فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ياسر الشريف المليح(Yasir Elsharif)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2007, 06:21 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!!

    يوافق اليوم 25 فبراير الذكرى الخامسة لرحيل الأستاذ سعيد الطيب شايب الذي لحق بالرفيق الأعلى في مثل هذا اليوم من عام 2002..
    هذا البوست بسبيل من إحياء ذكراه والتعريف به.. والباب مفتوح لكل من يريد أن يدلي فيه بدلوه، أو تريد أن تدلي فيه بدلوها..
    عنوان البوست استوحيته من كلمات الأغنية التي يغنيها الفنان حمد الريح.. وسبب إيراد هذا البيت هو أنه يُجَسِّد حال الأستاذ سعيد مع معلِّمِه ومعلِّمنا الأستاذ محمود محمد طه؛ فهو دائما السعيد بذكر الأستاذ، وهو الذي وهب عمره لأستاذه وللفكرة الجمهورية، فكان بحق تلميذ الأستاذ محمود الأكبر.. وقد حكى أستاذنا على لطفي أن الأستاذ محمود قال له في مرة من المرات أن أعظم كتاب من كتب الفكرة الجمهورية هو سعيد..
    الأستاذ سعيد من مواليد عام 1930 تقريبا، في مدينة ود مدني، ويرجع نسبه إلى الشيخ ود مدني السني صاحب القبة الشهيرة في مدني.. وقد تعرف الفتى سعيد على فكرة الحزب الجمهوري في الأربعينات من الجمهوريين مثل الراحل الأستاذ أمين محمد صديق الذي كان يشغل منصب سكرتير الحزب الجمهوري في الأربعينات.. وقد كتب الأستاذ محمود مقالا نشر بجريدة الشعب بتاريخ 27 يناير 1951 يذكر فيه تساؤلا من سعيد.. هذا المقال أعيد نشره فيما بعد في كتاب "رسائل ومقالات الثاني"
    http://alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=27&chapter_id=3
    ويجدر بي أن أثبته في هذا البوست:
    Quote:

    سعيد يتساءل


    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم، فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا: حسبنا الله، ونعم الوكيل)..
    صدق الله العظيم

    جريدة الشعب – السبت 27/1/1951م
    حضرة صاحب جريدة الشعب ص ب 226 الخرطوم..
    تحية، وبعد:-
    فقد إطلعت، بعددكم السادس، على كلمة من الأخ سعيد يتساءل فيها عني، وقد أعلم أن كثيرا من الأخوان يتساءلون، كما تساءل، فلزمني لهم حق الشكر، ولزمني لهم حق الإيضاح..
    عندما نشأ الحزب الجمهوري أخرج، فيما أخرج، منشورين: أحدهما بالعربية: (قل هذه سبيلي)، والآخر بالإنجليزية: ISLAM THE WAY OUT ضمنهما إتجاهه في الدعوة إلى الجمهورية الإسلامية.. ثم أخذ يعارض الحكومة في الطريقة التي شرعت عليها تحارب عادة الخفاض الفرعوني، لأنها طريقة تعرض حياء المرأة السودانية للإبتذال، وعلى الحياء تقوم الأخلاق كلها، والأخلاق هي الدين..
    ثم نظرت موضوع الدعوة إلى الإسلام، فإذا أنا لا أعرف عنها بعض ما أحب أن أعرف.. فإن قولك: (الإسلام) كلمة جامعة، قد أسيء فهم مدلولها الحقيقي، لأن الناس قد ألفوا، منذ زمن بعيد، أن تنصرف أذهانهم، عند سماعها، إلى ما عليه الأمم الإسلامية اليوم من تأخر منكر.. وما علموا أن المسلمين اليوم ليسوا على شيء..
    فأنت، إذا أردت أن تدعو إلى الإسلام، فإن عليك لأن ترده إلى المعين المصفى الذي منه استقى محمد، وأبوبكر، وعمر.. وإلا فإن الدعوة جعجعة لا طائل تحتها.. ولم تطب نفسي بأن أجعجع..
    وبينما أنا في حيرة من أمري إذ قيض الله (مسألة فتاة رفاعة)، تلك المسألة التي سجنت فيها عامين إثنين، ولقد شعرت، حين استقر بي المقام في السجن، أني قد جئت على قدر من ربي، فخلوت إليه.. حتى إذا ما انصرم العامان، وخرجت، شعرت بأني أعلم بعض ما أريد.. ثم لم ألبث، وأنا في طريقي إلى رفاعة، أن أحسست بأن علي لأن أعتكف مدة أخرى، لاستيفاء ما قد بدأ.. وكذلك فعلت..
    فهل حبسني ابتغاء المعرفة؟؟
    لا والله!! ولا كرامة.. وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة.. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها.. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام، والأباطيل.. فإن علي لأن أبحث عنها على هدى القرآن – أريد أن أجدها.. وأريد أن أنشرها.. وأريد أن أكون في سلام معها، قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام.. ذلك أمر لا معدى عنه.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه.. فهل تريدون أن تعلموا أين أنا من ذلكم الآن؟؟ إذن فاعلموا: إني أشرفت على تلك الغاية، ويوشك أن يستقيم لي أمري على خير ما أحب..

    محمود محمد طه
    رفاعة


    يتواصل...
                  

02-25-2007, 07:55 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)



