الدين يدعو إلى التفكير....

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2002, 07:59 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدين يدعو إلى التفكير....

    الأعزاء رواد البورد
    أرجو أن تسمحوا لي أن أهديكم هذه الفقرة عن التقوى ومسوياتها والفرقان ومستوياته وقد جاءت في كتاب "أسئلة وأجوبة" الجزء الأول للأستاذ محمود محمد طه وقد شاركت بها في بوست آخر اليوم. وشكرا



    فللتقوى إذن مستويات ، و للفرقان مستويات تقابلها ، فإنه ، كما قررنا ، التقوى شجرة ، و الفرقان ثمرة .. (و على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ ) .. ـ
    و أغلظ مستويات التقوى ما يكون للمؤمن العادي ، و هو مستوى الحلال البين ، والحرام البين، .. وبينهما يتأرجح (بندول ) الفكر .. و أول منزلة تلي منزلة المؤمن العادي، منزلة الورع .. و الورع هو الحذر ، الشديد الحذر ، المتيقظ الوجدان ، الشديد التيقظ .. فهو لا يعمل إلا إذا علم ، و هو قليلاً ما يعلم، و ذلك لزيادة شكه على علمه ، و لذلك قيل عنه : أنه هو الذي يترك سبعين باباً من الحلال ، خوف الحرام .. يترك ما لا بأس به ، خوف ما به بأس .. و هذه مرحلة هامة جداً من مراحل التنبه الفكري، تلي التبلد الفكري ، الذي يكون عليه المؤمن العادي .. ثم تكون المنزلة الثالثة، و هي تلي منزلة الورع ، و هي منزلة صاحب اليمين .. و فيها بفضل الله ، ثم بفضل المجاهدة في المنزلتين السابقتين، يكون السالك قوي الفكر ، قوي العزيمة.. لا تتلبس عليه وجوه الرأي ، فهو يدرك بسرعة ، و يميز بدقة، ويحمل نفسه على العمل بعزائم الأمور .. و هو إنما سمى صاحب اليمين لأن عمله ضد رغائب نفسه ، في غالب أحواله ، كأنه ضد صاحب الشمال .. ثم تلى هذه المنزلة ، بفضل الله ، ثم بفضل المجاهدة في المنازل السوابق ، منزلة البر .. و البر أكثرإدراكاً من صاحب اليمين، و أكثر تسامحاً فهو رفيق بنفسه ، و بالناس ، و ذلك بفضل سعة علمه .. فإن صاحب اليمين ، حين قبضته بقية الورع الذي ورثه من منزلة الورع ، التي خرج عنها ، و لما يتخلص من عقابيلها، بسط العلم صاحب منزلة الأبرار .. فترى البر سمحاً ، متسامحاً ، واسع الأفق ، يرى الوجوه المختلفة لكل قضية فكرية ، أو سلوكية ، تعرض عليه ، بطريقة فيها سعة ، و فيها دقة .. ثم تلى منزلة البر منزلة المقرب .. و المقربون هم الذين يكونون عند ربهم ، غالب أحوالهم ، فهم علماء ، قد وسع العلم عليهم ماضيق الجهل على سواهم .. فأصبحوا ، بفضل الله ، ثم بفضل سعة علمهم، رحماء ، طيبين ، متسامحين، محبين للأشياء ، و الأحياء، في سلام مع ربهم ، و مع أنفسهم ، و مع الناس .. يدعون إلى الرضا بالله ، و المصالحة مع الناس، و ينشرون الحب، و السلام ،و المسرة، بين الناس ، كما ينشر الزهر العطر ، و كما تنشر الشمس النور ، و الحرارة ، والدفء .. هؤلاء هم ملح الأرض ، عرفوا ، أو لم يعرفوا .. و تقوى هؤلاء هي عمل ، أو ترك للعمل ، إبتغاء وجه الله .. وزمنهم فكر متصل .. فجميع أوقاتهم معمورة بالفكر ، و العمل .. و فكرهم ليس تعملاً ، و إنما أصبح طبيعة ، تنبع فيهم المعاني ، و المعارف ، كما ينبع الماء النمير من العين الثرة ، و قد تطهرت من أوساخها ، و أوضارها .. و عبادة المقربين الإستقامة .. و الإستقامة أن تكون على السراط المستقيم ، في الفكر ، و القول، و العمل، فلا تميل يسرة ، و لا يمنة .. و لا تتم الإستقامة إلا لمن تخلص من ذنبه ، ما تقدم منه، و ما تأخر .. و هيهات !! و لكن هذا موعود الله لأهل قرباه ، و موعود الله لا بد آت، فوعده ، تعالى ، غير مكذوب .. و لقد قال في الآية التي صدرنا بها هذه المقدمة : ((يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ، و يكفر عنكم سيئاتكم ، و يغفر لكم، و الله ذو الفضل العظيم)) .. قوله تعالى : ((و يكفر عنكم سيئاتكم)) يعني يغفر لكم خطيئاتكم الموروثة من لدن آدم .. و تلك تتمثل في الكبت على العقل الباطن المتوارث عبر التاريخ البشري .. قوله تعالى: ((و يغفر لكم)) يشير إلى الخطيئة المكتسبة ، في مقابلة الخطيئة الموروثة .. والخطيئة المكتسبة تتمثل في الكبت الواقع على العقل الباطن ، المكتسب أثناء عمر أحدنا .. و إنما يكون التكفير ، و المغفرة برفع هدا الكبت ، الموروث ، و المكتسب ، و إنما يكون رفع الكبت (بالفرقان) .. بنور العقل القوي الذي يتخلل السراديب المظلمة ، حيث ترقد الرغائب المكبوته ، على حواشي العقل الباطن خلال ملايين السنين .. و قد سمى ، تبارك و تعالى ، هذه السراديب المظلمة حول العقل الباطن بالرين، و إليها نسب غفلتنا ، و جهلنا ، و حجبنا عن الحقيقة ، فقال ، تبارك و تعالى : ((كلا ! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا ! إنهم ، عن ربهم ، يومئذ، لمحجوبون)) .. فبقدر ما يرفع هذا الرين ـ هذا الكبت ـ بقدر ما تكون قوة العقل، و دقة الفكر ، و وحدة البنية البشرية .. و أصحاب هذه البنية الموحدة هم أصحاب العقول التي ، بقوة فكرها ، تفلق الشعرة ، و تملك التمييز بين فلقتيها: أيهما أبيض ، و أيهما أسود .. و بقدر قوة التمييز تكون سلامة السلوك ، وسلامة القلب ، وصفاء الذهن .. ـ

