دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟
|
كتب الدكتور عباس محمد السراج هذا المقال في موقع سودانايل.. وأنا أنقله هنا للنقاش..
Quote: سارة عيسى وندى القلعة .... ليس ردّا .... د. عباس محمد السراج
طبيب نفسى ببريطانيا [email protected] ( مهما توارى الحلم فى عينى
وأرّقنى الأجل
ما زلت ألمح فى رماد العمر
شيئا من أمل )1
كتبت الاستاذة / سارة عيسى - وفى هذا الموقع - مقالا بعنوان ( أرشح الفنانة ندى القلعة لمنصب رئاسة الجمهورية ) وذلك بتاريخ 9.3.08
فذكرتنى بقصة طريفة ، وقعت لى ايام كنت مغتربا فى أميريكا فى منتصف التسعينات . وكنت قد قدمت الى هناك قادما من غربة اخرى فى المملكة العربية السعودية . اذن فاغترابى لم يكن بسبب ( الانقاذ) حيث اننى من الرعيل الاول الذى هاجر من السودان ايام السيد / جعفر محمد النميرى . وعلىّ ان اذكر ايضا ان هجرتى لم تكن ابدا بسببه ، وانما كانت بسبب الامام الشافعى - رحمه الله- الذى كان يحفزنى دائما ويقول :
تغرب عن الأوطان فى طلب المعالى...
وسافر ففى الأسفار خمس فوائد ...
تفرج هم ، واكتساب معيشة ، وعلم ..
واداب ، وصحبة ماجد ...
فان قيل : فى الاسفار ذل ، ومحنة ..
وقطع الفيافى ، وارتكاب الشدائد ..
فموت الفتى ، خير له .. من حياة .. بدار هوان ..
بين واش وحاسد ...
فاستمعت لنصيحته . وتحقق لى –بفضل الله – كل ما ذكر . باستثاء الهم ، فانه ظل عالقا بنفوسنا ، ساكنا فى نخاع عظامنا ، فأكل وشرب من دمائنا . وهو ليس همّا متعلقا بذواتنا وانما هو همّ ، نحمله لأهلنا فى السودان . ولوطن كسير وجريح ، نراه يتمزق بين ناظرينا ، وتتاكل اطرافه امام أعيننا ، وقد أثخنت فيه الفتن ، وتعمقت فيه الجراح ، وتكالبت عليه النسور. ولو كان الامام الشافعى قال ( تفرج غم ) لكان أصح وأولى ، والفرق بين الغم والهم معروف وظاهر . الا أنه وكما قال .
أعود للقصة التى ذكرتنى بها الاستاذة الفاضلة / سارة عيسى ........
كان من ضمن من تعرفنا عليهم فى سان فرانسسكو طبيبة سودانية وزوجها . فذهبنا اليهم ذات مرة فى زيارة . كان المنزل منزلا بسيطا مخصصا للفقراء ذوى الدخل المحدود . فزوجها يعمل حارسا فى احد المواقع . وهى لم تحصل على عمل كطبيبة بعد فكانت تعمل فى بيع (عصير الليمون) للأطفال امام احدى المدارس التى يدرس فيها ابناؤها . كات تجهز العصير فى المنزل ثم تضعه فى اناء كبير فتحمله بعدئذ الى المدرسة بعد ان تضف اليه بعض الثلج . كانت تتخذ لنفسها مكانا قصيّا من المدرسة حتى اذا انتهى اليوم الدراسى جاءها من جاءها من التلاميذ فيشترون عصيرها . وتعود بعدها الى المنزل فرحة بالعشرة دولارات حصاد كدّها وجهدها فى ذلك اليوم .
جلست اليها ذات مرة وسألتها ان كانت تجد رهقا فى وظيفتها هذه ، وهى الطبيبة . قالت لى : احكى لك قصة طريفة وقعت لى :
قالت : ( بعد التخرج والانتهاء من الامتياز ، قررت ان افتح عيادة فى احد احياء الخرطوم البسيطة حيث نسكن . وكنت ادفع ايجار العيادة واجرة الممرض . وكان يمر الاسبوع والاسبوعان فلا يأتى مريض . كان الامر ينتهى فى كل شهر ان ادفع معظم راتبى لتغطية هذه التكاليف . ورويدا رويدا وتحت وطأة الذلة والافلاس بدات اشعر بتعاسة شديدة . وكلما زادت احوالى سوءا كلما ازدادت كابتى وتعاستى . فالعيادة وبدلا من ان تكون عونا لى - كما كان العشم - فشلت . فصارت عبئا علىّ . والراتب بدلا من ان يذهب الى أهلى فى البيت صار يذهب الى جيب الممرض وايجار العيادة .) .
