|
الكاسيات العاريات...ورسالة من امرأة محجبة قســراً !!
|
[size=12] يدهشني كثيرا ان تتناول خطبة يوم الجمعة وفي( بعض الجوامع) ومن قبل (بعض الأئمة) وبألحاح شديد وغريب الحديث عن النساء الكاسيات العاريات وفي هذا الوقت بالذات الذي يبرع فيه (بعض الرجال) ممن يعيثون وعاثوا فسادا في العراق وفي مختلف بقاع العالم ممن باعوا ارواحهم واجسادهم وضمائرهم بمبالغ ضئيلة جدا من المال بأرتكاب افظع الجرائم بحق الانسانية لم يشهد مثيلها زمن المغول والتتر من قطع للرؤوس وتمثيل بالاجساد واغتصاب للنساء بحجة سمعتهن السيئة والتي تبيح لهم في تلك الحالة ارتكاب المعاصي، واستخدام الانترنت (هذه الوسيلة الحضارية الرائعة والتي لم يبذلوا جهدا في تطويرها وتمكين البشرية منها قط) لعرض عمليات الذبح البشعة التي لا وجود لمسوغ ديني رباني او بشري يمنح الحق لاي انسان مهما تكن سلطته في تنفيذ كلمة الله على الارض من قوة لارتكابها. ومهما يكن تبرير عمليات الذبح المريعة مقنعا من الناحية الدينية فلا اظنه مقنعا ايضا في اباحة تربية اجيال (الله وحده جل جلاله يعلم كيف ستكون ردود افعالهم النفسية مستقبلا) على مفاهيم القهر والظلم والعنف والعبث بمصائر الاخرين وتصوير لحظة الموت ابشع تصوير. ومن المدهش ايضا ان تنتشر هذه الكتب الانيقة والتي يبدو انها باهظة الكلفة المزخرفة الاغلفة و- الموزعة مجانا ـ والتي لاتتحدث عن الاسباب الرئيسية التي لاجلها انزل الرب مختلف الاديان على هذه الارض بمبادئها الراسخة في تحقيق العدل ومحق الظلم ونصرة الانسانية، ولا عن افضل السبل لانتشال الانسان العراقي من مهاوي الرذيلة والفساد الاداري واللا مبالاة وعدم الاحساس بالمسؤولية، ولا عن اعادة تثقيف المرأة وتعليمها واتاحة الفرص امامها لاثبات وجودها الانساني وقدرتها على العطاء وفي المعارك الفاصلة بين الحق والباطل، ولا عن منح الطفولة حقها في التعليم واللعب والعيش بسلام بعيدا عن التشرد واستغلالها في العمل الرخيص المضني وبناء جو اسري قادر على تهيئة جيل غد واعد وواع ومتعلم يستطيع تحمل مسؤولياته بل، ولا حتى عن الاسباب التي جعلت بلدنا من اقذر بلدان العالم واكثره قدرة على تكثير الذباب والحشرات الضارة والقوارض دون الحاجة لمعدات تكنولوجية حديثة، ولا عن اسباب نقص الماء في بلد (النهرين) وتلوثه وعن جوع وتشرد ابنائه ولعشرات السنين رغم بحيرة النفط العائمين عليها. ان هذه الكتب الانيقة جدا و- الموزعة مجانا - وبأفراط وكرم غير مسبوق تتناسى كل ما تقدم، وكل ما هو اشد اهمية بالنسبة للاسلام كدين وجد لمحاربة ظلم الانسان لاخيه الانسان والفقر والجهل واغتصاب حقوق الاخرين من الايتام والمستضعفين والنساء، وتلخص التاريخ الاسلامي الطويل في نصرة الحق وازهاق الباطل بشأن واحد ضئيل لم تتم الاشارة اليه ولم يؤخذ به الا بعد ان تم تثبيت مجمل دعائم الاسلام الاخرى رغم انه خص فئة معينة من النساء ولباس معين ولاسباب تاريخية معينة فسرها الرجل من وجهة نظر السلطة المهيمنة كشانه دائما ويدور حولها ومنذ زمن طويل نقاش لانهاية له قائم على التلاعب باللفظ من الناحية اللغوية والتاريخية الا وهو (حجاب المرأة) حتى ليبدو انه الشأن الانساني والديني الاهم بل هو يعني في كثير من الاحيان لب الدين وجوهره، ربما يعود ذلك الى سهولة تطبيقه (ويميل الانسان عادة الى اجراء التغييرات الظاهرية اكثر من ميله للتغييرات الاساسية، لان الثانية تحتاج الى معاناة وجهد كبير في حين لا تعدو الاولى عن لحية