولة ... بسيطة .. ومكافحة ... وغنية )
    ولأنك مثّلت قيمة فى حياتي .. وتركت أثرا لا يمكن محوه
    ولأنك ...أمي
    دعيني أقبّل جبينك الطاهر الف مرة
    وأمنحيني لذة الانتماء الى النقاء الذى يجوس فى انحائك
    ميري
    لا ترحلي
    فأنا محتاج اليك
    محتاج حين اعود ، للارتماء فى حضنك والبكاء طويلا ، امام معبدك ، والتمسح بثوبك
    لا ترحلي ميري
    فالأفراح ( لابد من ترجع )
    ( لو واصلنا صباحا بيطلع )
    لأن ذلك الصباح طالع بالفعل من عينيك
    واذا رحلت يا ميري
    اتركي لى عنوانك
    هل تغادر (أم) من دون أن تترك عنوانها لابنها المنفي ؟
    عذرا ميري
    لأنني لم أبق
    وعفوا عفوا
    لأن البريد لم يحمل اليك ابدا رسائل مني
    ولعل مروان يكون قد بلغّك سلامي ومحبتي
                  

04-27-2003, 06:20 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    يحي ،،خالد

    إتورطت بالدخول ،ولم اتبصر الحكمة الداعية للتأمل في الخروج ،كيف الخروج من هذا التداعي العميق الحار ،الكثيف الشفيف مرة اضحك للمفارقة،ومرة ارثي مآل الحال ،فالطفل الجنوبي الحميم عرف مصيره وورطنا،لكن ورطتنا نحن ،لم نرض بالحزن الكامن او كما قال يحي،ولم نفعل شيء لصياغة الدنيا/ الوطن كما نحب ونهوى
    { دخلت وانا انشد المتعة ،واضمر الصمت ،،ووجدت ان{هذا الصمت متعب }
    والسؤال ،،كم تبقى من الفرح في صومعة قدرتنا للقرى المجدبة،والأكواخ التي تضمها الفيافي النائية والمدن التي شاخت عن الحلم ،،{المدن البقت اشباح

    ميري خالد تضاهي حاجة آمنة،يحي فضل والكوارع الساخنة،والقهوة المحوجة ،،والأمومة المكثفة المندلقة فيضآ من الحنين ،ملء شوارع الديم ،وفاض حتى تخوم العمارات ،أم كمرتآ بره
                  

04-27-2003, 06:47 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: أبو ساندرا)

    ابو ساندرا
    كثيف الود و التقدير
    اولا مرحبا بك متورطا معنا
    ثانيا بمجرد ما قرأت عن ميري قفزت الي ذاكرتي حاجة امنة فانت بالغت عديل و شكرا لمتابعتك كتاباتي
    خالد عويس
    ماذا فعلت كي تكون صورة ذلك الطفل هنا في هذا البوست وهل نحتاج ان نستنفر اهل الخبرة؟
                  

04-27-2003, 08:44 PM

السمندل

تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    المبدعان حد الاسراف
    يحيى فضل الله وخالد عويس
    لكماالمحبة والانتباه ،، وانتما تضرجان أجنحة البورد بابتهالات الكائن الحي الذي كنَّاه


    انني الوّح لكما بالغصون إياها التي تجعل الهواء رخيماً في الحناجر والمناقير
    واستنجد بفوانيسكما المترعة بالإفصاح
    لأخرج سالماً من عتمة البياض هنا .. في شرق اللوحة
    فــــــووووووووووووووووق

    السمندل
                  

04-27-2003, 10:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: السمندل)

    عزيزي ابوساندرا
    يقيني ان الصمت من ذهب
    لكن السكوت فى زمن الصمت جريمة
    حين تصمت الاغلبية يصبح الكلام من ذهب
    اننا هنا لا ننفي تورطنا
    هى ورطة مؤلمة / مفرحة
    مؤلمة لأنها تشكّل عالمنا الليلي اليومي المشحون بالأرق والتعب والحزن والتداعيات
    ومفرحة بالنسبة لى على الاقل
    لأنني هنا اتقاسم شيئا ما مع يحيي فضل الله ، الاقدر على هذه التداعيات الموجعة والالتفاتات النابهة ، ادرك انني اوجعه ، لكنه يوجعني بالمقابل وهذا الوجع (النبيل) ربما يثمر عن جدارية وطنية غير مرسومة باللون هذه المرة ، انما بالدماء والدموع
    يحيي
    يبدو انني بالفعل استعنت بأهل الخبرة حيال صورة ذلك الشهيد الصغير / الانقي والاكثر وجعا فى تاريخنا
    دعنا نقترح له اسما ونتورط فى ذلك
    كي لا تمحوه الذاكرة المثقلة بالخيبات
    استعنت ببكري ابوبكر وكل الخبراء فى هذا المجال
    عزيزي السمندل
    يكفيني انك واحد من الذين يتابعون هذه الجدارية
    ويسعدنا حقا أن يشكّل كل الانقياء حروفها اللونية وحوافها الكتابية
    فمرحبا بك وبأبوساندرا ( تشكيليين) هنا معنا كي ننجز لوحة للوطن / لنا / لأحلامنا / خيباتنا / هزائمنا / انتصاراتنا / ألامنا / وامالنا
                  

04-28-2003, 00:11 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)


    الاساذه خالد ويحي
    في طرف الوطن
    وفي ضل لبخه رويانه
    ختيت مخلايه الكلمات
    واتمحن
    لكما كل فصول الاندهاش

    استاذ يحي اكون كضاب بصوت طارق الي ان تاتي تماضر باغنيه العميري
    (للاستماع للاغنيه الرجاء الضغط علي زر التشغيل )


                  

05-11-2003, 06:26 AM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Tumadir)

    استاذ يحي فضل الله
    لك الحب



    تماضر
    كده اكون طالبك غنوة ...وعرض أحلي من بتاع امبارح

    اتفقنا ؟؟؟؟؟؟




     






















                  

04-28-2003, 05:00 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)
                  

04-28-2003, 06:53 AM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    (عدل بواسطة Yassir7anna on 04-28-2003, 07:09 AM)
    (عدل بواسطة Yassir7anna on 04-28-2003, 07:10 AM)

                  

04-28-2003, 08:19 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yassir7anna)

    ولا تعليق لى على الصورة يا
    sunrise
    وان لم تكن الدموع خيانة لمثل هذه الصورة الحية لسكبناها ، فالصورة دليل بالغ على ما آل اليه حال ضميرنا
    لكن ما الضير فى طرح سؤال جارح وشاهق
    ماذا لو كانت هذه الصورة لطفل شمالي ( واعني الشمال الجغرافي كله ) ؟
                  

04-29-2003, 01:38 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    up
                  

04-29-2003, 05:26 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    سمندل
    احتفي بحرفك الهميم واتمني ان تخرج سالما من سلطة البياض وتأكد انك تملك هذه القدرة مع اني لا اضمن لك السلامة كاملة فلابد من بعض الجروج و اقلها ان يجافيك النوم خوفا من مغبة ان تداهمك كوستي في الاحلام وتقلب عليك المواجع و بالمناسبة انا سكنت في زندية
    شكرا خواض وشكرا صنرايس علي الصورة
    خالد عويس
    لا فرق يا صديقي بين ان يكون طفل الصورة جنوبي اوشمالي
    الا اذا كنا نحتاج تصنيف موتانا الاطفال بغباء الجغرافيا لان الذكاء التاريخي يقول ان هذا الطفل سوداني و الطفل يموت في السودان باكثر من بشاعة في كل شبر فيه الم يمت قبل شهور طفل بسبب انتظار اورنيك تمانية؟ و دعك من امراض سوء تغذية الت ظلت و لازالت تحصد ارواح اطفال السوداني
    دعنا يا صديقي نقيس تلك المسافة الدرامية بين ذلك الطفل وبين الصقر الذي ينتظر موته ، بين الطفل و مخزن الاغذية الذي يبعد مسافة كيلومتر وكم تبدو تلك المسافة شاسعة بقياس البلادة و القبح السياسي ، المسافة بين ذلك الطفل و ما تركه وراءه ، تري هل ثمة اناس معه؟
    هل من قرية خلفه؟ هل من ارض وهل من سماء وكيف كان يفكر لحظتها؟ هل يعرف ان وراءه صقر الموت القادم؟
    و المسافة ذات الكثافة الدرامية و الفلسفية بين الطفل وبين المصور و بين الصقر و الطفل والمصورو هل كان سيكون لهذا الصورة ذلك الاثر و حذفنا الصقر منها بمرجعية بشاعة الكثير من الصور عن اطفال مجاعات السودان ؟
    وتعال نقيس المسافة بين الصورة وبين الممارسة السياسية في السودان
    صدقني يا خالد ان هذا الطفل سوداني و ان هذا الالم سوداني و لكن هل تراني احتاج ان اؤكد ان الصقر ايضا سوداني؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

04-29-2003, 06:03 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    يحيي
    لا جدال فى أنه _ الطفل _ سوداني ، وليس ثمة تقسيم جغرافي بليد ، لكن الضمير السوداني كان سيتفاعل أكثر لو كان الطفل ... شماليا
    لماذا ؟
    لماذا لم تشكّل هذه الصورة أىّ هاجس لضميرنا الجمعي ؟
    اتفق معك
    لماذا هى الطفولة السودانية من نمولي الى حلفا مهضومة الحقوق الى حد الوجع ؟
    من لم يلتهمه صقر
    مات على دكات اورنيك تمانية
    ومن لم تقتله الملاريا
    راح بسبب نقص الحليب
    آآآآآآآآآآآآآآآآه يا هذا الوجع القاتل
    اصدقك القول
    يغلب الظن ان ذلك الصقر هو ايضا سوداني
                  

04-29-2003, 07:10 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    يا بواكير الصباح
    الساكنة في عتمة
    دروبنا الموحشة
    اقتلي الوجع البسافر
    في الخطاوي الكايسه لي
    رحلة وعودنا المدهشة
    وقفي الدمع البينزل
    من عيون اطفال
    بتهلك
    في المساحات الفقيرة ومعدمة
    لا الوجع منك بداوي
    لا و لا كل الحروف
    المستكينة و مرعبة
    يا بواكير الصباح
    الساكنة في عمق الجراح
    اقتلي الوجع البسافر
    في شرايين الصباح
    وصلي الخطوة التفتش
    عن زمان جوانا راح
    ما الدمع في عيونا برحل
    بين مداين
    وبين بطاح
                  

04-30-2003, 01:14 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    سأعود حالا

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-30-2003, 03:08 PM)

                  

04-30-2003, 03:01 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    أصابعه تتشنج على نحو بالغ ، وهو يبحث عن لون مقارب يرش به الجسد المصلوب على الأرض ......
    حفر بيده ليرسم الأرض السوداء على القماش ، واسدل عليها ستارا من السماء الشاحبة
    لم تكن اللوحة واقعية على النحو الدقيق ، هى اقرب لشطحات سلفادور دالي
    ألوان قاتمة ، وخطوط واهنة لجسد ذابل الملامح ، يتشبث كجذور النبات بالأرض وهو مكب بوجهه عليها _ فى تلك اللحظة ، تقفز الى ذهنه ملامح حنظلة ناجي العلي ، ليتساءل والعرق يتصبب من وجهه : " لماذا لم ينظر حنظلة فى اتجاهنا مرة واحدة ، لماذا هو على الدوام شابكا ذراعيه خلف ظهره بحيث لا نتبين نظرة عينيه أبدا ، وهو حال (دينق) هذا ؟"
    التفاصيل الوحيدة التى يضرب عليها بريشته بقوة ، كانت عيني الصقر ، رغم ان هيكله العام يبدو بلا ملامح ثابتة ، هي أقرب الى عيني انسان ، ... الجيوكندا مثلا ، بعينيها المراوغتين .... يتمهل طويلا فى اضفاء جوّ من الكآبة على اللوحة ، ينثر بعض اللون الرمادي على جنبات الاسمال البالية ، وتطرأ فكرة على ذهنه !!
    الالتحام
    لحظة الموت المفزعة
    الدراما اللونية / الحياتية تتمثل له فى تماسك الجسدين
    فى لحظة خلاص
    ويقين بالموت
    ومقاومة يائسة
    وجوع أزلي
    لحظة افتراس
    اللحم يتناثر راسما فى الانحاء هياجا لونيا بالأحمر القاني
    يمتد من كتف الجسد المشوّه
    الى المنقار المتحفز
    فريسة
    وصياد
    الصورة افلحت فى رسم (المشهد السابق) ، المشهد الذى يسبق الالتحام
    لكن اللوحة تتجرأ على اجتياز المسافة الفاصلة بين استرخاء أمة وصحوتها على الصراخ والفجيعة
    لن يجعل عينيه تلتقيان ابدا بالعيون التى ستتمهل طويلا فى ميدان ابي جنزير او ميدان البوستة فى ام درمان حيث ( تشنق اللوحة) ، عينا ذلك الكائن المخيف وحدهما تبرقان فى العتمة ، وتفصحان عن لحظة العناق الحميم / التفاصيل الجحيم / اللحظة الفارقة بين الحياة والموت
    الجناحان يضربان بقوة على جنبي الجسد
    محاولة لونية لاسكات المقاومة اليائسة
    اليدان تلوحان بحرقة فى حمي لونية مذهلة
    اللوحة تمتد بعرض عشرين مترا وارتفاع خمسة أمتار
    جدارية للوطن !!!!!
    جدارية تعلق فى اكبر ميدان فى الخرطوم
    مشوّهة الملامح
    تصف (اللحظة التالية) لمشهد دينق فى صراعه مع الصقر
                  

05-01-2003, 01:02 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    مقلوبة
    دي الدنيا و غلط
    مشنوقه
    خطوات الصباح
    عصفورة الامل البراح
    مدهوسه في شارع ظلط
    مسروقه
    احلام الصبايا
    مسلوبه
    من تاريخ بعيد
    فرحة العيد السعيد
    منهوبه
    يا كل البلد
    حتي الخواطر الفي الحنايا
    خايفه ومسمره
    في جدار اسمو العبط
    مكتوم زعل كل الورود
    لما العدم اصبح وجود
    مشروخ زمانك يا غنا
    محتوت صفق كل المني
    مسكين فرح كل الدواخل
    لما اتنامي انضبط
    لما الطفولة اتشيخت
    مجبورة ترضع في الهلاك
    و الزيف ملامحو اتضخمت
    لما الفقر حيد حروف
    اتشرد الحرف الولوف
    في زمانك يا انتهاك
    في زمانك يا انتهاك
    نضحك من الحزن الهنا
    نتباكي و الضحك الهناك
    ما اصلو كلو واختلط
    ما دنيا معكوسه وغلط
                  

05-01-2003, 02:21 AM

beko
<abeko
تاريخ التسجيل: 03-24-2003
مجموع المشاركات: 195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الاستاز يحي فضل الله وخالد عويس
    تصيبني الدهشه عندي دخولي هزا البورد
    واشعر باني صغيرا وسط هزه الكلمات
    قرات واندهشت فطمعت
    في المزيد
    لكم كل الافق
                  

05-01-2003, 01:40 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: beko)

    العزيز بيكو
    حروفك التى نثرتها هنا فى ارجاء هذا البورد هى أكثر جمالا مما نستحق شكرا لك ايها الجميل على المرور
    يحيي
    الله ، ما اروع هذه القصيدة المشحونة بالوجع والمتورطة تماما فى الفضيحة
                  

05-01-2003, 08:45 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)



    اهداء
    الكاتب و المترجم و الشاعر و المسرحي السوري ممدوح عدوان له ميزة عالية الحساسية في التقاط المفارقات الكوميدية موظفا اياها في حكايات صغيرة عميقة الدلالة والمعني و تماشيا مع تلك الفكرة السياسية التي جعلت بعض الطيور تتحمل عنوة عبء الوسواس السياسي و هي فكرة الحمائم و الصقور اذ يقال حمائم النظام تحاول اقناع صقور المعارضة او صقور و حمائم النظام ....الخ لذلك نيابة عن ممدوح عدوان اهدي لكم هذه الحكاية الصغيرة بعنوان تحولات التي كتبها هو نيابة عن القاص السوري الكبير زكريا تامر .
    تحولات
    نيابة عن زكريا تامر
    نزل الرجل الي سوق الطيور , بحث طويلا بين طيور متنوعة الاشكال و الاحجام و الاسماء , ثم اشتري نسرا وسار الي البيت و هو يدرسه , في البيت قص له جناحيه كي لا يطير .
    في اليوم الثاني قص له مخالبه لكي لا يؤذي احد .
    و في اليوم الثالث قص له منقاره لكي لا يؤذي نفسه .
    ثم نتف له الريش الكبير من جسمه لكي لا يبقي شكله غريبا.
    ثم جوعه حتي ضمر و صفر .
    اخيرا احس بالراحة و هو يتأمل نسره و قال فرحا لضيف لديه
    انظر ما اجمله الا يشبه الحمام ؟
    قال النسر باكيا و بصوت لا يكاد يسمع
    لماذا لم تشتري حمامة منذ البداية يا سيدي






                  

05-02-2003, 06:07 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    up
                  

05-04-2003, 01:51 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    اضافة ...