قالت ( وحينما بلغ الامر درجة بعيدة من السوء والافلاس ، رفض الممرض استلام راتبه . عطفا على ورحمة بى وشفقة فىّ ) .
ثم حكت لى انه كان بالقرب من العيادة رجل يبيع الفول . لا يملك سوى ( قدرة فول).
ويبدو انه كان مشهورا ومعروفا . عليه زحام من المشترين يلفت النظر ويثير الاستغراب . كان الناس يتساقطون عليه تساقط الذباب على الشراب .
واعتاد صاحبنا الممرض ان يضع كرسيّا امام باب العيادة يجلس عليه ويتسلى بحركة الشارع امامه حتى ينتهى الدوام . اما دكتورتنا المسكينة فكانت تجلس فى عيادتها وقلبها ضارع الى السماء علها تجود عليها بمريض . ولكن... هيهيات... وهيهات . فترجع البصر كرتين خاسئة، اسفة ، وحزينة . وتعود للبيت فى كل امسية فارغة اليدين ، خالية الوفاض ، كسيرة وذليلة . أما الممرض فكان الألم يعتصر قلبه اعتصارا كلما راها على تلكم الحال. فكّر فى عمل اشياء كثيرة علّها تصلح من الحال وتجذب (الزبائن ) اليها . كان الفشل رديفا لكل ما فكر به . اصبح اكثر غما وهما وحزنا منها . كان يجلس امام العيادة فى كل ليلة ولا ينقطع من التفكير فى كيف يكسر هذا الحظ النحس والعاثر ، حتى يدخل الفرحة الى نفس الطبيبة الشابة والمسكينة .
كان يلاحظ ان الناس يأتون ذرافات ووحدانا للفوال صاحب ( القدرة ) . يشترون منه شراء من لا يخشى الفقر . كان الناس يتسابقون الى ذراه . ولم يحدث مرة واحدة ان بارت تجارته. فكان يسأل نفسه ويقول (لماذا نجح هذا الفوّال فيما فشلت فيه هذه الطبيبة؟ لماذا ينجذب الناس الى هذه ( القدر ) ولا ينجذبون الى هذه العيادة ؟؟ ) . كان يعمل الفكر والتأمل حتى كان ذات يوم ، أن عثر على فكرة ، رأى فيها الحل الناجع والدواء الاكيد لمشكلة الدكتورة المفلسة والتعيسة .
حكت لى الدكتورة فقالت : ( جاءنى داخلا الى غرفة العيادة مهرولا ، هاشّا وباشّا واثر السعادة بائن بين عينيه . يكاد يطير من الفرح . قالت فقال لى :
يا دكتورة وجدت الحل . قالت : قلت له ( حل لى شنو ؟؟؟؟ ) .
قال : (حل لمشكلة العيادة ) .
قالت فقلت له والحل شنو ؟؟ ) .
قال لها ( ايه رأيك......... نقفل العيادة.. ونقلبها قدرة فول...؟؟؟؟!!!) .
ضحكنا جميعا . ثم سادت لحظة صمت . ثم سرحت ببصرها بعيدا تجتر الذكريات
قالت بعدها : ( تصور ...رفضت ان افتح قدرة فول فى السودان وها انا ذا ابيع عصير الليمون فى شوارع سان فرانسسكو ) .
قلت لها ( لا حول ولا قوة الا بالله ) .
اقول تذكرت هذه القصة وانا اقرأ اقتراح الاستاذة الفاضلة / سارة عيسى بتنصيب السيدة / ندى القلعة رئيسة لجمهوريتنا الحبيبة .
وقلت فى نفسى : يا ترى اى الاقتراحين افضل ؟ اقتراح الاستاذة / سارة... لجماهير الشعب السودانى ؟ أم اقتراح صاحبنا الممرض ... لصديقتنا الطبيبة ؟ ..
فى اعتقادى ان اجمل ما فى مقال الاستاذة هو السطر الاخير حيث قالت (خاطب سيدنا معاوية قوما : يا أيها الناس لا تردوا على مقالتي .. قولوا خيراً أو أصمتوا).
