دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الطيب صالح اذ يعانق زفزاف
|
خاطرة في المسافات
الطيب صالح اذ يعانق زفزاف
خالد عويس _ روائي وكاتب سوداني مقيم في الرياض
في خلال حفل غداء أقامه مسؤول سعودي كبير علي شرف ضيوف الجنادرية بداية العام الحالي ، اخترت أن أجلس الي جانب الطيب صالح . لم يكن قد مضي علي رحيل (ليوبولد سنغور) بضعة أشهر ، سألته عنه ، بايماءاته الهادئة حدثني عن لقاءاتهما في (أصيلة) التي شهدت تكريمه ونيله جائزة الروائي المغربي محمد زفزاف قبل أيام . استغرقت معه تماما في رصده العميق للثقافة الافريقية وتلاقحاتها مع الثقافتين الانجلوسكسونية والفرانكفونية ، وتيار "الزنوجة" الذي أسسه سنغور الي جانب مبدعين أفريقيين آخرين . وفي بيروت ، رغم أن المناسبة كانت سياسية ، الا أن الوجه الثقافي المشرق لوزير الخارجية المغربي شجعني على الخوض معه في شؤون ثقافية من بينها (أصيلة) والطيب صالح ...، في ذلك اليوم استمعت الي واحدة من أعظم الشهادات بحق الطيب صالح !! الطيب صالح ليس من اولئك النفر الذين يشكلون عبئا على المهرجانات الثقافية التي يحضرونها باستمرار ، وليس علي شاكلة من يأتون لمجرد المجيء ، فأصيلة _ مثلا _ اكتسبت (أصالة) ثقافية بحضور نخبة حرصت علي تطبيع وجودها ، واكساب تجربة أصيلة أبعاد انسانية عميقة من خلال المعاني الكونية التي يحملونها . ليس بالضرورة أن تكون المشاركة الثقافية ذات طابع رسمي مؤطر بالأوراق والبحوث ، فالطيب صالح _ مثلا _ من الذين يحدث وجودهم احتكاكا وتلاقحا مثمرا من خلال حلقات النقاش المفتوحة التي يؤمها مثقفون لا تتيح لهم جلسات ( التثاقف) الرسمية امكانية التحدث بحرية حول شتي الموضوعات التي تلّح على الذهن ، في حين أن تداعيات جمّة وانثيالات حرّة تخلق أجواء حوارية راقية وتهدم نسق الأستاذ _ التلميذ ، تفرض وجودها عندما يتحلق جمع من المثقفين حول طاولة تشهد أفكار خلّاقة لو عني بعض برصدها لربما ظفر بقيمة معرفية أكبر من حفلات الخطابة واستنفار العضلات الثقافية !! أذكر ، في الجنادرية الأخيرة ، استمر جدل حول الثقافة السودانية وانطواء المبدع السوداني ساعات طويلة في بهو فندق قصر الرياض بين الطيب صالح والروائي السوداني ابراهيم اسحق والشاعر نصار الحاج والناقد المصري راضي جودة والشاعر العراقي يحي السماوي ، ثم نوقشت قضايا اسقاط الاعمال الادبية علي شخوص المبدعين ( موسم الهجرة انموذجا) والابداع العراقي المهاجر ، وكان لقاء الطيب صالح بابراهيم اسحق حدثا في حد ذاته كونهما يلتقيان للمرة الاولى . دار حوار عميق بين االرجلين حول الابداع فى جنوب السودان واتفقا بأن الاحتفاء الظاهر بأعمال ادبية غير عميقة المعنى يعكس خللا سياسيا فى المقام الاول فى حين ان اعمالا جديرة بالاعتبار لكتاب جنوبيين لم تنل ما تستحقه من عناية ، وجهت سؤالا للروائييّن عن تقييمهما لرواية (طائر الشؤم) لفرانسيس دينق وهى الرواية التى احدثت ضجة حين صدرت وفهمت من سياق حديثهما انهما يميلان الى فهم اهميتها من زاوية سياسية اذ لا تمثل قيمة