    هذه ذكريات كتبها الأخ د. محمد نجم الدين عباس فى الصالون الخاص بالجمهوريين وقد توسلت إليه أن يأذن لى بنشرها هنا، فأذن لى مشكورا – وهى ريح طيب أرجو أن نشم جميعا شميمه
    --------
    قرأت كتب الفكرة الجمهورية وأنا فى المرحلة المتوسطة، حيث كنّا نحضر من الفاشر التى كان يعمل فيها أبى معلّماً الى الخرطوم فى العطلة الصيفية، وكنا ننزل بمنزل عمى بالديوم الشرقية، وكان عمى محباً للجمهوريين، معجبا ً بالاستاذ وآراءه ويحتفظ بمعظم كتب الفكرة، كما كان يحرص دائماً على الحصول على آخر ما أخرجه الجمهوريون من كتيبات. وكنت أقضى جزءاً كبيرا من وقتى فى قراءة كتب الاستاذ محمود، وعن هذا الطريق عرفت الاستاذ وعرفت الفكرة. غير أنّ معرفتى بالاستاذ محمود لم تدخل مرحلة العلاقة (الشخصية) الا عندما ذهبت الى منزل الاستاذ سعيد، ثم صرت من رواد ذلك المنزل المبارك فترة من الزمن. كانت الاحاديث التى يرويها لنا الاستاذ سعيد، أوالتى تروىَ فى مجالسه عن الاستاذ، وعن زمن الحركة هى التى فتحت ذهنى على صورة ما للاستاذ، صورة أعطتنى بعدا ثانياً بعد البعد الذى طالعنى فى الكتب وما حملته لى من تصور فكرى، بحيث يمكننى القول أنه جسّد لى صورة حيّة للاستاذ أعانتنى فى خلق علاقة به كانت بدأت تطالعنى فى الرؤى وفى المحبة التى تغمر القلب فى تلك الفترة العامرة المشرقة. كما كانت القيم التى تطالعنا فى ذلك الكتاب الأكبر تشدنا الى الصانع وصاحب الكرمة
    كان الاستاذ سعيد اذا تحدث عن الاستاذ، تحدث بشكل وصورة تختلف تماماً عن حديثه عن أى شخص أوشئ آخر، كان يتحدث بنبرة، وشكل، وحتى صوت يترك فى النفس وعلى الفور احساساً بأن الموضوع مختلف تمام الأختلاف عن أى شئ آخر مألوف أوغير مألوف، وكان حديثه فى نفسى هوفعل السحر بعينه! سواءً تحدث عن تاريخ الاستاذ فى العمل السياسى، أوتحدث عن سيرته العامة، حتى كيف كان الاستاذ يقطع قطعة الخبز فى الأكل! حدثنى فى أول يوم جئته فيه أطلب أن أكون جمهورياً عن الاستاذ، وحكى لى عن حادثة الاعتداء على الاستاذين جلال والباقر الفضل أثناء الحملة بسوق ود مدنى، وما قام به من تحركات لعلاج الاستاذين ولتأمين الحملة، وفتح البلاغات فى وجه المعتدين، ثم أخبرنى أنه عندما حضر الاستاذ من ام درمان فجأة ودون سابق توقع كيف أنه أخذته مفاجاة مقابلة الاستاذ، وانّ الاستاذ قد ساله عمّا حدث فعجز عن النطق رغم أنّه أشرف على كل شئ! ثم سأله ثانية فلم يتمكن من أجابته، ثم سأله للمرّة الثالثة فجرت دموعه من غير اجابة أيضاً! وقد كان لهذه القصة أثر علىّ لم يزايلنى حتى لحظتى هذه...، فقد كان شديد الوقع فى نفسى هذه العلاقة الغريبة المدهشة بين الاستاذ وأكبر تلاميذه!
    وقد كان من القصص الغريبة أيضا ً والتى أحب الاخ عبد الله عثمان روايتها هنا قصة العم خلف الله قرشى رحمه الله مع قريب له. فقد حكى أنّ أحد أقاربه قد توفى، وكانت أسرته فى أم درمان وأن الاستاذ سعيد وقد كان وقتها فى ام درمان قد اتصل بالعم خلف الله وأخبره بضرورة حضوره للعزاء، كما طلب منه اخبار أحد أقارب المتوفى واحضاره معه اذا أمكن للعزاء. ذهب العم خلف الله وأخبر قريبه وتواعدا على اللقاء فى السوق الشعبى فى اليوم التالى. وبعد أن أخذا مكانهما فى البص قال العم خلف الله لقريبه : شوف أنا فى ام درمان أول حاجة بمشى الثورة للاستاذ محمود، وهناك فى سعيد، وبعد داك بمشى العزاء. وقال أن قريبه كان متديناً وكان مشوشاً عليه فى أمر الاستاذ فامتعض وتغير وجهه وظهر عليه الغضب وقال للعم خلف الله : كلامك ده كيف ؟ نحن ماشين عزاء تقول لى نمشى لفلان وعلان ؟ أنا ما بمشى لمحمود ولا حاجة، نحن نمشى العزاء وبعد داك انت ممكن تمشى محل ماشى. غير أنّ العم خلف الله أصرّ على موقفه وقال له : أنا ان ما مشيت للأستاذ ده ما بمش أى محل.. انت لوما عايز تمشى معاى ممكن أنا أوصف ليك بيت العزاء وانت تمشى براك، اصلوالعزاء ده خبر ما فى جنازة منتظرننا بيها. غير أن قريبه قال انه غير معتاد على المواصلات والمعالم فى العاصمة، وبعد حيرة وافق على الذهاب مع العم خلف الله بعد أن أعلن أنّه لن يدخل الى منزل الاستاذ بل سينتظر بالخارج. قال العم خلف الله أنه بعد أن وصل ودخل على الاستاذ الذى عزّاه فى قريبه سأله الاستاذ سعيد عن قريبه والذى من المفترض أن يصل معه قال العم خلف الله انّ قريبه ينتظر بالخارج، فأخبر الاستاذ سعيد الاستاذ محمود، والذى قال : مش معقول! وخرج الى خارج المنزل حيث ذهب الى الرجل والذى كان يقف فى ظل حائط فسلم عليه سلاماً حاراً ووضع الاستاذ يده الشريفة على كتف الرجل ويده الأخرى فى يده وهويوالى الترحيب به وقاده هكذا الى داخل المنزل الى حجرته، ثم أجلسه الى جواره، وطلب أكرامه وولاه بالاهتمام والحديث، يكاد لا ينصرف عنه مطلقا ً! وكان يحدثه عن أهله، وعن الأولياء المدفونين فى منطقتهم وعن قصصهم وأسرارهم. قال العم خلف الله أنّه لا حظ أن الرجل بعد أن كان متبرماً متوجسا ً يجلس على طرف العنقريب، صار ينشرح شيئاً فشيئاً، حتى خلع عمامته وانفرجت أساريره، وبدأ يشارك الاستاذ الحديث، ويحدثه عن ذكرياته أيام الانجليز وغيرها، حتى مر وقت طويل دون أن يبدى الرجل أى رغبة فى الذهاب الى مشوارهم الأصلى حيث العزاء. فقال له العم خلف الله : يا فلان مش أحسن نمشى على العزاء قبل الوقت يروّح ؟ فما كان من الرجل الا أن قال له : ياخى انت مستعجل مالك؟ خلينا ناخد قعدتنا مع شيخ محمود ده... أصل الوفاة فيها جنازة ؟ دى ما خبر ساى ما فى عجلة! قال العم خلف الله انهم حين قاموا للذهاب الى منزل العزاء قال قريبه للاستاذ : خلاص يا شيخ محمود أنا بامشى بيت العزاء ده وان شاء الله بكرة الصباح بنجيك هنا! وقال ان الرجل صار يداوم على زيارة الاستاذ كلما جاء الى العاصمة!.
    وبمثل هذه الذكريات عن الاستاذ، وبما كان يمدنا به الاستاذ سعيد من مدد متصل عن سيرة الاستاذ، نشأ جيل كامل من الأخوان والاخوات الجدد، والذين لم يروا الاستاذ حساً، غير أنهم تشربوا سيرته من تلك المجالس المباركة، والتى تعلّم بالهيئة، وبالمعاملة، وباللمح وبالنظرة، دون تعمّل أوتنطع. ولهذا كان أثرها فى النفوس بالغا ً. وأذكر أيضا أننا فى جامعة الجزيرة كان لنا فى كلية الطب برنامج يسمى برنامج طب الأسرة، حيث يجرى توزيع الطلبة على بعض المنازل فى مدينة ودمدنى، حيث يقومون بدراسة الحالة الصحية للأسر، ومتابعة الحالات المزمنة وكيفية تعامل الأسر معها، اضافة الى موقف التحصين وظروف السكن الخ. وحدث انه ذات مساء ونحن فى المنزل المبارك نستعد للجلسة طرق الباب طارق، ففتحه الأخ أيمن عبد المحمود فكان فى الباب طالبتان من زميلاتنا، كانتا قد تم توزيعهما على منزل الاستاذ سعيد، كانتا تريدان الدخول الى الجزء الخاص بالنساء فى المنزل، غير أنّ الاخ أيمن أصر على ادخالهما الى الاستاذ سعيد أولاً وكانتا مترددتين، فلمحتهما وسلمت عليهما، واصطحبتهما الى حجرة الاستاذ سعيد. وقف الاستاذ سعيد رغم ظروفه الصحية عندما أخبرته عنهما، فسلّم عليهما ودعاهما للجلوس. فجلستا. وكانتا تريدان الانتهاء من الموضوع الذى جاءتا من أجله بسرعة، غير أنّ الاستاذ سعيد أصرّ على أكرامهما أولاّ وطلب دعوة الاخوات جميعهن من الداخل للترحيب بهنّ فحضرن. ولاحظت زميلاتنا حضور النساء، والطريقة التى يعاملهن بها الاستاذ سعيد، والاحترام الذى يعاملن به الاستاذ سعيد، كما لاحظتا الأدب والوقار الذى يسود المنزل، والروح التى تسرى فيه. ثم دار حديث بين الاستاذ سعيد وبينهما عن برنامج طب الأسرة هذا، فأبدى الاستاذ سعيد بعض الملاحظات، وكان يوالى الترحيب بهما. وقد لا حظت انهما بعد قليل قد نسيتا برنامج طب الأسرة وصارتا مندمجتان بالكلية فى ذلك الجوالمروحن وظلتا فى المنزل حتى حضرتا الجلسة وقام أحد الأخوان بتوصيلهما الى الداخلية. وفى اليوم التالى قابلت أحداهما فى الجامعة فأبتدرتنى قائلة بانفعال : ليه ما كلمتنا من زمان ؟! وقد أصبحت زيارة الاستاذ سعيد فى الفترة الأخيرة وردا ً يوميا ً لعدد كبير من طلاب الجامعة بنين وبنات
    كما أذكر أن أحد الضيوف ذات مرة حضر الى زيارة الاستاذ سعيد وكان يقود عربته الحكومية سائق من أبناء الجنوب، وكانوا فى طريقهم الى الخرطوم، فرفض السائق الدخول الى المنزل مفضلا الانتظار فى العربة، وعندما علم الاستاذ سعيد أرسل أحد الأخوان وقال له : أمشى دخّل الراجل ده وقول ليه سعيد قال ليك نحن ما فى زول بيقعد جنب بيتنا برّة من غير ما يدخل. فذهب الأخ وأخبره وألح عليه حتى دخل. وعندما دخل كان منكمشا ولا يبدوعليه الارتياح، غير أنه بعد أن جلس، وشرب العصير والشاى، وجلس لبعض الوقت حتى جاء الفطور، كانت الصينية قد وضعت على الأرض، فنزل من كان فى المجلس اليها ونزل هومعهم حيث كان الصينية الاخرى بها بعض الاخوات مع الاستاذ سعيد فأكلنا جميعا ً، ثم شربنا الجَبَنة، والرجل يأخذ فى الاندياح تدريجيا ً حتى اندمج تماما ً فى جوالمنزل وصار يتجاذب أطراف الحديث مع الأخوان والأخوات. وكان من الأخوان الذين أكلوا معنا على الأرض الأخ الراحل عز الدين ميرغنى وكان حينها مديرا للحفريات وكان الرجل يعرفه وقد أخذ بأدب القوم وتواضعهم، وقد كنت الاحظ مدى الارتياح الذى ارتسم على وجهه من المعاملة الكريمة والجوالسامى الذى وجده فى ذلك المنزل العجيب
    كانت أياما كنسمات الصيف تلك التى قضيناها فى معية الاستاذ سعيد، أياما لا ينقضى الوطر من استرجاعها، بل من معيشتها، فهى لن تكون أبداً تاريخا ّ بعيد الصدى، بل هى احساس يومى نتنفسه فى النفس الطالع والنازل، حتى أنّ الدمع ليجرى مراراً كلما ألجأتنا مرارة الواقع الى طيّب الذكريات... قال لى الأخ صديق أبوقرجة فى تعبير صادق وبليغ وكنا نتجاذب الذكرى عن سيرة الاستاذ سعيد والاستاذ جلال : والله الناس ديل لوالواحد ما لاقاهم تانى يكون اتمقلب مقلب كبير خلاص
                  

02-25-2007, 10:22 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: عبدالله عثمان)

    فى زمن التكلس الفكـرى والتحجـر الأخلاقى، كاد المرجفـون أن يصنعـوا حاجزا بيننـا وهـذه الصـروح العظيمـة.
                  

02-25-2007, 11:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)




    من كتاب الميزان (عن قضايا كوستى)

    وتود المحكمة في ذات الوقت .. ان تشيد بالروح العالية، والخلق الكريم، الذي أتصف به المحاضر .. فلولا سعة صدره، ودرجة انضباطه العالية .. لمشاعره، لحدث ما لا يحمد عقباه .. في تلك الليلة)).. هذا ما جاء فى حيثيات الحكم الذى صدر ضد المشاغبين الذين جاز عليهم تضليل المضللين من الفقهاء والوعاظ....وعندما أعطى السيد القاضى الفرصة للمتهمين لالتماس أسباب تخفيف الحكم عليهم، نهض الأخ سعيد الطيب شايب، فأعلن، نيابة عن الجمهوريين، تنازله عن القضية، راجيا المحكمة أن تسعهم بالعفو الشامل، وذلك بهذه الكلمات:
    ((بسم الله الرحمن الرحيم ... وبعد..
    أرجو أن أعرف محكمتكم الموقرة بأنه ليس من أسلوب الجمهوريين اللجوء الى المحاكم لأخذ حقوقهم، ولم نفعل ذلك الا مضطرين، وبعد أن أعيتنا كل الحيل لاقناع هؤلاء الأخوان المتهمين بأننا أصحاب حق فى التعبير عن رأينا وأن حريتهم فى معارضتنا تنتهى حيث تبدأ حريتنا..
    والآن، وبعد أن تأكد لهم أنهم مذنبون، وانهم لسبيل التماس تخفيف الحكم عليهم، فانى أعلن تنازلى عن هذه القضية، وأرجو من محكمتكم الموقرة أن تسعهم بالعفو الشامل))..

