دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
مستقبل الحزب الاتحادي بقلم بروف محمد زين عثمان
|
يفتقد أحساس قادته بضرورة الوحدة بقلم بروفسير/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 14/4/2006 7:06 م
بقلم بروفسير/ محمد زين العابدين عثمان – جامعة الزعيم الأزهرى
من اشتراطات النجاح لأى عمل هو احساس القائمون به بضرورته والشعور الكامل بأهميته. وتستلزم هذه الأشتراطات العمل الدءؤب والصبور والجاد للوصول بذلك الهدف أو العمل الى غاياته وابرازه الى حيز الوجود فى اجمل وجه وصورة ومعنى مستطاع ومتاح. ويبقى على قمة ذلك العمل التجرد ونكران الذات ليصبح نجاح العمل مكسباً للجميع وليس محصوراً على الأفراد والقائمين به أو يتم تجييره للذات الفانية. كل عمل صالح يبتغى فيه وجه الله وفائدة البشر يظل سيرة عطرة على مرَِ الدهور. وكل عمل يبتغى فيه الأنسان ذاته فقط أو تمجيد الذات يذهب ويزول عن ذاكرة الجميع ولا يحفظه التاريخ فيصير كأنه لم يكن.
لقد ظللنا نعمل كلما أتتنا الفرصة لتوحيد حزب الحركة الوطنية الأتحادى الديمقراطى منذ انقسامه فى أوائل التسعينات بعد مؤتمر الأسكندرية عام 1992م الذى كرس للأنقسام والشقاق بظهور تيار الأمانة العامة بقيادة العم الشريف زين العابدين الهندى أمين عام الحزب الأتحادى الديمقراطى وقتها. وللحق وما تحمله لنا المسئولية التاريخية فقد بذل شخصنا الضعيف والمرحوم الرمز الأتحادى ربيع حسنين السيد ومولانا السيد أحمد الميرغنى جهوداً جبارة لجمع الصف وتوحيد الكلمة لخلق حزب غير قابل للأنقسام ولكن كانت كل تلك الجهود والمساعى تتكسر وتتحطم أمام صخرة الرفض الكامل للعم الشريف زين العابدين الهندى دونما أن يعطينا سبباً وجيهاً واحداً لهذا الرفض غير المرارات بينه والسيد محمد عثمان الميرغنى ولكن يتم تغليفها بشعارات الديمقراطية والمؤسسية المفرغة تماماً من معطيات الواقع والظروف والملابسات المحيطة والتى تمنع انفاذها على أرض الواقع حتى فى أيام الديمقراطية الثالثة وقد كان الرجل الأمين العام للحزب الأتحادى الديمقراطى بكل جماهيره داخل السودان بدلاً عن أمانة عامة لنخبة من المتعلمين خارج السودان انقطع تواصلها تماماً مع جذورها بالداخل. كيف يبحث عن تطبيق هذه الشعارات خارج السودان ولم يستطع تطبيقها داخل السودان فى ظل الديمقراطية؟ وبعد دخوله لم يستطع أن يجعل شعار حرية الفرد حكم المؤسسة ديمقراطية التنظيم واقعاً معاشاً داخل التيار الذى يقوده. وتبقى هذه الشعارات دثار الى أشياء فى نفس يعقوب ليس للحزب أو الوطن علاقة بها. وعند رجوعنا للسودان أوائل هذا القرن ظللنا نعمل وننادى ونكتب حتى كاد مداد أقلامنا أن يجف نداءاً لوحدة الحزب الذى لم ينعقد له مؤتمر عام منذ عام 1965م وحتى الآن لتقول جماهير وقواعد الحزب كلمتها لتقدم من تقدم وتؤخر من تؤخر بدلاً من اختطاف الحزب بوضع اليد أو بما يسمى الشرعية الثورية والتى يمكن لكل قائد من القيادات أن يدعيها وتصير انتزاعاً بدلاً من تقدم الصفوف برضاء الناس واختيارهم عبر الخيار الديمقراطى.