فنية عالية ولفت نصار الحاج الى ان اعمال اقنس لوكودو _ مثلا_ اجدر بالدراسة لما تحتويه من معانى عميقة واصالة فنية . انثال هذا الدفق عن الطيب صالح وانا أقرأ مقالا للدكتور منصور خالد تناول من خلاله اختيار (موسم الهجرة الى الشمال) ضمن اعظم مائة عمل ادبى على مر التاريخ الانسانى وكيف ان الطيب صالح لم يول اختياره اهمية وتعامل مع أمر وضعه الي جانب هيمنجواي وتولستوي وغيرهما كأمر غير ذي اهمية !! ثم رصدت مشاعر الطيب وهو يتسلم جائزة زفزاف فى أصيلة وكم كان متواضعا وهو يعبر عن تمنياته بأن يكون اهلا لهذه الجائزة ...!! هذا الرجل ...... القادم من اعماق الريف السودانى مختزنا فى عروقه تجربة آلاف السنوات وكنوز من الاساطير المنسية ! المنغمس فى تعرية ذاته من اجل الوقوف امام باب المعرفة !! العائش فى لندن والملتصق بكل ذرة تراب سودانية !! المضمخ بعطر الزهد والعازف عن ريش الطواويس !! طريقة الطيب صالح فى الحياة هى جزء من (الحياة) فى فنه و(الحياء) فى حياته ..!! الطيب اذ يعانق زفزاف ... تكريم لزفزاف فى قبره ولفتة مغربية (اصيلة) تجاه قامة من القامات التى علّمت الاجيال العربية كيف يكون (الفن) ذا قيمة انسانية كبرى و(الفنان) ملتزما تجاه قضايا الوجود والانسانية وقريبا اليهم بتواضعه وبساطته . اما حان الوقت لان يكافأ الطيب بجائزة عالمية بعد اختياره ضمن اعظم مائة شخصية ادبية !! اما آن ل( نوبل ) ان تستمزج (خيلاء) سارتر ب(تواضع) الطيب صالح !؟ اما آن لموطن الطيب ان يحتفى احتفاء يليق به ويعبّر عن امتنان السودانيين لما قدمه الطيب من (نعمة) فنية احتفل بها العالم وعجز السودانيون عن الايفاء بأبسط الحقوق تجاهها !؟ اليس من حق الطيب ان تؤسس جامعة ويشاد مسرح ويستحدث مهرجان وتستنبط جائزة وتشاد مكتبة ضخمة فى السودان باسمه !؟ اليس من حقه ان تصبح رواياته جزء صميما من العملية التعليمية فى السودان ويمنح دارا فخمة يأوى اليها وهو المشتاق حد الموت لنيل يهواه وسمرة يبجّلها وحنّو سودانى يستحقه !! ان الشعوب العظيمه هى التى تدرك ان تكريم ابنائها العظماء هو جزء من عظمتها ومجدها ..!! للطيب قيمة ادبية عالمية تجعل منه (ثروة قومية) لا تقل اهمية عن (النفط) و(مشروع الجزيرة) !!! ..... ومثل هذه (القمم تستحق) ان تعامل معاملة (المدخرات) الغالية و(الرصيد) الثمين فالى متى يفرط السودانيين فى ثرواتهم القومية ؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب صالح اذ يعانق زفزاف (Re: عبدالله)
|
هلا وصل صوتنا المطالب بتكريم الطيب صالح في وطنه الي كل المسؤولين وكل المعارضين وكل السودانيين ؟ عيب ان تحتضن العاصمة السودانية الثقافة العربية في 2005 م وابرز مبدعينا مشرد في لندن ومكرّم من قبل العالم الا نحن !!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب صالح اذ يعانق زفزاف (Re: خالد عويس)
|
اخي خالد.... عظيم مايخطه يراعك ..... وانا من المعجبين والمتابعين لكتاباتك ... وإن كنت لا ادلي برائي ..... اتفق معك اننا وللاسف الشديد ننتطر حتى رحيل مبدعنا لنكرمه ....