    ) منشورات سرية
    (1) المنشور الاول
    ضد الذات ! وانكساراتنا المتواترة . شبح الهزائم الداخلية يلوح حين ينهض القمر . انكسارات مريعة . ماتت كأى حشرة تافهة تموت فى هذه المدينة تحت انقاضنا نحن . تتوسل الينا ملامحنا القديمة فننكرها وننكر وجوهنا لئلا تخضع لجراحة تجميلية . معتقلون داخل القفص الواحد . انقاض الأنا : مشنقة للآخرين . اندغام فى حواس اخرى ابتكرها دجّال حاذق . تماهينا فى نبض الايقاع الجديد . زاوية النظر محروسة بديوان الافتاء . شبكية العين خيط عنكبوت ، وانسانها اعمى !! ماتت ، ولم يبك الا ابو يزيد البسطامى . لا تعرفونه ، هو يعرفكم . الحرف مسموم فاجتنبه . انقلبنا على عقولنا فاستحالت رمادا .. لكن هل كانت نارا حقا ؟ سحقا للصمغ العربى والاقمشة المستوردة . تبولنا على ماء البركة فلم نعد نر وجوهنا . الحوارات آخذة فى الانحطاط . الحوار :غثيان . المرآة تعكس وجوها شوهتها ريح غريبة . الرياح حملت عصافير نافقة وبقايا صيف لم يرحل . المدينة تتقمص اشباحها وتنكر ما حولها . تصنع امجاده بطريقة مضحكة وتصفع قفاها بيدها اليمنى . رجال مكافحة المخدرات يحاصرون رجلا افلح فى تهريب ديوان شعر . الاغنية قنبلة موقوتة . الاشباح تتفحص وثائق سفرنا . وتمنح اشباحا اخرى وثائق سفر تخصنا . احشر تلاميذ المدارس فى عقلك وستحصل على علبة ساردين .الضفادع تملّى قراراتها . ونحن اجساد بلا هوّية . هل تفكر يا سيدى ؟ يا للجرم .. اذن انت كافر ،، وكذلك جارك السابع !! افتح فمك : فراغ . الى الاعلى !! ايضا فراغ ! حسنا ، املأ بطنك بالقاذورات فما عدت تحتمل هدير ماكينات الطباعة . المطابع تبدع فى نقش بطاقات الزفاف والليلة الاولى واعياد الميلاد الآثمة . مات بلد فلم يمش فى جنازته الا قاتله .الآخرون كانوا فى غاية العجب وهم يشاهدون الحلقة الاخيرة من مسلسل عربى معاد !!
    (2) المنشور الثانى
    الوعى الكامل بالهزيمة . ما عاد بمقدور الجذور ان تضرب فى اعماق التربة بعد اجتياح كثبان الرمل لمناعتنا . الحصون تهاوت كخيل ادركتها الريح عند المنحنى . الريح : اعصار لاح فى الافق فلم نأبه . كسر عمود نور ، فلم نأبه . حطّم ابوابنا وانحشر فى مساماتنا ، فاستلقى شجر المدينة على قفاه !
    خرج الشىء الخرافى من اعماقنا ونحن غافلون . تمدد فى احشائنا . حارب عقولنا فانسقنا وراءه . كلنا دان له بالخضوع والاستسلام . لم يأت من وراء الحدود . جاء من اعماق صحارينا وغاباتنا . كان يسكن منازلنا ويتدثر بأغطيتنا الصوفية ويعد لنا القهوة . تقمصناه روحا ترتد بنا الى الوراء ، فأعادنا الى كهوف سحيقة ، وواصلنا الانحدار الشاهق ! حجب الضياء ، وتسلل الى مخادعنا ، تسربل بالروح المقدسة فجثونا ولم ننهض من وقتها . جفف الينابيع وهشم الذات الى ذرات دقيقة تلّف فى فلكه ولا تنفك قط عن اساره . خرج من اعماقنا . فانكفينا عليه . لا فرق بين تلميذ فى العاشرة وعجوز فى السبعين . فما تحت العمامة سواء . لم يأت من فراغ ، تسلل كالوباء من دواخلنا . جرّد سيفه على غير الخاضعين فحصد رؤوسهم . من القاتل اذن؟ دعاة الاستنارة انفسهم ما هم الا صدى له . لا يدورون خارج دائرته . لا يقيمون نسقا موازيا لنسقه . نفس زاوية النظر وان مالت قليلا . زاوية حادة تكتم انفاس الخلق . عصر اذابة العقل وجعله عجينة تطهى فى فرن بلدى . تكدست العقول فى سوق المدينة الى جانب البطيخ والبصل ! اضحى شيئا مسلما به . الاستثناء ان تألف غير المألوف او تحاول الخروج عن اطار الشىء . اصبح للشىء قداسة وحراسا بلهاء لا يحرسون سوى الفراغ . الحراس اصبحوا هم الشىء نفسه فنالوا قداسته . اضحى الحراس ايقونة اثرية تحارب العصر وتجافى روحه .
    المشهد قاتم . كيف نصارع انفسنا لنتحرر ؟ كيف نوقن بان الحقيقة النهائية يمكن الوصول اليها بطرق اخرى تطابق العقل ؟ كيف تدلف اجسادنا الى عقولنا تارة اخرى وتألفها ؟ المعركة ما عادت معركة الأنا ضد الغير الماثل . الغير الماثل ما هو الا صورة لتشوهات الأنا عبر رحلة عجز طويلة راح خلالها العقل فى هجعة مميتة ! لا زلنا فى خضوع كامل لسلطة الزمن الوراء ، فتوقف الزمن الحاضر عن محاصرتنا وما باستطاعتنا ابصار الآتى . عيوننا توقفت عند مشهد قديم . حلمنا باقتطاع زماننا والعودة اليه . انكرنا دعوة الله لنا بأن نشحذ اذهاننا . فضيلة التفكير ، خيانة للقبور !
    معركة طاحنة تشرخ اعماقنا . لكنّا ننحاز ضد انفسنا وضد خياراتنا الصحيحة لأننا عاجزون عن الانتصار مرة واحدة لعقولنا . هل نحاكم تلميذا خائبا بعد ان وعى على حقيقة فساد العقل ورجحان المخطوطات الاثرية ؟ كيف لا يتكثف الشىء ويخنق انفاسنا ونحن كومة لحم جاهلة يمارس عليها اقسى انواع التقريع والزجر والقوانين المدرسية والاسرية والمجتمعية البلهاء ؟ تركنا عقولنا ببطون امهاتنا حين خرجنا للدنيا بأجساد مترهلة وايمان تقليدى بالاشياء ، فاصبح العقل منذها من المحرمات !
    نامى بسلام ميرى ، فالشىء لم يقتلك بيديه ، قتلناك نحن حين سمحنا للشىء بتسور ذواتنا والاطلال على الدنيا بوجه كالح وعصابة حمراء !
    (3) المنشور الثالث
    لا زلنا فى طور حرب العشيرة والعشيرة ، وزرائب البقر الاناث ، وحظائر الزنوج ذوى الروائح النتنة ، لا زلنا فى طور سيادة الجنس الاخضر على الاسود ، والتمهل امام اللافتات المزيفة والتسكع فى شوارع الروح الخلفية . لا زلنا هوجا نستثار بصيحة لا معنى لها فنلقى حتفنا للاشىء . لا زلنا نطارد الزنوج فى شوارع جوبا وازقة ياى لسوقهم خداما لسادتنا اهل البصيرة . لا زلنا يا ميرى نتفحص وجوه المهاجرين بفرح ، ونحث الآخرين على الهروب والاختباء بعيدا عن اعين الضفادع . لا زلنا يا ميرى ننكر ذواتنا ونحارب عقولنا ونجهل لغتنا الاولى ! نامى بسلام يا ميرى ، فالحرب ستغدق علينا نعمة فناء كل جنسنا ، ونعمة اخرى هى زيادة خصوبة ارض الجنوب !! نامى فنحن لا نعرف من تاريخنا الا مائة عام ، ولا ندرى عن حضارتنا الاولى الا مواعيد الغرام فى المتحف القومى . لا زلنا فى حرب الزنوج والعرب ، وتطويق العقل بالالغام وقتل كل ذرة نقاء بداخلنا . لا زلنا نتورط فى التفاخر بصفات اسطورية مضحكة اندثرت حين مات بعانخى ورحل دينق الى بحيرة فكتوريا وعادت رابعة ادراجها . انكشف الستار يا ميرى حين جاء الشىء فسقطت لافتة الصفات المجيدة فى مستنقع عفن وانحنى البعض لالتقاطها فظهرت مؤخراتهم . انكشف الستار يا ميرى عن عزمات خائرة وصمود هش وقدرات فذّة فى الكذب والنفاق والاختباء بعيدا عن سلطات المجلس الاعلى للشباب والرياضة ! انكشف الستار يا ميرى فضحك كل جار على جاره ، وتحدت الفئران القطط ! انتحلنا صفات البطولة ولا بطولة . ما اسهل الانتحال ايام الرخاء يا ميرى . جاء الشىء فضاعت هيبة الرجال وخرّوا له ساجدين ، وكشفت النسوة اثداءهن . حين قتلوا حرفا فى اوائل الثمانينات وجمت المطابع وحدقت فى وجوهنا المستيشرة بذهول !! صرخ حبر سرى : انتم القتلة !! كان صادقا يا ميرى . حينها انفتح القمقم ليطل الشىء ، وتفر العقول الى ما تحت السرة . نامى ، فالنقاء فضيحة فى عالم تتملكه رغبة الدمار والجنس . لا زلنا نجهل بوتقتنا ونجهل كيف نربط حزام الامان . لا زال تهارقا دون هوّية ، والنخيل يأبى ان يلقح بالابنوس ! لا زالت الرقابة تحذف النص الكامل وتتحفز للنهوض فى وجوهنا . لا زلنا نلعن بلادنا يا ميرى ونطمرها بالقاذورات ونردم النيل بجثث مجهولة الهوّية . لا زالت القبور اساتذة فى مدرسة مجاورة . لا زلنا نحشو عقول صغارنا بكلام فارغ عن امجاد لا وجود لها الا فى خيالاتنا المريضة !! اىّ مجد حققناه ؟ اىّ مجد يا ميرى وكل امجادنا قام بها نفر قليل تقدم على زمانه ، حتى ثوراتنا الكبرى !! حتى ثوراتنا قام بها نفر قليل ، بينما الاغلبية تغط فى نومها ، اىّ مجد ، وقد صفقنا لكل طاغية وجعلنا من رؤوسنا دورات مياه للعسكر والديدان نابتة الشعر ؟ اىّ فخر نستحقه يا ميرى وقد تدلى جسد محمود من بين ايدينا جميعا دلالة على استحقارنا للعقل والحط من شأنه ؟ او على اسوأ الفروض خشيتنا وخستنا !؟ نحن قتلناك يا ميرى كما قتلنا محمود وحسين . لا تسامحى احدا منا يا ميرى ،، لا تسامحى فكلنا جبناء ، وكلنا حريم !!


    من رواية وطن خلف القضبان
    دار الساقي بيروت / 2002م
                  

05-04-2003, 07:57 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)




    كان قرنق دينق بول يعمل في احد افران العباسية لم يكن لصا
    كان بعيدا جدا عن عالم الجريمة و لكن برغم ذلك استطاعت محكمة
    العدالة الناجزة ان تنجز و علي عجل سياسي بتر كفه اليمني
    علي عجل سياسي تساقطت اكف و بتر عددا من السيقان و تم صلب
    الواثق صباح الخير و كان الغرض من ذلك هو تثبيت قوانين سبتمبر
    فكانت تلك المحاكم التي سميت بالعدالة الناجزة قد تحملت عبء تلك
    المجازر.
    كان قرنق دينق بول يقود دراجة الفرن في ذلك الصباح و في منحني ضيق
    في ازقة العباسية و لم يستطع ان يتفادي احدي الموظفات فصدمها بالدراجة و لسوء حظه كم تكن تلك الموظفة
    من نوع الموظفات العاديات و لكنها كانت تعمل سكرتيرةلاحد مسئولي العدالة الناجزة اي انها من العاديات ضبحا
    فكان ان تم حبس قرنق دينق بول بتهمة السرقة وانه قد صدم تلك السكرتيرة بنية سرقة حقيبتها و حين تم تقديمه للمحاكمة كانت النقود التي في
    حقيبة السكرتيرة لا يصل عددها الي مائة جنيه كان هذا الرقم هو الحد
    الذي يقاس عليه المال المسروق كي ينفذ البتر و لما كان الامر كذلك فقد
    اهتدي ذلك القاضي الي فكرة جهنمية كي يفقد قرنق دينق بول كفه اليمني
    و كي تكسب القوانين الجديدة وضعية التنفيذ فما كان منهالا ان اضاف
    الي نقود السكرتيرة تلك الناقصة عن الحدثمن الحقيبة و ثمن نظارتها و
    هكذا اصبح قرنق دينق بول بلا كف في يده اليمني و كان ان اصبحت احلامه
    لا تتعدي رغبته في تحريك اصابع كفه اليمني التي اطاح بها ساطور جلادي
    قوانين سبتمبر.
    في الفترة الانتقالية جمعتني ظروف السكن في الموردة مع ذلك الالماني
    المعروف في امدرمان و صاحب استديو كوش للتصوير الملون بيتر فون
    او بكري كما يحلو لاهل الموردة ان يدعونه و احيانا بيتر كوش.
    سكنت مع بيتر كوش في حي الموردة خلف السوق و معي الصديق السماني
    كان c0 لوال و الصديق عبد الله حسب الرسول الملقب بالشماسي و لما كان بيتر كوش مهتما بضحايا قوانين سبتمبر ا
    يجمعهم و يحاول مساعدتهم من خلال علاقاته الواسعة بمنظمات عالمية
    تهتم بحقوق الانسان فكان ان تعرفت و عن قرب حميم علي عدد كبير من
    المبتورين و عايشت مشاكله! م و دونت قصص حياتهم و تفاصيل دقيقة
    عن وضعهم كمبتورين و من ضمنهم كان قرنق دينق بول.
    سكن معنا قرنق دينق بول في الموردة بعد ان تخلي عنه قسم الجراحة
    كان قرنق دينق بول يعاني c0 بمستشفي امدرمان اثر ازمة حادة في البنج ا
    من طعنة خنجر في الجانب الايسر من صدره نتج عن مشاجرة في حي
    السينما لم يتعرف قرنق دينق بول علي تلك العوالم الا بعد عملية البتر.
    كان يرقد علي سرير في عنبر الجراحة بمستشفي امدرمان و يبدو ان المستشفي لم تطق رؤيته كمبتور لذلك
    تخلت عنه و قذفت به و هو يحمل ورقة صغيرة تقول ان عليه ان يعود الي
    المستشفي بعد ان يتوفر البنج كي تجري له عملية جراحية و هكذا كان
    الجرح الذي في صدره يقترب من ان يكون غرغرينة يستعين عليها بتأوهات
    و صرخات حادة و كأنه طعن بذلك الخنجر في نفس تلك الصرخات و التأوهات و هكذا كنا نخرج من البيت ونتركه مع آلامه و نعود ونجده وقد فشلت كل المسكنات و المضادات الحيوية التي
    تناولها في تخفيف تلك الالام الي ان جاء ذلك المساء و كنت ومعي عبد الله الشماسي قد عدنا مبكرين لنجد ان قرنق دينق بول ملقي علي الارض و يبدو
    ان الامه قد قذفت به خارج السرير تفحصناه و كان خارج وعيه تماما و بعد مجهود استطعنا ان نعيد اليه وعيه
    و خرجنا به بعد ان احضرنا عربة تاكسي الي عيادة الدكتور علي الفاضلابي
    بشارع الموردة الذي كان وقتها مديرا لمستشفي السلاح الطبي بدرجة لواء
    استقبلنا اللواء الدكتور و بعد ان اجري كشوفاته علي قرنق دينق بول خكف الستارة التي خرج منها منزعجا و سألنا عن علاقتنا بالمريض حدثناه بتفاصيل دقيقة عن قرنق دينق بول و كيف ان عنبر الجراحة بمستشفي امدرمان تخلي عنه و هو في هذه الحالة و لم يملك
    الدكتور الفاضلابي الا ان يعلن لنا و بالانجليزية ان الجرح قد تطور الي غرغرينة التي تحولت الي التهاب سرطاني
    و بهمة متناهية وقف ضد ذلك القبح الذي مارسته مستشفي امدرمان كتب لنا ورقة تعلن عن استضافة قرنق دينق بول في الدرجة الاولي بقسم الجراحة
    بالسلاح الطبي لاجراء عملية جراحية عاجلة له و كل ذلك علي مخصصاته
    كمدير للمستشفي و كان علينا ان نذهب به الي السلاح الطبي في صباح الغد
    استقبلنا الدكتور اللواء علي الفاضلابي و معنا هذا المريض الاستثنائي قرنق
    دينق بول و اشرف بنفسه علي ادخاله الي حجرة في الرجة الاولي و قد اشرف علي العملية بنفسه كجرا! ح و احتا ج قرنق دينق بول الي عملية نقل دم لانه قد نزف كثيرا اثناء العملية وخرجنا نبحث عن متبرعين بالدم من داخل المعهد
    العالي للموسيقي و المسرح الذي كان وقتها في مباني قصر الشباب و الاطفال
    و بحثنا وسط الطلاب عن حملة فصيلة الدم او بوستف و شملت حملة
    التبرع بالدم لقرنق بول دينق عددا من الطلاب اضافة الي ضيوف المعهد
    و كان منهم الشاعر محمد طه القدال و الشاعر حميد الذي كان يهمس لنفسه و نحن داخل السلاح الطبي قائلا او
    بوستف و ذلك بطريقة مد الكلمات و لاول مرة اعرف انا في ذلك اليوم ان
    فصيلة دمي هي نفس الفصيلة.
    عصر الجمعة السماني لوال يركب دراجته و يحمل كيس به فواكه و يتحرك نحو السلاح الطبي و خرجت انا بعده
    كي الحق به راجلا و حين وصلت الي كوبري خور ابوعنجه فؤجئت بالسماني
    لوال عائدا من السلاح الطبي ومعه كيس الفواكه و حين عبرت الي الجانب الاخر من شارع الموردة كان السماني لوال يضع رأسه علي ميزان الدراجة و حين رفع رأسه و نظرت في عينيه تلك
    احتلهما الدمع عرفت ما حدث قبل ان يقول لي السماني و بآسي غريب وممتد
    قرنق دينق بول مات يا يحيي
    متين؟
    الساعة اتنين ظهر
    هو وين هسه؟
    في المشرحة
    وحين اسرعنا مستغلين عربة تاكسي الي المشرحة لم نجد قرنق دينق
    بول هناك و قيل لنا انه قد تم دفنه.
    هكذا في زمن ادعي العدالة الناجزة تم بتر الكف اليمني لقرنق دينق بول و
    في الزمن الانتقالي تقذف به مستشفي امدرمان الي الشارع متخلصة من عبئه مضيفة الي جراحه الخاصة جرحا سرطانيا خلقته باهمالها اياه
    انتقل قرنق دينق بول الي حيث لا حياة و لازلت اسمع صوته من خلال شريط
    التسجيل الذي حكي فيه ما حدث له قائلا و هو يشير الي كفه المبتورة
    انا يا هو دي بحس بي اصابع بتاع يد مقطوع ده طوالي بتحرك









                  

05-05-2003, 12:28 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    ولا زالوا يا يحيي الى اليوم يتاجرون بمنجزات سبتمبر ، وسحلها الفظيع لأبناء الوطن
    ولا زال البعض يدعي بأنها كانت فتحا على البلاد
    وانها ترضي الله
    تري كيف ينظرون الى الله
    وعلى أى اسس تقوم علاقتهم بالله؟
                  

05-05-2003, 02:34 PM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الصديق العزيز خالد عويس

    أيها الرجل الجميل الدواخل الشفيف
    ترى كم من أمثالك نحتاج لنسعى إلى وطن بلا قيود وخوازيق ، وكم من أمثالك نحتاج ليرحل عنا ليل العذابات والتجني هذا ؟؟؟ كم نحتاج

    في السودان تكاد تحس سقوطاً مريعاً في كافة مناحي الحياة ، يكفيك أن تلقي نظرة على قناة السودان الفضائية ومن ثم قناة النيل الأزرق لتكتشف مدى الإنهيار المادي والمعنوي والثقافي والفكري والإنساني وووووو كم من السقوط هائل نعانيه

    قبل أسبوع أو نحوه تبرع أحدهم ليقرأ نص شعري للشاعر الأستاذ قاسم أبوزيد ويا لهول ما سمعنا !!!!!!!!! قرأ النص بطريقة غبية وبأخطاء شافع في الإبتدائي ما يغلطها!!!! كل هذا يحدث والمبدعون من أمثال يحيى فضل الله وغيره يلتحفون فضاءات المنافي

    وعلى ما سبق قس كافة مناحي الحياة وتعجب فقط

    هذه المحاورة أو الإجترارات المُبرحة ، بينك وبين الأستاذ المبدع يحيى فضل الله علها تحتاج إلى خلفية موسيقية تُكمل الصورة ولا أنسب من رائعة الدوش وطن رايح - بصوت وردي، رحم الله الدوش وكل الأمنيات لوردي بالصحة والعافية



    نحن نتابع بشفغ هذه المحاورة الجميلة ونستمتع ونبدأ بها صباحنا كل يوم

    أشكرك على الاتصال الجميل ، فكنت أحتاج أن أسمع صوت من ذاك الزمن النابض وسط كل هذه الأهوال والخراب

    دمتم مع التحية
    نادر
                  

05-06-2003, 05:02 AM

نادر

تاريخ التسجيل: 11-27-2002
مجموع المشاركات: 3427

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    up up up
                  

05-06-2003, 05:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: نادر)

    صديقي نادر
    التسكع فى ارصفة الحزن يضيف الى المناعة ضد المنفي ، او يضاعف الاحساس به
    ذلك ما اشعر به عندما اهرول مع مصطفي مسافات قصية فى "غربة ومطر" هنا فى ليل الرياض الصاعق مرارة ومكابدة
    ودعنا عزيزي يحيي نجترح مكابدة اكثر فى الولوج الى عالم ملغّم بالحزن والامل معه ، ذلك الكائن الضوئي المسمي مجازا مصطفي سيداحمد
    اليك يا سيدى ... وحدك !