انا لم افعل الا ذاك . لم ارد على مقالتها ( أم أننى رددت ؟؟ ) . واحسب نفسى ما قلت الا خيرا . وأضم صوتى الى صوت معاوية – رضى الله عنه – واقول لها (قولى خيرا أواصمتى) . أملى فى الله كبير أنها سوف تصمت طويلا وطويلا ... أو لربما انطقها الله خيرا أوليس (الله على كل شىء قدير ؟؟؟)
أملى فى الله كبير .
=====================
1- الشاعر: فاروق جويدة . |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
العزيز ياسر المليح، تحياتي...
((دبابين في جامعة الخرطوم .. كنت أعرفهم))
هذه المعلومات عفى عليها الدهر منذ زمن ليس بالقليل، ودخلت الاحزاب السياسية الفاعلة مرحلة أخرى، فحتى دبابين الحركة الشعبية -حينها- الآن يتقاسمون القصر مع دبابين جامعة الخرطوم سابقاً.
أراك متعطشاً لمعرفة خبايا النظام للدرجة التي طاشت معها بوصلة العدالة، فالأخ أبو أحمد الذي (يفضح) ساحات الفداء مثلاً مشارك أصيل في زرع هذه الثقافة، فهل هذا التساهل معه من باب عفا الله عما سلف؟
أم أن زرق اليوم باليوم بقيادة سارة عيسى ستكون هي الغالبة؟
مازلت كشاب أحلم بمستقبل واعد لبلدنا السودان يقوده من يريدون للسودان الخلاص الحقيقي، يبرق بعض نوره بقيادة بروف معز عمر بخيت، والبطل أبوبكر كاكي الذي أحرز ذهبية في سباق ال 800 متر في أسبانيا قبل أيام قلائل وأبطال كثر هنا وهناك.
فلماذا هذه السوداوية تجاه الوطن؟
مع مودتي وتقديري
أنور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: AnwarKing)
|
يا مراحب يا عزيزي أنور دفع الله،
قولك:
Quote: هذه المعلومات عفى عليها الدهر منذ زمن ليس بالقليل، ودخلت الاحزاب السياسية الفاعلة مرحلة أخرى، فحتى دبابين الحركة الشعبية -حينها- الآن يتقاسمون القصر مع دبابين جامعة الخرطوم سابقاً. |
بالنسبة لي شخصيا، كإنسان مهتم بتاريخ بلدي، فكثير من شهادات الناس المكتوبة هنا تعتبر جديدة علي.. إتفاقية السلام الشامل خطوة جيدة من أجل التحول الديمقراطي، ولكن حزب المؤتمر لا يزال يحاول عرقلتها..
قولك:
Quote: أراك متعطشاً لمعرفة خبايا النظام للدرجة التي طاشت معها بوصلة العدالة، فالأخ أبو أحمد الذي (يفضح) ساحات الفداء مثلاً مشارك أصيل في زرع هذه الثقافة، فهل هذا التساهل معه من باب عفا الله عما سلف؟ |
أن تأتي الشهادات من أي شخص خير من ألا تأتي.. وأبو أحمد يعرف قبل غيره أن الحساب لا يستثنيه هو نفسه.. وعندها "كل نفس بما كسبت رهينة"..
قولك:
Quote: مازلت كشاب أحلم بمستقبل واعد لبلدنا السودان يقوده من يريدون للسودان الخلاص الحقيقي، يبرق بعض نوره بقيادة بروف معز عمر بخيت، والبطل أبوبكر كاكي الذي أحرز ذهبية في سباق ال 800 متر في أسبانيا قبل أيام قلائل وأبطال كثر هنا وهناك.
فلماذا هذه السوداوية تجاه الوطن؟ |
أنا أيضا أحلم بمستقبل واعد لبلدنا السودان.. ولكن كل هذا لا يمنعني من تسجيل الشهادات وتمحيصها واستخراج الدروس منها.. أهم درس من كل هذا أنه لا بد من تفكيك الدولة التي جعلت من الحرب "جهادا" وإلغاء القوانين التي تتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. وأهم من ذلك منع الدولة من استخدام القانون لرمي الخصوم الفكريين بالردة كما هو في المادة 126..
