دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أكتوبر : ثورة شعب أم ارادة نخبة ؟
|
نعم ثرنا فى اكتوبر ولكن !! يحق للشعب السودانى أن يحتفل بأكتوبر ويقيم المهرجانات الخطابية ويصطرع ساستنا فى من صلى على جثمان القرشى ومن اخرج الناس الى شوارع الخرطوم ولكن كان نظام الفريق عبود هو أقل النظم العسكرية السودانية بطشاوتعسفا ، ورغم ذلك ثارت شرائح ضده ، ومن الصعوبة بمكان اسباغ شرف الثورة بمعناها الشمولى على ذلك الفعل السياسي الذى واكب يوم الحادى والعشرين من اكتوبر ، فالثورة المزعومة لم تتعد حد الفعل السياسى ولم تتعمق فى الوجدان السودانى والعقل الجمعى لتشكل حصانةمانعة للمغامرات الآتية ، بل أن الثورة حصرت أدواتها فى العزل السياسى ومن ثم التنصيب بنفس الآليات القديمة ، وفى ذلك يتجلى أن نخب سودانية بعينها شاركت فى التغيير لكن غابت جموع الشعب السودانى عن آليات التغيير، والتغيير الذى حدث فى اكتوبر غابت عنه شروط الثورة بمعنى الثورة الجماهيرية ذات الفعل المجتمعى والتغيير العميق ، لكن النخب السودانية ارادت أن تلبس التغيير ثوب الثورة ، والحق أن من الشفافية بمكان الاعتراف بادئا بأن حزب الامة يتحمل وزر الاتيان بالزمرة العسكرية ، وأن القوى السياسية الاخرى لم تتحل بالحس الاستراتيجى اللازم لتدارك خطأ نوفمبر ، فعادت الى اسطواناتها المشروخة ليعيد الجيش الكرة فى مايو قبل ان تقدم (الثورة) على فعل اى شىء اردت من هذا الطرح المختزل ان ارفد المنتدى بأسئلة حول اكتوبر اولا : مصطلح الثورة كيف نتعامل معه وما هى الثورة وهل كانت اكتوبر ثورة بمعناها العميق ؟ ثانيا : اى شرائح سودانية شاركت فى "رغبة التغيير " وهل تعدت تلك الرغبة حدود التغيير السياسى ؟ ثالثا : لماذا اخفقت الثورة فى صناعة مشهد اجتماعى جديد ؟ رابعا : كيف نجعل من اكتوبر عبرة تاريخية فى حين أنها لم تؤدى الى النتائج المرجوة منها ؟ خامسا : هل اضحى نصر اكتوبر احدى مسلماتنا التى لا تقبل مراجعة ولا يمكن نقدها وفق منظور تنويرى يتناولها من جميع جوانبها حتى نشير صراحة الى اخفاقاتها فى ميادين السياسة والمجتمع والوعى ؟ سادسا : الى أى قدر أسهمت اكتوبر فى تشكيل الوعى السودانى هذا اذا تعدى فعلها القصائد المغناة ؟ سابعا : هل نستطيع الجزم فعلا بأن الشعب السودانى مؤمن بالديمقراطية ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أكتوبر : ثورة شعب أم ارادة نخبة ؟ (Re: خالد عويس)
|
الاستاذ خالد عويس لك التحية وانت تطرح اسئلة في غاية الاهمية والشفافية فيجب ان تلقى حظها الكافي من النقاش وابداء وجهات النظر فسؤالك الاخير (سابعا : هل نستطيع الجزم فعلا بأن الشعب السودانى مؤمن بالديمقراطية )ايضا اتسال معكم عن هذا السؤال للنخب والمفكرين والادباء والشعراء والاخوة الموجدون عبر هذا المنبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أكتوبر : ثورة شعب أم ارادة نخبة ؟ (Re: خالد عويس)
|
المتتبع بتناى وعمق اشكالية التطور السياسى فى الدولة المسماه السودان بجغرافيته السياسية الحالية يجد بعض من النتوآت والمعضلات فى فهم التطور السياسى اولا السودان بشكله الحالى تركيبة غير متجانسة من حيث الاقتصاد السياسى اقتصاد المنتج الصغير والقتصاد المشوه بالدمج القسرى لاقتصاد السوق العالمى... دولة كالسودان نتاج لعقلية استعمارية لم تتم فيه مراحل النو الطبيعى لكل حلقات الوصل فاذا استبعدنا حركة اللواء الابيض وبدا من مرحلة الخريجين ودورهم فى الحياة السياسية نجد ان القلة المستنيرة دخلت للحياة السياسيوة من الابواب الخلفية وبدات تخطط وتفكر وتقود البلاد من دوافع وطنية فوقية بعيدة عن واقع الصراع الاجتماعى الاقتصادى.. ما ذاد الطين بله غرس المستعمر الطوائف الدينية خاصة الطائفتين للقيام بدور الحامى والقائد للحركة الجماهيرية تحت التاثير الدينى... واذا راجعنا تاريخ تعاظم دور السيدين فى الحياة السياسة نجد انها كانت مخططت من قبل الانجليز.... ولكن الادهى من ذلك تكالب الخريجين على البيتين من منطلقات انتهازية وكان الصراع بين الطائفتين امتد من المناظرات الثقافية للتقلبات فى المواقف السياسية.....