    يا سيدى ..كان من النبل ان ترحل ... فى اى وقت .. لكن ليس بهذا الحزن .. والوجع ...وجعك كان خرافيا يا سيدى وانت تلوح بمناديل الوداع وترحل صوب مجرات اخرى ...للبكاء!
    هى الشمس اذن ادفأتك بمواقيتها .. ولاذت اليك المدن العاهرة ...فتطهرت ...
    كنت يا سيدى تطوى اشرعة الزوارق لتنام فى حضنك .. وتأوى المشردين والثكلاوات وتضىء مثل قمر مارق عنيد ...تأذن بالصدق والطهر ...
    نقرفص قبالتك .. بيض وسود .. عرب وزنوج .. تسافر عيناك الى البعيد وفيهما مزيج من الحزن وعواصف الطيبة .. فى قعرهما تتمدد سهول التمرد وتضىء البشارات الاخيرة ... تحلم بزمن جميل .. نحلم معك .. يأسرنا الحلم ..يستبقينا فى خيمته ... نركض الى المنحدر .. نذرف الدمع .. نعلو القمة ... نصل الى حافة الوصول ... نستمتع بالدهشة الآتية من جوع الموسيقا ... ندند لحنا جماعيا .... انت المايسترو ... تختبىء فى اعطاف الفهم وقمة التواصل ..
    يا سيدى حين كنت تغنينى :
    (السمحة قالوا مرحلّة ...
    بعدك الفريق اصبح خلا )
    كنت استمد من اوجاعك وجعا آخر
    اعرف انها قصيدة كتبها اخوك قبيل رحيله فى حبيبة خانت الدمع وعصت الاشواق
    ( روح يا نسيم روح قابلها
    تلقاها نايمة وغافلها
    والمس خصلات شعرها
    ...........)
    كنت متأكد من بكائك عليه
    بكيت بالفعل حين رحل هو وجاءت هى تبكى مزينة الكفين بالحناء ..يعبق العطر السودانى فى انحاء جسدها ... مات من كنت قاتلته يا سيدتى
    انت ... لذت بركن فاجع وجلست تكتب ... تكتب؟ بل تبكى حروفا ...
    : (غدار ..... دموعك ما بتفيد
    فى زول حواسه اتحجرت
    جرّب معاك كل السبل
    ايديهو ليك ما قصرت
    .........)

    انتقلت يا سيدى بشفافية رائعة لتعلمنا
    كيف نحب
    كيف نعشق الوطن
    الوطن الذى رأيناه معك .... بشكل آخرمختلف
    رأيناه فى الشعث الجميلين .. الممتلئين وسامة
    رأيناه عطوفا شفوقا .. كريما .. عظيما
    رأيناه بسيطا لا تخدعه الدنيا
    ولا يخدعها
    مسالم ... يخرج بالافطار الى الشارع فى رمضان
    ينادى على الضيوف
    يطرق فى حياء
    يحافظ على شرف السمراوات ....وينشد الاغانى
    يرفض الذل ..
    يصرخ
    ( من الاوفراول ابت تطلع
    من اللابات ابت تطلع
    من الاقلام ابت تطلع
    من الواسوق ابت تطلع
    من المدفع .....
    طلع خازوق
    خوازيق البلد زادت
    يفيض النيل
    نحيض نحن)
    حين غنيت صابرين ... حبست البلد انفاسها
    حلم الفجر بفجر آخر
    وحين صدحت ....آه ه ه ه يا نورا آه ه ه
    تقطعت آهاتك فى اعماقنا تحمل نوعا نبيلا من الالم
    "عم عبدالرحيم" كانت اغنية عصية على الفهم
    كانت قصة
    حكتها انت اغنية ... البستها ثوب الجمال ... لكن الدموع خرجت رغما عن "حدقتها" :
    عم عبدالرحيم الذى دهسه القطار
    "وسال الدم مطر
    وسالت دمعتين
    وانشايح وتر"
    انه الوتر الذى يلامس عصب اوجاع الناس
    ويفر من ترف المعاصى الجهرية باسم الفن "الناعم"
    غنيت له
    غنيت "لود عجبنا" الشيخ الذى جلد بمهانة لانه خالف "قانون الطوارىء " لمجرد انه خرج بعد وقت حظر التجوال ليجلب خبزا لضيوفه فمات من القهر ....!
    ولا زلت فى انتظار المجدلية ! مريم الاخرى التى ولدتك حافيا وحزينا واهدتك المنافى
    ما اوجع حزنك :
    الدنيا ليل غربة ومطر
    ووتر حزين
    ..........
    مريم : ثم انت
    انت يا كل المحاور والدوائر
    يا حكايات الصبا !
    تشتاق ان تولد فى عينيها طفلا من جديد ؟
    ( ما الذى قد صب فى عينيك شيئا من تراجيديا الصراع )
    زرقاء اليمامة التى ابصرت غير المألوف وباحت لقومها
    (والله نحن مع الطيور
    الما بتعرف ليها خرطة ولا
    فى ايدها جواز سفر )
    يا سيدى
    اى قلب احتوى جسدك
    واى نبل اندلق فى عروقك
    ...... حاجة فيك تقطع نفس خيل القصايد
    تشده اجراس المعابد
    ......حاجة زى ما تقول محلق فى العواصف
    فجأة تهبط للسكون
    حاجة فيك..
    خلتنى ارجع للقام
    واتحدى بالحرف الالم
    واضحك مع الزمن الحريق
    واكسر متاريس الطريق
    ( واعرف متين ابقى المطر
    واعرف متين اصبح حريييييييييييق)
    الله يا سيدى لا تتوقف ...
    اكمل نجواك وضياعك فى المدن المتشردة
    قف اقطف قلبا آخرا وامض
    فعلك كان نشازا .. لذا حرموا عليك دخول مدينتهم وافتوا بمواراة جثتك بعيدا ...
    غنيت للشهداء ... حقا لمحمود درويش
    ونزار ... غنيت : مهما هم تأخروا فانهم يأتون
    من قلب رام الله او من جبل الزيتون
    فاجأك مظفر بقصيدة تشبه الخبز الجائع
    جاءك الشباب بقصائد مثل الطعم الحارق على حلوق يابسة
    :
    اغنى لشعبى ومين يمنعنى
    اغنى لقلبى اذا لوعنى
    غنيت :
    وحلم العالم ناس تتسالم
    والبنى آدم صافى النية
    غنيت .. اوجعتنا :
    للاطفال الناشفة ضلوعها ونازفة بغنى !!
    حين رحلت
    لم يجد الاطفال من يغنيهم
    لم يجد الايتام من يجعل القصائد اغطية فى البرد وصدره نارا للتدفئة
    لم تجد المدينة سوى النهر لتمارس اسوأ عاداتها
    لم تجد النساء الفقيرات من يقول :
    لا الليالى المخملية
    لا العمارات السوامق
    لا الاسامى الاجنبية
    تمحى من عينى ملامحك
    وانتى جاية المغربية
    جاية داقشة المغربية
    وجهك المكدود مكندك
    سومسنايتك زمزمية
    كون شبر طورية منجل
    سبحة فانوسا مدردح
    يا زمان الآهة عندك
    لا تطا الوردة الصبية
    هذه الوردة ... هى جرحنا الممتد بالملح من البحر الاحمر الى حدود تشاد ...ايهذا الجريح
    يا سيدى كنا ننتظر عودتك ... لتطل علينا من المطار ... اطات جثتك
    زفك المحبون الى "ود سلفاب"
    دفنوا احلامهم وانطووا على حزنهم
    اشرقت الدموع على الوجوه الحبيبة
    كانوا يترنمون بك
    باغنياتك
    كانوا يهشون الدمع من على الوجوه
    : نكر صوتك صداك
    غالطنى الزمن فيك
    شهرت على الجفاف وعدك
    بطاقاتنا الخريفية ...
    آه يا مصطفى لا زالت الذكرى ناقوسا يدق على جدران القلب
    كيف يكتشف الانسان انه مات يوم مت
    وان نعشك كان جماعيا
    وان البلد كلها تكوت الى جوارك فى القبر
    بعدك يا سيدى
    خرجت احداهن تغنى :
    كده كده يا التريللة !
    تصور ؟؟؟؟؟
    خرجت بضفائر لا تشبه ضفائر "نورا" ولا حسنها ولا حنانها
    نورا لم تكن انثى بهذا الشكل الفارغ
    كانت معمدة بماء النيل
    ابنوسية
    كنت تغنى لها :
    الصباح الباهى لونك
    وضاحة يا فجر المشارق
    غابة الابنوس عيونك
    كنت تغنى :
    فى عيونك
    ضجة الشوق والهواجس
    ريحة الموج البنحلم
    فيهو بى جية النوارس
    ....!
    تصور !
    اصبحت الاخرى الآن تتقافز فى القنوات
    وانت .. انت هناك يضمك القبر
    وتسرح اغنياتك فى الخرطوم بلا حواجز
    دون ان يخنقها العسس
    تفوح كما القهوة من الحافلات والمقاهى والمتاجر
    هكذا بلا استئذان
    تلح فى تساؤلاتها :
    هل انا القاتل والمقتول حينا
    ..... والرهينة
    هل انا البحر الذى
    لا يامن الآن السفينة ؟
    كنت رغم آلام الكلى واوجاع الغسيل المضنية تلهب اكفنا بالتصفيق .. لا ما صفقنا قط .. فاغنياتك لم تتشهى يوما رنين الاكف الفارغة والاجساد المتمايلة :
    سافر محطات الوداع ضجّت قدامك وراك
    هل كنت تنعى نفسك؟؟؟؟؟
    ام تنعى الوطن
    ام انا
    ام نحن ؟
    كنت فقيرا جدا وحزين
    تفرغ جيبك من الدنانير من اجل فتاة بائسة تحتاج علاجا وانت احوج ما تكون لجنيه واحد
    !
    يا مطر عز الحريق
    يا مصابيح الطريق
    .....
    كنت بالفعل مطرا ياتى فى اوان اليباس والقحط
    لم تتردد فى الانحياز ما بين الخوف وبين (الناس التحت) او كما كنت تنطقها بلكنة سودانية (الناس التحتانية)
    ويزحف الآن وقت باهظ
    تزحف ذكرى موتك
    لنتسور الحزن من جديد
    يفضحنا حزننا
    يجرحنا
    ونكتفى بالتواصل معك عبر الكاسيت .. لكن
    لا ننسى ان نحكى لك عن ...
    حبيبتك الاثيرة
    عروسك الحلوة
    ( نورا الطيبة )
    آه ه ه
    .... آهاتك من اجلها تنغرس فى صدورنا
    ( جاى ليك يا نورا غيمة تملا ماعونك خريف
    يملا عينيكى ويفضّل
    يروى جواك العطاشى
    يا نفس فجر القصايد
    يا بلادى
    ده القطه حبل الروادى
    باللواجة الجاى وغادى
    ده ما هو صوتك
    لاها صورتك
    دى البترقش
    نادية فوق صدر الجرايد)
    لكن كيف عرفتها من الوهلة الاولى

    ...........................
                  

05-06-2003, 11:18 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)



    تهشيم صورة الشاعر

    صيف العام الثالث و الثمانين من القرن المنصرم
    علي خشبة مسرح قصر الشباب و الاطفال كنا نستعد لامتحانات التخرج تمثيل و اخراج و كان وقتها مبني قصر الشباب و الاطفال قد تم منحه للمعهد العالي للموسيقي و المسرح بامر جمهوري من جعفر نميري و كان ذلك كرد فعل لتمرد الحركة الطلابية بالمعهد ضد اشكالات داخلية الامر الذي جعل كل طلاب المعهد يتقدمون باستقالة جماعية و لكي اكون دقيقا هنالك طالبان احدهما في قسم الموسيقي والاخر في قسم المسرح لم يوقعا علي هذه الاستقالة الجماعية وكان اول من وقع علي هذه الورقة الاستثنائية هو مصطفي سيد احمد و لازلت اذكر وقفته الشامخة وهو التوقيعات التي تتابعت بعد ذلك المهم كنا نستعد لامتحانات الدبلوم دبلوم التخرج علي خشبة مسرح قصر الشباب وكانت هذه الاستعدادات تعزلنا عن العالم لاكثر من ثلاثة شهور وقد تزيد الداخلية المعهد المعهد الداخلية و كنت اشارك بالتمثيل في كل عروض دفعتي ما عدا المسرحية التي اخرجها حكاية تحت الشمس السخنة للكاتب الدرامي المتميز صلاح حسن احمد و مسرحية اخري للزميلة شادية مغازي لذلك كنت لا استطيع التحرك خارج قصر الشباب و الاطفال
    في ظهيرة يوم من تلك الايام و انا علي خشبة المسرح جاءتني الاخت ليلي موظفة الكبانية بالقصر تدعوني لمكالمة تلفونية مع مصطفي سيد احمد و قد كان يستحيل علي تماما ان اعطل بروفة زميلي عباس الزبير الذي كان يخرج مسرحية للكاتب نبيل بدران هي جحا باع حماره فطلبت من الاخت ليلي ان تطلب من مصطفي الاتصال بي بعد ربع ساعة هي موعد نهاية البروفة و قد كان
    تقدر تجيني هسه يا يحي ؟
    في شنو يا مصطفي؟
    كدي انت تعال
    بس لكن يا مصطفي البروفات ما عندي اي زمن فاضي انا عندي ساعة ونص بس
    خلاص اركب تاكسي و ارجع بي تاكسي
    في شنو يا مصطفي؟
    بقول ليك نت كدي تعال
    خلاص هسه الساعة واحدة ونص انا مفروض اكون علي الخشبة الساعة تلاتة
    بقول ليك اركب تاكس و بعدين ارجع بي تاكسي
    انت ما تخلني اجيك بعد نهاية البروفات و ابيت معاك
    ما بنفع يا يحي لازم هسه
    خلاص انا جاي
    اتحرك طوالي
    كان مصطفي يسكن الديم و حين كان التاكسي يتحرك بي الي هناك عجز خيالي تماما ان يعرف لماذا يريدني الان و بهذا الالحاح
    شارع الغابة
    في كوبري الحرية ازدادت و تكثفت فكرتي المرعبة تجاه ان اتاخر عن موعد البروفة القادمة وذلك بسبب الزحمة و بطء الحركة
    حين وصلت كان مصطفي ينتظرني امام الباب كان يرتدي جلابية ويضع البشكير كعادته دائما علي كتفه
    في شنو يا طبوز
    هكذا كنا نناديه منتمين الي وضوحه الشديد و المعلن تجاه كل امور
    ات مالك مستعجل؟ حتعرف في شنو
    ووضع يده علي كتفي و دلفنا الي الداخل تركت يده كتفي في المر بين الغرفتين و انحرف قبلي يسارا حيث تلك البرنده التي امام غرفته و حين دخلت بعده اشار نحوب بطريقة مسرحة وقال اهو ده يحيي فضل الله
    وجدت نفسي امام فتاتين تبدو عليهما النعمة وذلك الجمال المرتاح حين اشار نحوي مصطفي معلنا اسمي بتك الطريقة واحدة من الفتاتين لم تملك الا ان تعلن عن دهشتها تجاهي ككائن قائلة و باستنكار
    اصلو ما بصدق
    وقذفت الفتاة الاخري نحو بتساؤل غريب بينما مصطفي مستمتع جدا بهذه الشبكة
    ده يحيي فضل الله؛؟
    ايوه انا يحيي فضل الله عندك شك؟
    لا بس انا ما كنت قايلاك كده
    ابتسامة علي وجه مصطفي جعلتني اتزحزح عن رغبتي في مشاجرة لا معني لها خاصة حين تذكرت انني الان في هيئة لا تحمل مطلقا مواصفات ذلك الشاعر لدي الفتاتين فقد كنت ارتدي بنطالا من الكاكي متسخا جدا اما القميص فيعلن عن اهتراءدعك من اتساخه و علي قدمي انتعل شبشب تموت تخلي وشعري كثيف تراكمت عليه فترات طويلة من اهمالي تصفيفه ووجهي معترق الي درجة يمكن ان تلاحظ حبيبات صغيرة من الاملاح علي الحاجبين
    هانذا اقف بهيئتي تك امام الفتاتين و مصطفي يستمتع بتهشيمه لصورة الشاعر في ذاكرة و خيال الفتاتين و يتحسس بملاحظاته الدقيقة كيفية تعاملي مع هذا الموقف الذي وضعني فيه
    قبل ان اغادر الديم وحين خرج معي مصطفي الي الشارع كي استغل تاكسي الرجوع الي قصر الشباب و الاطفال حكي لي انه دخل في جدل مع احدي الفتاتين عن حالة كوني شاعرا رقيقا كانت الفتاة تراهن علي رقة الشاعر الذي هو انا بينما مصطفي يحاول ان ينفي تلك الرقة عني لذلك قرر ان يستدعيني و انا في تلك الحالة حتي تكتمل الصدمة وقد حكي لي عن شاعر جاءه مرة لن اذكر اسمه لانه لا يستحق ذلك جاءه ذلك الشاعر في ظهيرة حارقة وقد كان يرتدي بدلة من الشامواه الازرق و يسبقه عطر نفاذ و لزج لايستقيم تمما مع تلك الظهيرة الحارقة شعره مصفف بعناية يمكنك ان تلاحظ قسوة الفرشاة علي فروة الرأس جاء هذا الشاعر وقدم لمصطفي قصيدة عن فتاة في معرض الزهور و قبل ان يقرأ الشاعر قصيدته شرحها قائلا
    انا شفت البت دي في معرض الزهور فقلت ليه ما تكون البت الجمة زهرة من زهور المعرض
    لا زال صوت تلك الفتاة وهي تقول
    ده يحيي فضل الله؛؟
    يحيلني الي تلك الابتسامة المتأملة علي وجه مصطفي سيد احمد







                  

05-06-2003, 11:18 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)