وشكرا مع المودة ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: AnwarKing)
|
تحياتي يا أنور،
نعم، حزب المؤتمر اضطر إلى وقف الحرب "الجهادية" وتم توقيع إتفاقية السلام ودستور 2005 الإنتقالي.. وهذه خطوة جيدة، بالرغم من أن حزب المؤتمر يواصل المماطلة في الإلتزام بالدستور.. لا بد من مواصلة الكفاح حتى تتنازل الحكومة عن تطبيق قوانين ما تسميه بالعقوبات الإسلامية في شمال السودان وتلغي ما يسمى بعقوبة الردة، ويتم التحول الديمقراطي الحقيقي وليس التكتيكي..
Quote: من هم رموز المعارضة الآن، الذين تعتقد ان بيدهم الخلاص لنا جميعاً؟ |
الخلاص ليس بيد رموز محددين أو بيد معارضة معينة.. واجب جميع المثقفين هزيمة الإسلام السياسي الشمولي والتحول إلى نظام عادل وعصري يحفظ حقوق الأفراد والجماعات.. هناك للأسف معارضة للنظام ولكنها لا ترى بأسا بالإبقاء على قوانين قطع الأيدي والصلب والقطع من خلاف..
وشكرا
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
.......
هل هو صمتنا.. أم خوفنا: ظاهرة سارة عيسى ...
Quote: هل هو صمتنا.. أم خوفنا: ظاهرة سارة عيسى
الأصدقاء هنا جميعا.. حبابكم..
ما كنت اتوقع يوما أن اكتب هذا الكلام..و لكن..!
لا يعنيني كثيرا من هو الذي يكتب.. خصوصا لو كانت الكتابة تتناول حوداث يمكن القول بشهادة حولها..و التأكد من صحتها أو عدم صحتها..و لا انكر انني اول من قال بفكرة (غابة الأشباح في توصيف المنبر في ذات يوم)..و لكن..!
ما اشهد به هنا أن سارة عيسى .. تكتب عن بعض الحوادث التي حدثت..و اشهد أن الكثيرون الذي عاصروا تلك الحوادث (صناعة و تفرجا).. زهدوا عن الكلام حول تلك الحوادث.. تحديدا تلك الحقبة من تأريخ جامعة الخرطوم في نهايات الثمانينات و بداية التسعينات من القرن المنصرم..فلم يكتب احد بانتظام مذكرا بما حدث (و انا من ضمن الصامتين..ولا استثني نفسي من مسئولية الصمت الخائبة)..و لم يكتب احد مؤرخا لما حدث.. او حتى محللا..
اول مرة اصطدمت بسارة عيسى.. حينما كتبت أن بشير الطيب (خامسة اداب .. قتله كادر عنف الإتجاه الإسلامي فيصل حسن عمر) اول شهداء الهامش في جامعة الخرطوم.. نعم بشير كان من قرية بلولة ريفي العباسية بجنوب كردفان..و نعم تم اغتياله..و لكن أن يكون ذلك الإغتيال بهذا المفهوم المشحون.. هو ما لم يكن حقيقة..و كتبنا عن ذلك في حينه.. معظم الحوادث التي ترويها سارة.. كانت تجئ مليئة ببعض المغالطات ..و التفاصيل الصغيرة التي تشي بالصناعة و تزويد الشمار حبتين.. لكن يظل الهدف و الجوهر هو الأجدي..
في البدء.. حاولت كثيرا أن اتذكر وجه سارة عيسى .. و من تكون من الذين عاصروني في الجامعة..و لكن انصرفت عن ذلك.. لأني لو حاولت حصارها بمن هي .. ستصمت..و سيضيع تأريخ.. حتى اللحظة لم يطلب اصحابه تحمل المسئولية عنه..حتى لو بالوصف..
بسبب كتابة سارة عيسى.. فكرت أن اكتب عن وصف بعض الحوادث..و لكن لظروف تخصني.. ضاعت الفكرة مثلها و مثل المؤجلات الكثيرة التي تعج بها حيوات من هم في جيلي..