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 02-25-2007, 11:42 PM)

                  

02-25-2007, 11:36 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)



    يابا مع السلامه
    مع السلامه مع السلامه
    ياسكة سلامة في الحزن المطير
    ياكالنخلة هامه
    قامة واستقامه
    هيبه مع البساطه
    وأصدق ما يكون
    ********
    راحة ايديك تماما مثل الضفتين
    ضلك كم ترامى , حضنا لليتامى
    وخبزا للذين هم لا يملكون
    بي نفس البساطه والهمس الحنون
    ترحل ياحبيبي من باب الحياة
    لي باب المنون
    *************
    روحك كالحمامه بترفرف هناك
    كم سيره وسيره من حولك ضراك
    الناس الذينَ خليتم وراك
    وعيونم حزينه بتبلل ثراك
    أبواب المدينه بتسلم عليك
    والشارع يتاوق يتنفس هواك
    ***********
    ياحليلك حليلك , ياحليل الحكاوي
    تتونس كأنك يوم ماكنت ناوي
    تجمع لم تفرّق بين الناس تساوي
    نارك ما بتحرّق من جيبك تداوي
    مابتحب تفرّق مابتشد تلاوي
    الحلم الجماعي
    والعدل إجتماعي
    والروح السماوي والحب الكبير
    ***********
    في الزمن المكندك
    والحزن الإضافي
    جينا نقول نفرّق نجي نلقاه مافي؟
    لا سافر مشرّق لا فتران وغافي
    وين عمي البطرّق جواي القوافي
    ياكرسي وسريرو هل مازلت دافي؟
    يا مرتبتو يمكن في مكتبتو قاعد
    يقرا وذهنو صافي
    *****
    يا تلك الترامس
    وين الصوتو هامس
    كالمترار يساسق
    ويمشي كماالحفيف
    وكم في الذهن عالق
    ثرثرة المعالق والشاي اللطيف
    وتصطف الكبابي
    أجمل من صبايا بينات الروابي
    والظل الوريف
    أحمر زاهي باهي
    ويلفت انتباهي
    هل سكر زياده أم سكر خفيف؟
    **********
    ينده للبنيّه يديها الحلاوه والخاطر يطيب
    يدخل ِجنّو ِمنّو
    محبوب الشقاوة
    يستنى النصيب
    الدفو و الندواه والسنا والعبير
    كالغزلان هنالك في الوادي الخصيب
    حيث المويه عذبه والغصن الرطيب
    وكم تحت المخده أكثر من موده للجنا والغريب
    عُشّه وعشب أخضر وجدول من حليب
    ***********
    الشمس البتطلع بلت ِمنّو ِريقا
    والنجمه البتسطع فيهو تشوف بريقا
    والندى في حركتو يطفيها الحريقه
    ننهل من بركتو زي شيخ الطريقه
    شاييهو و طرقتو والأيدي الصديقه
    ياللا نسد فرقتو
    حب الناس درقتو
    يا موت لو تركتو ! مننا قد سرقتو
    كنا نقول دا وكتو لكنك حقيقه
    *****
    النفّاجو فاتح مابين دِين ودِين
    نفحه محمديّة ودفئاً كالضريح
    ميضنة كم تلالي
    جيدا في الليالي
    مجداً في الأعالي
    مريم والمسيح
    **************
    قلباً نضبو واصل ما بين جيل وجيل
    ما بين كان وحاصل أو ما قد يكون
    وما بتشوف فواصل
    إلا الذكريات, وآلام المفاصل
    وبعضا من شجون
    **********
    قصيدة لمحجوب شريف فى رثاء المرحوم عبد الكريم ميرغنى


                  

02-26-2007, 00:00 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: النفّاجو فاتح مابين دِين ودِين
    نفحه محمديّة ودفئاً كالضريح
    ميضنة كم تلالي
    جيدا في الليالي
    مجداً في الأعالي
    مريم والمسيح


    التحية للأستاذ سعيد الطيب شايب في الأعالى، والتحية لك يا د.ياسر وأن تعطر قلوبنا بذكراه العابقة بالنبل والكرم وحب الناس. والتحية موصولة للأخوين الكريمين عبد الله عثمان ومحمد عثمان وهما يزوران هذا الضريح العابق بأطايب الطيب.
                  

02-26-2007, 04:56 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    الحمد لله و الصلاة والسلام علي سيد الوجود.
    رحم الله سعيدا بقدر ما أسعد الاخرين..كنت أحس بفرح غريب و أنا في داره..لم يطب لي طعام في ود مدني الا عند سعيد..كانت له جازبية من نوع خاص جدا!!تشعر وأنت معه أنك في المكان الصحيح وفي الوقت السعيد..لا تريد أن تفارقه أبدا...كان طاقة من حب وفرح غامر للجميع...بسمته كانت تمسح عني العنى و النكد وأحس ببرد السعادة يملأ جوانحي..يا لهم من سعداء الذين عرفوا سعيدا..
    عليك الرحمة يا سيدى من الكريم العزيز...
                  

02-26-2007, 05:07 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)





                  

02-28-2007, 05:18 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Omer Abdalla)

    تصحيح لما جاء في مقال الأستاذ الصحفي سيد أحمد خليفة.. فقد قال أن الأستاذ سعيد بقي رهين المعتقل حتى الإنتفاضة.. والصحيح هو أن الأستاذ سعيد خرج من المعتقل الذي زامله فيه الصحفي سيد أحمد خليفة في يوم 19 ديسمبر 1984، ولم يتم إعتقاله بعد ذلك..

    وفي هذا يجدر بي أن أذكر أن الأستاذ سعيد قد تعرض للإعتقال مرتين، المرة الأولى كان مرافقا للأستاذ محمود في سجن كوبر لمدة شهر بين ديسمبر 1976 ويناير 1977.. والمرة الثانية كانت قد بدأت في يونيو 1983 وانتهت في ديسمبر 1984..
                  

02-26-2007, 05:28 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

















                  

02-26-2007, 09:29 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Omer Abdalla)

    يالها من ذكرى رجل سعدت كثيرا بالجلوس معه
                  

02-26-2007, 11:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    أول مرة أشاهد فيها الأستاذ سعيد كانت في مشهد لا يزال عالقا بذاكرتي ولم أكن أعرف يومها أن هذا هو سعيد.. كان ذلك في محاضرة الأستاذ محمود في مدينة الأبيض يوم 21 مايو 1969.. في ذلك اليوم تعرض الأستاذ محمود لإعتداء آثم من أحد المضللين المهووسين الذي اقترب منه على حين غرة وضربه ضربة شديدة على رأسه سقط على أثرها على الأرض.. كان الأستاذ سعيد هو ذلك الرجل الذي رأيته وقد سقطت عمامته وطاقيته عن رأسه وهو منشغل بما حدث للأستاذ محمود.. لقد أمسك الحاضرون بالجاني وتم تسليمه للشرطة، ولكن كان الأستاذ حريصا على ألا يناله أذى من أحد.. فيما بعد تنازل الأستاذ محمود عن الدعوى وكان محاميه في تلك الحادثة هو الأستاذ ميرغني النصري..
    لا أزال أذكر أننا كنا عددا من الشباب قد ذهبنا إلى المستشفى وانتظرنا بساحتها إلى أن تلقى الأستاذ العلاج الذي استلزم خياطة للجرح خرج بعدها وسار حتى المنزل الذي كان نازلا به وهو دار الأستاذ حسن بشير في حي الموظفين بالقرب من المستشفى وبالقرب من سوق "أب جهل"، ولم يكن منزلنا يبعد أكثر من مائتي متر من ذلك المنزل.. بعد أن دخل الأستاذ والجمهوريون إلى المنزل ذهبت إلى المنزل وكانت الساعة قد وصلت إلى الواحدة صباحا تقريبا.. تلك الحادثة وتلك المحاضرات كانت هي السبب في تعلقي بالفكرة الجمهورية إلى أن التزمت في صفوف حركتها بعد ثلاثة سنوات بعد ذلك اليوم..
    فيما بعد علمت من الأخ عبد الله عثمان أن الطبيب الذي قام بخياطة جرح الأستاذ محمود هو الدكتور عبد الفتاح حاج إبراهيم، نسأل الله أن يمد في أيامه ويعافيه..
    سمعت من نقل عن الأستاذ سعيد أنه كان حاضراً أثناء خياطة الجرح وأنه كان يتألم لمنظر دخول الإبرة في الجلد وكيف كان الأستاذ محمود منشغلا بـ "الونسة" مع الطبيب المعالج في تلك اللحظات.. يبدو أنه لم يكن هناك تخدير أو أنه لم يكن كافيا [لسبب من الأسباب] وقد سمعنا يومها بأن الأستاذ لم يكن لديه مانع من أن تكون الخياطة بدون تخدير.. وقد كان الأخ سعيد يحكي هذا المشهد دائما كي يبرز فيه مقدرة الأستاذ على التحمل..

    أشكر الأخ عبد الله عثمان على ما تفضل به في إيراد قصيدة الشاعر الأستاذ محجوب شريف التي يرثي فيه الأستاذ عبد الكريم ميرغني، وقد لاحظ الجمهوريون أنها كأنما قيلت أيضا في الاستاذ سعيد.. ولأن السعيد كان يحب أن يعطي الناس قدرهم فإني هنا أحب أن أعطي الأستاذ محجوب شريف قدره إكراما له وإكراما للسعيد، وكذلك الراحل الأستاذ عبد الكريم ميرغني الذي صار له الآن مركزا لتخليد ذكراه هو "مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي".. أرجو ممن لديه صورة للراحل عبد الكريم ميرغني أن يضعها هنا.. وقد وجدت هذه الصفحة في ويكيبيديا عن الراحل عبد الكريم ميرغني:
    عبد الكريم ميرغني


    الشاعر محجوب شريف.. [منقولة من بروفايل رندا حاتم]


    Quote: الشمس البتطلع بلت ِمنّو ِريقا
    والنجمه البتسطع فيهو تشوف بريقا
    والندى في حركتو يطفيها الحريقه
    ننهل من بركتو زي شيخ الطريقه
    شاييهو و طرقتو والأيدي الصديقه
    ياللا نسد فرقتو
    حب الناس درقتو
    يا موت لو تركتو ! مننا قد سرقتو
    كنا نقول دا وكتو لكنك حقيقه


    وشكرا لكل المتداخلين الذي أثروا هذا البوست، وعشمي أن نقرأ المزيد..
    يتواصل.....

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-26-2007, 11:42 AM)

                  

02-26-2007, 07:42 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    في الزمن المكندك
    والحزن الإضافي
    جينا نقول نفرّق نجي نلقاه مافي؟
    لا سافر مشرّق لا فتران وغافي
    وين عمي البطرّق جواي القوافي
    ياكرسي وسريرو هل مازلت دافي؟
    يا مرتبتو يمكن في مكتبتو قاعد
    يقرا وذهنو صافي


    شكراً دكتور ياسر علي فتح هذا البوست
    الأخوان عبدالله عثمان .. عمر .. د. حيدر .. أبوالريش وبدرالدين.. الشكر أجزله لإضافاتكم الثرة

    سعيد السفر العظيم...الذي وهب كل نفسه وحياته للمحبة وصالح الأعمال...البحر العميق الذي لا ساحل له ولاشطئان
    سمح في حياته....
    سمح في كرمه.....
    سمح في دينه.....
    سمح في مقابلة ضيوفه...
    سمح في كرم ضيوفه......
    سمح في تحمل الأذى......
    سمح في إنصاته.........
    سمح في كلامه...........
    كان كلامه حكمة....
    وصمته عبرة.......
    كان علماً وعلماً....
    عارفا بالله ... حافظا لأقدار الناس
    يحترم الإنسان على إطلاقه

    وسيظل نبراساً للأجيال تنهل من معينه الذي لا ينضب ....
                  

