|
أتحدي .......................ومين يمنعني ؟؟؟؟؟
|
لك التحيات المجللة بالمساء والشعر _ يا صديقي _ لك السلامات الواصلة عبر العصافير ، ومن كوّات الضوء ، ومسارب الريح .. لك وحدك ، يا صديقي تحيات قلبي ، ومحبتي ، وبضعة أسرار لا يفضحها العسكر !! أين أقمت متاريسك ؟! فى أي ناحية من الخرطوم المتوسلة اليك بأن تمطرها ، شفقا لازورديا ، وحبات ممتلئة بالماء النظيف ، وكيف لونت المتاريس فى وجه القبح المتنامي على الطرقات ؟! على أطراف أصابعك _ يا حبيبي _ تنمو الجزر المأهولة بالعشب ، وتخضّر الأمنيات ، على رسغك ، يزدهر الشعر والاحلام ، ويغفو الأطفال المشردون !! هل لا زلت تذكر "النوباوية" ... ؟! "نورا" هى الأخري ، صار بمقدورها مغازلة الضوء الآتي من نافذتك الوحيدة ، لم تخبرني ، كيف استقبلك الأصدقاء ، وهل قصدت الى كل الاماكن التى تحبها ؟! لم يكن الطقس رائقا ابدا ، لكنك اعتمرت عمامتك ، وخبأت تحتها القصائد ، لتفكها حمائم صوب السماء .. وليستحم الناس السمر تحت برقك ، يشلع ، ليبدد الظلمة ، وينهمر طقسك الخاص ، ليفجأ المدينة بحمي المخاض ، يفجأها أكثر بحميميته واتساع السماء !! يجيئني صوتك _ صادقا / رائقا / منثالا / وحيا _ : أركز أركز ، لا تجيب رخوة ، يجيئني مباغتا فى عتمة هذه المدينة التى لم تعترف بك ، وما كان بمقدور مدينة ما أن تعترف بك ، الا تلك التى تشبهك ، وتلصق لحمك المتفتت فى جدرانها ، وتخبيء صورتك فى ارتعاشات طفولتها ، يجيئني صوتك ، دافقا ، حارا ، كصهيل جواد جامح : آآآآآآآآآه ، جاي ليك ،
لكي تملأ ماعونها "خريفا" أبيضا وبشارات تتلقفها العصافير التى احتشدت فى قميص الخرطوم ليلتها .. ليلتها ، كان العسس يحاولون ، جاهدين ، اشعال الظلام فى وجه الشمس ، ويمارسون شغبهم الأخير فى محاولة جرّ قصيدة الى المخفر ، لكن ، لم يكن بوسعهم توجيه اتهام لها بممارسة "الشغب" ، فالقصائد أكثر ملائكية من الخوذات ، وتراب المدينة يدرك ، أن سماءه هى الشعر ، وزوادته ..."الخريف" . ليلتها ، احتوتك "طيبة" بكل نورانيتها لتقيك تعسّف النقاد "الثوريين" الذين يعتبرون القصيدة "ديناميت" ولا يعترفون لها أبدا بالخلود !! يا صديقي ... لن يكون حديثنا هذه الليلة مفعما بالشعر وحده ، ولا متوسلا أبدا ، لكنه سيكون تأسيسا لنهر الحياة ، وحق الشعر فى أن يحيا خارج الاقفاص ، كالطير !! تداعت اليك الطيور ، وتنادت لملء "الفرقة" ، وعبأت صدورها بهواء نقي ، واستحمت تحت نوافير الضوء ، لتكتب بملء ابداعها :
من حقي أغني لشعبي ومن حق الشعب عليّا لا بايدك تمنع قلبي ولا قلبي كمان بايديّا
،، من حقك يا عزيزي أن تغني ، وتغني ، وتغني ، فمن حق الشعب أن يفرز صوتك من بين الأصوات المكهربة باللوثة ، والنشاز ، صوتك الذى تدركه اشجار الشارع جيدا ، والطمي ، والنهر القديم ، والتبلدي ، والأبنوس ، والنخيل !!
تتحدي الظلام ..... مين يمنعك ؟؟؟ نتحدي معك ..... مين يمنعنا ؟؟؟؟ أتحدي معك .... مين يمنعني ؟؟؟؟ كما الفراشات ، والنوافير ، والضياء ... كما طقس الحرية ، ولقاء المحبين .. كحضن الأم ، وبيوت الطين الحميمة .. كما الطنبور ، والبالمبو والوازا والدلوكة .. كما الحناء ، والبخور ، والصندل ... كما حفلة عرس .. هى قصائدك "السجينة" "الحرة" ، اى سجن قدر له أن يعتقل القصائد ؟؟
....
غنّ لشعبك يا حميـــــــــد ، غنّ كما لم تغنّ من قبل ، ولن تمنعك أية قوة غاشمة عن تسريب الضوء ، وفكّ الأغلال
|
|
|
|
|
|