حينما كتبت سارة عن دورة اتحاد الطلاب المحايدين .. حركت الذكريات في خواطر الكثيرين و الكثيرات.. الذي اتصلوا و كاتبوا بعضهم البعض في ضرورة الكتابة عن ذلك التأريخ.. خصوصا تجربة الحياد في الجامعات السودانية..و تحديدا تجربة جامعة الخرطوم.. ثم ذهب كل الى كوابيسه الخاصة (معيشة..وليدات.. عجز.. الخ)..و ظلت سارة عيسى وحدها تكتب.. و تساءل الكثيرون عمن تكون هي.. و ذهبت التكهنات مذاهب شتى..و في كل تلك المعمة.. ظلت هي وحدها التي تكتب..و كلما ذكرت سارة حادثة.. كلما اتصلت بالبعض محاولا استشفاف مقدرة بعضهم على التذكر.. و الغريبة معظمهم يتذكر الحوادث بدقة اكثر تفصيلية من سارة عيسى..و لكنهم لا يحبون الخوض فيها.. انا ازعم كل قلم يحاول كتابة التأريخ هو قلم غير برئ..و له اجندته الخاصة..و اطاره الأيدولوجي الذي يحكم نظرته للأمور..و لكن الوقائع التي حدثت بالضبط.. فلا مكان فيها للأيدلوجيا..لأنها واقع محدد..لا يخضع للتصورات..
يبقى الأمر محصور في تيارين اثنين: تيار يكتب الواقع و يذكر به.. و هو ما تقوم به سارة عيسى.. و تيار يعيد صياغة الواقع بصورة تبدو جميلة..و هو مايفعله كتاب الجبهة الإسلامية (و نموذج اسحق احمد فضل الله الذي يحدثنا عنه صديقنا سامي الزبير ..خير دليل)..
كل من يظن أن سارة عيسى تزيف الوقائع.. عليه أن يكتب شهادته بالتفصيل..و اكثر من ذلك.. الذين مارسوا الصمت تجاه تلك الحوادث عليهم بالكتابة و تحمل مسئوليتها..و الإ فلندعها تواصل كتابتها ..و التي اظنها تعني الأجيال القادمة..
ادين كثيرا .. في تجربتي الخاصة لأصدقائي البعثيين (و هم اعمامي لزم..و عملوا في الحزب وفق صفات متعددة)..و كنت ولا زلت من المعجبين بكتابة عبد العزيز حسين الصاوي..فهل سيتغير الأمر.. حينما كشف عن ذاته؟..لا اظن..
كبر
[email protected] |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
من نفس البوست.. والتحية لك يا كبر..
Quote: الصديق سامي الزبير.. حبابك
كتر خيرك على جلب ما كتبه اسحق احمد فضل الله.. الذي قال (علي عبد الفتاح طالب بجامعة السودان)..و الحتة دي وقفت فيها كثير جدا.. عارف ليه؟ لأن هناك تنصل مضمر من المسئولية.. مسئولية دم على عبد الفتاح.. لو فكر اهله بالمطالبة..و هي الحيلة التي يلجأ لها كتاب القصص و الروايات (بالإشارة الى ان الأسماء الواردة في العمل المعين .. مهما تطابقت مع اسماء حقيقة فهي من صنع الخيال)و ذلك تنصلا عن المسئولية.. و بمثل هذه الكتابة يكون اسحق قد مارس اغتيال على عبد الفتاح للمرة الثانيةو بقصد و اصرار..
ما اتوقعه.. لن يجرؤ اسحق او غيره من كتبة الجبهة الإسلامية.. الى الإشارة الى تفاصيل دقيقة مثل سقوط قائمة على عبد الفتاح في مواجهة قائمة الطلاب المحايدين..او اسر على عبد الفتاح في مسجد البركس ..و هو على رأس فصيل من مجاهديه الأشاوس..و لا حتى العبارة الحارقة التي رسمها احدهم بطبشور ابيض في احد الجدران العتيقة ..في الجامعة..و هي تقول(شارع على عبد الفتاح.. السرعة 2000كلم/ساعة)..
اما فكرة الإرادة الحرة..و التقرير فيما حدث.. فهذه فكرة لذيذة جدا.. لأن الإتجاه الإسلامي كان يبلغ به الأمر أن يجلد عضويته في محاكمات سرية من باب التأديب (و قد ذكر لي صديق منهم و عاصرني في المرحلة الثانوية.. ثم في جامعة الخرطوم في كلية التربية.. كيف انهم كانوا يحكمون بالجلد على بعض عضويتهم التي مارست خلط البنات في جامعة القاهرة فرع الخرطوم.ز هذا الصديق وصل المجلس الوطني.. ثم قرر الهجرة و السفر بعيدا بعدما تكشف له الخبث الذي كان يحيط به و يجعل منه اداة لتنفيذ كثيرا من الأعمال القذرة)..