02-26-2007, 07:57 PM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    رحمه الله رحمة واسعة
    وأسكنه فسيح جناته
    التحايا في ذكرى رحيله
    لتلاميذه وأحبابه وأسرته
    وأصدقائه وعارفي فضله
                  

02-26-2007, 09:32 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)



    بعد أذنك أخى عماد ببعض تصرف

    =============
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إلى والدي وسيدي وسندي .. سعيد الطيب شايب
    تلميذ أستاذي الأكبر ، وآيتة العظمي ، ورحمته المجسدة ، وكتابه المدود
    سأكتب ياسيدي هنا ، شوقي وامتناني ، ولا يهمني ما سيقوله عاذلي عن الطائفية والطواف

    أذكر يوم دخلت عليك ، مجلوداً مقهورا من عصابات امن الجبهة ، فأنحنيت تجاهي مرحباً ، والدمع في عينيك، كأبِ طلّ عليه ولده المفقود منذ سنين، وممدت نحوي يدك الرحيمة مواسياً جراحاتي الحسية والروحية ، وأرسلت نحوي شيئاً من عينيك مازلت اتذوق طعمه ، شيئاً جعلني اتذكر الله وانا في ثلاث ظلمات ، ظلمة نفسي، وحلكة الوَحَدة ، وغياهب نجد، شيئاً جعلني أقرأ كتابات استاذي العظيم حرفاً ، حرفا، وأحاول بين الحروف أحيانا.

    يا سيدي دخلت عليك والكبر يملأ أضلاعي ، كبراً مرده بعض معلومات هي في حقيقتها بضاعة مسجاه جازت على عقلي الجهيل، كنت أظنها ثقافة، وبعض أدران واحزان كنت أتخليها معرفة .. فعلمتني كيف أجلس للأكل، كيف أصمت، كيف أسمع ، كيف أحب ، فإن الحب عندك يعدي ، وعلمتني أن ما يقرأ في كتب التسليك والقيم يمكن ان يكون سطوراً في بهاء الجلد ، وماء في اليدين ، وأريجاً في الأنفاس، وعرفت أيضا أنه يمكنني الحصول على تلك الأشياء بالتمرق في بحر عينيك .

    كنت يا سيدي معرضاً للأعياد ، نصافحك صباحاً فتعطي كل منا عيده ، ونعود مساءً وكل منا في كفة سراً من الأسراء، وفي فمه ترياقاً من المعراج، وفي حناياه درازن الحضرات، والكل قد تعطر بخمر شفيفة فواحة فضاحة ، فأمتلات جوانبي أعياداً ، ليتني ادخرتها لهذه الأيام ، فمنذ أنتدابك الأخير نفدت خمرتي وتبخرت أعيادي ، وعاودني المرض العضال .. وعربدت بي الظلمات ، وسُرقت حاسة شمي .. ولم احزن لفقدها إذ لم يعد هنا ما يشم..

    أعطني قبضة من رهافة آذنيك أسمعه بها وهو يتلو سورة الرحمن ، فقد عرفنا ان الله الرحمن تجلى على اهل الجنان فيتلو سورة الرحمن .

    مازلت أحفظ كل الأغاني التي حفظتني أياها .. (أشتريتو الدواء لـــ .. جبتو القهو لـــ... زرت حاجة .... مرضانا ليهو يومين ... ، حرّم ما تمرق الفطور جاهز .. ماسافر وين؟ لا حرّم مافي سفر الأسبوع دا... عندك حق السفر؟.. نعم يا أستاذ، حرّم ما عندك .. شيل من تحتي حق التذكرة والفطور.. زعلان من منو؟ لشينو؟ الزيك انت بقول زعلان .. ولا هو بزعلو منو ) إغاني سموها في الإناجيل الوصايا العشر ، النوع الذي يحب الرب ان يسمع ...

    أأذن لي يأ أبي ببعض الأسئلة التي أحتاج إجابة شافية فيها : كيف أصبح صديقاً لتسع مدن ؟ أوفيهم كله حق الصداقة والإيخاء دون عناء ؟ ثم كيف أشعرهم انهم كلهم أقرب الناس إلي، وأنا اشعر بذلك ؟ متي يا سيدي البس جلباب الرب المسمي بالسلام .. فيدخل علي في كل يوم مائة شخص فوق لولب الثواني الزمنية ، ولا يزعجني ذلك ؟ بأي حجم أصبح حتى اسع أسرار الكون بأطفاله ، كيف أكون زاهداً في هذه الدنيا ورتوشها وأنا أكثر الناس اناقة وجمالا؟

    أن أكبر سراً همست به يوماً في أذيني الأيمن وتسرب للأيسر ايضاً ( أن الرسالة الثانية كلها قائمة على مراعاة خواطر الآخرين) ، وأجمل لوحة عتيقة في معرض فنك ، (تلك المحبة لمتوهمي العدواة قبل الأصدقاء ) وأرقى لحن عزفته في سريرك العظيم فتدوزن في حنايا أذنيّ هو ( تربية الناس بالعينين)


    وعندما ودعتك وانا مغادر مسجدك العظيم .. وقرأت سنواتي التي مكثتها معك ، وأدرت في ذهني ذلك العظموت .. عندها علمت انني قرآت الرسالة الثانية من الإسلام في الجرم البشرى، ونسخة أصيلة من سلسلة تعلموا كيف..، في تجسيد لا يفتقد النقطتين ولا الفاصلة ولاالنقطة الأخيرة

    رجل يؤجل ألحّ الواجبات البيولوجية .. حتى لا يظل الناس وقوفاً خارج غرفته ، لهو حقيق بأن يستغاث به، وجدير بأن يجيب .

    ابنك الذي لا يدعي لك الإخلاص .. ويسغفرك بأن تتجاوز عن عقوقه

    عماد بشرى
                  

02-27-2007, 03:42 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: كنت أحس بفرح غريب و أنا في داره..لم يطب لي طعام في ود مدني الا عند سعيد..كانت له جازبية من نوع خاص جدا!!تشعر وأنت معه أنك في المكان الصحيح وفي الوقت السعيد..لا تريد أن تفارقه أبدا...كان طاقة من حب وفرح غامر للجميع...بسمته كانت تمسح عني العنى و النكد وأحس ببرد السعادة يملأ جوانحي..يا لهم من سعداء الذين عرفوا سعيدا..
    عليك الرحمة يا سيدى من الكريم العزيز


    أستاذي العزيز مسعود،

    تحيتي ومحبتي، وغامر شوقي،
    عندك أيضاً يحس المرء بسعادة غامرة. لا يخلو مجلس أنت فيه من الفكر أو الذكر، أو كليهما معاً. وربما لا يعرف كثيرون هنا أنك أنت من أهديتنا الحبيب الدكتور الباقر العفيف، يوم درسته في الثانوية وأهديته كتاب "القرآن ومصطفي محمود والفهم العصري للقرآن." بفضل الله، ثم بفضلك، وقع الباقر في شباك المحبة الخصبة الخلاقة، محبة الأستاذ محمود، الشجرة الوارفة، طيبة الثمر، التي تؤتي أكلها كل حين.

    كيف لا يسعد مثلك عند الأستاذ سعيد، وأنت السعيد بذكر الأخيار ومعية الأخيار حيثما حل الأخيار. معروف عنك أنك رجل لدارك وأهلك، ولا تخرج للزياة إلا لمن يستحق وقته ممن أفاض الله عليهم بألسنة رطبة وأفئدة ذاكرة وعقول تفلق الحب والنوى، لا تسمع في حضرتها لاغية.

    أخبرك، والقراء الكرام، يا أستاذي الحبيب أنني رأيت الأستاذ سعيد، أو ما رأيته، في وفد كبير من الجمهوريين جاء إلى كوستي، مدينتي الحبيبة، التي عاش فيه الأستاذ محمود دهراً من الزمان. كانت تلك الزيارة في العام 1977. يومها كنت في السادسة عشرة من عمري، أخطو أولى خطواتي كجمهوري يغالب نفسه ليترك ضوء المسارح، مع مفالبات المراهقة الصاخبة. وقتها كنت عرفت في مخيلة أبناء جيلي في كوستي كمغنٍ يشق طريقه سريعاً نحو عالم الفن. وهو عالم، كما تعلم، فيه المبدعين الأصلاء وفيه السفهاء، خفاف الأحلام. كنت وقتها أصلي صلاة العشاء، ثم أعتلي خشبة المسرح لأغني "ياقلبي توب واستغفر الله، "يا نجوم الليل أشهدي،" و "شذى زهر،" "قلت أرحل،" وغيرها من الأغاني، بعضها لوردي، بعضها لزيدان، وأخرى لعبد العزيز المبارك، وغيرهم. ولكن لأمر ما كان جمهوري من المعجبين يحب "يا قلبي توب واستغفر الله." يبدو أن حسي الديني كان يقول لي بأن الغناء سكته محفوفة بالمخاطر.

    وسط تلك الأجواء، لم أترك خشبة المسرح، حتى وأنا جمهوري، على الرغم من نظرة بعض الجمهوريين للغناء باعتباره "غفلة." وقد كان بالفعل كذلك، بمعنى أن معية غير الجمهوريين لم تكن بعمق معية الجمهوريين وحضرتهم في مجالس الفكر والذكر، التي تملؤك من كل أقطارك. ضف على كل ذلك صخب المسرح والأضواء وسحر الشهرة في تلك السن، التي كانت تختلج فيها مشاعر المراهقة مع قوة الفكر الجمهوري وميل نحو اليسار من جهة واليمين من جهة أخرى. كنت أقرأ جريدة "الميدان،" التي كانت تصدر من تحت الأرض. وكان بعض الشيوعيين الناشطين في التجنيد يحرصون على أن أحصل عليها. وكنت بالفعل استحسن قراءتها، على الرغم من تديني بحكم ميراث الأسرة. وكنت وسيد قطب، وأستطيبه ولا أستطيبه، حيث كانت تقربني منه بعض أرائه، وتبعدني منه بعضها. وكنت أقرأ لزرادشت وسيد سلامة. كل ذلك مع "طريق محمد،" و"تعلموا كيق تصلون،" و "الإسلام والفنون،" من كتب الجمهوريين.

