|
Re: فيديو.. توثيق.. الترابي في قناة بي بي سي عام 1995.. والصادق المهدي يعلِّق.. (Re: Yasir Elsharif)
|
مرحبتين يا عزيزي لطفي وسلامي للأسرة والأستاذ علي لطفي والحاجة نعمات.. زيارة أمريكا في بالنا دائما..
هذا آخر ما قرأته عن الترابي وأخباره ولقاءاته.. وهو يعطي فكرة عن هذه الشخصية المتناقضة..
Quote: Last Update Sunday, 05 August 2007 09:43:00 م الإخوان أخفقوا في تجربة الحكم .. ولقاء (الأمريكيين) طبيعي..
الترابي لـ الايام البحرينية: بإمكان الغرب إعانتنا على السلطان الذي يحصن نفسه بمنطق القوة
الترابي قال أمين عام حزب المؤتمر الشعبي السوداني د. حسن الترابي انه مع الاستعانة (الفكرية) بأي كان حتى وان كان غربيا إذا كان ذلك في مصلحة الشعب، مؤكدا إمكانية اللقاء مع الأمريكيين "بإمكان الغرب إعانتنا على السلطان الذي يحصن نفسه بمنطق القوة".
وانتقد الترابي في حديث خاص مع (الأيام) البحرينية فكرة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بقوله "نحن لا نؤيد أن نتشكل في تنظيمات تأخذ مع مرور الوقت شكلا من العصبية الدينية أو القومية أو العرقية"، موضحا "إذ نرى جدوى تشكـّل الحركات وفق الظروف العالمية، وتأثيرها المحلي".
وأقر بـ »إخفاق« الإخوان المسلمين في تجربتهم في الحكم حيث قال»فنحن أخفقنا في بناء الدولة والحفاظ على السلطة عندما تمكنا منها في السودان«، مشيرا إلى صراعهم على السلطة، »وكنا نحسب أننا إخوة ورفاق درب لا يمكن أن يضرب بعضنا بعضا من أجل الكرسي«.. وهنا نص الحوار مع د. الترابي: *بداية.. البعض يتحدث عن خلاف بينك وبين جماعة الإخوان المسلمين.. ما هي حقيقة ذلك؟ - لم أكن ومن معي في السودان في سياق تنظيم الإخوان المسلمين الذي تأسس في مصر بثقافة تنظيمية وفكرية مغايرة، بل كنا ننتظم في حركة إسلامية ردا على التيار اليساري الذي كان نشطا آنذاك، وبارتباطاته في السياقات المختلفة مع الغرب الذي كان يهيمن على مختلف الأراضي العربية. فبعد أن حوكمت قيادات الجماعة في مصر وقتل زعيمها عبدالقادر عودة خرجت مظاهرات في السودان انتظم فيها طلبة الجامعة وغيرهم، وبعد ذلك فكرنا في تثبيت مسمى الاخوان المسلمين، لأننا كنا نريد أن نبرهن ونثـّبت عقيدة راسخة أصلا ان الإسلام ينهض.. فإذا ما حاولت قوى السلطة ضربه في مكان فسيبقى ناهضا في منطقة أخرى، فهو مشروع حياة. وبعد إطلاق مسمى الإخوان على الحركة الإسلامية في السودان، ظنت الحركة في مصر أننا امتداد للجماعة هناك، وأنه يمكن الآن تشكيل تنظيم يمتد للسودان تكون مركزية قراره في مصر، إلا أننا رفضنا ذلك وارتأينا أن يقوم كلٌ وجماعته بالتحرك وفقا للظروف السياسية والاجتماعية والأمنية التي نعيشها، فلكل منا ظروفه وابتلاءاته الخاصة، لكنهم أنكروا علينا القول »بأن نقوم بشأننا ويقومون بشأنهم«، فحسبوا وحسب المراقبون أن ذلك انشقاق من إخوان السودان عن الحركة الأم في مصر، إلا أن الانشقاق الحقيقي كان في صفوفنا، إذ انشق فريق من الجماعة وأعلن ارتباطه بالإخوان في القاهرة. *فبماذا كنتم تؤمنون إذن؟ - نحن لا نؤيد أن نتشكل في تنظيمات تأخذ مع مرور الوقت شكلا من العصبية الدينية أو القومية أو العرقية، لذلك ترانا نتجدد في مسمى التشكيل وأفكاره، فكنا نتحرك في فترة من الفترات باسم الجبهة الإسلامية القومية، أو المؤتمر الشعبي فترة أخرى، ولكننا مثل حركات اليسار التي تتواصل بمترادفاتها في آسيا وأوروبا، نتواصل مع الحركات التي تؤمن بذات الفكر الذي تقوم عليه الحركة في السودان، فنحن لا نرى جدوى وجود تنظيم دولي، بل نرى جدوى تشكـّل الحركات والتيارات حسب الظروف في الساحة العالمية، وتأثيرها على الساحة المحلية. ونحن نعتقد أن وجود تنظيم دولي يضر بمصالح الجماعات في كل منطقة من المناطق، فضرب الأصل (التنظيم) يعني موت الفروع في المناطق، وهذا لا يعني أننا نرفض أن تتقارب الكيانات السياسة والاجتماعية ذات الأهداف المشتركة درجة فدرجة، حتى تصل إلى وحدة متكاملة عندما يتاح لها بتملكها إمكانات القوة، وبذلك يتشكل كيان عام يترك لكل كيان بداخله ذاتيته.
*ما هي فلسفة وجود تنظيم دولي لجماعة الإخوان المسلمين، وما هي أهدافه؟ - كان رأي الإخوة في مصر أن يكون هناك تنظيم جامع لجماعات الإخوان المسلمين في كل الأنحاء العربية، ويكون ذلك بالشكل الذي تعمل عليه الجماعة المصرية، بمجلس شورى ومرشد عام للحركة يكون له الكثير من الصلاحيات على قرار التنظيم. ويهدف هذا التنظيم لجمع الحركات الإسلامية لتشكل قوة واحدة كبيرة يتم تنسيق المواقف فيما بينها في ظل تكتلات القوى الغربية الكبيرة، لكن رؤيتنا تقوم على خلاف ذلك خصوصا وأن التنظيمات تختلف في نشأتها، وطبيعة الظروف المحيطة بها، وبإمكاناتها أصلا. * وكيف تختلفون مع هذه النظرة.. إذا كنتم قد أقررتم سابقا بسعيكم إلى إقامة »وحدة متكاملة«؟ - نحن نقول انه يصعب مع الظروف الحالية إنشاء أي تنظيم دولي ليس لجماعة الإخوان فحسب بل لجميع الجماعات الإسلامية، لكونها محصورة في قطر واحد، إذ تعاني من هموم معيشية وأمنية وظروف سياسية مختلفة، وبأهداف تختلف بطبيعة الجغرافية السياسية التي تنشأ فيها، فليس من الصواب كما قلت أن تشكل تنظيما عضويا ميكانيكيا برأس واحد، لكننا نؤكد على أهمية التقارب المتنامي بين الجميع لتبادل الخبرات. ونحن نرى أن الحركات الإسلامية المتجددة تتمسك في أدبياتها السياسية والتنظيمية بالإسلام لأن يكون جامعا للتنظيمات في نسقه الشامل لكونه مشروع حياة، لا يجب أن (تفلت) منه جميع جوانبها من فنون ورياضة وآداب. *هل صحيح أن التنظيم يهدف لإقامة حكومة إسلامية؟.. وهل تسعى الجماعة بشكل عام إلى إقامة نظام يحاكي النظام الإيراني؟ - تعرّض الإخوة الشيعة على مدى التاريخ إلى التضييق، وذلك مع اتجاه بعض السلاطين لمحاربة وجودهم وتجمعاتهم في الدول التي نشأت في وقت متقدم من عهد الإسلام، الأمر الذي جعلهم يتحدون لتكوين تشكيل قوي لمواجهة الحرب التي فرضت عليهم. ولما استطاعت الثورة السيطرة على الحكم في إيران، قام كل المجتمع في سياق واحد يشابه الكنيسة في أوروبا، إذ ينتخب الشعب رئيسه وبرلمانه لكنه يخضع إلى سلطة غير تلك التي انتخبها، أي الرجوع إلى الولي الفقيه، وهذا التشكيل نشأ بفكر لا يخلو من العقيدة الدينية، وهو أن الولي الفقيه يكون امتداداً للإمام الغائب. ولا أرى ان التنظيم يهدف حاليا إلى إقامة حكومة إسلامية، وصحيح أنها كانت تؤمن في بداية تشكيلها بإرجاع الحكم كله لله، باعتماد الحكم الإسلامي كما رأينا ذلك في الجزائر مثلا، إلا ان ما اصطدمت به الحركة بشكل عام من الظروف على الأرض جعلها تتراجع عن فكرتها تلك، وتختار كما هو واضح إقامة دولة كما كانت في المدينة المنورة في عهد الرسول (ص)، ببسط الحرية لجميع الناس، وان يلتزم الحاكم بنظرية الشورى الإسلامية، وأنا اعتقد أن ذلك يتباين مع النظام الإيراني.
*وهل تختلف استراتيجيات الإخوان في المواقع المكانية المختلفة؟ وكيف؟ - الاستراتيجيات التي تتبناها أي حركة في العمل السياسي هي التي تحكم خياراتها في التعامل مع الآخر، فإذا كان الآخر غير ثابت في استراتيجياته وإمكانياته في كل المناطق المختلفة التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين، وغالبا ما يكون الآخر هو السلطة التي تختلف في قدراتها من دولة لأخرى، فإنه يفرض على الجماعات تبني الاستراتيجيات التي تخدم مصالحها في المكان الذي توجد فيه. ومن خلال مراقبتي لأداء الإخوان، أرى أنه لكل جماعة استراتيجيتها المختلفة عن الأخرى، ومع تقدم الوقت أيضا يمكن لتلك الاستراتيجيات والأهداف أن تتغير، ففي أول عهدها كانت جبهة الإنقاذ في الجزائر تهدف إلى إقامة حكومة إسلامية، فهل تراها اليوم تتبنى ذات الهدف والاستراتيجيات. وفي السودان وفلسطين كلما تقترب الجماعة من السلطة تواجه بالقوة، فهل ستكون استراتيجية الجماعتين هي ذاتها التي يتبعها الإخوان في مكان آخر، فالحركة تتطور بأدائها وتنتظم في خطط واستراتيجيات حسب المراحل التي تمر خلالها والابتلاءات التي تواجهها، لكن يمكن للجماعات الاستفادة من خبراتها في العمل السياسي والتنظيمي، فنحن أخفقنا في بناء الدولة والحفاظ على السلطة عندما تمكنا منها في السودان، فحدثت خلافات كبيرة بيننا، ربما لأننا لم نكن نعرف السياسة، وكنا نحسب أننا إخوة ورفاق درب لا يمكن أن يضرب بعضنا بعضا من أجل الكرسي، ولذلك نشدد على ضرورة تبادل الخبرات، والاستفادة من تجربتنا. *بماذا تختلف جماعة الإخوان عن تنظيم القاعدة؟ - شملت النهضة الإسلامية جميع مناطق العالم الإسلامي من شرق آسيا إلى غرب أفريقيا، لكن القوى الإسلامية التي نشأت في ظروف طبيعية، كانت مغايرة في فكرها ومنهجيتها لـ »القاعدة« التي نشأت في دول حوصرت وتعرضت لهجوم شرس من القوى الكبرى، فلم تكن قضية القاعدة سوى رد العنف الذي تعرضت له كتنظيم وكبلد تتواجد فيه، فاندفعت تلك الجماعة للحرب متأثرة بالتجربة الأفغانية. فالقاعدة هي عبارة عن مجموعات جهادية في ثغور