مثلما قلت في مداخلتي السابقة.. هناك تيارين.. تيار يحاول ان يكتب تفاصيل الحوداث كما حدثت..و تيار يحاول أن يعيد صياغتها (طبعا من باب التجميل و التذويق)و بصورة تبعد المسئولية عن اصحابه و تصويرهم كأبطال..و هو ما يفعله اسحق هنا..
لم يكن اسحق طالبا بجامعة الخرطوم حينها..و لو كان.. اذن لتهيأت له الفرصة في أن يري المرحوم على عبد الفتاح و هو يفر برجليه من عصى القنا (بالمناسبة ناس المحايدين في ذلك الزمان اكتشفوا عدم جدوى السيخ.. لأنه ثقيل الوزن..و استبدلوه بعصى القنا..و هي خفيفة..و حسمت لهم المعركة وقتها..!!)..و هو نفسه على عبد الفتاح الذي يبشرنا اسحق بأنه كان يفعل كلما فعل بارادته..و اكثر من ذلك .. ذهب لمواجهة دبابات الميل اربعين..و زي ما بيقول المثل السوداني.. الله عرفوا بالعقل..ما مشاف عين.. فنحن بنقول بالمنطق.. البجري من عكاز القنا.. بالتأكيد بيجري من دبابة.. لا استبعد أن يقول اسحق و غيره.. تبريرا.. أن الموت بعكاز القنا في سنتر جامعة الخرطوم.. اشبه بالموت فطيسا..و يخلو من الأبهة..لأنو موت زي ده ما بيقدر اسحق و غيره من اقناع الأخرين بجدواه.. عشان كده لازم يكون موت عالي الرمزية مثل الموت في معركة الميل اربعين..
اسحق احمد فضل الله يا صديقي واحد من عرابي الموت المجاني الذي ذهب بالكثيرين..و من عجب لازال يقتات من تلك الدماء.. و هل نحتاج الى القول.. انه ..و بعدما كسدت تجارة الجهاد.. ان اسحق تفرغ لجهاد اخر..مثل نصب محاكم التفتيش القروسطية ..و الحكم في كتابة كتاب سودانيين (مثل صديقي محسن خالد)..و اغتيالها ..بمنع نشرها في السودان؟
اتمنى المواصلة ..و امتاعنا بما لم يتهيأ لنا التفرج عليه من قبل..و اقصد تزييف التأريخ..
كبر |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هذا يا د. عباس م. السرَّاج؟؟ لماذا تريد لسارة عيسى أن تصمت؟؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
واصلي يا سارة عيسى.. ليس المهم من تكونين.. طبعا كل من يعرف أنك مولودة عام 1975 يستطيع أن يستنتج أنك لم تحضري أركان دالي في جامعة الخرطوم التي انتهت في يناير عام 1985!!! ياسر
Quote: المرحوم صلاح فقيري ، طالبة بكلية الهندسة جامعة الخرطوم ، كان الإتجاه الإسلامي منقسماً بين عضوية متحررة ، وبين عضوية تعتقد أن الإتجاه الإسلامي هو تنظيم كما يُقال : أصلب العناصر لأصلب المواقف ، أو الرائد الذي لا يكذب أهله ، في تنظيم الإتجاه الإسلامي كان هناك من كانوا يؤمنون أن ما جرى في عام 89 هو تغيير حضاري قامت به " ثلة من الآخرين " من أجل إعادة دولة الخلافة الراشدة ، تطبيق الشريعة الإسلامية ، تطهير البلاد من دنس الخوارج ، الحوار أو النقاش عقيدتان مرفوضتان في ثقافة التنظيم ، فقد شهدت عهداً منع فيه الإتجاه الإسلامي عضويته من حضور أركان النقاش التي كان يدعو لها الأخوان الجمهوريون في أيام الدكتور دالي ، فتنظيم الإتجاه الإسلامي كان يصيغ عضويته بشكل هرمي ، القيمة فيه للأوامر والتلقي وليس للعقل والحوار ، ووضع مرجع لكل عضو في الجامعة ، ولكل عضو في الجامعة