    تهشيم صورة الشاعر

    صيف العام الثالث و الثمانين من القرن المنصرم
    علي خشبة مسرح قصر الشباب و الاطفال كنا نستعد لامتحانات التخرج تمثيل و اخراج و كان وقتها مبني قصر الشباب و الاطفال قد تم منحه للمعهد العالي للموسيقي و المسرح بامر جمهوري من جعفر نميري و كان ذلك كرد فعل لتمرد الحركة الطلابية بالمعهد ضد اشكالات داخلية الامر الذي جعل كل طلاب المعهد يتقدمون باستقالة جماعية و لكي اكون دقيقا هنالك طالبان احدهما في قسم الموسيقي والاخر في قسم المسرح لم يوقعا علي هذه الاستقالة الجماعية وكان اول من وقع علي هذه الورقة الاستثنائية هو مصطفي سيد احمد و لازلت اذكر وقفته الشامخة وهو التوقيعات التي تتابعت بعد ذلك المهم كنا نستعد لامتحانات الدبلوم دبلوم التخرج علي خشبة مسرح قصر الشباب وكانت هذه الاستعدادات تعزلنا عن العالم لاكثر من ثلاثة شهور وقد تزيد الداخلية المعهد المعهد الداخلية و كنت اشارك بالتمثيل في كل عروض دفعتي ما عدا المسرحية التي اخرجها حكاية تحت الشمس السخنة للكاتب الدرامي المتميز صلاح حسن احمد و مسرحية اخري للزميلة شادية مغازي لذلك كنت لا استطيع التحرك خارج قصر الشباب و الاطفال
    في ظهيرة يوم من تلك الايام و انا علي خشبة المسرح جاءتني الاخت ليلي موظفة الكبانية بالقصر تدعوني لمكالمة تلفونية مع مصطفي سيد احمد و قد كان يستحيل علي تماما ان اعطل بروفة زميلي عباس الزبير الذي كان يخرج مسرحية للكاتب نبيل بدران هي جحا باع حماره فطلبت من الاخت ليلي ان تطلب من مصطفي الاتصال بي بعد ربع ساعة هي موعد نهاية البروفة و قد كان
    تقدر تجيني هسه يا يحي ؟
    في شنو يا مصطفي؟
    كدي انت تعال
    بس لكن يا مصطفي البروفات ما عندي اي زمن فاضي انا عندي ساعة ونص بس
    خلاص اركب تاكسي و ارجع بي تاكسي
    في شنو يا مصطفي؟
    بقول ليك نت كدي تعال
    خلاص هسه الساعة واحدة ونص انا مفروض اكون علي الخشبة الساعة تلاتة
    بقول ليك اركب تاكس و بعدين ارجع بي تاكسي
    انت ما تخلني اجيك بعد نهاية البروفات و ابيت معاك
    ما بنفع يا يحي لازم هسه
    خلاص انا جاي
    اتحرك طوالي
    كان مصطفي يسكن الديم و حين كان التاكسي يتحرك بي الي هناك عجز خيالي تماما ان يعرف لماذا يريدني الان و بهذا الالحاح
    شارع الغابة
    في كوبري الحرية ازدادت و تكثفت فكرتي المرعبة تجاه ان اتاخر عن موعد البروفة القادمة وذلك بسبب الزحمة و بطء الحركة
    حين وصلت كان مصطفي ينتظرني امام الباب كان يرتدي جلابية ويضع البشكير كعادته دائما علي كتفه
    في شنو يا طبوز
    هكذا كنا نناديه منتمين الي وضوحه الشديد و المعلن تجاه كل امور
    ات مالك مستعجل؟ حتعرف في شنو
    ووضع يده علي كتفي و دلفنا الي الداخل تركت يده كتفي في المر بين الغرفتين و انحرف قبلي يسارا حيث تلك البرنده التي امام غرفته و حين دخلت بعده اشار نحوب بطريقة مسرحة وقال اهو ده يحيي فضل الله
    وجدت نفسي امام فتاتين تبدو عليهما النعمة وذلك الجمال المرتاح حين اشار نحوي مصطفي معلنا اسمي بتك الطريقة واحدة من الفتاتين لم تملك الا ان تعلن عن دهشتها تجاهي ككائن قائلة و باستنكار
    اصلو ما بصدق
    وقذفت الفتاة الاخري نحو بتساؤل غريب بينما مصطفي مستمتع جدا بهذه الشبكة
    ده يحيي فضل الله؛؟
    ايوه انا يحيي فضل الله عندك شك؟
    لا بس انا ما كنت قايلاك كده
    ابتسامة علي وجه مصطفي جعلتني اتزحزح عن رغبتي في مشاجرة لا معني لها خاصة حين تذكرت انني الان في هيئة لا تحمل مطلقا مواصفات ذلك الشاعر لدي الفتاتين فقد كنت ارتدي بنطالا من الكاكي متسخا جدا اما القميص فيعلن عن اهتراءدعك من اتساخه و علي قدمي انتعل شبشب تموت تخلي وشعري كثيف تراكمت عليه فترات طويلة من اهمالي تصفيفه ووجهي معترق الي درجة يمكن ان تلاحظ حبيبات صغيرة من الاملاح علي الحاجبين
    هانذا اقف بهيئتي تك امام الفتاتين و مصطفي يستمتع بتهشيمه لصورة الشاعر في ذاكرة و خيال الفتاتين و يتحسس بملاحظاته الدقيقة كيفية تعاملي مع هذا الموقف الذي وضعني فيه
    قبل ان اغادر الديم وحين خرج معي مصطفي الي الشارع كي استغل تاكسي الرجوع الي قصر الشباب و الاطفال حكي لي انه دخل في جدل مع احدي الفتاتين عن حالة كوني شاعرا رقيقا كانت الفتاة تراهن علي رقة الشاعر الذي هو انا بينما مصطفي يحاول ان ينفي تلك الرقة عني لذلك قرر ان يستدعيني و انا في تلك الحالة حتي تكتمل الصدمة وقد حكي لي عن شاعر جاءه مرة لن اذكر اسمه لانه لا يستحق ذلك جاءه ذلك الشاعر في ظهيرة حارقة وقد كان يرتدي بدلة من الشامواه الازرق و يسبقه عطر نفاذ و لزج لايستقيم تمما مع تلك الظهيرة الحارقة شعره مصفف بعناية يمكنك ان تلاحظ قسوة الفرشاة علي فروة الرأس جاء هذا الشاعر وقدم لمصطفي قصيدة عن فتاة في معرض الزهور و قبل ان يقرأ الشاعر قصيدته شرحها قائلا
    انا شفت البت دي في معرض الزهور فقلت ليه ما تكون البت الجمة زهرة من زهور المعرض
    لا زال صوت تلك الفتاة وهي تقول
    ده يحيي فضل الله؛؟
    يحيلني الي تلك الابتسامة المتأملة علي وجه مصطفي سيد احمد







                  

05-07-2003, 09:16 AM

beko
<abeko
تاريخ التسجيل: 03-24-2003
مجموع المشاركات: 195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    up
                  

05-07-2003, 06:59 PM

beko
<abeko
تاريخ التسجيل: 03-24-2003
مجموع المشاركات: 195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    استازي يحي فضل الله
    اتمني ان تروي لنا المزيدمن المواقف التي
    جمعت بينك وبين الاستاز الراحل مصطفي سيداحمد
    لكي مني كل الود والاحترام
                  

05-07-2003, 07:11 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: beko)

    هميم الود و التقدير
    شكرا لاهتمامك ذلك من ضمن النبضات التي احاول استعادتها واعكف علي كتابة رواية تجمع بين عميري مصطفي سيد احمد و عمر الطيب الدوش وهي ليست وثايقية و لكنها محاولة للامساك بنبض مؤثر و دافق في شرايين الجمالية السودانية
    شكرا لك
                  

05-08-2003, 11:50 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    ليتك تقوم بذلك يا صديقي العزيز
                  

05-10-2003, 04:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    · مدخل للبوح ..

    ..." كتبت ليك .. وأنا جاىّ من زمن الأسى المرشوش على وش الثوانى مظللها ...
    تتمدد الساعات سنين .. تتفتح الأحزان غريب ومذهلة .. وأشتاق أفتش نسمة فى الزمن العذاب .. وأيامى من كتر الأسى .. وكتر العزوف .. والاغتراب .. صارت حروف مترهلة .. لحظات أسيفة ومهملة "


    يا سيدي.... لا زالت أحلامك الكبيرة تزرع وعودها عند منحنيات النيل وفى مغارس الليمون في "توتي"، ولا زال الدمع حاضرا عند كل أغنية " رعاف" تملؤنا مشاعر بليدة ووسخا ذاتيا ونحن نطرد "الكلام المغتغت وفاضي وخمج" لنقرفص في حضرتك وننظّف آذاننا بحضارة قادمة من الفضاء الانسانى الرحب !!

    · مدخل ثان ..

    ...." حاجة فيك... خلتني أرجع للقلم... وأتحدى بالحرف الألم... وأضحك مع الزمن العنيد... وأعرف متين أبقى المطر.. و(أفهم) متين أصبح حريق.."

    يا سيدي، هل يكون "الموت" بكل هذا البهاء والشموخ، وهل بالامكان عشق "الموت" حين يتلفع الموت بأضواء الشفق ويتدثر بالغيم "الارجوانى" ليضحى جزء من أحلامنا هو الآخر ؟!
    يا سيدي... كيف غبت ؟! كيف غبت وأطفال المدارس لا زالوا في انتظار مراجيحك الملوّنة، والمشردون لا زالوا في انتظار أرصفتك التي يبللها المطر، والعرب الرّحل لم يحصلوا بعد على قمر متدل يقودهم إلى المرعى، وقطعان الماشية لم تصل إلى مرابع الخريف، يا سيدي حتى الخريف لم يأذن بعد بانهماراته وسخائه فكيف غبت ؟!


    ..." نكر صوتك صداك... غالطني الزمن فيك.. شهرت على الجفاف وعدك.. بطاقاتنا الخريفية... معاك أتبرجت غيمة.. وشهق جواي صوت جدول... أقيفى معاى... نشيل كتف الغنا الميّل... ونتخيّل "

    يا سيدي، لا زلنا في انتظار نوارسك البيضاء تشرع أجنحتها في سماواتنا وتضيء ليلنا بفوانيسها السحرية، ولا زلنا ننتظر مواعيدك الشهية لنتحلق حول النار ونغنى عراة للمجد والحرية و... الإنسانية .
    يا سيدي " كل الناس... أثنين.. أثنين.. فرح أتكلم بلغتين " سواي، فأنا أنتظر أن يتكلم فرحى بحضورك الجميل.
    سيدي، متى تصفف شعرك عند زاوية الشارع، وتأتى كما الرياح العاتية والعواصف الكبرى وهيجان النيل ؟!

    · لشرفات الحزن النبيل ..


    ..." أقترحتك لون أساسي... يمنح اللوحة ازدواجية القراية.."

    يا سيدي، لا زلت وحيدا ومكسورا وحزينا مثلك تماما، أفتح صدري للريح، وأطارد الشوارع علّها تحتسيني لأندغم في لسانها وأشي ببعض انسانيتى، متقعر أنا في موانىء الغربة الباردة مثلك تماما، مجروحا بوطني، ومجروحا بعصافيري التي نتفوا ريشها وصادروا "جوازات سفرها" وحاصروها في المطارات اللئيمة، مثقل مثلك بالأسى، أبحث عنها / عنه / عنكم / عنى / عن .. "نورا"، "شليل"، أبحث عنكم في الخرائط وأوراق الأشجار والكؤوس الفارغة و..... ليل الشتاء !!
    أبحث في كل الجزر المأهولة بالعطر، والغرف السرية المملوءة بالأساطير، تحكى لي جدتي هناك عن حنائها وعن "القمراء"، أبحث في الوجوه " يمكن ألاقى البشبهك.. ما الليل براح.. والشوق تعالى بيندهك"، الحزن يا مصطفى لم يترك في عصبا إلا خطّ عليه تواريخ ملعونة !!
    مصطفى.. من أي طينة نيلية معجون أنت ؟!

    · مدخل للعصافير ..


    " عود لي ملامحك يا حراز... جية العصافير قرّبت...
    فرتق ضفايرك للرذاذ... ريح العوارض غرّبت.."


    من أي "نغم فنان ".. من أي قفص شردت لتحلق في كل الأكوان وتحرض الدفء على المجيء، وكرنفالات الجمال ؟!
    من أي وردة فحت... من أي مقهى أبتعت قهواك المرّة لتدلقها في حلوقنا وتمنعنا من تذوق نكهة الخبز المأخوذ من أفواه الغلابة ؟!
    هل لاقيت "عم عبدالرحيم" في غربتك تلك، وهل تواعدتما على جلب الحنطة لمن لا يجدون ثمن الحلوى لأطفالهم ؟!

    " الأطفال يا فاطنة بيغنوا
    الأفراح لابد من ترجع
    الأحلام الدونك فاتت
    لو واصلنا .. صباحها بيطلع"

    مصطفى.. ما زلت أبكيك سرا، وأدوّن أغنياتك سرا، وأشتهى مواقيتك سرا ، وأدلق عطرك على شرايينى سرا . مصطفى.. عد لتحقق "التآلف في انفعالات الأجنة"، ما أصعب أن يدمن المرء الانحياز إلى "الناس التحتانية" والأزهار الصبية التي لابد ألا تطأ !!

    · لأوراق الشتاء ..


    ... " الصباح الباهى لونك.. وضاحة يا فجر المشارق.. غابة الأبنوس عيونك..
    يا بنية من خبز الفنادك..."

    ما أصعب أن يختار المرء الغناء المر في الزمن الجبان، وما أقسى أن يختار "الكلام" في زمن " الصمت"، وما أفظع أن يلوّح بمناديله البيضاء في زمن "المناديل الرمادية".
    مصطفى... هل لبعض الأغنيات طعم الخبز المحروق، وهل لبعضها رائحة القهوة الهدندوية ولون مياه النيل في أثناء الفيضان ؟!


    " مو دعاشة... ماها شبورة وتقيف... جاىّ ليك يا نورا غيمة... تملا ماعونك خريف...
    يملا عينيك ويفضّل.. يروى جواكى العطاشى.."


    مصطفى... كيف تلتئم الجراح في حضرة الجرح الأكبر.. أم أن الحزن الأكبر ليس يقال، وأن الأسئلة الكبرى تصهل فقط في بوح الكمنجات وحمى الغيتار ؟!
    قل لي... _ والأرض تغطت بالتعب.. والبحار اتخذت شكل الفراغ _ كيف تمسى الأغنية مقياسا للترقب والرحيل ؟
    قل لي يا سيدي... هل ثمة ما تهجس به القصائد غير نزفها، وجموحها وهى تتعرّى من أناقتها الوقتية لتحفر خارطة جديدة بأنامل الشمس واشتهاء العاصفة ؟!
    قل لي يا سيدي الجميل... بماذا أوحت لك أناشيد الخلاص، ويواقيت العرش، بماذا أغواك بياض الصفحة لترتعش الأنغام وتجهش بالأغنية " الطلسم"، بماذا حرّضتك الأمطار الاستوائية وابتهالات الأبنوس ؟!

    · لمراجيح الأغنيات ..


    ..." هل أنا أبدو حزينا.. هل أنا القاتل والمقتول حينا... والرهينة...
    هل أنا البحر الذي لا يأمن الآن السفينة..."


    مصطفى... " للأطفال الناشفة ضلوعها ونازفة " رحت تغنى... " للحاج الكباري.. الماهو دارى.. ذلة الناس في الطوارىء " ... " للطورية المرميّة في الطين" و" لل over all " و" المسطرة والكراس"... " للمدافع التي تلد الخوازيق"... " لحلم العالم ناس تتسالم.. والبني آدم صافى النيّة"، " للذين مهما تأخروا ..فانهم يأتون .. من درب رام الله أو جبل الزيتون " للأكباد التي اهترئت من فداحة الحاصل، وهول العتمة، لبائعات الشاي وعمال السكك الحديدية، لعمال الموانىء والحمالين والباعة المتجولين، لطفل يحوى في عينيه "عشم باكر"... من يغنى ترى بعدك للطبقات المسحوقة المعدمة والأشجار التي تقتلعها الريح الشتوية الكئيبة وعيني الخرطوم المفقوءتين ؟!
    مصطفى... الطفل الجميل الذي علمّنا الاكتحال بالنيل، وعلمّنا كيف نضيء القناديل، وعلمنا كيف نعجن الضحكة في وجوه الأطفال، وكيف نغزل من خيوطنا ملاءة المطر، وكيف نفهم كيمياء الحريق ووقت الهطول... نم بسلام، فالأوتار لا زالت تبشّر بمجيء الغيم وتغرى بالإجابة !!

    · أسئلة ليست للاجابة ..


    كيف أمكنني أن أحيا في عالم لست فيه ؟

    على تلك السفوح المطمئنة المحتفية بلوز القطن في الجزيرة، وفى تعاريج " الأنقسنا" ومساقط "ساورا " وأكواخ مريدي، في طرقات أمدرمان ونوافير الضوء في حلفا، على دكات جبل "مرّة" وأحراش نمولى يمتد سحاب الأغنيات ويهطل غزيرا... غزيرا يستحث البذور على معانقة الضوء وسفح الرحيق !!
    سيدي الآتي من الزمن "الوسيم"... صبغ زمنك الجميل ملامح زمننا الشاحب، ولوّن حيواتنا بالشعر المنسدل على ضفاف الوعد النبيل، ... أضحى ثمة زمن خرافي يدعى " زمن مصطفى سيد أحمد" لا يتردد " بين الخوف وبين الناس التحتانية"، يمارس شغبه الجميل على شراييننا ويتسكع فوق مرايا الوقت، ويتسع "لكل الناس" ليعيشوا فوضى الدم وترتيب الأعصاب الداخلية !!
    غياب..
    غياب..
    غياب يشردنا كالغجر، غياب يأخذنا إلى المتاهة وينيم القصائد، غياب يتحشرج في جنبات الروح، غياب يأبى التأقلم ويحجز مقاعده إلى شرفات الضوء !!
    حضورك في كل أمسياتنا الناعمة، في مواعيدنا مع حبيباتنا، في مدرجات الجامعة، في البص المتجه إلى قعر المدينة، في خيوط الشمس وسدف الظلام، في ليلة العرس وبهاء العروس، في ثغر طفلة تتشهى الأغنية المستحيلة، في كف صبية مخضبة بالحناء، في حداء "الكبابيش" وراء قطعانهم ورقص "الدينكا" حول النار، في زقزقة عصافير الجنة ساعة الشروق وزخات الماء وقت الأصيل، في حضور " الحضور" !!
    ... ويجيء موعدك السنوي، معطرا ومموسقا كالعادة، ممشطا شعره كالعادة، موجعا كالعادة، وحارقا حد النزيف !!
    موعدك السنوي يا مصطفى، مناسبة لاستذكار الشفافية والإنسانية والصدق والجمال، موعد للأقمار كي تضيء، وللنيل كي يستشف !!
                  