                  

12-14-2002, 09:57 AM

alsara

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)



    بالله عليكم كيف يكفرون من كان له مثل هذا الفكر
    شكرا دكتور ... فهذه تحفة فنية
    جعلنا الله و أياكم و الجميع من المقربين اليه الأبرار بديننا
    و للشهيد الأستاذ المغفرة و الرحمة
                  

12-17-2002, 05:47 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: alsara)

    up
                  

12-17-2002, 06:16 PM

عبدالله

تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yaho_Zato)

    الاخ ياسر الشريف لك التحيه
    والشكر علي هذه التحف لابداعيه والفكريه
    التي تزود المنتدي بها
    لك تحيات خاصه
    من احمد عبدالرحيم برفاعه
                  

12-18-2002, 06:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: عبدالله)

    لك سلامي يا أحمد

    والشكر لود همرور الذي رفع البوست

    ود همرور
    باقي لي كنت مشغول مع الكتاب الأخير.

    لك التحية
                  

12-21-2002, 01:36 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)


    ياسر

    فعلا كنت مشغول ... قرأت الكتاب قبل أسبوع ... و مازلت أتأمل في عميق معانيه و معارفه إلى الآن

    علاوة على ذلك فقد كان هذا الأسبوع أسبوع الإمتحانات ... و إنتهينا اليوم بحمد الله

    في الحقيقة لدي أسئلة كثيرة ... تتعلق بالكتاب الأخير و أفكار أخرى .. سأوافيك بها قريبا إن شاء الله على أمل أن أجد شرحها عندك

    أشكرك مرة أخرى .. و إلى لقاء

                  

12-21-2002, 08:40 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yaho_Zato)



    الدكتور ياسر ... سلام

    قرأت كتاب أدب السالك ... و هو كتاب عميق فيه علم غزير ... و قد وضح لي الكثير مما لم أكن فهمته بشكل جيد ... كما أنه أضاف إلى معلوماتي الكثير

    هناك سؤال ظل يدور في رأسي منذ زمن .. و سألت عنه أحد الإخوة الجمهوريين الذي يقطن بجوارنا و لم أجد عنده الجواب .. و هو متعلق بعض الشيء بموضوع كتاب أدب السالك

