|
شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح
|
أدلى السيد اللواء محمد سعيد إبراهيم مدير سجن كوبر سابقا بإفادات هامة وجيدة لجريدة الوطن، ولكن بعضها ينقصه الدقة، وسأقوم هنا بتوضيح النقاط التي أعتقد أنها غير دقيقة.. إفادات اللواء لم تنزل بعد في النسخة الإلكترونية من صحيفة الوطن ولذا سأنقل مباشرة مما جاء في النسخة الورقية للصحيفة..
سوف أنقل ما جاء من أسئلة الصحفي عادل سيد أحمد وأجوبة السيد اللواء محمد سعيد ثم أعلق عليها:
Quote: الوطن: مرحب سعادتك... متى استلمتم المعتقلين الجمهوريين، وعلى رأسهم الأستاذ محمود محمد طه؟؟ محمد سعيد: نعم... عقب بيانهم الشهير الذي وزعوه في الشوارع، وتقديمهم للمحاكمة.. لقد سلموني هؤلاء المعتقلين، وأبرزهم.. الأستاذ محمود محمد طه، عقب إصدر [هكذا جاءت] قوانين سبتمبر 1983 م. الوطن: أين تم إيداعهم؟؟ محمد سعيد: بزنازين الغربيات |
أعتقد أن اللواء محمد سعيد يخلط بين حدثين مختلفين، الأول هو اعتقال الأستاذ محمود وعشرات الجمهوريين منذ صيف عام 1983 وقبل إصدار قوانين سبتمبر 1983، والثاني هو اعتقال الأستاذ محمود وإخضاعه للمحاكمة بقوانين سبتمبر هو وأربعة من الجمهوريين هم عبد اللطيف عمر حسب الله ومحمد سالم بعشر وتاج الدين عبد الرازق وخالد بابكر حمزة.. ففي الإعتقال الأول والذي كان بسبب كتاب "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" لم يكن الأستاذ محمود محتجزا في سجن كوبر وإنما كان محتجزا في بيت من بيوت جهاز الأمن، أما بقية الجمهوريين فقد كانوا معتقلين في سجن كوبر واستمر اعتقال الأستاذ محمود والجمهوريين حتى يوم 19 ديسمبر 1984 حيث أطلق سراحهم بغير إدانة وبغير شروط.. واعتقال الجمهوريين هذا هو الذي تزامن مع اعتقال السيد الصادق المهدي وبعض قيادات حزب الأمة ولذا فإن قول اللواء في الفقرة التالية غير دقيق ويحتاج إلى تصحيح..
Quote: المعاملة الخاصة الوطن: لماذا لم تودعهم بـ "المعاملة الخاصة" بسجن كوبر؟؟ محمد سعيد: لقد فكرت في ذلك.. قلت، في نفسي: هل يعقل أن نضع رجلا في مثل هذه القامة بالزنازين.. الوطن: ربما أتتك أوامر "عُليا"، بوضعهم في الزنازين". محمد سعيد: مطلقاً.. إدارة السجن كانت محكومة بقوانين معينة، يصعب تجاوزها.. وأنا كنت منفذا للقانون.. الوطن: إذن.. لماذا كانوا في "الغربيات"؟؟ محمد سعيد: لأن "المعاملة الخاصة" كانت "مشغولة"... حيث كان السيد الصادق المهدي و "11" من قيادات الأنصار وحزب الأمة الآخرين معتقلين. الوطن: كلهم كانوا في غرفة واحدة؟؟ محمد سعيد: الصادق المهدي كانت له غرفة لوحده.. أما الآخرون فموزعون على غرف أخرى.. الوطن: معزولون عن بعضهم البعض؟ محمد سعيد: لا.. كان مسموحا لهم بالإختلاط. الوطن: ماذا كان برنامجهم؟؟ محمد سعيد: السيد الصادق المهدي كان كثير الإطلاع... وأيضا يجتمع مع ناسه... ثم يؤدون الصلاة كجماعة... ويقومون بعمل محاضرات... |
أولا كان اعتقال الجمهوريين في الفترة التي تزامن وجودهم فيها مع وجود السيد الصادق المهدي وقيادات الأنصار وحزب الأمة اعتقالا سياسيا وكانوا يتلقون جميعا نفس المعاملة.. أما إيداع الأستاذ محمود محمد طه والجمهوريين الأربعة في سجن كوبر فقد حدث بعد حكم الذي أصدرته محكمة المهلاوي وقضت على خمستهم بالإعدام في يوم الثلاثاء 8 يناير 1985، وهذا هو سبب وجود كل واحد منهم في زنزانة منفصلة.. وقبل صدور هذا الحكم كان الأستاذ محمود والجمهوريون الأربعة محتجزون في حراسة مركز الشرطة الأوسط في أمدرمان عندما تم اعتقال الأستاذ يوم 5 يناير 1985 وأُلحق بالجمهوريين الأربعة الذين كانوا هناك قبله بعدة أيام..