05-10-2003, 06:47 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)



    لا تتركوني لهذا الحزن وحدي
    فباب ذاكرتي موارب
    وطير الروح
    لا يقوي علي النسيان
    لا تستقيم دروب عاطفتي
    كي احادل خطوة الامكان
    و الوتر الرفيق
    كيف الطريق و لا رفيق؟
    كيف احتشادك بالعذوبة
    و الحرف يفقد سر ان يرتاح
    في لحن صديق
    يا صديق الغربة و الالم الحريق
    يا منتمي للالفة و المعني العميق
    يا وتر عزة هوانا
    يا مصابيح الطريق
    يا مبعثر
    و منسجم
    يا معاند
    يا رقيق
    يا منسرب كالنسمة
    من جوف المضيق
    يا حوار روح الفراشة
    مع الرحيق
    يا جدال الريح
    مع الموج الغريق
    يا مصطفي من التألف
    في الاجنة
    وكل اوجاع الطريق
    يا معادي
    وانت عادي
    للرمادي
    وكل حيادي
    وكل منتفع صفيق
    يا مصطفي من هميم الاغنيات
    من هميم الاغنيات علمتنا
    ان برق الصحو
    ميلاد البشارات
    و تاريخ التفأول و البريق
    يا صاحبي
    هذي ثمارك اينعت
    و العصافير استراحت
    علي غصن وريق
    لك ان تنام الان
    فالحب يسقي
    بذرة الامكان
    و الشجر الصديق
    بالله
    كيف سلبت الدمع حزنه
    و خبرت اسرار العشيق؟؟
    و انحزت طوعا
    لاحلام الطفولة
    في الفريق؟؟؟؟؟؟
                  

05-10-2003, 07:13 PM

anwar abu gaidaa

تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 1312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    مستمتع لدرجة................؟
    وبعدين عندى نصيين هنا ويحيى عارف وسوف يصلوك عما قريب ايها الجميل
    خالد عويس راجع ليك
    ليكم الود
    انور
                  

05-11-2003, 11:53 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: anwar abu gaidaa)

    العزيز الرائع أنور
    مرحب بالفن كلو معانا هنا
    البيت بيتك
    وفى انتظار مداخلاتك
                  

05-11-2003, 02:19 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    والله يا خالدعويس ويحى فضل الله
    متعة ؟؟؟؟


    تمبس

    نزلت القمر ؟؟؟


    شكرا

    لكن ما قلت ليهم بناء على طلبى

    حسى يقولوا على شنو؟؟؟ الجماعة ديل

    اما عن المديونية
    فبنتفق
                  

05-11-2003, 02:57 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Tumadir)

    صديقتي الفاضلة تماضر
    والله المتعة كلها فى وجودنا كلنا هنا
    اصبح المنبر وطنا مصغّر نمارس فيه كل طفولتنا وبراءتنا
    نذهب الى المسرح لنراك هناك
    ونستمع الى الموصلي وانور
    ونغني مع مصطفي
    وندخن يحي وانا سويا
    ونمرح مع ابو حراز
    ونتريث لفهم السمندل وميرفت
    نتشاكس مع عادل عبدالعاطي انما نعمق فهمنا السياسي
    ونتداعي الى ودعزة وودالباشا ونثرثر مع شيري وودعقاب ومهاجر والساحر
    انها متعة وطنية خالصة يا عزيزتي
                  

05-12-2003, 09:46 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    1- يحي
    شكرآ على الترحيب
    تاخرت رغمآ عني لانهماكي في واجبات طارئة استوعبت وقتي الشحيح
    لم ابالغ ،انا هكذا،وكثيرآ ما اربكت محمد عبدالرحيم قرني ،ويحلف ويقول والله ده بالضبط الكنت عايز اقولو او اعملو ،هذه الحالة مع ناس كثر وكتر اي لاتربطني بهم علاقة ونجد اننا تلاقينا في خاطرة أو ملاحظة او..
    ذات يوم كتبت انت عن ميتافيزيقيا الكتب ،كنت حينها اكتب في ذات الموضوع ،واظنني اخبرتك بذلك
    ما زالت هناك حكاوي وذكريات عن المعهد في العمارات وحاجة آمنة ،ومع مصطفى وقرني ،قد تسنح الفرصة لسردها
    ولك حميم الود

    2- خالد
    ايضاآ شكرآ للترحيب والدعوة للمشاركة في تلوين اللوحة ، ولا مانع عندي وما ان تنجلي هذه الزحمة ،سوف احمل فرشاتي واللون لكن ليس بالدماء والدموع
    الدماء
    ادخرها لمعركة اخوضها الآن ولا ابالي
    والدموع
    } وحين ياخذنا التسابق والتلاحق خيولآ يصفدها وقع الخطوب الصافنة }
    نفتش فينا وفي مطر الهزائم عن هروب وشطآن آمنة
    ..............
    .............
    والاحلام في قلبك ليل تحاصره الشموع
    { دمعتان لها وللوطن آلآف الدموع

    يحي / خالد

    ورطتونا !!
                  

05-15-2003, 01:25 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: أبو ساندرا)

    جاء الى الخرطوم ابان الديمقراطية ،، كانت الخرطوم حينئذ تبتل بمطر العشق وتلوى اعنة خيلها باتجاه الغمام ،، طلع الى المسرح سكرانا ومبتلا بالشوق ،، احتشدت اشجار التبلدى وغابات النخل ،، مد يديه ليعانق السمر الذين صاحوا :
    سبحانك كل الاشياء رضيت
    .....!
    وميضه غشى بيادر هاجعة وايقظ سنابل القمح لتفتح شرفات الدور الريفية ..
    يقتله نصف الدفء
    ... ونصف الموقف اكثر
    يحزنه الصلب .. المحق ... والبذاءة قليلا !
    يشرق كصباحات ليلية ويرعد بوتريات صباحية !
    مظفر ... سليل العائلة العريقة الذى سلخ ثيابه وخرج الى الدنيا عريانا "جدا" وحزين ..
    فاجأته الدنيا بنزق توافر على قلبه وتسلل الى روحه
    شهر حروفه البذيئة الموجوعة ليدون فاجعته وفواجع الناس ...
    اصغر شىء يسكره فى الكون
    فكيف الانسان ؟؟؟
    هذا العراقى المتوحش ... الجميل !
    ان تخلّى مظفر عن توتره وقلقه .. تخلى عنه الشعر
    هو اكثر الشعراء جنونا وجموحا فى عصرنا هذا
    يمزق قلبه كل ليلة بخناجر من " ورد" وشفق وعطر
    ثم يسكب قنانى الخمر على الجرح المفتوح .. هل يهدأ ؟
    يا هذا المتحشرج فى الرمق الاخير
    خذنى
    انى بردان ... واحن لدجلة
    وطنى وطنك
    قلبى قلبك
    ودمائى يسفحها الجلادون على عتبات تعرفها جيدا
    يا هذا العرق النافر فى رقبتى
    اقول لك كما قلت لى :
    " وآه من العمر
    بين الفنادق لا يستريح
    ارحنى الهى قليلا
    فانى بدهرى جريح "
    هل هى اكثر القصائد تعبيرا عن حالك يا صديقى العجوز
    يا بحار البحارين
    من اطفأ ضوء سفينتك ؟
    من اهداك العشق الابدى لتسكن قلبى
    اثمل بالشعر وبعض التفاح
    فالحمرة فى الخدين بقايا شمس منطفئة
    والكأس ذبالة شمعة !!!!

    هذا المبتل بخمر أبدي


    ماذا كان يعني
    "سبحانك ..
    كل الأشياء رضيت...
    سوى الذل..
    وإن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان..
    وقنعت بكون نصيبي في الدنيا...
    كنصيب الطير...
    ولكن..
    سبحانك..
    حتى الطير لها اوطان..
    وتعود اليها..
    وأنا لا زلت أطير...
    فهذا الوطن الممتد..
    من البحر الي البحر..
    سجون متلاصقة..
    سجان..
    يمسك سجان..
    "
    هل كان يعنيني
    يعنيك
    يعنينا ؟؟؟



    ولكن أين البصرة يا مولاي
    وما شأني بالبحر
    - لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    - بل يوصلني
    - لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    - بل يوصلني البحر إلى البصرة
    - قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
    - أحمل كل البحر وأوصل نفسي
    أو تأتي البصرة إن شاء الله
    بحكم العشق
    وأوصلها ...


    متي نبلغ "بصرتنا " يا يحيي ؟؟؟

    "توضأت بماء الخلق ،
    أخذت بهذي القيثارة
    دوزنت عقوداً أربعة
    وشددت على وجع المفتاح الخامس والسابع
    فاعترض النحو البصري عليَّ
    كذاك اعترض النحو الكوفيّ
    من لا أعرفه يعرف نحواً في الشعر
    دع الريح يهدهدك الهدهدة الإهداء
    نذرك كان كثير الشمع الأحمر والآس
    ومرت كل شموعك من تحت الجسر
    وأوغلت كثيراً في البحر
    فأين البصرة ؟!
    صحيحٌ أين البصرة ؟
    البصرة بالنِيّات
    لقد خلصت نِيّاتي
    وتسلق في الليل عمى الألوان عليها
    أين البصرة ؟
    أين البصرة ؟ مشتاق
    بوصِلتي تزعم عدة بصرات
    منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل
    أتسير ببوصلة ؟!
    - حين يكون لذلك فائدةٌ
    ما دختَ ؟!
    - إذا كنتُ بلا أملٍ
    يا صاحب هذا الكلك المتعب
    أنت تسمِّيه المركب ، لا بأس عليك
    تفاءل ما شئت
    أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه
    "

    نحن دوزنا على الوتر المليون
    فمتي نبلغ بصرتنا ؟



    "هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
    ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
    أصابح الليل مطلوباً على أملٍ
    أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
    "
    وهل ثمة ما يقال ؟
                  

05-16-2003, 07:32 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    تبرأت من هذا العجين
    وهذا لمن يدرك الباطنية في العشق بعض انتمائي
    انا انتمي للجموع التي رفعت قهرها هرما
    واقامت ملاعب صور و بصري
    واضاءت بروج السماء بابراج بابل
    انا انتمي للجياع و من سيقاتل
    انا انتمي للمسيح المجذف فوق الصليب
    و قد جرح الخل خد الاله علي رئتيه
    و ظل به امل يقاتل
    لمحمد شرط الدخول الي مكة بالسلاح
    لعلي بغير شروط
    وللزيدي يدق علي قحف كل غني
    فما زال منهم كثيرون حول معاوية يضربون الصنوج
    و يرعون شأن الحروب
    انا انتمي للفدائي ... ولرأس الحسين
    و للقرمطية كل انتمائي
    و للماركسيين شرط الثبات مع الفقراء
    وشرط القيام بها بالسلاح كما هي اصلا
    بدون التفاف ودون رياء
    هكذا يعلن مظفر النواب عن انتمائه و بوضوح عاري وبخليط من العلائق الفكرية و الدينية ويعلن ايضا حين يصادفه ـ علي ـ الاهوازي ـ جيفارا ـ ماركس ـ ماو ـ وهو ينشد تفاصيل تعذيبه يعلن
    فالثوار لهم وجه واحد في روحي
    وتسالني يا صديقي امام شاعر رائي مثل مظفر النواب ـ تسالني هل ثمة ما يقال؟
    سعدت كثيرا بمرافقتي لمظفر النواب حين زار السودان كثمرة من ثمار الديمقراطية وكان ذلك بدعوة من اتحاد الكتاب السودانيين وقد تعلمت كثيرا وانا ارافق هذا الشاعر المتامل بمزاج صوفي و عقلية مقاتل ثوري و به من تواضع البسطاء الجميلين درجات و مقامات و قد كان مظفر مصر جدا علي معرفة الحياة السودانية من خلال معايشتها بالتجول معنا في الاسواق و الاحياء الشعبية و كان يهرب من دعوات اصحاب البدل الانيقة مفضلا ان نسهر في مرزوق او ان نقيل في بانت و لا انسي دعوة العشاء التي كانت في حي الزهور بالديم و قيها التقي بمصطفي سيد احمد و حرضناه علي قراءة قصائده بالعامية العراقية و صاحبته اوتار مصطفي سيداحمد وقد يفضل كثيرا ان لاينام في الفندق الكبير وبه شغف طماع لقياس ليل السودان مع ليالي غربته الطويلة
    لم يبق الا ان ارتب الغربة في صندوقنا مع الثياب و الاوراق والمهانات التي سمعناها
    الليلة الشعرية الاخيرة لمظفر النواب بقصر الشباب و الاطفال ـ كان مظفر قد قدم ثلاث ليالي شعرية الاولي بدار اتحاد الكتاب بالمقرن وليلتين بمسرح قصر الشباب ـ
    حين كان الجمهور المحتشد و بكثافة داخل قصر الشباب منتظرا فتح ابواب المسرح و حين وصلنا و معنا مظفر النواب و خرجت انا من العربة كي ابدا في ترتيب تفاصيل الليلة وجدت الاستاذ ابراهيم العوام الذي كان مديرا للقصر وقتها واقفا امام المسرح و حين وصلته فاجاني قائلا
    يا يحيي انت عارف دي موسسة تربوية و ما ممكن نقبل ان
    نقدم شاعر بسكر امام الجمهور
    ودخلنا في شبكة وابراهيم مصر علي منع مظفر النواب من لقاء هذا الجمهور الكبير الذي البعض منهم في نقاش مع العام و كان هنالك مقال في جريدة الراية في نفس اليوم كتبه المتشاعر ابو قرون عبد الله ابوقرون عن ان مظفر النواب يسكر اثناء قراءته لشعره وانه بذئ و...
    وتركت الجمهور يجادل العوام و رجعت الي مظفر و اخبرته بالمشكل وكان هو داخل العربة و بابتسامة مشعة قال لي انه علي استعداد ان يقرأ شعره للجمهور خارج المبني وعلي شارع الموردة و اتفقت معه علي هذه الموامرة الجميلة و رجعت الي ابراهيم الذي اشتد عليه جدل الجمهور و ووصلت معه الي اقتراح غريب و هو ان يكتب اتحاد الكتاب تعهد لسيادته بان لا يسكر مظفر النواب وهو يلقي اشعاره علي خشبة مسرح القصر و تحركنا انا وهو الي دار اتحاد الكتاب و وجدنا الراحل المقيم علي المك وكان وقتها رئيسا للاتحاد و شرحت له الاشكال و كان العوام يدعم خوفه الاداري بكمية من تبريرات التي تنفي تماما علاقة العوام بالفنون و حين طالب العوام بكتابة ذلك التعهد الغريب نظر علي المك في وجه العوام نظرة خليط من الرثاء و التهكم وقال بصوته الجهور
    بس كده؟
    وتناول ورقة وكتب التعهد و ونظر الي العوام مرةاخري و ختم علي الورقة بختم الاتحاد بعد الامضاء و ناولها للعوام و حين هممت بالخروج من المكتب مع العوام ناداني علي المك و قال لي
    تفتكر المسالة دي جادة يعني
    الستارة مغلقة و الجمهور مكتظ داخل الصالة و مظفر يجلي علي كرسي بين الكواليس بعد ان وضع سرميس و قارورة علي المنبر وكأس صغير و قبل ان اقدمه للجمهور داهم المنبر شخصان و بحاسة كلبية شم كل منهم محتويات السيرمس و القارورة و خاب ظنهما اذ لم يجدا خمرا فقد كان السرميس به قهوة و القارورة بها زيت زيتون و قد كان مظفر يخلط القهوة بزيت الزيتون وذلك ليكسب صوته تلك المرونة العذبة التي ينتقل بها من حالة شعرية الي اخري
    لم يكن مظفر النواب يسكر علي المنابر كما يشاع و اظن ان خمرياته العذبة و لجوءه الي التعبير الدرامي جعلت الكثيريين من الانطباعيين يظنون ذلك و تماما كما قال
    كل مزاج تفحصني
    و تبارت علي جسدي الشائعات
    فاوقدت قنديل عشقي
    مظفر النواب يستخدم مفردة الخمر و علاقاتها و علائقها بانسياب وانفتاح علي التاويل يفضح غباء التفسيرات
    انني صب
    اسمي كلما يسلب لبي خمرة
    ان كان حسنا
    او قراح الماء من كف كريم
    او حزاما ناسفا
    او بيت شعر او مداما
    ـــــــــــــــــــــ
    ايها الشارب ان لم تكن شفافا
    رقيقا كزجاج الكأس
    لا تدخل طقوس السكر و الكينونة الكبري
    فسوء الخمر يؤذي
    بينما يقتل سوء الخلق
    فاشربها كريما دمثا
    تطمع ان النار تستثني الكراما
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    غسلت عيوني بالجعة الذهبية
    كي يترنح هذا الحزن
    وحطمت علي ارصفة الغربة كأسي
    غازلت البعض شظايا الكأس
    شظايا لا يمسكني احد
    صرت شظايا اجرح
    اجرح حتي حين انام
    ــــــــــــــــ
    اواصل سكري بالكون
    و يربكني ان اقوي الخمور الردئ
    و اغسل حنجرتي بالنبيذ
    ففي القلب حزن جبان
    و حزن جرئ
    ــــــــــــــــ
    هذا بعض من شظايا خمريات مظفر النواب و هي شظايانشوته بخمر الوجود
    و قد نظم الحزب البعث العربي الاشتراكي في السودان حملة عدائية ضد زيارته للسودان و حاولوا ان يطعنوا في شاعريته و مواقفه من خلال كتابات في جريدة الهدف وكما احزنني ان شارك في هذه الحملة ناقد ادبي مثل مجذوب عيدروس و لم يسكت مظفر علي ذلك فقد قذف في وجههم بهجاء لئيم
    نهشتني ضبعة تأكل من كتف العراق
    و قد رد ايضا علي الذين اتهموه بالسكر علي المنابر
    انا اسكر لكي لا اري الدنيا التي فيها اراك
    لست بحاجة يا صديقي كي اؤكد ان مظفر النواب من اكثر الشعراء حدة في الهجاء ولكنة لايفقد شاعريته و هو يهجو
    فيا حضرة كتاب التقارير
    تشيطنت فلم اذكر نظاما
    رافعا فردة شباطي كالهاتف
    كي اشتمهم
    يا اخوات .....
    قطع الخط
    و لم اكمل مراسيم احترامي
    ربما بالفردة الاخري ارادوا الاحتراما
    و انفاس مظفر الشعرية جادلت السودان
    فاسدة هذه البيضة
    فاسدة ياولدي لا يخرج منها عصفور
    فلماذا تحمل عش البيض الفاسد
    في دوحة كفيك حريصا
    الق العش الي البحر
    تحرر من انك ملتصق بالبر
    وغامر
    فالكل علي الكل مغامر
    و العالم اجساد وخناجر
    هاتوا صخرة بركان سوداء
    لاحفر زهر جنوب السودان
    وصوت البوق الازلي
    وزمجرة السحر الاسود
    في قدم الراقصة السوداء
    ــــــــــــــــــــــــ
    كل عصافير الغابات و مأتم ظل في قلبي
    و الخرطوم تذيع نشيد لزجا
    يحمل رأس ثلاثة ثوريين
    و وجه منكمش كمؤخرة قنفذ
    اين ستذهب يا قاتل؟
    يا قنفذ
    الناس عراة فيالشارع
    الناس بنادق في الشارع
    الناس جحيم
    اي الابواب فتحت
    فهنالك نار
    و لله جنود من عسل
    و علي رأسك يا محجوب
    رأينا سلة خبز تأكل منه الطير
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    وتسالني يا خالد متي نعود لبصرتنا و قد تكاثرت القنافذ و وغطت اشواك قبحها كل الاماكن؟؟
    ولان مظفر النواب شاعر يعرف كيف يهاجر في غابة ضوء من دمعته فهو يحمل الان مقبرة رفضتها القيامة
    موت واحد علمني الدنيا
    نبي واحد علمني الالحاح
    وحمل قناديل الرؤيا
    تري هل تحقق فكرة القنفذحالة كوننا امة فضيحة؟؟؟؟؟
                  

05-16-2003, 07:57 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    خالد
    اسمح لي ان اصحح خطأ استراتجي هنا
    الخرطوم تذيع نشيد لزجا
    يحمل رأس ثلاث ثوريين
    ووجه نميري منكمش كمؤخرة قنفذ
    ارايت نسيت كلمة نميري و بذلك اكون قد نسيت القنفذ الذي سنتحمل من اجله عبءالفضيحة
                  

05-16-2003, 11:03 PM

beko
<abeko
تاريخ التسجيل: 03-24-2003
مجموع المشاركات: 195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    up








    **********************************
    البيناتنا الزمن الفاتنا اللسه بفتش لي ابواب
                  

05-17-2003, 00:01 AM

Tabaldina
<aTabaldina
تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 11844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    ..
    .
    ابداع
    جدير التوثيق
    لكم
    عظيم التقدير والاجلال
    وليحيا خالدا


    واكتفى بكم فى هذا الدجى
    ولتهب الخرطوم يوما


    تحياتى
                  

05-17-2003, 04:33 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Tabaldina)