    السؤال متعلق بالبهائية .. فأنا أريد أن أعرف إذا كان الأستاذ أو الجمهوريون قد كتبوا شيئا في حقهم .. و ماذا كان رأيهم الوافي فيهم... و هنا أريد التركيز على نقاط معينة .. فأنا أريد معرفة حقيقة بهاء الله ... هل كان وليا صالحا حرف كلامه و عظمه أصحابه بعد وفاته و جعلوه رسولا؟.. أم هو كاذب في أصل إدعائه؟ و من ثم أريد توضيح كيف يكون الرد على البهائيين (إذا كانوا مخطئين) بخصوص شخص بهاء الله .. و أنه الإنسان الكامل صاحب الزمان كما يسميه الصوفية؟ .. و أظن الحديث عن الباب سوف يكون متضمنا هنا أيضا

    أقول هذا لأن ما عرفته من تاريخ بهاء الله فيه الكثير من البسالة و نقاء السيرة .. و رأيي أنه كان رجلا صالحا.. إنما هم اتباعه من حرفوا قوله من بعده و وضعوه في مكانة لم يدعيها،على كل هذا مجرد تخمين، و أنا أنتظر منك النبأاليقين على أمل


                  

12-21-2002, 09:59 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yaho_Zato)

    عزيزي ياهو ذاتو

    تحية طيبة


    Quote: السؤال متعلق بالبهائية .. فأنا أريد أن أعرف إذا كان الأستاذ أو الجمهوريون قد كتبوا شيئا في حقهم .. و ماذا كان رأيهم الوافي فيهم... و هنا أريد التركيز على نقاط معينة ..



    لا أعرف أن الأستاذ محمود قد كتب شيئا بالتحديد عن البهائية. قد تكون الكتابة ضمنية. وذلك أن الأستاذ قد دعا إلى طريق محمد عليه الصلاة والسلام. وقد قال: "لم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم"
    وقد جاءت هذه العبارة في منشور شهير نشر عام 1965 وضمن في كتاب: "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد" وسأنشر النص في ذيل هذه الرسالة.
    وأنا أفهم منه أن ذلك يعني البهائية أيضا كما يعني الأديان الأخرى. فبهاء الله لم يدع إلى طريق النبي محمد كما أنه جاء بكتاب نظير للقرآن إسمه الأقدس وكتاب آخر إسمه الإيقان.

    إذن من البداية يمكن القول بأن الأستاذ محمود لا يرى المخرج لكل البشرية إلا بتقليد النبي محمد عليه السلام. ولذلك لم يرد للجمهوريين أن يقلدوه هو، بل لم يكن يحفل كثيرا بإظهار عبادته وإنما كان يهتم بأن يقول للجمهوريين أن الطريق هو الطريق النبوي.

    هذا ما كان من السؤال الأول
    أما سؤالك

    Quote: فأنا أريد معرفة حقيقة بهاء الله ... هل كان وليا صالحا حرف كلامه و عظمه أصحابه بعد وفاته و جعلوه رسولا؟.. أم هو كاذب في أصل إدعائه؟

    بهاء الله وقبله الباب كانوا في الأصل شيعة إيرانيين. ومعروف أن الشيعة الإيرانيين لهم عقائد تخالف ما يألفه غيرهم من المسلمين بما في ذلك الصوفية. وما أستطيع أن أقوله عن بهاء الله لا يتعدى أنه لم يدع إلى دين قاعدته "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وهذا يكفيني في أمري وأمره إلى الله. وأن المسلمين اليوم بعيدون عن دينهم وقد أدركتهم النذارة النبوية: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة. قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل لا يبالي الله بكم"

    ومع هذا فأنا لا أذهب إلى أن أقول عن بهاء الله أنه كاذب أو أنه صادق وإنما يهمني من أمرهم مناقشتهم في فكرهم. وإنما يكون تعاملي مع البهائيين معاملة حسنة تماما كما أعامل كل أتباع الديانات والطرق الأخرى. وأسعى لإقناعهم مثلما أسعى لإقناع غيرهم من الناس، ولكني لا أجعلهم أول همي.

