|
!!دعاية أمريكية "غبية" وقنابل "ذكية" تعرف طريقها الى الاطفال
|
حرب يعوزها الذكاء دعاية أمريكية "غبية" وقنابل "ذكية" تعرف طريقها الى الاطفال !!
الرياض _ خالد عويس
لم تكن القوات الامريكية _ البريطانية "المتورّطة " فى العراق ، وحدها ضحية لحرب أرادها بوش وبلير سريعة ، خاطفة و"مضمونة الربح" ، ولم يدفع العراقيون المدنيون وحدهم ثمنا باهظا خلال الاسبوعين الأولين منها . فوجه الحرب الممتقع ، أخفي خلفه أقنعة طمست الحقيقة ، وكانت أولي الأكاذيب التي لقيت حتفها مبكرا خلال هذه الحرب .."القنابل الذكية" . فالعالم بات يدرك ، وعلى نحو لا لبس فيه ، الّا وجود لقنابل ذكية على الاطلاق ، فالقنابل تبقي "غبية" مهما تكثفت الدعاية حول عبقريتها . السؤال الذى طرح نفسه بقوة فى اعقاب سقوط ضحايا بالمئات فى صفوف المدنيين هو : كم كانت ستكلف قنابل امريكية "غبية" فى حال لم تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام قنابلها الذكية فى هذه الحرب ؟ تتشعب الاجابة على مثل هذا السؤال العفوي ، لأنها _ وببساطة _ تقود الى اجابة أسئلة أخري فى شكل غير مباشر ، تكشفت تدريجيا ، وبات بوسع العالم أن يستوعبها ، من خلال دعاية أمريكية توفرت لها الوسائل كافة التى تمكنها من تعمية الرأي العام العالمي ، غير أنها فشلت فشلا ذريعا فى اضفاء أقل قدر من الصدقية على آلياتها وأساليبها ، وأخفقت فى اقناع الآخرين باللمسة الانسانية التى حاول أن يصبغها الجنرالات الأمريكيون والبريطانيون على حملتهم الحربية . والواقع أن كثير من المعلومات المضللة المغلوطة التى قدمتها القيادة الوسطي فى قاعدة "السيلية" فى قطر ، والأخري التي أجاد قادة البنتاغون ترويجها ، دعت للاعتقاد بأن الاخفاقات العسكرية التي منيت بها قواتهم أكثر بكثير عما يحاولون التعمية عنه بالتصريحات المتتالية عن "النيران الصديقة" و"حوادث الدهس" التى حصدت أرواح جنودهم . ما تردد فى قاعدة "السيلية" ، ومن خلال المؤتمرات الصحفية فى البنتاغون ، لم يجد آذان صاغية . لأن صياغة الاكاذيب نفسها كانت "ركيكة" ، وتنم عن رغبة أكيدة فى تدمير المصداقية فى العالم ، وحشد تأييد لحرب "غير شرعية" وفقا لدعاية "غير مدروسة" مثلما هى الخطة العسكرية التى استندت الى معطيات خاطئة . سلسلة غير منتهية من الأكاذيب الصغيرة والكبيرة ، يستمر الأمريكيون فى اطلاقها من قبل الحرب الى الآن . ولم يكن تقرير بليكس الذى نفى ادعاءات واشنطن بتزويد "النيجر" بغداد بمعدات للتصنيع النووي الا مقدمة لانهيارات متوالية فى حائط الدعاية الأمريكية .تنوّعت أسباب الحرب وتنوّعت التبريرات الأمريكية بشأنها ، فالأمريكيون ضغطوا فى اتجاه دمغ العراق بامتلاك اسلحة دمار شامل ، الأمر الذى لم يؤكده المفتشون ، وبنت عليه بعض الدول المعارضة للحرب حججها فى عدم كفاية الأدلة لضرب العراف وفقا لهذه الحجة . وتخبطت واشنطن بين " تحرير الشعب العراقي" و" تشكيل النظام العراقي خطرا علي أمن الولايات المتحدة" و" تهديد جيرانه" وصولا الى " أن بغداد تدعم الجماعات الارهابية" !! حين بدأت قوات التحالف حملتها العسكرية ، تكثفت الدعاية الموجهة ضد العراقيين . سمح بتمرير أكاذيب استهدفت بالأساس عزل الشعب الامريكي عن استشعار خطر الحرب . فالدعاية الأمريكية صوّرت الحرب على أساس أنها نزهة سريعة ، وتوجهت الى الأمريكيين برسم صورة مخزية عن العراقيين "المتوحشين" ، وحين أخفق الجيش الامريكي فى تحقيق نصر سريع ، روّج القادة العسكريون لسقوط "أم قصر" و"البصرة" و" الزبير" و" الفاو" ، ثم اتضح أن كل ما تم انجازه تمثل فى الاستيلاء على جزء من ميناء ام قصر ، فى حين أن المعارك لا تزال مندلعة حوالي المدن الأخري المذكورة . سقوط عدد كبير من القتلي المدنيين نتيجة للقصف ، قابلته دعاية مكثفة بأن "النظام استهدف مواطنيه" تارة ، و" أنه _ أى النظام _ زرع آليات عسكرية وحشد قواته فى وسط الاحياء السكنية " ، غير أن الامريكيين أخفقوا فى اقناع العالم بأن قنابلهم وصواريخهم "الذكية" التى أخطأت هدفا كبيرا بمساحة العراق لتسقط فى السعودية وتركيا وايران يمكن أن تصيب اهداف عسكرية غاية فى الدقة فى الموصل أو بغداد . تفنن الأمريكيون فى حياكة الكذب ، ولم يفلحوا فى القتال ، فكل الآليات العسكرية التى تم تدميرها ، وكل الجنود الذين سقطوا فى ميدان المعركة اما اصيبوا _ وأصيبت معداتهم _ بنيران صديقة ، أو عن طريق حوادث تصادم . هل يعقل أن تسفر معارك القوات الامريكية البريطانية الشرسة ضد جيش نظامي ومليشيات حزبية متمرسة عن خسائر فى الجانب المقابل (العراقي) فقط من دون أن يقتل جندي واحد فى صفوف التحالف ؟ من ناحية ثانية ، شككت وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية كثيرا فى صحة ظهور صدام حسين على شاشة التلفزيون العراقي ، وكانت روّجت بدء لمقتله خلال اليوم الأول ، وتلقفت خبرا عن صحيفة اسرائيلية زعمت أن قوات التحالف عثرت على مخابيء أسلحة محظورة ، مرة أخري هل يمكن تصديق نجاح القوات المتحالفة خلال عشرة أيام فى الحصول على معلومات جوهرية كهذه فى حين فشلت لجان الأمم المتحدة فى العثور على دليل واحد طيلة شهور ؟ قوات التحالف التى قدمت الى العراق بهدف تجريد العراق من أسلحته "غير المشروعة" ، تستخدم حاويات ذخائر مشبعة باليورانيوم الناضب المحظور دوليا ، غير أن الصحفيين الذين رافقوا تلك القوات لم يتناولوا الأمر مطلقا ، لسبب بسيط ، هو أن أوامر القيادة العسكرية تحظر عليهم التعامل مباشرة مع أجهزتهم الاعلامية ، وتقوم بغربلة الاخبار التي يرسلونها يوميا ، ومن يتجاوز هذه "الخطوط الحمراء " يكون مصيره كمصير "أرنيت" !!
|
|
|
|
|
|