    يحيي ، هكذا من غير استاذ ، او عزيزي _ ولتسمح لى ، فهذه لحظة انسانية مجردة فى الكتابة ، صدقني يحيي ، على كثرة تتبعي لمظفر وقراءاتي لما كتب عنه ، لم تشدني مقالة عن هذا البدوي الضالع بالهجرات مثلما شدتني حروفك ، من المقطع الأول الذى انتقيته انت بحرفية ، وادبية ، باذخة ونهاية _ ايضا _ بمقطع (القنافذ) ، وربما مظفر من أكثر الشعراء الذين يجيدون (وخز القنافذ) وتعريتها من شوكها !!! ، كانت لى شيطنتي الخاصة مع مظفر ، فى العام الفارط حين دعيت الى حضور القمة العربية ( ليس بوصفي رئيسا بالطبع _ وبحمد الله ) وانما كصحفي ، وحين خيّم مساء اليوم الأخير قبل القمة ، خيّمت معه كل الخلافات العربية ، التقيت بالدكتور مصطفي البرغوثي أمام المركز الاعلامي للقمة ، كان ممتعضا وموجوعا ليس لغياب عرفات فحسب وانما (للطبخات) الداخلية التى عطلت الحوار الجاد حول الوضع المأسوي فى الاراضي المحتلة ، واحلت محله خلافات حادة بين (الجميع) ولا ادرك حتي اللحظة أى باعث شيطاني اوحي لى بأن اتصل بمظفر فى دمشق ، وكانت بالطبع ترن فى رأسي قصيدته عن (القمم العربية ) جاءني صوته حزينا ، وساخرا ، وعظيما : كيف الوضع عندكم بالله ؟
    قلت له على استحياء : انه مطابق لوصفكم !! كنت اعني قصيدته ، ولا ادرك ايضا ما الذى اوحي لى بتلك البذاءة ، على انني احب بذاءة مظفر جدا ، وافهم (خمرياته) فى سياقها الصوفي الرائع ، _ وكم بالمناسبة هو مظلوم شاعر عظيم كالحلاج !!!_ وعدته بزيارة خاصة الى دمشق لا زلت اتشهاها ، وانتظر ايفاء وعدي له
    مظفر شاعر يجتاحنا من اللحم الى العظم ، يمثل ضميرا قائما بحاله ، يمثل ضميرا جمعيا موجوعا ، انما بصوت الشعر وأنفاسه السماوية ، مظفر حالة استثنائية جدا ، وكم ظلم فى الخرطوم _ كما حكيت انت _ لكن متي لم يكن مظفر مظلوما ، ومطرودا وحزينا ؟؟
    صدقني يا يحيي ، انا عازم على زيارة دمشق من اجل مظفر فقط ، وقد كشفت لى سطورك عن زوايا ما كنت اعرفها عنه ، وهى بالفعل توثيق مدهش كما اشار الحبيب تبلدينا ، توثيق مدهش من شاعر وكاتب مدهش ، عن شاعر مدهش

    وكم أضحكتني السطور الأخيرة الى درجة البكاء
    هذا المظفر يمتاز بصدقية شعرية وجمالية الى درجة تبكيني ، وتحزنني
    هل يوجد فى هذا العالم شاعر بكل هذا النقاء ؟؟؟؟
                  

05-17-2003, 06:49 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الاخ الصديق خالد عويس
    ما كتبته هنا عن مظفر كان كتابة سريعة وقد نسيت ان اذكر ان سهرة تلفزيوينة سجلت مع هذا الشاعر قرأ فيها اجمل قصائدة تلك التي تبتعد عن بذاءته السياسية الممتعة وتقترب من حيث تشف منه الروح و قد كان هنالك حوار قيم في هذه السهرة و لان مظفر النواب يفهم تماما ان جهاز اعلامي مثل التلفزيون يحتاج الي القليل من الموازنات فقد سجل لتلك السهرة قصائد مختارة وبعناية وهذه السهرة من اخراج الصديق عوض محمد علي يقيم الان بهولندا و طبعا السهرة منعت من البث و اظن ان الشريط بحوزة عوض واتمني ان يكون ذلك كذلك و اظن انا لا احتاج ان اعدد اسباب التلفزيون في عدم بث السهرة وخاصة اننا كنا نحاول استثمار الزمن الديمقراطي و كنا مجرد حالمين وبلهاء لانه وفي نفس هذا الزمن الديمقراطي انجز وزير للثقافة والاعلام اهم انجازاته الثقافية وذلك حين منع كاميرا التلفزيون من تسجيل فعالية ثقافية وبها ضيوف مهمين من الوطن العربي في قاعة الشارقة واجبر الكاميرا بقرار وزراري طبعا ان تسجل الابقار التي اهداها اهالي الجزيرة اسلانج لمحمد عثمان الميرغني
    ومن حق مظفر النواب ان يصرخ
    قد بالغ هذا العالم في ايذائي
                  

05-17-2003, 07:08 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    يبدو انك تتعمد فى تحريضي على مظفر هذه الليلة
    لى عودة اذن
                  

05-18-2003, 06:20 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    الصديق العزيز يحيي
    لمظفر النواب شعرية جذلة ، ولغة حادة شاهقة ، جامحة ومتوحشة انما تقطر ابداعا ورهافة
    لماذا اراه انسانيا جدا بهذه الدرجة ، حتي وقاحة مفرداته ، لا يمكن ان ينظر اليها الا فى سياق تضامنها الكامل _ شعريا وانسانيا _ مع الجمال ؟

    (سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً
    وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان
    والقادم أخطر)

    ولماذا هو هذا المظفر يسقط "عراقه" الجميل على اوجاع كل الوطنيين المحرومين من أوطانهم ؟

    (المشرب غص بجيل لا تعرفه.. بلد لا تعرفه
    لغة.. ثرثرة.. وأمور لا تعرفها)

    حتي الخمرة عنده ، لا تؤدي وظيفة شعرية مباشرة ، انها تتأطر فى بعد موجع وحزين ، يتوغل فى اجتراح الحزن ، والوجع مع ما تمثله الخمرة والليل والوحدة من دلالات بكائية


    (كم أنت تحب الخمرة.. واللغة العربية.. والدنيا
    لتوازن بين العشق وبين الرمان
    هذى الكأس واترك حانتيك المسحورة
    يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
    واملأها حتى تتفايض فوق الخشب البني
    فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر..
    وتلك لصنع النعش.. وأخرى للإعلان..
    عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى
    إلا منطئفأً سكران)

    هل تمثل الحانة ، الجغرافيا النقية الوحيدة فى هذا الزخم من الخيانات والعداوات والبغضاء ، ألأنها تسقط كل الأقنعة ، وتدفع للبوح والكشف ؟
    أما الانسان ، هذا المخلوق الضوئي الذى ينحاز اليه مظفر تماما

    (أصغر شيء يسكرني فكيف الإنسان)
    كيف لشاعر أن يسكر بالانسان ان لم يكن هذا الانسان انسانا جدا لديه ؟
    والوطن ...........؟

    (يا زهرة بيتي ، يا وطني ،
    أأظل هنا حزناً مبعد !
    أأظل على خرسي ، تابوت قصاصات مجهد !
    لا أعرف حتى خشبي ..
    لا أعرف أين سيتركني الجزر ،
    وليل الماء على جرحي ...
    لا أعرف كيف يمر الإنسان بدرب الدمع
    لا أعرف أيأس ...
    ألخضرة دبت في خشبي والمنفى
    وسمعت شموعاً تتلقح في قلبي
    وصراخاً أهمل أعواماً لا يغضب .. لا يبكي ..
    وتواطأت مع الأيام ، نسيت ، نسيت وفاجأني .)
    كيف يختزل اوجاع وطنه هنا ويماهيها تماما فى أنه هو الآخر اضحي بلا وطن ، بأىّ تعريف هو يخاطب الوطن ويمتليء به ؟

    نحن اثنان بلا وطن .. يا وطني

    وهذا الدفق الشعري ، المنسكب فى العروق ، لست قادرا على توصيفه ، ابيات مظفر وحدها تنجز ذلك فى فضائه هو


    (أحمل لبلادي
    حين ينام الناس سلامي
    للخط الكوفيّ يتم صلاة الصبح
    بافريز جوامعها
    لشوارعها
    للصبر
    لعليٍّ يتوضأ بالسيف قبيل الفجر
    أنبيك عليّاً
    مازلنا نتوضأ بالذل
    ونمسح بالخرقة حد السيف
    ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف
    ما زالت عورة عمرو العاص معاصرةً
    وتقبح وجه التاريخ
    ما زال كتاب الله يعلَّقُ بالرمح العربية
    ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،
    يؤلب باسم اللات
    العصبيات القبلية
    ما زالت شورى التجار ، ترى عثمان خليفتها
    وتراك زعيم السوقية
    لو جئت اليوم ،
    لحاربك الداعون إليك
    وسموك شيوعيا )


    وطالما أنك جئت على ذكر قصائده بالعامية العراقية فلا بأس من عامية


    أشكد نده....
    نكط على الضلع
    ونسيت أكلك... يمته
    أشكد رازقي ونيمته
    وأشكثر هجرك عاشر
    ليالي الهوى وما لمته
    إنت سحنت الليل
    بكليبي
    وكلش موش أنت

    ****

    يامه التراجي مرجحن
    حسك الصافي وغفه
    ويامه الدمع ضوه سواد العيون
    جانت ترفه
    وتدري تنيت الدفو
    بلهفه ورده
    وما جيت ونيمني الثلج...
    والشته كله أتعده
    لا بالمحطة رف ضوه و لاخط جانه من البعد
    لا ريل مر على السده
    والشته كله تعده كله تعده
    و أعلكنه للصيف اليجي



    كم أحب هذا الانسان الفادح بانسانيته ، وهذا الشاعر المسكون تماما بالنزف !!
                  

05-20-2003, 02:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    up
                  

05-20-2003, 02:52 PM

heema


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    أساتذتي الاجلاء ..

    يحي فضل الله ..

    خالد عويس ..

    بالله عليكما لا تتوقفا ..

    فالكل هنا صمت ينتظر ..



    لكما جواهر التقدير ..

    ودوحات الادب ..

    لكما الاجلال يناب سلسلا ..عذبا ..

    مصورا فى بوتقة الاكرام ..



    لكم تحياتي ..اينما كنتم ..
                  

05-20-2003, 06:07 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: heema)

    و
    أين تركت نداماك حبيبي
    عبروا جسر السكر وماتوا الواحد بعد الآخر
    وبقيت أحدق في الخمرة وحدي
    وغمست يدي وبصمت على القلب سأسكر
    أسكر أسكر أسكر
    فالعالم مملوء بالليل،،فكيف تعاتبني كيف أتوب
    وهل تاب النورس من ثقل جناحيه المكسورين
    وهل تاب الطيب الفاغم في رفغ امراة خاطئة فأتوب
    وهل تاب الخالق من خمر الخلق
    ومسح كفيه الخالقتين لكل الاوزار الحلوة في الأرض
    فتلك ذنوب
    تعال لبستان السر أريك الرب على أصغر برعم ورد
    يتضوع من قدميه الطيب
    قدماه ملوثتان بشوق ركوب الخيل
    وتاء التأنيث على خفيه تذوب
    مادام هنالك ليل ذئب فالخمرة مأواي
    وهذا الجسد الشبقي غريب

    ما يحيرني في مظفر انه برغم ماركسيته ،وإحتفائه ألآسر بالخمرة والثورة ،غلا انني المح نفس صوفي واضح في شعره ،،فتأمل ،،{اصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الانسان ،سبحانك } وتأمل {تعال لبستان السر اريك الرب على اصغر برعم ورد} وتأمل
    {فأين أمرأة توقد كل قناديلي
    فالليلة تغتصب الروح حزينا
    هذا طينك يالله يموت به العمر
    ويشتعل الكبريت جنونا
    هذا طينك قد كثرت فيه البصمات
    وافسق فيه الوعي سنينا
    مولاي انا في صف الجوع الكافر
    مادام الصف الآخر يسجد من ثقل الاوزار
    واعيذك ان تغضب مني
    انت المطوي عليك جناحي في الاسحار
    وامثلة كثيرة ،وكثيرآ ما تناقشت مع الراحل مصطفى سيد احمد ،وزودني بمقطع قال انه سوف يغنيه ذات يوم يقول:
    لم أزل أرجع للكتاب والختمة والقرآن طفلا
    دائمآ ألقاك في شارعنا الفرعي
    تؤويني من الصيف بثوبيك
    وتتلو صبر أيوب على وجهي
    ولكني مهووس غراما
    ببيوت أذن الله بأن يذكر فيها
    وكثيرآ هيمتني "ألم نشرح" "والضحى"
    يا أخت هارون وزكريا
    وكنت بك صديقآ ونبيآ وإماما




    ونواصل
                  

05-20-2003, 11:50 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: أبو ساندرا)

    Jump to newest reply in thread »
    27-11-2002, 02:34 AM

    Yahya Fadlalla


    .

    Registered: 09-06-2002
    Total Posts: 225
    حوار مع مظفر النواب نقلا عن جهة الشعر


    لم يبق ثمة شيء يستحق ان نساوم من اجله

    مظفر النواب

    لندن - كرم نعمة:


    دخل علينا بقامة فارعة هي المعادل لقامته الشعرية، وبرباطة جأش منطوية على ذاتها، فمظفر النواب شاعر اكثر من كونه شاعراً..! تحدث بهدوء مفرط وبثقة لا يبدو أنها ستغادره، فأعاد تشكيل الحلم في مخيلتي الصحفية عنه: الشاعر المتمرد، الثائر، المطارد، الحزين، الملتاع...انه ببساطة صورة لإنسان داخل شاعر وشاعر داخل إنسان، مظفر النواب زاهد في كل شيء إلا الشعر، وهكذا كان علي ان أضع (لعبتي الصحفية) جانبا فهو لا يمت بصلة لمن يتوجب على المحاور ان يدخله في شراك لعبته. مظفر النواب خارج سياق المقدمات وتفاصيلها، لأن الأسئلة تتصاعد أمامه منذ ان أوقد شمعة الأمل في السجن وحتى قصيدته التي لم تكتب بعد.. كذلك قلت له:

    - دعنا نتحدث أولاً عن علاقتك بالمتلقي، ويصح مع تجربتك استخدام كلمة الجمهور- فالعراقيون يحبونك كشاعر شعبي والعرب يرون فيك الضمير المعبر عن صرخة الشارع بوجه السياسة، فهل تعتقد ان علاقتك بالجمهور تكتفي بهذه الحدود؟
    - لا أعتقد ان علاقتي بالجمهور العراقي تقتصر على القصائد الشعبية ولا حتى مع الجمهور العربي حيث السمة السياسية، أما لماذا طغيان هذا الجانب، فلأن الهم السياسي دائم الحضور فيلقى متابعة مستمرة، لكن ثمة جوانب أخرى في شعري منها ما هو جمالي وصوفي تجد من يهتم بها من القراء، وثمة دراسات كتبت تحديداً عن هذا الجانب، وربما المداخل السياسية الحادة تقود إلى التساؤل اكثر وخصوصا بعد إلقاء القصيدة أو عند الاستماع إليها مسجلة ومن بعد لابد ان يبحث عن الجماليات والرؤى في متن القصيدة ، الشاعر رائي وثمة كثير من القراء يلتفتون إلى الرؤى، خصوصاً عن قصيدة ألقيت قبل ثلاثين سنة مثلاً وكأنها تتجسد اليوم.

    - حسناً، ألا تعتقد ان ردة فعل المتلقي المتواصلة على قصائدك القديمة باتت حاجزاً أمام استقبال جديدك ، فكثير لا يعرف مظفر النواب إلا مع قصيدة الوتريات مثلاً؟
    - أبداً، والمحك في ذلك الأمسيات التي القي فيها قصائدي الجديدة، فردة فعل الجمهور لا تختلف كثيرا ان لم تتجاوز عن جماهيرية قصيدة الوتريات، فهي كانت صرخة في وقتها، والآن ثمة قصائد خصوصا السياسية التي تعالج الوضع الفلسطيني المتردي ان لم يترد الوضع اكثر، اشعر ان الجمهور يتلقاها بالمشاعر نفسها مع انني لم أنشرها لكنها تنتقل عبر الأشرطة المسموعة، وحتى القصائد غير السياسية، وهذا ما حدث في المهرجان الذي أقيم مؤخراً في دمشق حيث ابتدأت بقصائد تحمل زمانيات معينة بعيدة إلى حد ما عن السياسة وتفاعل معها الجمهور بتذوق خاص.

    - هل تعتقد ان وظيفة الشعر تبقى مرتهنة بإلقاء الشاعر لقصائده من على المنصة، وغالباً ما تقوم أنت بذلك ربما لان شعرك مصادر في أغلب البلدان العربية؟
    - أعتقد ذلك وتحديداً الشعر العربي، ويمكن ان نلاحظ ذلك عندما يقال وقف المتنبي بين يدي سيف الدولة وانشد شعره ولا يقال قرأ المتنبي، وهذا الإنشاد يلعب دوراً مهماً كون اللغة العربية تحمل موسيقى تفتقرها كثير من اللغات الأخرى ، أما الجانب الثاني فهو خشية الأنظمة من التفاعل أو الجو الذي تخلقه القصيدة داخل القاعات والذي يختلف بالتأكيد عما اذا كان قارئ واحد يقرأ قصيدة في منزله، جو قاعات الشعر هو جو متكهرب يدفع إلى الرفض والتحدي والوعي، وهنا لا أقول أنها الوظيفة الاساس للقصيدة، بل هي إحدى وظائفها، فالقصيدة التي تقال الآن لها تأثير وأبعاد قد تظهر بعد سنين عدة، والشاعر لا يحمل مهمة السياسي في الخطاب المباشر، وارى ان الإلقاء وإقامة الأمسيات الشعرية أمراً مهماً وتبدو أهميته خشية الأنظمة العربية منه.

    - يبدو ان ثمة جانبا في السؤال السابق لم نتطرق له، قلت ان العراقيين يحبونك كشاعر شعبي، فهل مازالت تكتب القصيدة الشعبية العراقية مع تنقلك في اكثر من بلد عربي؟
    - لا، لم أقلل من كتابة هذا النوع من الشعر لكنني لا القي كثيراً من القصائد العامية، ومازلت اكتب شعراً عامياً اكثر مما اكتبه بالفصحى، ففي أمسية مدينة مانشستر الأخيرة قرأت في قسمها الأول قصائد فصحى وانتقلت إلى القصائد العامية خلال القسم الثاني، إلا ان طلبات الحاضرين الذين هم من اقطار عربية مختلفة كانت تشدد على الشعر الفصيح لصعوبة فهم العامية العراقية. قد يبدو الطريق سهلاً أمام الشعر الشعبي العراقي في سوريا والأردن وفلسطين ودول الخليج العربي.