    Quote: أقول هذا لأن ما عرفته من تاريخ بهاء الله فيه الكثير من البسالة و نقاء السيرة .. و رأيي أنه كان رجلا صالحا.. إنما هم اتباعه من حرفوا قوله من بعده و وضعوه في مكانة لم يدعيها،على كل هذا مجرد تخمين، و أنا أنتظر منك النبأاليقين على أمل


    نعم هو يدعو إلى السلام والتصالح بين الأديان وتوحيد العقائد ولكن لا أعتقد أن لديه فهم عن علمية الدين ولم يترك منهاجا يمكن بسلوكه أن يصل الإنسان إلى درجات اليقين بالله. اليقين يتلخص في فهم مسألة التسيير والتخيير. ولك أن تجرب مع أتباعه إن كان لهم باع في هذا الأمر أم لا.
    ولا يهم ما يدعيه له أتباعه فإن الفكرة كافية للتقييم من خلال كتبها ومن خلال حياة داعيها وليس فقط صدقه فيما كان يدعو له. وهذا بالضبط ما يمكن أن يقال عن الفكرة الجمهورية. فأنت كدارس لها لا يجب أن تقف عند ما يدعيه أو يبشر به الجمهوريون عن الأستاذ وإنما عليك أن تقرأ إلى جانب ذلك ما تركه من مادة مكتوبة ومسموعة. وهذا هو السبب في أنني أركز على تعريف الناس بالأستاذ من خلال كتبه ورسائله. وأي شئ خلاف ذلك يعتبر فهمي أنا للفكرة وليس هو الفكرة نفسها. وهذا ينطبق على قولي هنا عن البهائية. فإنه يمثل فهمي أنا وعليه أتحمل المسئولية.



    كان الجمهوريون قد أصدروا البيان التالي:-
    الثلاثاء 25 ذو الحجة 1384 الموافق 27/4/1965
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الحزب الجمهوري
    إلى الراغبين في الله، السالكين إليه، من جميع الطرق ومن جميع الملل.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله محمدا داعيا إليه ومرشدا ومسلكا في طريقه. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلا طريق محمد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.
    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص.
    إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق محمد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه.
    إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم - فمن كان يبتغي الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..
    إن على مشايخ الطرق منذ اليوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومحمد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة محمد بالعمل وبالقول. فإن حياة محمد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح (( لا إله إلا الله)) التي هي غاية القرآن، وهذا هو السر في القرن في الشهادة بين الله ومحمد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله))..
    وحياة محمد مرصودة في كتب الأحاديث وخصوصا صحيح البخاري، وسيخرج الحزب الجمهوري نشرة بها إن شاء الله.
    هذا ما أذاعه الجمهوريون في ذلك التاريخ . والآن وفاء بما قطعنا على أنفسنا من عهد، ها نحن نخرج النشرة التي وعدنا بها.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 12-21-2002, 10:06 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 12-21-2002, 10:10 AM)

                  

12-21-2002, 11:36 AM

Mandela

تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)

    للاسف عند البعض الان الدين يدعو الى التكفير
    رحم الله كل شهداء الراي
                  

12-21-2002, 05:47 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Mandela)


    شكرا يا ياسر على الإفادة

    و بما أنني أردت فقط أن تنورني أنت بما تعلم .. و لم أرد النقاش .. أكتفي بما قلته لي .. و شكرا .. و أعلم أنك تؤدي لي خدمة جليلة .. فقط كنت أبحث عنك منذ زمن

                  

12-21-2002, 11:20 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ياهو ذاتو
    وكل المشاركين والقراء
    السلام عليكم
    أرجو أن أساهم بفقرات أخرى من نفس الكتاب، أسئلة وأجوبة الجزء الأول. وقد كان إهداء الكتاب هكذا
    "إلى كل كريم مؤمن بكرامة الفكر"



    بسـم الله الرحمن الرحيم
    (يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لم فرقاناًً، و يكفر عنكم سيئاتكم ، و يغفر لكم ، و الله ذو الفضل العظيم )
    صدق الله العظيم