أدلى السيد اللواء بشهادة طيبة عن الأستاذ محمود كوَّنها بعد أن التقى به عدة مرات وتحدث معه، ولكنها أيضا غير دقيقة كما يتضح في الفقرة التالية:
Quote: الوطن: نعود مرة أخرى لزنازين "الغربيات"... ملاحظاتك حول محمود محمد طه، وهو في الزنزانة؟؟ محمد سعيد: شيء عجيب... شيء عجيب جداً... أنا من خلال عملي في السجون... كنت بينين وبين نفسي، أتأمل في البشر.. بأنماطهم المختلفة... قضاياهم ومشاكلهم وجرائمهم... ما استوقفني أحد، كما استوقفني هذا الشيخ... الأستاذ محمود محمد طه... لقد تسامرت معه، وتونسنا وتحدثنا... الوطن: ماذا خرجت به من انطباعات حول شخصية هذا الرجل؟؟ محمد سعيد: مدرسة قائمة بذاتها... قائد فذ... ومتدين... يحيطه تهذيب غير عادي... تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني... لا تحس بأنه يكذب... بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة... بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول... به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع... والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..
الذكر الوطن: هل كنتم ترصدون برنامجه اليومي؟؟ محمد سعيد: نعم دون أنْ نقصد أن نتجسس عليه... كنا نلاحظ أنهم يكثرون من الصلوات... ويكثرون جدا من الذكر... الوطن: وماذا كان يفعل الأستاذ محمود محمد طه... تحديداً؟؟ محمد سعيد: الإطلاع... هذا الرجل كان كثير الإطلاع... كنا نلاحظ أنه يقرأ "القرآن".. الوطن: وماذا بشأن "الصلاة"؟؟ محمد سعيد: لم نلحظ أنه يصلي... ولكن، لاحظنا أنه ينزوي في مكان ما في الغرفة... وحينما سألنا جماعته، معنا في كوبر، كانوا يقولون: "الأستاذ وصل، ويصلي صلاة الأصالة". |
يهمني هنا حديث السيد اللواء سجون محمد سعيد عن ملاحظاته حول صلاة الأستاذ.. فهو يقول أن الأستاذ محمود ينزوي في مكان ما في الغرفة بينما يقول في مكان آخر من نفس المقابلة أنه كان في زنزانة وليس في غرفة!!!!! وهل يعني السيد اللواء حقا أنه قام بسؤال بقية الجمهوريين المحكومين بالإعدام والمحتجزين بزنازين منفصلة عن صلاة الأستاذ محمود؟؟؟ وهل هم "جماعته، معنا في كوبر"؟؟؟
وقد استغربت لسؤال صحيفة الوطن عن انطوائية إنسان معتقل في زنزانة منفصلة؟؟؟!!!!
Quote: الوطن: هل كان [الأستاذ محمود] انطوائياً؟؟ محمد سعيد: لا... رغم أنه إنسان جاد جداً... ويحرص على النظام... إلا أن ملامح "ود البلد" بائنة في شخصيته وطريقته.. يبذل مجهودا كبيراً ليتحدث معك بالحجة والمنطق... ولكنه مستمع جيد جداً... وما لفت نظري أنه "غير ثرثار"... إذ يهتم بالتركيز في الكلام وقول القليل... هذا الرجل كان مختلفاً...!. |
Quote: في الحلقة المقبلة: *اجتماع مهم جدا في ليلة ما قبل الإعدام. |
وسأواصل بإذن الله التعليق على التحقيق ، أسئلة الصحيفة، وأجوبة السيد اللواء محمد سعيد..