    - ثمة آراء يتبناها نخبة من الشعراء مفادها ان وظيفة الشاعر ما عادت تقتصر على الوقوف خلف المنصة وأمام متلق عادي، بل اختلف الحال عما كان عليه في زمن المتنبي وسيف الدولة، ويأملون في القصيدة بعثاً جديداً وتأثيراً مختلفاً، كيف تنظر إلى الأمر وأنت اكثر من يقرأ شعره أمام الجمهور؟
    - قبل كل شيء، أرفض وبشكل مطلق اتهام الجمهور وهذا من اخطر ما يمارس في الوطن العربي ضد الجمهور، في حين ان أيدي الاتهام يجب ان توجه إلى مكان آخر، أما الإيغال بالغموض بدعوى الحداثة فهو ما يصد ويبعد الجمهور عن كثير من النتاجات، إذن لمن يكتب هؤلاء؟ الشاعر يكتب لزمانه ويمتلك رؤى مستمدة من واقعة ومبنية عليه.
    والأمر غير الصحيح هو المصطلح السائد عن الرغبة في الغموض وكأنه كلما أوغلت فيه كلما كنت في مستوى أعلى. ولا اعتقد ان القارئ الجاد يختلف كثيرا مع القارئ العادي في تذوق الجماليات التي تمنحها القصائد الشعبية، لكن أصحاب الرأي المتبني فكرة الغموض لا يطبقون هذا الأمر على تلك القصائد، لأنه في الاساس ليس ميدانهم، فيعكسونه على ما اكتبه بالفصحى. والأمر ليس تنافساً، وأنا ضد التنافس في الشعر، لأنني اكتب ما ينتابني من إحساس وعلاقتي بالناس وبالعصر، أقوله وامشي، أما من الذي يقول شيئا آخر، فذلك عظيم لأنه يؤدي دوره شرط ألا يرمي تهويمات بالفراغ.
    وإذا كان المثقفون لا يتصدون للصراع في اصعب مرحلة نمر بها فلماذا نلوم الجماهير؟

    - حسناً، هل تعتقد ان وظيفة المثقف هي وظيفة السياسي أو الجندي؟
    - هي ليست كذلك، إنها وظيفة أخرى لها علاقة بالصراع الذي يدور، والمفروض بالشاعر طبقاً لتركيبته وحساسيته وحدسه ألا يتعالى على قضايا الناس، نحن أمة مهددة بكوارث ونرى ماذا يحدث، فإذا بقي المثقفون جالسين في منازلهم لكتابة قصائد تقرأ في الليل على ضوء خافت وموسيقى ناعمة، فأين نحن من الصراع، بل أين نحن كأمة؟ وفي كل ذلك لا أنكر وجود جماليات في بعض النصوص ولكن اذا كانت متعالية على الناس لماذا تنشر ولماذا تطبع في ديوان؟ هؤلاء أنفسهم يشكون من عزوف القراء عن الشعر، وان زمن الشعر انتهى، هذا الكلام غير صحيح لأنه ليس ثمة عزوف عن الشعر ولم ينته زمنه، لكن الناس لا تهتم بمن لا يهتم بها.

    - حسناً، هل تستطيع ان تحدد لنا كم من الشعراء الذين يحضر لسماعهم الآلاف عند إقامة أمسية شعرية، كما يحدث غالباً مع مظفر النواب؟
    - نزار قباني له جمهور واسع وكذلك محمود درويش، الجواهري أيضا.

    - هل أنت نادم على كونك شاعراً؟
    - لا، أبداً، واشعر ان الأشياء التي انتابتني أبعدتني عن أماكن عديدة كي اذهب إلى الشعر، ربما هنالك قصدا جهولاً يقودك كي تكتب القصيدة.

    - ألم تكبلك القصيدة بالأحزان؟
    - على العكس، وحتى في أقصى حالات الحزن اجدني فرحاً، وثمة قصيدة لي يقول مطلعها (مو حزن لكن حزين)، فالشعر يحوي فرحه الخاص ، ورغم كل مصاعب حياتي أجد ان الكتابة هي أمتع ما عندي، وحتى ما بعدها وما تؤول إليه، إنها باختصار أمتع حالات حياتي.

    - لكن كل نصوصك مفعمة بالحزن، ولا يبدو أنها تأمل بمغادرته.؟
    - السعادة تعني تحقيق الذات، فعندما تمر على الكرة الأرضية يجدر بك ان تكون قد تركت شيئا كي تكون سعيدا، وثمة فرح يكمن داخل النص الحزين، وهذا ما تحسه في حالة النشوة والطرب عند سماع أغنية حزينة.

    - إذاً هل أنت سعيد بعد كل هذا الشتات والمطاردة والغربة والبعد..؟
    - ثمة هم وحيد لا يوازيه هم، هو البعد عن العراق ــ لكن تبقى الأشياء الأخرى تحمل فرحها الخاص، وبالذات حب الناس لي، هناك حب هائل بيني وبينهم في الشارع والمقهى، ألا يكفي ان يحقق الشعر هذه المحبة؟

    - بشأن الغربة عن العراق، يقال انك لم تغادره كمعارض سياسي وان رئيس الدولة هو الذي سهل لك الخروج حينها، فهل صحيح هذا الكلام؟
    - لم يسهل لي الخروج، والجانب السياسي هو الاساس في مغادرتي العراق، إذ كان الصراع محتدماً آنذاك وقبل خروجي كنت معتقلاً فترة من الزمن، وفي السجن الانفرادي، وتحديدا عام 1969. نعم، صحيح بعدها أرسلوا لي من القصر الجمهوري وطلبوا مني ان أتبوأ المركز الذي ارغب فيه، لكنني تكلمت باللغة التالية: أنا مقتنع بما عليه بين الناس ولا يهمني المركز أو المنصب، وكان الرد أننا لا ننوي البيع والشراء معك. حكيت قناعاتي بوضوح تام ولم أخف حرفاً واحداً حتى وان كان يؤدي إلى كارثة، ولا أنكر الاستقبال الجيد الذي حظيت به آنذاك إذ كانت الأمور وقتها في بداية الاحتدام ولم تكن حادة جدا. إذن الجانب السياسي كان موجوداً في مغادرتي العراق، وقبلها كنت قد طلبت الموافقة على طبع مجموعتي "الريل وحمد" في بيروت و أسافر كي أتابعها وبالفعل سافرت ولم اعد.

    - هل وجهت لك دعوات رسمية لزيارة العراق بعدها، وكيف كنت ترد عليها؟
    - نعم، كثيرة، وكنت أرد على شيء أساس لأنهم كانوا يقولون اكتب ما تريده كي نحققه لك قبل عودتك إلى العراق. والحقيقة انني لا امتلك مطالب بقدر ما هي مطالب الشعب الذي أنا جزء منه، وسأعود إلى العراق عندما تعود للإنسان كرامته ولا أحد يعتدي عليه، فالكرامة قضية أساسية، وحدث ان كان وقتها أحد طلابي يحمل مسدساً داخل الصف الدراسي فاستأت كثيراً لكونه طفلاً وطلقة واحدة منه تؤدي إلى كارثة غير متوقعة. إذن كان المطلب الوحيد هو مطلب الشعب برمته وليس لي مطالب خاصة، وكرامة الإنسان فوق كل شيء ويجب ألا يعتدى عليها، قد نختلف في الصراع السياسي والتوجهات، لكن سأحترم هذا الصراع عندما تحترمه السلطة، وهي اجدر بان تقوم أولا بذلك لأنها تمتلك القوة وأنا لا أمتلكها .

    - ثمة خلط تأسيساً على ما قلته بين مظفر النواب الشاعر والسياسي، فأيهما يتغلب على الآخر فيك؟
    - لا يمكن الفصل بين الاثنين، أنا أرسم، واكتب الشعر الفصيح والعامي وأحياناً أغني، وفي كل ذلك أبقى الشخص نفسه.

    - لكن ألا تعتقد ان الشعر لا يلتقي بالسياسة غالباً، لم نجد هنا في بريطانيا مثلاً ان اهتم الشعر كثيراً بالسياسة؟
    - لا يمكن القياس على المجتمع البريطاني لأسباب عديدة منها الحرية المتاحة له وانتقاد السلطة والإشهار برأيه دون خوف أو بتظاهر وقتما يشاء، وهو الأمر غير الموجود في مجتمعاتنا العربية . أما ان اترك الحبل على الغارب، فلمن؟ أنا ابن هذا الشعب الذي تربيت في أحضانه، وابن البيئة التي تنفست هواءها، فحبي له يدفعني إلى الدفاع عنه لأنني اعرف الحال التي وصل إليها.

    - مع كل ذلك يؤخذ عليك علاقاتك القوية مع بعض الزعماء العرب، وهم غالباً لا يختلفون مع الزعماء الذين تعارضهم؟
    - ليس لدى علاقة مع حكام بمعنى العلاقة المتعارف عليها، ربما التقيت برئيس دولة أو اثنين، ثلاثة،، لكن قلت رأيي أمامهم بوضوح كما قلته عندما كنت في العراق، نعم التقيت بالعديد منهم لكن كل هذه اللقاءات تمخضت عن قول أقصى ما امتلكه من رأي وبقناعاتي الخاصة ولو حتم ذلك إخراجي من بلد هذا الرئيس أو ذاك، مع انه لم يحدث مثل هذا الأمر.

    - لكن ثمة من يتحدث عن علاقة وثيقة تربطك بمعمر القذافي، هل هذا صحيح؟
    - نعم صحيح، وثمة أشياء لا تقال الآن.. أنا مع الناس ومع الذين مع الناس، ولا يمكن ان تكون علاقتي بحاكم ما قوية اذا كان متسلطاً على شعبه، لا يمكن ذلك أبداً. مهدت لي ظروف معينة ان التقي بحكام عرب، لكن قلت رأيي بوضوح تام ودون ان اطلب شيئا، وعرض علي كثير سواء في العراق أو خارجه، لكن دعني أقول انني مترفع عن هذه الأشياء، ولا اعتقد ان من قضى هذه المسيرة الحياتية الطويلة لا يمكن ان يساوم، لم يبق ثمة شيء يستحق ان نساوم من اجله.

    - دعنا نسألك عن الطقوس الخاصة التي تمارسها في الكتابة، فهناك من يتخيل انك تعيش في عالم بخصوصية محطة لا تنطبق على شاعر آخر، فهل تمارس طقوساً طبيعية، كيف تعيش يومك؟
    ــ قد تكون هذه التصورات محقة في جانب معين، ومبالغة في جوانب أخرى. يحدث أحياناً ألا أنام أو اسهر طويلاً، وقد تستيقظ بي ذكرى من الماضي وأنا في قمة النعاس، عندها اضطر إلى الخروج إلى الشارع فجراً كي أتخلص من الوحشة..
    لست مع الطقوسية الصارمة في الحياة والكتابة، لكن ثمة شيء في حياتي له علاقة بالمجاهيل. وقد يبدو الحديث عنها اليوم غير ذي جدوى في وقت الصراع الذي نعيشه والذي يجب ان نكرس له كل جهودنا، لكي لا نشغل الناس عما يعيشونه بالفعل.
    لقد عشت تجربة موت سريري في عدن والرؤى التي انتابتني حينها، تماما مثل ما عاشه محمود درويش بعد الجلطة القلبية، اذا كان فرحا بعد الاستيقاظ لأنه رأى شيئا ما أثناء فترة الغيبوبة، لكنه في مرة أخرى قد كان حزيناً لرؤيته شيئا آخر تماما، دنيا سوداء. أيضا من الأشياء التي ترافقني لا اكتب إلا بقلم قطر ريشته 105 مليمترا ولا أحبذ الكتابة بغيره، ربما يساعدني على التركيز ولا اعرف سببا آخر لذلك، لأنه كلما صغرت الكلمة كلما دخلت اكثر في الصورة، وكأن شكل الحرف يساعد على إيجاد شكل للكتابة ، للصورة، للمعنى..

    - هل نبكي كثيرا؟
    ــ عندما انفعل نعم! اليوم مثلا كنت في منزل العازف احمد مختار وبطريقة غير مقصودة اسمعني شريطاً لجنازة المفتي الراحل رياض احمد. فغالبتني الدموع، بكيت، نعم بكيت..

    - هل تصلك صورة الوله الذي ينتاب العراقيين تحديداً مع سماع نصوصك الشعبية؟ هل تتحسس وطأتها عليهم وأنت البعيد القريب عنهم؟
    ــ نعم، تصلني وبشكل دائم خصوصاً بعد موجة سفر العراقيين، وحديثهم معي أينما نلتقي، أحياناً نتحول إلى مناحات معبرة عن حالهم في الغربة .

    - هل كتبت نصاً شعبياً بمستوى النصوص القديمة التي لا تغادر الذاكرة؟
    ــ بشأن المستوى فلا يمكن تحديد ذلك، لكنني أحاول وطبقا للحالة التي تنتابني وقدرتها على استفزازي مع بداية الدفعة التي ستشكل زخمها وإلى أين ستمتد، وأحيانا وأثناء المداخل أجد ان هذا النص لا يفيد فأمزقه، ليس له زخم، لقد أتلفت كثير مما كتبته، والقصيدة الجيدة هي التي تكتب نفسها في ما بعد، وما كتبته أنت يكتب معاك، تحدث هذه الحالة لنثمر اجمل أنواع القصائد، و أحيانا وبعد الاستيقاظ عن سطوة الكتابة تستغرب كيف كتبت ما كتبت، لكونك تمارس الرقابة على ذلك، فثمة من يكتب فيك وثمة من يراقب في ما بعد على النحو واللغة.

    - هل تعرف ان ثمة ما يشبه الأساطير احبط ببعض قصائدك وأجواء كتابتها، فحيك حولها الكثير من القصص، هل تتذكر مثلا أجواء قصيدة (البنفسج) مثلا متى كتبتها، من قرأها أولا..؟
    ــ لا أُؤرخ كثيراً لقصائدي ربما لأنني اعتبر القصيدة عالماً لا ينتهي، لا بأس بكل ما قلته.. لكنني لا أتذكر وقت أو حالة كتابة (البنفسج) .. الصورة الشعرية تأتي نتيجة حسابات معقدة لا نفهمها، أقرأ حاليا كتاباً عن التزامن يتحدث عن تصادف تتالي حدوث أشياء معينة دون سبب، فالحديث قائم اليوم عن علاقات مجهولة غير العلاقات المستمرة، لذلك عندما نفسر أجواء كتابة القصيدة وميزة تلك اللحظة، فأنا لا أتذكر شيئا أو لا أملك الآن على الأقل تفسيراً لذلك، لان ثمة كما هائلاً من التركيبات لعشرات الأعوام الماضية هي التي منحتك هذه البناء أشهر.

    - أنت شاعر بقيت صلته عميقة مع نصوصه الأولى، لأن اغلب الشعراء يشعرون بالخجل إزاء ما كتبوه في سنوات تجربتهم الأولى؟
    ــ أنا لا أتبرأ من أي جانب من جوانبي إطلاقا، مع ذلك أنا مازلت اكتب قصائد جديدة وربما لا تصل إلى القارئ بسبب الظروف التي تحيط بنا، وهنالك سيرورة للتطور جانب منها عقلي، لكن المنطق لا يفعل شيئا في عالم الشعر الذي يعتمد على الحدس والمجاهيل، ثمة شيء يتطور و أحيانا ينشطر الشاعر إلى اثنين: الشاعر والرقيب ، واشعر بالسعادة عندما تتناول قصائدي جوانب جديدة، اعني ثمة شيء ينمو ويتطور، والقصائد التي اكتبها الآن هي بنفس البذرة التي كانت في مظفر الطفل وصار بعد ذلك، والمسيرة الحياتية للإنسان فيّ هي مسيرة الشعر نفسه، لذلك تراني لا أتنصل من أي قصائدي القديمة.

    - لو تسنى لك ان تنظر لشعرك، ماذا ستقول؟
    ــ لا أميل كثيراً لهذا الجانب واكتفي بالكتابة وحدها، وعندما أسأل عن شعري أحاول ان أجد تفسيرات ربما لا تكون كما يعهدها القارئ. اعتقد ان النقد ليس مهمتي، على الرغم من ضرورته في تربية أذواق الأجيال، وربما الجأ إليه بعد ان تتوقف بذرة الشعر بسبب العمر. وغالبا ما أسأل عن عدم طبع مجاميع شعرية، والسبب ببساطة انني كلما بدأت بإعادة كتابة قصائدي القديمة كوني اكتب بخط ناعم جدا، لا استمر في ذلك بل اشرع بكتابة قصيدة جديدة، وهكذا..

    - هل تعتقد ان النقد مارس دوراً موضوعياً على نصوصك؟
    ــ لا يمكن البت بالموضوعية من عدمها، لأنه لم يكن هنالك نقد أصلا على شعري، لكن ثمة كتابات كانت شفافة وجميلة مثل ما كتبه الناقد محمد مبارك. أما كثير مما كتب فلا يرقى إلى مرتبة النقد بأبعاده وأدواته، وهناك بعض المخاوف تراود النقاد وتمنعهم من تناول قصائدي بسبب تناولها السياسي، وأيضا هناك بعض المواقف المتحاملة علي من بعض كتاب الصحف، و آخر شيء كان على أمسية أقمتها في مبنى اليونيسكو في بيروت وبدعوة من لجنة مكافحة التطبيع وغصت القاعة بالجمهور وحتى المداخل ، كنت منقاداً لقناعاتي وحدها فقرأت قصائد مداخلها خمرية وسياسية ، فكتب ناقد أو هكذا يدعي، مستثيرا شدي الأنظمة السياسية ورجال الدين، فلم يحدث ذلك أبداً. وقال انني منذ عشرين سنة لم أتغير ومازلت أخاطب الأنظمة باللهجة نفسها، في ما هي تغيرت وتطورت، بينما واقع الحال يقول ليس هناك تغير أو تطور اذا لم نكن قد تراجعنا إلى الوراء. وقال انني لم احترم المقامات الدينية لكوني قرأت مطالع خمرية متناسياً ان الشعر العربي يحفل بذلك ، وهناك رجال دين كتبوا مثل هذه القصائد، وحتى الخمبني نفسه في ديوانه كتب قصائد غزل صوفي وخمريات تصوفية وعرفانية.

    - وهل ثمة أسباب أخرى غير ما قلته عن عدم جمع قصائدك في مجاميع مطبوعة؟
    - السبب الرئيس هو ما قلته أما الأسباب الثانوية فهي ما يتعلق بدور النشر التي لا تحترم شيئاً، عندما تعد بطبع ألف نسخة من كتاب، في ما تقوم بطبع أضعاف هذا الرقم وهذا ما حدث معي بالفعل. ويوجد حالياً في مكتبات القاهرة وكندا وأمريكا وغيرها ما يسمى بالمجموعة الكاملة لمظفر النواب، وليس لي أي صلة بطبع هذا الكتاب لأنه صادر عن دار نشر وهمية اسمها دار فنبر لم أجد لها أي اثر ويباع بثمن غال جداً ووجدته أيضا هنا في مكتبات لندن، والكتاب سيئ لكونه مليئاً بالأخطاء اللغوية فضلا عن طباعته الرديئة. أيضا هناك صحيفة تصدر في شيكاغو نشرت إعلانا تزعم فيه ان من يريد المجموعة الكاملة المسجلة لمظفر النواب أو محمود درويش فعليه ان يدفع 57 دولاراً للحصول عليها، ومن دون ان اعرف كيف حصلوا على هذا التخويل.

    الخميس 21 مارس 2002











    العنوان
                  

05-21-2003, 12:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    هيــــــــــــــما
    شكرا لهذه الحفاوة ، دمت
    ابوساندرا
    بالطبع ، ملحوظ ذاك النفس الصوفي العميق الذى ينتاب مظفر ، وفي قصائده مزج (عراقي) بين الماركسية والشيعية والشيوعية والصوفية
    القصيدة التى نشرتها هنا هى من ابداعات مظفر الاصيلة ، وليتك تكتب أكثر عنه
    عزيزي واستاذي يحيي
    لى عودة للتعليق على حوار "كرم نعمة" ، مع مظفر
    لعل لا تدرك ان كرم نعمة بشحمه ولحمه هو الذى تولي نشر قصيدة لك قبل فترة فى جريدة الزمان اذ هو مشرف الملف الثقافي الف ياء وهو صديق عراقي باذخ فى عراقيته وحميميته التقيت به فى لندن واحببته كثيرا
                  

05-23-2003, 00:02 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    عروس الطين
    بيني وبين النهر ضحايا
    وكم من قتلة ونصّابين
    وقدر الغيم اللمّا سمايا ....
    شالوا الريح وبي حُمرة عين
    حبل البئر ودلوها منتّف ...
    وحارساتنها دابيين


    ريقي دقيق .. والخطوِ مكتّف
    ما بين كهنة وربّاطين
    وانا ناذرلِكْ ، كان أسقيكِ
    وترجعي طيبة عروس الطين
    ويرجع عصب العشم الفيكِ ...
    وزي ما كان من قبل سنين
    يا ترقوة الحلم الزّامِكْ ..
    ما أقواك على السكّين !!!