    مقـــدمة:
    ليس هذا الكتاب كأحد الكتب التي ألفها الناس عنا ، من حيث وحدة الموضوع . . ذلك بأنه يتألف من أجوبة على أسئلة ، جاءت أشتاتاً ، من فضلاء يتفتحون على العرفان، و يهتمون بقضايا الفكر المعاصر . . ولقد إحتفلت بأسئلتهم هذه ، و كان ذلك مني حرصاً على كرامة الفكر ، في بلد لم يظفر الفكر فيه ، إلى الآن ، بكبير كرامة . . و مع ذلك ، فإن حرصي على تكريم الفكر إنما يستمد أسبابه من إقتناع تام، بأن ليل الجهل قد أخذ ينجاب ، و أن نور الفكر قد أخذ ينشر أجنحته المشرقة على هذه الأرض الحزينة ، و من ورائها ، على هذا الكوكب الحائر . .
     سـر الحياة . .
    قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم . . هاموا بسر القدرة ، و بسر الخلود . . فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة ، و بحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة . . و حلم القصاصون بخاتم المنى، و بالفانوس السحري. . و لم يظفر أي من هؤلاء بشئ مما كانوا يبتغون.
    قل لهؤلاء جميعاً ، و لغير هؤلاء ، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ـ إن إكسير الحياة ـ هو الفكر . . الفكر الحر . . الفكر القوي، الدقيق ، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة ، و يملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها. . و هذا الفكر إنما هو ثمرة العقل المسدد ، المروض، المؤدب بأدب الحق ، و أدب الحقيقة . . .

     الإسلام و القرآن وسيلة . .
    و إنما ، من أجل رياضة العقول على أدب الحق، و أدب الحقيقة ، حتى تقوى على دقة التفكير ، جاء الإسلام ، وأنزل القرآن ، و شرعت الشريعة . . فأنت ، إذا سئلت عن الإسلام ، فقل لهم: أنه منهاج حياة، وفقه تراض العقول لتقوى على دقة التفكير . . والله تبارك و تعالى، يقول في ذلك : (و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، و لعلهم يتفكرون) . . قوله ، تعالى : (و أنزلنا إليك الذكر ) يعني القرآن، المحتوي على الحقيقة ، كلها، و علىالشريعة، كلها ـ الحقيقة التي هي أعلى من مستواك، و الحقيقة التي في مستواك ، و الحقيقة التي في مستوى أمتك . . و على الشريعة التي هي في مستواك، و الشريعة التي في مستوى أمتك ـ قوله ، تعالى : "لتبين للناس ما نزل إليهم" يعني لتفصل لهم الشريعة التي يحتاجون، و طرفاً من الحقيقة التي يطيقونها، مما يزيد في فهمهم، و إحترامهم للشريعة . . قوله، تعالى : "و" من قوله تعالى "و لعلهم يتفكرون" يعني مرهم أن يعملوا بالشريعة ، بعقول مفتوحة ، و قلوب حاضرة . . قوله تعالى "لعلهم يتفكرون" هو المعلول، وراء كل العلل، والمطلوب، وراء كل المطالب ، و المقصود، وراء كل المقاصد . . يتفكرون في ماذا ؟ في السموات و الأرض؟ لا ! ! ليس فحسب ! ! فإنما هذا تفكيرمقصود لغيره . . مقصود بالحوالة ! ! و أما التفكير المقصود بالأصالة فهو تفكيرهم في أنفسهم . . قال تعالى: "و في الأرض آيات للموقنين * و في أنفسكم ! ! أفلا تبصرون؟".

     رياضة العقول . .
    و الآية التي صدرنا بها هذه المقدمة إنما جاءت بسبيل من رياضة العقول، حتى تقوى على دقة الفكر ،و حريته . . "يايها الذين آمنوا" الذين إستقبلوا الدين بالعقيدة، ولم يستيقنوه بالفكر ، فيصبحوا "مسلمين" . . "إن تتقوا الله" يعني أن تعملوا بالشريعة ، فتأتمروا بالأمر،و تنتهوا عند النهي . . "يجعل لكم فرقاناً" ، يعني نوراً في عقولكم، به تفرقون بين الحق و الباطل . . يعني يجعل لكم مقدرة في عقولكم ،و بفضل التقوى ، بها تقوون على التفكير الدقيق، و التمييز السليم، بين ما يليق وما لا يليق. . بين الحلال و الحرام . . "الحرام ما حاك في نفسك ، و خشيت أن يطلع عليه الناس" . . و التقوى "شجرة" و الفرقان "ثمرة" ، وبقدر ما تدق التقوى يدق الفرقان، و يقوى . . فالتقوى تبدأ من صورتها الغليظة ،ثم تسير نحو الدقة . . وكذلك الفرقان، يبدأ من بداية بسيطة ، و ضعيفة ، ثم يسير نحو الدقة ، و القوة ، تبعاً لسيرالتقوى . . وصورة التقوى ، والفرقان ، و مسيرتهما نحو الدقة، من الغلظة، يحكيها، أحسن حكاية، الحديث الشريف: "الحلال بين ، و الحرام بين، وبينهما أمورمشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن إتقى الشبهات ، فقد إستبرأ لدينه ، و لعرضه . . " . . فكأن التقوى ، في بدايتها، لا تحتاج إلى شدة دقة .. ثم يبدأ السير، من الطرفين الغليظين ،نحو الوسط ـ نحو منطقة الأمور المشتبهات ـ وهي منطقة فيها تبدأ الحاجة إلى قوة فكرية ، زائدة ، بها يقع التمييز بين الحلال و الحرام . . و فيها أيضاً تبدأ الحاجة إلى قوة في الإرادة ، زائدة ، بها تقوم القدرة على فعل ما هو به مأمور ، وترك ما هو عنه منهي . . و تصبح التقوى ، ههنا ، علماً و عملاً بمقتضى العلم . . أو قل ، تصبح قوة على التمييز ، و مقدرة على التنفيذ، حسب ما يمليه التمييز . .