إسلامية تتعرض للحرب والتدمير، ويمكننا التأكيد أن القاعدة لم تفكر يوما في مشكلات الدولة، ككيفية تنظيم شؤونها، ومواجهة العولمة الاقتصادية، أو غيرها من المشكلات التي تواجه المجتمعات حاليا، وهذا لا يعني أننا ننكر عليهم حقهم الطبيعي في الدفاع عن النفس، ودفع الباطل، ولكن يمكننا القول بعد أن يحقوا الحق لا يعرفون كيف يبنون الدولة، ولذلك آل إليهم الأمر إلى الحرب بين بعضهم البعض عندما هزموا الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، فهم لا يعرفون كيف يبنون، بل يعرفون كيف يهدمون. القاعدة لديها فكر يقوم على قاعدة »من لا يواليها فهو كافر«، أما الإخوان فهم أقرب إلى فهم القرآن من القاعدة، فالناس عند الإخوان تدريجيون في الإيمان، أما القاعدة فهم قطعيون بمحاربة المخالفين، واختلاف الفكر يعود لاختلاف الابتلاءات التي مرت بها الجماعتان. *كيف يقرأ حسن الترابي تنامي التقارب الغربي وجماعة الإخوان المسلمين.. على سبيل المثال لقاء برلمانيين أمريكيين ببرلمانيين مصريين من الإخوان؟ كان الغرب يحسب أن الجماعات الإسلامية هي جماعات ثقافية دينية، لا بأس من استكشافها والاطلاع على ما تحمله من أفكار وممارسات دينية، مادامت السلطة عند اليساريين باختلاف عقائدهم السياسية، إلا أن اقتراب الإسلاميين من السلطة سواءً بالانتخاب أو الانقلاب، وإعلانهم مقارعة الأطماع الغربية في الدول العربية والإسلامية، جعل الغرب يبدأ هجوما وحصارا على الجماعات الإسلامية. لم تر القوى المعتدلة في الغرب أن مِثل هذا الهجوم في مصلحتها، فهي تعتقد ضرورة التعايش السلمي الإنساني مع جميع الأعراق والأجناس، ورأت أن هذه الوطأة ستزيد العلاقات سوءا وقد يؤدي ذلك إلى الانفجار يوما ما، الأمر الذي حدى بهذا الجناح المعتدل أن يبدأ حوارا ولقاءات مع القوى الإسلامية الفاعلة. أنا أرى ان من يريد أن يتشبث بكرسي الحكم أطلق وسيطلق على مثل هذه اللقاءات وأي لقاءات ستعقد من هذا النوع وصف »العمالة«، فقد حُمل على الإخوان قديما بالعمالة، واليوم كذلك، إلا أننا نرى ضرورة ألا ننغلق على أنفسنا في قطرٍ، فأنا لا أؤمن بعرقية ولا قومية ولا طائفية.
*حتى وإن كانت اللقاءات للاستعانة بأمريكا في شؤون الداخل؟ - أنا لا أسمي نفسي سودانيا، فأنا إنسان يجب أن يستعين بالخبرات الإنسانية كلها، ففي تجارب الغرب الكثير مما يرتكز عليه الإسلام من المساواة والعدالة والشورى، واعتقد أن اللقاء بالأمريكيين أو غيرهم طبيعي، ولا أجد أي مشكلة في أن تستعين بمن ترى ليصلح ما بك من ضر، فما الضير في استدعاء العالم ليحفظ الأمن، ويوفر إلى الفرقاء المحليين المناخ الأمني المناسب للتطاعن بالفكر لا بالسلاح كما تقوم السلطة، فبإمكان الغرب إعانتنا على السلطان الذي يحصن نفسه بمنطق القوة، ويمكن أن تحكمه محكمة دولية في جرائم ارتكبها ويستقوي بسلطانه على سلطة القضاء المحلي، فسوف أستعين بأي كان إذا كان ذلك في مصلحة الشعب السوداني. |
| |
|
|
|
|
|
|
|