طويلة وامرأة مسربلة بلباس طويل)، ومن شدة التركيز على التزام المرأة في الله والدين كثيرا ماظن الغربيون والجاهلون بالدين الاسلامي أن هو الا امرأة محجبة ورجل ملتح بعمامة مصاحبا لهذين الشرطين الشرط الاوفر حظا من الاهتمام: الارهاب. لست من مناصري ابتذال المرأة لجسدها او تعريضه للامتهان بحجة الموضة واستعراض الجسد لارضاء شهوات الرجل خاصة وان معظم مصممي الازياء هم من الرجال ويمثلون بالدرجة الاولى تسلط الرجل على المرأة حتى في شأن ذوقها الخاص واختيارها للملابس المناسبة والمريحة لها قبل كل شيء، اضافة الى اننا نعيش في مجتمع رُبَّي ولقرون طويلة على احتقار المرأة وتسفيل دورها الانساني وسلبها حقوقها وانسانيتها وتجويفها من اية ملامح بشرية واستخدام الدين بشكل اناني وفظيع في زيادة حجم الظلم والضغط عليها وفقا لرغبة الرجل وحبه للتسلط وانصباب اهتمامه عليها من منظار غرائزه الحيوانية غير المهذبة وغير المتحضرة واسدال الستار وبشكل بشع على مجمل تفاعلها الانساني المتبادل مع المجتمع، وهذا لا يشمل ما يطفو على سلوك المجتمع العام فحسب بل ويمس كل اشكال الابداع الذكوري الفنية والادبية، حيث غالبا ما يتوقف تناول المرأة في الموضوعات الابداعية على الشكل دون المضمون ومن الزاوية التي تعني الرجل وتثير اهتمامه قبل اي شيء اخر ابتداء من المعلقات وشعر(ابن الملوح) وما سبقه وانتهاء باخر اغنية (لعمرو دياب)، لا يمكن للمرء العثور في اغلب التراث الذكوري على اكثر من وصف لعيني المرأة وشفتيها ونهديها وردفيها وما الى ذلك من الجزئيات الصغيرة جدا والتي تشكل المرأة ككائن يقتصر وجوده على اشباع نهم الرجل ليس الا، ولا تهدف على الاغلب الى تفعيل دورالانسان فيما يمس جوهر قضايا المرأة الانسانية او التمهيد الى ثورة على الواقع المرير الذي تعيشه، لانه في الحقبقة واقع من صنع الرجل نفسه لم تنزل به نصوص الهية قط، وان كان كذلك فان تفسير هذه النصوص قد تم دائما بما يخدم مصالح الرجل الاقتصادية والسلطوية قبل كل شيء وبالنهاية لا يمكن للانجاز الابداعي للرجل على الاغلب الا ان يعكس انانيته وقصوره في التعبير عن جل معاناتها بل وتسطيحها احيانا وغض الطرف تماما عن كل ما هو خارج تأثيرها الغرائزي والهرموني على الرجل. بل انا من المتسائلين وبأندهاش اكبر لم على المرأة في (البلدان المتحضرة ذكوريا) ان تكون نحيفة حد حرمانها من اطايب الطعام وملذاته وحد الموت احيانا عند المغالاة في تطبيق انظمة الريجيم الى درجة تبدو وكأنها قد تحولت الى هيكل عظمي مكسو بجلد يثير الشعور بالشفقة عليها من سياسة التجويع التي مورست ضدها حيث تبدو العظام ناتئة تحته بشكل يجرح عين الناظر والمعنى المتعارف عليه للجمال ؟. ولم عليها في الطرف الاخر من العالم (المتخلف ذكوريا) ان تكون مدورة الجسد ومكسوة بالشحوم حد الترهل والتحول الى كرة عديمة المعالم كسولة الذهن والبدن، وقد لاتحظى على عكس نظيراتها في الغرب بفرصة زواج مناسبة ان قل وزنها عن الوزن المقبول اجتماعيا بالاحرى ذكوريا ومطابقته لمتطلبات شهواته؟ ولم عليها ان تتعرى حد الاحتقار والابتذال والامتهان لوقار جمالها الانثوي ويكون ذلك مسبوقا عادة بسقوطها ضحية شبكات الدعارة الفضائية والمخدرات وبمعنى اخر شبكات الرق العالمية المتحضرة والمعولمة جريا وراء الاوراق الخضراء التي تحكم اخلاقية المجتمع الغربي او ارضاء للرجل المتسلط عليها اقتصاديا ونفسيا، وان تؤمن بما يؤمن به الرجل الغربي وان تردد كالببغاء ان هذا التعري وممارسة الجنس المعلن على الفضائيات جزء من حريتها بغض النظر عن وجهات النظر الاخلاقية الاخرى الصادرة عن اية جهة كانت الهية اوبشرية؟. ولم عليها في الطرف الاخر ايضا ان تتسربل بغطاء من رأسها حتى ما لا يظهر من اخمص قدميها عندما يؤمن الرجل ان ذلك ادعى الى الفضيلة واقرب الى رضى الله بغض النظر ايضا عن وجهات النظر الاخلاقية والانسانية للاطراف الاخرى حتى الدينية منها ؟. ان المسألة في كل هذا التناقض لمشهد المرأة السلبي جدا والمنقاد جدا لسلطة الرجل ما هو الا تمثيلا للتناقض الحضاري الذي اصطنعه الرجل متمثلا بقيم اخلاقية ذكورية ضمن اطر اقتصادية واجتماعية وتاريخية معينة تابعة بشكل غير منظور الى سيطرة الرجل بيد من حديد على مجمل ثروات العالم ومقدراته، والا مالذي يفسر التوالد السريع للقنوات الفضائية المتخصصة ببث افرازات ونظرة المجتمع الغربي للجنس والكيفية التي يشكل بها العلاقة الجنسية التجارية بين الرجل والمرأة؟، ولماذا يوجه بث مثل هذه القنوات وبمساندة مالية مفضوحة لاتخفى على الجهلاء الى دول عربية تدعي التزامها الديني الصارم والذي يفرض تطبيقه ظاهريا على زي المرأة والامتثال للشريعة الاسلامية من وجهة نظر ذكورية صرف غير منصفة وغير محايدة في مثل هذه الدول التي ترفرف اعلامها بشكل مخزعلى اجساد النساء العاريات ملاصقة لارقام هواتفهن النقالة؟. ان المراة تتحمل مسؤولية تاريخية عظيمة في اذعانها المستمر للرجل وتبعيتها له وتقبلها شروط الحياة التي يفرضها عليها حتى في اكثر البلدان ادعاء للحرية وموقفها السلبي من الثورة على الشروط المجحفة في حقها اغلب الاحيان، وقد يعود ذلك اي (اذعانها لسلطة الرجل) الى انعدام توفر الخيارات الاخرى في المجتمع الذكوري والحصار الاقتصادي المفروض على المرأة اذا لم يكن التبعية الاقتصادية الكاملة للرجل، اضافة الى ميلها الطبيعي والهرموني الشديد للاستقرار والبناء وقدرتها الفائقة على التكيف والتحمل، وهذا يضاف بالطبع الى ايجابيات وجودها الانساني وليس الى ضعفها، ومن ثم ينبثق سؤال مهم على اساس رغبة المرأة في الاستقرار والبناء وهو بديهي جدا بقدر ما هو عصي على الفهم والتطبيق من قبل الرجل: ما الضرورة الى الاقتتال وافتعال الحروب وتصنيع كل هذه الانواع المدمرة من الاسلحة ما دمنا قادرين على العيش بسلام؟! وهنا يجب القول ان مايزيد المرأة فخرا بانها لم تساهم في اكتشافها (اي الاسلحة) ولم تستخدمها الا انصياعا لرغبة الرجل في اطلاق اكذوبة تحرر المرأة التي خدمت التحولات الاقتصادية الكبرى في العالم قبل ان تخدم المرأة ان لم نقل انها ظلمتها واضافت الى اعباء حياتها اعباء جديدة ومعاناة اعمق في صراعها مع الرجل للحصول على فرص العمل والوجود اضافة الى اعباء الانوثة الثقيلة جدا. لقد اثبتت فوضى المجتمع الذكوري وعبثه واصطراعاته المستمرة وطرق ادارته العقيمة للحياة فشلها وتناقضاتها على مدى العصور التي استفرد فيها واحكم قبضته على سدة الحكم والتحكم في الحياة ومصير الانسان، رغم ان طبيعة المرأة الانثوية تجيبه ببساطة شديدة ودون الحاجة الى اراقة الدم ان بامكاننا ان نعيش بحب على سطح هذا الكوكب ونبني الاسر السعيدة وننجب اطفالا اكثر قدرة على القيادة من ابائهم المتسلطين اناثا وذكورا. ولكن انى للرجل والحاكم المغرور ان يرى بساطة الحياة وبديهيتها بالطريقة التي تراها المرأة الباحثة ابدا عن الامان والسلام لاسرتها واطفالها ؟!. ان المرأة تمثل جمال الله على الارض وقدرته الواسعه على