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 12-22-2002, 11:21 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-22-2003, 09:52 AM)

                  

01-03-2003, 11:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)

    مقتطفات من مقدمة كتاب الإسلام للأستاذ محمود وقد صدرت طبعته الأولى في عام 1960


    بسم الله الرحمن الرحيم



    ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))




    صدق الله العظيم



    مقدمة
    تعالوا إلى كلمة سواء



    إن الاضطراب الذي نشاهده في عالم اليوم يرجع إلى أسباب كثيرة ، ترجع جميعها إلى سبب أساسي واحد ، هو مدى التخلف بين تقدم العلم التجريبي ، وتخلف الأخلاق البشرية.
    إن العلم التجريبي الحديث قد رد مظاهر المادة المختلفة ، التي تزخر بها العوالم جميعها ، إلى أصل واحد ، فإذا لم ترتفع قواعد الأخلاق البشرية إلى هذا المستوى فترد جميعها إلى أصل واحد ، فإن التواؤم بين البيئة الطبيعية ، وبين الحياة البشرية ، سيظل ناقصا ، وسيبقى الاضطراب الحاضر مهددا الحياة الإنسانية على هذا الكوكب بالعجز ، والقصور ، في أول الأمر ، ثم بالفناء والدثور ، في آخر الأمر..


    العلم المادي التجريبي



    أما عن العلم التجريبي فاستمع إلى العالم العربي الكبير الدكتور أحمد زكي يحدثك في كتابه : مع الله في السماء تحت عنوان (( لو انفرط هذا الكون)) فيقول:-
    ( ثم نعود إلى الكون ، إن هذه عناصر الأرض ، وهذه مركباتها ، وهى كل شئ فيها ، وقد بناها بانيها من لبنات ثلاث: إلكترونات فبروتونات فنيترونات.
    وتحدثنا عن الكواكب السيارة ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض..
    وتحدثنا عن النجوم ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض ، تستوي في ذلك نجوم في مجرتنا هذه ، دنيانا ، سكة التبانة ، ونجوم في مجرات نركب إليها الضوء فلا نبلغها إلا بعد مئات الملايين من السنين..
    الكون أجمع إذن يتألف من عناصر هي بعض هذه التسعين.
    الكون أجمع إذن يتألف من تلك اللبنات الثلاث..
    فلو أننا أمرنا الأرض أن ينفرط عقدها : أمرنا أجسام الإنسان أن تنفرط ، وأجسام الحيوان ، وأجسام النبات ، وأجسام الصخر بهذه الأرض ، والصخور بهذه الكواكب ، وأمرنا كل غاز الشمس أن ينفرط ، وأن تنفرط غازات النجوم جميعها ، ما قرب منها وما بعد ، واختصارا أن ينفرط كل شئ في الوجود ، لنتج عن انفراطه كومات هائلة ثلاث من : إلكترونات- وبروتونات- ونيوترونات ، فهل في معاني الوحدة أبلغ من هذا المعنى؟ ونقول ثلاث لبنات ، وهل هي حقا ثلاث ؟ وفي الوقت الذي ترد فيه المادة إلى ثلاث لبنات ، يرد العلماء (( القوى)) إلى أصل واحد: الضوء ، الحرارة ، الأشعة السينية ، الأشعة اللاسلكية ، الأشعة الجيمية ، وكل إشعاع في الدنيا ، كلها صور متعددة لقوة واحدة ، تلك القوة المغناطيسية الكهربائية ، إنها جميعا تسير بسرعة واحدة ، وما اختلافها إلا اختلاف موجة.