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب صالح اذ يعانق زفزاف (Re: خالد عويس)
|
أرجو للطيب طول العمر حتي يري السودانيين يكرمونه التكريم الذي يرجوه له الجميع فقد كرمنا بيصال صرخه من وادينا في خضم الادب العالمي فاسرته امدا طويلا لك الشكر ياخالد علي براعة الاقتراح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب صالح اذ يعانق زفزاف (Re: Elmosley)
|
الأخ خالدعويس الأعزاء والعزيزات أتحاشى أن أكتب عن هذا الرائع...والذي تتقاصر قامة الحروف أمام قامته، وتقف معاول وأدوات النقد أمام إبداعه فرغم أن كم الدراسات التي تبحرت في هذا الأدب ولكنها لم تسبر أغوار إلا القليل من إبداع هذا الطيب الصالح....بالمناسبة إلتقيت بأحد العمال الذين عملوا بمكتبه بالدوحة "فراش" من أصول إيرانية ولا علاقة له بالأدب...فقد ظل يردد وبفخر أنه عمل معه وأن والده "يقصد والد الطيب" قد إختار له إسمه ينطبق عليه تماما...فليعش لنا هذا الطيب الصالح ===========================================================
الإنجليزي الأسـود على ضفاف النيل موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح
رواية كلاسيكية لأدب ما بعد الكولونياليه، تُكتشـف من جديد
د. هانز-بيتر كُونش، Dr. HANS-PETER KUNISCH
ترجمة د حامد فضل الله 1 أمير حمد 2
اتسم اقتحام مصطفي سعيد لأوروبا وانسجامه بانسيابية مذهلة. كأول مبعوث سوداني يحقق حلم وصوله إلى لندن، حظي في سن الرابعة والعشرين بتعينه محاضراً للعلوم الاقتصادية، وكم تعلق كِلفا بحرث كتبه الجامعية، توهجت فيه ملاحقة النساء الأوروبيات بهوس جنوني، فتارة تجده يتصدر المنصة خطيباً من أجل "اقتصاد إنساني" ومندداً بالاستعمار. أما شقته فهي خيمة شرقية منمنمه تعتمد إستراتيجية الإغراء فيها على البخور وأعواد الصندل المحروق -مضفياً عليها- بإهابه الأسود الأكاذيب (اللذيذة) "عن الحياة على ضفاف النيل".
قبل عامين مُنعت في السودان رواية موسم الهجرة إلى الشمال، أول رواية للكاتب الطيب صالح المولود عام 1929 والذي يعيش منذ سنوات في إنجلترا، وذلك لأنه كان قد أشار في صحيفة الحياة اللندنية إلى الوضع الاجتماعي والسياسي المحزن في وطنه، علماً بان الاحتجاج الرسمي تمثل في تصنيف الرواية كأدب "بورنوغرافي" ومخالفتها لإصول الإسلام. لقد جاء المنع بلا شك متأخراً بعض الشيء، فالرواية قد توطدت - من قبل - بين أوساط المثقفين "ككتاب مقدس" أوان نشرها لأول مره في منتصف الستينيات وهي الآن في مصاف الأدب العالمي.
بفترة طويلة قبل صمويل هنتجنتون Samuel Huntington "صراع الحضارات" تطرق الطيب إلى هذه الموضوعة كشرخ ينسحب على بعض المصائر الفردية لشخصيات الرواية.
مواجهة الحضارات
احتدت المواجهة بمصطفى سعيد عندما التقى بند مثله، [أنت بشع، لم أر في حياتي وجهاً بشعاً كوجهك وفتحت فمي لأتكلم لكنها ذهبت] هكذا تفوهت جين مورس المغازلة لكل من هب ودب والمتحرشة والباحثة عن العراك أينما كان. تزوج سعيد "السوبر عربي" جين الفتاة المتحررة.