أتمنى أن يكون تداعى القيادات الأتحادية للأجتماع قبل أسبوعين بمنزل العم محمد الحسن عبد الله يسن وما تمخض عنه والأجتماع الثانى بمنزل السيد سيداحمد الحسين والذى ضم مائة وعشرة من القيادات والكوادر الوسيطة والذى انبثقت عنه لجنة للعمل على طرح مشروع وحدوى يلم شتات كل الفصائل الأتحادية والعمل كجسم واحد لعقد المؤتمر العام. وكل ما نتمناه أن يكون الأحساس بالوحدة عند تلك القيادات والكوادر قد بلغ مداه وتغلغل وتمكن منهم كشعور تام بالمسئولية تجاه الحزب والوطن والا فلن يكون غير اجتماع علاقات عامة ومجاملات وقد عرف الاتحاديون عند ما تجدهم مع بعض تحسبهم جميعاً ولكن قلوبهم شتى. فانها لاتعمى الأبصار ولكن القلوب التى فى الصدور. ولكم سعدت أن هنالك تيار قوى ومتنامى ومتزايد فى تيار العم الشريف زين العابدين الهندى يشعر حقيقة بضرورة وحدة الحزب حتى ولو أدى ذلك الى تجاوز رئيس وأمين عام ذلك التيار تحديداً العم الشريف زين العابدين وجلال يوسف الدقير ومن معهم وذلك لأن وحدة الحزب وقوته تبقى دائماً فوق الأفراد مهما علا شأنهم. أتمنى أن يكون الشقيق حسن محمد عمر دندش ومن معه صادقين وجادين فى توجههم نحو الوحدة دونما اشتراطات أو فيتو على أى قيادة من القيادات ولنترك المحاسبة والأختيار لممثلى قواعد وجماهير الحزب فى مؤتمرهم العام بعد التواثق على تاريخ قيامه. وأنى على يقين أن ايمان الشقيق حسن دندش بوحدة الحزب الأتحادى الديمقراطى بشقى تياريه الأساسيين ، الأتحاديون والختمية سيدفع بهذه الوحدة أن تصل الى غاياتها. الأخ دندش عرفته اتحادياً قحاً وقيادى جماهيرى يعرف كيف يقود العمل الجماهيرى بين جماهير الحزب ، اضافة الى كرمه وتواضعه وايمانه الكامل بالكامن فى جماهير حزبه وما يتمتعون به من وعى والتزام كامل بمبادئ الرعيل الأول. لا يدانينى أدنى شك أن هنالك قيادات وكوادر ستعمل كل جهدها لأجهاض أى سعى نحو وحدة الحزب الأتحادى الديمقراطى ، خاصة أؤلئك الذين تنسموا نسائم السلطة وريعها وجاهها وذلك لأن الوحدة ستأتى بمن هم أكثر منهم مقدرة وعلماً وعطاءً وتجرداً وفكراً وعفة يد ولسان. وايضاً يخافون من الوحدة لأن طريقها يفضى الى عقد المؤتمر العام والذى قطعاً سيقدم أهل العطاء والكفاءة والقدرات وليس اعتماداً على شيخ أو شريف أو زعيم أو سيد أو اعتماداً على ذلق اللسان ومسح الجوخ والتمسح بواهبى السلطة والجاه والمال. ويقينى أن رافضى الوحدة فى تيار العم الشريف سيكون مصيرهم مع الشريف الهندى الى المؤتمر الوطنى. احتمال اقتناع العم الشريف زين العابدين بوحدة يكون مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى جزءاً منها فهذا بعيد بعد السماء للأرض لأن مابين الشريف والسيد من مرارات شخصية يصعب تجاوزها وثانياً لأن هنالك حلفاً غليظاً وقسماً ممهوراً مع المشير عمر البشير يصعب التخلى عنه ولذلك لو حسم الأتحاديون أمرهم وتوحدوا فمصير العم الشريف سيكون الطريق الى المؤتمر الوطنى مع حلفائه وسيذهب معه من قطعوا شعرة معاوية مع السيد محمد عثمان الميرغنى وبقية الأتحاديون وهؤلاء فيهم من شكك فى سودانية مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى ووطنيته وفيهم من كتبوا عنه سقوط القداسة على أعتاب السياسة. ويبقى الأخوان جلال الدقير وصديق الهندى وهؤلاء بمجرد شعورهم بنهاية مآلات تيار الشريف زين العابدين الهندى سيقفزون الى مركب مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى لأنهما ما زالت صلتهم بمولانا قوية ويعتقدون أن مكانهم عند السيد موجودة وشاغرة ومحجوزة وفى أى لحظة يأتون سيكونون فى ركب المقدمة وفيهم من يجزم أنه أقرب للسيد محمد عثمان الميرغنى من كل الذين حوله ، ولكنهم نسوا وتناسوا أن الأمر من بعد سيكون للجماهير الواعية وليس فى يد شخص فرد.