    المادة ثلاث لبنات ، والقوى موجات متآصلات ..
    ويأتي أينشتين ، وفي نظريته النسبية الخاصة ، يكافئ بين المادة والقوى..
    ويقول: أن المادة ، والقوى ، شئ سواء ، وتخرج التجارب تصدق دعواه ، وخرجت تجربة أخيرة صدقت دعواه بأعلى صوت سمعته الدنيا: ذلك انفلاق الذرة في القنبلة اليورنيومية..
    المادة والقوى ، إذن ، شئ سواء.
    فماذا بقي من أشياء هذا الكون ؟
    بقيت الجاذبية ، ذلك الرباط الذي يربط الكون أجمع ، وبقي المكان SPACE ، وبقي الزمان ، ويحاول أينشتين أن يوحد بينها ، أن يربط بينها ،
    وهو في نظريته ، نظرية النسبية العامة ، يربط بين الزمان والمكان ، فيجعل منهما شيئاً متواصلاً ، غير متفاصل وفي نظريته الجديدة ، نظرية الحقل الواحد UNITED FIELD THEORY يهدف أينشتين إلى أن يثبت أن القوى المغناطيسية الكهربائية ، تلك التي تتمثل في الضوء والحرارة وصور الإشعاع عامة ، هي وقوى الجاذبية شئ سواء.
    وأقول السواء وما أعني به السوية. ولكني أعني أنهما في الأصول في أعماق الحقيقة الطبيعية ، متواصلان ، قال أينشتين: (( إن روح العالم النظري لا تحتمل أن يكون في الوجود الواحد شكلان للقوى لا يلتقيان ، شكل للجاذبية القياسية ، وشكل للمغناطيسية الكهربائية)).
    وهكذا يتحلل المركب ، ويتبسط المعقد ، وتتشاكل الحقائق التي تتستر وراء الظواهر المختلفة ، وتتشابه ، وتجتمع كلها لتصب في مجرى واحد ، تلك الوحدة العظمى التي تجري في الكون أجمع ، ولكن ، هل قضى الإنسان من ذلك وطرا ؟
    إن الإنسان ما زال يتساءل : وما وراء كل هذا ؟
    إن الإنسان إن كان وجد جوابا لبعض (( كيف)) تساءل عنه ، فهو ما زال يتساءل (( لماذا)) وهو يسأل في شئ من الهلع الفكري ، والتقديس الديني ، قال أينشتين: (( إن أعظم جائشة من جائشات النفس وأجملها تلك التي تستشعرها النفس عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني ، والإظلام ، إن الذي لا تجيش نفسه لهذا ولا تتحرك عاطفته ، حي كميت ، إنه خفاء لا نستطيع أن نشق حجبه ، وإظلام لا نستطيع أن نطلع فجره ، ومع هذا نحن ندرك أن وراءه شيئا هو الحكمة ، أحكم ما تكون ، ونحس أن وراءه شيئا هو الجمال ، أجمل ما يكون ، وهي حكمة ، وهو جمال ، لا تستطيع أن تدركهما عقولنا القاصرة ، إلا في صور لهما بدائية أولية ، وهذا الإدراك للحكمة ، وهذا الإحساس بالجمال ، في روعة ، هو جوهر التعبد عند الخلائق)). ويقول أينشتين ، وهو أعلم علماء الأرض في الكون وظواهره ، وأحقهم بالكفر ، إن كان علم يدعو إلى كفر ، وأولاهم باتباع ما اعتاد بعض علماء الغرب ومقلدوهم من أهل الشرق ، من إغفالهم ذكر الله ، يقول أينشتين: (( إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون ، هو أقوى حافز على البحث العلمي ، وأنبل حافز)) وهو يقول: (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله )) !!) انتهى حديث الدكتور العالم أحمد زكي.