    كل هذه الأجواء كانت يمكن أن تأخذني في أي من الاتجهات الثلاثة باستثناء سكة الأستاذ محمود، أم السكك. كان يمكن أن أصبح مغنياً، لأنني كنت "حيدر كوستي،" في نفس الفترة التي بدأ فيها نجم "حيدر بورتسودان،" يسطع من الشرق. وقد كان سلوكي لتلك السكة في حكم المؤكد عند كثيرين من المعجبين والمعجبات!! وكنت مزهواً بذلك الأعجاب بطبيعة الحال. وقد زهوي زهواً فوق زهو بعد أن إذيع أدائي في برنامج "ساعة سمر،" في استضافة الأستاذ عمر عثمان. لكل ذلك لم يكن هناك أمر أشق علي في التزام الفكرة الجمهورية مثل ترك الغناء. والغناء ليس منهي عنه عند الجمهوريين، لذلك لم يطلب مني أحد تركه. ولم أترك الغناء في المسارح إلا بعد أن اقتنعت بنفسي أنه يجب علي تركه. ولم يكن ذلك إلا بعد أن رأيت أستاذ سعيد على رأس الوفد الكبير الذي زار كوستي في ذلك العام، 1977.

    وكان يمكن أن أصبح شيوعياً لأن مزاجي الصوفي، وميراثي المشاعي منه، كانا يدعواني إلي الشيوعية بلسان إشتراكي مبين. وكان يمكن أن أصبح أخاً مسلماً لأنني كنت أحب ثورية سيد قطب واستشهاده في سبيل قناعاته، كما كنت معجباً بأفكار حسن البنا، على نفور مني عن أرائهم السلفية. ثوريتهما كانت تأخذ مني اللباب. أما سلفيتهما فكان تتنفرني عنهما نفوراً غلب في نهاية المطاف ميلي إليهما. وكدت أن أصبح شيوعياً، لولا لطف من الله عظيم! وشاءت قدر الحكيم أن أصبح جمهورياً حيث وجدت ثورة علمية حقيقية عند الأستاذ محمود ووجدت عنده صوفية أهلي الختمية والعركيين، ووجدت عنده مفهوم الإشتراكية بعمق ناقد للفكر الماركسي. فتلاقت عند فكر الأستاذ محمود تطلعاتي الفكرية العلمية وتطلعاتي الدينية، حيث يمكن أن أكون إشتراكياُ ومتديناً في آن معاً. ولم تفلح محاولات الإخوان المسلمين ولا الشيوعيين في تجنيدي بعد ذلك، وقد كنت قاب قوسين أو أدني من أحدهما أو الآخر.

    كان بصحبة أستاذ سعيد في ذلك الوقت كبار المنشدين الجمهوريين، مثل عبد الكريم على موسى (كرومة)، وكان معه من كبار الجمهوريين الأستاذ جلال الدين الهادي، والأستاذ الباقر الفضل، والدكتور عبد الله النعيم وغيره من كبار القيادات الوسيطة، وعدد لا يقل عن خمسين من كافة قطاعات الجمهوريين والجمهوريات. كانت زيارة مهيبة. أنشد فيها عبد الكريم على موسى، كما لم ينشد من قبل. وقد استمتع الوفد بكوستي وأمتع أهلها، وأمتعني جمهورياً جديداً أقول مع القائل "وإني خلفكم أعدو أنادي آخر الركب، قفوا لي لا تضيعوني فإني طالب القرب." وكنت قد سمعت هذه القصيدة الجميلة، أو ما سمعتها، من الأخ المنشد الهميم أحمد خالد، الذي يؤديها بأداء متفرد لا ضريب له. استمع الوفد بضيافة أهل كوستى، عمنا محمد الحسن الطاهر عليه الرضوان، وعمنا عباس الحلو، أطال الله عمره، وعزيزنا الطيب محمد الحسن، وغيرهم من جمهوريي كوستي الأفاضل.

    في تلك الزيارة بدا لي واضحاً بأن سعادتي بالإنشاد لا تعدلها أي سعادة على خشبة المسرح. وأن معاني الإنشاد لا تضاهيها أي معانٍ في الغناء. وأن ألحان الإنشاد مموسقة بدرجة عالية من التطريب الكورالي الذي لا يضاهيه أي نسق من الأغاني أو المدايح التي سمعتها. أما ألق الأستاذ سعيد الطيب الشايب فقد مان طاغياً، يدفع بأصوات المنشدين إلى رحاب رحيبة. فكأنه كان يبث فيه نفساً من أنفاس الرحمن، وكأنه عازف المزامير للمنشدين. وكان عزفه المهيب، في إدارته لجلسات الإنشاد، وجلوس د.عبد الله وغيره من الجمهوريين على الأرض، مستمعين ومستمتعين، عزفاُ كما العزف المنفرد. كان آسراً ومهيباً لدرجة لا تحويها العبارة. كانت سعته الواسعة في التخاطب وتسيير الحال في، أريحيه وتواضع ومحبة غامرة للغير، كأنها الموسيقى، تجعلني أفكر، وأشعر، لا بعقلي وحده، ولا بقلبي وحده، بل بكل خلجة من خلجاتي وكل ذرة من ذرات جسدي، وكأن جسمي كله قد صار قلباً ينبض بالحياة من كل الأقطار.

    هناك، في كوستي، قررت أن أترك الغناء في المسارح (وأبقيت عليه في الجلسات الخاصة). وقررت أن أقاطع لمن واصلت أيام غفلتي، لأنه لا يواصل العزال إلا مقاطع!!

    وللحديث بقية، "والقلم لهيو رافع!"
                  

02-27-2007, 02:14 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Haydar Badawi Sadig)


    أحب اجترار تلك الأيام، واعادة مذاقها إلى فمي كل ما تسنح لي الفرصة... أبحث عن طعم الراحة والسعادة الحقيقة التي شعرتها بين جنبات ذلك البيت السعيد..
    كانت الرطوبة عالية، المروحة متوقفه الشبابيك مغلقة.. والصالون مظلماً... ومن بين قطرات العرق الكثير المنهمر من بين جنبات العقل المتجمد الباحث عن الحق والحقيقة، كانت تتسرب المحبة بارده مثل نسيم عليل جاء من أقاصي الشمال.. وكانت ضياء الحق والحقيقة تضيء ظلمة المكان، وظلمة عقلي الذي ظل معتماً... كان ذلك حال صالون أستاذ سعيد في تلك الأيام الحارقة من الصيف الحارق في السودان.. كنت على الرغم من ذلك، أقتلع نفسي اقتلاعاً من داخل الصالون لأداء واجباتي في البيت، وغالباً لا أتذكر أن أقوم بهذا إلا حين أشعر أن وجودي يمنع استاذ سعيد من النوم.. كنت أقي النهار بأكمله هناك... افطر مع استاذ سعيد وابقى هناك حتى المغرب.. أخرج قليلاً واعود مره أخرى وابقى حتى الجلسه، واخرج قليلاً لأعود لأبقى حتى عشاء أواخر الليل... أذهب بعدها لاضع رأسي المثقل بالكثير بعد عناء يوم كامل... استلقي فيها لساعتين او نحوهما، لاستيقظ مع اذان الفجر، اصليه حاضراً رغم أني لا أصلي أي من الصلوات الأخرى!! ولم انتبه حقاً لهذا الأمر إلا بعد ان عدت إلى الأردن حيث كنا في ذلك الوقت.. ما الذي كان يجعلني حريصة على الصلاة حاضراً والاستيقاظ لصلاة الصبح، ومن ثم أنسى باقي صلواتي !؟ هل هي لأنها صلاة بخمسين ألف صلاة؟ أعتقد انها كانت كذلك...
    اصبت بعد ثلاثة أيام من مواصلة النوم المتقطع القليل بصداع نصفي حاد، كان أصلا يزورني... وقد ساهم التعب وقلة النوم مع تعود الجسد على الراحة والنوم في أن تكون نوبته مزعجه وعارمه.. أرسل أستاذ سعيد يسأل أين مريم؟ لم أعرف أنه سأل ولكنهم أخبروه أني أعاني الصداع النصفي.. أرسل لي بحبة، لا أدري ماهي ولم اسأل فقط ابتلعتها ونمت.. استيقظت مع الفجر مره أخرى.. ذهبت مترنحه لأصلي معه... سألني كيف أنا.. وذكرني أن هذا الصداع هو مثل صداع أبي الذي كان يناوبه في المعتقل.. دعى لي بالصحة.. وعدت أدراجي مترنحه.. استيظقت صباحاً مثل البمب على الرغم من اني قد هيأت نفسي لثلاثة أيام من الصداع، فزائري لم يكن أبداً يكتفي بيوم واحد معي...
    من العجيب أن تتكرر التجارب بمثل هذه الدقة.. وأعلم علم اليقين أن لا صدفه في هذا التكرار... حكى لي والدي أنه زار الأستاذ مره ووجده وحده.. وحضرت وجبه كانت تكون من ملاح "ثلج".. وكسره.. بدأ الأستاذ في وضع اللقم في فم والدي.. وسأله إن كان يأكل الشطه؟ وبعدها بسنين عديده.. زرت أستاذ سعيد، وكان الغداء ملاح "ثلج" وقراصة... ووضع أستاذ سعيد اللقم في فمي .. وسألني إن كنت آكل الشطه؟... اذكر أيضاً أن والدي أراد البقاء مع الاستاذ ولم يشأ ان يعود لمواصلة دراسته في بريطانيا... وان الاستاذ قال له، بما معناه..إنت معاي بجاي هنا بروحك.. وفي اتصال بيني وبين استاذ سعيد وانا اتحدث من الأردن.. سألني إن كنت في الخرطوم لأن صوتي قريب منهم...ولا صدفه.. واحب أن افكر في الأمر كأنه إعادة تاريخية مقصودة..

    أستاذ سعيد غير في حياتي ووجهها بصورة أعجز عن أضع لها وصفاً ورسماً.. ولكنها حدثت... سلام عليه في العالمين.. وينفعنا بجاهه...

    مريم بنت الحسين

    _________________
    وأتيت أسألكم.. زاداً لترحالي
    مالي أذوب جوىً.. في حبكم مالي
                  

02-27-2007, 12:10 PM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: رجل يؤجل ألحّ الواجبات البيولوجية .. حتى لا يظل الناس وقوفاً خارج غرفته ، لهو حقيق بأن يستغاث به، وجدير بأن يجيب .



    ابنتك التي لا تدعي لك الإخلاص .. وتسغفرك بأن تتجاوز عنها عقوقها
    مريم





    ألاف الشكر عماد، واستاذ عبدالله عثمان ..
                  