وياله من ثنائي مجبول على التحرش، كأسلوب متطرف لمواجهة الثقافات.
يختم صالح الرواية بفاجعة دموية، حيث تخون جين مورس سعيد "فرضياً" قبل أن يغمد الخنجر في قلبها تحقيقا لرغبتها.
عقب سبع سنوات قضاها في غياهب السجن أثر الانزواء فأستقر في قرية صغيرة على ضفة النيل، حيث التقاه الراوي المتحدث بضمير الأنا. تزوج سعيد بفتاة من القرية وأنجبا طفلين وبالرغم من مساهمته الفعالة كعضو نافع في مجتمع القرية إلا انه كان شخصاً غامضاً لا يعرف أحـُدُ عن تاريخه شيئاً، سوى الراوي أثر صدفة أتاحت له الاستراق إليه وهو يتلو مخموراً قصيدة إنجليزية للعائدين من الحرب، فأضطره إلى كشف دقائق ماضيه الغابر خوف أن يشي به.
بالرغم من مضى ثلاثين عاماً على ذيوع رواية صالح إلا أنها -ومما يدعو إلى الدهشة- لم يزل تأثيرها الروحي طاغياً وهذا ما ينطبق كذلك على ترجمتها إلى الألمانية التي أتت متأخرة جداً -مما يعلل تزكية الرواية هذه- هو أن القطيعة بين الثقافات رغم التناقض بين التحزب للعولمة أو التظلم منها لم تفقد أهميتها ولان الرواية كُتبت بحريه مُسيطرة. إن تعدد الاحتمالات داخل الرواية لهو مشروط بالفقرات "المقالية" وقصص أهل القرية الشفهية والمونولوج الداخلي وهذه العناصر في حد ذاتها توسع المنظور أكثر من مضمون حياة سعيد غـريبة الأطوار والذي تلاشى دوره مع انسيابية الرواية شيئاً فشيئاً.
اختفى سعيد من القرية بعد أن تنازل عن تاريخ حياته، لعله مات منتحراً أو غرق أثناء فيضان النيل.
يقف مصطفى سعيد الاقتصادي اللامع -إلى جانب قصص شخصيات الطيب صالح- كشخصية متغيرة، محفوفة بالأسرار والأخطار. إن المزج الأخاذ بين أوروبا وإفريقيا -في هذه الرواية- بتباين السرد الزمني من حيث الشكل والمضمون، خول لها التشكل كتجربة انفتاح على الإدراك الذاتي.
أجل فالسودان نفسه كمستعمره أفروعربية سابقه قاوم منذ البداية تحديد هويته على عجل. أما حديث أعيان القرية فيقف بجانب القصص اللندنية وقصة الشاب اليتيم "غير العربي" الذي لا أصل له والغريب على أمه [لا أتأثر بشيء لا أبكي إذا ضربت، لا أفرح إذا أثنى على المدرس في الفصل ... كنت مثل شيء مكور من المطاط تلقيه في الماء فلا يبتل، ترميه على الأرض فيقفز].
وجودي؟ انطوائي؟ ذاتي؟ أو ثلاثـتهم معاً. هل يفسر ذلك الإحساس بالتماثل القدسي مع الرواية الذي لا يمت بصله في نهاية الأمر إلى نمازج الحياة التي أفردها صالح جنبأً إلى جنب دون تقويم وأضح: قبل موته قرر مصطفى سعيد ذلك الإنجليزي الأسود العاجز عن غزو أوروبا الانسحاب من الحياة أثراً التكتم على حياته الأوروبية الغابرة كسر مقدس محتفظاً بذكرياته حول مدفأة ومحاطاً بكتب، أفلاطون، نقد الاستعمار، توماس مان، وفـتـغـنشـتاين داخل غرفه جلوس إنجليزية النمط في تلك القرية الصغيرة على ضفة النيل.