فى ظرف كهذا وفى اجواء غير طبيعية لنمو حركة سياسية واعية وملتزمة نحو قضايا جماهيرية.. تم نيل الاستقلال السياسى وامتد مسلسل الصراع السياسي بوتائر غلب عليها الطابع الدينى والشخصى.. حيث انه من مفهوم علمى للاحزاب لا نجد اختلاف حقيقى بين الاحزاب الكبيرة فى السودان من حيث الطرح الا الاختلاف الطائفى وفى النهاية برضو لا يوجد اختلاف... بعد انخابات 54 واكتساح حركة الوسط بقيادة الوطنى الاتحادى للانتخابات بدأ دور المثقف السودانى جليا فى الساحة الوطنية لكن التآمر المنظم من قبل البيتين افرغ هذا الانتصار وجعل النقيضين فى الظاهر للتآلب على الحركة والوطنية بافراغ المضون الديموقراطى واحلال التدخل من خلف الكواليس لحل وحسم الخلاف... وعندما تصاعدت الحركة الشعبية وقوى عود النقابات والاتحادات وتضامنت مع حركة القوى الوطنية ووقفت بصلابة دون تمرير النخططات الرجعية والارتماء فى احضان اليمين العالمى.. سلم عبد الله خليل السلطة طوعا للعسكر
كانت هذه باختصار حالة الوطن عشية استلام العسكر للسلطة لاول مرة
خلال الست سنوات نمت الحركة الشعبية والنقابية والطلابية وقادت صراع من اول وهلة ضد العسكر ويمكن ان اعدد لك لم تكن اكتوبر حركة معزولة، او رد فعل لكن وطيلة سنوات القهر الست كافحت وناضلت فئات الشعب السودانى بمختلف قطاعاتها ضد هذا الظلم الذى ارسى دعائم الحكومات الديكاتورية اللاحقة وفتح باب الدولة على مصراعيه للمغامرين والطغاة من العساكر للاستلاء على زمان السلطة وتسير دفة البلاد وفق الاهواء الشخصية والمطامع الدولية.. والعقائدية الضيقة لمصلحة فئات محددة .. كانت قصة ثورة تداخلت فصولها عبر سنوات القهر الى ان .. انتصر الشعب السودانى الاعزل ضد الطفاة… كانت ملحمة تاريخية ودرس نادر الفصول .. نقلت الشعب السودانى وقياداته المتمثلة فى التنظيمات الديموقراطية والمدنية الى مصاف المعلم والمبتكر.. ان سلاح الاضراب السياسى.. شعار اكتوبر وسلاحه فصل متفرد.. ودرس عميق للشعوب المناضلة لاسقاط النظم الديكتاتورية… الاخطاء الاستراتجية للحركة الشعبية فى اكتوبر
اعتمدت الثورة على الحركة المستنيرة والمنظمة اتحادات نقابات وشخصيات هذه الفئات هى فئات وشرائح وطنية ولكنها لم تكن مؤهلة تنظيميا ومؤسسيا لقيادة المجتمع لقد نجحوا فى هزيمة النظام ولكن لم ينجحوا فى وضع مؤسسات ديموقراطية سياسة تقود البلاد عندما استلمت حكومة جبهة الهيئات السلطة طرحت نفسها بافكار سطحية متطرفة نبهت اليمين المتاصل فى الحياة الاقتصادية الى خطورة هذه الفئة وتكالبت لحماية مصالحها وكانت الحكومة مندفعة لاطروحات سياسية وشعارات فوقية دون ان تدرس امكانية ردود الفعل فمثلا موقفها من التجارة الخارجية والتعامل مع المصالح الذاتية جعل احزاب اليمين وتحت راية الديموقراطية التكالب على اكتوبر ووئد ثوريتها
..ان الشرائح الفئوية من نقابات واتحادات لم تسفيد من التجارب فى تطوير نفسها بخلق مؤسسات سياسية ولقد تكرر نفس الخطأ بعد الانتفاضة وهو الشعور المتضخم عن المثقف السودانى بامكانية دوره السياسى دون ان يعتمد على جماهير شعبية يكتفى بالمؤسسات الفئوية
وهذه مساهمة محدودة فى مسألة شائكة
| |
|
|
|
|
|
|
|