وشكرا
ياسر الشريف من أمدرمان / السودان السبت 9 يونيو 2007
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح (Re: Yasir Elsharif)
|
شكرا أخى ياسر وسلام للوطن الأستاذ محمود حكم عليه الكثيرون من خلال انطباعات واشاعات بثها الآخرون عنه خصوصا اهل الهوس الدينى وأشباه المتصوفه، بل من أغرب الغرائب أن البعض بنى احكامه تلك على انطباعات واشاعات بثها من لم يرونه أو يتعرفون اليه عن قرب!! أكاد أجزم أن اى انسان "ود بلد" أم غريب، صادق ونزيه، التقى بالأستاذ محمود وتعرف عليه من قرب لفترة وجيزة ما كان بمقدوره الا أن يحترمه كثيرا هذا اذا لم يحبه وتمنى الا يبتعد عنه ولو للحظة واحده ، فهو فعلا مستمع جيد وعالم غزير العلم ومتواضع مثل العشب ودقيق فى أختيار عباراته رغم انه لا يطيل التفكير كثيرا حينما يهم فى التعبير عن شئ. انه فى الحقيقة "قران" حى مجسد يمشى بين الناس!! محقق للمعنى الذى قيل فى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم " كان خلقه القرآن". وخاسر كل من حضر زمنه ولم يره وخاسر من بنى احكامه عليه من خلال تقويم الآخرين حتى لو قالوا عنه حقا وصدقا، فالحكم على الأستاذ محمود بوصفه انسان صادق ونزيه يكون من خلال ما كتبه أو قاله بنفسه أو وافق على طباعته من كتب ظهرت على الجمهور. فى اعتقادى الخاص اللواء محمد سعيد اوصل للناس ما يستطيع توصيله من رؤى وانطباعات لا كلما حدث أو كلما عرفه عن الأستاذ محمود، وهو مشكور على ذلك مهما كان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح (Re: Yasir Elsharif)
|
استاذ ياسر، سلام ومحبة
Quote: مدرسة قائمة بذاتها... قائد فذ... ومتدين... يحيطه تهذيب غير عادي... تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني... لا تحس بأنه يكذب... بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة... بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول... به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع... والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..
|
قرأت قبيل سنوات، عن سادنة قبر الحلاج، وهي أمراة عراقية كبيرة السن، تبخر المرقد، وتحرس الضريح، بل يحرسها، وقل سئلها وفد اجنبي عن الشخصية التي تملأ هذا الضريح، فقالت عنه:
والله كل ما اعرفه عنه، انه كان رجلاً صالحا، وولي من اولياء الله، وكان لا يتوانى في قول الحق، حتى دفع حياته ثمناً لذلك، ولقد عاش وحيدا، متوحدا، لا يؤنسه في وحدته إلا حبه لعاشقه....
في انتظار المزيد....
مع فائق المحبة والريدة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح (Re: Yasir Elsharif)
|
عادل سيدأحمد في حوارات التاريخ
مدير سجن كوبر يروي تفاصيل مثيرة حول لحظات الشنق.. ونميري يرفض إطلاق سراح الأربعة..(3) في حلقات إعدام محمود محمد طه: مدير سجن كوبر: هـذا ما حـدث في لحظات «شنق» محمود محمد طه... ونميري رفض إطلاق سراح الأربعة..!
* المحكمة كانت مهزلة .. وهي حلقة من - ربما كانت «الأخيرة» - من حلقات الديكتاتورية والاستبداد والدم. * قوانينهم الجائرة .. ما كانت قوانين السماء الرؤوفة الرحيمة.. نسي الظالمون في لحظات «الفرعنة» وطبّقوا شعار فرعون الظالم العنيد « ما أُريكم إلا ما أرى»... * إن قضاة الطوارئ حكموا على شيخ تجاوز الـ«70» من عمره... وما انشغلوا ، أو اشتغلوا بمبادئ رسول الرحمة، صلى الله عليه وسلم، القائل : « يسِّروا ولاتعسِّروا .. بشِّروا ولاتنفِّروا». وقد عطّلوا المبدأ النبوي العظيم : «أدرؤوا الحدود بالشبهات» .. فضلا عن أن حدّ الردة ، ليس حدّا متفقا عليه في الإسلام .. وقد كان بإمكان «قضاة الطوارئ» أن يحكموا بإعمال « اختلاف العلماء رحمة» * ولكن متى كانت الديكتاتورية ترحم؟ .. وهي نفسها مخالفة لسنة الله في عباده «متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتههم أحرارا..! * الذي مات هو الذي ظلم .. لأن الظالمين يموتون في اليوم «مئات المرات»...