مرجعية في مسجد الجامعة ، وهذا النمط يصعد أكثر فأكثر حتى تصل إلي عش واحد وهو الدكتور حسن عبد الله الترابي . كان المرحوم صلاح فقيري من الذين أعتقدوا أن السودان أصبح دولة إسلامية بحق وحقيقة ، في ذلك الوقت كان تصنيف الناس عرقياً من خلال سماع أسمائهم أمراً غير مألوفاً ، فأسماء مثل " ساتي " ، " سوركتي " ، " ميرغني " ، فقيري " يُمكن الآن تأويلها كما نشاء لنعرف أن هذا الشخص ينتمي إلي أي القبائل في الشمال ، المرحوم صلاح فقيري كان من شمال السودان ، شخص نحيف خالط رأسه بعض الشعر الأبيض ، هذا ليس دلالة على تقدم العمر ، من تقصيره للثياب ومن مظهره يتهيأ لك أن المرحوم صلاح فقيري ينتمي لأنصار السنة وليس لتنظيم الإتجاه الإسلامي . ذهب الأخ صلاح فقيري لميادين القتال أكثر من مرة ، ويعود منها سليماً ما عدا تعرضه لإصابات طفيفة ، آخر مرة ألتقيته كانت في كلية الإقتصاد ، عرفت منه أن ترك كلية الهندسة وأنتقل لكلية الإقتصاد ، فدراسة الهندسة في ذلك الزمن لا تتوافق مع طبيعة الجهاد التي تتطلب السفر والترحال ، بالنسبة للصديق صلاح فقيري ما أنتهى به هو الرحيل وليس الترحال ، وقد تفاجأت عندما أقام الإتجاه الإسلامي لوحات دعائية للشهداء في السور الجنوبي لأستاد جامعة الخرطوم ، وقد عين لها حارساً يراقبها من مسجد الجامعة حتى لا يتلفها الطلاب عندما يتصادمون مع تنظيم الإتجاه الإسلامي ، المرحوم صلاح فقيري كان الشخص رقم ثلاثة من ناحية اليمين ، كان يضع فوق رأسه قبعة من سعف النخيل ، هذا هو واحد من الدبابين الذين عرفتهم ، لا أحد يتذكره اليوم ، لا أحد يعرف عنه شيئاً وقد مات كجندي مجهول في قضية لا نعرف لها فصلاً ، لكنه في خاتمة المطاف إنسان سوداني من حقنا أن نتحسر عليه ، ومن حقنا أن نسأءل الرفاق الشهداء الأحياء الذين يتجولون الآن بين دبي والدوحة و الرياض وماليزيا وتركيا ...لماذا فعلتم ذلك بالمرحوم صلاح فقيري وغيره من الشهداء ؟؟ ولقد وصلتم لنزواتكم عن طريق الأشلاء والدماء ونكبتم مستقبله ومستقبل أسرته ، لن تطمعوا يا قراء -أن يكتب أحد عن الدبابين أو حرب الجنوب ، فمن يعرف الكثير قد مات ، ومن بقى على الحياة لا تعنى له حرب الجنوب سوى فرصة إستثمارية كانت في حاجة إلي المورد البشري ، وبغاث الطير التي حاولت تشتيت جهدي ، وجهد القراء ، في متابعة هذا التوثيق لتاريخنا المخجل ، ليسوا محسوبين ، لا في العير ، ولا في النفير ، كنت في حاجةٍ إلي الحوار مع الدكتور التيجاني المشرف ، فهو الوحيد الذي يعرف الكثير ، أريد في هذا المنبر أن تأتوني بهؤلاء السادة : محمد أحمد حاج ماجد ، الناجي عبد الله ، إبراهيم الكناني ، حاج ماجد سوار ، صديق محمد عثمان ، أسامة جلال الدين ، الوليد محمد أحمد فايت ، محمد خير فتح الرحمن ، أشتات محمد أشتات ، هؤلاء هم الشهداء الأحياء ، أتوني بهم وسوف أقول لكم أين كانت سارة عيسى من كل تلك الأحداث ، دعونا نتحاور معهم ونسألهم لماذا حققوا طموحهم الذاتي على حساب رفاقهم ؟؟ لن يجيبكم إلا الصدى .. لا أحد يريد أن يتذكر تلك الأيام . |
| |
|
|
|
|
|
|
|