02-27-2007, 02:14 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)


    أحب اجترار تلك الأيام، واعادة مذاقها إلى فمي كل ما تسنح لي الفرصة... أبحث عن طعم الراحة والسعادة الحقيقة التي شعرتها بين جنبات ذلك البيت السعيد..
    كانت الرطوبة عالية، المروحة متوقفه الشبابيك مغلقة.. والصالون مظلماً... ومن بين قطرات العرق الكثير المنهمر من بين جنبات العقل المتجمد الباحث عن الحق والحقيقة، كانت تتسرب المحبة بارده مثل نسيم عليل جاء من أقاصي الشمال.. وكانت ضياء الحق والحقيقة تضيء ظلمة المكان، وظلمة عقلي الذي ظل معتماً... كان ذلك حال صالون أستاذ سعيد في تلك الأيام الحارقة من الصيف الحارق في السودان.. كنت على الرغم من ذلك، أقتلع نفسي اقتلاعاً من داخل الصالون لأداء واجباتي في ال
                  

02-27-2007, 08:40 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: عبدالله عثمان)

    الله، الله، اللــه
                  

02-27-2007, 09:42 PM

معتصم الطاهر
<aمعتصم الطاهر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    اسمحوا لى بأن أحكى قليلا

    أرى أنى أكثر من عاصره فى فنرة منتصف التسعينات ..
    فقد كنت ألقاه يوميا منذ فبراير 96 وحتى يونيو 97
    ومرتين يوم الأربعاء ..

    دخلت منزله يوما مع بدر الدين و أزهرى محمد على ظللت صامتا حينها
    ولم يعرفنى أحد ..

    بعد شهر وكنت مرهقا حضرت اليه فى المنزل فى الصباح الباكر
    لما لم أجد سيارة ة أمام المنزل أوقفت سيارتى بعيدا

    كان الانشاد مريحا
    جلست
    أعطونى كباية الشاى .. ولقيمات ..
    ولما خلص الانشاد والقرآن ذهبت
    تقدم معى أحد الشباب حتى البوابة

    لم يسألنى أحد من أنا ..

    غدا بدأت مبكرا الذهاب للورشة
    لأقضى وقتا مريحا عنده

    ولم أتوقف حتى رحلت من المدينة ..

    أواصل ...
                  

02-28-2007, 09:07 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 23222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: معتصم الطاهر)

    اذكر جيدا يامعتصم تفاصيل تلك لزيارة
    بصحبتك انت والشاعر ازهرى محمد على
    وكم ادهشنى استاذ سعيد الشايب بمعرفته
    بغنا مصطفى وشعراء مصطفى وقد تكررت
    زيارتى لسعيد وكم كنت اخرج منه مغسول الهموم
    بهذا انا مدان بالفضل لاخى واستاذى مسعود محمد على
    الذى حرضنى على زيارة سعيد الشايب
                  

03-01-2007, 00:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة:


    تلقى أستاذنا سعيد تعليمه الأولي والأوسط في مدينة ود مدني والتحق بالمدرسة التجارية الثانوية في أمدرمان وتخرج منها محاسبا.. وقد عمل في حسابات بعض المصالح الحكومية منذ بداية الخمسينات، ولكني أذكر جيدا عمله في حسابات المديرية في ود مدني.. لم أحضر الفترة التي كان فيها مثل غيره من الموظفين يلبس اللبس الأفرنجي، فالذي كنت قد رأيته منذ بداية معرفتي به في عام 1972، هي أنه يذهب إلى العمل بالجلابية والعمة، وقد تدرج في السلم الوظيفي حتى بلغ رتبة رئيس حسابات على ما أذكر.. الشاهد في الأمر هو أن الموظفين من ذلك الجيل، وبتلك الرتب الوظيفية كانوا من الميسورين ماليا، وكثير من كبار الموظفين يستطيع أن يسكن في منزل حكومي، وكثير منهم يستطيع أن يبني منزلا وأن تكون له سيارة.. أستاذنا سعيد لم يسكن في منزل حكومي ولم يقم ببناء منزل خاص به ولم يكن يملك سيارة.. ومنذ أن عرفته كان يحضر إلى أمدرمان في عصر الخميس ويقضي بها الجمعة ويرجع إلى مدني في صباح السبت ليذهب مباشرة إلى العمل.. أما إجازاته السنوية فقد كان يقضيها في أمور تتعلق بحركة الجمهوريين، فقد كان مثلا يوقِّت إجازاته لكي يتمكن من مرافقة الأستاذ محمود في رحلات لشتى بقاع السودان بغرض إلقاء المحاضرات وتوزيع الكتب وقد شهدت بنفسي آخر هذا النوع من النشاط كما جاء في واحدة من مداخلاتي بعاليه.. قام سعيد بقيادة كثير من الوفود التي ضمت بعض كبار الجمهوريين مثل الأستاذ جلال الدين الهادي والأستاذ الباقر الفضل وكثير من قياديي الصف الأول مثل الأخوان إبراهيم مكي، وعصام الدين عبد الرحمن، وعبد الرحيم الريح، وعبد الله أحمد النعيم وغيرهم.. تقارير هذه الوفود الكتابية محفوظة وآمل أن ترى النور في حركة نشر الوثائق التي أهتم بها بصفة خاصة.. ولكن لحسن التوفيق فإن بعض الكتب التي نشرتها حركة الجمهوريين مثل كتاب "قضايا كوستي هدية لشعبنا" يحكي كثيرا من أوجه النشاط الذي قاده الأستاذ سعيد، والكتاب نفسه من صياغة وإعداد الأستاذ سعيد الطيب شايب..
    قام الأستاذ سعيد على رأس وفد كبير من الجمهوريين إلى كوستي في نوفمبر 1973 وهذه الصورة تظهر أعضاء الوفد إلى جانب الجمهوريين من مدينة كوستي.. تقريبا هذه هي الهيئة والصورة التي عرفت بها أستاذنا سعيد عندما جئت إلى الحركة الجمهورية في عام 1972:


    الواقفون في الخلف من يمين المشاهد: محمد المبارك، جمعة حسن، عبد المطلب بلة زهران، سعيد الطيب شايب، خالد الحاج عبد المحمود، إبراهيم يوسف، محمد عثمان سليمان
    الجالسون أمامهم من اليمين أيضا: جبريل محمد الحسن، نجم الدين الحكيم، محمد الحسن الطاهر، إبراهيم جابر، عباس عيسى الحلو، جبريل يوسف
    الجالسون على الأرض: الطيب محمد الحسن أحمد المصطفى دالي، صلاح محمد عثمان، فايز عبد الرحمن


    وأشكر كل الكرام الذي دخلوا معلقين في البوست وآمل أن نقرأ المزيد من الذين عرفوا الأستاذ سعيد أو لديهم انطباعات عنه خاصة من أبناء مدني..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 03-01-2007, 00:27 AM)

                  

03-01-2007, 04:20 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    الشاهد في الأمر هو أن الموظفين من ذلك الجيل، وبتلك الرتب الوظيفية كانوا من الميسورين ماليا، وكثير من كبار الموظفين يستطيع أن يسكن في منزل حكومي، وكثير منهم يستطيع أن يبني منزلا وأن تكون له سيارة.. أستاذنا سعيد لم يسكن في منزل حكومي ولم يقم ببناء منزل خاص به ولم يكن يملك سيارة..

    أنعم بها من سيرة!!

    سعيد من رأي المشهد، وصار بكله يشهد

    عزيزي دكتور ياسر،
    تحيتي ومحبتي وغامر شوقي لك وللأسرة الكريمة.
    ثم شكري الوافر على نفحاتكم هذه، من صاحب السعادة، أستاذنا السعيد. فاتني أن أشكرك في مداخلتي الفائتة. لأنني هممت بشكرك أثناءها، ربما ظننت أني فعلت حين تمامها. وكثيراً ما يحدث لي ذلك حين أكون منغمساً في مادة "تكتبني،" بدلاً من أن أكتبها. والكتابة في هذا المنبر عموماً من هذا الضرب من ضروب الكتابة عندي. أما الكتابة عن سعيد على وجه الخصوص، فهي كتابة يكتبها هو لأن سيرته كانت هي الكتاب المفتوح الذي لا يقضى منه الوطر ولا تنقضي عجائبه. نعم، كان سعيد الطيب شايب مصحفاً يمشي بين الناس.

    الصورة التي وفرتها لنا هنا صورة حبيبة إلى نفسي من عدة وجوه. فهي لا تضم نخبة من أميز الجمهوريين فحسب، بل هي صورة أخذت في كوستي، حبيبة الأستاذ محمود، التي عاش فيها دهراً من ستينات القرن الماضي. وهي حبيتي التي ضمتني بين ضلوعها، ونشأتني، وعلمتني، وثقفتني، وهيأتني لملاقاة الجمهوريين، ثم حلمتني إليهم في حنو غريب، ورقة ناعمة، على الرغم من الأحزان والآلام التي كان يكابدها الوطن، وكنت أكابدها فيها، والكل يمتخض في أحشاء الإنسانية. حبيبتي، كوستي، التي عاش فيها، ومعها، الاستاذ محمود احتضنت، وظلت تضم في حنو، عددا مقدراً من أميز الجمهوريين.

    يتوسط الأستاذ سعيد الواقفين. وعلى يمينه مباشرة الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود والأستاذ إبراهيم يوسف، (وهما من قيادات الصف الأول، وإسهاماتهما في الحركة الجمهورية إسهامات كبري سيسطرها التاريخ بأحرف كبيرة من نور وضئ)، ثم الأستاذ محمد عثمان سليمان،أبو الريش، العضو بهذا المنبر، وقد ألتزم الفكرة الجمهورية في سن باكرة كما تبين هذه الصورة التاريخية. وهو الجمهوريين الذي انتموا للحركة في العام 1969. أي أنه التزم الفكرة الجمهورية قبل كل الجمهوريين من أعضاء هذا المنبر!!! نعم، هو أقدم جمهوري في هذا المنبر. وهو أيضاً من الأعضاء الراسخين في هذا المنبر. وهو من أوائل المبشرين بالنشاط بالفكرة الجمهورية عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، بما فيها المنابر الإلكترونية.

    وعلى يسار أستاذ سعيد مباشرة يقف الأستاذ طلب بلة زهران، وهو من أميز الجمهوريين، عرف عنه صبره الشديد على حملة الكتاب. ويمكن أن يطلق عليه "سيد الحملجية" وسط الجمهوريين. ذلك لأنه كان يصبر على حملة الكتاب لدرجة غريبة. وكان كثيرون من يتفادون أن يكونوا في تيمه، لأن من يكون في تيمه سيجوع ويعطش، ويمشي كما تمشي الدواب، دون كلل أو ملل، أو رهق. وهناك ملحة تحكي عن تقشف أستاذي طلب بله، وهو أستاذ جامعي متميز. قيل أن من كان يسير معه في حملة الكتاب جاع جوعاً مهلكاً فطلب منه أن يتوقفوا ليأكلوا شيئاً. فتوقف طلب عند أول بائع خضروات، وأشترى "عجورة،" وقسمها إلى نصفين، وأعطى النصف لرفيقه في حملة الكتاب، قائلاً "والله غايتو جنس دلع، وجنس غفلة.." هذه رواية من روايات كثيرة عن تفاني طلب. ويليه في الواقفين الأستاذ جمعة حسن، عليه الرضوان، وقد ورد ذكره في مقالة العم يونس الدسوقي التي نشرها كتبها الأخ عمر القراي ونشرها الحبيب عبد الله عثمان. وجدير بالذكرأن يعرف القارئ أن كل الكتب التي وصلته من الجمهوريين مرت عن طريق جمعة حسن لأنه كان المسؤول الأولى عن طباعة كتب الجمهوريين. ويقف الأخ الكريم محمد المباركK، وهو جمهوري هميم، كريم، صادق، من السعايدة، المحبين لسعيد، المخلصين له، قبل وبعد الممات.