نعم .. مات محمود محمد طه شهيدا للفكرة والكلمة الشجاعة في وجه السلطان الجائر .. ولكن .. ما أصعب أن تموت وأنت حيّا.. والظالمــــون يموتون في كل لحظة وهم أحياء .! * كانت الليلة الأخيرة .. وهي ليلة الخميس، أي قبل الإعدام بيوم .. كيف سارت تلك الليلة ؟؟ * وهل حاول مدير سجن كوبر إنقاذ الموقف .. حتى يوقف حكم الإعدام ؟؟ وماذا كان رأي الأستاذ الشهيد محمود محمد طه * كانت أياماً عصيبة . عاشها السودانيون، متابعين ومشفقين، حيث ارتفعت وتيرة، وحرارة الساحة السياسية السودانية .. * هــــل يئست من إقناع محمود محمد طه ؟؟ - أبداً لم أيأس ، حتى آخر لحظة، لقد حاولت، وحاولت وحاولت .. ولقد كان هناك اجتماع بيني وبينه.
ليلة الخميس اجتمعت بالأستاذ محمود محمد طه، مساء الخميس، وقلت له : طبعا بكرة تنفيذ قرار المحكمة يا أستاذ، لماذا لا تنقذ نفسك .. نميري ، ليس من السهل أن يتراجع .. يا أستاذ مشِّي الموضوع من أجل إنقاذ نفسك من المشنقة .. ماذا ستخسر، لو أنك وافقت على موضوع الاستتابة، من أجل إنقاذ نفسك من الموت»؟! * ماذا كان رده؟؟ - لم يهتز أبداً .. ورفض رفضاً باتاً .. وظل يردد لي : « أنا مختلف مع الناس ديل اختلاف أساسي». * وبعدين؟؟ - تناقشت معه كثيراً، وجلسنا في تلك الليلة لفترة طويلة، حتى وقت متأخر من الليل..رددت له : « يا مولانا ، نميري ما بتنازل» * ماذا كان تعليقه ؟؟ - هؤلاء، لن أتعامل معهم .. بيني وبينهم اختلاف كلي.
النقاش مستمر * ماذا حدث بعد ذلك؟؟ - الوقت مشي .. والدنيا ليَّلَت .. والنقاش طال .. والأستاذ محمود مصر على رأيه .. لذلك انتهى النقاش ، بيني وبينه على الآتي : « في أي وقت .. وفي أية لحظة، إذا قررت الاستتابة، فبإمكانك إخطار العسكري ، حتى يتم إحضارك إليّ ، وسأحضر من بيتي في أي وقت ليلا ، حتى أقوم بالإجراءات اللازمة، وعلى ذلك افترقنا، ولم أره إلا صباح اليوم التالي أمام المشنقة.
المشنقة * ماذا حدث يوم الجمعة، وأنتم أمام المشنقة؟؟ - كنت صباح الجمعة - وقبل إحضار الأستاذ محمود محمد طه - أحاول إثنائه، وحتى آخر لحظات كنت على استعداد لوقف التنفيذ .. لقد أحضروه .. وقد رأيته وهو في طريقه للمشنقة * هل كان ثابتا؟؟ - بشكل غير عادي .. لم يرتجف.. ثابتا ، كأنه ذاهب إلى نزهة !!.. * ماذا كان دورك؟؟ - الحضور كان مكثفا .. رئيس القضاء، والقضاة، وآخرين .. بجانب الجمهور، والحراسة الأمنية المشددة. أنا كان دوري أن أتلو القرار .. وقد فعلت ذلك.. * ماذا كان القرار؟؟ - كان القرار يتحدث عن أن الأستاذ محمود محمد طه، إذا قبل الاستتابة فلا يعدم ... وإلا سينفذ فيه حكم الإعدام * ورفض الاستتابة؟؟ - نعم .. رفضها .. رفضا باتا، رغم أنه أمام المشنقة.. وهذا ما حيرني..! لم أحسّ بأنه خائف ولا حتى متردد.. لقد صعد للمشنقة بثبات عبر المصطبة المعدة لذلك ..! لقد كان ثابتا 100%... * ثم ماذا ؟؟ - تمّ تنفيذ حكم الإعدام ، صباح الجمعة ، حوالي الساعة «10» صباحا.