يطوق نموذج الحياة العادية للراوي، القصص الأخرى المختلفة في هيكلية الرواية، كعائد أيضاً من أوروبا أبدى استعداداً لإعادة صلته والانسجام من جديد مع حياة القرية وساهم بالخداع المرير في مفتتح الرواية إلا أن طيف حياة سعيد كان يتجابه مع فعله الذاتي وبالرغم من ذلك ظل وسيطاً متأملاً متردداً بين ثـقافـات تتصدرها العقـبات فهو أشـبه ما يكون بالراوي في رواية (قلب الظلام) لجوزيف كونراد Josph Conrad بمطاردته مصيراً أخر.
أما المشهد الختامي الرائع، جاء كنهاية مفتوحة ... أيتبع سعيد إلى النيل ...؟ تركت كل قضايا الصراع الحالية تقريباً المتعلقة بالحياة الأفريقية، بعد الاستعمار أثاراً واضحة في هذه الرواية المدهشة التي نُشرت في عام 1966:
عواقب التطور (الثورة) التعليمية. السلوك الاستعماري الحديث داخل البلاد للنخبة الجديدة التي تعلمت في الغرب. حق تقرير المصير للأفراد والثقافات. الوضع الاجتماعي للمرأة وختان الإناث. اقتلوا عجوز الشهوة إن القصص المتداخلة بمهارة في بعضها البعض تؤدى برمتها إلى الكارثة:
تدخل أهل القرية لتحقيق رغبه أحد الشيوخ بالتزوج من أرملة سعيد رغم إصرارها على حريتها وكالمعتاد فقد أدرك الراوي حبه لها متأخراً. قتلت الأرملة العجوز وقطعت عضوه بعد أن حاول اغتصابها ومن ثم انتحرت طعناً.
إن الإثارة والروعة لا يكمنان في حادثة القتل المؤسسة على ميلودراميه شاقه وإنما في ما تشير إليه هذه الجريمة من واقع اجتماعي، انه صراع حضارات خفي يشتعل في تخوم قرية إفريقية.
دون واعز أخلاقي يصوغ صالح هيكله السردي الموسوم بصراعات حادة والذي تتخلله انتقالات هادئة حتى الكارثة التي لا تمثل في حد ذاتها بشارة الخلاص.
إن نصوص أخرى لأدب الرحلات -مثل "مسلم يكتشف أوروبا" لرفاعة رافع الطهطاوي في بداية القرن التاسع عشر أو السيرة الذاتية لطه حسين، "مواطن عالمي بين القاهرة وباريس" هي أقرب إلى التوثيق (مقارنة بصالح)- ترسم صورة تنحو إلى الطرافة في تباين الثقافات. من التعسف أن تعرض موسم الهجرة إلى الشمال كجوهرة نادرة "سوليتير". فالكتب المنشورة بالفرنسية للمغربي محمد خير الدين "الحفار؟ 1973" أو الجزائري رشيد بوجدرة "توبوغرافيا؟ 1975" تُشير بوضوح -وبالأخص الأخيرة- إلى نماذج طليعية تستحق الالتفات.
ربما يكون إصرار صالح على المزج التجريبي والتقليدي في هيكليه السرد في هذه الرواية الصغيرة -التي تنمو من فصل إلى فصل والمشار فيها دائماً إلى جوزيف كونراد وتسترجع عطيل، وتقترب بصوره مدهشة من أثر شكسبير- هو الذي جعل تباين الثقافات والمناقشات الحالية حول السرد القديم والحديث مكسواً بالغبار.