ما زلنا عند رأينا أن أى سعى لوحدة الحزب الأتحادى الديمقراطى لن يؤتى أكله ويصل الى مراميه ما لم يبادر مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس وزعيم أكبر تيار أو فصيل من فصائل الحزب الأتحادى الديمقراطى، خاصة وأن السيد محمد عثمان هو رئيس وزعيم الحزب حتى قيام انقلاب 30 يونيو 1989م المشئوم والذى أيضاً اكتسب القيادة بالشرعية الثورية لوقوفه الصلب معارضاً لنظام الأنقاذ، هذا اضافة الى قيادته لكل فصائل المعارضة السودانية ممثلة فى التجمع الوطنى الديمقراطى بغض النظر عن وجهات النظر حول التجمع سلباً أو ايجاباً. وأيضاً السيد محمد عثمان الميرغنى بقيادته لفصائل المعارضة السودانية طوال هذه السنوات قد خلق علاقات أقليمية ودولية الحزب فى حاجة ماسة لها، خاصة خلال هذه المرحلة والمرحلة القادمة الى أن يحدث تواصل الأجيال وتسلم الراية للأجيال الحديثة أو ظهور قيادة من المؤتمر العام تجد القبول من غالبية المؤتمرين وليس هنالك مجال للوصاية على الجماهير من أى قيادة كانت. المطلوب من مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى أن يوجه نداءاً للوحدة يحوى خطوط عامة وعريضة لمشروع الوحدة تتداول حوله كل الفصائل الأتحادية للوصول الى قيادة موحدة مؤقته حتى قيام المؤتمر العام للحزب على ألا يتعدى تاريخ قيام المؤتمر ستة اشهر من توجيه ذلك النداء. وفى هذا الأتجاه المطلوب من المكتب التنفيذى للحزب الأتحادى الديمقراطى الذى يقوده مولانا السيد محمد عثمان أن يخطو الخطوة الأولى نحو الفصائل الأخرى وأن يعمل على طرح تصوره كاملاً للوحدة بعد تأمين السيد على هذا الطرح والتوقيع عليه ليكون ملزماً. وبعد ذلك يطرح هذا المشروع الوحدوى على الفصائل الأخرى لتضيف أو تعدل فيه وبالحوار يمكن الوصول لمشروع وحدة ينال رضى الجميع. المؤتمر العام بعد ذلك سيقرر أطروحاته وبرامجه التى تتناول قضايا السودان السياسية والأجتماعية والأقتصادية وينتخب القيادة المؤهلة لقيادة العمل وحشد الجماهير حول هذه البرامج لخوض الأنتخابات القادمة.
نكرر أن الزمن بين الآن وقيام الأنتخابات العامة القادمة ضيق وليس فيه مجال للمناورة والمزايدة بين هذه القيادات الأتحادية ويبقى تحقيق الوحدة ضرورة وطنية وحزبية سيحاسبنا عليها التاريخ وستلعننا الأجيال القادمة ان لم نعمل بكل الجد والجدية والأخلاص والتجرد وتطهير أنفسنا من الضغائن تجاه بعضنا البعض حتى نحقق وحدة كاملة وشاملة للحزب مبرأة من كل سوءات وعثرات الماضى تصحيحاً للمسار ونحو مستقبل مشرق للحزب والوطن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|