الأربعة الآخرون * ماذا بشأن معتقلي الجمهوريين الآخرين؟؟ - أيضا كان الكلام معهم، أنهم وبحسب قرار المحكمة، إذا وافقوا على الاستتابة، فسينقذون أنفسهم من المشنقة. * ماذا حدث إذن ؟؟ - مجموعة عبداللطيف أصلا كانوا حضورا وقت تنفيذ إعدام محمود محمد طه، وقد أمر بذلك رئيس القضاء، وبعد التنفيذ طلبوا أن يلتقوا بمدير السجن، فطلبت من العساكر إحضارهم بسرعة، فوافقوا على كتابة الاسترحام، فاتصلت بمدير عام السجون، الفريق أحمد وادي ، وأخطرته بما حدث، فاتصل هو بدوره بالقصر الجمهوري وأظن أنه تكلّم مع «عوض الجيد»
نميري علمنا بعد ذلك أن «عوض الجيد» اتصل بـ«نميري» * وماذا كان رد نميري؟؟ - نميري وافق، ولكنه اشترط أن يتم ذلك يوم السبت، أمام علماء.. وبالفعل ، جاء العالم المرحوم، عبدالجبار المبارك . تمّت الاستتابة والموافقة .. أدوا الصلاة بمسجد السجن، وبعدها قام قاضي الاستئناف المكاشفي، بتحويلهم إلى قاضي محكمة الموضوع المهلاوي بأمدرمان .. وبعـــدها ، تم إطلاق سراحهم في اليوم نفسه.
http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=5543 _________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شهادة مدير سجن كوبر الأسبق بحق الأستاذ محمود.. للتوثيق والتصحيح (Re: Yasir Elsharif)
|
الحلقة الأولى من التحقيق منقولة من النسخة الورقية للصحيفة التي صدرت بتاريخ 7 يونيو 2007..
Quote: عادل سيد أحمد يقلب دفاتر تاريخ الإعتقال والإغتيال أسرار تقال لأول مرة.. حول محمود محمد طه منذ "الإعتقال" وحتى "الإعدام"!! (1) اللواء محمد سعيد إبراهيم.. مدير سجن كوبر.. شاهد على أهم أحداث فترة مايو بعد قوانين 83 استلمنا "المعتقل ثم السجين" محمود محمد طه.. منذ المنشور وحتى حكم "الإستتابة" شيء عجيب!!! شيء عجيب..!.. لم أر في حياتي العملية مثل هذا الرجل.. ولكن..!