    أما الجالسين في الوسط فهم، من الشمال، الأستاذ جبريل يوسف (مقرئ الجمهوريين الأول)، وعمنا الحبيب عباس الحلو (وهو حفيد الحلو، أحد خلفاء المهدية، وأصبح جمهورياً بعد أن كان من أميز الأنصار في مدينة كوستي)، يليه الأستاذ الكريم إبراهيم جابر، ثم عمنا الأستاذ محمد الحسن الطاهر، عليه السلام.

    وعند عمنا محمد الحسن الطاهر تسيل الدموع ويطيب الجلوس، ومهذب أمامه يكون الكلام، لأن جميع أغانيي وسط الجمهوريين اتكالهن كان عليه. لقد كان لذلك الرجل المهيب الفضل العميم في أن أصبح، وأظل، جمهورياً. كان مهيباً بكل معنى الكلمة. رجل عصامي سعى من قاع الفقر المتقع سعياً حثيثاً إلى أن أصبح من أثرى رجال كوستي. وصار من أميز الاتحاديين. علم نفسه بنفسه، فصار من أميز من يقرأون ويكتبون ويتكلمون.

    حين أصبحت جمهورياً كان هو على قمة هرم قبادة الجمهوريين في كوستي. وكان هناك في القمة مع أثرياء كوستي. ولكن هناك مشهد لن أنساه ما حييت شاهدته في أوائل أيام التحامي بالجمهوريين. وكنت وقتها ملحاحاً، لا يحتمل اسئلتي المزعجة، و"لياقتي" في الإصرار على أن أجد لها إجابات شافية، إلا رجل بسموق وقوة عمنا محمد الحسن الطاهر. لم يكن يمل سماع أسئلتي على الإطلاق. ولم يكن يمل أن أجالسه على الإطلاق. ولم يكن ذلك ليكن لولا أنه أسرني بمشهد فيه هو جالس على برش مهترئ، أيما اهتراء، في دار الجمهوريين المتواضعة بحي المرابيع، وهو يأكل "فول مصلح" وفتافت الرغيف على البرش تداعبها أصابعة الطرية غير مبال بثرائه ومكانته بين الناس. لم يكن يعرف عمي محمد مكاناً أكرم إليه أو موطئاً يرتاح فيه غير الأماكن التي يعمرها الجمهوريين. وكان محباً لزوجه الكريمة عائشة أيما حب. وبسبب ذلك قدر لهما أن يمضيا معاً إلى البرزخ، في نفس اليوم، إثر حادث حركة لم تتقطر منهما فيه قطرة دم فيما سمعت. مضياً في بداية التسعينات، وكأنهما نائمين، فيما روى لي الراوي. أرجو أن نكتب عن عم محمد الحسن الطاهر في هذا المنبر في مقبل الأيام. ربما أستمر في الكتابة عنه في خيطي عن كوستي. أرجو مساعدتكم لي في هذا الخصوص، لأنك، في ظني، تعرف عم محمد معرفة عميقة.

    عزيزي ياسر، أكاد لا أتمالك نفسي وأن أكتب عن عم محمد، ذلك لأنني أشعر بأن أستاذ سعيد هو الذي يكتب. وأنت العليم بالعلاقة العميقة التي كانت تربط بينه وبين عم محمد. سيرة هذين الرجلين من سيرة بعضهماالبعض، وسيرتهما معاً طرف يسير من سيرة الأستاذ محمود محمد طه. فلتعذرني إذا استرسلت وأطلت. وهل لمثلي غير أن يطيل المسير والمكوث والتمرغ على التراب الذي وطأه هؤلاء!! موطأهم هو الموطأ، الذي لم يكن موطأ مالك إلا مقدمة قصيرة له!! ويجلس على يسار عمنا الأستاذ محمد الحسن الطاهر، الأخ الحبيب نجم الدين الحكيم، الرجل العصامي، الذي لا يعرف غيرالرزق الحلال إليه من سبيل.

    ويجلس على يسار نجم الدين هو الباشمندس جبريل محمد الحسن، وهو جمهوري صميم، ظل على قناعة بأن تخاذل الجمهوريين بعد التنفيذ أمر لا بد من الاعتراف به ومعالجته. وظل يناقش أستاذ سعيد حول هذا الموضوع بصدق ووضوح وصمامة لا تقبل المجاملة، ولا تخرج عن حدود اللياقة والأدب، مثل ما فعل بعضنا. كان يختلف مع الأستاذ سعيد، ولكنه كان يحبه ويحترمه ويتأدب معه. كم أشتاق لأحتضان أخي الحبيب جبريل، هذا الرجل الصميم، الذي لا يجامل في الحق، ولا يتحامل على الناس في سبيله.

    والجالسون على الأرض من اليسار هم: أستاذي الحبيب فائز عبد الرحمن عبد المجيد، الذي علم أجيالاً في مدارس كوستي. وهو يقيم الآن مع زوجته الكريمة الدكتورة أسماء محمد الحسن في مدينة الأسكندرية بولاية فرجينيا. وهو من الجمهوريين الأفذاذ الذين أثروا منابر الفكرة الجمهورية بكل نفثاتها في كل أرجاء السودان، من الخرطوم، نيالا، الأبيض، الدلنج، كادوقلي، والفاشر، القضارف، كسلا، محمد قول، وعطبرة، وكثير من قرى الجزيرة، وأربجي التي تضم أهله الكرام، وكثير من القرى والحضر التي أعجز عن حصرها. وويجلس على يساره الأستاذ الجليل صلاح محمد عثمان، الذي يصح بحقه قول ما قيل عن الأستاذ فائز، فهو أيضاً من المعلمين الأفذاذ، الذي علموا أجيالاً متعاقبة في مدارس كوستي، ثم اليمن.

    ويلي الأستاذ صلاح الأستاذ أحمد مصطفي دالي، الرجل العظيم، الصادق، الداعية المتفرد، الذي ساهم في ترسيخ المنابر الحرة في السودان إسهاماً متفرداً. يعرفه كثيرون من أعضاء هذا المنبر الحر! وهو، بلا منازع، أول من جعل لمفهوم "ركن النقاش،" معنى حقيقياً في جامعة الخرطوم، بعد أن أسس هذا لهذا الضرب من ضروب المنابر الحرة الأستاذ عبد الرحيم الرحيم في أواخر ستينات وأوئل سبعينات القرن الماضي. ويقيم د.دالي في الدوحة، قطر، مع زوجته الكريمة سمية محمود محمد طه وإبنتهما فاطمة على مقربة من إبنتهما آمنة التي تدرس في الجامعة الأمريكية في دبي.

    وأخيراً، وليس آخيراً، يجلس أخي الحبيب الطيب محمد الحسن. هذا الرجل الكريم، الفذ، سريع النهمة، الذي تشعر وأنت في بيته بأنك صاحب البيت وهو عابر سبيل، يزور البيت. هكذا كنت أشعر في بيت أخي الأستاذ الطيب محمد الحسن، شقيق الدكتورة أسماء محمد الحسن، زوجة الأستاذ الحبيب فائز عبد الرحمن.

    والطيب يجسد هذا الإسم بأصالة لا تخطئها عين الأعمى. رجل سمح السجايا، كما السعيد. نعم، كان هو سعيد كوستي، تأسياًَ بسعيد مدني. لا تدخل بيته في أي وقت إلا وتجد الأمن والأمان. وحين تهم بالقيام بعد سبعة ساعات من الجلوس، يقول لك "ياخ مالك مستعجل، أقعد، أقعد، أقعد، تعال ننشد، وبعد نشرب شاي، خلاص العشا انهضم." أي والله، شاي "بلبن بعد العشاء. أما شاي بت الزين، أمنا، أم الطيب محمد حسن السامقة، عليها السلام، فقد كان شرباً من مشاريب الإطلاق. أما قصة "بت الزين،" نفسها فإني سأترك لنسيبها عبد عثمان متعة الحديث عنها. وهي قصة ستملأ صحائف هذا المنبر صحيفة صحيفة، ثم يبقى منها كثير مما لا يحسن الحرف أن يتقصاه.

    الطيب ثمرة طيبة، من أم طيبة، من أب طيب، عظيم، كريم، أحب الأستاذ محمود محمد طه من أول نظرة، ثم ظل وفياً له إلي أن التحق بالرفيق الأعلى في العام 1966 في المكنية، التي ذهب إليها زائراً من كوستي معزياً، ومحييا لكل أهله، كأنه ذهب لوداعهم لا للعزاء في وفاة قريب له! هذه أيضاً حياة أخرى، تكتب في صحائف لست من حذاق الكتابة فيها مثل عزيزي عبد الله عثمان. ويقيم الطيب اليوم في مدينة كوستي مع زوجته الكريمة نايلة الجعلي وأطفالهما الأكارم!

    جرى حرفي بالكثير عن أهل كوستي من الجمهوريين لأنني منهم. ولأنهم سبب كوني جمهورياً -أو بالأحرى سبب كوني ما زلت أحاول أن أكون جمهورياً- اليو، فإنني سأظل حبيساً في أسر محبتهم ما حييت. وما أسعده من محبس، لا يدخله إلا سعيد!!! وسيرة هؤلاء الجمهوريين من كوستي هي من سيرة الأستاذ سعيد، الذي لولاه لما أصبح كل هؤلاء الجمهوريين جمهوريين. ولولاه هو، ولولاهم هم، لما كنت في عداد من يحاولون أن يصبحوا جمهوريين!

    أسال الله أن يجعلني وإياكم من السعايدة، السعيدين بذكر أهل كوستي، و ومن الواهبين العمر في محبته ومحبتهم، التي تتقطر من محبةالله، من ذاته المطلقة، إلي ذاته التي تقيدت وتجسدت في رسوم وجسوم وقلوب وعقول هؤلاء القوم الكرام.

    وهكذا يتحدث الأستاذ سعيد، وإن ظننت أنني المتحدث!!

    بشرى لمن أحب سعيد، الذي شرفنا الله بمعرفة قدره ومقداره، أيما شرف!