    الفيزيقيا وسيلة إلى الميتافيزيقيا



    فأنتم ترون ، من هذا الحديث ، كيف رد العلم التجريبي الظواهر المختلفة إلى أصل واحد ، وكيف حمل هذا العلم أكبر علمائنا المعاصرين - أينشتين - ليقول هذه الكلمة الخالدة ، التي أوردناها في آخر ما اقتبسناه من كتاب الدكتور أحمد زكي ، فكأن العلم التجريبي لا يريد أن يكتفي بأن يظهر لنا وحدة العالم المحسوس ، وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك ، فيرينا كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، ويتركنا هناك وقوفا ، في خشوع ، وإجلال ، نلتمس وسائل ، غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة. أقرأوا ، مرة ثانية ، الكلمة الخالدة التي حمل العلم التجريبي المادي الحديث أكبر علمائنا المعاصرين على قولها!! وأقرأوا ، بشكل خاص ، قوله فيها (( وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام))!!
    إن العالم المادي إنما هو بمثابة الظلال للعالم الروحي ، أو قل بتعبير أدق ، أن المادة روح ، في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا ، وأن الروح مادة ، في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، فالاختلاف ، على ذلك ، بين عالم المادة ، وعالم الروح هو اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع ، وهذا يفتح الباب على الوحدة.. وحدة جميع العوالم.
    وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميع ظواهر الكون المادي إلى وحدة هي (( الطاقة)) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام؟؟



    الدين والعلم توأمان


    والعلم التجريبي الروحي ليس جديدا ، وإنما هو قديم قدم العلم المادي ، وبحق ، إنهما توأمان ، ولدا في وقت واحد ، ودرجا معا ، وظلا يتعاونان في مدارج النمو ، فإن الإنسان الأول عندما وقف على رجليه ، لأول مرة ، أمام قوى الكون المادي الهائلة امتلأ قلبه بالخوف ، والتقديس ، فأما القوى التي أخافته هونا ما ، واستطاع مناجزتها فقد هدته إلى العلم التجريبي المادي ، وأما القوى التي استرهبته ، واستغرقته خشيتها ، فقد تزلف إليها ، وتملقها ، وهدته بذلك إلى العلم التجريبي الروحي. ونحن نسمي هذين التوأمين اليوم ، العلم ، والدين ، وقد قفز العلم قفزة واسعة جدا في العصر الحديث ، وتخلف الدين ، وبذلك حدث الاختلال في التوازن ، وظهر الاضطراب ، والقلق الذي أشرنا إليه ، في صدر هذه الكلمة ، وليس إلى إعادة التوازن من سبيل ، إلا إذا قفز الدين هذه القفزة الجريئة نفسها ، فرد قواعد الأخلاق البشرية إلى أصلها الأصيل ، على نفس النحو ، وبنفس القدر ، الذي به ردت مظاهر الكون المادي إلى أصلها الأصيل ..


    الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة


    ..

    نعم فالعلم التجريبي الروحي - الدين - ليس جديدا ولكنه سيعود جديدا ، لأن عصر الذرة يتطلب فهما ذريا للدين - أعني فهماً دقيقاً ، يصل إلى نواة الدين ، ويفجر تلك النواة تفجيراً يسمع له دوي أعتى من دوي تفجير النواة المادية ، ولقد ساير الدين طفولة البشرية في سحيق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال. وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائر المضطرب - طور المراهقة - ليدخل بها عهد الرجولة ، والاكتمال. ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري.. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .

                  

01-03-2003, 11:18 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)

    My Credo


    Albert Einstein
    "Our situation on this earth seems strange. Every one of us appears here involuntary and uninvited for a short stay, without knowing the whys and the wherefore. In our daily lives we only feel that man is here for the sake of others, for those whom we love and for many other beings whose fate is connected with our own." ... "The most beautiful and deepest experience a man can have is the sense of the mysterious. It is the underlying principle of religion as well as all serious endeavor in art and science. He who never had this experience seems to me, if not dead, then at least blind. To sense that behind anything that can be experienced there is a something that our mind cannot grasp and whose beauty and sublimity reaches us only indirectly and as a feeble reflection, this is religiousness. In this sense I am religious. To me it suffices to wonder at these secrets and to attempt humbly to grasp with my mind a mere image of the lofty structure of all that there is."

    Einstein's speech 'My Credo' to the German League
    of Human Rights, Berlin, autumn 1932
                  

01-22-2003, 11:10 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدين يدعو إلى التفكير.... (Re: Yasir Elsharif)

    الدين يدعو إلى التفكير

    والجهل يدعو إلى التكفير
    ===============
    هناك استطلاع راي هام في هذا البورد حول المادة 126 التي استحدثها نظام الجبهة في قانون العقوبات الجنائية منذ عام 1991

    أرجو من القراء المساهمة بالإدلاء برأيهم في الاستطلاع المخصص لذلك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de