• الحكاية بدأت بـ "منشور" ضد قوانين سبتمبر 83... كان رأي الأستاذ، الشهيد محمود محمد طه، واضحا.. بإعتبار أن هذه القوانين لا تعبّر عن الإسلام، وأنها شوهت قيم الدين. السلطة والسطان، أصابهم الهوس.. حتى إن "بطانة" الحاكم، أقنعوه بأنه "طار" شرقا وغربا، محققاً العدالة.. • الجمهوريون، وزعيمهم محمود محمد طه، تمسكوا بموقفهم المناهض لقوانين 83... حتى قامت سلطات مايو بإعتقال محمود محمد طه وأربعة من قادة الفكر الجمهوري.. وقدمتهم لـ محكمة الموضوع، برئاسة المهلاوي.. وكانت في انتظارهم هناك... محكمة الإستئناف برئاسة المكاشفي. فقضت محاكم "العدالة الناجزة" بـ الإستتابة... وإلا فـ الإعدام...! • السلطات أودعت الأستاذ محمود محمد طه، والأربعة الآخرين... بسجن كوبر.. كان مدير السجن وقتها، هو اللواء محمد سعيد إبراهيم.. والذي تولى إدارة السجن في الفترة من 1983 وحتى 1985 الزنزانة ** مرحب سعادتك... متى استلمتم المعتقلين الجمهوريين، وعلى رأسهم الأستاذ محمود محمد طه؟؟ * نعم... عقب بيانهم الشهير الذي وزعوه في الشوارع، وتقديمهم للمحاكمة.. لقد سلموني هؤلاء المعتقلين، وأبرزهم.. الأستاذ محمود محمد طه، عقب إصدر [هكذا جاءت] قوانين سبتمبر 1983 م. ** أين تم إيداعهم؟؟ * بزنازين الغربيات المعاملة الخاصة ** لماذا لم تودعهم بـ "المعاملة الخاصة" بسجن كوبر؟؟ * لقد فكرت في ذلك.. قلت، في نفسي: هل يعقل أن نضع رجلا في مثل هذه القامة بالزنازين.. ** ربما أتتك أوامر "عُليا"، بوضعهم في الزنازين". * مطلقاً.. إدارة السجن كانت محكومة بقوانين معينة، يصعب تجاوزها.. وأنا كنت منفذا للقانون.. ** إذن.. لماذا كانوا في "الغربيات"؟؟ * لأن "المعاملة الخاصة" كانت "مشغولة"... حيث كان السيد الصادق المهدي و "11" من قيادات الأنصار وحزب الأمة الآخرين معتقلين. * كلهم كانوا في غرفة واحدة؟؟ * الصادق المهدي كانت له غرفة لوحده.. أما الآخرون فموزعون على غرف أخرى.. ** معزولون عن بعضهم البعض؟ * لا.. كان مسموحا لهم بالإختلاط. ** ماذا كان برنامجهم؟؟ * السيد الصادق المهدي كان كثير الإطلاع... وأيضا يجتمع مع ناسه... ثم يؤدون الصلاة كجماعة... ويقومون بعمل محاضرات...
برنامج محمود ** نعود مرة أخرى لزنازين "الغربيات"... ملاحظاتك حول محمود محمد طه، وهو في الزنزانة؟؟ * شيء عجيب... شيء عجيب جداً... أنا من خلال عملي في السجون... كنت بيني وبين نفسي، أتأمل في البشر.. بأنماطهم المختلفة... قضاياهم ومشاكلهم وجرائمهم... ما استوقفني أحد، كما استوقفني هذا الشيخ... الأستاذ محمود محمد طه... لقد تسامرت معه، وتونسنا وتحدثنا... ** ماذا خرجت به من انطباعات حول شخصية هذا الرجل؟؟ * مدرسة قائمة بذاتها... قائد فذ... ومتدين... يحيطه تهذيب غير عادي... تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني... لا تحس بأنه يكذب... بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة... بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول... به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع... والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..
الذكر ** هل كنتم ترصدون برنامجه اليومي؟؟ * نعم دون أنْ نقصد أن نتجسس عليه... كنا نلاحظ أنهم يكثرون من الصلوات... ويكثرون جدا من الذكر... ** وماذا كان يفعل الأستاذ محمود محمد طه... تحديداً؟؟ * الإطلاع... هذا الرجل كان كثير الإطلاع... كنا نلاحظ أنه يقرأ "القرآن".. ** وماذا بشأن "الصلاة"؟؟ * لم نلحظ أنه يصلي... ولكن، لاحظنا أنه ينزوي في مكان ما في الغرفة... وحينما سألنا جماعته، معنا في كوبر، كانوا يقولون: "الأستاذ وصل، ويصلي صلاة الأصالة".
ود بلد ** هل كان انطوائياً؟؟ * لا... رغم أنه إنسان جاد جداً... ويحرص على النظام... إلا أن ملامح "ود البلد" بائنة في شخصيته وطريقته.. يبذل مجهوداً كبيراً ليتحدث معك بالحجة والمنطق... ولكنه مستمع جيد جداً... وما لفت نظري أنه "غير ثرثار"... إذ يهتم بالتركيز في الكلام وقول القليل... هذا الرجل كان مختلفا.. |
| |
|
|
|
|
|
|
|