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 03-01-2007, 05:25 AM)

                  

03-01-2007, 09:20 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    يرفع، لأجل أصحاب السعادة، الذين قال العارف في حقهم:

    مجانين، إلا أن سر جنونهم عجيب، على أعتابه يسجد العقل
                  

03-01-2007, 09:45 PM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    يكفى أن مدينة ود مدنى كلها قد

    لقبته بالرجل الفاضل ! .. فياله

    من لقب ! . ويالها من شهاده! من

    مدينه طاهره وعريقه .. فى حق من

    يستحقها !..

    ما أسعد ودمدنى كلها بك ياسعيد!
                  

03-02-2007, 02:44 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    عزيزي مأمون،

    تحيتي ومحبتي وعوداً حميداً.

    سعيد من يراك عضواً بإسمك الحقيقي، يا طيب. والتحية لأبي الطيب، العزيز لطفي على لطفي، الذي من بابه دخلت علينا هنا في هذا المنبر. يا مرحبا، يا مرحبا، يا مرحبا، هذا الحبيب أتى وكان مغيبا
                  

03-02-2007, 09:16 AM

ابو خالد

تاريخ التسجيل: 02-11-2007
مجموع المشاركات: 217

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    رحم الله طيب الذكر ، الأستاذ سعيد الشايب ، فقد كان رجلا خلوقا، سمحا، ورمزا للأصالة السودانية ونكران الذات. ننتهز هذه السانحة لنترحم ايضا على روح اخونا وزميلنا المهندس/ عز الدين ميرغني، الذي زاملنا بالمؤسسة الفرعية للحفريات . تميز ميرغني رحمة الله عليه بدماثة الخلق، واشتهر اثناء وجوده بالنقابة بالسعي الحثيث الى مساعدة الاخرين وتذليل العقبات التى تقابلهم.
                  

03-02-2007, 12:48 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    بعد مواقف الجمهوريين الواضحة بخصوص حادث طالب معهد المعلمين العالي الذي تمخض عنه حل الحزب الشيوعي والأزمة الدستورية وجدت كثير من القوى، الداخلية والخارجية، الفرصة للتشويش على الجمهوريين، وقد كان رأس السهم في هذا السعي هم الأخوان المسلمون.. وقد كان الواعظ عطية محمد سعيد واحدا من هؤلاء.. لقد كتب الأستاذ سعيد الطيب شايب في جريدة "الرأي العام" عن السيد عطية محمد سعيد ما أود أن أثبته في هذا البوست وكان قد نشر أيضا في كتاب من كتب الجمهوريين عنوانه "الميزان بين محمود محمد طه والأمانة العامة للشئون الدينية" وهو كتاب من إعداد خمسة من الجمهوريين ونشر في ديسمبر 1974..
    Quote: ((الرأي العام 14/11/1967م "مناظرات" حول دعوة مناظرة "للأستاذ محمود محمد طه"))
    اطلعت على دعوة السيد عطية محمد سعيد، للأستاذ محمود محمد طه، لمناظرته، تحت الشروط التى عددها- وألاحظ أن الدعوة جاءت قلقة، ومضطربة، بسبب عقدة تقصير عانى منها السيد عطية، نتيجة مواقف وقفها بمدينة القضارف، أذكر منها:
    1. أن السيد عطية كان موجودا بالقضارف، حين وصول الأستاذ محمود اليها، وقد طلب اليه نفر من المواطنين مواجهة الأستاذ محمود فى محاضرته، بالنادى الأهلى، مساء ذلك اليوم السبت 25 نوفمبر، ولكنه اعتذر بسبب سفره لدوكة، أو عصار، على ما أذكر.
    2. حينما عاد السيد عطية للقضارف، وجدها واقفة على قدم وساق مع الأستاذ محمود، حيث يتحدث لمواطنيها فى محاضرته الخامسة، مساء ذلك اليوم، الأربعاء 29 نوفمبر، بدار المعلمين عن "أسس دستور السودان".. فبدل أن يحضر السيد عطية، لمواجهة الأستاذ محمود، بدار المعلمين، ذهب ليقيم محاضرة فى نفس الوقت عن "محمود محمد طه فى ميزان الاسلام" قوبلت بالاستهجان والاستخفاف لعدم الجدية فى المواجهة.
    3. فى هذا الظرف أرسلت أنا – كاتب هذه السطور – وليس الأستاذ ذا النون جبارة – خطابا للسيد عطية، عن طريق جبهة الميثاق، اقترحت فيه قيام مناظرة نواجه فيها بعضنا تحت عنوان: "عطية محمد سعيد ومحمود محمد طه، يتناظران عن ماهية الاسلام". كما أقترحت النادى الأهلى مكانا للمناظرة، لامتيازه بحسن الموقع، وتوفر الاضاءة. وتركت للسيد عطية، وأخوانه، حق الاعتراض عليه، ومع ذلك، اعتذر السيد عطية أيضا بسبب السفر.. وقد أعلنت بنفسى صورة خطابى، واعتذاره، على المواطنين المجتمعين مع الأستاذ محمود بدار المعلمين..
    وكأثر لرد فعل الظروف التى أوجزتها بعاليه، وما نشأ عنها من تعليقات بالقضارف، جاءت دعوة السيد عطية، المشروطة، لمناظرة الأستاذ محمود محمد طه، والتى أعلنت بجريدة الرأي العام.. ويلاحظ القارىء، من غير عناء فى تدقيق النظر، اضطراب الدعوة، وعدم جديتها، لأن الداعي ترك أمر دعوتها عائما، فهو لم يحدد تاريخ الدعوة، ولا مكانها، ولا موضوعها، وكان من واجبه أن يفعل ذلك، ثم يترك للمدعو حق الموافقة أو الرفض. إن وضع الأمر بهذه الصورة، التى نشره بها السيد عطية، ليس أكثر من تمثيلية ضعيفة الحبكة، قصد بها إدراك ما فاته بالقضارف.. وهيهات!
    ثم من حق السيد عطية علينا أن يعرف أن اقتراحنا لمناظرته بالقضارف، لم نقصد من ورائه، البتة، منازلته فى ميدان الفكر الدينى، لأننا نعرف سلفا المستوى الثقافى لأفكاره، وإنما قصدنا، بحق، تعرية وكشف التضليل الذى يمارسونه بإسم الدين.. وقد تحكمت أيضا فى الموقف ظروف القضارف، التى هى غير ظروف الخرطوم..
    هذه بالاضافة الى أننا نعلم، يقينا، أن السيد عطية عاجز، بطبيعة تفكيره، عن مناظرة أفكار الأستاذ محمود، وغير جاد فيما يدعي، والا فليقل لنا لماذا لم يتعرض هو، أو حزبه، لمؤلفات الأستاذ محمود بالنقد والنقاش، وهى كما تعلم كثيرة وقد وزعت منها عشرات الألوف فى أنحاء البلاد المختلفة؟ ثم هى تنشر، وتبشر بأفكار دينية تختلف مع السيد عطية وحزبه، اختلافا أساسيا، فماذا فعلوا فى معارضتها؟؟
    وأخيرا أسوق مثالا حيا على عدم الجدية وسذاجة الفكر فى دعوة السيد عطية، وهو اشتراطه، لقيام المناظرة، قيام لجنة تحكيم تكون قراراتها ملزمة للطرفين، مع ان البداهة فى عرف قضايا الفكر ترفض هذا الرأى لسذاجته، ثم فيه دليل على أن فكر السيد عطية هين عليه، وهو على استعداد للتخلي عنه بقرار لجنة تحكيم! فهل رأى الناس هوانا للدين والفكر كهذا الهوان؟ تصوروا لو ان كفار مكة طلبوا الى النبي مناظرتهم على مثل شروط السيد عطية.. أيقبلها؟! وعليه، فإني، نيابة عن الحزب الجمهوري، أرفض مناظرة الأستاذ محمود محمد طه للسيد عطية محمد سعيد..
    سعيد شايب - الحزب الجمهوري))


    وقد مرت الأيام وكان الشيخ عطية محمد سعيد أحد شهود مهزلة محكمة الردة في نوفمبر عام 1968 وقد جاء في كتاب "بيننا وبين محكمة الردة" عن شهادته في تلك المهزلة:

    Quote: الشهود
    ((عن جريدة الصحافة))

    عطية محمد سعيد – امام جامع
    قال ((في رأيي أن الاستاذ محمود لا يؤمن بالله ولا بالنبي محمد ولا بالبعث الجسدي، وقال أن المدعى عليه قد ذكر في كتاباته ومحاضراته أنه قد وصل مرتبة الكمال المبتغى أي مرتبة الله وقال أن المدعى عليه يدعو الى تقريب صفات المخلوقات من صفات الخالق وان الخالق هو المخلوق والعابد هو المعبود وانه يمكن للانسان أن يصل الى مرتبة يتصل فيها مباشرة مع المولى عز وجل. وقال أن المدعى عليه يدعو للاباحية وتحليل المحرمات)) هذه هي شهادة الشيخ عطية محمد سعيد


    واعجب لقاضٍ يقبل شهادة شاهد يبدأ شهادته بقوله: "في رأيي".. لماذا قبل القاضي رأي الشاهد ولم يطالبه بالدليل على ما شهد؟؟
    أوردت هذه الحادثة لأن الأستاذ سعيد سوف يجيء إسمه في كثير من القضايا اللاحقة بعد قيام نظام مايو..


    ـــ
    ــــ

    والشكر مجددا لكل الذين أثروا البوست بمداخلاتهم، وآمل أن يتمكن مزيد من الإخوة والأخوات من الكتابة كل بما يعرفه أو تعرفه عن الأستاذ سعيد..
    يتواصل..


    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 03-02-2007, 01:06 PM)

                  

03-02-2007, 12:57 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Yasir Elsharif)

    في حضور السعيد البهي وتلك الغرفة الضيقة مساحة واسعة محبه

    يتوهط استاذ سعيد في سريره مقابل الداخل هاشي باشي

    ممتلي فرحا وعندما تخرج منه

    يكتسي وجهك حبور وسرور كانك مالك الدنيا وما فيها

    يا سلام علي هذه الخميلة السعيدية ومن عرف الاستاذ الاشم الاستاذ محمود وعاصر اكبر تلاميذه

    استاذ سعيد ما فضل في الحياة شي

    وحقيقة الاستاذ محود لقد ترك علما وابناء وبنات يسدون عين الشمس يا فرحي بمعرفة هذا الكنز

    وله السلام في العالمين والاولين

    (عدل بواسطة Sabri Elshareef on 03-03-2007, 01:36 AM)

                  

03-03-2007, 01:16 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Sabri Elshareef)

    الله الله، الله
                  

03-06-2007, 04:24 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فأنا السعيد بذكرهم، وأنا الذي يهب العُمُر!! في ذكرى الأستاذ سعيد شايب!! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    أطل مقامي بذا المقام، ففيه بعثي من الحمام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de