إشارة المترجم:
كاتب المقال ناقد أدبي أما المقال نفسه فقد نُشر في صحيفة سودديتشا سايتنج Sueddeutsche Zeitung (العدد 139/199 وهى من أهم الصحف الألمانية وتصدر في ميونخ. نقلت الرواية عن العربية باقتدار د. رجينا قروشولي Regina Karachouli الأستاذة بمعهد الدراسات الشرقية جامعة لايبزج Leipzig وزوجه الشاعر السوري د. عادل قروشولي الأستاذ السابق في نفس الجامعة. اختتمت الترجمة بتعريف عن المؤلف كتبه د. هارتموت فندرش Hartmut Faehndrich المستعرب الألماني المتميز الذي شارك في مؤتمر الرواية العربية (القاهرة/ فبراير 199 والمترجم لعديدٍ من الروايات العربية منها تمثيلاً لا حصراً: (الزيني بركات: جمال الغيطاني، اللجنة: صنع الله إبراهيم، نزيف الحجر: إبراهيم الكوني). كُتب اسم المؤلف Tajjib Salich وهي صورة تختلف عما جاء في الدراسات الألمانية عن أدب الطيب صالح قبل ترجمة الرواية وعما جاء في الترجمة الإنجليزية Tayeb (Tayyib) Salih والتي هي أقرب إلى الهجاء والنطق العربي. تغير عنوان الرواية من "موسم الهجرة إلى الشمال" إلى "زمن الهجرة إلى الشمال" وهو خليق بحجم الغلاف الأنيق ويثير في الوقت عينه فضول وانتباه القارئ خاصة بعد التطورات العالمية الأخيرة حول قضيه الهجرة والمهاجرين. تحيه لدار لينوس LENOS(بازل/ سويسرا) التي نجحت أخيراً في نشر الرواية بعد محاولات عديدة لجهات مختلفة في السنوات السابقة لم تكلل بالنجاح. لا تزال ترجمة الأدب العربي إلى الألمانية طفيفة جداً بالمقارنة بالآداب الأخرى وهذه نقطه هامة لا مجال لمناقشتها الآن ربما نعود إليها في مقال لاحق، خاصة موقف ودور الكتاب والمثقفين العرب الذين يعيشون منذ فتره طويلة في ألمانيا. الجمل المُـقتبسة من الرواية التي جاءت في متن المقال اقتبست مباشرة من النص العربي (دار العودة بيروت 1981).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطيب صالح اذ يعانق زفزاف (Re: OmDur)
|
شكراً امدر جددت موضوعاً يستحق ان يكون دائماً في الواجهة ، مثلما الطيب صالح . وقبل ذلك شكراً للمبدع خالد , أين هو ؟ ونحن لا نملك الا ان نكرر اسئلته المشروعة : اما حان الوقت لان يكافأ الطيب بجائزة عالمية بعد اختياره ضمن اعظم مائة شخصية ادبية !! اما آن ل( نوبل ) ان تستمزج (خيلاء) سارتر ب(تواضع) الطيب صالح !؟ اما آن لموطن الطيب ان يحتفى احتفاء يليق به ويعبّر عن امتنان السودانيين لما قدمه الطيب من (نعمة) فنية احتفل بها العالم وعجز السودانيون عن الايفاء بأبسط الحقوق تجاهها !؟ اليس من حق الطيب ان تؤسس جامعة ويشاد مسرح ويستحدث مهرجان وتستنبط جائزة وتشاد مكتبة ضخمة فى السودان باسمه !؟ اليس من حقه ان تصبح رواياته جزء صميما من العملية التعليمية فى السودان ويمنح دارا فخمة يأوى اليها وهو المشتاق حد الموت لنيل يهواه وسمرة يبجّلها وحنّو سودانى يستحقه !! ان الشعوب العظيمه هى التى تدرك ان تكريم ابنائها العظماء هو جزء من عظمتها ومجدها ..!! للطيب قيمة ادبية عالمية تجعل منه (ثروة قومية) لا تقل اهمية عن (النفط) و(مشروع الجزيرة) !!! ..... ومثل هذه (القمم تستحق) ان تعامل معاملة (المدخرات) الغالية و(الرصيد) الثمين فالى متى يفرط السودانيين فى ثرواتهم القومية ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|