    لما غِشَاكِ الصيف الحارق ...
    حتحتيهو الصفق الأصفرْ
    والنوّار اليا دوب مارِق ...
    علمتيهو تمُام ينضرضرْ !!!
    فرعك عِز الزّمن الزانق ...
    عاهد ليفك وابى مِنْ يكبْر
    شان ما يبقى حُراب ومشانق ..
    واللاّ مطارق في ايد العسكرْ !!!!
    وشان الساق الناجرو الخالق ..
    ساترو لحاهو ... يفضِّل أخضرْ

    روّضتيها جذورك ترحل تالا الموية التحت الأرضْ
    وفوق الزمن الريحي الأمحل ..
    كيف تنماسك وتسند بعضْ
    ما كان عَرضِك الا الطُّول ..
    لا كان طولِك غير العرضْ
    وين بالساهلة يفرِّط زولِك
    واللاّ يفوت المال والعِرْضْ ؟؟؟؟

    قال طيراً نفد بي حِنّو ...
    لى جملة عَقابو يغنوا :
    يا أكباد الرفاق لا تئنو !!
    طرِّقوا لى المناقير سِنّو !!

    شن طعم العرق والدم
    واحنا عوجنا ما عدلنو ؟؟
    هِبّن يا طيور من جم ....
    رخمتين فوق صقر كتلنو
    حُلماً زانو ليك كابوس ...
    وراجنبو الليالي يصِنّو
    والوعد المشتت روس .....
    وكاويق شِنْ بترْجِن منو ؟؟

    وما بتنغشّن ... حاشا وحاشا
    وما بتنكسرن .. أي والله !!
    وما بتندلّن لي حباية
    ودود معقود في شبك الباشا
    وكم هبّرتِنْ شركو وطِرتَنْ
    لي قندولكِن في الحواشة
    وقلتِن شارق
    فجراً حارق
    وكل الوخم الزيف يتلاشى
    وتنفض طيبة غبارا العالق
    وتقبض نسمة خير ودعاشة

    وبيني وبين النهر ضحايا
    وكمين قتلة ونصابين
    وقدر الغيم اللمّا سمايا ..
    شالو الريح وبي حمرة عين



                  

05-23-2003, 00:13 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    الكلام الفوق يا خالد لحميد
    و تعال نحصي وبدقة الاعتداءات في المجال الثقافي و الابداعي تحديد
    وابدأ باختفاء الشاعر ابوذر الغفاري
    في عيونك ضجة الشوق و الهواجس
    ريحة الموج البنحلم فيهو
    بي جية النوارس
    لازال البحث جاريا عن ابوذر الغفاري الذي اختفي في بداية تسعينات الرمادـ اختفي هكذا
    وبيني بين النهر ضحايا
                  

05-23-2003, 02:50 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    صديقي وأستاذي يحيي
    التحية ثم التحية ثم التحية لهذا المخلوق النوراني المسمي مجازا حميد، وللغرابة يحيي فانني كنت سأدير دفة الحوار فى هذه المداخلة بالذات لنتحدث عن ابي ذر الغفاري ... يا للغرابة ، سبقتني انت فى ذلك ، فهل الأمر محض مصادفة ام هناك شيء من التليباثي؟
    عموما أنا فى غاية السعادة بدعوتك هذه الى تعداد ودراسة الاعتداءات الثقافية خلال تسعينات الرماد كما اشرت ، ولك يا عزيزي ان تبدأ اولا بالعزيز ابوذر
                  

05-24-2003, 00:10 AM

منعمشوف
<aمنعمشوف
تاريخ التسجيل: 12-08-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)


    ده تخاطر حميم ما تمَّ بينكم اليوم ياخالد ويحى بخصوص
    حميد وأبوذر الغفارى، وده كلوا لأنكم نزِّيتو فى بعض بحب
    متابع انا ونستكم الشيقة من زمن طويل ومبسوط اربعة وعشرين قيراط
    التحية ليكم ياشباب
    وماتطولوا الغيبة

    البلمنا فى روايتك شنو يا خالد، عليك الله ورينا السبيل
                  

05-24-2003, 03:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: منعمشوف)

    عزيزي المسرحي القدير منعمشوف
    اما من اضافة عن واقع المسرح فى السنوات العشر الأخيرة ؟
    اين انت ، فى اى بلد كى اتمكن من تسهيل امر حصولك على الرواية ؟؟؟
    عموما هى منشورة عن دار الساقي وموجودة فى اوروبا وبيروت والقاهرة والبحرين
    وممنوعة فى السودان حسبما تناهي الى مسمعي
    لك التحية
                  

05-24-2003, 06:57 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    صديقي منعم شوف
    كلما ما احاول ان اتذوق ملامح الخراب الثقافي و الفني اجدني ارمز ذلك باختفاء الشاعر العذب ابوذر الغفاري
    الصديق خالد عويس
    ليس في الامر اي تلبثي و لكن دعني اقول ليك انها كرامات اخونا الشاعر الرائي حميد و لاسيما ونحن نرمز به للاعتداءات علي الشعر و الشاعر و ابو ذر الغفاري لامس هذه القمة التراجيدية لدرجة الغموض ـ هل هو ميت؟
    هل هو حي يزرق او يرزع؟
    ولكل البورداب الذين يتابعون هذا البوست الرجاء من بحوزته قصيدة لابي ذر الغفار ارجو نشرها هنا ودعوا ان يكون ذلك بمثابة نفير لجمع اعمال هذا الشاعر المتميز ـابو ذر الغفاري يكتب بالفحصي و العاميةـ يلا همتكم معانا
                  

05-24-2003, 07:09 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    صديقي واستاذي يحيي
    أعضد دعوتك للجميع باشعال نفير من اجل ابي ذر الغفاري
    هل بعض الشعراء يتعين عليهم السير فى درب لوركا ؟
    هل هو ميت هذا الابوذر ؟؟
    يا له من سؤال يتقطر جحيما وقلقا
    ولا يغري بأى شيء سوي التأمل فى مصائر المبدعين _ بالذات _ فى وطننا الذى استحال فى العقد الأخير الى فراغ هائل يبتلعهم
                  

05-26-2003, 10:00 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    خالد عويس
    يحي
    ابوساندرا
    والاخرون

    هاهو صخر يلبس وجوه الاحبة المعُذِبة
    كيف استطيع الخروج من جلد الخنساء بعد كل هذا ؟

    يخيل لي اني ساقضي ما تبقى من العمر ـ في هذا المنفى البغيض ـ وانا اردح وارقص الحي وووب .
    سامحكم الله
                  

05-26-2003, 01:05 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: الجندرية)

    الجندرية
    ها نحن نتنادي ، والخنساء بيننا ، تقرض شعرا وتتوه العبارات منها
    ربما تنتشي المنافي منا ذات يوم ، ويقبل الوطن بكريات دمائنا ، لكن ما أخشاه أن نصل اليه بأوردة متيبسة
                  

05-26-2003, 11:13 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)

    في عيونك
    ضجة الشوق والهواجس
    ريحة الموج
    البنحلم فيهو
    بي جية النوارس
    ابو ذر الغفاري , اين انت ايها المسكون بالهواجس؟
    هل قصدت هذا الاختفاء ؟
    اعطنا اشارة تدل عليك ـ اية اشارة حتي ولو كلمة لها امكانية ان تخترق كل هذا الغياب ـ كلمة واحدة فقط يا اباذر الغفاري تكفي تماما كي نعرف اين انت الان
    كنت ابحث بين اوراقي القديمة فوجدت اعترافك القاسي الذي تقول فيه انك لعنة هذا الكون.
    هل انت بالقدر و القوة التي تجعلك تتحمل هذا العبء ؟
    عبء ان تكون لعنة ؟ ـ لعنة هذا الكون؟؟؟؟
    يا ما شان زفة خريفك
    كل عاشق ادي فرضو
    و الغمام الفيك راحل
    في الصنوبر يلقي ارضو
    و الصباح يمتد ياما
    كلما جاوبتي نبضو
    افكر احيانا كثيرة في انك قد تقمصت فكرة ابي ذر الغفاري ذلك القديم ـ ذلك العاشق للعزلة و المنتمي الي وحدته ـ سألت عن معني ان تكون حاملا لهذا الاسم ـ كنت اظن انه لقب و لكني وجدت ان اباذر الغفاري هو اسمك
    هل ستعيش وحدك وتموت وحدك ؟
    هل انت حذر من ذلك البرد الذي قتل اباذر الكبير ؟
    تري في اي مكان تمارس عزلتك ؟
    نحن هنا قد نتحمل الغياب ولكن من الصعوبة ان نتحمل عدم الاجابة علي هذا السؤال
    اين انت الان ؟؟؟؟؟؟
                  

05-27-2003, 00:09 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    يا ابو ذر الغفاري
    اين انت الان ؟
    ان غبار الشوارع الترابية بالحاج يوسف تحتاج ان تواقعك خطواتك القلقة ـ ان حروف المطابع تبحث عن جملة شفافة تتباهي بها ، جملة تتمرد علي عجز كل الانسانية ـ من يستطيع ان يكون هذه الجملة غيرك انت يا اباذر الغفاري ؟ ، ايها الغائب في المجهول ايها الحاضر في العدم
    كان بيننا ذلك اللقاء الذي لم يتم ، حقيقة انت لم تخلف ذلك الموعد ـ موعد ان نلتقي ـ تري كم من المواعيد استطاع اولئك المكرسون للقبح ان ينسفوها ؟ كم من الامنيات وكم من الاحلام؟
    يا صباحات الموانئ
    حتي لو دربك ترنح
    في مشاوير الاغاني
    و الجرح ارتد بينا
    لي زمان الآهة تاني
    يانا لا بنتحاشي صدك
    لا بتموت فينا الاماني
    هاهو الجرح قد ارتد بنا ـ ها هي الاغاني تواصل تلك المقاومة ـ ها هي الامنيات تقاوم موت الروح و هانت غائب في المجهول ، ان البحث عنك اصبح من باب التجريد ـ ان نبحث في اي مكان ـ هل يمكن ان نحلم بان يجد هذا البحث المضني عنك مكانا يمارس فيه وجوده ؟
    ان اختفاءك المريب يصلح تماما كمقدمة لرواية لا تنتهي ابدا و لها من العمق ما يكفي تماما لتعرية كل ملامح الزيف ، كل تجليات القبح ـ اختفاء عادي في زمن غير عادي ـ سألنا والدتك لم تقل اكثر مما حدث ـ خرج ابوذر مع شخصين جاءا يبحثان عنه ولم يعد حتي الان ـ استغرق هذا الاختفاء اعوام ـ اعوام عبرت فيها الانسانية من قرن الي قرن ـ اعوام من الغياب ـ اعوام من ممارسة المجهول ـ منذ العام الثاني و التسعين من القرن المنصرم وحتي هذه اللحظة لم يعرف احد اين اتجه ابوذر الغفاري و بقيت في الذهن تلك الاسئلة التي تستعصي علي الاجابات ، بقيت تلك الهواجس و الخوف من المجهول ، بقيت تلك الفكرة التي لا تتحمل الفرح ، ذلك الفرح الذي يمارس انطلاقه و بعفوية داخل قصائد ابي ذر الغفاري
    يا ابوذر الغفاري
    هل انت حي ترزق او ترزع ؟
    لا يهم ، انت ترزق او ترزع و لكن الاهم ان تكون حيا ـ ان حياة الشاعر تعني حياة الشعر و لكن موت الشاعر لا يعني موت الشعر او كما اعلن جورجي امادو الروائي البرازيلي ـ ان الشعراء لا يموتون ـ لا استطيع ان اتحمل موت الشعراء ذلك الموت الذي رفضه شاعر مثلما اختاره شاعرا اخر ـ يقول شاعر الانسانية العظيم بابلو نيرودا
    ـ نحن الشعراء قد ترأسنا فجأة تمرد الفرح ـ
    تمرد الفرح
    هكذا يا اباذر ، كنت تركض وراء هذا التمرد ، كنت تبحث عن انطلاقك خارج القيود ، كنت تدري انك استثنائي في زمن العادي و المألوف
    يا ما نحلم نحكي ليك
    عن المسافة
    و نشتهيك
    عن سفن
    بالشوق بترسم
    في عويناتك ضفافا
    عن حقيقة نهاتي بيها
    في اساطير الخرافه
    عذرا لكل هذا الهذيان و لكنه هذيان منطقي ـ هكذا يصبح الهذيان منطقا حين نفقد وجود شاعر شفاف مثل ابي ذر الغفاري
    اختفي ابوذر الغفاري منذ اعوام ، اختفي بعد اخذه اثنان من رجال الامن من منزله بالحاج يوسف و منذ تلك اللحظة ولا احد يعلم اين هو و البحث عنه كما قلت اصبح من باب التجريد ، اختفي و تركنا نعبث بالمجهول و تعبث بنا معلومات تحاول ان تكون مطمئنة تارة و تارة مخيفة حد التصفية
    هكذا
    خرج الشاعر ابوذر الغفاري او اخرج من منزله بالحاج يوسف ولم يعد حتي الان ـ اوصافه كالاتي
    عار من كل الاقنعة
    عادي كالانتماء
    علي كل من يجده الاتصال بمداخل الروح
                  

05-27-2003, 09:35 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    وتتراكم الأسئلة الحيرى وتظل بلا إجابة ، كأنها { أسئلة ليست للإجابة } وسبق أن كرسنا بوست مخصص للموضوع ، وتوعدناهم ان لا يذهب الموضوع في النسيان ،،اليوم سوف ادفع به للأعلى ،وارجو همتكم او زي ما بتقول يا يحي ،و {هميم} الإنجاز
                  

05-27-2003, 02:25 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: أبو ساندرا)

    ياما نحلم نحكي ليك عن المسافة .. ونشتهيك
    شاعر !!
    زوادته الاعصاب المحروقة
    ولفافات التبغ
    وقلب موجوع بالوطن !!

    ..........
    الأفعال القبيحة كلّها تتم فى الظلام
    الانقلابات العسكرية
    والانقلابات العسكرية
    والانقلابات العسكرية
    ولأن الشاعر ... شمعة
    يقوم "الظلام" مقام "النقد"

    ...............
    أبوذر الغفاري
    هل من غرابة تري فى هذا الاسم
    وحيد كما كان هو
    منحازا "للناس التحتانية" كما كان
    ومصادرا من ذاته

    ...............
    الله يمنح المخلوقات الحياة
    والحرية
    والجمال
    الشاعر ... "يحس" بهذا المعاني
    يتفاعل معها
    يصوغها برؤية مبدعة
    والقبح يصادر حتي حياته
    .........
    أين أنت يا أبا ذر ؟؟
    كيف كانت هى تلك الليلة ؟
    أكيد ، خلفوا أرجلهم على بعضها
    ودخنوا لفافات بصقوا دخانها فى وجهك
    ثم عنّ لهم أن يسألوا أسئلة سمجة تافهة ، لا تقل تفاهة عن زمنهم المريض
    لماذا تكتب ؟ لمن ؟ من أجل ماذا ؟ فسّر !!
    وهل الشعر يفسر يا هؤلاء ؟!
    أكيد أن سياطهم شوّت ظهرك
    وتجردوا من أىّ ضمير وهم يلهبون "عيونها .. التى فيها ضجة الشوق والهواجس" بالنار
    ثم
    يقيّد المحضر ضد ... مجهول !!
    ..........
    وتبقي "عيونها التى فيها ...." حاضرة فينا
    محرضة على البحث والتقصي
    محرضة على العصيان والتمرد
    محرضة على الكتابة اليك
    أبوذر هل تسمعني ؟!
    نم _ اذا كنت نائما _ فى سلام
    لكن دمك لن يجف على يد قاتلك
    ولن يجرؤ على غسله
    ..........
    أى قصيدة بوسعنا أن نكتب عن "بلاغ اختفاء شاعر" ؟
    وأى أمة يتبخر شعراؤها هكذا ، كالدخان ؟
    ومن ... التالي ؟
    ............
    الوحش يقتل شاعرا
    والأرض تنبت الف قصيدة
    ............
    سيدتي
    كيف يكون الانسان شريفا
    وجهاز الامن يمد يديه بكل مكان
    والقادم اخطر
    ...........
    يحيي فلنواصل يا صديقي الجميل
                  

05-29-2003, 06:25 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: خالد عويس)



    الي التي فقدت حتي الملامح
    افتش عنك طويلا
    احاول كبح جماح التداعي
    و كل الرموز التي عانقت
    صمت هذا الوجود
    افتش عنك طويلا
    بيني و بين
    المسافة و الاغنيات
    و كل الخواطر تدعو اليك
    خطاوي الطفولة
    بين الليالي التي خاصمتها
    بروق الامان
    افتش عنك طويلا
    اسائل نجم الطريق
    و دفتر كل النسائم
    و العاشقين
    اسائل
    حتي اقاوم
    رد السؤال
    اسائل بعضي و كلي
    افتش عنك
    و عنك طويلا
    طويلا
    طويلا
    افتش
    و صوت البنات يجادل ليل الازقة
    و ليل الازقة اودت اليه دروب طوال
    فهل بين كلي و بعضي دروب طوال ؟
    و هل بين ذاك الذي بعثرته الرياح دقيقا علي شوك هذا
    التمرد و الانطفاء و بين الاصابع حين اعترتها خصوبة هذاالتراب النماء دروب طوال ؟؟؟؟؟
    طوال
    قصار
    قصار
    طوال
    افتش عنك
    و عنك طويلا
    طويلا
    طويلا افتش
    اركض
    صوب القريب البعيد
    احول كفي اليك رغيفا
    لكل الخطاوي التي سابقت
    خبز ذاك و هذا القطار
    افتش عنك
    و اركض صوب اتجاه
    التماسك و الانعتاق
    افتش عنك
    و اركض نحو التمازج
    بين الرحيق و بين الفراش
    افتش عنك
    احطم كل جدار تداعت عليه
    اماني الذين ارادوا الحياة
    افتش عنك
    اطير كل الطيور السجينة
    عل التحول فيها
    يعانق شمس الثبات
    و كل الطيور احتمال
    يحاول ان يلتقيك
    و هذا التواصل
    بين الاصابع و الارتعاش
    افتش عنك
    افيقي و هاتي
    دليلا اليك
    افيقي
    دعيني افتش عنك
    دعيني احدث عنك المواسم
    و اعلن
    اني اجادل
    كل المسافة
    بين التوقع و الاندهاش
    اسمي انتمائي اليك تحدي
    و اعلن
    ان المساء ترنح خمرا
    و ان الصباح
    استراح
    علي مقلتيك








                  

06-09-2003, 07:53 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى يحيي فضل الله :جدارية أخري للوطن (Re: Yahya Fadlalla)

    الاخ الصديق خالد عويس
    هل اكتملت الخربشات علي الجدارية؟
    هل تصلح قصيدتي ـ الي التي فقدت حتي الملامح كخاتمة او لطشة لون اخيرة علي الجدارية ؟
    ماذا تقترح؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de