الحب مثلها مثل الرجل والطفل والاشجار والزهور والطيور وكل ما يمتع النفس ويدعوها بجلاء الهي واضح الى السلام فحسب، ان المراة تمثل القدر اليسير من قدرة الله العظيمة على العطاء وهي مصدر السلام والاستقرار وكل ما فيها ينضح حكمة الله في انحيازه الى الحق دون الباطل، و هي ابدا لم تكن مصدر الحرب على مر التاريخ بل هي الضحيه على الاغلب حتى في حالات استيلائها على الحكم انما كانت تمثل فكر الرجل، هذا اذا علمنا ان كل نظرية ثائرة خرجت الى الوجود انما تخرج عادة من رحم الطبقة المسيطرة وليس المضطهدة، اذ لاتمتلك الاخيرة القدرة على استنباط الحقائق من موقعها السفلي هذا بل القدرة على استيعابها وتنفيذها وهذا ينطبق بالضبط على تبني المرأة الثائرة نظرية تحرر المرأة التي خرج بها الرجل المسيطر الى الوجود فصدقتها وحاربت لاجلها واذا بها فقاعة سرعان ما انفجرت ما ان تطورت التكنولوجيا الصناعية مستغنية عن الايدي العاملة الفائضة وابتداء بالايدي العاملة النسوية بالتأكيد. وكما ان المرأة ليس من باع القضية الفلسطينية، وليس من الهب ظهور الشعوب العربية بالسياط في التاريخ القديم والحديث، وليس من افتعل السجون والتعذيب والاضطهاد، وليس ابدا من زرع الارض بالقبور الجماعية وصنع اسلحة الدمار الشامل والاسلحة الكيمياوية، وليست من اقام نظام الرق على الارض والعبودية، وليس من اسس فكرة النازية او الصهيونية اوفكر البعث العظيم او نظام المافيا، ان كل هذا يتنافى مع الطبيعة التي اوجدها الله عليها لتكون حجته على من يعيث في الارض فسادا، وقد يكون هذا بعض من الاسباب التي جعلت االرجل يحملها وزر كل المعاصي التي يرتكبها مستندا الى جمال جسدها وقدرته الابدية على اثارة غرائزه، وليس الى نهمه وجشعه وعجزه عن تهذيب غرائزه الحيوانية والارتفاع بها الى المستوى الانساني الذي يحتم عليه قبل كل شيء احترام هذا الجسد، لان الله قد مثل قدرته على الخلق فيه وبالتالي وببساطة فان كل هذه البشرية التي تدب على الارض قد خرجت من رحم المرأة وفي لحظة من الالم يعجز الرجل بكل قوته على احتمالها، وهذا ادعى الى اجلالها، فهي الام الحنون والاخت المحبة والزوجة العاشقة والتوأم الذي لايمكن للرجل الاستغناء عنه ابدا مهما بلغ من جبروت وعظمة، وبالتالي لايمكننا تحميل جمال جسدها وزر اثام الرجال عاريا كان او مكسوا (وربما كان المكسو منه ادعى الى الاثارة منه الى الجسد العاري) وهذا يقودنا الى القول ان خيال الرجل ومستوى وعيه ونظرته الى الجنس والبيئة التي تربى فيها ومفاهيم هذه البيئة وتطورها التاريخي والاقتصادي والاجتماعي وتشكيلها لموروثه الجنسي هي التي تحدد طبيعة تعامله الجنسي مع الطرف الاخر، وهذا يفسر لنا لماذا لا يثار الرجل الغربي عند رؤيته لجسد المرأة العاري بالدرجة التي يثار فيها الرجل الشرقي، بل عدم احساس الشاذ جنسيا بالاثارة الا عند رؤية جسد الرجل العاري وليس المرأة، ولماذا كان زمن الغلمان وشعر المجون. ان الخطيئة لاتتمثل بجسد المرأة على الاطلاق، بل باستعداد الآثم على ارتكاب الإثم وهذا يفسر ايضا القدرة على الاغتصاب سواء كانت المرأة عارية او مكسوة، ويقدم لنا سؤالا منطقيا بهذا الصدد: كيف يكون سلوك الرجل المسلم الملتزم دينيا في البلدان الغربية؟ هل يحق له الانزلاق في متاهة شهواته ورغباته محملا اخلاقية المجتمع الغربي وسماحه للمرأة بالعري الجزئي او الكامل اقدامه على ارتكاب المعصية ابتداء من عدم غض البصر وانتهاء بالزنى؟ وماهو دور الرادع الديني والاخلاقي في مثل هذه الحالة اذا جرد الرجل من قدرته على التحكم بنزواته وشهواته على اساس ان لا ذنب له في ذلك ما دام تعري المراة هو المسؤول عن ارتكابه المعصية؟ ثم لماذا لا يدور بذهن الرجل مطلقا ان الله قد حباه من الجمال الذكوري ما يدفع المرأة (لولا التربية الجنسية الصارمة بل والقاتلة لكل شهوةاحيانا) الى ارتكاب المعاصي ايضا، وعلى هذا الاساس عليه بتغطية كل ما يسبب للمرأة من اثارة ابتداء من شعر راسه وشاربيه وشعر لحيته وشعر صدره والى غير ذلك من مفاتن جسده المثير لشهوات المرأة، ويكون بذلك مشمولا باسباب الحجاب التي يدعي المفسرين من الرجال ان الله قد أمر المرأة بالحجاب لاجلها، السؤال الاخر الذي يطرح نفسه على اساس الرغبة الجنسية التي خلقها الله في الانسان ذكرا او انثى هو لماذا يدور الحديث عن حواري الجنة اللواتي اوجدهن الله لامتاع الرجل المؤمن وليس هناك بالمقابل حديث عن مخلوقات اخرى او غلمان اوجدهم الله في الجنة لامتاع المرأة المؤمنة والتي حرمت نفسها من الملذات في الدنيا للفوز في الجنة؟ اليس في هذا ظلم اخر ونكران لانوثة المرأة ورغباتها حتى ما بعد موتها ومثولها بين يدي الله مثلها مثل الرجل ؟ اليس هذا الظلم من صنع الرجل ايضا ولم ينزل به نص سماوي؟. ان هنالك تعتيم مقصود وبتر قاس من قبل الرجل وليس اوضح من ذلك الاقدام على استئصال اعضاء اللذة في المرأة والتي خلقها الله لتكون اسوة بالرجل في استمتاعها بالجنس في بعض البلدان الاسلامية، وان في ذلك لتجني على عدالة الله حين يحاول الرجل تمثيلها على الارض من وجهة نظره هو فحسب. كذلك هم المتحدثون عن حجاب المرأة والضبابية التي يخلفونها في حديثهم عن علاقة الرجل بالمرأة وتحميل الكاسيات العاريات اوزار آثام الرجال، وبالتالي ليس هناك من استبيان للحقائق التي من اجلها حجبت المرأة ولازال الاختلاف عليها قائما وليس هناك من محاولة لايجاد رؤية جنسية واضحة وواقعية وانسانية تهذب النفس البشرية وتمنعها من ارتكاب الرذائل وفقا لمنظورنا الديني والاجتماعي. ليت الخطباء المقصودين بهذه المقالة يتحدثون عن الارتفاع بمستوى تعليم المرأة للاعلاء من وعي االاسرة ومستواها الثقافي، ويصيبون الهمجية التي يتعامل على اساسها الرجل مع المرأة اما كانت اوزوجة او اختا او زميلة في العمل، ليتهم يحاولون تفسير الشريعة الاسلامية وفقا لنظرة محايدة وعادلة ويمنحون المرأة الفرصة والقدرة لاستجلاء حقائق القران والسنة النبوية من وجهة نظر الانثى بمنحها فرصة بلوغ درجات الفقه التي يبلغها الرجل، ام ان الدين كان حصرا على الرجال فقط؟. ليت هذه الكتب الباهضة الثمن و- الموزعة مجانا - تجعلنا نعي حجم حربنا مع الحضارات الاخرى وحجم تخلفنا عن الركب الحضاري وحجم احتقار الغرب لنا وتهميشهم لدورنا في بناء حضارة اكثر انسانية ربما من حضارتهم القائمة على مص دماء الشعوب والعنف والارهاب العالمي، ليتنا بعد ان نعي كل ما جاء في الدين من تهذيب لاخلاق الانسان وتنظيمه لحياته ومن حب للعدالة والخير ان نتكلم بمرونة وانصاف وبعيدا عن التشنج والتسلط الذكوري وبشفافية وديمقراطية حقيقية عن اهمية حجاب المرأة والظروف التاريخية المحيطة بنزوله في القران مدركين تسلسله بالنسبة للقضايا الانسانية الاكثر الحاحا محاطين بالهالة القدسية للديمقراطيةالاسلامية المختصرة في الاية الكريمة من "سورة البقرة" "لااكراه في الدين". (التوقيع امراة محجبة قسرا)
[/size]
http://www.kitabat.com/i7536.htm[/quote]
|
|
|
|
|
|